الغوص في أعماق الكون..

ثورة للكشف عن أسرار الفضاء  

 

شبكة النبأ: يواصل علماء الفلك اكتشافاتهم ودراساتهم واكتشافاتهم في مجال الفضاء وما يحويه من عجائب وأسرار من خلال المراقبة الدقيقة للكواكب والنجوم والظواهر الفضائية الأخرى، حيث تم مؤخراً رصد العديد من الكواكب والنجم الجديدة التي تم التعرف عليها من خلال الاعتماد على التقنيات والأجهزة الحديثة والمتطورة، والتي قد تساعد العلماء والباحثين في الوصول الى نتائج مهمة حول وجود حياة في كواكب أخرى، كما ان هذه الدراسات والاستكشافات الجديدة قد غيرت العديد من التوقعات والنظريات السابقة خصوصا وإنها اعتمدت اليوم على أدلة علمية لايمكن إنكارها او التشكيك بها كما يقول بعض الخبراء.

وتشير بعض الدراسات العلمية التي نقلتها بعض وسائل الإعلام الى ان مجرتنا التي يبلغ اتساعها 100 ألف سنة ضوئية ربما تحتوى على ما يقارب (40 مليار كوكب). والرقم الحالي من الكواكب حتى الآن الذي تتيح معرفته هو 1049 كوكبا، مرشحا لوجود حياة عليه، وتدور هذه الكواكب حول نجوم شبيهه بالشمس. ويعتقد العلماء ايضا بوجود كواكب أخرى عددها 2000 كوكب على الأقل مرشحة أيضا لوجود حياة عليها وتبعد عن كوكب الأرض بما يقدر بـ 60 سنة ضوئية.

هذه الاكتشافات وردت تفاصيلها في جريدة "Proceedings" التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الامريكية، واستندت هذه الاكتشافات على تحليلات إحصائية للمراقبات التي تم تسجيلها عن طريق تليسكوب ناسا العملاق كيبلر الذي التقط صورا لـ 150 ألف نجم كل 30 دقيقة لمدة 4 سنوات.

وبتحليل هذه الصور وجد العلماء انخفاضات منتظمة في أضواء النجوم، وهذا قد يكون دليلا على مرور كواكب أمامها. ويبلغ عدد النجوم التي تم تصويرها وتشبه الشمس تقريبا أو أقل منها بمقدار ضئيل في درجات الحرارة، يبلغ 42 ألف نجم، وشوهد لهذه النجوم 603 كواكب. والعشرات من هذه الكواكب تشبه كوكب الأرض ويبلغ حجمها تقريبا نفس حجمه، وهي تبعد عن نجمها مسافات مقاربة لبعد الأرض عن الشمس، مما يجعل ذلك درجة الحرارة على الكوكب ليست بساخنة أو باردة، وقد يسمح ذلك بوجود حياة على سطحه. وأوضحت ايضا مزيدا من الإحصائيات أن حوالي 22% من النجوم التي تشبه الشمس محاطة على الأقل بكوكب واحد قد تكون عليه صورة من صور الحياة.

قمر المشتري

وفي هذا الشأن فقد قال علماء إن قمر جانيميد التابع لكوكب المشتري ربما يمتلك محيطات ثلجية وسائلة مكونة من عدة طبقات أشبه ما تكون بالشطيرة الشعبية المتعددة الطبقات. وأضافوا إن هذا الترتيب ربما يزيد فرص أن يكون هذا العالم الثلجي النائي يأوي حياة. وطارت مركبة الفضاء جاليليو التابعة لإدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) عند القمر جانيميد في التسعينات وأكدت وجود محيط داخلي ووجدت أيضا أدلة على وجود ماء مالح ربما من الملح المعروف باسم كبريتات المغنسيوم.

وجانيميد الذي يبلغ قطره نحو 5300 كيلومتر أكبر قمر في المجموعة الشمسية كما أنه أكبر من كوكب عطارد. وصنع فريق من العلماء نموذجا بالكمبيوتر للمحيط الموجود على سطح جانيميد آخذين في اعتبارهم لاول مرة كيفية زيادة الملح كثافة السوائل في ظل نوع الظروف البالغة الصعوبة الموجودة داخل جانيميد . وعلى الرغم من أن أبحاثا سابقة أشارت إلى ترتيب روتيني "للشطيرة" يكون فيها الثلج على السطح يليه طبقة من الماء السائل ثم طبقة من الثلج في القاع فإن الدراسة الجديدة أشارت إلى احتمال وجود طبقات أكثر من ذلك.

وقال ستيف فانس وهو عالم في البيولوجيا الفلكية في معمل الدفع النفاث في ناسا بكاليفورنيا إن هذا الترتيب ربما يكون شبيه بذلك: في الأعلى طبقة من الثلج على سطح القمر مع وجود طبقة من الماء أسفلها ثم طبقة ثانية من الثلج وتحتها طبقة أخرى من الماء ثم بعد ذلك طبقة ثالثة من الثلج مع طبقة أخيرة من الماء في القاعة فوق قاع البحر الصخري. وقال فانس "هذا يجعله أكبر شطيرة عملاقة في النظام الشمسي. "ويتميز جانيميد بوجود قدر كبير من الماء على سطحه ربما يزيد 25 مرة من حجم محيطات الأرض. ويقدر أن عمق محيطاته يبلغ نحو 800 كيلومتر. وقال الباحثون إنه مع وجود قدر كاف من الملح يمكن للماء السائل على سطح جانيميد أن يصبح كثيفا إلى حد غوصه الى القاع نفسه. بحسب رويترز.

وهذا يعني أن الماء ربما يتدفق على قمة الصخور وهو وضع ربما يعزز الظروف الملائمة لنمو الحياة الميكروبية. وقال فانس الذي نشرت دراسته في دورية علوم الكواكب والفضاء إن "فهمنا لكيفية نشوء الحياة على الأرض تشمل التفاعل بين الماء والصخر. وهذا(البحث) يشير إلى إحتمال أقوى لوجود مثل هذه الأشكال من التفاعل في جانيميد."

البقعة الحمراء

من جانب اخر اظهرت صور التقطها التلسكوب الفضائي هابل أن أبرز سمة مميزة لكوكب المشتري وهي بقعة حمراء عملاقة أكبر حجما من الارض آخذة في الانكماش. وما يطلق عليها "البقعة الحمراء الكبرى" هي عاصفة عنيفة ذهبت تقديرات في اواخر القرن الثامن عشر إلى ان قطرها حوالي 40 ألف كيلومتر او اكبر ثلاث مرات من كوكب الارض.

وتبدو العاصفة وهي الاضخم في النظام الشمسي كتجويف احمر عميق محاط بطبقات من ثلاثة ألوان هي الاصفر الباهت والبرتقالي والابيض. وقال علماء في الفلك بإدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) إن السرعة داخل العاصفة تقدر بمئات الاميال في الساعة. وعند مرور مركبات الفضاء فويجر التابعة لناسا بالكوكب في عامي 1979 و1980 كان قطر البقعة حوالي 22500 كيلومتر.

لكن صورا جديدة التقطها تلسكوب الفضاء هابل اظهرت ان البقعة الحمراء اصغر مما كانت عليه في اي وقت مضى حيث وصل قطرها إلى اقل من 16100 كيلومتر. كما ان شكلها يبدو اكثر استدارة الان. ولا يعرف العلماء على وجه اليقين سبب انكماش البقعة بمعدل ألف كيلومتر سنويا. بحسب رويترز.

وقالت آيمي سايمون عالمة الفلك بمركز جودارد لرحلات الفضاء في جرينبلد بولاية ماريلاند في بيان "تتغلغل دوامات صغيرة للغاية فيما يبدو إلى دخل العاصفة .. ربما تكون مسؤولة عن التغير المتسارع من خلال الاخلال بالقوى المحركة الداخلية (للعاصفة)." وتخطط سايمون وزملاؤها لاجراء دراسات متابعة لكشف ما يحدث في الغلاف الجوي لكوكب المشترى وهو ما يستنزف طاقة العاصفة ويتسبب في انكماشها.

صائد الكواكب

على صعيد متصل قال مسؤولون إن إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) تعتزم إحياء تلسكوب الفضاء كبلر Kepler صائد الكواكب وإسناد مهمة جديدة له بعدما أحالته للتقاعد بسبب مشاكل في نظام التحديد العام الماضي. ودشن التلسكوب في عام 2009 للبحث عن كواكب في حجم الأرض تدور في مدارات مناسبة حول نجومها ويوجد بها ماء وهو شرط يعتقد أنه ضروري للحياة. ومازال علماء كبلر يحللون بيانات للعثور على كوكب مناظر لكوكب الأرض لكنهم أضافوا بالفعل 962 تأكيدا و3845 مرشحا للقائمة التي تتضمن 1713 كوكبا اكتشفوا خارج النظام الشمسي. بحسب رويترز.

وفقد كبلر العام الماضي العجلة الثانية من أربع عجلات تمركز فيما يحتاج إلى ثلاث عجلات ليستطيع التحديد بدقة. ومن المقرر بدء حالات الرصد الأولى للحملة الجديدة والتي يطلق عليها "كيه 2". ويكلف كبلر ناسا حاليا قرابة 18 مليون دولار سنويا. ويدور التلسكوب في مدار على بعد حوالي 64 مليون كيلومتر من كوكب الأرض.

كويكب تشيليابينسك

الى جانب ذلك أظهر بحث أجراه علماء أن الكويكب الذي انفجر فوق مدينة تشيليابينسك بروسيا العام الماضي وأصاب حطامه أكثر من ألف شخص اصطدم بكويكب آخر قبل وصوله إلى الارض. ويظهر تحليل لمعدن الجاديت الموجود في شظايا الانفجار أن الجسم الأساسي للكويكب اصطدم بكويكب أكبر منه حجما عند سرعة بلغت 4800 كيلومتر في الساعة.

وقال شين اوزاوا من جامعة توهوكو باليابان الذي قاد البحث في ورقة بحثية نشرت في دورية (ساينتيفك ريبورتس) "ربما أدى هذا التصادم الى انفصال كويكب تشيليابينسك عن الكتلة الاصلية ووجهه إلى الارض." ومن المتوقع ان يعطي هذا الكشف العلماء مزيدا من التبصر في كيفية انتهاء مصير كويكب ما في مساره نحو الارض. ويشتبه العلماء بان التصادم بين الكويكبين حدث قبل حوالي 290 مليون سنة.

واحترق معظم جسم الكويكب الذي سقط فوق مدينة تشيليابينسك وكان قطره 20 مترا في شكل كرة من اللهب نتجت عن حرارة الاحتكاك لدى اختراقه الغلاف الجوي للارض بسرعة 67600 كيلومتر في الساعة. لكن شظايا كثيرة صغيرة نجت. وكان الكويكب يسير بسرعة أكثر حولي 60 مرة من سرعة الصوت وانفجر على بعد 30 كيلومترا من سطح الارض بقوة أكبر 30 مرة تقريبا من قوة القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما في اليابان عام 1945 اثناء الحرب العالمية الثانية.

وأحدث الانفجار فوق تشيليابينسك موجات تصادمية دمرت المباني وحطمت النوافذ. وأصيب أكثر من ألف شخص بسبب الحطام المتطاير. وأظهر تحليل لحطام الكويكب الذي انفجر فوق تشيليابينسك في جنوب غرب سيبيريا بنية مختلفة لمعدن الجاديت موجودة داخل المواد الزجاجية التي تتشكل بعد تحطم الصخور وانصهارها. ولا يزال العلماء يحللون شظايا الكويكب لحساب المسار الدقيق الذي اتخذه نحو الارض. ووصف اوزاوا الكويكب الذي سقط فوق تشيليابينسك بأنه "عينة فريدة." بحسب رويترز.

وأحدث الكويكب ثاني أقوى انفجار في التاريخ المسجل. وفي عام 1908 انفجر ما يشتبه انه كويكب بقوة أكبر حوالي ألف مرة من قوة القنبلة الذرية في هيروشيما وأدى إلى اقتلاع 80 مليون شجرة على مساحة زادت على ألفي كيلومتر مربع قرب نهر بودكامينيا تونجوسكا في سيبيريا.

كوكب صخري

على صعيد متصل قال علماء انهم اكتشفوا نوعا جديدا من الكواكب الصخرية خارج المجموعة الشمسية اثقل 17 مرة من كوكب الارض ويفوق باكثر من مرتين حجم الارض. ويدور الكوكب العملاق حول نجم شديد البرودة يسمى "كيبلر-10" ويبعد حوالي 650 سنة ضوئية عن كوكب الارض. وقال ديميتار ساسيلوف مدير مبادرة جامعة هارفارد لاصول الحياة إن الاكتشاف الذي اعلن في اجتماع لرابطة الفلك الامريكية في بوسطن مثير للدهشة لان من المعتقد ان الكواكب كبيرة الحجم تتشكل في الغالب من غازات وليست اجساما صخرية صلبة مثل كوكبي الارض أو المريخ.

ولم يفهم العلماء بعد كيف تكون الكوكب الذي يصل قطره إلى حوالي 29 الف كيلومتر وحجمه اكبر 2.3 مرة من كوكب الارض. وابلغ ساسيلوف الصحفيين اثناء مؤتمر صحفي "إنه كوكب عملاق به الكثير من الصخور التي تمركزت في نفس المكان ولا توجد به اي غازات. وتلك معضلة لان فهمنا ان طريقة تكون الكواكب تستلزم ان تتجمع الصخور في بيئة يكون 99 تقريبا من كتلتها من الهيدروجين والهيليوم." بحسب رويترز.

واستغرق تكون الكواكب الصلبة الاقل حجما مثل كوكبي الارض والمريخ -اللذين من المعتقد انهما تكونا من بقايا مواد- وقتا اقل لكي تندمج معا. وتظهر ابحاث ذات صلة ان حوالي 75 بالمئة من الكواكب التي اكتشفت بواسطة تلسكوب الفضاء كيبلر التابع لإدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) اقل اربع مرات في قطرها من كوكب الارض.

تكون القمر

من جانب اخر أظهر بحث جديد أن الصخور التي جلبها رواد فضاء المركبة أبوللو من القمر قبل أكثر من 40 عاما تحمل آثارا لكوكب بحجم كوكب المريخ يعتقد العلماء أنه صدم الأرض وأدى إلى تكون القمر. وقال علماء ألمان يستخدمون تقنية جديدة إنهم رصدوا اختلافا كيميائيا بسيطا بين صخور الأرض وصخور القمر. وأضافوا أن هناك حاجة لمزيد من الدراسة لتأكيد هذا الدليل الذي ظل مبهما لفترة طويلة وهو أن مادة من جسم آخر غير الأرض أسهمت في تكوين القمر قبل نحو 4.5 مليار سنة.

ويعتقد العلماء أن القمر تشكل من سحابة من الركام أطلقت في الفضاء بعد أن اصطدم كوكب الأرض بجسم بحجم كوكب المريخ اسمه ثيا. وللكواكب المختلفة في المجموعة الشمسية تراكيب كيماوية مختلفة. لذا يعتقد العلماء أن صخور القمر ربما تحمل آثارا كيماوية تدل على الجسم الذي ارتطم بالأرض. وظل الدليل على هذه النظرية مبهما حتى اللحظة. وقال دانييل هيرفارتس من جامعة كولونيا في ألمانيا "طورنا تقنية تضمن انفصالا تاما" لنظائر الأكسجين عن الغازات الأخرى التي تترك أثرا.

وأضاف هيرفارتس وهو الباحث الأول في الورقة المتعلقة بهذا الاكتشاف المنشور في دورية ساينس "الفروق طفيفة ويصعب اكتشافها ولكنها موجودة." وقال العلماء إن النتائج تشير إلى أن تركيبة القمر هي من ثيا بنسبة 50 في المئة ومن الأرض بنسبة 50 في المئة وذلك على الرغم من أن هناك حاجة لمزيد من العمل لتأكيد هذه التقديرات. وحلل فريق العلماء الصخور التي جلبها إلى الأرض رواد فضاء إدارة الطيران والفضاء (ناسا) في رحلاتهم على المركبة أبوللو 11 وأبوللو 12 وأبوللو 16 إلى القمر والتي جرت بين عامي 1969 و1972. بحسب رويترز.

وقالت روبن كانوب المتخصصة في علم الكواكب بمعهد أبحاث ساوث ويست في بولدر بولاية كولورادو الأمريكية والتي لم تشارك في البحث "هذا أول عمل يزعم أنه رصد اختلافا كهذا في نظائر الأكسجين." وأضافت "الاختلافات المذكورة بين الأرض والقمر صغيرة للغاية.. صغيرة بما يكفي لجعلي أعتقد أن جدلا سينشب بشأن ما إذا كان الاختلاف حقيقيا أو من صنع البشر فيما يتعلق بكيفية تفسير البيانات."

تساقط الشهب

من جهة اخرى اصيب علماء الفلك والهواة في اميركا الشمالية بخيبة امل اذ ان تساقط الشهب الذي كان متوقعا بوتيرة استثنائية لم يكن سوى ظاهرة عادية. ولم يستطع الشغوفون بالظواهر الفلكية ان يشاهدوا سوى بضع ومضات في السماء، كما ان الات التصوير التي وضعتها وكالة الفضاء الاميركية ناسا لم تستطع التقاط سوى القليل جدا من الشهب.

ويعود السبب وراء هذه الشهب الى مرور كوكب الارض في سحابة من بقايا المذنب "209 بي لينيار" الذي رصده العلماء للمرة الاولى في شباط/فبراير من العام 2004. وتتم هذه السحابة من الحطام دورتها حول الشمس مرة كل خمس سنوات. ولم يكن بعض العلماء على درجة عالية من الثقة من ان الظاهرة ستكون استثنائية فعلا، فقد قال بيل كوك مدير قسم النيازك في وكالة الفضاء الاميركية ناسا "لا احد يعرف تماما ما سيجري في تلك الليلة، فهي المرة الاولى التي يجتاز فيها كوكب الارض حزاما من الحطام العائد لذلك المذنب".

ومصدر هذه البقايا التي دخلت الغلاف الجوي للارض مسببة ومضات في السماء اثر احتراقها، هو المذنب 209/لينيار الذي يبلغ قطره 600 متر. وهو مذنب صغير الحجم مقارنة بمذنبات اخرى يصل قطرها الى عشرات الكيلومترات. والمذنبات هي اجرام فلكية تتكون بشكل اساسي من الجليد والغبار والغازات، وعندما تقترب من الشمس ترتفع حرارتها فيذوب جليدها وتنبعث منها الغازات والغبار الامر الذي يفسر شكل الذنب الذي تتخذه. بحسب فرانس برس.

ويعتبر العلماء ان المذنبات تأتي من مصدرين، هما اما حزام كويبر الواقع بعد كوكب نبتون، او سحابة اورت الواقعة بعد بلوتو على مسافات قصوى من الشمس على حدود المجموعة الشمسية، وهي تدور حول الشمس في مدارات واسعة جدا وبعضها يتم دورته في ملايين السنين. الا ان علماء اكتشفوا خلال العقد الاخير ما لا يقل عن 12 مذنبا ناشطا في منطقة ثالثة من النظام الشمسي هي حزام النيازك الواقع بين المريخ والمشتري.

التضخم الكوني

في السياق ذاته يقول علماء أمريكيون إنهم الآن أصبحوا أقل تأكدا من الدليل الذي توصلوا إليه على حدوث التضخم الكوني عقب الانفجار العظيم. وكان العلماء قد أعلنوا سابقا اكتشاف نمط ضوئي في السماء يؤكد وقوع تمدد الفضاء الذي حدث بسرعة خاطفة بعد مرور أجزاء من الثانية على الانفجار العظيم. واستخدمت مجموعة "بيسيب 2" الأمريكية مجهرا في القطب الجنوبي للكشف عن هذه الإشارة. ولاقي هذا الاكتشاف في مارس/آذار استحسانا كبيرا وقت الإعلان عنه ووصف بأنه جدير بجائزة نوبل.

لكن الانتقادات تزايدت منذ ذلك الحين، وأشارت مؤسسات منافسة إلى وجود ثغرات في تحليل الفريق والأساليب التي وظفها في البحث. ونشرت مؤسسة "بيسيب 2" رسميا بحثها في دورية "فيزيكال ريسيرتش لترز" العلمية. وفي هذا البحث، تتمسك المجموعة بقيادة علماء من الولايات المتحدة بالنتائج التي توصلت إليها، لكنها أقرت بأن هناك بعض الأسئلة المهمة التي لا تزال تحتاج إلى إجابات.

وفي محاضرة عامة في لندن، أقر أحد الباحثين الرئيسيين في "بيسيب2" بأن الظروف قد تغيرت.

وقال البروفيسور كليم برايك من جامعة مينيسوتا في محاضرته للجمهور "هل تراجعت ثقتنا (في النتائج)؟ نعم" وإشارة "استقطاب بي-مود"، تأخذ شكل دوامة في خصائص اتجاهات ضوء إشعاع خلفية الكون

وأعلن فريق البحث في مؤتمر صحفي عن الدليل المرتقب منذ زمن طويل على حدوث "التضخم الكوني". وظهرت في الثمانينيات من القرن الماضي نظرية أن الكون شهد تمددا كبيرا في أول تريليون من تريليون من تريليون من الثانية من نشأته. وتساعد هذه الفكرة أيضا في تفسير السبب في احتفاظ عمق الفضاء بنفس الحجم في جميع الجوانب من السماء، وتشير الفرضية إلى أن حدوث تمدد خاطف في بادئ الأمر ربما أدى إلى عدم وجود أي تفاوت.

وتتنبأ نظرية التضخم الكوني بشيء محدد للغاية، وهو أن التضخم صاحبته موجات من طاقة الجاذبية، وأن هذه التموجات الموجودة في النسيج المشترك بين الزمان والفضاء (space-time) كان لها تأثير لا يمكن محوه على أقدم ضوء في السماء، وهو إشعاع خلفية الكون. وقال فريق بيسيب إنه استطاع اكتشاف هذه الإشارة، التي يطلق عليها "استقطاب بي-مود"، وتأخذ شكل دوامة في خصائص اتجاهات ضوء إشعاع خلفية الكون. بحسب بي بي سي.

ولذا فإن هذه الإشارة دقيقة للغاية، ولا يجب الخلط بينها وبين نفس تأثيرات الاستقطاب التي قد يحدثها الغبار القريب من مجرتنا. وركزت التعليقات، بشكل كبير على هذه القضية، وزادت الانتقادات بشكل كبير حينما كشف علماء يعملون على مجهر المركبة المدارية "بلانك" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية عن معلومات جديدة تصف استقطاب الغبار في درب التبانة. وأحدث بيانات أطلقتها مركبة بلانك الأوروبية لم تغطي الجزء من السماء الذي فحصه مجهر بيسيب2 وستطلق مركبة بلانك، التي يتفق الجميع على فاعليتها الشديدة في تحديد سمات الغبار، المزيد من البيانات قبل نهاية العام الحالي، وهذا بشكل كبير جدا سيتضمن ملاحظات تتعلق بنفس الجزء من السماء الذي يغطيه مجهر بيسيب2. وحتى ذلك الوقت وحتى ظهور بيانات جديدة من مصادر أخرى، فإن مؤسسة "بيسيب2" تقر بأن هناك قدرا كبيرا من عدم اليقين يحيط بنظريتها للتضخم الكوني.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 25/حزيران/2014 - 26/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م