بقاء الأسد والمعادلة الدولية

غاية تكتيكية أم هدف استراتجي؟

 

شبكة النبأ: الحديث عن مستقبل الأسد وما ينتظره من مفاجأة، يرتبط بالكثير من الاحداث الداخلية والصراعات الخارجية، وقد تنوعت اراء وتوقعات معظم المتابعين للشأن السوري، إضافة الى المحللين السياسيين، بين اعتباره رجل اللحظة دون المستقبل، وبين ارتباطه بالمتغيرات الإقليمية المنتظرة بعد انهاء الاتفاق النووي الإيراني والتفاهمات الجارية بينها وبين السعودية، فيما أشار طرف ثالث ان إيران وحزب الله وروسيا، لا يمكن ان تتخلى عن الأسد، الان، ولا في المستقبل، لا سباب جيوسياسية وإقليمية معروفة.

الأسد في بداية الازمة، وكما هو معروف، انهارت اغلب دفاعاته العسكرية، وتقدمت المعارضة المسلحة الى أطراف العاصمة السورية، وازدادت حركة الانشقاقات من داخل الحكومة والجيش، فيما تزايد الضغط الدولي والدعم المالي لإسقاط الأسد الذي أصبح مسألة وقت، وكان قاب قوسين او أدني من الانهيار الكلي، خصوصاً مع تنامي فرضية الضربات الجوية من قبل قوى عالمية.

لكن الأمور تغيرت بصورة مغايرة، بعد ان تنامى وجود الحركات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية التي طغت على المشهد السوري وسيطرت على حركات المعارضة الأخرى، والذي أدى مؤخراً الى تناحر المجاميع المسلحة فيما بينها، كما ان دخول حزب الله في معركة القصير الاستراتيجية، والمعارك الأخرى (ومنها تقطيع القلمون) التي جرت على طول الشريط الحدودي مع لبنان، مضافاً اليه الدعم الروسي والإيراني على المستوى السياسي واللوجستي والاقتصادي، عزز كثيراً من موقف نظام الأسد، وتحول، كما يرى متابعون، من موقف المدافع الى مرحلة التقدم وتعزيز الخطوط.

كما ان اعداد الانتخابات والاستعداد لحكم سوريا لسنوات قادمة، عدة كثيرون مؤشراً قويا على اعلان النظام السوري انه ما زال ضمن المعادلات الدولية، وانه طرف أساسي في أي تفاهمات قادمة تتعلق بسوريا.

هذا الامر اثار الكثير من التساؤلات حول طبيعة هذا التغير الدراماتيكي؟، ومواقف الدول الكبرى، سيما الولايات المتحدة المتناقض من الأزمة السورية؟، وهل هناك تسويات تجري خلف الكواليس حول مستقبل الأسد وسوريا في القريب؟.    

تناقض الولايات المتحدة

في سياق متصل وقبل أكثر من ثلاث سنوات على الرئيس وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسالة واضحة: على الأسد أن يرحل، لكن اليوم يسلم المسؤولون الأمريكيون في أحاديث خاصة لواقع أن الاسد لن يرحل إلى أي مكان قريبا على الرغم من سعي الولايات المتحدة الأمريكية لزيادة الدعم لمسلحي المعارضة المعتدلين في قتالهم ضده.

ويأتي هذا التناقض بين التصريحات العلنية والتوقعات الخاصة تجسيدا للصعوبة التي تواجه إدارة أوباما في التعامل مع النزاع الفوضوي الذي يزداد تعقيدا في سوريا والذي يضع قوى العالم فمواجهة بعضها بعضا من موسكو إلى طهران وصولا إلى واشنطن، كما يؤشر إلى استمرار سياسة هذه الإدارة في دعم جيران سوريا وتوفير مساعدة عسكرية على نطاق ضيق لمقاتلي المعارضة المعتدلين لقتال النظام مع استبعاد أي تدخل أمريكي واسع النطاق قد يؤدي (كما يقول المسؤولون هناك) إلى عراق آخر أو أفغانستان أخرى.

أما حلفاء الأسد فيصورونه، على أنه واثق من نفسه ومسيطر على الوضع في حين تعتبر الولايات المتحدة الانتخابات مهزلة إذ أن المعارضة في معظمها غير ممثلة وغير قادرة على المشاركة، وقال أوباما في 28 مايو أيار إنه سيعمل مع الكونجرس "لتكثيف الدعم للأطراف في المعارضة السورية الذين يقدمون البديل الأفضل" للأسد كما للمتطرفين الأكثر خطرا بالنسبة إلى أمريكا من الأسد نفسه.

وعلى الرغم من ذلك الدعم يعترف مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى في الأحاديث الصحفية بصعوبة الإطاحة بالأسد الذي قال في أبريل نيسان الماضي إن دفة الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات تميل بشكل حاسم لصالحه، وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية رفض كشف هويته لحساسية الموضوع "لا أعتقد أن أحدا يملك انطباعا بأن تغيرا دراماتيكيا على الأرض سيحصل قريبا في سوريا".

كما أشار مسؤول رفيع في وزارة الدفاع إلى أن تفاصيل المساعدة الأمريكية الجديدة لا تزال غير واضحة إلى حد كبير ولكن صندوقا مقترحا لمكافحة الإرهاب قد يساعد جيران سوريا (مثل الأردن) في السيطرة على تدفق الأسلحة واللاجئين والمتطرفين إلى خارج سوريا، وقال المسؤولان إن الجيش الأمريكي قد يدرب مقاتلي المعارضة المعتدلين خارج سوريا، وأضاف المسؤول الرفيع في الإدارة الأمريكية أن "نوع التغييرات والبرامج التي نتحدث عنها لا تهدف لإحداث تغير دراماتيكي في الأسابيع المقبلة ومن غير المرجح أن تؤدي إليه".

واستخدم الأسد بمساعدة روسيا وايران ومقاتلين من حزب الله اللبناني الدبابات والطائرات الحربية في مهاجمة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، ويتهمه خصومه بأنه يستخدم الغازات السامة لإجبار المدنيين في هذه المناطق على الخضوع.

وواجهت سياسة أوباما بشأن سوريا انتقادات كثيفة على عدة جبهات وخصوصا بعد فشله في المضي قدما في خطواته بعد إعلانه أن استخدام سوريا للأسلحة النووية يجتاز خطا أحمر وسيواجه بالقوة، وبينما يتعمق النزاع يلاقي جيران سوريا مثل لبنان والأردن وتركيا صعوبات في احتواء نتائجه. بحسب رويترز.

إذ يصارع لبنان مع موجة من اللاجئين زادت عدد سكان هذا البلد الصغير بنسبة الثلث تقريبا، في حين يصد العراق عودة في أعمال العنف تعود في جزء منها إلى الصراع في سوريا كما ان بقاء الأسد في السلطة يجعل القيادة في تركيا محبطة ومكشوفة، وقال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي "ربما ينتخب الأسد ليكون رئيسا لسوريا لكنه لن يسيطر عليها".

ولم يكن بالإمكان تصور حجم المعاناة في سوريا اليوم عام 2011 عندما أطاحت ثورات الربيع العربي بزعماء أقوياء في المنطقة وشعر الكثير من المسؤولين الغربيين آنذاك أن مصير الأسد سيكون مماثلا، ومنذ ذلك التاريخ قتل أكثر من 160 ألف شخص وتدمرت معظم مناطق البلاد في حين هرب نحو 2.7 ملايين من السكان (أي أكثر من عشرة في المئة) إلى خارج البلاد ونزح الملايين نزوحا داخلها. بحسب رويترز.

وقدمت الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات لمقاتلي المعارضة أكثر من أي دولة أخرى وأنفقت أكثر من 250 مليون دولار أمريكي في "مساعدات لا تتضمن معدات قتالية" للمعارضة من ضمنها معدات اتصال وشاحنات لكن خطواتها لتعزيز مقدرات مقاتلي المعارضة العسكرية لم تكن راسخة بشكل مماثل، وبدأت الإدارة الامريكية في العام الماضي برنامجا سريا على نطاق ضيق لتدريب مقاتلي المعارضة المعتدلين في الأردن إلا أن المسؤولين الأمريكيين قالوا إنهم لا يتوقعون أن يعطي هذا الأمر وحده مقاتلي المعارضة اليد العليا في القتال.

وفي سبتمبر أيلول الماضي اتفق الأسد مع أمريكا وروسيا تحت تهديد بضربات جوية أمريكية على التخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية بأكملها لكن دمشق لا تزال حتى الآن تمتلك كمية كبيرة من مخزوناتها المعلنة من المواد الكيماوية ولم تدمر منشآت الإنتاج والتخزين البالغ عددها 12 منشأة.

وفشلت الجهود الدولية في جمع طرفي النزاع المتحاربين في سوريا والاتفاق على مرحلة انتقالية كما استقال المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، كسابقيه، بسبب الإحباط ملقيا باللوم على المأزق الدولي في إعاقة قدرته على التوصل لاتفاق سلام.

وقال فريد هوف وهو مبعوث خاص سابق لوزارة الخارجية الأمريكية إلى سوريا وباحث رفيع حالي في مركز رفيق الحريري التابع لمجلس الأطلسي إن "الخيار بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي هو إما القبول بالتقسيم غير المستقر والسائد على أرض الواقع في سوريا أو تحاول أن تقوم بشيء لعودة الأمور إلى سابق عهدها".

من الهزيمة إلى الانتخابات

الى ذلك ومنذ فترة ليست بالبعيدة كان أعداء بشار الأسد يحسبون أن أمره قد انتهى، ففي صيف عام 2012 لم يكن مقاتلو المعارضة على أبواب دمشق فحسب بل كانوا داخل العاصمة نفسها يتصيدون قوات الأسد المنهكة، وكانت حكومته قد فقدت سيطرتها على أجزاء كبيرة من الاراضي السورية ومجموعة من المدن الاستراتيجية وكان عدد صغير من وحدات الجيش الموالي له والمدربة تدريبا جيدا تتبادل مواقعها في مختلف أنحاء البلاد في محاولة مرهقة لصد تقدم قوات المعارضة على جبهات عديدة، لكن هذا الحال تبدل تماما.

فالان حتى والولايات المتحدة تسعى لزيادة مساعداتها للمعارضة المعتدلة وتدريب مقاتليها لمقاتلة قوات الأسد يسلم مسؤولون أمريكيون بصفة غير رسمية بأن الأسد لن يرحل قريبا، وبفضل سلسلة من الانتصارات على مدار العام الأخير تحققت بدعم من ايران وحزب الله اللبناني سيتم انتخاب الأسد هذا الأسبوع رئيسا لفترة ثالثة مدتها سبع سنوات، ويخوض هذه الانتخابات بصفة رمزية منافسان اختيرا لاداء أدوار محددة.

وهكذا تؤكد سوريا القديمة ذاتها من جديد ففي القلب دولة أمنية تديرها عائلة الأسد وحلفاؤها العلويون وشركاء مختارون من أقليات أخرى ومن الأغلبية السنية، أما الأسد نفسه الذي توارى عن الأنظار ولم يظهر علنا سوى في مناسبات نادرة وقد بدا عليه التوتر والإجهاد فعاد للظهور وقد بدا مسترخيا واثقا في مناسبات عديدة خلال الحملة الانتخابية مع زوجته أسماء.

وعندما يتحدث الاسد فهو ينطق بنبرة فيها إحساس بالنصر على أعدائه وإحساس بأن المد انقلب لصالحه في الأزمة التي بدأت بانتفاضة شعبية على حكمه، ورغم سقوط 160 ألف قتيل ونزوح عشرة ملايين سوري عن ديارهم وتدمير مدن مثل حمص وحلب وما لحق بالبنية التحتية والاقتصاد من دمار كبير فإن الأسد يعلن أن سوريا ستعود إلى سابق عهدها.

وقال في زيارة لمدينة عين التينة القريبة إن المعركة ربما تكون طويلة "لكننا لسنا خائفين"، وأكد أنه مهما كان حجم الدمار فإن الحكومة ستعيد بناء ما دمر بأفضل مما كان عليه، وبلغت به الثقة حدا جعله يفكر في استعادة البلاد كلها بعد الانتخابات الرئاسية على حد قول حليف سياسي لبناني يراه بصفة منتظمة.

وبعد استعادة السيطرة على سلسلة من المدن تمتد على خط رئيسي من شمال البلاد إلى جنوبها وإحكام قبضته على الساحل المطل على البحر المتوسط وقلب البلاد العلوي وإبعاد مقاتلي المعارضة عن الحدود اللبنانية أصبح الأسد يفكر في شن هجوم جديد على حلب قبل أن يواصل المسيرة شمالا حتى الحدود مع تركيا.

ويقول الحليف اللبناني إنه سيترك أجزاء من شرق سوريا تربطها صلات بالتمرد الذي يشهده غرب العراق تحت سيطرة جهاديين مرتبطين بتنظيم القاعدة وهو ما يتفق مع قول الأسد إنه يقاتل ارهابيين يستلهمون فكرا أجنبيا، وسيرسل ذلك أيضا تحذيرا للقوى الغربية والعربية التي تؤيد المعارضة المعتدلة خلاصته أن التخلص من الاسد سيفتح الباب أمام متطرفين من السنة.

ويسلم دبلوماسيون على صلة وثيقة بالأسد بأن جزءا من استراتيجيته كان يتمثل في التغاضي عن وجود تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الذي يقوده جهاديون أجانب ويقاتل المعارضة المعتدلة التي كانت أول من ثار على حكم الأسد، وقال دبلوماسي عربي "هذه استراتيجية منطقية، فلماذا تهاجم الدولة الاسلامية في العراق والشام إذا كانت تهاجم عدوك؟، "لكن الحليف اللبناني يتنبأ بأن الأسد سيستعيد الشرق في نهاية المطاف مستشهدا بالحملة الدموية الطويلة التي خاضتها الجزائر للقضاء على تمرد الاسلاميين في التسعينات، وأضاف "سيستغرق ذلك وقتا لكن الجزائر استمرت سبع أو ثماني سنوات حتى استطاعت الحكومة تطهير البلاد واستعادة السيطرة". بحسب رويترز.

ورغم ما في هذا السيناريو من إغراءات للمعسكر المؤيد للأسد فقد نجا الرئيس السوري من السقوط بفضل وجود حلفاء أجانب أقوياء يتمثلون في ايران وحزب الله وميليشيات عراقية دربها الايرانيون على الارض وبفضل وجود روسيا في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة، وكان تدخل هذه الاطراف حاسما في وقت عكس فيه أداء الامريكيين والاوروبيين والعرب غياب الحسم عن قوات المعارضة السورية.

ويقول فواز جرجس الخبير في شؤون الشرق الاوسط بكلية الاقتصاد في جامعة لندن "الأسد لم ينتصر، الأسد نجا، الفرق كبير بين النجاة من عاصفة عنيفة وبين هزيمة المعارضة"، ويضيف أن الأسد "يبين في خطابه وفي مظهره ثقة أكبر كثيرا فهو يبدو أكثر ارتياحا ويتحدث بلغة النصر، الحقيقة أن القاعدة أضرت بالمعارضة ودعمت الأسد"، وتابع "لكن المعارضة في الواقع مقسمة وليست مهزومة، لديك ما بين 70 ألف و100 ألف مقاتل وعلينا أن ننتظر لمعرفة كيف ستلعب المعارضة والولايات المتحدة والقوى الغربية والحلفاء الاقليميين أوراقهم."

يقول الكاتب اللبناني سركيس نعوم الخبير في الشؤون السورية الذي تنبأ من البداية بصراع طويل إن الأسد كسب "النصف الأول" من الصراع، وأضاف أن هذا الانتصار تحقق بثمن باهظ وأن الميزان الان يميل لصالح الاسد والجانب الايراني لكنه أكد أن الاسد لن يتمكن من كسب الحرب عموما.

ويقول دبلوماسيون غربيون إنه في حين أن هناك مؤشرات على أن الولايات المتحدة وحلفاءها بدأوا يقلقون بفعل صحوة القاعدة في سوريا أكثر من حرصهم على رحيل الأسد فإن هناك دلائل أيضا على أن الولايات المتحدة تشجع السعودية على تزويد وحدات مختارة من مقاتلي المعارضة بأسلحة متطورة مضادة للدبابات وتشجيع قطر على تطوير مهارات المعارضة بالتدريب العسكري.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يواجه انتقادات بأنه كان سلبيا وغير حاسم فيما يتعلق بسوريا إنه سيعمل مع الكونجرس "لزيادة الدعم لمن يمثلون في المعارضة السورية أفضل بديل للإرهابيين والحكام المستبدين".

وبينما يتدبر أوباما والكونجرس التطورات يظل الخوف المهيمن غياب بديل يتمتع بالمصداقية لتولي السلطة من الاسد الذي حكمت عائلته سوريا على مدى 40 عاما بقبضة حديدية. والبديل كما يرون قد يكون أن تسلك البلاد التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة طريقا مماثلا للعراق أو ليبيا.

وفي الداخل فإن الأسد مغرم بابلاغ المراسلين الأجانب أنه وزوجته مازالا يتحركان في دمشق بحرية ودون حراسة شخصية، لكن بعض سكان العاصمة يقولون أن ذلك لم يحدث منذ بدأت الانتفاضة في مارس اذار عام 2011، ويضيفون أن إجراءات الأمن التي تحيط بتحركات الأسد مشددة لدرجة أنه لا يتضح في المراسم الرسمية إن كانت اللقطات مصورة في اليوم نفسه أم في يوم سابق، ولاحظ أحد المراقبين أن الأسد لا يبلغ حراسه مسبقا بتحركاته، وأضاف "يظهر فجأة ويجرون خلفه لاتباع أوامر الحركة".

ويقول سكان يعيشون في المنطقة التي يقيم فيها الأسد في مقر إقامته الخاص في دمشق إن قذائف المورتر تسقط بصفة دائمة قريبا من بيته، وخلال قصف بالمورتر في الآونة الأخيرة اقترب من بيته لدرجة غير معتادة يقول جيران إنهم شاهدوا عدة سيارات بزجاج أسود تنطلق من الطابق السفلي، وقال أحد السكان "حدث الامر بسرعة تكاد تكون لحظية، سمعنا انفجار المورتر، اهتزت نوافذنا وما أن سرت حتى النافذة حتى رأيت ما يحدث، رأيت ربما عشر سيارات تغادر مقره واحدة بعد الأخرى وكلها بسرعة كبيرة".

ويقول سوريون يعيشون على امتداد الساحل السوري إن الاسد وأسرته لم يزوروا مقرهم الصيفي منذ عامين على الأقل، ويقول دبلوماسيون غربيون إنه بعد مرور عام على الانتفاضة "لابد أن الاسد تلقى نصيحة من أصدقائه ألا يغادر دمشق لأنها الجائزة الكبرى التي تسعى وراءها المعارضة." بحسب رويترز.

وفي ظل كل السيناريوهات يقول الخبراء إن الحل العسكري لعزل الأسد مستبعد وإنه إذا لم يتعرض للاغتيال فإن السبيل الوحيد لنظام ما بعد الأسد في الأجل الطويل هو التوصل لاتفاق نووي بين ايران والقوى العالمية.

وقال دبلوماسي عربي "هو باق حتى يطلق أحد رصاصة على رأسه أو حتى تتغير المعادلة الاقليمية وهذا لن يحدث حتى يتم التوصل إلى اتفاق نووي"، وقال دبلوماسي آخر تربطه صلة وثيقة بالأسد إن الرئيس البالغ من العمر 48 عاما هو رجل اللحظة لكنه ليس رجل المستقبل، وأضاف "ليس كاملا لكنه قد يكون أكثر مرونة في القضايا الإنسانية، بالإضافة إلى ذلك فلن يظل موجودا إلى الابد وستتحرك سوريا في نهاية الأمر للأمام، لكنه في الوقت الحالي أفضل الخيارين"، غير أن الموالين له من أصحاب الولاء الشديد الذين تربطهم صلات وثيقة بايران يعتقدون أن طهران لن تتخلى عن الصديق التي يمثل التحالف معه جسرا بريا حيويا يمنح ايران سهولة الاتصال بحزب الله.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/حزيران/2014 - 4/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م