شبكة النبأ: في الوقت الذي تقوم فيه
شركة لوكهيد مارتن بتسليم العراق الطائرات الأولى من أصل 36 مقاتلة من
طراز اف-16 لفتح "صفحة جديدة" في قدرة البلاد على الدفاع عن حدودها
الشاسعة "3600 كيلومتر" مع إيران وبلدان مجاورة أخرى، إضافة الى مكافحة
الإرهاب، تحول الوضع الأمني الى "حالة عنف هسترية" من التفجيرات
والهجمات المسلحة التي باتت لا تستثني أي شيء وفي كل مكان.
وتبدو حالة الجنون والعنف المركز واضحة للمجاميع المتطرفة مع انتشار
العمليات المسلحة التي تقودها مجاميع مسلحة تنتمي الى ما تسمى "الدولة
الإسلامية" او داعش من جنسيات مختلفة تقاتل داخل العراق، والتي تحاول
بسط نفوذها المسلح على مناطق تشهد تدهوراً امنيا (الموصل، ديالى، صلاح
الدين، كركوك)، إضافة الى محاولتها لفك الحصار عن الفلوجة، بعد ان تم
توسيع العمليات العسكرية فيها على نطاق واسع من قبل الحكومة المركزية،
على امل انهاء حالة الفوضى وسيطرة المجاميع المتطرفة، قبل حلول شهر
رمضان بحسب ما صرح به رئيس الوزراء العراقي.
وقد ربط بعض المحللين هذا التصعيد المسلح بعدة عوامل، منها ما يتعلق
بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، وطريقة تشكيل التحالفات القادمة، في
حال تمكن قادة التحالفات من تجاوز العقبات والخلافات السياسية نحو
تشكيل حكومة ذات طبيعة توافقية او اغلبية سياسية، سيما وان الاتهامات
المتبادلة بين بعض الكتل قد اشارت الى تبني بعض السياسيين لمجاميع
مسلحة من اجل الضغط السياسي على الأطراف الأخرى.
فيما أشار محللون اخرون، ان الامر يتعلق بعوامل خارجية، إضافة الى
الأوضاع في سوريا، والتي تحولت الى نقطة الانفجار بين داعش والمجاميع
المسلحة فيها، سيما وان الخلاف الفكري والتنظيمي مع القاعدة الام، وصل
الى مستويات غير مسبوقة، بعد ان أعلنت داعش انها صاحبة مشروع مستقل عن
الأخيرة، متهمة أيها بالانحراف عن أفكار مؤسس القاعدة "بن لادن".
وتبقى الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تصاعد الهجمات بين فترة وأخرى،
وطبيعة ونوع الاستهدافات، إضافة الى توقيتاتها، ذات أسباب يمكن التنبؤ
ببعضها حسب المعطيات والحوادث المرافقة لها، من قبل المحللين
والمتابعين، فيما تبقى اغلب هذه الحوادث ذات طبيعة غامضة واجندات شائكة
نتيجة لتداخل العديد من الخطوط الداخلية والخارجية في طبيعة هذه
الاستهدافات الدموية.
متشددون يجتاحون سامراء
فقد قصفت طائرات هليكوبتر عراقية مدينة سامراء في شمال العراق بعد
أن اجتاح مسلحون من الإسلاميين السنة مناطق فيها في ساعة مبكرة صباحا
وبات مزار شيعي في مرمى نيرانهم، وكان المزار ذاته تعرض لهجوم في عام
2006 أطلق شرارة حرب طائفية في العراق، ويأتي الهجوم في إطار التصعيد
بين الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة وبين الجماعات السنية المسلحة
التي استعادت على مدى العام المنصرم أرضا وزخما لا سيما في غرب البلاد
عند الحدود السورية، وقالت قيادة عمليات سامراء إن الجيش والقوات
الخاصة العراقية استعادوا السيطرة على سامراء وقتلوا عشرات من المسلحين
ودفعوا الباقين إلى الانسحاب من المدينة بعد أن دخلوها ليلا.
وقالت مصادر أمنية إن المتشددين السنة فجروا ليلا مركزا للشرطة على
بعد 25 كيلومترا جنوبي سامراء وقتلوا عددا من أفراد الشرطة قبل أن
يواصلوا تقدمهم إلى المدينة على شاحنات صغيرة وهاجموا حواجز تفتيش في
طريقهم، وقالت الشرطة إن المتشددين سيطروا على مبنى البلدية ومبنى
الجامعة بعد دخولهم المدينة من الشرق ومن الغرب ليرفعوا عليهما الراية
السوداء لجماعة "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
واحتلوا أيضا أكبر مسجدين في سامراء وأعلنوا "تحرير" المدينة عبر
مكبرات الصوت وحثوا الناس على الانضمام إلى جهادهم ضد الحكومة، وقال
مسؤولون إن المتشددين وصلوا إلى مسافة كيلومترين فقط من ضريح الإمام
العسكري الذي أطلق تدميره في عام 2006 شرارة أسوأ موجة من إراقة الدماء
بين السنة والشيعة في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق
في عام 2003.
وقال مصطفى السامرائي من سكان سامراء "الناس خائفون، لم ننم منذ بدء
الهجوم في الساعة الثالثة والنصف فجرا"، ومضى يقول "رأيت بعضهم يمرون
من أمام منزلنا: بعض المسلحين ذوي لحى طويلة وزي أفغاني على شاحنة"،
وفرض حظر تجول في المدينة وأرسلت تعزيزات من بغداد، وقال مصدر في
مستشفى سامراء إن جثث ستة من أفراد الشرطة نقلوا إلى المستشفى وإن 24
شخصا آخرين أصيبوا.
ووصف ضابط أمن في قيادة عمليات محافظة صلاح الدين الوضع في المدينة
بأنه فظيع وقال إن المتشددين المزودين بقذائف صاروخية وقناصة يستهدفون
مراكز القيادة قرب ضريح الإمام العسكري المحمي بثلاثة نطاقات أمنية،
واجتاح المتشددون الإسلاميون السنة في يناير كانون الثاني الماضي
مدينتين في محافظة الأنبار في غرب العراق المجاورة لمحافظة صلاح الدين
حيث تقع مدينة سامراء.
وقال عضو مجلس محافظة صلاح الدين سبهان ملا جياد إن الوضع الأمن في
المحافظة هش للغاية وإنهم لا يستبعدون أن يوسع المتشددون سيطرتهم وأضاف
أنه غير متفائل بالمرة، وأعلن حظر للتجول كذلك في بلدة بيجي التي تقع
على بعد حوالي 300 كيلومتر شمال غربي سامراء تحسبا لأي تقدم آخر
للمتشددين المسلحين بينما اندلعت اشتباكات في بلدة سليمان بك التي
اجتاحها المتشددون في وقت سابق هذا العام. بحسب رويترز.
وقال جياد إنه حتى في حالة نجاح قوات الأمن في استعادة سامراء فإن
المتشددين المسلحين سيعودون ببساطة إلى الضواحي وستظل مناطق أخرى في
صلاح الدين معرضة للتهديد، واقتحم مسلحون يرتدون زيا عسكريا مبنى مجلس
المدينة ومبنى المحكمة سامراء في مارس آذار الماضي وسيطروا على
المبنيين لأربع ساعات حتى استعادت الشرطة والجيش السيطرة عليهما.
فرار جماعي ومواجهات دامية
فيما بلغ عدد النازحين من محافظة الأنبار، نحو 480 ألف عراقي، بسبب
المعارك التي تشنها قوات الجيش والشرطة على جماعة الدولة الإسلامية في
العراق والشام "داعش"، حسب ما أفادت المفوضية العليا للاجئين التابعة
للأمم المتحدة، أما في الموصل فقد سقط 59 قتيلا في معارك ضارية منذ أمس
بين قوات الأمن العراقية وعناصر من "داعش".
وفر حوالي 480 ألف عراقي من المعارك في محافظة الأنبار العراقية
وفقا للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ما يجعل ذلك أهم
حركة نزوح في البلاد في السنوات الأخيرة، وفي هذه المحافظة السنية على
الحدود مع سوريا، تشن قوات الجيش والشرطة منذ أشهر عمليات لاستعادة
مناطق وقعت بأيدي المتمردين مطلع كانون الثاني/يناير، بينهم جهاديون من
الدولة الإسلامية في العراق والشام ومقاتلون من قبائل معارضة للحكومة.
وقال أدريان إدواردز المتحدث باسم المفوضية "اليوم تؤكد الحكومة
العراقية أن 443 ألف رجل وامرأة وطفل فروا منذ اشتداد المعارك في كانون
الثاني/يناير"، وأضاف "لكن الحجم الحقيقي لحركة النزوح جراء المعارك
التي لا يتم التحدث عنها كثيرا مجهول" لأن السلطات العراقية اضطرت إلى
تعليق الإحصاءات لأسباب أمنية.
وقال إدواردز للصحافيين في جنيف إنه بحسب الأمم المتحدة "العدد
اليوم يقارب 480 ألف شخص"، وكانت المفوضية وجهت في آذار/مارس نداء
للحصول على هبات لمساعدة الضحايا لكنها جمعت حتى الآن 12% من مبلغ
ال26,45 مليون دولار (19 مليون يورو) اللازم، ورغم أشهر من المعارك
والقصف والعمليات الخاصة لا يلوح في الأفق أي حل للنزاع.
احتلال جامعة واحتجاز رهائن
الى ذلك قالت مصادر أمنية إن مسلحين سيطروا على جامعة في محافظة
الأنبار بغرب العراق واحتجزوا مئات الطلبة وأساتذتهم رهائن داخل الحرم
الجامعي، وبعد اشتباك مع أفراد الحرس تمكن المسلحون من اقتحام جامعة
الأنبار في العاصمة الإقليمية الرمادي أثناء الليل وزرعوا قنابل
بالداخل لمنع قوات الأمن من التقدم.
وطوقت قوات الأمن الجامعة وتبادلت اطلاق النار مع المسلحين الذين
يقومون بدوريات على الأسطح ببنادق قنص، وقالت مصادر في مستشفى الرمادي
إنها استقبلت جثتي شخصين أحدهما طالب والآخر شرطي، وقال أستاذ محاصر
داخل قسم الفيزياء إن بعض العاملين بالقسم الذين يقيمون خارج الرمادي
أمضوا الليلة في الجامعة لأنها فترة امتحانات. بحسب رويترز.
وقال "سمعنا اطلاق نار كثيف، ظننا للوهلة الأولى ان القوات الأمنية
قد دخلت الحرم لحمايتنا ولكننا تفاجأنا بأنهم كانوا من المسلحين الذين
أجبرونا للدخول إلى الغرف ونحن الآن لا نستطيع المغادرة"، ولم تتضح
هوية المهاجمين ولكن الرمادي إحدى مدينتين في الأنبار سيطر عليها
ببداية العام قبليون ومسلحون سنة بما في ذلك الدولة الإسلامية في
العراق والشام (داعش)، ومنذ ذلك الوقت استعادت الحكومة السيطرة على وسط
الرمادي ولكن ضواحي المدينة والمناطق النائية ما زالت تشهد هجمات كر
وفر من جانب المسلحين.
أكثر من 900 قتيل
بدورها اعلنت مصادر رسمية عراقية وبعثة الامم المتحدة في العراق عن
مقتل 938 شخصا، معظمهم من المدنيين، في اعمال عنف متفرقة خلال شهر ايار/مايو
الماضي في البلاد حيث تتواصل موجة العنف منذ مطلع العام الماضي، واشارت
ارقام اعلنتها وزارات الصحة والدفاع والداخلية، الى مقتل 938 شخصا خلال
الشهر الماضي، هم 804 مدنيين و78 عسكريا و56 شرطيا، واصابة 1463 شخصا
هم 1255 مدنيا و120 عسكريا و88 شرطيا.
كما قتل خلال الشهر الماضي، 122 "ارهابيا" وتم اعتقال 328 شخصا،
وفقا للمصادر، وتشير الارقام الى انخفاض محدود في عدد الضحايا مقارنة
بشهر نيسان/ابريل الذي سبقه، حين قتل 1009 اشخاص، فيما اشارت حصيلة
للأمم المتحدة الى مقتل 799 شخصا واصابة 1409 بجروح جراء هجمات ارهابية
واعمال عنف خلال الشهر الماضي، مشيرة في الوقت ذاته الى ان هذه الاعداد
لا تشمل الضحايا الذين سقطوا جراء اعمال العنف في محافظة الانبار غرب
العراق، حسب ما نقل بيان رسمي.
وناشد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف
المسؤولين العراقيين قائلا "أحث القادة السياسيين على العمل على وجه
السرعة لتشكيل حكومة شاملة ضمن المهلة الدستورية والتركيز على التوصل
إلى حلٍّ موضوعي للوضع في الانبار"، وتقع في محافظة الانبار، غرب بغداد،
مواجهات متواصلة بين القوات العراقية ومسلحين اغلبهم من تنظيم "الدولة
الاسلامية في العراق والشام" الذين يسيطرون على مدينة الفلوجة (60 كلم
غرب بغداد) ومناطق متفرقة في مدينة الرمادي المجاورة. بحسب فرانس برس.
ويشهد العراق منذ اكثر من عام اسوأ موجة اعمال عنف منذ النزاع
الطائفي بين السنة والشيعة بين عامي 2006 و2008، وادت اعمال العنف التي
ضربت البلاد منذ بداية العام الحالي الى مقتل اكثر من اربعة الاف شخص،
وفقا لحصيلة استندت الى مصادر امنية وطبية وعسكرية.
استهداف الشيعة
من جانب اخر قالت الشرطة ومصادر طبية إن انفجار سيارة ملغومة قرب
مستشفى في مدينة الحلة العراقية الجنوبية أدى الى مقتل 14 شخصا على
الأقل، ولم تعلن جهة مسؤوليتها على الفور عن الهجوم لكن الشيعة غالبا
ما يستهدفون بهجمات للمتمردين السنة الذين استعادت عملياتهم قوة دفع في
العراق على مدى العام المنصرم.
وقع الانفجار على مسافة حوالي 20 مترا من البوابة الرئيسية لمستشفى
الحلة العام خارج مقهى مزدحم غالبا ما يجلس به أقارب المرضى للراحة
وشراء الأطعمة والمشروبات في المدينة ذات الأغلبية الشيعية، وقال شاهد
العيان أحمد شيربا "كنت في طريقي لشراء بعض العصائر لعمي المريض الذي
كان في المستشفى حين رأيت كرة نيران كبيرة".
وأضاف "رأيت كثيرا من الجثث على الأرض، بعضها محترق وبعضها كانت ما
تزال مشتعلة بالنيران، رأيت رؤوسا وسيقانا مبتورة، كانت جثتا شرطيين
كانا يحرسان المنطقة ممددتين على الأرض وقد تطايرت سيقانهما"، وقالت
المصادر إن 58 شخصا آخرين أصيبوا في الانفجار وإن المنازل القريبة لحقت
بها اضرار شديدة، وألقى مسؤول أمني كبير طالبا عدم نشر اسمه بالمسؤولية
عن الهجوم على جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تنشط في
سوريا أيضا.
وقال المسؤول إن الهجوم ربما يكون ردا على عمليات أمنية في الآونة
الأخيرة وضربات جوية نفذها الجيش ضد معاقل الجماعة في شمال الحلة
ومناطق أخرى مثل جرف الصخر والإسكندرية، وتقول الأمم المتحدة إن حوالي
800 شخص قتلوا في العنف في انحاء العراق في مايو آيار وهو ما يجعله
أكثر الشهور دموية منذ مطلع العام.
وتستثني الأرقام الخسائر البشرية في محافظة الأنبار الغربية حيث
يقاتل الجيش العراقي جماعات قبلية ومتمردة منذ اجتاحت مدينتين في بداية
العام، وما تزال إراقة الدماء دون المستويات التي شهدها عاما 2006
و2007 حين وصلت المذابح الطائفية بين الشيعة والسنة الى ذروتها، لكن
العام الماضي كان الأكثر دموية في العراق منذ بدأ العنف في التراجع عام
2008، وقالت الشرطة ومصادر طبية إن 17 شخصا على الأقل قتلوا في هجمات
متفرقة في انحاء البلاد في وقت سابق، منها انفجار سيارتين ملغومتين أدى
الى مقتل ثمانية اشخاص في مدينة كركوك الشمالية.
فيما قتل 54 شخصا على الاقل في تفجيرات بسيارات ملغومة وهجمات
انتحارية واغتيالات في انحاء متفرقة في العراق، وقعت أحدث إراقة للدماء
في احياء تسكنها غالبية شيعية في بغداد، وفي هجوم في حي مدينة الصدر
ببغداد أوقف سائق شاحنته الصغيرة في صف من سيارات الاجرة وغادرها قبل
دقائق من انفجارها مما أدى الي مقتل 4 أشخاص واصابة 14 بجروح حسبما
قالت الشرطة ومصادر طبية، وقتل 22 شخصا اخرين في هجمات اخرى في انحاء
متفرقة بالعاصمة العراقية من بينهم 11 في تفجير انتحاري بسيارة ملغومة
عند نقطة تفتيش في حي الكاظمية.
وفي طوز خورماتو بشمال العراق ايضا قتل اربعة من عائلة واحدة عندما
فجر متشددون قنابل امام منازل 11 تركمانيا شيعيا. وكثيرا ما زرع متشددو
جماعة الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام قنابل بجوار منازل في
انحاء متفرقة في وسط العراق بما في ذلك منازل ضباط بالشرطة.
وقالت الشرطة ومصادر طبية إن 32 شخصا قتلوا في ثلاثة هجمات على زوار
شيعة يسيرون في بغداد قبيل عطلة دينية، وتحدى المهاجمون اغلاقا للطرق
الرئيسية مع توجه الشيعة الى مزار الامام الكاظم في الكاظمية في غرب
بغداد لاحياء ذكرى مقتله عام 799.
ووقعت كل التفجيرات خلال 30 دقيقة، وقالت الشرطة ومصادر طبية إن
أكثر الهجمات دموية ذلك الذي وقع في شرق بغداد قرب ساحة الطيران حيث
اقتربت حافلة صغيرة من حشد من الزوار وانفجرت مما أدى الى مقتل 14 شخصا
وإصابة 17 آخرين، وقال الرائد أحمد ناصر الضابط في الشرطة إن الانتحاري
جاء مسرعا من شارع جانبي باتجاه مجموعة من الزوار الشيعة، وأضاف أن
كثيرا من الجثث تمزقت إلى أشلاء، وأضافت المصادر أنه في حي الشعب في
شرق المدينة أيضا انفجرت سيارة أخرى متوقفة قرب مجموعة من الزوار مما
أدى الى مقتل 12 وإصابة 30. بحسب رويترز.
مقتل قائد الصحوة في الأنبار
من جانب اخر قال أحد رجال محمد خميس أبو ريشة القيادي في مجالس
الصحوة الموالية للحكومة العراقية إن مهاجما انتحاريا قتله في الرمادي
عاصمة محافظة الأنبار بغرب العراق، وأضاف أن أبو ريشة كان يقوم بجولة
تفقدية عند نقطة تفتيش يحرسها مقاتلوه في الرمادي حينما عانقه مفجر
انتحاري، وقال إن أربعة من حراس أبو ريشة الشخصيين قتلوا في الهجوم.
وتابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لدواع أمنية "تعود أن
يزورنا بشكل منتظم ليعطينا التوجيهات ويكلفنا بالمهام، كنا ننتظره عند
نقطة التفتيش التي كنا نحرسها، وكان أبو ريشة (وهو في الثلاثينات من
العمر) قائدا لمئات الرجال في عاصمة محافظة الأنبار الصحراوية حيث تخوض
قوات الأمن وعدد أصغر من مقاتلي العشائر السنية الموالين للحكومة قتالا
منذ شهور ضد رجال عشائر ساخطين على رئيس الوزراء نوري المالكي وضد
متشددين ينتمون إلى جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وأبو ريشة ابن أخ أحمد أبو ريشة وهو الزعيم الرسمي لجميع مقاتلي
مجالس الصحوة الموالية للحكومة في الأنبار، لكن سمعة الرجلين تضررت
بشدة أثناء الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر، ويتهم كثير من أبناء الأنبار
الرجلين بالفساد وبالسعي لتحقيق أهداف شخصية، ودعم الرجلان الاحتجاجات
المناهضة للحكومة طوال العام الماضي لكنهما انقلبا على المتظاهرين في
نهاية عام 2013.
وعندما فضت قوات الأمن مخيم اعتصام في الرمادي بالقوة في ديسمبر
كانون الأول الماضي ثار مقاتلو العشائر وتحركت جماعة الدولة الإسلامية
في العراق والشام بسرعة لاستغلال هذا العصيان بإرسال مقاتلين إلى
الرمادي والفلوجة في محافظة الأنبار، وجهزا قوة من المقاتلين مؤيدة
للحكومة بسرعة وأصبح محمد خميس أبو ريشة قائدا لها. بحسب رويترز.
وتحدث المالكي فيما سبق عن مقاتلي عائلة أبو ريشة بوصفهم دليلا على
أن سكان الأنبار في العموم يؤيدونه، لكن كثيرا من ابناء المحافظة كانوا
ساخطين بشدة على ما يبدو من عائلة أبو ريشة وتحدثوا عن أنهم يستفيدون
ماليا من علاقتهم بالحكومة بينما نزح مئات الآلاف من المدنيين بسبب
المعارك في الرمادي والفلوجة، ويتناقض هذا الموقف بشدة مع الوضع في
عامي 2006 و2007 عندما أيد السنة في أرجاء الأنبار بقوة انتفاضة
العشائر ضد تنظيم القاعدة. |