اللحوم.. استهلاك يفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري ويسبب الامراض

 

شبكة النبأ: تعد اللحوم من الأغذية المهمة للكثير من البشر، وذلك لاحتوائها على كميات كبيرة من بالبروتينات والأملاح والدهون وغيرها من العناصر الغذائية المهمة الأخرى التي تعطي الجسم الطاقة والحيوية اللازمة، كما أن اللحوم تعد أيضا من أغنى الأغذية جميعاً بالحديد، والضروري للحفاظ على مستوى الهيموجلوبين بالدم وحماية الإنسان من أمراض فقر الدم كما يقول بعض خبراء التغذية، الذين أكدوا على أن الإنسان بحاجة من 50 إلى 60 جرام من البروتين يومياً، حيث تحتوي المائة جرام من اللحم على 20 جراماً من البروتينات وهو ما يعني أن المائة جرام من اللحم يوفر نحو ثلث الاحتياج البروتيني اليومي.

وتنقسم اللحوم بشكل عام إلى لحوم بيضاء ولحوم حمراء, اللحوم البيضاء هو لحوم الطيور مثل الدجاج و الحمام و البط وهي أسهل هضما من اللحوم الحمراء. اللحوم الحمراء مثل لحوم البقر والجاموس والضأن والغزلان. لكن وعلى الرغم من الفوائد الكثيرة فان الكثير من الخبراء ينصح بتناول هذه الوجبات المهمة بصورة معتدلة وكميات مناسبة وذلك لتجنب الكثير من الأضرار الصحية.

فالإكثار من تناول الحم وكما تشير بعض الدراسات الخاصة قد يسبب اضطرابات معدية مثل الإسهال أو الإمساك أو الحموضة أو أنه يصيب الإنسان بارتفاع ضغط الدم والكولسترول ثم الإصابة بأمراض القلب وأيضاً مرض النقرس. تعتبر نسبة الشحوم في اللحوم من العوامل المؤثرة في زيادة نسبة الإصابة بأمراض السرطان. ويرى البعض ان تلك الأخطار الصحية قد أصبحت واقعا يهدد حياة الكثير من الناس بسبب اتساع رقعة الفضائح المتعلقة بالغش الغذائي التي انتشرت في ظل غياب واضح للرقابة الصحية يضاف الى ذلك الأضرار البيئية التي قد تنتج عن فقدان تلك الحيوانات وهو ما أكدته العديد من البحوث والدراسات العلمية.

اللحوم وحرارة الأرض

وفي هذا الشأن كشف تقرير لجنة تابعة للأمم المتحدة عن أن الاستهلاك المتزايد للحوم ومنتجات الألبان في أوروبا يسهم في زيادة نسب اكاسيد النيتروجين التي تسهم بدورها في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. وقال التقرير إن بإمكان مواطني الاتحاد الأوروبي المساهمة في خفض نسب الغازات الضارة بتقليص استهلاك اللحوم والالبان بواقع النصف. وتشير إحصاءات إلى أن الاوروبيين يستهلكون نسبا من البروتين أعلى من اللازم.

ويستخدم النيتروجين في الأسمدة ليحل محل المواد الغذائية التي تفقدها التربة خلال نمو النبات لكن الافراط في استخدامه قد يضر بالبيئة بتلويث الماء والهواء والتربة. وقد يخرج النيتروجبن للهواء عن طريق مخلفات الحيوانات او على هيئة اكسيد النيتروز وهو ثالث عنصر مسبب لارتفاع حرارة الأرض بعد ثاني اكسيد الكربون والميثان.

وذكرت الدراسة التي أعدها فريق عمل تابع للجنة الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة المعنية بشؤون أوروبا إن المنظومة البيئية تستقبل في الوقت الراهن ما يتراوح بين 6.5 مليون وثمانية ملايين طن من النيتروجين في العام نتيجة الانشطة الزراعية وهو ما يمثل 80 في المئة تقريبا من انبعاثات النيتروجين من جميع المصادر.

وأفادت الدراسة أن ما يتراوح بين 79 و88 في المئة من إجمالي انبعاثات أكاسيد النيتروجين في الاتحاد الاوروبي مرتبطة بالانتاج الحيواني موضحة ان اثر النيتروجين الناجم عن اللحوم ومنتجات الالبان اعلى بكثير من ذلك الناجم عن المنتجات المرتبطة بالزراعة. بحسب رويترز.

وقال رئيس فريق البحث الذي اعد الدراسة هينك ويستوك وهو مدير برنامج الزراعة والاغذية بوكالة التقييم البيئي في هولندا "اذا خفض كل الناس داخل الاتحاد الاوروبي استهلاكهم من اللحوم والالبان سيقلل ذلك من انبعاثات الغازات الناجمة عن الزراعة ما بين 25 و40 في المئة وانبعاثات النيتروجين بنسبة 40 في المئة."

ويصل معدل استهلاك الفرد في اوروبا من البروتين إلى 83 جراما في اليوم تأتي 60 في المئة منها من الحيوانات وفقا لما ذكرته الدراسة. وبناء على توصيات منظمة الصحة العالمية فإن المعدل الحالي لاستهلاك الفرد من البروتين في الاتحاد الأوروبي أعلى من المعدل الضروري بنحو 70 في المئة.

سرطان الثدي

في السياق ذاته أظهرت أبحاث سابقة وجود علاقة بين تناول الكثير من اللحوم الحمراء والمصنعة واحتمال الإصابة بسرطان الأمعاء وأفادت دراسة أمريكية بأن تناول الكثير من اللحوم الحمراء في مرحلة مبكرة من فترة البلوغ يمكن أن يزيد بنسبة ضئيلة احتمال الإصابة بسرطان الثدي. وقال باحثون من جامعة هافارد إن استبدال اللحوم الحمراء بمجموعة أغذية تشمل الفاصوليا والبازلاء والعدس والدواجن والمكسرات والأسماك قد يقلل من مخاطر الإصابة بالمرض لدى النساء الأصغر سنا.

لكن خبراء بريطانيين دعوا إلى توخي الحذر، وقالوا إن دراسات أخرى أظهرت عدم وجود علاقة واضحة بين اللحوم الحمراء وسرطان الثدي. وكانت أبحاث سابقة أظهرت أن تناول الكثير من اللحوم الحمراء والمصنعة يزيد على الأرجح احتمال الإصابة بسرطان الأمعاء. وتأتي المعلومات الجديدة من الدراسة الأمريكية التي رصدت الحالة الصحية لـ 89 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 24 و43 عاما.

وحلل فريق من الباحثين تحت إشراف كلية هافارد للصحة العامة في بوسطن الأنظمة الغذائية لما يقرب من ثلاثة آلاف امرأة أصبن بسرطان الثدي. وقال الباحثون، في الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية "بريتيش ميديكال جورنال"، إن "تناول اللحوم الحمراء بنسب مرتفعة في فترة مبكرة من البلوغ قد يمثل عامل خطورة للإصابة بسرطان الثدي." وأضافوا أن "استبدال اللحوم الحمراء بمجموعة من البقوليات والدواجن والمكسرات والسمك قد يقلل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي." ووصفت الطبيبة ماريم فارفيد وزملاؤها في فريق البحث معدلات الخطورة بأنها "بسيطة".

وقال تيم كي، أستاذ علم الأوبئة بجامعة أوكسفورد، إن الدراسة الأمريكية توصلت إلى "علاقة ضعيفة فقط" بين تناول اللحوم الحمراء وسرطان الثدي، ولا تعتبر "قوية بشكل كافي لتغيير الأدلة القائمة التي تفيد بعدم وجود علاقة واضحة بين الاثنين". وأضاف أن "النساء يمكنهن تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي من خلال الحفاظ على وزن صحي، وتناول نسبة أقل من المشروبات الكحولية وممارسة الأنشطة البدنية، واستبدال بعض اللحوم الحمراء، التي لها صلة بسرطان الأمعاء، باللحوم البيضاء والفاصوليا والسمك".

وقالت فاليري بيرال مديرة وحدة أمراض السرطان بجامعة أوكسفورد إن عشرات الدراسات قد بحثت في مخاطر الإصابة بسرطان الثدي المرتبطة بالنظام الغذائي المتبع. وأضافت أن "ملخص الأدلة المتاحة يشير إلى أن استهلاك اللحوم الحمراء له تأثير قليل أو ربما ليس له تأثير على الإطلاق بمخاطر الإصابة بسرطان الثدي، ولذا فإن النتائج من دراسة واحدة لا يمكن النظر إليها بشكل منعزل (عن هذه الدراسات)".

 باحثون يقولون إن استبدال اللحوم الحمراء بمجموعة أغذية تشمل الفاصوليا قد يقلل من مخاطر الإصابة لدى النساء الأصغر سنا وقالت سالي غرينبوك من جمعية سرطان الثدي الخيرية "بريكثرو" إن الجمعية سترحب بإجراء المزيد من البحث في مدى تأثير اللحوم الحمراء على احتمال الإصابة بسرطان الثدي.

وأضافت أنه "ثبت بالفعل أن النساء يمكنهن تقليل خطورة الإصابة بسرطان الثدي من خلال الحفاظ على وزن صحي وتقليل تناول الكحول وزيادة كيمة النشاط البدني الذي يقمن به". واعتبرت جاكي هاريس المتخصصة في التمريض السريري في مؤسسة "بريست كانسر كير" أن هذه الدراسة "مثيرة للاهتمام لأنها تبحث في عادات الغذاء للنساء في سن الشباب وتدعم مجموعة الأدلة المتزايدة حول أهمية اتباع نظام غذائي متوازن بشكل جيد".

وأضافت أن "ممارسة التمارين الرياضية والحفاظ على وزن صحي للجسم يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن من المهم الإشارة إلى أن ذلك قد لا يقي من الإصابة به تماما". وأشارت إلى أن "التركيبة الأنثوية للمرأة وتقدمها في السن ووجود تاريخ للعائلة يحمل دلالة (للإصابة بسرطان الثدي) تمثل ثلاثة عوامل لاحتمال الإصابة بسرطان الثدي". وأظهرت الأدلة أن هناك علاقة على الأرجح بين تناول الكثير من اللحوم الحمراء والمصنعة واحتمال الإصابة بسرطان الأمعاء. بحسب رويترز.

وقد نصحت وزارة الصحة البريطانية الأشخاص الذين يتناولون أكثر من 90 غراما في اليوم (بعد الطهي) من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة بأن يقللوا تلك الكمية إلى 70 غراما. وتنصح أيضا الإرشادات الصادرة عن جميعة السرطان الأمريكية بتقليل الاستهلاك من اللحوم المصنعة والحمراء. من جهة أخرى، توصلت دراسة منفصلة إلى أن النساء اللاتي لديهن أعداد كبيرة من البقع التي تعرف باسم الشامة على بشرتهن قد يواجهن مخاطر كبيرة للإصابة بسرطان الثدي.

قد تسبب الخرف

على صعيد متصل توصل باحثون أمريكيون إلى أن اللحوم المشوية والمقلية تنتج مواد كيميائية ضارة قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الخرف. وقال الباحثون إن مواد (Advanced glycation ends ) المعروفة اختصارا بـ (AGEs) وهي المواد التي يمكن ان تعمل كعامل مساعد في بعض الامراض "التنكسية" (Degenrative) أي الأمراض التي تتدهور فيها وظيفة أو بنيان الأنسجة والأعضاء بفعل تقدم العمر ونمط الحياة والتغذية. كما ترتبط بأمراض مثل مرض السكري من النوع الثاني.

ووجدت الدراسة أن الفئران التي تناولت أغذية تحتوي على كميات كبيرة من مواد (AGEs ) تعاني من تراكم بروتينات خطيرة في المخ وضعف في الوظائف المعرفية. وقال خبراء إن نتائج الدراسة "مثيرة"، لكنها لا تقدم "إجابات نهائية". وتتكون مواد (AGEs)عندما تتفاعل البروتينات أو الدهون مع السكر، ويمكن أن يحدث ذلك بشكل طبيعي وأثناء عملية الطبخ. وأجرى باحثون في كلية ايكان للطب بنيويورك اختبارا على تأثير هذه المواد على الفئران والبشر.

"هذه الدراسة تدعو للتفاؤل، وهي إضافة للأدلة التي تشير إلى أن استخدام الاستراتيجيات الوقائية قد يقلل من انتشار مرض الزهايمر وغيره من أمراض الخرف الأخرى في المجتمع، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير إيجابي للغاية علينا جميعا. " وأظهرت التجارب التي أجريت على الحيوانات – والتي نشرت في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم – أن الأغذية التي تحتوي على كميات كبيرة من مواد (AGEs) تؤثر على كيمياء المخ.

ويؤدي هذا بدوره إلى تراكم بروتين اميلويد بيتا، الذي يؤدي للإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف.

ووُجد أن الفئران التي تناولت أغذية تحتوي على كمية أقل من مواد (AGEs) قادرة على منع إنتاج بروتين اميلويد بيتا. وكان أداء الفئران البدني والذهني أقل بعد تناول أغذية تحتوي على كميات كبيرة من (AGEs). ووجد تحليل أجرى على أشخاص تتجاوز أعمارهم 60 عاما أن هناك علاقة بين ارتفاع مستويات مواد (AGEs) والتدهور الأدراكي.

وخلصت الدراسة إلى "احتمال وجود علاقة سببية بين الخرف وبين المستويات المرتفعة من مواد (AGEs)". وأضافت الدراسة: "الأهم من ذلك هو أن الحد من مواد (AGEs) المستمدة من الغذاء ممكن عمليا، ويمكن أن يكون علاجا فعالا". وقال ديريك هيل، أستاذ علوم التصوير الطبي بجامعة يونفرستي كولدج بلندن: "النتائج مقنعة". وأضاف: "نظرا لأن علاج مرض الزهايمر لا يزال أملا بعيد المنال، فإن الجهود المبذولة للحيلولة دون الإصابة به في غاية الأهمية، ولكن ينبغي أن ينظر إلى هذه الدراسة على أنها تشجع على مزيد من العمل، لا على أنها تقدم إجابات قاطعة". بحسب بي بي سي.

وأردف: "هذه الدراسة تدعو للتفاؤل، وهي إضافة للأدلة التي تشير إلى أن استخدام الاستراتيجيات الوقائية قد يقلل من انتشار مرض الزهايمر وغيره من أمراض الخرف الأخرى في المجتمع، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير إيجابي للغاية علينا جميعا". وقال الدكتور سيمون ريدلي، من المؤسسة الخيرية لأبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة: "من الأهمية أن نشير إلى أن الأشخاص اللذين أجريت عليهم هذه الدراسة لا يعانون من الخرف. لم يتم دراسة هذا الموضوع على الناس بشكل جيد، ولا نعرف حتى الآن ما إذا كانت كمية مواد (AGEs) في نظامنا الغذائي قد تؤثر على احتمالات إصابتنا بالخرف أم لا".

للحوم المصنّعة

من جانب اخر عرض المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لشركة "مودرن ميدوو"، وهي مؤسسة أنشئت حديثاُ لصنع اللحوم في المختبر، أندراس فوغاكس، لمحة نادرة عن مستقبل الخيال العلمي لأطعمة المستقبل، في إحدى المناسبات العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية. وأنتج فوغاكس رقائق صغيرة وردية اللون، وأسماها "رقائق اللحم"، ودعا الناس إلى تذوقها. ولكن هذه لم تكن وجبات خفيفة عادية: إذ أن رقائق اللحم صنعت في المختبر، من عينات صغيرة من أنسجة الحيوانات، أو ما يسمى بـ"لحوم أنبوب الاختبار".

ويعتبر فورغاس من بين جيل جديد من رجال الأعمال الشباب الذين يسعون إلى توظيف التكنولوجيا والابتكار لمواجهة التحديات المتزايدة فيما يرتبط بالإنتاج الغذائي العالمي. وقال المدير التنفيذي في مختبر "روزا لابز" ومقره في لوس أنجيليس، روب رينهارت: "بمجرد أن نبدأ في رؤية الطعام من وجهة نظر التكنولوجيا، باعتباره شكلا من أشكال أجهزة الحاسوب مثلاً، سنسأل حتماً، لماذا لا يمكن للطعام أن يكون أفضل؟"

ويبدو أن أصحاب مشاريع الأعمال الجديدة المرتبطة بالأطعمة البديلة والمصنعة في المختبر يواجهون تحديات صعبة، في ظل تركيز العديد من الأشخاص بشكل متزايد على الطعام العضوي، والأطعمة الطازجة في المزرعة، ما يجعل من اللحوم المصنعة في المختبر غير طبيعية أو جذابة. ووجدت استطلاع صادر عن "بيو" مؤخرا أن 80 في المائة من الأمريكيين لن يأكلوا اللحوم المصنعة في المختبر.

وقال عالم الأبحاث في جامعة "كارديف" في ويلز نيل ستيفنز والذي عكف على دراسة المنتجات الغذائية المعدلة وراثيا في المختبر إن "اللحوم المصنعة في المختبر مفهومها جديد ومختلف مقارنة باللحوم التي اعتدنا على تناولها." ويرى أنصار اللحوم المصنعة في المختبر أن الأساليب المعتمدة لتربية المواشي تعتبر مسرفة وضارة بالبيئة، وتتطلب كميات هائلة من المياه، فضلاً عن تلوث الأنهار بالسماد.

علاوة على ذلك، فإن الطلب على اللحوم، من المتوقع أن يتضاعف خلال الـ40 عاما المقبلة، ما يضع مزيد من الضغط على الموارد الطبيعية لكوكب الأرض. وأوضح أنصار اللحوم المصنعة في المختبر، أنها ستترك بصمة أخف بكثير، وربما تساعد في نهاية المطاف في مواجهة أزمة نقص الغذاء في بعض أجزاء من العالم.

من جهته، أشار رجل الأعمال والمؤسس المشارك لـ"تويتر وجيلي" بيز ستون، إلى أن "الحفاظ على النموذج الحالي لإنتاج اللحم خارج المختبر لن يكفي لإطعام 7 مليارات نسمة." وفعلياً، بدأت مجموعة من الشركات التكنولوجية الناشئة بتطوير المنتجات الغذائية البديلة. أما الأشهر من بينها فهي "مودرن ميدوو".

وأطلقت في العام 2011 من قبل فورغاس ووالده غريغور فورغاس، وهو مهندس بيولوجي. ومن أجل صنع اللحوم في المختبر، تعتمد الشركة على خلايا العضلات من اللحم، وتضع البروتينات لتحفيز نمو الأنسجة. وتوضع العينات في حاضنة صغيرة حتى تنمو، ومن ثم توضع فوق بعضها طبقة بعد طبقة، بمساعدة الطابعة الثلاثية الأبعاد. وبمكن للعملية أن تستغرق أسابيع عدة.

وتتطلب عملية اللحوم المصنعة في المختبر، فريق كبير من الباحثين، فضلاً عن أن كلفتها خيالية. وتجدر الإشارة إلى أن أول شريحة لحم مصنعة في المختبر في العالم، تم طبخها وتقديمها إلى نقاد الطعام في مؤتمر علمي في أغسطس/آب الماضي في العاصمة البريطانية لندن. أما المشروع فبلغت كلفته 325 ألف دولار. ويعني هذا الأمر، أن اللحوم المصنعة في المختبر، لن تتوفر عما قريب في الأسواق، لكن الأمر بالطبع سيحصل في المستقبل. بحسب CNN.

وقال فوغاكس: "ستحصل ثورة حقيقية بعد عقد أو عقدين من الزمن،" إذ يتوقع العلماء أن يحصل تحول جذري في كيفية إنتاج الأطعمة في العام 2030. ولكن، لا يمكن تغييب أهمية العامل الصحي في هذه العملية، إذ رغم أن اللحوم في المعمل تكون خالية من البكتيريا والمبيدات الحشرية، إلا أنها تتطلب هرمونات النمو الاصطناعية حتى تنمو. كذلك، يوجد التحدي المتمثل بكيفية جذب المستهلكين لتناول اللحوم المصنعة في المختبر، خصوصا أن البشر يتناولون اللحوم منذ أكثر من مليونين سنة.

عصابات بيع لحوم

الى جانب ذلك قال مسؤولون بالشرطة وصناعة اللحوم في فرنسا ان الشرطة اعتقلت 21 شخصا في مداهمات على صناعة لحوم الخيل في جنوب فرنسا للاشتباه في بيعهم خيولا تستخدم في صناعة انتاج الأدوية على انها تصلح كأطعمة. وقال متحدث باسم شركة الادوية سانوفي ان الشركة استخدمت الخيول كحضانات لمضادات حيوية لانتاج أمصال لحالات عديدة من داء الكلب الى لدغة الافعى وانها كانت في صحة جيدة لكن غير مصرح باستخدامها للاستهلاك الادمي.

وقال المتحدث الان برنال من وحدة أمصال باستير بشركة سانوفي ان الشركة تتعاون مع التحقيق لكنها لا تعلم منذ متى هذا الاحتيال مستمر. وقال "قد يكون هذا الامر شمل مئات الخيول لو كان مستمرا منذ سنوات. في السنوات الثلاث الاخيرة اخرجنا من الخدمة 200 ." وأضاف "الخيول مصنع للمضادات الحيوية." وقالت محطات الاذاعة ان الخيول بيعت الى تجار يشتبه في انهم يزورون الوثائق البيطرية حتى يمكن استخدام لحومها في صنع الاطعمة.

ومن بين الذين القي القبض عليهم منتجو لحوم وتجار وبيطريون. وجاء في بيان من الشرطة العسكرية ان نحو 100 ضابط اضافة الى مفتشين من الوحدة البيطرية الوطنية شاركوا في المداهمات التي جرت عند الفجر في 11 منطقة. وقال بنوا هامون وزير شؤون المستهلك ان هذه العملية جرت بعد تشديد الرقابة على هذه الصناعة منذ ان ورد اسم شركة لمعالجة اللحوم الفرنسية في قلب فضيحة تكشفت في أوروبا في وقت سابق هذا العام تتعلق ببطاقات مضللة على لحوم مجمدة تحتوي على لحوم خيل بدلا من لحوم بقرية.

وتفجرت الفضيحة في يناير كانون الثاني عندما عثر على الحمض النووي لخيول في لحوم مجمدة بيعت على انها لحوم بقر في متاجر ايرلندية وبريطانية وشملت تجارا ومجازر في مناطق تمتد من رومانيا الى هولندا. ولم تعد لحوم الخيل تلقى رواجا بين معظم المستهلكين في فرنسا لكن بعض القصابين مازالوا يبيعونها.

من جانب اخر قال التلفزيون الصيني ان السلطات اعتقلت سبعة اشخاص في اقليم قوانغدونغ الجنوبي لقيامهم بحقن لحم الضأن بمياه ملوثة من البحيرات لزيادة وزنه وسعره في أحدث فضيحة غذائية يشهدها ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقال التلفزيون الصيني المركزي (سي.سي.تي.في) في تقريره ان المشتبه بهم كانوا يذبحون مئة رأس من الاغنام يوميا في مجزر غير قانوني ويحقنون اللحم بمياه ملوثة مليئة بالبكتريا قبل بيعها في الاسواق والاكشاك التي تبيع الطعام والمطاعم في مدن كبرى منها قوانغتشو وفوشان.

وشهدت الصين عددا من فضائح السلامة الغذائية بدءا من منتجات الالبان الملوثة بمواد كيماوية الى اعادة تدوير "زيوت رديئة" لاستخدامها في الطهي. وفي وقت سابق اعتذرت شركة متاجر وول-مارت وهي أكبر شركة في العالم للبيع بالتجزئة بعد ان اتضح ان شركة صينية تبيع لحوم الحمير قد خلطت منتجاتها بلحوم الثعالب.

من جهة أخرى ذكر تقرير نشرته مجلة "كونسيومر ريبروت" (تقرير المستهلكين) الاميركية ان معظم لحم الدجاج المباع في الولايات المتحدة ملوث ببكتيريات خطرة مثل السالمونيلا. وجاء في تقرير هذه المجلة الواسعة الانتشار، ان تحليل 300 دجاجة من التي تباع في المتاجر في انحاء مختلفة من الولايات المتحدة أظهر ان الغالبية الساحقة منها ملوثة ببكتيريا خطرة، بما في ذلك علامات تجارية عضوية". بحسب رويترز.

وبين التقرير ان "اكثر من نصف العينات التي اشتريت من المتاجر في تموز/يوليو الماضي تحتوي على مواد ملوثة"، وان نصفها "يحتوي على بكتيريات تقاوم ثلاثة ارباع المضادات الحيوية المتوفرة". واكد التقرير ان منتجات كل الشركات الغذائية الكبرى لم تستثن من هذا الاختبار. وذكر التقرير ان "48 مليون شخصا يصابون بإمراض كل سنة بسبب المأكولات الملوثة" في الولايات المتحدة، داعيا الى اتباع الاحتياطات الصحية مثل غسل اليدين مباشرة بعد لمس لحم الدجاج النيء، وطبخه في حرارة 73 درجة مئوية.

الحيوانات المهددة

على صعيد متصل قالت وسائل إعلام رسمية إن الصين ستعاقب بالسجن لعشر سنوات أو اكثر كل من يأكل لحوم الحيوانات النادرة بموجب تفسير جديد للقانون الجنائي في اطار سعي الحكومة لسد ثغرة قانونية وتوفير حماية أفضل للحياة البرية. وتصنف الصين 420 نوعا من الحيوانات كأنواع نادرة أو مهددة بالانقراض ومنها الباندا والقرد الذهبي وهو أحد أنواع القردة والدببة الاسيوية السمراء والبنغول وهو حيوان من آكلات النمل. وبعض أو كل هذه الانواع مهددة بسبب الصيد الجائر وتدمير البيئة والاقبال على أكل اجزاء من تلك الحيوانات لأسباب علاجية مفترضة.

وزاد استهلاك لحوم الحيوانات النادرة في الصين بعد ان أصبحت أكثر ثراء اذ يعتقد البعض إن انفاق آلاف اليوانات على تناول هذه الحيوانات يمنحهم مكانة اجتماعية مميزة. ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) عن لانغ شينغ نائب رئيس لجنة الشؤون التشريعية بالبرلمان الصيني قوله "تناول لحوم الحيوانات البرية النادرة ليس فقط سلوكا اجتماعيا بغيضا بل هو أيضا سبب رئيسي لعدم توقف الصيد غير القانوني رغم الحملات المتكررة." بحسب رويترز.

وقالت شينخوا إن التفسير الجديد "يزيل أي غموض بشأن من يشترون فرائس الصيد غير القانوني." وأضافت أن شراء أي حيوان بري يقع ضحية الصيد الجائر سيعد جريمة الان وعقوبتها القصوى السجن ثلاث سنوات. وقال لانغ "في الحقيقة المشترون محفز رئيسي للصيد غير القانوني واسع النطاق".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 18/حزيران/2014 - 19/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م