المقاتلون الأجانب... عودتهم من سوريا ستشعل العنف في بلدانهم

 

شبكة النبأ: الاستعدادات التي تقوم بها دول اوربا حثيثة نحو تضييق دائرة الخطر من المجاهدين او المجاميع المسلحة التي تهدد دولها بعمليات تفجير انتحارية بعد عودتهم المفترضة الى هناك، وقد تنامت رغبة المجاهدين الاوربيين بالعودة الى اوربا، بعد الانتصارات التي حققها قوات الجيش السوري في معارك عديدة، إضافة الى التناحر والقتال الدموي الذي وقع مؤخراً بين الجماعات الإسلامية المتطرفة وادت الى مقتل الالاف منهم، وعبر من خلالها العديد من المقاتلين القادمين من اوربا، عبر تسجيلات ولقاءات ورسائل الكترونية، عن خيبة أملهم، ورغبتهم الحقيقية في العودة الى بلدانهم.

لكن الخبراء الأمنيين في الغرب، يتخوفون من هذه العودة، التي ربما تكون بعيدة عن "عودة التائب"، سيما وان الخبرات والمهارات التي اكتسبها هؤلاء خلال فترة انضمامهم للمجاميع المتطرفة، تؤهلهم لشن هجمات مركزة ومؤثرة في اوربا، الامر الذي يشكل تحولاً نوعياً لطبيعة الاستهداف في تحول تنظيم القاعدة لأهدافها الى داخل اوربا بدلاً من اسيا وافريقيا.

وقد بدأت الأجهزة الأمنية جملة من الاجراء الاستباقية والتنظيمية للحد من هذا الامر الذي ربما يتحول الى ظاهرة مقلقة، بدء من التجسس وحملة الاعتقالات وتفكيك الخلايا النائمة وتحجيم مصادر التمويل...الخ.

فقد كشفت النيابة العامة في هولندا عن إحباط عمليات سطو كان يخطط لها "جهادي" عائد من سوريا، حيث ضبط الشاب (21 عاما) "مدججا" بالسلاح وهو في طريقه نحو مرفأ في ضواحي مدينة لاهاي، وقال مصدر مطلع أن الشاب "وبعد عودته بحث عن وسيلة لجمع مبالغ كبيرة من الأموال للمساهمة في الحرب الدائرة في سوريا"، وقد اعتقل في 15 أيار/مايو عندما كان متوجها إلى مرفأ "شيفينينجن" بضاحية لاهاي حيث كان من المقرر أن تتم عملية السطو، وكان يحمل ثلاثة أسلحة بينها بندقية من نوع "شوتغان".

وقالت المحكمة أن الشاب اتهم بـ "الإعداد لارتكاب جريمة إرهابية انتهاك القانون حول الأسلحة والذخائر" مضيفة أنه "كان يريد استعمال المال المسروق لتمويل الجهاد العالمي"، وقال متحدث باسم المحكمة إنه "كان يريد جمع المال من أجل الحرب في سوريا"، ومثل المتهم أمام قاض وقد مدد إيقافه لمدة أسبوعين.

فيما قالت الشرطة النرويجية إن السلطات اعتقلت ثلاثة يشتبه انهم ساعدوا منظمة تابعة للقاعدة تقاتل في سوريا من بينهم اثنان على الاقل انضما لها كمقاتلين أجنبيين، وذكرت الشرطة في بيان ان الثلاثة ومن بينهم اثنان ولدا في يوغوسلافيا السابقة وثالث ولد في الصومال يشكلون خطرا على النرويج، وقال جهاز أمن الشرطة "هناك أسس معقولة للاشتباه في ان اثنين من المتهمين شاركا كمقاتلين أجانب في صفوف الدولة الاسلامية في العراق والشام". بحسب رويترز.

ولم تحدد الشرطة التهمة الموجهة للشخص الثالث لكنها قالت ان الثلاثة متهمون بتقديم دعم مالي او مادي للدولة الاسلامية في العراق والشام، وأضافت الشرطة ان الدولة الاسلامية في العراق والشام "عذبت وذبحت السكان المدنيين بشكل ممنهج وان هذه الهجمات يمكن ان تصنف كجرائم ضد الانسانية"، والدولة الاسلامية في العراق والشام هي جناح مارق من القاعدة ويسيطر على أراض في العراق وسوريا، كما انه يقاتل الجناح الرسمي للقاعدة في سوريا وهو جبهة النصرة وتسبب في تشريد عشرات الالاف من المدنيين.

بدوره ذكر مصدر قضائي أن سبعة فرنسيين يشتبه بأنهم قاتلوا في سوريا يخضعون لتحقيق رسمي بعدما اعتقلوا في مدينة ستراسبورج بعد مدة من إعلان باريس عن سياسات تمنع الفرنسيين المسلمين من اعتناق الفكر المتطرف، وأكد المصدر ما جاء في تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية قال إن السبعة الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و25 عاما اعتقلوا في ستراسبورج بشرق فرنسا ويخضعون للتحقيق بتهمة التآمر الجنائي فيما يتعلق بارتكاب أعمال إرهابية، ويشتبه بأن السبعة سافروا إلى سوريا في أواخر العام الماضي للإنضمام إلى الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وتقدر حكومات أوروبية أن الآلاف من مواطنيها ذهبوا إلى سوريا منذ نشوب الحرب قبل ثلاثة أعوام وتخشى الخطر الأمني الذي يمثله شبان اعتنقوا الفكر المتطرف بسبب الصراع، وتقول فرنسا إن نحو 285 من مواطنيها يحاربون في صفوف مقاتلي المعارضة السورية في الوقت الحالي وأطلقت الشهر الماضي خطة لمنع مواطنيها من الانضمام إلى الحرب الأهلية السورية ما يمثل خطرا على وطنهم، وبموجب السياسات الجديدة قد يواجه الفرنسيون العائدون من سوريا اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية كما قد يمنع القصر من مغادرة فرنسا دون موافقة الوالدين، وفتحت فرنسا أيضا خطا ساخنا للآباء والأمهات الذين يساورهم القلق من سلوك أبنائهم.

الى ذلك قررت البوسنة تطبيق عقوبة السجن لمدد تصل إلى عشرة أعوام على اي مواطن يقاتل أو يجند للمشاركة في صراعات خارجية وذلك في مسعى للحد من رحيل شبان بوسنيين إلى سوريا خشية ان يمثلوا تهديدا للبلاد بعد عودتهم، ويقول محللون إن شبانا بوسنيين اعتنقوا أفكارا متشددة للقتال من أجل قضايا عالمية تحت تأثير مقاتلين أجانب أو مجاهدين جاءوا لمساعدة مسلمي البوسنة في قتالهم ضد صرب وكروات البوسنة خلال الحرب البوسنية في الفترة بين عامي 1992 و1995. بحسب رويترز.

وقال فلادو ازينوفيتش الاستاذ بكلية سراييفو للعلوم السياسية والخبير في شؤون الارهاب "هذا الاتجاه هو ارث مباشر للمجاهدين"، ويقول خبراء إنه تأكد مغادرة نحو 150 بوسنيا إلى سوريا خلال العام الاخير أفادت أنباء بمقتل 15 منهم، واصطحب بعضهم زوجاتهم وأطفالهم معهم على امل بدء حياة جديدة في ظل قوانين إسلامية صارمة.

ومعظم مسلمي البوسنة ينتهجون الاسلام المعتدل، لكن بعض الشبان وخاصة من المناطق الريفية اعتنقوا في السنوات الاخيرة الفكر الوهابي السني المتشدد، وتشير تقديرات الحكومة إلى أن عدة الاف اوروبين توجهوا إلى سوريا منذ بدء الحرب ضد الرئيس السوري بشار الأسد قبل ثلاثة أعوام، وأعلنت بريطانيا وفرنسا عن اجراءات لمكافحة الظاهرة التي أثارت ايضا بواعث القلق في دول الاتحاد الأوروبي الاخرى.

وتنامت قوة ونفوذ الجماعات الإسلامية المتشددة بشكل كبير في المعارضة السورية العام الماضي وكثيرا ما اشتبكت مع جماعات اخرى غير طائفية، ويهدف قانون العقوبات الجديد في البوسنة إلى المساعدة في منع أو تقليص عدد الشبان الذين يتوجهون للقتال في سوريا.

وقال النائب ميرساد جوجم من الحزب من أجل مستقبل افضل اثناء طرح مبادرته في البرلمان "هؤلاء الأشخاص سيعودون إلى البوسنة بعد وقت معين ويشتركون في انشطة دعائي وتشجيع اخرين على ارتكاب نفس افعالهم الاجرامية"، وقال ازينوفيتش إن وضع قانون عقوبات اكثر صرامة ليس كافيا لمعالجة القضية المعقدة المتمثلة في تجنيد مقاتلين اجانب من بين الشبان البوسنيين وان ثمة حاجة لاشتراك المجتمع كله بما في ذلك الطائفة المسلمة والعاملين في المجال الاجتماعي.

كما أوقفت فتاتان في سني 17 و19 عاما من شمال بلجيكا في مطار بروكسل أثناء محاولتهما المغادرة إلى تركيا، على ما أعلن القضاء البلجيكي الذي يشتبه في سعيهما إلى الذهاب إلى سوريا، وكانت الفتاتان تنويان الصعود على طائرة متجهة في 15 أيار/مايو إلى إسطنبول "حيث يرجح أنهما كانتا ستتجهان إلى الحدود التركية السورية" على ما أوضحت النيابة الفدرالية، حسب ما نقلت وكالة بلغا.

وتابع المصدر أن "عدة مؤشرات تعزز نظرية المغادرة إلى سوريا. لكن لم يثبت بعد أن الفتاتين كانتا تتجهان إلى هناك للمشاركة في النزاع المسلح وهذه النقطة يحسمها التحقيق"، ووضعت الفتاة البالغة 19عاما قيد التوقيف الاحتياطي واتهمت بـ" المشاركة في أنشطة منظمة إرهابية" بحسب النيابة العامة، ورصدت بلجيكا منذ 2012 حوالي 200 من رعاياها غادروا للقتال في سوريا، وعاد حوالي 50 منهم، فيما قتل حوالي 20.

ووضعت السلطات خطة لضبط هذه الرحلات ومعالجة حالات المتطوعين العائدين إلى البلاد، وتنسق بلجيكا إلى جانب فرنسا أعمال حوالي 15 بلدا من بينها الولايات المتحدة وتركيا تواجه المشكلة نفسها، وكانت بلجيكا قد استهدفت شبكات تجنيد المقاتلين من أجل سوريا وقامت بعشرات المداهمات وبتوقيفات في الأوساط الإسلامية فيما تكاثر انضمام شبان بلجيكيين إلى المعارضين المسلحين السوريين، فيما قررت أكثر من مدينة بلجيكية قطع المساعدات الاجتماعية عن المواطنين الذين يسافرون إلى سوريا للقتال في صفوف الجماعات الإسلامية المتطرفة ضد نظام الأسد.

بينما وجهت التهم الى ربة اسرة استرالية بدعم الارهاب بعدما ارادت ان تستقل طائرة من سيدني مع اطفالها الاربعة لكي تنقل، بحسب الصحافة، معدات لزوجها الذي يقاتل في سوريا، وقالت الشرطة "وجهت اليها التهم بدعم الدخول الى دولة اجنبية بنية القيام باعمال عدائية"، وبحسب الصحافة الاسترالية فان الاسترالية كانت تنقل سيولة وتجهيزات بينها بزات تمويه، لزوجها الذي يقاتل في سوريا، وهي تفاصيل لم تشأ الشرطة الاسترالية تاكيدها. بحسب رويترز.

والشابة البالغة من العمر 29 عاما اوقفت ثم افرج عنها بكفالة، وستمثل امام محكمة في سيدني في 2 حزيران/يونيو.وتوجه اكثر من مئة مواطن استرالي الى سوريا للقتال الى جانب مسلحي المعارضة في النزاع الجاري في هذا البلد منذ اكثر من ثلاثة اعوام كما اعلنت السلطات سابقا، وكان المدعي العام (وزير العدل) جورج برانديس عبر عن قلقه في الاونة الاخيرة معتبرا ان هؤلاء المقاتلين يمكن ان يعودوا لاحقا الى الاراضي الاسترالية وهم اكثر تشددا مع خبرات جديدة من اجل القيام باعمال متطرفة، وبحسب القانون الاسترالي فانه يحظر التوجه الى دولة اجنبية او مساعدة شخص ما على السفر بنية ارتكاب اعمال حربية او التدرب او التدريب على مثل هذه الاعمال.

غالبية المجاهدين من بريطانيا

في سياق متصل يشكل جهاديون بريطانيون غالبية المقاتلين الأجانب في أوساط التنظيمات المتشددة في سوريا، حسب ما صرح به قيادي في المعارضة، وقال اللواء عبدا لإله البشير إن أكثر من 60 في المئة من المقاتلين الأجانب ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، الذي بلغ درجة من التطرف والعنف أدانها تنظيم القاعدة نفسه.

وقد حكمت محكمة بريطانية على مشدور شودري البالغ من العمر 31 عاما بتهمة الذهاب إلى سوريا بنية الانضمام إلى معسكرات إرهابية، وكان البريطاني الأول الذي يحاكم بتهمة كهذه، وقال البشير، وهو قائد المجلس العسكري الأعلى، الهيئة القيادية للجيش السوري الحر، في رسالة أرسلها إلى صحيفة التايمز البريطانية إن معظم مقاتلي "داعش" هم من بريطانيا، وهناك آخرون من فرنسا وألمانيا وبلجيكا. بحسب رويترز.

وأضاف البشير في رسالته قائلا "نحن في سوريا نتعرض الآن لعمليات قطع رؤوس وصلب وقتل ومعاملة متخلفة للنساء، والكثيرون ممن يقومون بهذه الأعمال بريطانيون"، وطالب البشير كذلك الحكومة البريطانية بتزويد المعارضة بالأسلحة لمواجهة "داعش"، ونبه إلى أن التقاعس عن عمل شيء لمواجهة الخطر يهدد بوصول الإرهاب إلى بريطانيا.

وتقدم بريطانيا مساعدات "غير فتاكة" للمعارضة السورية، كالستر الواقية من الرصاص وأجهزة الاتصالات، حسب صحيفة التايمز، لكنها تتجنب إرسال أسلحة خوفا من وقوعها بأيدي متطرفين، ويعتقد أن 400 بريطاني قد توجهوا إلى سوريا في العامين الماضيين بغرض المشاركة في القتال، وأن 20 منهم قد قتلوا.

من جهتها قالت لجنة برلمانية إن بريطانيا يجب ان تتحرك بصورة عاجلة لمنع مواطنيها من السفر للقتال في سوريا وصراعات أخرى وسط مخاوف من أنهم يمكن ان يتبنوا فكرا متشددا هناك وأن يعودوا لتنفيذ هجمات في بلدهم، وحذر رئيس لجنة الشؤون الداخلية أيضا من أن بريطانيا تواجه حاليا "تهديدا ارهابيا" بنفس درجة الخطورة في أي وقت منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة قبل 13 عاما.

وقالت اللجنة في تقرير عن مكافحة الارهاب "عدد المواطنين البريطانيين والغربيين الذين يسافرون للقتال في صراعات اجنبية وصل الى مستويات مزعجة تختلف عن أي شيء شوهد في السنوات القليلة الماضية"، وأضافت "نطلب ردا عاجلا يستهدف اثناء ومنع من يودون الذهاب للقتال من الذهاب"، وتزايدت التحذيرات من بريطانيا وحكومات اوروبية أخرى في الشهور القليلة الماضية من أن المسلمين الذين يذهبون للقتال ضد قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا يمكن أن يشكلوا في نهاية الأمر تهديدا لبلادهم ذاتها، ويعتقد مسؤولو الأمن أن عدة مئات من البريطانيين انضموا الى الصراع السوري.

وبدأت شرطة مكافحة الارهاب البريطانية مؤخراً حملة لمساعدة النساء المسلمات في إثناء الشبان في مجتمعاتهن عن محاولة الذهاب الى سوريا، وقال رئيس اللجنة كيث فاز إن "منع البريطانيين من الرجال والنساء من الذهاب ليصبحوا مقاتلين أجانب في سوريا وميادين صراعات أخرى والتواصل معهم حين يعودون أمر حيوي لتجنب تعريض أمن بريطانيا للخطر على مدى سنوات كثيرة قادمة".

فيما اصبح ماشودور شودري (31 عاما) أول بريطاني تدينه محكمة في بريطانيا بتهم ارهاب تتعلق بالنزاع في سوريا، وكان شودري وهو من بورتسماوث على الساحل الانكليزي الجنوبي، توجه الى سوريا في تشرين الاول/اكتوبر بنية الالتحاق بمعسكر تدريب للارهابيين، بحسب المرافعات التي استمعت اليها المحكمة، واعتقل في مطار غاتويك في مدينة لندن اثناء عودته في وقت لاحق، وادين بالمشاركة في الاعداد لهجمات إرهابية، وسيصدر الحكم بحق شودري، وهو اب لطفلين، في 13 حزيران/يونيو.

وقالت محامية الادعاء اليسون مورغان امام هيئة المحلفين ان "الادلة تشير بوضوح الى ان هذا المتهم خطط للسفر الى سوريا وتوجه الى ذلك البلد بنية الالتحاق بمعسكر للتدريب"، واضافت ان التدريب "كان يشمل استخدام الاسلحة، وكان ينوي القتال من اجل قضية سياسية او دينية او ايديولوجية"، واكدت انه "اثناء مناقشاته مع اخرين، قال المتهم انه كان ينوي ان يصبح شهيدا"، وفي رسالة بواسطة موقع سكايب الى اسلامي جهادي بريطاني اخر، قال شودري ان المجموعة التي توجه الى سوريا معها والتي تضم اربعة اخرين من منطقة بورتسماوث يجب ان يطلق عليها اسم "لواء بريتاني للشباب البنغاليين الاشرار"، بحسب المرافعات التي استمعت لها المحكمة، كما تليت تفاصيل رسائل نصية بين شودري وزوجته امام المحلفين ومن بينها رسالة قالت له فيها "اذهب لتموت في ساحة القتال"، وقالت له "اذهب ومت، انا اعني ما اقول، اذهب، ساكون مرتاحة، اخيرا، اخيرا".

مازق الولايات المتحدة

فيما كشفت الولايات المتحدة هوية مواطنها الذي نفذ تفجيرا انتحاريا في سوريا وأصبح اول اميركي ينفذ عملية انتحارية في هذا البلد منذ بدأ النزاع فيه قبل اكثر من ثلاثة أعوام، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي في بيان "يُعتقد ان المواطن الاميركي المتورط في التفجير الانتحاري في سوريا هو منير محمد ابو صالحة"، وذلك بعيد ساعات على تأكيدها جنسية منفذ التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة ادلب في شمال سوريا.

وكانت بساكي اكدت في وقت سابق معلومات صحافية ومزاعم لمعارضين اسلاميين مسلحين يقاتلون النظام السوري مفادها ان اميركيا نفذ هجوما انتحاريا في سوريا، وقالت بساكي "استطيع أن أؤكد ان هذا الشخص كان مواطنا اميركيا"، مضيفة انه "نفذ هجوما انتحاريا داخل سوريا"، من دون ان تؤكد من انه شاب في العشرينات من العمر من اصل شرق اوسطي من ولاية فلوريدا.

وطبقا لشريط فيديو نشره انصار "جبهة النصرة" الاسلامية التي تقاتل في سوريا، فان اميركيا يقاتل تحت اسم ابو هريرة الامريكي نفذ هجوما انتحاريا بشاحنة مفخخة في مدينة ادلب في شمال سوريا، واظهر الفيديو الذي رصده موقع "سايت" الخاص بمراقبة المواقع الجهادية، انفجارا كبيرا وصورة لشاب ملتح يحمل قطة قال انه الانتحاري، واكدت بساكي من جانبها انه اول هجوم انتحاري ينفذه مواطن اميركي منذ بدء الحرب في سوريا في آذار/مارس والتي اوقعت 162 الف قتيل وخلفت ملايين المهجرين.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرات الجنود السوريين قتلوا في اربعة تفجيرات انتحارية في منطقة ادلب، واعربت الدول الغربية عن قلقها من توجه بعض مواطنيها الى سوريا للقتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد وان بعضهم انضموا الى مجموعات متطرفة وقد يعودون الى بلادهم الاصلية لتنفيذ هجمات فيها.

بدوره قال مسؤولون أمريكيون إن وزارة العدل اختارت مدعيا مخضرما لإجراء تحقيق بشأن تدفق مقاتلين أجانب بينهم أمريكيون ينضمون لمقاتلي المعارضة في سوريا وذلك في علامة على الانزعاج المتزايد من خطر المقاتلين المتشددين العائدين إلى أوطانهم، وأبدت وكالات تنفيذ القانون ووكالات الأمن الأمريكية قلقا متزايدا على مدى شهور من التدفق المتواصل لمتشددين غربيين بينهم أمريكيون يتجهون إلى سوريا، وينضم معظم الأجانب إلى الفصائل الأكثر تطرفا التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ومنها جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام.

ويقول مسؤولون أمريكيون ومن الحلفاء إن تخوفهم الرئيسي هو أن يبدأ المقاتلون المخضرمون الذين زادتهم تجربتهم في سوريا تشددا في شن هجمات ارهابية بعد عودتهم إلى بلدانهم، وتقول السلطات في أوروبا الغربية إنهم اكتشفوا مؤامرات لمقاتلين عائدين من سوريا، ويعمل ستيفن بونتيشلو المدعي الذي عينته وزارة العدل الأمريكية للتعامل مع القضية في إدارة الأمن الوطني في الوزارة.

وقال جون كارلين رئيس تلك الإدارة ان بونتيشلو سيقوم بتنسيق التحقيقات التي تشمل المقاتلين الأجانب وتوفير الخبرات ولقاء نظرائه الأجانب في أوروبا وأماكن أخرى الذين يتعاملون مع الخطر نفسه، وقال كارلين في مؤتمر في مؤسسة بروكنجز -وهي معهد أبحاث- "إننا نريد النأكد من أن العاملين في إدارة مكافحة الارهاب والمدعين العامين الأمريكيين في كل انحاء البلاد يركزون على هذا الخطر".

وكانت وزارة الخارجية عينت أواخر مارس آذار الماضي الدبلوماسي المخضرم روبرت برادتك للتعامل مع الخطر المتصور، وقالت متحدثة باسم الوزارة إن برادتك سيكون هو الدبلوماسي الأمريكي الرئيسي في "التواصل مع شركاء أجانب لمنع أو اعتراض سفر المتطرفين الأجانب إلى سوريا"؟.

وقال بول بريسون المتحدث باسم مكتب التحقيقات الاتحادي ان المكتب أنشأ فريقا من الخبراء داخل إدارة مكافحة الارهاب التابعة له لإجراء تحريات بشأن الامريكيين الذين شاركوا بالقتال او مهتمون بالقتال في سوريا، واضاف قوله ان تجارب الماضي أظهرت ان "السفر إلى أماكن مثل اليمن وباكستان والصومال كان مبعث قق كبير بسبب الجماعات الإرهابية التي تنشط في تلك المناطق"، واستدرك بقوله "وظهرت سوريا كنقطة تبعث على القلق الشديد بسبب الصراع الدائر ونشاط المتطرفين في المنطقة". بحسب رويترز.

وكان مسؤولو المخابرات الأمريكية يقدرون حتى وقت قريب أن حوالي سبعة آلاف مقاتل أجنبي انضموا منذ عام 2012 إلى نحو 23 ألفا من مقاتلي المعارضة وأن أغلبهم انضموا للجماعات الأكثر تشددا المناهضة للأسد، لكن جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن العدد المقدر الآن يصل إلى تسعة آلاف مقاتل أجنبي سافروا إلى سوريا منذ بدء الحرب، وقالت ساكي "نتواصل مع الحكومات الشريكة الرئيسية من خلال مركز للتواصل فيما يتعلق بتخوفنا المشترك المتعلق بتدفق مقاتلين إلى الحرب السورية"، وقالت إن حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأوروبا "قلقون بشدة" من سفر مواطنيهم إلى سوريا".

ورفضت ساكي الكشف عن تقديرها لأعداد الأمريكيين الذين ذهبوا إلى سوريا للمشاركة في القتال هناك، ويقول مسؤولون أمريكيون إن بضع عشرات من المواطنين الأمريكيين أو المقيمين في الولايات المتحدة سافروا إلى سوريا للمشاركة في قتال قوات الأسد.

ووجهت السلطات الأمريكية اتهامات بالفعل إلى عدد من الأفراد للاشتباه في مشاركتهم في الحرب السورية وغالبا في اتهامات بتقديم الدعم المادي للجماعات المتشددة، وقتل مواطن أمريكي واحد على الأقل في سوريا العام الماضي هو نيكول مانسفيلد من ولاية ميشيجان ويقال إنه قتل بينما كان يقاتل في صفوف القوات المعادية للأسد، وقال متحدث باسم المركز الوطني لمحاربة الإرهاب وهو مركز حكومي أمريكي إن قضية المقاتلين الأجانب في سوريا واحتمال عودتهم للولايات المتحدة أو لدول أوروبية "على قدر كبير من الأهمية، إنها مجال نكرس له قدرا كبيرا من الوقت والموارد".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 5/حزيران/2014 - 6/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م