في أمريكا.. انتشار السلاح يجعل الجريمة أكثر انتشارا

 

شبكة النبأ: تعيش الولايات المتحدة الأمريكية وبحسب بعض المراقبين حرب داخلية، أسهمت باتساع رقعة العنف وانتشار جرائم القتل والاغتصاب والسرقة داخل المجتمع الأمريكي، بسبب انتشار الأسلحة واستمرار العنصرية، والتباينات الاجتماعية واستشراء المخدرات وضعف الروابط الأسرية، هذا بالإضافة الى ضعف القانون والنظام القضائي، وتحتل الولايات المتحدة المركز الأول بين دول العالم من ناحية نسب جرائم القتل المسلح وانتشار السلاح، وتفصلها عن بقية الدول مسافة شاسعة في هذا المجال. والمجتمع الأمريكي وكما تشير بعض التقارير الخاصة يشهد جريمة قتل كل" 22 دقيقة"، وهناك أكثر من 84 قطعة سلاح لدى كل 100 شخص وامتلاك الأسلحة أمر مشروع وقانوني في الولايات المتحدة.

ويشير الخبراء إلى أن أكثر الأسلحة المستخدمة في حوادث القتل هي البنادق نصف الآلية. وفيما يخص جرائم العنف في الولايات المتحدة الأمريكية فقد كشفت دراسة أمريكية ان حوادث قتل الصغار بالرصاص في الولايات المتحدة خلال الثلاثين عاما الماضية تمثل أربعة أمثال عمليات القتل بأساليب أخرى منها الطعن والخنق واستخدام السم.

وعلى الرغم من التحصين الأمني وقوة القانون في ذلك البلاد إلا أن ذلك لم يحول دون ارتكاب الجرائم الوحشية والمروعة، فهناك دوافع كثيرة تؤدي الى هذا النوع من الجرائم، منها الرغبة الجامحة في الانتقام، أو بسبب تدني المستويات الاقتصادية، ورُبما هو نوع من الرغبة في الانتقام الاجتماعي كالتميز العنصري، وغيرها الكثير من الدوافع والأسباب، حيث تفاقم العنف في الولايات المتحدة بشكل كبير وخاصة في الآونة الأخيرة مما يشكل تهديد حقيقا لسكانها ولمستقبلهم.

وفي هذا الشأن فقد قالت الشرطة الأمريكية إن ستة أشخاص أصيبوا في إطلاق نار على منشأة تابعة لفيديكس كورب في مطار على مشارف أتلانتا وإن المشتبه به لقى حتفه بعدما أصاب نفسه. وقال مايك بومان المتحدث باسم شرطة مقاطعة كوب إن أنباء أفادت بوجود شخص يطلق النار في المنشأة بكينيسو في ولاية جورجيا على بعد 30 ميلا إلى شمال غرب أتلانتا. وقال بومان إن الشرطة تواصل تفتيش المنطقة للتأكد من عدم وجود أي تهديدات أخرى. ويتلقى المصابون العلاج في مستشفى ويلستار كينيستون في ماريتا من إصابات مختلفة. وقال تايلر بيرسون المتحدث باسم المستشفى "تمكن البعض من الخروج سيرا من سيارة الاسعاف والبعض في غرفة العمليات." وقالت فيديكس إن الشركة تتعاون مع السلطات بشأن الحادث.

ام تقتل بناتها

في السياق ذاته قال ممثلون للإدعاء إن أمريكية من ولاية كاليفورنيا اتهمت بقتل بناتها الثلاثة اللاتي لا تتعدى أعمارهن ثلاث سنوات طعنا في منزلها بلوس انجليس. وذكرت شرطة لوس انجليس أن الأم وتدعى كارول آن كورونادو (30 عاما) اعتقلت بعد أن استدعى أقارب الشرطة عندما وجدوها على الفراش مغطاة بالدماء بجوار جثث الأطفال الثلاثة.

وقال مكتب قائد الشرطة إن كورونادو اتهمت أيضا بالشروع في قتل والدتها وإنها نقلت بعد اعتقالها إلى مستشفى لتعالج من جروح ألحقتها بنفسها. ولم تؤكد السلطات أن كورونادو أصابت والدتها ولم تكشف الكثير من التفاصيل الأخرى باستثناء مقتل الأطفال الثلاثة بسكين وأن أعمارهن تتراوح بين شهرين وثلاث سنوات. بحسب رويترز.

وقالت صحيفة لوس انجليس تايمز إن علامات الذهول بدت على وجه كورونادو أثناء القاء القبض عليها في منزلها. ولم تعلن السلطات عن أي دافع محتمل للقتل. ونقلت الصحيفة عن اللفتاننت ديف كولمان قوله إن المحققين لا يعلمون شيئا عن أي حوادث سابقة للأم المتهمة التي خدمت لفترة قصيرة في الجيش الأمريكي قبل أكثر من عشر سنوات وجرى تسريحها لأسباب طبية. وقالت سارة اردالاني المتحدثة باسم مكتب محامي المنطقة إن كورونادو تواجه عدة اتهامات بالقتل مع سبق الاصرار مما يعني أنها تواجه عقوبة الاعدام إذا أدينت.

جريمة انتقام

من جهة اخرى أعلنت الشرطة المحلية ان نجل مخرج في هوليوود يعاني من اضطرابات عقلية قتل ثلاثة اشخاص طعنا بسكين قبل ان يقتل ثلاثة آخرين بالرصاص بالقرب من سانتا بربارا جنوب كاليفورنيا. وقالت الشرطة ان 13 شخصا على الاقل جرحوا برصاص اطلقه اليوت رودجر (22 عاما) الذي انتحر على ما يبدو بعد هجماته في ايسلا فيستا بالقرب من حرم جامعة كاليفورنيا في سانتا بربارا. ووالد الشاب هو بيتر رودجر المعروف بمشاركته في فيلم "هانغر غيمز" الذي حقق نجاحا كبيرا في 2012.

وقال شريف سانتا بربارا بيل براون ان الشرطة واجهت ثلاث مرات اليوت رودجر اولها في تموز/يوليو 2013. واوضح ان اليوت رودجر "طعن مرات عدة" ثلاثة رجال في شقة قبل ان يخرج وبحوزته سلاح ناري. وفي الخارج استهدف ثلاث نساء وقتل اثنتين منهن تبلغان من العمر 19 و22 عاما. وبينما كان يقود سيارته السوداء من طراز بي ام دبليو، وجد ضحيته التالية وهو طالب في العشرين من العمر يدعى كريستوفر مارتينيز وقام بقتله.

وعندئذ بدأت الشرطة مطاردة الشاب الذي اطلق النار عشوائيا على المارة. وقد اصيب برصاصة في فخذه وصدم سائق دراجة بسيارته. وقال بيل براون ان "سيارة الشاب اصطدمت بسيارات متوقفة وتوقف". وعثر داخل السيارة على ثلاثة رشاشات نصف آلية من عيار 9 ملم تم شراؤها كلها بطريقة قانونية ومصرح بها الى جانب كميات كبيرة من الذخائر.

وفي إطار البحث عن تفسيرات بشأن الحادثة تبحث السلطات لإيجاد أجوبة في شريط فيديو، توعد فيه المهاجم "البتول"، ولمدة سبع دقائق، بالقصاص من النساء. وبالإضافة إلى الفيديو، وصف رودجر، 22 عاما، برسالة إلكترونية مفصلة مؤلفة من 107 آلاف كلمة، عالمه "المشوه" وجهها إلى والديه ومعالجه النفسي قبل يوم من "مذبحته".

وجاء في نص شريط الفيديو، حيث أعرب رودجر من إحباطه واستيائه من "البشرية" وتوعد بالقصاص من الفتيات اللائي رفضنه وتجاهلنه، ونقتبس هنا جانبا منه: "حسنا، هذا هو الفيديو الأخير لي... وما ستؤول إليه الأمور في نهاية المطاف.. غدا هو يوم ’القصاص.. اليوم الذي سأنتقم فيه من البشرية.. منكم جميعا، منذ السنوات الثمان الماضية بعد بلوغ سن المراهقة، أجبرت على التقوقع في عالم الوحدة، والرفض ورغبات، لم تتحقق جميعها بسبب الفتيات اللواتي لم يشعرن بانجذاب تجاهي مطلقا.. فتيات أولين كل العاطفة والجنس والحب تجاه رجال آخرين وليس أبدا تجاهي..

"لم أمارس الجنس مطلقا وعمري الآن 22 عاما، لم تقبلني فتاة أبدا.. قضيت عامين ونصف العام في الكلية، وربما أكثر، وما زلت بتولا.. هذا هو الوقت الذي يخوض فيه الجميع تجارب الجنس والمتعة واللهو... طيلة هذا الوقت وأنا تنخرني الوحدة.. " "أنتن ايتها الفتيات لم تنجذبن لي مطلقا، لا أدري لماذا، ولكن سأعاقبكن جميعا على ذلك.. هذا غير منصف.. هذه جريمة.. أنا الرجل المثالي ورغم ذلك ترمين بأنفسكن على رجال بغضاء... وليس الرجل المكتمل المثالي الذي هو أنا.. سأعاقبكن جميعا على ذلك .. في يوم "القصاص" سأذبح كل شقراء مدللة ساقطة أراها بالداخل.. كافة الفتيات اللائي اشتهيتهن بشدة ورفضنني ونظرن إليّ باستخفاف."

وكتب في فقرة أخرى: سأذبحكم مثل الحيوانات، سأكون الرب.. سأنزل القصاص بكل من يستحقه.. وانتم تستحقونه.. فقط لجريرة أنكم تتمتعون بحياة أفضل مني.. كل ما رغبت فيه صديقة، وعلاقة حميمة، والحب، العاطفة والاهتمام.. تعتقدون بأنني غير جدير بذلك، وهذه جريمة لا تغتفر." وتابع في فقرة أخرى : "أيها الفتيات.. إن لم احصل عليكن سأدمركن.. حرمتوني الحياة السعيدة، وبالمقابل سأحرمكم الحياة.. هذا هو العدل."

وقال محامي عائلته ان الشاب كان يعاني من نوع حاد من متلازمة اسبرجر ويعالجه عدد من المختصين. واضاف المحامي آلان شيفمان ان عائلة مطلق النار التي "انهارت" توجه "تعازيها الصادقة لاسر كل الضحايا". وهاجم والد احد الضحايا ريتشارد مارتينيز السياسيين وجماعات الضغط التي تدافع عن حيازة الاسلحة الفردية. وتساءل "متى سيتوقف هذا الجنون؟" واصبحت حوادث اطلاق النار شائعة في الولايات المتحدة. وفي كل مرة تثير هذه الحوادث انفعالات حادة ومطالب بفرض رقابة متزايدة على حيازة الاسلحة يعترض عليها اللوبي المدافع عن امتلاكها جمعية السلاح الاميركية (ناشونال رايفل اسوسيشن - ان آر ايه). بحسب فرانس برس.

وقال مارتينيز "لماذا مات كريس؟ مات بسبب السياسيين اللامسؤولين والجبناء وجمعية السلاح الاميركية (...) انهم يتحدثون عن الحق في حيازة السلاح. وماذا عن حق كريس في الحياة؟" واضاف وهو يحاول حبس دموعه ان "عائلتنا لديها رسالة لكل الآباء: تعتقدون انه امر بعيد عن ابنائكم لكن هذا غير صحيح". وفي مصادفة غريبة، في 2001 قتل ابن المخرج دانيال اتياس (من اعماله "الي ماكبيل" و"ذي واير") اربعة من المارة دهسا في شارع مكتظ على بعد بضعة منازل عن مكان حادث اطلاق النار. وعندما خرج من سيارته بعد دهسه المارة قال "انا ملاك الموت". وقد ادين بالقتل اولا لكنه اعتبر بعد ذلك غير مسؤول ووضع في مستشفى للامراض النفسية.

طالب مسلح بسكينين

من جانب اخر قال مسؤولون إن طالبا عمره 16 عاما مسلحا بسكينين أصاب 22 شخصا في مدرسة عليا بمنطقة بيتسبرج قبل أن يسيطر عليه مساعد مدير المدرسة. وقال طلاب ومسؤولون إن المهاجم تحرك خلسة في مدرسة فرانكلين العليا وطعن الضحايا في الجذع والذراعين والوجه. وقال أطباء إن بعض المصابين الذين نقلوا إلى مستشفيات قريبة في حالة حرجة.

وقال الكابتن روب لايرمان من إدارة شرطة موريسفيل إن الطالب أليكس هريبال البالغ من العمر 16 عاما محتجز لدى الشرطة. وأضاف لايرمان إن هريبال يواجه أربع تهم بالشروع في القتل و21 تهمة بالاعتداء المشدد وإنه تقرر عقد جلسة مبدئية للنظر في قضيته. ووصف طلاب مشاهد ذعر حيث جرى إخلاء المدرسة سريعا بعد انطلاق صفارة الإنذار من الحريق.

وبدأ المهاجم الذي وصفه زميل له بأنه شخص هادئ كان منطويا على نفسه موجة اعتداءاته في المدرسة الكائنة في موريسفيل التي تبعد 32 كيلومترا الى الشرق من بيتسبرج. وقال توم سيفيلد قائد شرطة موريسفيل في بنسلفانيا إن مساعد مدير المدرسة سام كينج استطاع السيطرة على الطالب الذي كان مسلحا بسكينين وقيده ضابط أمن مسلح بمساعدة كينج. بحسب رويترز.

وقال مسؤولون بمستشفيات إن 21 طالبا معظمهم بين الرابعة عشرة والسابعة عشرة من العمر نقلوا إلى مستشفيات بالمنطقة بعضهم بواسطة طائرات هليكوبتر. وأضافوا أن إصابات بعضهم تهدد حياتهم وإن اثنين في حالة حرجة. وطعن أيضا ضابط أمن في الحادث. وقال توم كوربت حاكم بنسلفانيا إنه أمر شرطة الولاية بمساعدة سلطات إنفاذ القانون المحلية في التعامل مع الحادث. وقال مكتب التحقيقات الاتحادي أيضا إنه أرسل ضباطا للعمل مع السلطات المحلية.

حوادث اخرى

على صعيد متصل قالت الشرطة إن ثلاثة أشخاص أحدهم فتاة عمرها 13 عاما قتلوا بالرصاص كما أصيب أربعة في ولاية أركنسو الأمريكية قبل العثور على الشخص المسلح المشتبه بارتكابه هذه الجريمة ميتا في سيارته. وقالت الشرطة في جونيسبورو في مقاطعة كريج هيد على بعد 210 كيلومترات شمال شرقي ليتل روك إنها تلقت اتصالا للابلاغ عن إطلاق نار في أحد المساكن. ووجدت الشرطة التي توجهت الى مكان البلاغ ستة أشخاص مصابين بطلقات نارية من بينهم رجل وفتاة عمرها 13 عاما كانا متوفين .

وقال دوج فورمون من شرطة جونيسبورو في مؤتمر صحفي إن صبيين عمرهما عشرة أعوام وثمانية أعوام بالترتيب يرقدان في حالة حرجة في مستشفى في ممفيس بولاية تينيسي كما أطلقت النار أيضا على راشدين وهما رجل وإمرأة. وقال فورمون إنه تم العثور أيضا فيما بعد على رجل مقتول بالرصاص في مكان عمله القريب من مسرح الجريمة الأولى .

وعثر على المسلح المشتبه به ميتا بطلق نار في سيارة على طريق سريع ومازالت التحقيقات مستمرة. وقال شهود أنهم شاهدوا السيارة تغادر المكان الذي وقع فيه اطلاق النار في الجريمة الأولى . وقال فورمون إن الشرطة ماالت تحاول معرفة الدافع وراء الجريمة وانها تتحرى "لمعرفة ماإذا كان هناك مشتبه بهم اخرون متورطون" ولكنه قال إن من المعتقد أن الشخص الذي عثر عليه ميتا في سيارته هو المشتبه به الوحيد.

الى جانب ذلك قالت الشرطة إن المحققين في كانساس سيتي يبحثون عن مسلح أو أكثر أطلقوا النار على سائقي السيارات في المنطقة فأصابوا ما لا يقل عن 13 مركبة وتسببوا في جرح ثلاثة أشخاص. وقالت ماريسا بارنيز المتحدثة باسم إدارة الشرطة في كانساس سيتي "لدينا موجة من هذه (حوادث إطلاق النار). إنه جنون. لحسن الحظ لم يقع سوى ثلاث إصابات."

وقالت الشرطة إن الإصابات ليست خطيرة لكنها تشعر بقلق من أن حوادث إطلاق النار التي وقع معظمها أثناء الليل قد تستمر وتصبح أكثر فتكا. وقالت جنيفر داتشينهاوزن محللة شؤؤون الجريمة لدى شرطة بلو سبرينجز "من المزعج بالنسبة لنا أن ثمة من يفعل هذا." وبلو سبربنجز هي واحدة من ثلاث ضواحي في منطقة كانساس سيتي حيث وقعت ثلاثة من وقائع إطلاق النار الثلاث عشرة. ووقعت العشرة الأخرى جميعها في كانساس سيتي بميزوري.

وأضافت داتشينهاوزين أنه أصيب رجل برصاصة في ساقه بينما كان يقود سيارة على طريق سريع يمتد من بلو سبرينجز إلى كانساس سيتي. ووجدت الشرطة ثلاثة ثقوب للرصاص في سيارته. وقال كريس ديبوي السارجنت بشرطة ضاحية ليز ساميت بميزوري إنه بعد 30 دقيقة أطلق مسلح رصاصتين على مركبة أخرى على طريق سريع مختلف يربط بين الضاحية بكانساس سيتي. بحسب رويترز.

وظن سائق كان يعبر الطريق من كانساس سيتي إلى ضاحية ليوود بكانساس بعد الظهر أن إطاره انفجر. لكن بيل بروك ضابط المباحث بشرطة ليوود قال إنه وجد ثقبا ناجما عن طلق ناري في جانب سيارته عندما قاد سيارته إلى جانب الطريق. وأضاف بروك أن السائق قال إنه رأى شخصا يرتدي قميصا ويضع قناعا للتزلج يقود سيارة خضراء قريبا منه. وينتظر رجال المباحث نتائج اختبارات المقذوفات وجمع معلومات أخرى لتحديد ما إذا كان هناك ما يربط بين سلسلة حوادث إطلاق النار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 1/حزيران/2014 - 2/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م