الرياضة.. مضمار اقتصادي مربح ينخره الفساد

 

شبكة النبأ: الفساد ظاهرة عالمية تشكو منها الكثير الدول والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ومنها المؤسسة الرياضية التي أصبحت تعج بالكثير من ملفات الفساد المختلفة، حيث أصبحت هذه المؤسسة تعاني من انتشار الفساد المالي والإداري وتقبل الهديا من قبل بعض المسؤولين والرياضيين في الأندية والاتحادات العالمية بهدف تغيير بعض النتائج هذا بالإضافة الى الفضائح الأخرى.

ولعل من أهم تلك الملفات وأخطرها هو ملف فوز قطر بشرف تنظيم كأس العالم 2022، والمتهمة بتقديم رشاوى وأموال ضخمة لبعض أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا من أجل الفوز بحق تنظيم المونديال على حساب منافسين آخرين في مقدمتهم اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية هذا بالإضافة الى الملفات والاتهامات الأخرى التي أثيرت ضد قطر ومنها الانتهاكات الاخطيرة وغير الإنسانية التي تُرتكب بحق العمال الوافدين الذين يُشاركون في إنشاء البنية التحتية لكأس العالم 2022.

ويرى بعض المحللين أن الفساد يعرض نفسه كمنظومة رياضية اقتصادية مجتمعية كاملة ويمارس بمختلف أنواعه، كما توضح المنظمات الرقابية العالمية بأن الفيفا يجمع بين كونه منظمة غير حكومية وغير هادفة للربح وبين كونه شركة عالمية تحقق عائدات ضخمة... لها نفوذ سياسي وتأثير اجتماعي هائل على مستوى العالم، فان الافتقاد الى المحاسبة الاجبارية امام العالم الخارجي يجعل من غير المحتمل حدوث تغيير في مجال الفساد.

إعادة التصويت

وفي هذا الشأن أبدى جيم بويس، نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، استعدادا للتصويت مجددا لاختيار مضيف آخر لكأس العالم 2022 بدلا من قطر، وذلك إذا ثبت صحة مزاعم فساد. وجاء هذا بعدما أوردت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أن مسؤولين في الاتحاد الدولي حصلوا على مبالغ مالية بقيمة 3 ملايين جنيه استرليني مقابل تأييد طلب قطر استضافة البطولة الدولية.

ويجري، مايكل غارسيا، كبير المحققين في الاتحاد، بالفعل تحقيقا مطولا في مزاعم الفساد. وقال جيم بويس "لن تكون لدي مشكلة إذا كانت التوصية بإعادة التصويت" على استضافة قطر للبطولة. وأضاف بويس "إذا أورد غارسيا وقوع خطأ في تصويت (فيفا لاختيار المضيف لمونديال) 2022، فلابد من التعامل مع الأمر بجدية."

ومضى قائلا "لجنة فيفا التنفيذية تقف كليا وراء غارسيا. سيسمح له بالذهاب والحديث مع أي شخص في أنحاء العالم لإتمام مهمته. يجب أن تصله كل الأدلة، وبعدها سننتظر تقريرا كاملا عما توصّل إليه." وتتركز مزاعم الفساد حول محمد بن همام، المسؤول السابق في الاتحاد الدولي، والرئيس السابق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وحصلت قطر على حق استضافة كأس العالم في نهاية 2012

و زعمت صحيفة صنداي تايمز أنها حصلت على العديد من الوثائق السرية التي تفيد بتورط بن همام مع أعضاء داخل فيفا في تأمين حصول قطر على حق استضافة كأس العالم 2022. وبحسب الصحيفة، فإن الوثائق، تظهر أن بن همام (65 عاما) كان يسعى لحشد التأييد لقطر قبل عام على الأقل من اتخاذ القرار بمنح بلاده حق الاستضافة. كما تظهر الوثائق أن بن همام قام بتحويل مبالغ مالية لحسابات يديرها رؤساء ثلاثين اتحاد لكرة القدم في افريقيا وحسابات يديرها جاك وارنر، النائب السابق لرئيس فيفا.

ودأب بن همام، وكذلك الهيئة القطرية المنظمة للبطولة، على نفي ارتكاب أي خطأ. كما نفى الطرفان أن بن همام سعى لحشد التأييد بالنيابة عن قطر في الفترة التي سبقت التصويت الذي جرى في ديسمبر/ كانون الأول 2012. وعندما حاولت الصحيفة الاتصال ببن همام للرد على المزاعم الجديدة، رفض ابنه حمد العبد الله الإدلاء بتعليق نيابة عن والده. وكان بن همام في السابق موضع جدل في عالم كرة القدم.

ففي بادئ الأمر، تم فرض حظر على اشتغاله بالرياضة مدى الحياة في يوليو/ تموز 2011، وذلك بعد إدانته بمحاولة الرشوة بهدف تأمين أصوات في انتخابات رئاسة فيفا في ذلك العام. لكن في العام التالي، رفعت محكمة التحكيم الرياضية الحظر عنه، لعدم كفاية الأدلة التي بنيت عليها العقوبة.

وفرض الاتحاد الدولي عليه حظرا آخر مدى الحياة في ديسمبر 2012 بسبب وجود "تقاطع مصالح" عندما كان رئيسا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وفي مارس/ آذار 2014، أوردت صحيفة ديلي تليغراف البريطانية أن شركة مملكة لبن همام دفعت للنائب السابق لرئيس فيفا، جاك وارنر، وأسرته أكثر من مليون جنيه استرليني. وثارت مزاعم بأن المبلغ المالي تم دفعه بعد فترة وجيزة من منح قطر حق استضافة كأس العالم 2022. وتصر قطر على أن بن همام لم يكن له أبدا أي دور رسمي لدعم ملفها لاستضافة البطولة، وأنه كان يتحرك على نحو مستقل عن الحملة الرسمية.

ومن جهته، قال غريغ دايك، رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، إنه يجب إجراء إعادة التصويت، إذا ظهر أن نظاما فاسدا أدى إلى فوز قطر بحق تنظيم البطولة. وشددت هيلين غرانت، وزيرة الرياضة البريطانية، على أن "من الضروري أن يتم منح تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، بطريقة مفتوحة وعادلة وشفافة." بحسب بي بي سي.

وأعلن الاتحاد الأسترالي لكرة القدم أنه ربما يترشح مجددا لاستضافة كأس العالم، في أعقاب الادعاءات الأخيرة. وقال رئيس الاتحاد ديفيد غالوب "إنها تطورات خطيرة، هناك مزاعم خطيرة، ونحن نتطلع لرؤية كيف سيكون التعامل معها." وأضاف أن استراليا تشارك في تحقيق فيفا في الفساد، وتصويت 2010، الذي منح قطر حق التنظيم. ومضى قائلا "نشارك بقوة في هذا منذ أشهر عدة، وفي التحقيق الذي يقوم به السيد غارسيا." ومن جهته، قال نيك زنيفون، العضو المستقل بمجلس الشيوخ في استراليا، "لا يزال هناك الكثير من الوقت لفتح عملية تقديم العطاءات (مجددا)، من أجل ضمان سلامة كرة القدم وبصورة خاصة سلامة فيفا." وأضاف أن من تقدموا بملفات سابقة لاستضافة كأس العالم 2022 لهم كل الحق في الشعور بالضرر الذي وقع عليهم.

فضيحة جديدة

في السياق ذاته تلقى الترينيدادي جاك وارنر النائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم رشوة بقيمة مليوني دولار اميركي من شركة قطرية يملكها رئيس الاتحاد الاسيوي السابق محمد بن همام للتصويت لملف قطر لاستضافة مونديال 2022، بحسب ما ذكرت صحيفة "دايلي تيليغراف" البريطانية. وكتبت الصحيفة ان وارنر حصل على 2ر1 مليون دولار بعد فوز قطر بملف الاستضافة، فيما استلم ولداه 750 الف دولار واحد الموظفين 400 الف دولار بحسب وثائق تملكها.

واضافت ان احدى شركات بن همام، الموقوف عام 2011 مدى الحياة عن النشاط الكروي من قبل لجنة الاخلاقيات في الاتحاد الدولي، دفعت 2ر1 مليون دولار لوارنر عام 2011. وكان وارنر احدى ابرز اركان اللعبة عالميا من خلال تحكمه باتحاد كونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي)، لكنه استقال من منصبه في حزيران/يونيو 2011 بعد اتهامه بتسهيل حصول اعضاء كونكاكاف على رشاوى من بن همام للتصويت الاخير على منصب رئاسة الاتحاد الدولي في مواجهة السويسري جوزيف بلاتر، وذلك بعد ان حمل منصب نائب الرئيس في فيفا 14 عاما، وكان احد 22 شخصا (من اصل 24 في الهيئة التنفيذية بعد استبعاد عضوين فاسدين) شاركوا في كانون الاول/ديسمبر 2010 في انتخابات منحت روسيا استضافة مونديال 2018 وقطر 2022.

وقالت الصحيفة ان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "اف بي آي" يحقق بهذه القضية بمساعدة ابن وارنر الأكبر الذي يعيش في ميامي كشاهد على ما حدث، وإن مذكرة خرجت من إحدى الشركات المملوكة لوارنر وتدعى "جماد" إلى شركة "كيمكو" المملوكة لبن همام بتاريخ 15 كانون الاول/ديسمبر 2010، بعد أسبوعين من فوز قطر بتنظيم كأس العالم، تطلب فيها دفع مبلغ 2ر1 مليون دولار لأعمال نفذت بين عامي 2005-2010 وتدفع لحساب وارنر، قبل أن يتلقى نجلا وارنر وأحد موظفيه مبلغ مليون دولار إضافي من ذات الشركة القطرية.

واضافت تيليغراف ان "احدى الوثائق تنص على تعويض النفقات القانونية" فيما تؤكد رسالة أخرى بين الطرفين الحصول على مبلغ مليون دولار ثمنا لأعمال نفذت بين 2005-2010، علما بأن مصرفا واحدا في جزر كايمان رفض إتمام عملية الدفع خوفا من وجود شبهة بشرعية الأموال ليتم تحويل المبالغ إلى مصرف آخر في نيويورك وهي الخطوة التي يعتقد أنها لفتت انتباه ضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وطبقا لوثائق اطلعت عليها الصحيفة، فان إحدى الرسائل الإلكترونية التي ارسلت من أحد موظفي وارنر تؤكد حصوله على 412 ألف دولار، وتلقى ولده داريل مبلغ 432 ألف دولار وابنه الآخر داريان الذي حصل على مبلغ 316 الفاً من شركة تدعى "نحن نشتري المنازل". ورفض وارنر أو أحد افراد عائلته التعليق على ما ذكرته الصحيفة، فيما أكدت اللجنة العليا للمشاريع والارث المنظمة لمونديال قطر 2022 أنها ملتزمة بتعليمات "فيفا" المتعلقة بالتصويت، وأنهم ممتثلون لقيمهم الأخلاقية. بحسب فرانس برس.

وكانت قطر تعرضت لانتقادات شديدة بسبب اقامة النهائيات في فصل الصيف الحار في منطقة الخليج، وبسبب ظروف عمل واقامة الاجانب العاملين في المشاريع المرتبطة بالمونديال، واشارت تقارير صحافية الى تسجيل نسب وفيات مرتفعة بين العمال. وكانت اللجنة العليا للمشاريع والارث، وهي اللجنة المنظمة لمونديال 2022 في قطر، اعلنت في وقت سابق انه تم تحديد معايير جديدة لحماية العمال الاجانب الذين يشاركون في الاعمال المرتبطة بالمونديال، بما في ذلك معايير لضمان حصول العمال على رواتبهم بشكل منتظم ولضمان اقامتهم في افضل الظروف.

جزء من المسؤولية

على صعيد متصل اعترف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بجزء من المسؤولية عن مصير الاجانب العاملين في الورشة العملاقة الخاصة بمونديال 2022 في قطر، مشددا على انه لا يملك سطلة تسوية الوضع. وقال رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للجنة التنفيذية تناول هذا الموضوع، "نتحمل جزءا من المسؤولية، لكن لا يمكننا التدخل بحقوق العمال".

واضاف "نصر على القول ان المسؤولية تقع اولا على دولة قطر، وثانيا على الشركات التي تستخدم هؤلاء العمال. الفيفا يستطيع ان يساعد على حل هذه المشكلة من خلال كرة القدم". وذكر بلاتر بانه قابل مسؤولا رفيع المستوى ، وان الاخير ابلغه "بعزم دولة قطر الكامل على حل هذه المشكلة". وضاعف عضو اللجنة التنفيذية الالماني ثيو تسفانتسيغر في الاشهر الاخيرة باسم الفيفا المحادثات مع اللجنة القطرية المنظمة لمونديال 2022 وكذلك مع منظمات الدفاع عن حقوق الانسان والنقابات الدولية والاتحاد الاوروبي في محاولة لتحسين اوضاع هؤلاء العمال. بحسب فرانس برس.

وقال تسفانتسيغر من جانبه "على جميع الاطراف ان تعمل معا من اجل تحسين وضع هؤلاء، لكن يجب ان تكون لدينا صورة جلية وواضحة عن الوضع". ولا تنفك النقابات الدولية والمنظمات غير الحكومية منذ ايلول/سبتمبر عن شجب شروط العمل التي تشبه العبودية في العصر الحديث لهؤلاء العمال الاجانب القادمين خصوصا من آسيا للمشاركة في انشاء البنى التحتية للمونديال. وانكرت قطر مرارا وجود قتلى في وقت تشير فيه الارقام الواردة من السفارتين الهندية والنيبالية الى المئات.

فضائح برشلونة

من جانب آخر لم يكن احد من مشجعي برشلونة الاسباني ولاعبيه وادارييه على حد سواء يتوقع في بداية الموسم بان يتحول تركيز النادي الكاتالوني من سعيه المتواصل للفوز بكل شيء ممكن الى محاولة تحجيم الاضرار المعنوية بعد الفضائح التي عصفت به وجعلته مهددا بفقدان هيبته ومكانته في قلوب عشاقه. من اللعب الجميل الى روحية الشهامة و"الكاتالونية"، كلها صفات قد تتأثر سلبا بالفضائح القضائية التي طالت النجم الارجنتيني ليونيل ميسي على صعيد فردي والنادي الكاتالوني باكمله على خلفية صفقة تعاقده مع نجمه الاخر البرازيلي نيمار.

هالة برشلونة قد تتأثر سلبا بسبب هذه الفضائح لكن ذلك لن يطال جمهوره المحلي بل العالمي فقط، وذلك بحسب بعض المراقبين الذين اعتبروا ان ال150 الف مشجع عضو في النادي الكاتالوني وملايين عشاقه الذين يطلق عليهم "افيثيونادوث"، لن يتأثروا بما يدور خارج الملعب وكل ما يهمهم النتائج والالقاب. لكن مكانة هذه المؤسسة الرياضية التي تتغنى بشعارها "ميس كي ان كلوب"، اي برشلونة اكثر من ناد، وترعى الكثير من الاعمال الخيرية حول العالم، قد تتأثر خارج الحدود الاسبانية حيث التساهل غير مقبول في ما يخص مسألة التهرب من الضرائب.

"لقد تدنس برشلونة"، هذا ما قاله رامون ميرافيتلاس، الصحافي، الاكاديمي ومؤلف كتاب "الوظيفة السياسية لبرشلونة"، مضيفا "هذه الصورة عن برشلونة المثالي، المحب للخير والغير (...) تعرضت للتشويه منذ ان خضع ميسي وعائلته للتحقيق (بسبب اتهامه بالتهرب من الضرائب) واللغط الذي يحيط بقضية نيمار". وتعرض بطل "لا ليغا" لثلاث هزات قضائية خلال الموسم الحالي، ففي ايلول/سبتمبر الماضي اضطر ميسي للدفاع عن نفسه امام القضاء الاسباني الذي اتهمه ووالده بالتهرب من الضرائب بقيمة 4 ملايين يورو عن اعوام 2007 و2008 و2009، ثم في كانون الثاني/يناير الماضي اضطر رئيس النادي الكاتالوني ساندرو روسيل الى الاستقالة من منصبه بسبب اعتباره المسؤول عن الشبهات في صفقة التعاقد مع نيمار من سانتوس، وهي القضية التي اخذت منحى اكثر خطورة الاسبوع الماضي عندما وجه قاضي المحكمة الوطنية في مدريد الى برشلونة تهمة ارتكاب "جريمة ضد الخزينة العامة" في صفقة تعاقده مع النجم البرازيلي.

وطالب القاضي سلطات الضرائب بتسليمه كشوفات عائدات الضرائب الخاصة ببرشلونة من 2011 الى 2013، وذلك بهدف معرفة اذا كان نيمار الذي انضم للنادي الكاتالوني في ايار/مايو 2013، يحتسب كدافع ضرائب في اسبانيا او في موطنه البرازيل خلال ذلك العام. كما طالب القاضي سلطات الضرائب بتقديم معلومات حول الضرائب المفروضة على العقود المرتبطة بتوقيع نيمار وحول حجم الاموال التي يمكن اعتبارها "احتيالا".

وامر القاضي والد نيمار بتسليم العقود والوثائق العائدة الى عدة شركات مرتطبة بالتوقيع مع نجله. ورأى القاضي ان هناك "اثباتات كافية للتحقيق بامكانية وجود جريمة ارتكبها نادي برشلونة لكرة القدم بحق الخزينة العامة". ويرى الادعاء العام ان برشلونة مدين لسلطة الضرائب بمبلغ 1ر9 ملايين يورو في الاتفاقين اللذين عقدهما من اجل ضم نيمار من سانتوس، الاول في 2011 والثاني في 2013 حين تعاقد مع اللاعب وجاء به الى "كامب نو".

ودفع برشلونة مبلغ 10 ملايين يورو الى شركة "ان اند ان" التي يملكها والد نيمار في اتفاق اولي يقضي بانتقال الاخير الى النادي الكاتالوني في 2014، لكن بطل اسبانيا قرر ان يستعجل عملية التعاقد مع اللاعب وتقديمها لكي يتمكن من ضمه في ايار/مايو الماضي بعد سلسلة من العقود المعقدة. ويرى الادعاء العام ان هناك "شبهات حول العقود التي تستحق على اقل التقدير ان يتم التحقيق فيها لاحتمال وجود جريمة ضرائبية ضد المال العام".

ورفض برشلونة التعليق على المسألة قبل ان يحصل على الاستشارة القانونية، ثم اكد لاحقا انه لم يخالف القانون في اي عمل قام به خلال اجراءات تعاقده مع نيمار، مؤكدا نيته تبرئة اسم النادي الذي "نصب" نفسه رافعا للراية الكاتالونية، المقاطعة التي وقفت في وجه الدكتاتور فرانكو (1939-1975)رمزا، النادي الذي قدم مع مدربه السابق جوسيب غوارديولا (2008-2012) اسلوب "تيكي تاكا"، اي تناقل الكرة بشكل متواصل وسلس.

يحب برشلونة ان يقدم نفسه كيانا "شاملا وموحدا"، من خلال مشاركته في مشاريع خيرية، تربوية او ثقافية. لكن هذه الصورة تغيرت بعض الشيء في نظر مشجعيه حول العالم بعدما قرر في 2010 استبدال شعار اليونيسف الموجود على قميصه باعلان مربح خاص بمؤسسة قطر "قطر فاوندايشن". هذه المسائل القضائية "تشوه هذه الصورة..."، هذا ما قاله الصحافي كيكي بينادو، مؤلف كتاب "اللاعبون اليساريون".

في ما يخص من هو متهم بتشويه هذه الصورة، فالرد كان نفسه من ميسي او نيمار وهو البراءة من التهم الذي تخلص منها برشلونة في ما يخص نجمه البرازيلي الجديد من خلال دفعه مبلغ 5ر13 مليون لسلطات الضرائب ، فيما خرج زميله الارجنتيني بريئا من التهم لانه كان في تلك الفترة في العشرين من العمره ولم يكن على دراية بما يقوم به مستشاروه الماليون في ما يخص عائدات حقوق نشر الصور. بحسب فرانس برس.

لكن في بلاد طالت فيه فضائح التهرب من الضرائب العائلة المالكة بذاتها، فان المبلغ الذي اضطر برشلونة لدفعه الى خزينة الدولة في ما يخص قضية نيمار، يعتبر نقطة في محيط مقارنة مع الملايين ال700 المستحقة لخزينة الدولة من اندية كرة القدم في البلاد التي تعاني باكملها من ازمة اقتصادية.

نجل بيليه

في السياق ذاته أصدرت محكمة في البرازيل حكما بالسجن 33 عاما على إيدينهو نجل أسطورة كرة القدم، بيليه، لإدانته بغسيل أموال، تم جمعها من تجارة المخدرات. وإيدينهو (43 عاما) حارس مرمى متقاعد، كان يلعب في صفوف نادي والده القديم (سانتوس) في التسعينيات. وحاليا يعمل مدربا لحراس المرمى في النادي نفسه. وقُبض عليه لأول مرة عام 2005، ونفذ حكما قضائيا بالسجن لإدانته بالاتجار في المخدرات وعلاقته بأحد أكبر تجار المخدرات في مدينة سانتوس. واعترف إيدينهو بتهمة تعاطي المخدرات، لكنه أنكر تهم الاتجار بها.

وأصدر الحكم أحد قضاة مدينة باريا غراند الساحلية، في ولاية ساو باولو. ولم تتمكن وسائل الإعلام البرازيلية من الوصول لإيدينهو، واسمه الحقيقي إدسون شولبي دو ناسيمنتو. لكن من المتوقع أن يتقدم بطلب استئناف، بحسب وسائل الإعلام. وطوال مشواره الرياضي، لعب بيليه، واسمه الحقيقي إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو، في البرازيل لمصلحة نادي سانتوس. وأثناء لعبة لمصلحة البرازيل، فاز بكأس العالم أعوام 1958 و1962 و1970. ووُصف بأنه أعظم لاعبي كرة القدم في جيله. بحسب فرانس برس.

وتقاعد بيليه عام 1974، إلا أنه عاد إلى اللعب بعد عام لمصلحة فريق كوزموس في نيويورك. وإيدينهو هو ثالث أبناء بيليه من زيجته الأولى. وكان عمره خمس سنوات عندما انتقلت الأسرة إلى نيويورك عندما تعاقد والده مع كوزموس. وعندما عاد إيدينهو إلى البرازيل، قرر احتراف كرة القدم كحارس مرمى، وهو ما أدهش والده. وكان إيدينهو حارس مرمى فريق سانتوس عام 1995، عندما تأهل الفريق لنهائي الدوري البرازيلي، لكنه خسر أمام فريق بوتافوجو. وصُدم البرازيليون عند انتشار خبر اعتقاله وتورطه مع عصابات المخدرات. وزار بيليه (73 عاما) نجله في السجن مرات عدة. وقال في عام 2006 إن "العدالة ستتحقق. لا يوجد أي دليل ضد ابني". وأدين أربعة آخرون بتهمة غسيل الأموال، بينهم رجل متهم بالتحكم في الكثير من أنشطة الاتجار في المخدرات في المنطقة، ويُعرف باسم نالدينهو.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 5/حزيران/2014 - 6/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م