ورد إتصال من شخص ما يقطن مدينة الحويجة التي تقطنها غالبية عربية
جنوب كركوك، كان الشخص متعاطفا مع التركمان في مناطق تازا وتوزخورماتو،
وقرى أخرى يخطط الجهاديون لتدميرها، حينها إستعدت ميليشيا تركمانية
صغيرة للقتال، ونجحت بالفعل في ذلك لنصف نهار، كان ذلك في 17 حزيران
2014 ، قال الرجل، إن سيارات وقطع عسكرية من مخلفات القوات الرسمية
المنسحبة تحمل العشرات من المقاتلين العرب والأفغان ستصل القرية وستقوم
بقتلكم جميعا وعليكم الحذر، يقول أحد المواطنين التركمان ويسكن وسط
كركوك حاليا، إنه يتلقى إتصالات من مواطنين تركمان محاصرين في القرية
(بشير) وهم في حال سيء للغاية فقد فشلت الميليشيا التركمانية في صد
الهجوم، أو الصمود.
كان عدد السيارات المهاجمة ثلاثين، ويحملون مدافع الهاون، سقطت أكثر
من 150 قذيفة في ساعة. هرب العشرات من، وقتل العشرات، من لم يستطع
الوصول الى منطقة تازه ظل في المكان دون معرفة مصيره مع فقدان أربعين
شخصا آخر من السكان، وتعرض نساء الى الإغتصاب، كان أحد رجال القرية
يقاتل بشراسة لكنه تعرض للقتل، قتلت كل عائلته بما فيهم الطفل الرضيع
الذي يبلغ ثلاثة أشهر من العمر. قتل بإطلاق نار في رأسه.
بعد إغتصاب عدد من النساء علقن من أرجلهن على أعمدة خزان كبير
للمياه يعلو في سماء بشير، كانت رؤوس الضحايا مثقوبة بإطلاقات نارية،
إمرأة عمياء قتلت، وتم خطف بناتها الثلاث من قبل الجهاديين، وتم
التمثيل بجثث القتلى الذين قاوموا تقدمهم، في حين يتحكم القناصة بأسطح
بنايات. في الواقع فإن مافعله جهاديون بالناس في القرية يمثل رسالة
قاسية لبقية المناطق، ويتطلب ذلك تسليح سكن القرى التركمانية الذين
يفتقدون الى الدعم من العرب ومن الكورد الذين يرون فيهم منافسين قد
يكون التخلص منهم عن طريق آخرين حلما بدأ يتحقق. كانت إحدى العائلات
وصلت للتو من بلاد أخرى في زيارة لأقارب لها في بشير حين فوجئوا
بالهجوم، قتلت إحدى النساء الكبيرات، وتم إختطاف الشابات في العائلة.
قصفت طائرات عراقية بعض مواقع المسلحين دون أن يكون من جدوى للقصف،
وبقي المقاتلون يتحكمون في المكان، لكن العائلات المحاصرة تعرضت
لعمليات قتل منظم وإغتصاب وسلب للأموال والممتلكات، بعض الأسر كانت
لوقت قريب تتصل عبر الموبايل وتطلب إستغاثة، عائلات كانت بحاجة الى
الطعام والشراب، وأبلغوا أقارب لهم إنهم عرضة للموت جوعا مع أطفالهم،
إنقطعت جميع الإتصالات معهم ويبدو إنهم ماتوا بالفعل.
بشير هي حكاية لقرية تركمانية يلفظها أبناء المناطق الأخرى،
التركمان أقلية في وسط مائج بالمشاعر القومية والطائفية فمن سيحميهم؟
...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة
النبأ المعلوماتية |