ليبيا... تداخل الخطوط وتعدد الجبهات ينذر بالقادم الأسوء

 

شبكة النبأ: عندما توصف أوضاع ليبيا "بالمعقدة"، فهو وصف يحتاج الى كلمة أكثر دقة لهذا التعقيد والتشبيك الحاصل في المشهد السياسي والأمني الليبي.

وكما تشير التقارير والاخبار الواردة من هناك، فان اللواء خليفة حفتر، ما زال يتصدر المشهد الأمني، ويقود عمليات عسكرية مباشرة ضد من اسماهم الإرهابيين، وجلهم من الميليشيات الإسلامية والقبلية والجماعات المتشددة، التي شاركت بإسقاط نظام القذافي، واحتفظت بسلاحها، بعد ان تقاتلت فيما بينها لأسباب قبلية او سلطوية وحتى مالية، وقد خرجت العديد من المظاهرات في بنغازي وطرابلس وغيرها، لمواطنين ليبيين مؤيدة لخطوة عفتر، التي شبهها البعض "سيما الاخوان المسلمين" بالسيسي الذي أطاح بحكم الاخوان في مصر.

فيما يتصاعد الخلاف السياسي لأعلى مستوياته بين حكومة معيتيق المنتخبة خلال التصويت الذي اثار جدلاً واسعاً حول مصداقيته وتوقيت، وهي مدعومة من الإسلاميين.

بالمقابل هناك حكومة عبد الله الثني المنتهية ولايته، والتي ترفض تسليم السلطة إلى حكومة معيتيق، بانتظار قرار القضاء للفصل في شرعية التصويت الذي حصل في المؤتمر الوطني العام (البرلمان الليبي)، الذي قرر، ايضاً، إجراء انتخابات حددت في الخامس والعشرين من يونيو/حزيران بعد رفض قراره التمديد لأعضائه حتى ديسمبر/كانون الأول 2014 بعد انتهاء ولايته في فبراير/شباط الماضي.

بالنسبة الى المواقف الدولية، التي تنوعت بين المراقب والمشكك، فيما تأهبت دول أخرى كالولايات المتحدة الامريكية، من خلال قوات حربية جاهزة للتدخل، في حالة ساءت الأمور او خرجت عن السيطرة.

ويبدو ان الموقف الذي يمثله اللواء المتقاعد بالنسبة للمجتمع الدولي، كما يرى متابعون وخبراء، هو الأكثر قبولاً وتأييدا، وان كان بصورة غير مباشرة، سيما وان تطهير ليبيا من الميليشيات والعناصر الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة، يمثل ضرورة قصوى لحماية الخطوط الامامية لاوربا والغرب من ان تكون موطناً للخلايا الإرهابية. 

شكوك حول الوضع الليبي

فقد ازدادت حالة الفوضى في ليبيا وسط غموض بشأن من يدير البلاد بعد أن دخل النزاع بين رئيسي وزراء يزعم كل منهما أنه يتمتع بالشرعية مرحلة مواجهة قد تفجر عنفا بين الفصائل المتصارعة، واقتربت البلاد من أخطر أزمة (حتى بالمعايير الليبية المضطربة) في ثلاثة أعوام منذ أن أطاح مقاتلو المعارضة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي، وعيَّن أعضاء في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) رجل الأعمال أحمد معيتيق قبل ثلاثة أسابيع كثالث رئيس للوزراء في شهرين بعد اقتراع سادته الفوضى وذلك بدعم من الإسلاميين والمستقلين في البرلمان المنقسم، لكن القائم بأعمال رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني رفض تسليم السلطة بسبب شكوك بشأن شرعية انتخاب معيتيق الذي عينه برلمان يرى فيه كثير من الليبيين سبب بطء تقدمهم الديمقراطي.

وتأتي تلك الأزمة السياسية في إطار مواجهة أكبر ومن المحتمل أن تكون أكثر عنفا بين فصائل الإسلاميين وفصائل خصومهم وفصائل أخرى تنتمي لمناطق مختلفة تتصارع لرسم مستقبل البلاد، وقال مسؤولون ومستشارون إن رئيسي الوزراء ينتظران قرارات أخرى من المؤتمر الوطني العام أو حكما للمحكمة العليا بشأن الانتخابات فيما قامت لجنة خاصة بالوساطة بين الطرفين، ووصف الثني (وهو وزير دفاع سابق أعلن قبل أسابيع استقالته بسبب محاولة للهجوم على أسرته) في كلمة وجهها إلى الأمة المخاطر المترتبة على فشل المفاوضات، وقال في بيان أذاعته وسائل الإعلام إن حكومته تحذر من "أخطار محدقة بالوطن في ظل الاختلاف السياسي تتمثل في الانزلاق إلى خطر انقسام الوطن والاحتكام إلى السلاح والتدخل الأجنبي".

ولم يتبق لليبيا بعد أربعة عقود من حكم القذافي وثلاثة أعوام سادتها الفوضى بعد الإطاحة به سوى القليل من مؤسسات الدولة التي تتمتع بالشرعية وبدون جيش وطني لفرض شكل ما من أشكال الاستقرار، وتدخلت كتائب مقاتلي المعارضة السابقين في السياسة وأقامت تحالفات فضفاضة مع تكتلات متنافسة للتأثير على الساحة السياسية.

وتزايد خطر حدوث مواجهة مسلحة أوسع عندما بدأ خليفة حفتر اللواء السابق بالجيش الليبي حملة دون تكليف من أحد ضد متطرفين اتهم الأحزاب الإسلامية في البرلمان بالسماح لهم بالعمل على الساحة، وحفتر حليف سابق للقذافي انشق عليه في الثمانينات وقد قضى سنوات في الولايات المتحدة وعاد بعد انتفاضة عام 2011، وقد رفض تعيين معيتيق وطالب النواب بتسليم السلطة، وحذرت ميليشيات إسلامية متناحرة معظمها متحالف مع حزب العدالة والبناء (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) حفتر واتهمتها بالتخطيط لانقلاب، وفي وسط المواجهة بدأت تظهر مفاوضات حول منصب رئيس الوزراء.

وقال أحمد الأمين المتحدث باسم الثني إنه سينتظر حكم المحكمة في طعن قدمه نواب في البرلمان في شرعية انتخاب معيتيق، كذلك تسعى للوساطة لجنة من خمسة أعضاء من بينهم مسؤولون سابقون وعلماء دين، وقال متحدث باسم معيتيق "ما يحدث أمر بين رئيس الوزراء السابق الثني والمؤتمر الوطني العام، نحن جاهزون لإعداد خططنا واجتماعاتنا وننتظر الانتقال إلى مكاتبنا". بحسب ورويترز.

وجرى تحديد يوم 25 يونيو حزيران لإجراء انتخابات مبكرة لانتخاب مجلس نواب جديد كوسيلة للخروج من الأزمة، لكن الوقت قصير بالنظر إلى التوتر في طرابلس وخطر الصراع المسلح في بنغازي بينما لا تزال الميزانية في انتظار موافقة البرلمان والحكومة، وقال دبلوماسي غربي "هناك خطورة في ذلك، من سيوقع الشيكات؟، من سيدير البلاد؟، وصلنا إلى هذه النقطة الآن"، وأضاف "يلوح خطر حدوث تشوش حقيقي بشأن من يتولى المسؤولية".

لكن الأزمة في ليبيا أكثر تعقيدا من ذلك إذ أن الولاء في الجماعات المسلحة يرتبط بعوامل منها الانتماء للمناطق والقبائل وقوات القذافي القديمة والكتائب الثورية الجديدة والتي تطالب جميعا بغنائم الحرب، وهناك احتمال واضح لحدوث فوضى إذا انهارت المفاوضات حول البرلمان ومنصب رئيس الوزراء، وأدى هجوم على المؤتمر الوطني العام أعلن حفتر مسؤوليته عنه إلى اشتباكات على مدى يومين وإطلاق صواريخ جراد ومواجهات مسلحة حول طرابلس بين الميليشيات المتناحرة والقوات النظامية.

ولا يوجد قطاع يتأثر بالأزمة السياسية وأزمة الميليشيات في ليبيا بشكل أوضح من قطاع النفط، وقد ينهار اتفاق تفاوض عليه إبراهيم الجضران الزعيم المعارض السابق الذي يسيطر مسلحون موالون له منذ الصيف الماضي على أربعة موانئ نفط في شرق ليبيا مع حكومة الثني على فتح الموانئ تدريجيا والمساعدة في استئناف الصادرات النفطية، وقال الجضران إنه لا يعترف بالحكومة الجديدة التي يرأسها معيتيق.

واقترح حفتر مبادرة لتشكيل مجلس رئاسي يضطلع بمهمة الإشراف على مرحلة انتقالية جديدة في ليبيا وعلى الانتخابات التشريعية التي أعلن عن تنظيمها في حزيران/يونيو لإخراج البلاد من المأزق الأمني، وقال حفتر متحدثا باسم الجيش الليبي، في بيان قرأه ونقلته العديد من قنوات التلفزيون الليبية إن "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" يطالب المجلس الأعلى للقضاء "بتكليف مجلس أعلى لرئاسة الدولة يكون مدنيا ويكون من مهامه تكليف حكومة طوارئ والإشراف على الانتخابات البرلمانية القادمة".

وأضاف حفتر الذي كان يتحدث من مدينة الأبيار شرق ليبيا، أن المجلس الرئاسي سيسلم السلطة للبرلمان المنتخب، ولم يعرف على الفور ما إذا كان المجلس الأعلى للقضاء سيستجيب لطلب حفتر المتهم من السلطات الانتقالية في طرابلس بتنفيذ انقلاب، وأشار حفتر إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أعلنه من جانب واحد سيتولى الأمن خلال المرحلة الانتقالية وما يليها، وقال إن "الجيش" اتخذ هذه القرارات بعد رفض المؤتمر الوطني العام اعلى

الموقف الامريكي

من جانبه قال مسؤول عسكري إن سفينة حربية امريكية تحمل حوالي 1000 من مشاة البحرية تحركت الي البحر المتوسط لتعزيز القوة الامريكية للرد السريع المنتشرة بالفعل في المنطقة، وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ان السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس باتان التي تحمل وحدة خاصة من مشاة البحرية تتألف من حوالي ألف جندي كانت تشارك في تدريبات (الاسد المتأهب) العسكرية المتعددة الجنسية في الاردن قبل ان تتوجه الي البحر المتوسط، وستزيد باتان قوة الرد السريع الامريكية الموجودة بالفعل في المنطقة.

وفي وقت سابق هذا الشهر قال مسؤولون امريكيون ان حوالي 250 من مشاة البحرية اضافة الي بضع طائرات من نوع اوسبري (التي تجمع بين القدرة على الاقلاع والهبوط العمودي وتتمركز في العادة في اسبانيا) موجودون في قاعدة سيجونيلا البحرية الجوية في جزيرة صقلية للتدخل في حال الاحتياج اليها لاجلاء امريكيين من السفارة الامريكية بالعاصمة الليبية اثناء الاضطرابات هناك.

وللولايات المتحدة بضع مئات من مشاة البحرية في مورون باسبانيا ونقلت بشكل مؤقت فريقا يضم حوالي 175 فردا الي قاعدة في رومانيا في ابريل نيسان لتعزيز قدرتها للرد على الاحداث في افريقيا، ومشاة البحرية المتمركزون في مورون جزء من وحدة للرد السريع تركز على امن السفارات انشئت بعد الهجوم على البعثة الدبلوماسية الامريكية في مدينة بنغازي الليبية في 11 سبتمبر ايلول 2012 والذي قتل فيه السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة امريكيين اخرين، ولم يذكر مسؤولون عسكريون امريكيون موقع يو إس إس باتان في البحر المتوسط لكن احدهم نفى تقارير قالت انها على مقربة من الساحل الليبي قائلا انها عبرت قناة السويس.

وطلبت وزارة الخارجية الامريكية من المواطنين الامريكيين في ليبيا مغادرة البلد الواقع في شمال افريقيا على الفور محذرة من ان الوضع الامني هناك "لا يمكن التنبؤ بتداعياته وغير مستقر"، وقالت الوزارة في تحذير جديد بشان السفر "تحذر وزارة الخارجية المواطنين الامريكيين من السفر مطلقا الي ليبيا وتوصي المواطنين الامريكيين الموجودين حاليا في ليبيا بالرحيل على الفور".

واضافت قائلة "بسبب فرضية أن الاجانب (وخصوصا الامريكيون) في ليبيا ربما يكونون مرتبطين بالحكومة الامريكية او المنظمات غير الحكومية الامريكية فانه ينبغي للمسافرين ان يكون على علم بانهم ربما يكونون هدفا للخطف او هجمات عنيفة أو الوفاة، ينبغي للمواطنين الامريكيين الموجودين في ليبيا حاليا ان يتوخوا اقصى الحذر وان يرحلوا على الفور".

والتحذير السابق بشان السفر الي ليبيا صدر في 12 ديسمبر كانون الاول ونصح الأمريكيين بشدة ألا يسافروا الي طرابلس إلا في حالة الضرورة وعدم السفر الي خارج العاصمة الليبية، وجاء أحدث تحذير في اعقاب هجوم على المؤتمر الوطني العام -البرلمان الليبي- في 18 مايو ايار شنته مجموعات مسلحة وبعد ساعات من تحذير زعيم جماعة انصار الشريعة في مدينة بنغازي الليبية الولايات المتحدة من التدخل في شؤون البلاد. بحسب رويترز.

وانصار الشريعة جماعة اسلامية متشددة مدرجة في القائمة الامريكية للمنظمات الارهابية الاجنبية ومتهمة بتدبير الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي في 2012 الذي قتل فيه السفير الامريكي كريس ستيفنز وثلاثة امريكيين اخرين، واتهم محمد الزهاوي زعيم كتيبة انصار الشريعة في بنغازي الولايات المتحدة بمساندة اللواء المنشق خليفة حفتر الذي أطلق حملة لتطهير ليبيا من الاسلاميين المتشددين، وللولايات المتحدة سفارة في طرابلس لكنها أغلقت قنصليتها في بنغازي بعد هجوم 2012، وفي أحدث تحذير لها بشان السفر قالت وزارة الخارجية الامريكية انها ستقيد عدد العاملين في السفارة في طرابلس وستكتفي بتقديم خدمات طوارئ محدودة لمواطنيها في ليبيا.

وعبرت الولايات المتحدة ودول أوروبية عن القلق العميق تجاه العنف المتصاعد في ليبيا وحذرت من أن البلاد تقف على "مفترق طرق" بين مواصلة الطريق نحو تحول سياسي سلمي أو مواجهة الفوضى والانقسام والإرهاب، وقالت هذه الدول في بيان مشترك "يشعر الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة بقلق بالغ من أعمال العنف المستمرة وتدعو كل الأطراف إلى عدم استخدام القوة وتسوية الخلافات بالسبل السياسية."

وعرض البيان أيضا دعم الغرب لعملية مصالحة شاملة بمساعدة الأمم المتحدة وحذر من أن "الانقسامات المستمرة بين الليبيين ستؤثر بشكل كبير على قدرة المجتمع الدولي على تقديم المساعدة"، وقال البيان "العملية التي تقود إلى نقل سلمي للسلطة يجب أن تقوم على توافق واسع وتجنب أي أعمال تستهدف تقويض هذه العملية"، وطالب البيان ليبيا بالمضي قدما نحو إجراء انتخابات برلمانية بأسرع ما يمكن.

ومن ناحيته، أجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات هاتفية مع نظرائه المصري والتركي والفرنسي "حول الوضع المأسوي في ليبيا وحول ما يمكن أن تقوم به الأسرة الدولية من اجل دعم العملية الجارية"، حسب ما قالت بساكي، واعتبرت أن "الانتخابات هي بالتأكيد جزء من ذلك".

وأوضحت بساكي أن واشنطن تعتبر أنه بالرغم من أعمال العنف التي تشهدها ليبيا فان البلد قادر على تنظيم انتخابات، وقالت "ما زلنا نعمل مع جميع الأطراف من اجل تشجيع الحوار والوحدة وتحاشي حصول مزيد من التصعيد"، ويشكك بعض المراقبين في قدرة السلطات على تنظيم الاقتراع، لكن دبلوماسيا غربيا قال إن "المفوضية الانتخابية تتمتع بالوسائل اللوجستية والبشرية اللازمة لتنظيم هذه الانتخابات في الموعد المقرر".

موقف جماعة الإخوان

من جانب اخر شنت وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين هجوما قاسيا على اللواء الليبي خليفة حفتر، متهمة إياه بأنه يكرر "مشهد الانقلاب" الذي قام به المشير عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، واتهمت وسائل إعلام مصرية بدعم تحرك من وصفته بـ"سيسي ليبيا".

واستعرض تقرير عبر موقع حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، متابعة وسائل الإعلام المصرية لأخبار التطورات في ليبيا قائلا إن الأيام الماضية أظهرت "احتفاء" من وصفها بـ"وسائل الإعلام الانقلابية في مصر" بـ"الانقلاب العسكري الذى يحاول اللواء خليفة حفتر، القائد السابق للقوات البرية بالجيش الليبي، تنفيذه حاليا"، واتهم التقرير الصحف الحكومية المصرية بالتوسع في تغطية تلك الأخبار بـ"تأييد مستتر" لحفتر، ومهاجمة معارضيه الذين اعتبرتهم "مليشيات إرهابية". بحسب سي ان ان.

وشن الموقع أيضا هجوما على الخطاب الأخير لحفتر، وذلك في خبر حمل عنوان "على خطى السيسي، حفتر مدعيا، لم نتحرك طمعا في السلطة" وقالت الموقع، "زعم اللواء خليفة حفتر أنه لن يمارس العمل السياسي، وسيلتزم بالمسار الديمقراطي وسيحترم الدستور وسيحترم خيار الشعب الليبي، مدعيا أنهم لم يتحركوا طلبا للسلطة أو رغبة في الحكم، مذكرا بتصريحات سبق أن أطلقتها قيادات الانقلاب العسكري في مصر العام الماضي".

من جانبه، قال علي القره داغي، ‏الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يرأسه المرجع الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، الداعية يوسف القرضاوي، إن "فشل" ما وصفه بـ"انقلاب حفتر" سيكون من تداعياته اضعاف "الانقلاب في مصر فالعلاقة بينهما طردية كلما قوي أحدهما قوي الآخر " مضيفا، "اللهم لا تُمَكِّن لهم في الأرض".

وتابع القره داغي عبر حسابه بموقع تويتر قائلا إن حفتر أعلن بأن هدفه "تنظيف ليبيا من الإخوان" وأضاف أنه "سيترشح للرئاسة إذا طلبت الجماهير" وأردف قائلا "يحاولون تكرار مخطط انقلاب مصر في ليبيا" وأضاف "ما يحدث في ليبيا هو حلقة من سلسلة متواصلة من دعم بعض الدول العربية والغربية لفلول الأنظمة البائدة من أجل إفشال الثورات العربية مؤامرة واضحة".

فيما وصفت حركة النهضة الاسلامية التونسية الاحداث الجارية في ليبيا بأنها "محاولة انقلابية" وحذرت من تطور الأوضاع الى حرب أهلية، وتشهد ليبيا اضطرابات دموية في الايام الاخيرة بعد ان بدأ اللواء المنشق خليفة حفتر حملته على الإسلاميين المتشددين وهو مما يبرز إخفاق الحكومة المركزية في طرابلس في بسط سيطرتها.

وقالت حركة النهضة في بيان "ندين بشدة المحاولة الانقلابية ونستنكر كل استعمال للسلاح للتعبير عن الرأي أو الموقف السياسي"، واقتحم رجال ميليشيات متحالفون مع حفتر على ما يبدو البرلمان في طرابلس، وحذرت النهضة مما وصفته "عواقب الانتشار المفزع للسلاح في ليبيا الشقيقة مما يجعل الليبيين مهددين بأبشع صور الاقتتال والحرب الاهلية".

وقادت حركة النهضة ذات التوجه الاسلامي حكومة ائتلافية خلال الفترة الانتقالية التي اعقبت الاطاحة بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي قبل ثلاث سنوات قبل ان تسلم السلطة لحكومة مؤقتة ستقود البلاد الى انتخابات مقررة هذا العام، ودعا البيان الى ضرورة "حقن الدماء الليبية وتوفير شروط الهدوء والاستقرار والشروع فورا في حوار وطني يجمع الفرقاء بدون اقصاء ويفضي الى مصالحة وطنية شاملة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 4/حزيران/2014 - 5/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م