الحرب المصيرية في العراق... إرهاب لتفكيك البلاد

 

شبكة النبأ: يشير معظم المتابعين للشأن العراقي ان الحكومة في بغداد، استطاعت امتصاص الصدمة التي احدثتها الانهيارات الأمنية المفاجأة، والتي اعقبها سقوط الموصل وأجزاء من صلاح الدين وديالى "فيما سقطت كركوك الغنية بالنفط بيد قوات البيشمركة الكردية والتي طالما طالبت بها حكومة إقليم كردستان وفق المادة 140"، بيد المجامع المسلحة من تنظيمات داعش الإرهابية والمتحالفين معها من المجاميع والفصائل الجهادية الأخرى، إضافة الى قيادات سابقة من نظام صدام، كما اشارت مصادر مطلعة على الاحداث.

وقد شكلت الدعوى التي أطلقها آية الله العظمى السيد علي السيستاني بضرورة رص الصفوف ودعم الدولة بجهودها لمكافحة الإرهاب وتنظيم داعش، إضافة الى تواصل الدعم الإقليمي والدولي بشكل متنامي للعراق في تصدية للمجاميع المسلحة، بإحداث نوع من التوازن بين الفعل وردة الفعل، سيما وان مصادر مقربة من الحكومة أعلنت ان الأيام القادمة ستشهد عمليات عسكرية نوعية وواسعة قد تقلب المعادلة الجديدة التي تمكنت التنظيمات المتطرفة من احداثها مؤخراً في المنطق الغربية والشمالية من العراق والتي تسكنها اغلبية من العرب السنة.

وأشار محللون الى ان المخاوف التي يمكن توقعها قد تندرج في باب "الحرب الطائفية"، سيما وان الجماعات الإرهابية سعت منذ البداية الى استثارة العواطف المذهبية، وأطلقت شعارات الدفاع عن المذهب السني، إضافة الى محاولاتها المستمرة بالتقدم نحو العتبات المقدسة في سامراء وغيرها، وكان اخرها التهديد الذي أطلقه العدناني المتحدث باسم تنظيم داعش بنقل المعركة القادمة الى النجف وكربلاء، وهي من أقدس المناطق الدينية للمسلمين الشيعة في العالم.

فيما شكك اخرون بحجم الازمة التي شارك الاعلام في صناعتها وتضخيمها، موضحاً ان الأمور ما تلبث ان تعود بين كر وفر بين المجاميع المسلحة والقوات النظامية، وهو الواقع الذي يعيش العراق على سجاله من عام 2003 وحتى اللحظة ومن دون تغير يذكر.  

الجيش والمتطوعون وقتال داعش

فقد قالت تقارير إن قوات الجيش العراقي استعادت عددا من البلدات من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وفي المنطقة إنه يبدو أن قوات الجيش العراقي، مدعومة بالمتطوعين المسلحين، أوقفت تقدم المتمردين، غير أن مدينتي تكريت والموصل ما زلتا تحت سيطرة مسلحي داعش، الذين كانوا قد استولوا على مناطق من شمال العراق خلال الأيام الماضية، وقال بعض سكان تكريت إن اشتباكات تدور بين المسلحين وجنود عراقيين لا يزالون داخل معسكر سبايكر في المدينة.

وقد رفض الجنود، الذين لا يعرف عددهم، تسليم أنفسهم بعد دخول المسلحين المدينة الأسبوع الماضي، وقرر وزراء الخارجية العرب عقد اجتماع تشاوري لبحث سبل مساعدة العراق في مواجهة الأزمة الحالية، وقال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة تلعفر، شمال غربي العراق، بين الجيش العراقي ومسلحي "داعش" الذين يحاولون دخول المدينة للسيطرة عليها، وتقول قوات الحكومة إنها استعادت السيطرة على بعض الأراضي في هجمات مضادة، ما يخفف الضغط على الحكومة المركزية في بغداد.

وقال وزير في الحكومة العراقية رفض الكشف عن اسمة إن بغداد عاشت فترة عصيبة قبل بضعة ايام، اذ اجتاحها رعب وخوف حقيقي، وقال إن بالتحديد كان اشد الايام وطأة على الحكومة العراقية، إذ لم يتمكن الوزراء والمسؤولين من التحدث الى بعضهم البعض من شدة القلق الذي شعروا به، ولكن الامور تحسنت بعض الشيء منذ ذلك الحين، خصوصا بعد فتح باب التطوع للشيعة لدعم الجيش في قالته ضد المسلحين، وقال الوزير إن الحكومة بدأت تشعر براحة أكثر منذ ذلك الحين. بحسب بي بي سي.

ويمكن القول إن الاعتماد على متطوعين شيعة في محاربة المسلحين السنة وبهذا الشكل السافر سيخلق مشكلة كبيرة في المستقبل، ولكن هذا موضوع آخر، موضوع سيتعين التعامل معه في قادم الأيام، اما الآن، فهناك شعور بأن الموقف يسير نحو الاستقرار نوعا ما، وفي وقت لاحق، قتل 9 اشخاص واصيب 23 بجروح في تفجير وصفته الشرطة بالانتحاري وقع وسط بغداد.

وقالت الشرطة إن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه قرب ساحة التحرير في قلب العاصمة العراقية، وذكرت مصادر أمنية في مدينة بعقوبة، شمال شرقي العاصمة العراقية، أن ستة من عناصر قوات البيشمركة الكردية قتلوا وأصيب عشرون آخرون في هجوم شنته مروحية عسكرية عراقية على منطقة تقع بين بلدتي جلولاء والسعدية، وقررت الجامعة العربية عقد اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب في مدينة جدة السعودية لبحث التطورات في العراق، وجاء القرار خلال الاجتماع الطارئ للمندوبين الدائمين للجامعة العربية بالقاهرة.

ويناقش الوزراء، الذين سيجتمعون جدة على هامش المؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، سبل دعم العراق في أزمته الحالية، وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصل هاتفيا بنظيره العراقي هوشيار زيباري وعبر عن دعمه للعراق في حربه ضد المسلحين المتشددين، واضاف البيان ان كيري تعهد بتقديم 12 مليون دولار وشدد على ضرورة أن يطمئن العراق جيرانه بأن الحرب ليست طائفية لكنها حرب ضد المتشددين.

وقال اللواء قاسم الموسوي، المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، إن القوات الأمنية استعادت زمام المبادرة لشن عمليات نوعية على جبهات مختلفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية وحققت انتصارات وصفها بالكبيرة بمساعدة المتطوعين.

وتعهد بأن تستعيد القوات الأمنية السيطرة ليس على الموصل فحسب ولكن على مناطق أخرى من العراق، وقال متحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب إن طائرات حربية قصفت موقع اجتماع لقيادات بحزب البعث المحظور في محافظة ديالى، ما أدى لمقتل 50 شخصا بينهم ابن عزة الدوري، الذي كان من المقربين من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ودخل مسلحو "داعش" محافظة ديالى، وفتحت جبهة ثانية لشمال شرق بغداد على مقربة من الحدود الإيرانية، وانضم إلى التنظيم ضباط سابقون من حزب البعث كانوا موالين لصدام بالإضافة إلى جماعات مسلحة ساخطة، وقبائل تريد أن تطيح بالمالكي.

تكاثف الجهود الدولية

الى ذلك بعد إيران التي عرضت مساعدة عسكرية على العراق، قررت واشنطن إرسال حاملة طائرات إلى الخليج لإعطاء "مرونة أكبر في حال تطلب الأمر شن عملية عسكرية أمريكية"، على خلفية ما يحدث في العراق منذ أيام، وزحف جهاديي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المتطرفة، في ظل الأزمة الأمنية التي تعرفها منطقة الخليج على خلفية ما يحدث في العراق، أمرت الولايات المتحدة بإرسال حاملة الطائرات "يو اس اس جورج بوش" إلى الخليج كما أعلنت وزارة الدفاع.

وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي أن الأمر الذي أصدره وزير الدفاع تشاك هيغل "سيعطي القائد الأعلى مرونة أكبر في حال تطلب الأمر شن عملية عسكرية أمريكية لحماية أرواح أمريكيين ومواطنين ومصالحنا في العراق"، وتأتي هذه الخطوة وسط دعوات إلى شن ضربات جوية لوقف هجوم مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الذين أصبحوا على مقربة من بغداد، وتواكب حاملة الطائرات "يو اس اس جورج بوش" سفينتان حربيتان أخريتان "يو اس اس فيليبين سي" والمدمرة "يوس اس اس تراكستون" .

واعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" لا يشكل خطرا على العراق وشعبه فحسب بل قد يهدد "مصالح الأمريكيين" في نهاية المطاف، وأوضح أوباما خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أنه يحتاج لبضعة أيام لتحديد كيفية التعامل مع الوضع في العراق نافيا في الوقت ذاته إرسال أي قوات أمريكية لتنفيذ عملية برية في العراق، وقال أوباما إن "القادة العراقيين في حاجة إلى أن ينحوا جانبا الخلافات الطائفية" كشرط للتدخل الأمريكي لحل الأزمة.

ونفت الإدارة الأمريكية إجراء محادثات مع إيران بشأن الوضع في العراق، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية " نحن لا نتحدث مع الإيرانيين بشأن العراق"، وأضافت "تحدثنا بشكل عام عن جيران العراق ومن بينهم إيران وطالبناهم بضرورة اتخاذ إجراءات لتهدئة الأزمة وليس إشعال التوترات الطائفية"، وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء العراقي أكد خلاله أن " إيران لن تسمح لأنصار الإرهاب بزعزعة أمن واستقرار العراق"، ونقل عن مصادر رفضت الكشف عن هويتها قولها إن "إيران أرسلت بالفعل وحدات من الحرس الثوري الإيراني لمساعدة الحكومة العراقية وذلك على الرغم من نفي مسؤولين حكوميين تلك الأنباء". بحسب بي بي سي.

وتواجه "داعش" اتهامات بارتكاب "جرائم حرب في المدن التي خضعت لسيطرتها"، وكانت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حذرت من "تنفيذ عمليات إعدام فورية وجماعية خارجة عن نطاق القانون" عقب استيلاء المتشددين المسلحين على بعض المناطق في العراق، وقالت بيلاي إن عدد الذين قتلوا خلال الأيام الماضية قد يصل إلى مئات الأشخاص، وقدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد الذين هربوا من تكريت وسامراء بنحو 40 ألف شخص يضاف إليه نحو نصف مليون يعتقد أنهم فروا من الموصل، وكانت داعش هددت بإعدام كل من لم يحترم القواعد والأحكام التي تفرضها.

تفكيك العراق

فيما تباطأ هجوم يشنه متشددون سنة يهدد بتفكيك العراق بعد أيام من تقدم سريع في حين قالت قوات الحكومة إنها استعادت السيطرة على بعض الأراضي في هجمات مضادة مما يخفف الضغط على حكومة بغداد التي يقودها الشيعة، وفي الوقت الذي تحدث فيه مسؤولون عراقيون عن استعادة زمام المبادرة في وجه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام طرحت إيران احتمال العمل مع الولايات المتحدة العدو اللدود للمساعدة في استعادة الأمن في العراق.

واستجاب الآلاف لدعوة أكبر مرجع شيعي في العراق إلى حمل السلاح والدفاع عن البلاد ضد الهجوم المسلح الذي تقوده جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، وفي زيارة لسامراء وهي بلدة كبيرة يتطلع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام للسيطرة عليها وتقع على بعد 100 كيلومتر إلى الشمال من بغداد تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي بدحر المسلحين الذين أحدثوا صدمة دولية عندما اجتاحوا شمال غرب العراق الأسبوع الماضي.

وأثار استيلاء التنظيم على مساحة كبيرة من الأراضي بشكل مفاجئ وإجبار جنود الجيش العراقي المفكك على الهرب مخاوف إيران والولايات المتحدة التي ساعدت على صعود المالكي للسلطة بعد غزوها العراق عام 2003 للإطاحة بصدام حسين، وارتفعت أسعار النفط بسبب مخاوف من أن يعطل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الصادرات من العراق أحد أعضاء منظمة أوبك. بحسب رويترز.

وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية إن القوات الأمنية استعادت زمام المبادرة لشن عمليات نوعية على جبهات مختلفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية وحققت انتصارات وصفها بالكبيرة بمساعدة المتطوعين، وتعهد بأن تستعيد القوات الأمنية السيطرة ليس على الموصل فحسب ولكن على مناطق أخرى من العراق، وكان المتشددون المسلحون سيطروا على الموصل ثاني كبرى مدن العراق في شمال البلاد.

وانضم إلى التنظيم ضباط سابقون من حزب البعث كانوا موالين لصدام بالإضافة إلى جماعات مسلحة ساخطة وقبائل تريد أن تطيح بالمالكي، ويعتقد أن الدوري يقود جماعة بعثية تسمى جيش الطريقة النقشبندية.

وقالت مصادر أمنية إن جنودا عراقيين هاجموا تشكيلا لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في بلدة المعتصم على بعد 22 كيلومترا جنوب شرقي سامراء فطردوا المتشددين إلى الصحراء المحيطة، وأضافت المصادر أن قوات الجيش استعادت السيطرة على بلدة الإسحاقي التي تقع أيضا جنوب شرقي سامراء لتأمين طريق يربط بين بغداد وسامراء وأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يسيطر الآن على تكريت والموصل في الشمال.

وقال زعيم قبلي إن جنودا ساعدتهم ميليشيا عصائب أهل الحق استعادوا السيطرة على بلدة المقدادية شمال شرقي بغداد وطرد أفراد تنظيم الدولة الإٍسلامية من الضلوعية بعد قتال استمر ثلاث ساعات مع أفراد القبائل والشرطة المحلية والسكان، ولم يتضح إن كانت القوات الحكومية ستحافظ على ثباتها أمام التنظيم في ظل وجود نقاط ضعف شديدة مثل تدني الروح المعنوية والفساد كما لا تزال مخاطر تقسيم العراق إلى كيانات طائفية تعادي بعضها مرتفعة، وواصل مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هجماتهم في بعض الجبهات.

وفي العظيم على بعد 90 كيلومترا شمالي بغداد قال مسؤول محلي إن التنظيم احتل مبنى مجلس البلدية وأطلق قذائف مورتر على قوة الحماية الحكومية لمصفاة بيجي النفطية وهي الأكبر في العراق، ويهدف مسلحو التنظيم إلى إقامة دولة إسلامية في العراق وسوريا وإعادة ترسيم حدود رسمتها قوى استعمارية أوروبية قبل قرن.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني ردا على سؤال في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون بشأن ما إذا كان بالإمكان أن تتعاون طهران مع خصمها القديم الولايات المتحدة في التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "يمكن أن نفكر في ذلك إذا بدأت أمريكا في التصدي للجماعات الإرهابية في العراق وفي أماكن أخرى"، وأضاف روحاني المعتدل نسبيا والذي شهد توليه رئاسة إيران تحسنا في علاقات بلاده مع الغرب "ينبغي علينا جميعا أن نتصدى للجماعات الإرهابية بالفعل والقول".

وقال مسؤول ايراني كبير إن طهران التي تتمتع بنفوذ قوي في العراق الذي تسكنه أغلبية شيعية قد تكون مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة في التصدي لمسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام، وصرح المسؤول الإيراني أن القيادات في إيران تعكف على بحث هذه الفكرة، وقالت وسائل إعلام إيرانية إن إيران ستوفد في الوقت الحالي مستشارين وأسلحة لجارتها ولكن من غير المرجح ان ترسل قوات لمساندة بغداد، وقال مسؤولون أمريكيون إنه لا توجد أي اتصالات مع إيران بشأن الأزمة في العراق.

وأي مبادرة من هذا النوع ستسير على نمط واضح للسياسة الإيرانية منذ هجمات تنظيم القاعدة على أهداف أمريكية في 2001 والتي أدت إلى تعاون صامت بين واشنطن وطهران في الإطاحة بنظام طالبان في أفغانستان وتشكيل حكومة بدلا منه، وانقطعت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة منذ أطاحت الجمهورية الإسلامية بالشاه المدعوم من واشنطن ويتبادل البلدان الاتهامات بالتدخل في شؤون الخليج ومناطق أخرى ولم يتعاونا بشأن قضايا أمن المنطقة منذ أكثر من عقد.

هجوم مضاد

بدورها تعزز قوات الحكومة العراقية قطعاتها في محيط مدينة سامراء استعدادا لمحاربة المسلحين الإسلاميين الذين سيطروا على أجزاء واسعة من غرب وشمال العراق، وانضمت ميليشيات شكلت من أفراد الشعب إلى قوات الأمن العراقية استجابة لدعوة أطلقها رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، وأعلى مرجع شيعي في العراق وهو آية الله علي السيستاني بشأن مساعدة القوات العراقية في الدفاع عن البلد، ووجه المالكي، خلال زيارته لمدينة سامراء لحضور اجتماع أمني، انتقادات لوسائل الإعلام الأجنبية التي تقول إن المسلحين الإسلاميين يسيطرون على أجزاء واسعة من البلد، الأمر الذي أجبر آلافا من المدنيين على الفرار، ووصف المالكي وسائل الإعلام الأجنبية بأنها "شريرة وحاقدة".

وقال المالكي إن رئيس الوزراء العراقي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة مُنِحَ "سلطات لامحدودة" لمحاربة المسلحين الإسلاميين، وزار المالكي مرقدي الإمامين علي الهادي وحسن العسكري الذين كانا قد فجرا في عام 2006، الأمر الذي أطلق حربا طائفية بين الشيعة والسنة انتهت بمقتل عشرات الآلاف من العراقيين، وذكرت تقارير بأن الحكومة العراقية أغلقت معظم وسائل التواصل الاجتماعي في البلد أو فرضت قيودا صارمة عليها في ظل مخاوف من استخدامها من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية لتجنيد أعضاء جدد ونشر الرعب، واتُّهِم تنظيم الدولة الإسلامية بأنه ارتكب جرائم حرب في المناطق التي سيطر عليها، وأصدر تنظيم الدولة الإسلامية تحذيرا مفاده بأنه سيعدم المزيد من الناس إذا لم يلتزموا بمدونة السلوك التي فرضها. بحسب فرانس برس.

وتوافد مئات العراقيين على مراكز التطوع التي فتحتها الحكومة العراقية في العاصمة بغداد من أجل تجنيد مدنيين لقتال المسلحين الإسلاميين، وجاء توافد هؤلاء المتطوعين على مراكز التجنيد في أعقاب استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الموصل ومدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي السابق، صدام حسين بسرعة البرق، وأعلن الدعوة إلى حمل السلاح ممثل السيستاني الخاص، الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة.

ورغم أن دعوة السيستاني وجدت استجابة واضحة في صفوف الطائفة الشيعية التي ينتمي إليها، فإنها قد تعمق الانقسامات الطائفية التي تعصف بالعراق حاليا بعدما كادت تمزق أوصاله في عامي 2006 و2007، وفي إطار التطورات الميدانية، ذكر شهود أن أصوات انفجارات قوية ربما تكون ناجمة عن عمليات قصف تسمع في مدينة تكريت منذ صباح، وشوهدت عائلات تغادر مناطق مختلفة من المدينة.

وفي السياق، تستعد القوات العراقية لشن هجوم مضاد ضد المسلحين شمالي العراق في ظل "السلطات اللامحدودة" التي حصل عليها رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي من مجلس الوزراء من أجل التصدي للمسلحين، حسب عقيد في الجيش العراقي، وأضاف العقيد وهو من الجيش العراقي المرابط في مدينة سامراء التي تبعد عن بغداد بنحو 110 كيلومترات شمالي بغداد إن التعزيزات من الشرطة الاتحادية والجيش وصلت إلى سامراء، لكن سقوط مدينة الموصل بأيدي المسلحين كشف عن أن أداء القوات العراقية كان ضعيفا إذ تخلى بعض أفرادها عن عرباتهم ومواقعهم وأزيائهم العسكرية وأسلحتهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17/حزيران/2014 - 18/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م