لماذا الصمت على الجرائم التي تستهدف الشيعة؟

في ذكرى استشهاد الشيخ حسن شحاتة

منظمة شيعة بلا حدود

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السادة المحترمون في:

منظمة الأمم المتحدة، الاتحاد الاوربي، مجلس حقوق الإنسان، منظمة المؤتمر الإسلامي، منظمة العفو الدولية، منظمة مراقبة حقوق الإنسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نأمل منكم أن تتسع صدوركم في الاستماع إلى بعض ما يجري علينا نحن الشيعة في مختلف دول العام من إبادة شاملة عبر ذبح أطفالنا ونسائنا وشبابنا ورجالنا بأساليب مروعة، وتفجير أماكن العبادة وإحياء الشعائر.

لا يمرّ علينا يوم إلا وقد ابتلت فيه وجوه أطفالنا ونسائنا بأنهار من الدموع. ولا يمر علينا يوم إلا ونسمع فيه أنباء بقتل الشيعة في العراق وباكستان والبحرين وسوريا وبلدان أخرى وليس لنا حل سوى الصبر والاحتساب، ولكن ما وقع من أحداث في الأيام الماضية ادى الى اشتعال غضبنا ونفاذ صبرنا.

ففي 12 يونيو/حزيران العام الماضي قامت الجماعة الإرهابية المعروفة بـ«جبهة النصرة» بقتل 60 شخصاً من الشيعة الساكنين في قرية «حطلة» في محافظة دير الزور في سوريا بصورة فجيعة. (حيث أسفرت المذبحة عن ضحايا أبرياء دون تفريق بين النساء والأطفال وكبار السن، وجريمتهم هي فقط الانتماء للمذهب الشيعي!! وقد أعادت هذه المجزرة مجازر القرون الوسطى إلى الأذهان وما قد حل فيها من إجرام وانتهاك للإنسانية.

ولم تجف دماء شيعة حطلة وتلتئم جراحهم إلا وقد وقعت حادثة اليمة وفجيعة أخرى، ففي 23 من يونيو/حزيران من الشهر نفسه في قرية «ابومسلم» في منطقة «ابوالنمرس» في محافظة«الجيزة» (احوالى 30كيلومتر من جنوب قاهرة) كان الشيعة يحتفلون بولادة الإمام المهدي الإمام الثاني عشر الحي للشيعة في بيت أحد أبناء الطائفة حيث تم الهجوم الوحشي على البيت وإحراقه، ثم اعتدى الحشد على «الشيخ حسن شحاته» الأب الروحي لشيعة مصر مع شقيقيه ورجل رابع، بالقضبان الحديدية والعصي الخشبية، ضرباً على الرؤوس والأجساد. ثم أوثق الحشد أيديهم وقاموا بسحلهم وجرّهم في الشوارع لساعات عدة الى أن أزهقت أرواحهم بهذا العمل الوحشِي.

إن الجرائم الواقعة في سوريا ومصر وغيرها من البلدان، تخلق هذه الشائبة في ذهن الإنسان لاسيما الانسان المسلم الشيعي، انه على رغم وجود «ميثاق الأمم المتحدة» 1945 الميلادي و«الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» المصدّق في سنة 1948 الميلادي، إلا أن المدافعين عن حقوق الانسان وعلى رأسهم الأمم المتحدة سكتوا وختموا على شفاههم أمام هذه الجرائم والفظائع غير الإنسانية؟ في حين أنهم قد أعلنوا أن الغرض الرئيسي لميثاق الأمم المتحدة هو حفظ السلام والأمن الدولي.

إن هذا الصمت مستغرب جدا، لأن الدفاع عن حقوق الإنسان البريء ليس بأقل أهمية من دفاعكم عن حقوق الحيوانات ومثلي الجنس والبيئة.

إن هذه المذابح جريمة في حق الإنسانية والصمت قبالها طعن في كل إنسان. فعلى كل إنسان حر أن يتألم لهذه المذابح.

ولكن حديثنا نحن «منظمة شيعة بلا حدود» مع كل إنسان حر يصله صوت احتجاجنا. لعل حريتكم تقلل شيئا من آلام الشيعة، فالإنسان يصبح حرا عندما يقرر أن يكون كذلك ويعمل بمقتضاه. كما قال الإمام الحسين (عليه السلام) لأعدائه في كربلاء: «إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ دينٌ وَكُنْتُمْ لا تَخافُونَ الْمَعادَ فَكُونُوا أَحْرارًا في دُنْياكُم.»

تقول المادة الأولي من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: «يولد جميع الناس أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق. وقد وهبوا عقلاً وضميرًا وعليهم أن يعامل بعضهم بعضًا بروح الإخاء.» هل هذه المذابح انعكاس لروح الإخاء؟ وهل حفظت حقوق شهداء طحلة؟ قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: «ولقد كرمنا بني آدم.» إن الله تعالى بعظمته قد كرّم الإنسان فكيف يستطيع الإنسان أن يسحق شخصا آخر أو نظيره في الإنسانية دون ذنب وبكل وحشية وهمجية؟ وباقي الناس كيف يستطيعون أن يروا حرمة إنسان تنتهك ودون تحريك ساكن؟

تقول المادة الثانية من هذا الإعلان: «كل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الإجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلاً عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو البقعة التي ينتمي اليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلاً أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود.» فإذا كانت الأمم المتحدة وسائر منظمات حقوق الإنسان قد اتفقت على نصّ هذا الإعلان (فكيف ولماذا نرى الغربيين يقلبون الدنيا رأسا على عقب إذا أريقت قطرة دم واحدة من طفل يهودي في دولة غير موطنه بينما رؤوس أطفال الشيعة تقطّع من أجسامهم البريئة في أوطانهم وبيوتهم دون أي اعتراض أو تحريك ساكن؟!! وإذا اعتدى أسود على امرأة بيضاء نرى وسائل الإعلام استنفرت شجبا واعتراضا وتنديدا بينما تتعرض نساء الشيعة العفيفات لأنواع الظلم والاعتداء يوميا ولا من متصدٍ لذلك!! اليست الجريمة واحدة؟ اليس الاعتداء واحد والأطفال هم الأطفال والنساء هن النسوة؟ فلماذا الكيل بمكيالين؟!! ولماذا لا يتمتع الشيعة بأبسط حقوقهم؟ هل طلب حق الحياة هو طلب كبير؟ «لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه..»(المادة الثالثة) أصبح الشيعة اليوم في ترقب للحتف مستمر! فنحن نستلقي ليلا ونحن نتوجس من أن لا نرى صباح الغد! ذهب الأمان من دولنا وذلك فقط وفقط لمعتقداتنا البريئة. ليس فقط إننا نخاف أن نتعرض للقتل (لسنا نخاف القتل) – لأن الشهادة فخرنا واقتداء بأئمة ديننا- بقدر خوفنا من التعرض لنسائنا وأطفالنا وهذا ما سلب لذة النوم من أعيننا.

«لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الاحاطة بالكرامة..»(المادة الخامسة) لم يقتصر الإرهاب المقيت بالتعرض الوحشي لرجال الشيعة كالشيخ شحاته بل تعدى ذلك بمراتب كبيرة في الوحشية والقسوة والظلم وانحطاط الكرامة وانعدام الانسانية بكل معانيها، فلم يفرقوا بين رجل وامرأة وطفل وبالغ! فقد قاموا بربط فتاة صغيرة بالسلاسل أمام باب بيتها وذبحوا والديها أمام عينيها البريئتين فارتاعت وذعرت إلى أن فارقت الحياة!!، كان يجب أن تكون هذه الطفلة الغضة تلعب بدميتها الآن وتحلق معها بعيدا لتخلق قصصا بريئة تحاكي طفولتها وترسم لها غدا مشرقا مليئا بالحب والأمان. لكنها شهدت أكبر مأساة يرثى لها في الحياة وأشدها قسوة ووحشية، إلا أن صوتها وشجنها وأنينها ما زال يصم أذن الأحرار، وروع فؤادها وذهول مآقيها يهاجم عقولهم وأذهانهم وضمائرهم الحية. اقسم بالله فلو أن امرءا حرا مات بعد هذه المأساة أسفا ما كان ملوما.

وأيضا هناك طفل آخر وهو ابن «السيد ابراهيم السيد» ذبح هو وعائلته بأبشع وأفجع طريقة ممكنة وانتشرت صورهم في الشبكات الاجتماعية بصورة واسعة وما هذه إلا عينات صغيرة جدا من الجرائم التي وقعت في سوريا ومصر.

«لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين. ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سرا أم مع الجماعة.»(المادة الثامنة عشر) في عهد الرئيس المصري السابق مبارك، في يونيو 2009، قامت مباحث أمن الدولة باعتقال 19 شخصا شيعياً واحتجازهم بموجب قانون الطوارئ بتهمتي «نشر التشيع» و«ازدراء الأديان»، وكان تسعة من هؤلاء من زاوية أبو مسلم. في يوليو 2012 حكمت إحدى المحاكم على المدرس «محمد عصفور» بالسجن لمدة سنة بتهمة «ازدراء الإسلام» لأنه مارس الصلاة على المذهب الشيعي في أحد المساجد. كما قامت قوات أمن الدولة في القاهرة، على مدار العامين الأخيرين، بمنع الشيعة من التعبد أو الاحتفال بمناسبات دينية. كما وتكشف هذه الحادثة المفزعة في زاوية أبو مسلم أن الشيعة لا يستطيعون حتى التجمع داخل جدران منازلهم للاحتفال وإقامة مناسباتهم الدينية. لماذا الشيعة هم الوحيدون الذين لايستطيعون أن يعبروا عن فكرهم وعقيدتهم وممارسة شعائرهم بكل حرية؟ لماذا الشيعة هم الوحيدون الذين تصدر فتاوي القتل في حقهم وذلك فقط لمجرد التزامهم بتعاليم دينهم وإعرابهم عن فكرهم ومعتقداتهم، رغم أنه ليست هناك منظمة تدافع عن هذا الانتهاك الصريح لحرية الفكر؟ (في الوقت الذي لا توجد أي منظمة تشجب هذا الانتهاك..) لماذا فقط الشيعة تراق دماؤهم بسبب معتقداتهم البريئة؟ هل سبق وقد صدر حكم القتل على أحدهم في أي مكان ما من أنحاء العالم لمجرد ذكره لجملة واحدة فقط كما هو الحال عند الشيعة عندما يهتفون لبيك يا حسين؟؟!!

إن الأسوأ والأقبح من الذنب هو تبريره، والأقسى والأوجع من القتل والتعذيب والتمثيل هو الاحتفاء به والأدهى والأمر من قبح الجريمة هو التهاون فيها واسترخاص ضحاياها!! فمن جهة نرى المنظمات الدولية تلقي ذنب هذه الدماء على عاتق دولة سوريا وتبرأ الوهابية والسلفية منها. ومن جهة أخرى نرى ما تفعله الجماعات الإرهابية وتمتعهم بقتل الأبرياء العزل وتلذذهم بتعذيبهم والتمثيل بجثثهم وأكل أعضائهم كالحيوانات المفترسة التي تنهش لحوم ضحيتها ما إن تتمكن منها هذا بالفعل ما تقشعر له أبدان الأحرار وتأسى له قلوبهم.. فأية إنسانية تلك التي يتمتع بها من يقتل شخصا بريئا ثم يقتلع قلبه ليتلذذ بأكله!! ولم يقتصر الوضع الشنيع على هذا الحد فحسب بل طغى وازداد سوءا وانحطاطا مما يبعث على التقيؤ، فلم تكتف تلك الجماعات المتطرفة الوحشية بما أقدمت عليه بل إنها أبدت فرحا عظيما به فاحتفلوا ورقصوا بنجاح هذه المجازر(المذابح) متباهين بما يعدونه انتصارا!! ولا يخفى عليكم دور الخليات المختلفة بالدعم المادي والمعنوي والتحفيز والتشويق!! فهم لا يتورعوا ولا يخجلوا من ارتكاب تلك الجرائم في سائر البلاد سواء الإسلامية أو غيرها هاتفين بـ الله أكبر مع كل قطرة دم تسفك وكل رأس ينحر!! يدّعون الإسلام وسلوكهم بعيد جدا عن مثله وقيمه وسماحته.

ومن هذا المنطلق وغيره نعلن تبرأنا من دينهم الإرهابي التكفيري حيث ديننا هو الإسلام الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وآله، دينهم هو العنف والقتل وسفك الدماء بينما إسلامنا هو إسلام العفو والسلام واللاعنف، فلم يبدأ نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) بحرب قط ولم يرفع سيفا إلا للدفاع فقط وفقط، وجدير بالذكر أنه بعد انتصاره (صلى الله عليه وآله) عفا عن الجميع عن ألد أعدائه وهو أبو سفيان- الذي هو كان بمثل هتلر وصدام في هذا الزمان. أتساءل لو وقع هتلر أو صدام بجرائمهم الوحشية في قبضتكم فهل ستعفون عنهما كما فعل نبينا محمد صلى الله عليه وآله؟! إنه (صلي الله عليه و آله) نهي عن المُثلة وأمثالها من السلوك الشنيع حتى قال:« إياكم و المثلة وبالكلب العقور.»

ينقل أنه بعث رسول اللّه (صلوات اللّه عليه و آله) قوما يدعون العرب إلى الاسلام، وكان فيمن بعثه خالد بن الوليد، ولم يأمرهم بقتال أحد. وعندما وصلوا وجدوا أن بني جذيمة قد أسلموا ولكن خالدا كان له ثأر مع هذه القبيلة فقتل منهم جماعة. عندما بلغ رسول اللّه (صلوات اللّه عليه وآله) الخبر. فقام قائما، ورفع يديه إلى السماء، وقال:« اللهمّ إني أبرأ الىك مما صنع خالد.» ثم دعا عليا (صلوات اللّه عليه) وقال: «يا على اخرج إلى هؤلاء القوم فانظر في أمرهم واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك.» فخرج على (صلوات اللّه عليه) فودى اليهم عقل الدماء وثمن ما أصيب من الأموال حتى أنه ليعطيهم ثمن ميلغة الكلب‏ -الوعاء الذي يشرب منه الكلب- حتى إذا لم يبق لهم شيء من دم و لا مال إلا وفاه اليهم، قال: «هل بقى لكم شيء؟» قالوا:« لا.» قال: «فإنه قد بقيت معي بقية من المال الذي وجهه معي رسول اللّه صلوات اللّه عليه و آله فخذوها احتياطا لرسول اللّه.»

 وفي قضية أخري ينقل أن جيش معاوية هجم على مدينة الأنبار في العراق - التي كانت تحت لواء الدولة الاسلامية لعلي بن ابي طالب(عليه السلام)- إن عليا (عليه السلام) تأثر جدا من الظلم الذي وقع على أهل تلك المدينة حتى أنه بكي بكاءا شديدا وقال:« وَ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَالْأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلُبَهَا وَقَلَائِدَهَا وَرُعُثَهَا مَا تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلَّا بِالاسْتِرْجَاعِ وَ الِاسْتِرْحَامِ ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ مَا نَالَ رَجُلًا مِنْهُمْ كَلْمٌ وَ لَا أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً فَيَا عَجَباً عَجَبا.» (نهج البلاغة، خطبه27) إن عليا (عليه السلام) لم يبك فقط على الظلم الذي وقع على امرأة يهودية- امرأة من خارج الاسلام- بل يري هذه الحادثة جديرة لموت إنسان حرّ. هذا هو الاسلام الواقعي المحمدي. هذا هو الإسلام الحقيقي للشيعة.

وفي هذا الصدد نحن «منظمة شيعة بلا حدود» ندين ونستنكر بشدة هذه المجازر والجرائم الفجيعة بحق الشيعة ونعلن أنه لن نسكت بعد الآن. نحن نريد أن نعيش بسلام ونريد أن تكون أرواحنا ودماؤنا ونساؤنا وأطفالنا محمية ونستطيع أن نعبر عن معتقداتنا وتفكيرنا ورأينا بحرية كاملة ونكون تحت الحماية.

 وللوصول الى هذا المهم نطالب بما يلي:

1- سيكون لاستمرار هذه الجرائم عواقب وخيمة للبشرية بشكل عام ولهذا يجب على الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، مجلس حقوق الإنسان، منظمة المؤتمر الإسلامي، منظمة العفو الدولية، منظمة مراقبة حقوق الإنسان ومنظمة اليونيسيف ووغيرها من منظمات حقوق الإنسانية والمنظمات الدولية التي تدعم حقوق الطفل، جامعة الأزهر في مصر وجميع المؤسسات الفكرية للمسلمين وغير المسلمين أن يقفوا ضد هذه الحملات الوحشية المحرضة على استباحة الشيعة ويوقفوا هذه الاحداث الدموية أو على أقل تقدير ونؤكد بأنه أقل تقدير أن يستنكروا هذه المجازر بحق الشيعة.

2- نطلب بإصرار من الأمين العام للأمم المتحدة أن يغير نهجه قبال قضية سوريا وفق المعاهدات والقانون الدولي بواسطة إدانة هذه الفظائع الدموية، وأن يمنع الدعم المالي والسياسي للحركات الارهابية الموجودة وأن يتخذ كافة الإجراءات اللازمة بحق المحرضين والمنفذين وأن يعلن حمايته للأقلية الشيعية وأماكنهم المقدسة في سوريا.

3- نطلب من السلطة القضائية لجمهورية مصر محاكمة مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بتهمة التحريض على الطائفية ومحاولة تدمير السلم الاجتماعي – والأدلة والقرائن كثيرة تدل على هذا- لأن أشرطة الفيديو المسجلة تدل بوضوح على أن قتل الشيخ حسن شحاته كان مخطط له مسبقا ورغم علم الشرطة بذلك إلا أنها لم تتدخل. كما وأن عليهم اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية الأقلية الشيعية في مصر.

4- تحويل ملف هذه الحركات العدوانية - الإرهابية إلى الجمعيات والمنظمات والهيئات الدولية بهدف الاطلاع على الواقع الديني والإنساني المرير الذي تعيشه معظم الدول الإسلامية فضلاً عما تكابده شعوب العالم - عموماً - من خوف ورعب بفعل تهديدات حركات الإرهاب والتكفير المتغلغلة بين أوساط حكومات ومجتمعات عديدة من العالم وامتلاكها أسلحة تدميرية وأموالاً طائلة وضمائر ميتة.

5- الضغط على تلك الدول التي تحتضن أولئك الإرهابيين ومدارسهم والممولين لهم إلى القيام بالواجب الديني والأخلاقي والقانوني للحد من وجود وحركة أعداء الإنسان والسلام الذين ارتكبوا الفظائع الأليمة بحق كل من خالفهم في فعل أو رأي وشوهوا صورة الإسلام الحنيف عبر إكراههم الناس على التدين بدينهم. أيضا الدول التي توصل السلاح الى سوريا يجب ان تفرض عليها عقوبات وغرامات.

6- ندعو علماء وقيادات جامعة الأزهر في المصر ورؤساء الدول الاسلامية أن يوقفوا التدنيس والمجازر بحق الشيعة و أن يقيلوا ويخلعوا أولئك الذين يصدرون فتاوى بقتل الشيعة من مقام الفتوى وأن يسلموهم بيد القانون.

7- نطلب من مراكز الفتوى والمجمعات الفقهية والمؤسسات الدينية - ومن جميع المذاهب الإسلامية - إصدار الفتاوى الواضحة والصريحة حول خطورة الأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه الجماعات التكفيرية ودعوة الدول والحكومات والهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني للشروع بحملة عالمية كبرى - جادة - للقضاء على دوافع نشوء العنف والكراهية والجريمة.

8- محاكمة المفتين الذين أصدروا فتوي قتل الشيعة و بالخصوص النساء والأطفال من الشيعة بالأخص شافي العجمي (كويتي الجنسية)، القرضاوي(مصري الجنسية)، والعريفي (سعودي الجنسية).

9- تحذير الدول العربية بأن لا يثيروا الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة.

10-   تحذير سائر المفتين من الوهابية والسلفية والضغط عليهم حتى لا يصدروا فتاوى جديدة لقتل الشيعة وأن يسحبوا فتاواهم السابقة.

11-   نطلب من جميع محبي الإنسانية والسلام واللاعنف أن يدينوا هذه المجازر بحق الشيعة وأن يرسلوا اعتراضاتهم للمنظمات ذات الصلة جنبا الى جنب مع أصوات الشيعة.

12-   نطلب من جميع محبي الإسلام بالخصوص محبي أهل البيت (عليهم السلام) بأن يحسوا بالمسئولية في إزاء الجرائم من هذا القبيل وأن يدينوها، وأن يقفوا جميعا في صف واحد أمام هذه الحوادث حتى نستطيع أن نعكس الصورة الكاملة والصحيحة من الدين الإسلام وأن يتخذوا حذرهم في المستقبل لمنع تكرار أمثال هذه المجازر.

نرجو منكم أن تتأخذوا الإجراءات اللازمة لحمايتنا مما يجري علينا فإنكم تتحملون كامل المسؤولية في ذلك.

مع جزيل الشكر

منظمة شيعة بلا حدود

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 16/حزيران/2014 - 17/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م