كابوس الهجرة من إفريقيا..

مستنقع الموت في البحر المتوسط

 

شبكة النبأ: حالة عدم الاستقرار السياسي والصراعات والحروب الأهلية التي تشهدها معظم الدول الإفريقية، أسهمت وبشكل كبير في ازدياد أعداد المهاجرين غير الشرعيين الساعين الى تحسين ظروف عيشهم والبحث عن حياة مستقرة كما يقول بعض المراقبين.

هذه الظاهرة المتفاقمة أصبحت اليوم مصدر قلق للعديد من الدول والمنظمات الإنسانية، خصوصا وان بعض الدول الإفريقية ومنها ليبيا التي تعيش حالة من عدم الاستقرار الأمني مزمن والصراعات المتواصلة تشهد اليوم تدفقا هائلا للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول أخرى بهدف الهجرة عبر البحر إلى أوروبا.

وهو ما قد يسهم بازدياد المخاطر المأساوية التي يتعرض الآلاف من المهاجرين والتي كانت سببا في فقد حياة الكثير منهم، وتشير  العديد من التقارير أن عدد الغرقى شهد ارتفاعا كبيرا حيث يتم انتشال أكثر من ثمان جثث أسبوعيا من البحر. وكان الاتحاد الأوروبي قد حذر من أن عام 2014 قد يشهد ارتفاعا قياسيا في عدد المهاجرين المتدفقين على سواحل دوله الأعضاء.

وفي هذا الشأن يتواصل كابوس المهاجرين غير الشرعيين مع قوارب الموت، حيث توفي عشرة منهم غرقا شمال السواحل الليبية كما أعلنت البحرية العسكرية الإيطالية. وأعلنت البحرية العسكرية الإيطالية أنها انتشلت عشر جثث، إثر غرق زورق مهاجرين على بعد 74 كلم شمال السواحل الليبية، بينما تمكنت إحدى سفن البحرية الايطالية المشاركة في عملية في المتوسط، من إنقاذ 39 مهاجرا كانوا على الزورق المطاطي نفسه. وتوجهت فرقاطة وسفينة دورية إلى منطقة غرق الزورق بدعم من مروحية وسفينة تجارية.

والسفينة الايطالية "ايتنا" تتجه نحو باليرمو (صقلية) حيث ينتظر وصولها وعلى متنها 700 مهاجر تم انقاذهم من البحر في الأيام الماضية إضافة إلى الجثث العشر. ومن جانب آخر تمكن حرس الحدود الإيطالي من انقاذ نحو 300 مهاجر (بينهم 93 طفلا وست نساء) كانوا على سفينة صيد جنوبا وقال أنهم سوريون. وقتل آلاف المهاجرين في السنوات الماضية أثناء محاولتهم عبور المتوسط. وبسبب أحوال الطقس الجيدة غادر آلاف المهاجرين واللاجئين من سوريين واريتريين وسكان فقراء من دول افريقيا جنوب الصحراء، أو يستعدون للمغادرة نحو السواحل الإيطالية وخصوصا إلى مرافئ صقلية.

تفسخ الدولة

من جانب آخر ظل عبد الكبير وخمسة من أصدقائه كلهم من النيجر يسيرون ساعات على تلال صخرية ومدقات رملية للعبور إلى جنوب ليبيا دون أن يقابلوا حارسا واحدا من حرس الحدود. والآن بعد أن عبروا الحدود سالمين أصبحوا لا يشعرون بالحاجة للاختباء. وأصبح الطرف الجنوبي الغربي من ليبيا المتاخم لحدود الجزائر والنيجر بابا مفتوحا للمهاجرين المتسللين من دول جنوبي الصحراء الافريقية متجهين إلى أوروبا وسط مؤشرات على أن الحكومة تخلت عن السيطرة بسبب فوضى الوضع السياسي في طرابلس.

وقد أدت الانتفاضة التي أطاحت بحكم معمر القذافي قبل ثلاثة أعوام إلى تفريغ ترسانات ليبيا من السلاح وأغرقت المنطقة بالأسلحة وأدت إلى تفكك جانب كبير من أجهزة الدولة ما سمح لشبكات التهريب المنظمة بالعمل عبر الحدود. وقال عبد الكبير وهو ينتظر مع أصدقائه لمقابلة مهرب في غات أول مدينة وصل إليها في ليبيا "عبرنا سيرا على الأقدام. لم يكن هناك جيش ولا شرطة." وأقاموا خيمة قرب طريق غير ممهد يؤدي مباشرة إلى مركز قريب للجوازات الليبية لكن لم تقلق راحتهم أي دورية ليبية.

ويقول حرس السواحل الايطالي إن 50 ألف شخص على الأقل عبروا من شمال أفريقيا إلى ايطاليا بحرا هذا العام مقارنة مع 40 ألفا في العام الماضي كله. ووصل أغلبهم من بلادهم جنوبي الصحراء برا عن طريق ليبيا. وعلى الدوام كان اغلاق الحدود الجنوبية الليبية التي تمتد مسافة أكثر من 2000 كيلومتر يمثل تحديا إلا أنه لا توجد محاولات تذكر لتحقيق هذا الهدف منذ سقوط القذافي.

فقد قلصت طرابلس التي تقع على مسافة 1300 كيلومتر إلى الشمال التمويل المخصص لحرس الحدود في إطار أزمة الميزانية التي تسببت فيها احتجاجات أدت لتوقف صادرات نفطية. وقال محمد عبد القادر رئيس مجلس مدينة غات "الحدود مفتوحة ليل نهار. وأي شخص يريد العبور يمكنه ذلك. لا توجد سيطرة." وأضاف "أغلبهم (المهربون) مسلحون بعضهم تجار مخدرات وبعضهم يتاجرون في السلاح والبضائع والمهاجرين غير الشرعيين."

ويقول مسؤولون حدوديون إن ما يصل إلى 200 أفريقي يعبرون شريط غات الحدودي كل يوم وأغلبهم متجه شمالا إلى ساحل البحر المتوسط لركوب زورق في رحلة بحرية إلى أوروبا. وفي غات تم بناء مركز احتجاز ليضم المهاجرين الذين يقعون في قبضة السلطات وهم يحاولون عبور الحدود. لكنه يقف خاليا ومهجورا الان وتقول السلطات المحلية إنها لا تحصل على أي أموال لإدارته.

وأصبح المهاجرون الأفارقة يتجولون في المدينة دون أن يعترض سبيلهم أحد. وهم يعيشون في بيوت مهجورة ويقفون في الصباح في الشارع الرئيسي بحثا عن عمل. وتمرق سيارات الشرطة أمامهم دون أن تتوقف. وقال رجل من شمال النيجر لم يذكر من اسمه سوى موسى "جئت هنا بحثا عن عمل لانه لا يوجد شيء في النيجر." وترك موسى خلفه زوجة وثلاثة أطفال. ولا يحاول المهربون الاختباء.

فقد قال مهرب بعد صعود ستة مهاجرين من النيجر إلى سيارته التويوتا البيك أب "عن أي شرطة أو جيش تتحدث؟" وأضاف المهرب وهو من بدو الطوارق الرحل الذين ينتشرون في المنطقة "ليس لي عمل وعلي أن استرزق." ويعمل هذا المهرب ضمن شبكة ويقود السيارة بالمهاجرين إلى أوباري على مسافة نحو 250 كيلومترا ثم ينقلهم زميل له إلى سبها وهي المدينة التالية في الطريق شمالا إلى ساحل البحر المتوسط. لكنه لا يشعر بالقلق من احتمال مصادفة دورية ويقول "لدي أصدقاء في الشرطة والجيش."

والمهربون لا يرشدون المهاجرين إلى شمال ليبيا فحسب بل ينقلون سلعا مثل البنزين والقمح جنوبا إلى دول افريقية أو غربا إلى الجزائر للتربح بالاستفادة من الدعم الحكومي السخي الذي يجعل أسعار السلع زهيدة في ليبيا. كما تنقل الأسلحة جنوبا ويبدي دبلوماسيون غربيون قلقهم من أن جنوب ليبيا بدأ يتحول إلى ملاذ أو نقطة انتظار لمقاتلين متجهين في جميع الاتجاهات إلى مصر وسوريا والسودان ومالي.

وسئل المهرب عما إذا كان مقاتلون متشددون يعبرون الحدود فقال "الحدود مفتوحة. تقدر ان تفعل ما بدا لك. مهربون وتجار مخدرات والقاعدة. أي واحد يريد أن يأتي يمكنه أن يأتي. لا توجد شرطة." وقد أغلقت الجزائر الحدود البرية مع ليبيا وأحكمت سيطرتها عليها لكن مسؤولا جزائريا قال إن من الصعب التنسيق مع الجانب الليبي. وعلى الحدود الشرقية فإن حركة السيارات برا بين مصر وليبيا محدودة.

ولا يستطيع الجيش والشرطة الليبيان اللذان يجري تدريب رجالهما مجاراة المهربين المسلحين. ويبلغ عدد أفراد قوة تابعة لوزارة الداخلية للتصدي للتهريب حوالي 150 فردا يغطون مسافة حدودية طولها 600 كيلومتر حسبما قال ضباط. وقال ضابط كبير وهو يسير على طريق ممهد تستخدمه القوات الليبية والجزائرية على الحدود المشتركة "فكرت في الاستقالة لاننا لا نستطيع أن نؤدي العمل على الوجه الصحيح." وأضاف "هذا طريق رئيسي للمهاجرين المتسللين" مشيرا على طريق صخري تتناثر فيه أحذية وزجاجات تركها العابرون للحدود.

ويدعم وحدته مواقع للجيش كل بضع عشرات من الكيلومترات على امتداد الحدود وتعتمد الوحدة على بنادق كلاشنيكوف عتيقة ولا تملك سوى بضعة هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية لتنسيق عملها. وأضاف الضابط أنه إذا كانت أوروبا تشعر بالقلق بسبب المهاجرين فعليها أن تبذل المزيد للمساعدة في تزويد الحرس بالعتاد وتدريبهم. وقال الضابط طالبا عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام منه "الاتحاد الاوروبي دائما يتحدث عن التدريب ودعمنا لكن هذا مجرد كلام كلام كلام." بحسب رويترز.

وقال جندي بالجيش يقيم في معسكر أقيم بين التلال الرملية إنه حضر دورة تدريبية في تركيا تعلم فيها كيف يستخدم نظام مراقبة يعمل عبر الاقمار الصناعية لا تملكه ليبيا. وكانت طرابلس وقعت اتفاقا مع شركة ايطالية لتركيب هذا النظام لكن رئيس البلدية عبد القادر قال إنه لم يحدث شيء حتى الان في منطقة غات. وقال إن حكومة ليبيا استوردت سيارات من طراز لاند كروزر يحتاج إليها الجنود بشدة لمراقبة الممرات الحدودية الصحراوية غير الممهدة لكن المسؤولين أبقوها في طرابلس لاستخدامها. وأضاف "طلبنا المساعدة من الامم المتحدة والجماعات الدولية. لكن لا يوجد تأييد دولي أو محلي. لم يتبلور شيء على الأرض."

عمليات مستمرة

الى جانب ذلك باشرت البحرية الأمريكية والإيطالية بمشاركة مالطا واحدة من أكبر عمليات البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط، ويجري البحث عن 25 مركبا انطلقت من ليبيا محملة بمهاجرين بينهم حالات وفيات. وأعلنت الحكومة المالطية أن عملية واسعة تجري بمشاركة مالطا وإيطاليا والولايات المتحدة لمراقبة 25 مركبا محملة بالمهاجرين انطلقت من السواحل الليبية، ما سمح بإنقاذ 130 مهاجرا. وقد وصل آلاف المهاجرين غير الشرعيين أو يستعدون للوصول إلى مرافئ صقلية.

وتفيد معلومات غير رسمية أوردتها وكالة الأنباء الإيطالية إنسا في ميناء بوتزالو عن وفاة ثلاثة أشخاص على متن هذه المراكب المفترض. وجاء في بيان "أن القوات المسلحة المالطية تساهم بنشاط في إحدى أكبر عمليات البحث والإغاثة التي تنظم في البحر المتوسط في السنوات الأخيرة". وتشارك في العملية سفن من البحرية العسكرية وخفر السواحل الإيطالي، وسفن حربية أمريكية وجميع السفن التجارية المبحرة في المنطقة وكذلك ثلاث سفن دورية وطائرة مالطية.

وقد تم رصد 25 مركبا محملة بالمهاجرين وتجري مراقبتها بشكل متواصل. كما تشارك في مراقبة هذه المراكب رادارات خفر السواحل الإيطالي انطلاقا من صقلية. وقد تم إنقاذ أو مواكبة آلاف الأشخاص بينهم عدد كبير من النساء والأطفال في الأيام والليالي الأخيرة في قناة صقلية حتى السواحل. وأعلنت مالطا أن السفينة الأمريكية يو إس إس باتان شاركت في عمليات الإغاثة.

وبحسب معطيات أجهزة الإغاثة الإيطالية فإن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا منذ بداية العام تجاوز الخمسين ألفا. وانتقد رئيس الوزراء المالطي جوزف موسكات في تغريدة الاتحاد الأوروبي وقال "إن القوات المسلحة المالطية تنجز عملا مثاليا مع ماري نوستروم الإيطالية (اسم العملية التي أطلقتها البحرية الإيطالية) والبحرية العسكرية الأمريكية في عملية مشتركة. وأوروبا غائبة كليا".

وقد ارتفع عدد المحاولات للوصول إلى أوروبا من السواحل الأفريقية مع تحسن الطقس. والمهاجرون الذين ينطلقون عموما من ليبيا التي تشهد وضعا فوضويا ينحدرون من أريتريا وسوريا وكذلك البلدان الأكثر فقرا من أفريقيا جنوب الصحراء. على صعيد متصل قال مسؤولون إن خفر السواحل الليبي احتجز 114 مهاجرا أفريقيا في قارب متكدس كان متجها إلى أوروبا. وقال مسؤول بخفر السواحل أثناء اقتياد القارب إلى سواحل غربولي إلى الشرق من طرابلس "قبضنا على هذه المجموعة من المهاجرين غير الشرعيين خلال دوريتنا اليومية في وقت مبكر." ويكثر استخدام المهربين لهذه المنطقة مستغلين ضعف السلطات الليبية.

وقال المسؤول إن المهاجرين من دول جنوبي الصحراء الكبرى ومعظمهم من السنغال. ويدخل أغلب المهاجرين ليبيا عبر حدودها الجنوبية مع السودان وتشاد والنيجر وحدودها الغربية مع الجزائر قبل أن يتجهوا إلى الساحل بمساعدة المهربين. أحبطت قوات الأمن الليبية محاولة لتهريب حوالي 200 مهاجر غير شرعي يتحدر أغلبهم من إثيوبيا وإريتريا، وعثر عليهم "مكدسين" في حاوية كبيرة مختبئين في صناديق ومحاطين ببضاعة "الصابون". وقال مسؤولون ليبيون إن قوات الأمن ضبطت زهاء 200 مهاجر غالبيتهم من إثيوبيا وإريتريا في الزاوية غربي طرابلس لدى محاولتهم العبور بشكل غير قانوني إلى أوروبا في سيارات.

وأضاف مدير الشؤون القانونية في لواء منطقة الزاوية ناصر الشيباني "تم ضبط المجموعة من إريتريا ومن إثيوبيا ومجموعة من السودان، المجموعة بها مائتين بينهم 160 رجل و40 إمرأة، تم ضبطهم في منطقة أبو عيسى بالتحديد على الطريق الساحلي وكان نقلهم.. "اللي جايبهم في حاوية كبيرة مسكر عليهم وحاطط معاهم بضاعة صابون." وكان المهاجرون يختبئون في صناديق داخل شاحنة ليجري تهريبهم خارج العاصمة. بحسب فرانس برس.

وتقول دول غربية إن عدم استقرار الأوضاع في ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي شجع على الأرجح مهربي البشر على استغلال حالة الفوضى في البلد. ومنذ الإطاحة بالقذافي في 2011 زاد عدد المهاجرين الذين مروا عبر ليبيا بدرجة كبيرة لا سيما مع عجز خفر السواحل والجيش عن التصدي لهم.

النيجر وعصابات التهريب

في السياق ذاته قالت وزارة العدل في النيجر إن السلطات أوقفت أكثر من 500 شخص كانوا يعتزمون التسلل عبر الصحراء الكبرى إلى الجزائر خلال الشهور الأخيرة. ويأتي ذلك في إطار حملة تشنها سلطات نيامي ضد العصابات التي تنقل الناس عبر الصحراء. وقالت الوزارة في بيان إن 39 شخصا منهم 29 امرأة جرى احتجازهم بتهم تهريب البشر في بلدة أرليت الشمالية التي تعمل في مجال استخراج اليورانيوم.

والنيجر ملتقى طرق المهاجرين فتربط شمال أفريقيا ببقية القارة. ومعظم المهاجرين المتجهين إلى الجزائر من النساء والأطفال من جنوب شرق النيجر ويجري إرسالهم للتسول أمام المساجد في الجزائر. ويهاجر الكثيرون فرارا من النيجر التي على الرغم من أنها منتج لليورانيوم وواحدة من أحدث منتجي النفط في أفريقيا إلا أن الأمم المتحدة تصنفها على أنها واحدة من أفقر دول العالم وتواجه نقصا في الغذاء بسبب الجفاف المستمر فيها.

وقال أمادو في البيان إن من الصعب إقناع الضالعين بالتهريب بالعدول عن أفكارهم أو توبيخهم. وأضاف "إن من يبدون على أنهم ضحايا وخصوصا النساء ليسوا بالضرورة ضحايا في بعض الأحيان." وتعهدت الحكومة بشن حملة على التهريب بعد أن توفي 92 مهاجرا حاولوا القيام بنفس الرحلة إلى الجزائر في أواخر العام الماضي. وما زال مصير أكثر من 12 منهم غير معروف بعد أن تخلى عنهم المهربون في الصحراء الكبرى في مايو أيار. وعثر على 13 على الأقل من المجموعة البالغ عدد أفرادها خمسون متوفين بينما جرى إنقاذ 14 آخرين.

من جانب اخر أعلن وزير العدل في النيجر إن بلاده ستعيد مواطنيها الذين يعيشون في الجزائر كمهاجرين غير شرعيين بينما تكثف الحكومة جهودها لمحاربة شبكات التهريب. وتقول النيجر إنها دمرت في الشهور الأخيرة منازل آمنة لمهربين في البلدات الشمالية وأعادت المسافرين الذين لا يملكون أوراق هوية صالحة في مسعى لاستئصال شأفة المهاجرين الأفارقة المتدفقين عبر الصحراء الكبرى إلى شمال أفريقيا وأوروبا.

وقال أمادو مارو وزير العدل والمتحدث باسم الحكومة للإذاعة الرسمية "قررت الحكومة إعادة كل مواطنينا الذين يعيشون بطريقة غير شرعية في الجزائر والموجودين في مخيمات." وأضاف "هذه شبكات إجرامية تمتد من كانتشي إلى الجزائر وتنظم تهريب البشر الذين يضطرون إلى فعل أشياء مشينة. هؤلاء النيجريون في الجزائر فقدوا كل كرامتهم ويسيئون إلى بلادنا."

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من السلطات الجزائرية. وامتنع متحدث باسم الهلال الأحمر الجزائري الذي يقدم معونة طبية للمهاجرين غير الشرعيين من النيجر هو الآخر عن التعليق. ولكن مصدرا في الهلال الأحمر الجزائري طلب عدم الإفصاح عن اسمه لأنه غير مصرح له بالتحدث للصحافة قال إن الجزائر ستقدم المساعدة للنيجر في إعادة مواطنيها. وتابع المصدر "هذه مشكلة إنسانية. وعلينا التعامل معها بحرص شديد." بحسب رويترز.

وأدى تزايد عدد المهاجرين القادمين إلى الجزائر من أفريقيا جنوب الصحراء إلى إثارة مخاوف. وقالت وسائل إعلام محلية إنهم ينشرون الأمراض بما في ذلك فيروس مرض نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز). ويصل المهاجرون بشكل متزايد إلى مدن في شمال الجزائر حيث أقيمت معسكرات بالقرب من ساحل البحر المتوسط للمهاجرين الآملين في الوصول إلى أوروبا.

تونس واليمن

من جانبها قالت السلطات التونسية انها أنقذت 67 مهاجرا افريقيا بشكل غير مشروع كانوا يبحرون في قارب مكتظ باتجاه اوروبا بعد تسرب المياه إلى القارب. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية توفيق الرحموني ان المهاجرين وهم من جنسيات افريقية انطلقوا من السواحل الليبية قبل تسرب المياه للزورق قبالة سواحل جرجيس التونسية. ويدخل أغلب المهاجرين ليبيا عبر حدودها الجنوبية مع السودان وتشاد والنيجر وحدودها الغربية مع الجزائر قبل أن يتجهوا إلى الساحل بمساعدة المهربين. وتتزايد محاولات الهجرة بشكل غير مشروع من شواطئ شمال افريقيا في اتجاه إيطاليا مع تحسن الأحوال الجوية.

على صعيد متصل قالت الأمم المتحدة إن 60 مهاجرا أفريقيا على الأقل ويمنيين اثنين لقوا حتفهم إثر غرق قارب قبالة ساحل اليمن في حادث يعتقد أنه الأكبر من حيث عدد القتلى في هذه المنطقة في العام الحالي. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن 16500 مهاجر ولأجيء غالبيتهم صوماليون واريتريون واثيوبيون عبروا خليج عدن والبحر الأحمر وحطوا رحالهم في اليمن الذي يعتبرونه بوابة عبور إلى حياة أفضل في الشرق الأوسط. وعبر نحو مثلي هذا العدد في نفس الفترة من العام الماضي.

وقال المتحدث باسم المفوضية أدريان ادواردز في مؤتمر صحفي في جنيف "مازلنا نجمع معلومات لكن تأكد الآن أن قاربا يقل 60 شخصا من الصومال واثيوبيا واثنين يمنيين من أفراد الطاقم غرق يوم السبت الماضي في البحر الأحمر." وأضاف أن السكان المحليين دفنوا جثث الضحايا بعد أن جرفتها الأمواج إلى الشاطئ قبالة الساحل اليمني قرب باب المندب. بحسب رويترز.

وقال ادواردز "هذه المأساة هي الأكبر من حيث عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في حادث منفرد هذا العام من المهاجرين واللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى اليمن عبر البحر الأحمر وخليج عدن." وأضاف أن ذلك يرفع إجمالي العدد المعروف من الذين لقوا حتفهم غرقا أثناء محاولتهم الوصول إلى اليمن إلى 121 على الأقل حتى الآن هذا العام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19/حزيران/2014 - 20/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م