داء كورونا.. وباء عالمي يقتل ضحاياه  بنهم

 

شبكة النبأ: تتزايد المخاوف لدى الكثير من العلماء والباحثين من خطورة انتشار فيروس "كورونا"، خصوصا مع ازدياد حالات الاصابة بهذا الفيروس الغامض الذي اودى بحياة الكثير من الاشخاص في المملكة العربية السعودية المركز الاساسي لهذا الفايروس الخطير، والتي تواجه اليوم الكثير من الانتقادات الدولية بسبب عدم جديتها وتعاونها للحد من مخاطر وانتشار هذا الفايروس.

وحذر الكثير من الخبراء من انتشار هذا الوباء وانتقاله من وإلى المعتمرين والحجاج خصوصا مع اقتراب شهر رمضان وموسم الحج الذي يشهد تجمع نحو 4 ملايين حاج من مختلف الجنسيات، وهو ما قد يؤدي إلى إصابة العالم كله بهذا بالفيروس القاتل. الذي اصبح ومع ارتفاع حصيلة المصابين محط اهتمام عالمي على نحو متزايد.

الأمر الذي دفع منظمة الصحة العالمية إلى التشديد على أن الفيروس يطرح "تحديات رئيسية" وقالت إن انتشاره دفع بوزارة الصحة في المملكة إلى الاعتراف بخطورة هذا التحدي، خصوصا بعد ظهور حالات اصابة في دول اخرى منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ومصر ولبنان وآخرها ايران. وكانت معظم هذه الحالات لأناس زاروا مؤخرا دولا خليجية.

عدد الوفيات

وفي هذا الشأن أعلنت السعودية عن قفزة كبيرة في عدد الوفيات نسبتها 50 في المئة تقريبا جراء الإصابة بفيروس كورونا وذلك بعد التدقيق في بيانات سابقة أظهرت أيضا أن عدد الإصابات منذ عام 2012 أعلى بنسبة 20 في المئة عما أعلن عنه من قبل. وبذلك يصبح إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) 688 حالة مقابل 575 حالة أعلن عنها من قبل. وارتفع عدد الوفيات إلى 282 بينما كان في السابق 190 حالة.

وتعني هذه الزيادة الحادة في عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا الذي يسبب سعالا وحمى والتهابا رئويا في بعض الأحيان أن نسبة الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في السعودية صارت الآن 41 في المئة بدلا من نسبة 33 في المئة التي كانت معتمدة. لكن وزارة الصحة قالت في بيان إنه على الرغم من ارتفاع العدد الاجمالي للحالات السابقة فإن معدل الإصابة في أحدث تفش للفيروس يتباطأ على ما يبدو.

وأفاد البيان بأنه من بين إجمالي عدد الإصابات ما زال 53 مريضا يتلقون العلاج بينما شفي 353 مريضا. ونقل بيان عن رئيس المجلس الطبي الاستشاري بمركز القيادة والتحكم طارق مدني قوله "بالرغم من أن المراجعة أدت إلى اكتشاف حالات مؤكدة يجب أن تضاف إلا أننا لا نزال نشهد تراجعاً في عدد الحالات الجديدة المسجلة على مدى الأسابيع القليلة الماضية."

وفي جنيف قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية جلين توماس إن المنظمة ترحب بكل الجهود لجمع معلومات عن فيروس كورونا والتثبت منها وتبادلها. وردا على سؤال عن معدل الوفيات الأعلى قال "الشيء المهم اننا ما زلنا نتحدث عن أعداد صغيرة نسبيا بالمقارنة مع عدد السكان وعدد الحالات التي قد تكون هناك." وقالت وزارة الصحة إنها اتخذت اجراءات جديدة تضمن تطبيق أعلى المعايير في مجال جمع البيانات والشفافية والافصاح بما في ذلك وضع معايير قياسية لإجراء التحاليل وتطبيق الارشادات الخاصة بتدوين العينات وتخزينها.

وأعلن وزير الصحة المكلف عادل فقيه أنه أعفى وكيل وزارة الصحة العامة زياد ميمش من منصبه. وعين فقيه في منصبه في إبريل نيسان بعدما عزل  السعودي الملك عبد الله سلفه عبد الله الربيعة عقب تفش جديد للعدوى بالمرض. ووجه علماء من أكثر من دولة انتقادات للسلطات السعودية بما في ذلك ميمش بسبب طريقة معالجة الأزمة بما في ذلك ما اعتبروه تقاعسا في التعاون مع بعض المختبرات المتخصصة في أنحاء العالم التي تعرض المساعدة في تحري السبب المحتمل للفيروس ومعرفة كيف انتشر. بحسب رويترز.

وقال إيان جونز أستاذ علم الفيروسات في جامعة ريدينج البريطانية "من الواضح أن أي نظرة إلى الوراء سترفع إجمالي الأعداد ولكن ذلك لا يشير إلى أي تغيير في الفيروس ولكن يشير فقط إلى تسجيل أقل لأعداد الإصابات في السابق." واضاف "المرض المعدي لا يحترم حدود البلدان أو الثقافات أو الأديان.. إن الشفافية المطلقة والتبني الكامل لأفضل الممارسات الخاصة بعزل الحالات وعلاجها هي أنجح الطرق لتقليل الأعداد لحين التعرف على مصدر ومسار العدوى وتجنبها"، وقالت وزارة الصحة إنها أنشأت مركزا للسيطرة والتحكم للتعامل مع كورونا وغيرها من الأزمات الصحية العامة بشكل أكثر فاعلية. وأضافت أن المركز الجديد سيعمل مع منظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض.

انتقادات للسعودية

الى جانب ذلك وصلت الرسالة بالبريد الالكتروني من فريق من علماء الفيروسات في هولندا إلى معمل في شمال لندن في وقت سابق وجفل لمضمونها حتى بعض من أعتى المتخصصين الذين تعاملوا مع الفيروسات في العالم. فقد تضمنت تفاصيل عدوى فيروسية غامضة تم اكتشافها في مريضين الأول قطري موجود في وحدة للرعاية المركزة في بريطانيا والثاني سعودي توفي في مستشفى بجدة لإصابته بالتهاب رئوي وفشل كلوي.

وثبتت فعالية هذا التعاون في تبادل المعلومات بين العلماء المرموقين. ففي غضون أيام تم تحديد الفيروس الجديد والتأكد من أنه لم يتم اكتشافه في البشر من قبل وتم التوصل إلى بعض جيناته ونشرت خريطة النسب الجيني الخاصة به على الانترنت حتى يستفيد بها العلماء في مختلف أنحاء العالم. لكن هذا التعاون الدولي لم يدم.

وبدلا من ذلك يقول علماء غربيون إن التعاون اختفى وحل محله ارتياب وعناد سعودي سمح لمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) بالتسبب في وفاة الكثير في المملكة وانتشر في عدة دول في المنطقة بل ووصل إلى دول بعيدة مثل ماليزيا واليونان ولبنان والولايات المتحدة عن طريق بريطانيا.

ويتسبب هذا المرض مثل شبيهه التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) في إصابة المرضى بالسعال والحمى وقد تصل في بعض الحالات إلى الالتهاب الرئوي القاتل. ويقول خبراء إن هذه الاصابات والوفيات كان من الممكن وقفها خلال العامين اللذين انقضيا منذ ظهور المرض لأول مرة لو أن السلطات السعودية كانت أكثر تقبلا للمساعدات الخارجية التي عرضتها فرق متخصصة من مختلف أنحاء العالم تمتلك التكنولوجيا والمعرفة بل والإرادة للقيام بدراسات علمية حيوية.

إلا أن العلماء المشاركين في اقتفاء أثر الفيروس على مدار العامين الماضيين قالوا إن السعوديين رفضوا مرارا عروضا بالمساعدة منها عرض من خبراء منظمة الصحة العالمية بالإضافة إلى خبراء هولنديين من مركز إيرازموس الطبي في روتردام وفريق من لندن يعمل لحساب مؤسسة انجلترا للصحة العامة. وفي السعودية لم تكتمل دراسة تتضمن عينات مقارنة أي أنه لا يمكن الإجابة عن أسئلة جوهرية عن قدرات الفيروس ومنشأه ومسلكه مستقبلا.

وقال ديفيد هيمان استاذ الأوبئة والأمراض المعدية رئيس مؤسسة انجلترا للصحة العامة ورئيس وحدة الأمن الصحي العالمي في المعهد الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا "إنها مأساة في الحقيقة لهؤلاء الناس الذي يمرضون." وأضاف "من المحبط جدا أن تعلن كيف يلتقط الناس العدوى وترى الناس يستمرون في التقاط العدوى ويموتون بسبب فيروس كان من الممكن ألا يصابوا به لو كانت لدينا معلومات أكثر."

ويقول علماء إن أبرز ما في موضوع فيروس كورونا مدى ضآلة ما يعرفه العالم عنه رغم أنه ظل على مدى العامين الأخيرين في نظر شبكة عالمية من الخبراء تتابع كل الفيروسات الجديدة من أهم الأخطار الوبائية المحتملة. وتقع المسؤولية الأولية في الاستجابة لظهور الفيروس على عاتق وزارة الصحة السعودية التي تقضى القواعد الصحية المعمول بها عالميا أن تخاطب منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بحالات الاصابة بالفيروس.

ومن البداية عملت الوزارة على نحو متقطع مع وكالات ومؤسسات عالمية مختلفة منها منظمة الصحة العالمية والمراكز الامريكية لمكافحة الأمراض والوقاية وجامعة كولومبيا وايكوهيلث الايانس. وأبدى بعض هذه المؤسسات شعورا بالإحباط لعدم ايلاء السلطات السعودية الاهتمام الكافي للموضوع.

فعلى سبيل المثال أوفدت منظمة الصحة العالمية عدة بعثات علمية إلى الشرق الاوسط خاصة لتوفير الدعم للسعودية وجيرانها لبدء أبحاث ضرورية للسيطرة على تفشي الفيروس. لكن جانبا كبيرا من هذا العمل لم يكتمل حتى الآن. وحتى الآن تشير أدلة كثيرة إلى الإبل كمصدر محتمل للعدوى. لكن مازال العلماء لا يملكون أدنى فكرة عن كيفية إصابة الناس بالعدوى سواء بتناول لحوم الجمال أم شرب لبنها أم لمس دمائها أو أي سوائل أخرى من سوائلها الجسدية أم بمجرد الاقتراب منها عندما تعطس أو تسعل.

ولا توجد بيانات يعول عليها عن أعداد الناس التي ربما تلتقط الفيروس دون أن يظهر عليها أعراض المرض أو تظهر عليها أعراض بسيطة أو عن كيفية علاج المرضى الذين يصابون بالمرض. وقال جيريمي فرار خبير الأمراض المعدية ومدير جمعية ويلكوم تراست العالمية الخيرية "هناك معلومات كثيرة ناقصة في معرفتنا بهذه العدوى بعد 20 شهرا سواء من منطلق علم الأوبئة أو مسارات انتقال العدوى أو من منطلق علم الفيروسات أو التغيرات السلوكية."

وأضاف ان السعوديين تلقوا عروضا بالمساعدة "لكنهم لم يكونوا متقبلين لها." وتابع "العالم محظوظ جدا لان هذا الفيروس يبدو مستقرا ولا يتحور فيما يبدو. لكن تصور ما كان يمكن أن يحدث في 20 شهرا منذ ظهور الفيروس الجديد لو أنه سارز آخر." ولازمت المقارنات بسارز فيروس كورونا منذ ظهوره لأول مرة لا لأنهما ينتميان لعائلة واحدة فقط بل لأنهما يتسببان في أعراض متشابهة.

لكن ثمة فرقا رئيسيا واحدا وهو أن فيروس سارز الذي ظهر عام 2003 كان أشد خطرا من فيروس كورونا الان ليس لأنه كان يتسبب في معدل وفيات أكبر إذ أن نسبة الوفاة بين المصابين بسارز كانت في حدود عشرة في المئة بل لأنه انتشر بسهولة أكبر من انسان لاخر.

وعندما احتل السارز عناوين الصحف عام 2003 كان قد حقق انتشارا في الصين لعدة أشهر. ولم تعلم به منظمة الصحة العالمية إذ لم يبلغها به المسؤولون الصينيون الميالون للتكتم. ويقول هيمان من مؤسسة انجلترا للصحة العامة إنه عندما كشفت بكين عن الأمر ساهمت الانتقادات للصين والتعاون اليومي المكثف بين المتخصصين في القضاء على انتشار المرض في غضون أشهر. وقتل المرض حوالي 800 شخص في مختلف أنحاء العالم.

وقال هيمان الذي كان رئيسا لوحدة الأمراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية في ذلك الوقت "كان هناك ثلاث مجموعات فعلية على اتصال يومي بالهاتف والبريد الالكتروني يعملون لحل المشكلة هم خبراء المعامل والخبراء الاكلينيكيون وخبراء الأوبئة." وتشير مقابلات مع علماء رئيسيين ومسؤولين عن الصحة العامة شاركوا في متابعة الفيروس منذ عام 2012 إلى أن الارتياب السعودي من العمل مع فرق من الباحثين خارج المملكة.

وقد اكتشف علي محمد زكي وهو خبير مصري في الكائنات الدقيقة يعمل بمستشفي الدكتور سليمان فقيه في جدة أول مريض مصاب بالفيروس وعرض النتائج المعملية على موقع علمي دولي. وطرد زكي من عمله خلال أسبوع من نشره بيانات عن الفيروس الجديد. وعاد زكي بعد ذلك إلى مصر حيث يعمل بكلية الطب بجامعة عين شمس في القاهرة. وقال "أنا فقدت عملي بسبب هذا الاكتشاف."

ويبدو أن تسجيل الفريق الهولندي الذي اتصل به زكي في البداية براءة اكتشاف للفيروس الجديد كان له أثر فيما تلا ذلك من أحداث. فقد وصف نائب وزير الصحة مميش في رسالته بالبريد الالكتروني هذه الخطوة بأنها مدفوعة بأغراض مالية. وقال آب أوسترهاوس الذي يرأس قسم علم الفيروسات في مركز إيرازموس الطبي في روتردام إن تسجيل الفيروس كان أمرا عاديا في مثل هذا الموقف وان معمله أتاح كل تفاصيل الفيروس بحرية للجميع ولكل من أراد إجراء أبحاث.

ولا توجد سوى قلة من البراءات للفيروسات لأسباب أهمها أن أغلبها اكتشف قبل سنوات بعيدة. لكن معاهد الابحاث كثيرا ما تأخذ البراءات كوسيلة لتشجيع اهتمام قطاع الصناعة على تطوير لقاحات وأدوية وفي الوقت نفسه تتيح المعلومات لكل من يريدها. وقال أوسترهاوس "لقد كنا منفتحين دائما في كل شيء."

واضاف "أحد ما يجب أن يجري الاعمال (البحثية) الخاصة بجانب علم الأوبئة في السعودية ونحن لدينا كل التقنيات جاهزة اليوم للاشتراك في مثل هذه الدراسات ولذلك يسعدنا التعاون. وقد عرضنا خدماتنا على مميش. لكن من الواضح أننا لم نكن المرشحين الواضحين لتقديم العون." ويقول آخرون عملوا مع علماء سعوديين في بداية اكتشاف الفيروس وحتى قبل تسميته إن السلطات السعودية ومميش بصفة خاصة كانوا يريدون مستوى أعلى من التحكم في الابحاث.

وكان إيان ليبكن خبير علم الفيروسات بجامعة كولومبيا في نيويورك من أوائل من أكدوا وجود صلة بين الفيروس والإبل. وقال ليبكن إنه عمل في البداية مع مميش لكنهما اختلفا. واضاف "لم أعمل معه منذ ستة أشهر. ولم نعد نعمل معا على الاطلاق." وامتنع عن الخوض في التفاصيل واكتفى بالقول "لم نتفق في أشياء كثيرة."

ومميش خبير في الامراض المعدية كان عضوا في لجان استشارية تابعة لمنظمة الصحة العالمية ونشر أكثر من 180 بحثا في العقد الأخير بعضها في دوريات مهمة مثل ذا لانست ونيو انجلند جورنال أوف ميديسين وفق ما توصلت إليه وحدة الملكية الفكرية والعلوم التابعة لتومسون رويترز. ومثل هذا المستوى يشير إلى عالم غزير الأبحاث إلى حد ما لكنه ليس مستوى غير عادي.

وقال زكي إن مميش غضب بشدة عندما علم أنه سينشر بحثا مع فريق أوسترهاوس في نشرة نيو انجلند جورنال أوف ميديسين عن اكتشاف الفيروس. وأضاف "أراد أن يحتفظ بالقصة كلها لنفسه." وسئل زكي عما إذا كان قد تمكن بوصفه مكتشف الفيروس من العمل من مصر مع علماء سعوديين منذ ذلك الحين فقال "لا لا أبدا."

ويقول مميش إنه يسعده العمل مع ليبكن مستقبلا "إذا كانت خدماته مطلوبة ولن يكرر عملنا مع شركائنا الاخرين." ولم يرد على أسئلة عما إذا كان قد حاول أن ينسب الفضل لنفسه في كل أبحاث الفيروس. ومازالت أسئلة كبرى بشأن الفيروس القاتل دون إجابة. وحرص كيجي فوكودا رئيس وحدة الأمن الصحي بمنظمة الصحة العالمية على عدم توجيه نقد مباشر للسلطات السعودية.

لكنه وصف ما تحقق من تقدم بأنه بطيء وسلم بأنه رغم نداءات متكررة من المنظمة فلم يتم بعد انجاز أبحاث مهمة. وقال فوكودا "توجد ثغرات حرجة في المعلومات." وأشار بصفة خاصة إلى استمرار نقص دراسة عينات المقارنة التي تعد نقطة بداية مهمة لتحديد مصدر المرض ومن يصاب به وكيفية الاصابة به. بحسب رويترز.

وأضاف "من حيث المبدأ الكل يقبل أن الدراسات مهمة وانها قبل تسفر عن بعض المعلومات المهمة المطلوبة لكنها ... كانت بطيئة." وفي يوليو تموز من العام الماضي قال فوكودا إن المنظمة نظمت عددا من البعثات في الشرق الاوسط لتقديم الدعم لتقييم الوضع.

ايران وتونس

على صعيد متصل قال مسؤولون إيرانيون انه تأكد اصابة حالتين بمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية (فيروس كورونا) وهو فيروس قاتل ظهر لأول مرة منذ عامين في السعودية جارة ايران. وقال محمد مهدي جويا المدير العام لقسم الامراض المعدية في مركز مكافحة الامراض والوقاية منها التابع لوزارة الصحة الايرانية "تم رصد أربع حالات مشتبه بها بفيروس كورونا الجديد في أسرة في اقليم كرمان. وتأكد اصابة حالتين هما أختان." ونقل موقع الوزارة عنه قوله "احدى الاختين حالتها حرجة والاخرى تتلقى العلاج في ظروف خاصة."

وزيادة حالات الاصابة بالمرض في السعودية مثار قلق لان المملكة تنتظر معتمرين من شتى انحاء العالم خلال شهر رمضان . ونقل تلفزيون برس تي.في الايراني عن جويا قوله أيضا ان ايران أوفدت فرقا طبية مدربة الى السعودية فحصت حالات الاصابة بفيروس كورونا بين المعتمرين الايرانيين. وأضاف انه يجري الترتيب لاخضاع المعتمرين الايرانيين لفحوص طبية فور عودتهم الى الوطن.

من جانب اخر نصحت وزارة الصحة التونسية الخميس التونسيين بـ"تأجيل" أداء مناسك العمرة والحج هذا العام إلى الأراضي المقدسة في السعودية تحسبا من فيروس كورونا المتسبب بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. ودعا نور الدين بن عاشور مدير "المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة" التابع لوزارة الصحة، التونسيين، في تصريح عبر إذاعة موزاييك إف إم الخاصة، إلى "تأجيل العمرة والحج في الوقت الحاضر".

من ناحيتها قالت وزارة الصحة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على فيس بوك أنها "تنصح المسنّين والمصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل والأطفال دون 12 سنة، بتأجيل القيام بالعمرة أو الحج إلى موعد لاحق، وذلك حفاظا على صحتهم". وفي أيار/مايو 2013، أعلنت تونس تسجيل إصابة ثلاثة أشخاص بفيروس كورونا، بحسب وزارة الصحة التي أكدت في بيانها عدم تسجيل إصابات جديدة بالفيروس باستثناء الحالات الثلاث المذكورة.

وتم إحصاء حالات إصابة بفيروس كورونا في بلدان عدة بينها الأردن ومصر ولبنان وأيضا الولايات المتحدة، لكن غالبية المصابين سافروا أو عملوا في السعودية مؤخرا. ويسبب فيروس كورونا التهابات في الرئتين مصحوبة بحمى وسعال وصعوبات في التنفس، ويؤدي أيضا إلى فشل في الكلى. وليس هناك حاليا أي لقاح ضد هذا الفيروس. بحسب فرانس برس.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية بعد اجتماع طارئ حول كورونا أن لا ضرورة لإعلان حالة "طوارئ صحية عامة شاملة"، في غياب أدلة حول انتقال الفيروس بين البشر. وأكدت المنظمة أن لجنة الطوارئ التي عقدت اجتماعها الرابع حول هذا المرض، اعتبرت "أن خطورة الوضع ارتفعت قياسا على تأثيرها على الصحة العامة".

اختبارات لحل الغز

من جهة اخرى أظهرت دراسة أجريت مؤخرا أن نسخة فيروس كورونا التي تنتشر بين البشر يمكن تمييزها عن النسخة التي عثر عليها في الجمال. ويجري العلماء قريبا اختبارات على القطط والكلاب، وحتى الفئران، في إطار مساعيهم لحل لغز عدوى فيروس كورونا الغامض. واكتشف هذا الفيروس، المعروف علميا بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، للمرة الأولى في عام 2012، وتسبب حتى الآن في مقتل نحو 200 شخص على مستوى العالم.

وبالرغم من اكتشاف الفيروس المسبب لهذه العدوى على نطاق واسع في الجمال، فإن الباحثين يقولون إنه قد يكون كامنا في حيوانات أخرى. وقال أحد الخبراء إن البحث على الأرجح سيمتد قريبا ليشمل الحيوانات التي لها اتصال قريب بالبشر. ويعتقد الباحثون أن فيروس كورونا المسبب للعدوى انتقل من الحيوانات للبشر.

ومع ارتفاع أعداد الأشخاص الذين يصابون بهذا الفيروس، سعى العلماء إلى اختبار الحيوانات الشائع وجودها في منطقة الشرق الأوسط للتعرف على إمكانية انتقال المرض منها. وباستخدام عينات دم من الجمال في جزر الكناري، توصل باحثون هولنديون إلى أول أجسام مضادة للمرض. وشبه الباحثون هذه الأجسام المضادة بآثار الأقدام، وهو ما يشير إلى أن الفيروس قد مر في السابق عبر جسم الحيوان.

وأظهرت دراسة أجريت مؤخرا أن نسخة الفيروس التي تنتشر بين البشر يمكن تمييزها عن النسخة التي عثر عليها في الجمال. لكن الدكتور توماس بريس من جامعة كولومبيا، الذي أشرف على فريق البحث، أعرب عن اعتقاده بأن هناك العديد من الأسئلة حول المرض تحتاج لإجابات.

وأشار إلى أنه إذا كانت الجمال هي المصدر الوحيد لانتقال العدوى، فإن هذا المرض من المفترض أنه سيكون أكثر شيوعا بين الأشخاص الذين يعملون مع هذه الحيوانات، أو على اتصال قريب بها. وسجل عدد قليل من الوفيات بالنسبة للحالات التي أصيبت بفيروس كورونا، ولم يكن لها اتصال معروف بالجمال. وقال بريس "لدينا بالفعل هذه الحالات المتقطعة، وليس هناك حالات عرفت بالإصابة بالمرض دون معرفة تعرضها (للاتصال بالجمال)، ونحن نبحث عن مصدر الفيروس".

وأوضح "في بعض الحالات كان هناك اتصال بالحيوانات أو الجمال، لكن في حالات أخرى لم يكن هناك هذا الاتصال، والصورة غير واضحة بشكل قاطع حتى الآن". وأشار إلى أنه أجريت اختبارات على حيوانات أخرى من بينها ماعز وخراف، لكنها لم تظهر وجود أي أجسام مضادة تشير إلى إصابتها بالفيروس.

وأظهر تقرير آخر أن التوزيع الجغرافي للمرض في الجمال أكثر انتشارا بكثير مما كان يعتقد سابقا، في ظل وجود أعداد كبيرة في نيجيريا وإثيوبيا وتونس. يتمثل أحد أكبر المخاوف في إمكانية تحور الفيروس ليسهل انتقاله بين البشر. وقال دكتور بريس إن هذه التساؤلات تدفع الباحثين إلى توسيع البحث عن فيروس كورونا ليشمل الحيوانات الأليفة.

وأضاف بأن "(الحيوانات الأخرى) التي نفحصها، أو نحاول فحصها، هي القطط والكلاب حيث يوجد اتصال أكثر حميمية (بالنسبة للبشر)، وأي حيوانات برية أخرى يمكننا الحصول على مصل دم منها لا يتوافر لدينا حاليا". وستكون قضية التعامل مع فيروس كورونا على جدول أعمال مؤتمر المنظمة العالمية لصحة الحيوان الذي سيعقد في باريس. وحذرت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت تشان، في كلمة لها خلال اجتماع لخبراء في الطب البيطري ووزراء، من دور الجمال في انتشار المرض. وقالت إن "القلق الحالي بالتأكيد يتعلق بالحالات البشرية لكورونا". بحسب بي بي سي.

لكنها أوضحت أن "الدليل على ذلك ليس حاسما على الإطلاق، ونحتاج إلى أن نعرف ذلك ونحن نوجه إرشادات لعامة الجمهور". ويتمثل أحد أكبر المخاوف في إمكانية تحول الفيروس ليسهل انتقاله بين البشر، ولا يوجد دليل على حدوث ذلك. وقال الدكتور بريس "هذا قد يحدث في أي وقت، والتحورات تحدث بطريقة عشوائية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/حزيران/2014 - 9/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م