مقابر الاحياء.. بؤرة الإجرام والفساد والتمرد

 

شبكة النبأ: ملف السجون يعد من اخطر الملفات في مختلف أنحاء العالم وذلك لاعتبارات أمنية هامة، قد تكون سببا في تهديد امن واستقرار تلك الدول، خصوصا وان هذه السجون تعج اليوم بآلاف المجرمين والخارجين عن القانون المنتمين الى جهات وتيارات إجرامية مختلفة كما يقول بعض المراقبين، الذين أكدوا على ان الكثير من السجون العالمية تعاني من مشكلات وأزمات خطيرة يصعب علاجها او القضاء عليها بسهولة، بسبب تفشي الفساد وضعف الأداء الرقابي الذي جعل منها بؤرة للإجرام والفساد والتمرد والعصيان والتطاول على القانون، هذا بالإضافة الى ان هذه المشاكل قد ساعدت بزيادة حالات الهروب لبعض اخطر السجناء.

من جانب أخر يرى بعض الخبراء ان التشديد والرقابة قد يكون له عواقب سلبية لاتختلف عما سبق، خصوصا وان بعض الحكومات تعمد الى إنشاء سجون سرية لبعض المعارضين تكثر فيها حالات التعذيب و انتهاك حقوق الإنسان، وهو ما قد تترتب عليه الكثير من المخاطر المستقبلية خصوصا وان تلك السجون ربما ستكون مدارس لنشر بعض الأفكار المتطرفة.

سجون سرية

وفي هذا الشأن فالسجون السرية في مصر كانت على رأس الموضوعات التى تناولتها الصحف البريطانية سواء في النسخة الورقية أو الإليكترونية. ويحذر التحليل مما قال إنه مخاوف لدى المحللين من أن اعتقال الحكومة المصرية آلاف المعارضين في سجون سرية قد يؤدي إلى ظهور نوع جديد من "الجهاديين".

ويضرب الكاتب مثلا بحالة أحمد عبد السميع صاحب الواحد والثلاثين عاما ووالد لثلاثة أطفال والذي تم اعتقاله لمدة تقترب من الشهر دون أن تعرف عنه أسرته شيئا ثم تلقوا مكالمة تليفونية من مجهول أخبرهم بأنه في سجن العزولي ثم أغلق الهاتف فورا. ويقول دراغي إن والد أحمد قال له إنه استجدى الكثير من المسؤولين في وزارتي العدل والداخلية ليخبروه عن مكان نجله دون طائل لمدة شهر تقريبا زار خلالها أغلب السجون المعروفة قبل أن يدركوا أنه في سجن العزولي والذي يقول إنه لم يسمع عنه في السابق.

ويقول دراغي إن عددا من النشطاء المصريين وجمعيات حقوق الإنسان الدولية تؤكد أن الشاب قد اختفى في شبكة كبيرة من السجون والمعتقلات السرية والتي تعتبر كالثقوب السوداء فلا تعترف الحكومة بوجودها ولا يعرف الكثيرون بوجودها أيضا. و"أغلب السجون المصرية المعلنة مثل طرة وبرج العرب تشهد حالات من التعذيب والاهانة للمعتقلين أما السجون والمعتقلات السرية فتشهد أنواعا أخرى من التعذيب لاتخطر على البال."

ويقول هؤلاء حسب ما نقل عنهم دراغي إن هذه الشبكة قد اتسعت وزاد حجمها بعدما شددت السلطات الأمنية قبضتها ضد المعارضين من شهر يوليو /تموز الماضي عقب "الانقلاب العسكري" الذي اطاح بمحمد مرسي. ويضيف دراغي أنه لا وزارة العدل المصرية ولا وزارة الداخلية تستجيبان لطلبات الأسر لمعرفة مصير أبنائهم في سجون من هذا النوع لأنها لاتعترف بوجودها أساسا، مشيرا إلى أن سجن العزولي مجرد موقع واحد من عشرات المعتقلات السرية في ربوع مصر والتى تستخدمها قوات الامن في اعتقال واستجواب وتعذيب الاف المعارضين واغلبهم من مؤيدي مرسي.

ويقول إن "هذه الانواع من المعتقلات قد تؤدي إلى تشكل نوع أخر من المتطرفين داخلها كما حدث مع أيمن الظواهري وأبو مصعب الزرقاوي حيث تغير فكر اغلب المتطرفين العرب داخل السجون والمعتقلات". كما ينقل دراغي عن أحد الخبراء قوله إن "التعذيب وغياب العدالة من أهم أسباب تغيير فكر وسلوك المنتمين إلى الحركات العنيفة والجهادية حيث رأينا قبل ذلك أن هؤلاء الذين يتعرضون للتعذيب داخل المعتقلات يصبحون اكثر وحشية وشراسة عندما يخرجون منها".

سجون أمريكا

على صعيد متصل نقلت إدارة الرئيس باراك أوباما في هدوء أكثر من عشرة معتقلين من سجن عسكري أمريكي صغير في أفغانستان لتتقدم خطوة صغيرة تجاه تصفية النظام الامريكي المثير للجدل بخصوص المعتقلين بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول. وفي رسالة إلى الكونجرس أبلغ الرئيس باراك أوباما المشرعين الأمريكيين أن حوالي 38 سجينا من خارج أفغانستان ما زالوا في سجن باروان خارج كابول انخفاضا من 50 سجينا قبل شهور قليلة.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي طالبا عدم نشر اسمه إنه بحلول نهاية مايو أيار أرسل رجل فرنسي وآخر كويتي وعشرة باكستانيين إلى دولهم. ويشمل المعتقلون الباقون مواطنين يمنيين وتونسيين وروسيا تنظر الولايات المتحدة أيضا في محاكمته أمام محكمة عسكرية أو مدنية. وتؤكد عمليات النقل السرية التحديات التي تواجهها ادارة اوباما في إغلاق سجن باروان وأيضا السجن العسكري الأمريكي الأكبر في خليج جوانتانامو في كوبا. ولم توجه تهمة لكثير من المعتقلين لكن الإفراج عنهم يمكن أن يثير رد فعل سياسيا.

وتواجه إدارة أوباما انتقادا لقرارها إرسال خمسة سجناء من طالبان من معتقل جوانتانامو إلى قطر مقابل الإفراج عن بوي برجدال الجندي الأمريكي الذي احتجزه متشددون مرتبطون بحركة طالبان في باكستان. وتعمل إدارة أوباما بهدوء على نقل بعض السجناء خارج معتقل خليج جوانتانامو الذي نال انتقادات واسعة من جانب جماعات حقوق الإنسان منذ بدء احتجاز سجناء فيه في غمرة هجمات 11 سبتمبر. وما زال فيه نحو 150 سجينا.

وتعتبر الحكومة الأمريكية بعض السجناء في مركز باروان للاحتجاز خطرين لدرجة تحول دون الإفراج عنهم. شأنهم في ذلك شأن محتجزي جوانتانامو. ولبعضهم صلات غير واضحة بالصراع في أفغانستان بمن فيهم يمني اعتقل في بانكوك ونقل إلى السجن. وظل الغموض يكتنف هوية معتقلي باروان وكذا نقل بعضهم إلى بعض الدول في الماضي. بحسب رويترز.

واطلع أعضاء في الكونجرس الأمريكي على تقرير سري بشأن هويات محتجزي السجن. ولكن مصير المحتجزين صارت له أهمية مع قرب نهاية مهمة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي العسكرية في أفغانستان. ويعتزم أوباما أن يترك ما يقل عن عشرة آلاف جندي في أفغانستان بعد عام 2014 وأن يسحب كل جنوده تقريبا بحلول نهاية 2016. وقال مسؤولون باكستانيون إن المحتجزين العائدين سيظلون تحت المراقبة لضمان ألا تكون لديهم صلات بمتشددين. ويقول مدافعون عن حقوق السجن إن بعض السجناء العائدين على الأقل أودعوا سجونا سرية في باكستان قبل إطلاق سراحهم.

سجن أبو غريب

في السياق ذاته أعلنت وزارة العدل العراقية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني ، عن إغلاق سجن بغداد المركزي المعروف بسجن أبو غريب، ذلك بعدما أخلته من السجناء "لأسباب أمنية" بحسب ما أشار وزير العدل العراقي. علما أن المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" قد وصلت إلى جوار السجن.

وقال البيان أن "وزارة العدل أعلنت عن إغلاق سجن بغداد المركزي، المعروف بسجن أبو غريب سابقا، بصورة كاملة وإخلائه من النزلاء، بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية". ونقل البيان عن وزير العدل حسن الشمري قوله أن "الوزارة أنهت نقل جميع النزلاء البالغ عددهم 2400 نزيل بين موقوف ومحكوم بقضايا إرهابية، إلى السجون الإصلاحية في المحافظات الوسطى والشمالية". وأضاف الشمري أن "الوزارة اتخذت هذا القرار ضمن إجراءات احترازية تتعلق بأمن السجون، كون سجن بغداد المركزي يقع في منطقة ساخنة". مشيرا إلى أن "لجنة مشكلة في الوزارة باشرت بتوزيع الموظفين والحراس الإصلاحيين في السجن على بقية السجون في بغداد".

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، العميد سعد معن أن "غلق السجن يأتي في إطار إجراءات لوجستية إضافة لكونه من السجون القديمة". وأشار معن إلى أن "هناك رؤيا امنية تتعلق بموقع السجن" في منطقة ابو غريب (20 كلم غرب بغداد) التي تشهد هجمات شبه يومية لقربها من مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) التي تخضع لسيطرة مسلحين مناهضين للحكومة منذ بداية العام. وردا على سؤال حول ما إذا كان السجن أغلق بصورة نهائية، قال معن إن "هذا اجراء إداري يتعلق بوزارة العدل".

وتعرض سجن أبو غريب في تموز/يوليو العام الماضي إلى هجوم شنه عشرات المسلحين بالتزامن مع هجوم على سجن آخر في التاجي إلى الشمال من بغداد. وتمكن خلال العملية نحو 500 سجين من الفرار بعضهم قادة كبار في تنظيم ما يسمى "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، الذي تبنى الهجوم في وقت لاحق. وعرف سجن أبو غريب حول العالم بعد نشر صور عام 2004 تظهر تعرض سجناء عراقيين للإهانة وسوء المعاملة على أيدي سجانيهم الأمريكيين، ما أثار فضيحة أدت الى أحكام بحق 11 جنديا أمريكيا تصل إلى السجن لعشرة أعوام. بحسب فرانس برس.

ويظهر في إحدى الصور سجين عار مهدد بكلاب حراسة يمسك بها جنود امريكيون وهو ملتصق إلى بوابة زنزانة، فيما تكشف أخرى عن مجموعة سجناء عراة غطت رؤوسهم بأكياس بلاستيكية فيما تقوم جندية أمريكية بالإشارة بسخرية إلى أعضائهم التناسلية. ودفعت الفضيحة إلى إغلاق السجن في أيلول/سبتمبر 2006 حتى شباط/فبراير 2009.

سجون حمص

الى جانب ذلك يرفض العديد من المقاتلين السوريين المحتجزين في أحد معتقلات النظام في حمص إطلاق سراحهم، بعد أن سلموا أنفسهم، خوفا من انتقام رفاقهم سابقا أو إيقافهم من جديد بعد أن أرهقتهم المعارك والجوع في حمص المحاصرة لسنتين. وسلم حوالي مئة مقاتل معارض سوري أنفسهم منذ أشهر للسلطات " لتسوية أوضاعهم" في معتقل مؤقت في أحد أحياء حمص، ويخشى هؤلاء في حال الإفراج عنهم أن يتم توقيفهم من جديد أو أن يقعوا ضحية انتقام من رفاقهم السابقين الذين يعتبرونهم "خونة".

ويقبع هؤلاء المقاتلون في مدرسة عند طرف مدينة حمص تحت حراسة جنود، سلموا أنفسهم مقابل وعود بالعفو عنهم لأنهم سئموا مقاومة الجوع وخوض المعارك وكان ذلك منذ بدء عملية خروج المدنيين والمقاتلين من مدينة حمص بعد حصار لأحيائهم من قوات النظام استمر سنتين. ويقول أحد المعتقلين: "كنا جائعين جدا. في معظم الأحيان، لم يكن في إمكاني أن أقف على قدمي"، بينما يشير آخر إلى أن بعض قادة الكتائب كانوا يلجؤون إلى الابتزاز، عن طريق تقديم الطعام والأدوية لمن يقدم الولاء لهم. أما النظام فيقول أنه يسعى إلى "إعادة تأهيل" هؤلاء و"إعادة دمجهم في المجتمع".

وقد مر في مدرسة الأندلس منذ شباط/فبراير 1500 شخص تم التحقيق معهم، وتمت "تسوية أوضاع" عدد كبير منهم. إلا أن المعتقلين الذين لا يزالون في المدرسة حاليا يؤكدون أن 56 شخصا من هؤلاء أعيد اعتقالهم، أو اختفى كل أثر لهم. ويقول أحد المحتجزين قائد مجموعة عسكرية سابقا: "كنا نعتقد أننا سنحصل على عفو، إلا أن أسماءنا سلمت إلى أجهزة الأمن، وأوقف العديد من الشبان بعد تسوية أوضاعهم". مطالبا بضمانات لعدم تعرض من تبقى من المحتجزين للشيء نفسه. بحسب فرانس برس.

ويرى الباحث في منظمة العفو الدولية (امنستي انترناشونال) نيل ساموندز أن "خطر حصول إخفاءات قسرية كبير" بالنسبة إلى المحتجزين في مدرسة الأندلس بحمص، و"من الواضح أن الضمانات المعطاة لهؤلاء غير كافية". ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن أسماء المفرج عنهم "تسرب من دون شك إلى مسلحين موالين للنظام يشتبه في أنهم ينفذون عمليات خطف". ويقر مدير مركز الأندلس عمار حشمي بأن عشرين شخصا أوقفوا مجددا بعد خروجهم وأحيلوا إلى القضاء، بسبب وجود "دعاوى مدنية" ضدهم.

السجون البرازيلية

من جهة أخرى استخدمت مروحية صغيرة يتم التحكم بها عن بعد لنقل رزمة من الكوكايين الى سجن في ولاية ساو باولو في البرازيل على ما ذكرت صحف محلية. وحلقت الطائرة وهي لعبة يتم التحكم بها عن بعد فوق سجن في ساو جوزيه دوس كامبوس (120 كيلومترا عن ساو باولو) والقت رزمة تحوي 250 غراما من الكوكايين اخذها السجناء سريعا. وخلال عملية تفتيش لاحقة للسجن ضبط الحراس المخدرات وارسلوها الى مركز الشرطة الاقرب اليهم على ما قالت سلطات ادارة السجون لصحيفة "إستادو دي ساو باولو". اما المروحية المستخدمة في العملية فاختفت.

على صعيد متصل أقدم سجناء في مدينة سيرغيبي بالبرازيل على احتجاز حوالي 122 رهينة معظمهم أقرباء لسجناء، كما ذكرت الناطقة باسم السجن، ويأتي هذا العصيان وقالت ناطقة باسم السجن ساندرا ميلو أن بين الرهائن أربعة من حراس سجن "أدفوغادو جاسينتو فيلو" في مدينة "أراكاجو" كبرى مدن ولاية سيرغيبي. وأضافت أن العصيان يجري في جناح واحد فقط في السجن"، مشيرة إلى أن سبب العصيان ليس واضحا حتى الآن وقد يكون له علاقة بمطالب السجناء بنقلهم. بحسب فرانس برس.

وأكدت ميلو وهي المتحدثة باسم شركة رفيفر الخاصة التي تدير السجن بالتعاون مع ولاية سيرغيبي، أن الشرطة دعيت إلى المكان والهدوء عاد والمفاوضات من أجل الإفراج عن الرهائن ستستأنف. من جهته قال رئيس الشرطة العسكرية في سيرغيبي موريشيو إيونس لموقع "جي 1" الإخباري أن "لا نعتقد أن السجناء سيؤذون أقربائهم". ولكنه كان قلقا على حراس السجن "الرهائن" لأنهم "يتعرضون للتهديدات في الداخل". ويوجد في البرازيل اليوم 548 ألف سجين، وهناك حاجة إلى 207 ألف موقع من أجل منع اكتظاظ السجون، وفق منظمة معنية بحقوق السجناء. ويأتي عصيان السجناء بالتزامن مع موجة احتجاجات في مدن برازيلية عدة بسبب ارتفاع الأسعار نتيجة المسابقة العالمية .

إطعام قسري متحضر

على صعيد متصل قال سجين سوري في معتقل جوانتانامو الأمريكي في كوبا في التماس قدم الى محكمة ان إطعامه القسري يصل الى حد التعذيب وطلب من القاضي ان يأمر القائمين على المعتقل بأن تتم هذه العملية بطريقة "متحضرة". وفي التماس الى المحكمة الجزئية الامريكية في واشنطن قال محام يمثل أبو وائل دياب ان موكله لا يعترض على تغذيته قسرا ليبقى على قيد الحياة لكنه يعترض على الأساليب التي تستخدم. ونقل المحامي جون ايزنبرج عن موكله قوله "انني مستعد أن يتم إطعامي قسريا بطريقة انسانية."

وكتب محاميه وهو يبلغ المحكمة بأن هذه الاقتباسات تمثل أفضل اعادة صياغة للمحادثة الهاتفية التي جرت مع موكله دياب "هل من الضروري لهم تعذيبي؟ وهل من الضروري لهم خنقي كل يوم بأنبوب؟ هل يجب ان أعاني يوميا؟" وحكمت القاضية بالمحكمة الجزئية الامريكية جلاديس كيسلر بأن باستطاعة الجيش الامريكي ان يستأنف إطعام دياب قسرا لان حالته الجسدية تتدهور بسرعة. وكان أمر سابق للمحكمة قد أوقف مؤقتا عمليات الإطعام. بحسب رويترز.

وقال محامو دياب ان اقتياده هو وغيره من السجناء من زنازينهم وتقييدهم وتغذيتهم من خلال انبوب يتم ادخاله في الانف ممارسة غير قانونية ومؤذية جسديا. وجاء في الالتماس انه منذ قرار المحكمة يقوم فريق جديد من الحراس بإخراج دياب من زنزانته لإطعامه قسرا. وجاء في الالتماس انه تعرض "للخنق بقسوة" أثناء اخراجه من زنزانته. ونقل الالتماس عن دياب قوله "اعتقدت انهم سيخنقوني حتى الموت لانهم كانوا يتعاملون معي بقسوة شديدة." وقال دياب ان الإطعام القسري مؤلم وفي بعض الاحيان يسبب نزفا من الانف. وأضاف ان الإطعام القسري لن يكون انسانيا "ما لم تكن هناك أوامر صارمة وواضحة من القاضي."

هروب السجناء

من جانب أخر أعلنت السلطات الكندية أن ثلاثة أعضاء "خطرين" في المافيا قد فروا من سجن بمدينة كيبيك باستخدام طائرة هليكوبتر حطت على واحدة من باحات السجن خصيصا لتنفيذ عملية الفرار غير المسبوقة. وقالت المتحدثة باسم أمن كيببك (الشرطة) آن ماتيو في تصريح لشبكة أر.دي.أي الفرنسية، أن "المروحية هبطت في إحدى باحات السجن ثم اتجهت غربا وطلبت الشرطة مساعدة الناس للعثور على إيف دنيس (35 عاما) ودنيس لوفيبر (53 عاما) وسرج بومرلو (49 عاما) الذين يعتبرون خطرين جدا.

وكان هؤلاء الذين يتزعمون شبكة من المهربين، سيمثلون في 15 كانون الثاني/يناير 2015 أمام القضاء بتهم ارتكاب جرائم عن سابق تصور وتصميم في قصر العدل بمونتريال. ويواجه الفارون الثلاثة أيضا مجموعة من التهم بتهريب مخدرات والتآمر ومخالفات تجري محاكمتهم في شأنها منذ الثامن من نيسان/أبريل. بحسب فرانس برس.

وكان الثلاثة اعتقلوا في 2010 في إطار عملية لمكافحة المخدرات أتاحت القضاء على شبكة للمهربين في ابيتيبي- تميسكامينغ (المنطقة الغربية لإقليم كيبيك). ويضم سجن كيبيك الخاضع للسلطة القضائية الإقليمية والذي كان يسمى سجن أورسانفيل، سجناء يمضون عقوبة بالسجن تقل عن سنتين. وفي آذار/مارس 2013، فر اثنان من السجناء من سجن سان جيروم (شمال مونتريال).

على صعيد متصل هرب 19 محكوما من سجن في البوسنة في ساعة متأخرة بينما كان حراسهم منشغلين بالتصدي لأسوأ فيضانات تشهدها منطقة البلقان في التاريخ المنظور. وقال نائب الضابط المكلف في الشرطة المحلية بافو جرجيتش "حدثت فوضى داخل السجن... أصيب السجناء بذعر مع وصول المياه لزنازينهم حيث بلغ ارتفاع الماء فيها مترا واحدا بداخلها. واغتنموا الفرصة عندما خفت الحراسة عن المبنى وفروا." والقي القبض على ستة من السجناء الهاربين بعد فترة قصيرة من هروبهم في بلدة أوراسجي الشمالية فيما ألقي القبض على الباقين بعد مطاردة استمرت لفترة طويلة.

سجون مكيفة

الى جانب ذلك فاذا ما كان السجناء في معتقل غوانتانامو العسكري بخليج كوبا، يتمتعون بمكيفات هواء، فلما نحن لا؟ هذا هو محور دعوى قضائية رفعها ناشطون وجامعة أمريكية للمطالبة بتزويد سجن بمنطقة نفاسوتا" بولاية تكساس بمكيفات هواء، حيث قد تتعدى درجة الحرارة مائة درجة فهرنهايت، ما أدى لوفاة 12 سجينا خلال السنوات الثلاث الماضية.

وتقول الدعوى القضائية المرفوعة من جانب كل من "مشروع حقوق الإنسان بتكساس" وكلية الحقوق بجامعة تكساس، إن السجن المعروف بـ"الوحدة باك والاسا،، يحتجز فيه 1400 سجين، 114 منهم فوق سن السعبين ويعاني بعضهم من أمراض مزمنة، دون مكيفات هواء في منطقة قد تصل درجة الحرارة إلى 100 فهرنهايت، كما تقول بيانات وزارة العدل بولاية استشهد بها مقدمو الدعوى. بحسب CNN.

كما استشهدت بحوادث وفاة مزعومة بلغت 20 وفاة منذ عام 1998 بسبب الحرارة الشديدة داخل المنشأة، التي توجد بها مناطق مبردة كالمكتبة، والمباني المخصصة لتعليم السجناء ومراكز الزيارات، غير أنها مناطق نادرا ما يسمح للسجناء بدخولها. وبجانب المقارنة بمعتقل غوانتانامو حيث تحتجز أمريكا العشرات من سجناء الحرب على الإرهاب، زعم المدعون أن الخنازير بالمنطقة تتلقى معاملة أفضل من السجناء حيث يحظر القانون أن لا تزيد درجة الحرارة بحظائرهم عن 74 درجة.

أخبار أخرى

في السياق ذاته سيحصل رجل أفرج عنه عام 1989 بعد أن أدين بطريق الخطأ بقتل أولاده السبعة على تعويض قدره 1.2 مليون دولار عن 21 سنة قضاها في السجن وذلك بموجب قانون وقعه ريك سكوت حاكم ولاية فلوريدا. وسيعوض هذا القانون الذي أجازته بالاجماع الهيئة التشريعية لولاية فلوريدا جيمس ريتشاردسون عن الفترة التي قضاها في السجن بما في ذلك أربع سنوات كان ينتظر فيها إعدامه. وكان هذا الحكم قد صدر على ريتشادسون الذي يبلغ عمره الآن 78 عاما ويعيش في ولاية كانساس في عام 1968 بعد إدانته بقتل أولاده في أركاديا قرب ساحل فلوريدا الجنوبي الغربي.

وفيما بعد اعترفت جليسة أطفال سابقة بأنها قتلت الأولاد بدس مبيد حشري لهم في الطعام. وكان ريتشاردسون قد حكم عليه بالاعدام ولكن العقوبة خففت للسجن مدى الحياة عندما ألغت المحكمة العليا في الولايات المتحدة عقوبة الإعدام في شتى أنحاء البلاد عام 1972. وأفرج عن ريتشاردسون عام 1989 ولكن لم يكن من حقه الحصول على تعويض وفقا للقانون التقليدي بالولاية للتعويض عن السجن الخطأ والذي لم يكن قد أجيز حتى عام 2008. وفي دورة هذا العام وافق المشرعون على مشروع قانون أعد بشكل دقيق بحيث لا ينطبق إلا على ريتشاردسون. وأمر حاكم الولاية السابق بوب مارتنيز بمراجعة للقضية بعد إعتراف جليسة الأطفال بجريمتها في 1988.

على صعيد متصل قرر سجن في سان بطرسبرغ في شمال غرب روسيا عرض نسخ عن لوحات روسية شهيرة في اروقته لتحسين ظروف عيش السجناء على ما قالت ممثلة عن المتحف الروسي الشريك في المشروع. و يمكن للسجناء في سجن كريستي وهو مبنى قديم يقع على ضفة نهر نيفا رؤية نسخ للوحات عائدة لرسامين عدة من بينهم بوريس كوستودييف واسحق ليفيتان وايفان شيشكين وكارل بريولوف. بحسب فرانس برس.

واطلقت ادارة السجون هذه المبادرة غير المسبوقة في روسيا بالشراكة مع متحف سان بطرسبرغ الروسي الشهير ومع الكنيسة الارثوذكسية. وقالت انا تسيفيتكوفا احدى المسؤولات في المتحف الروسي "لقد اخترنا خصوصا اعمالا معروفة". وقال متربولويت سان بطرسبرغ ولادوغا الذي شارك في عملية التدشين ان عرض هذه الاعمال الفنية سيسمح باتمام مهمة "روحية وممدنة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24/حزيران/2014 - 25/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م