اختفاء النحل أربع سنين يفني البشرية

 

شبكة النبأ: يواجه العالم اليوم مشكلة معقدة وخطيرة قد تسهم بشكل كبير بتغير واقع الحياة على الكرة الأرضية، وهي مشكلة انقراض و فقدان أعداد كبيرة من النحل الذي يعد من أهم وأشهر الحشرات المفيدة للإنسان والطبيعة، وهو ما ينذر بحدوث خلل كبير على مستوى النظام البيئي والتنوع البيولوجي. وهو ما أعاد الى الأذهان تلك النظرية الخاصة التي أطلقها عالم الفيزياء الألماني ألبرت اينشتاين التي تقول، "اذا اختفى النحل عن وجه الأرض سيبقى للبشرية اربع سنين قبل فنائها، فمن دون النحل لا يكون تلقيح، ومن دون تلقيح لا يكون نبات، ومن دون نبات لا يكون حيوان، ثم، لا إنسان".

وسر هذا الاختفاء الغامض والمعقد لايزال يحير العديد من العلماء والباحثين، حيث يرى البعض منهم ان السبب الأول لهذه المشكلة قد يكون استخدام جيل جديد من المبيدات الحشرية التي تضعف النحل وتجعله أسرع تأثرا بأمراض أخرى. والبعض الآخر يرى ان مصدر الاختفاء هو فيروس انتشر بين النحل، ومنهم من يعتبر ان بعض الطفيليات هي التي تسببه، غيرهم رجح ان يكون السبب حشرة صغيرة اسمها فاروا Varroa Destructor تمتص دم النحلة من ظهرها، محدثة فجوة فيها ثم تسكنها وتمتص ما تبقى من دمها الى ان تصبح النحلة عاجزة عن التحليق. وحتى اليوم ليس هناك من سبب واضح لهذه المشكلة المتفاقمة التي أصبحت مصدر قلق للكثير من دول العالم.

خطر الانقراض

وفيما يخص النحل فقد اظهرت دراسة أن قرابة ربع انواع النحل الطنان في اوروبا يواجه خطر الانقراض بسبب فقدان مواطنه وتغير المناخ وهو ما يعرض للخطر تلقيح محاصيل بمليارات الدولارات. وقالت الدراسة التي اعدها الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة إن 16 نوعا من بين 86 نوعا من النحل الطنان تواجه خطر الانقراض. ويعد الاتحاد دراسة عالمية عن النحل ومنه نحل العسل الذي تتناقص اعداده بشدة بسبب الأمراض.

وقال الاتحاد الذي يضم حكومات وعلماء وجماعات مدافعة عن البيئة "ثلاثة انواع من النحل الطنان هي من بين اهم خمس حشرات تلقح المحاصيل الأوروبية." واضاف الاتحاد في بيان "بالاضافة إلى حشرات التلقيح الأخرى يساهم النحل الطنان في زراعة محاصيل اوروبية قيمتها اكثر من 22 مليار يورو (30.35 مليار دولار) سنويا." وقال الاتحاد إنه على وجه التقريب تتناقص أعداد نصف انواع النحل الطنان وان 13 بالمئة فقط من هذه الأنواع تزيد. بحسب رويترز.

وقال الاتحاد في أول تقييم له للمخاطر التي يواجهها النحل الطنان "تتمثل المخاطر الرئيسية في تغير المناخ وتكثيف الزراعة والتغيرات في الأراضي الزراعية." وقال مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون البيئة جينز بوتونيك إن الاتحاد الذي يضم 28 دولة يتحرك لمواجهة الموقف. واضاف في بيان ان الاتحاد "حظر أو قيد استخدام مبيدات معينة خطرة على النحل ويمول الاتحاد أيضا ابحاث بشأن اوضاع نحل التلقيح." ولم تذكر الدراسة احتمالا لانتشار امراض نحل العسل بين النحل الطنان.

 بين الشمال وجنوب

في السياق ذاته اظهرت عملية مسح غير مسبوقة ان تراجع اعداد النحل اكبر بكثير في دول شمال الاتحاد الاوروبي وعلى رأسها بلجيكا وبريطانيا منها في دول الجنوب. والدراسة وهي بعنوان "ايلوبي" التي عرضت في بروكسل هي الاولى التي تقارن وضع القفران في دول الاتحاد الاوروبي بفضل استخدام "معايير موحدة" لقياس نسبة نفوق النحل المدجن على ما اوضح جيل سالفات مدير الصحة الحيوانية في الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية.

وتستند الدراسة التي نسقها مختبر الوكالة الفرنسية في صوفيا-انتيبوليس (الب ماريتيم في جنوب فرنسا) وهو المختبر الاوروبي المرجعي حول صحة النحل، على عمليات مراقبة قام بها 1350 مفتشا زاروا ثلاث مرات (في خريف 2012 وربيع 2013 وصيف 2013) حوالى 31800 مستعمرة نحل في 3300 قفير. وتبين ان شمال اوروبا سجل اكبر نسبة نفوق شتوي وهي الفترة التي ينفق فيها اكبر عدد من النحل.

فنسبة النفوق في الشمال تتجاوز بانتظام 20 % مع 33,6 % في بلجيكا و28,8 % في بريطانيا و28,7 % في السويد واكثر من 23 % في استونيا وفنلندا. اما في الجنوب فالنسبة تبقى في الكثير من الدول دون 10 % التي يعتبر عندها مستوى النفوق "طبيعيا" مثل ايطاليا (5,3 %) واليونان (6و6 %) واسبانيا (9,5 %). اما فرنسا (14,1 %) والمانيا (13,6 %) وبولندا (14,8 %) فهي في مستوى "وسط".

وفي موسم انتاج العسل بين الربيع والصيف، يتراجع مستوى نفوق النحل بشكل عام مقارنة مع الشتاء. باستثناء فرنسا حيث تصل النسبة الى 13,6 % ما يجعل منها الدولة الوحيدة من دول الاتحاد الاوروبي الـ27 مع نسبة نفوق تزيد عن 10 % في هذه المرحلة الاساسية. وقد تراجع انتاج العسل في فرنسا بالنصف بين عامي 1995 و2013 رغم بقاء عدد القفران على حاله. وعلى المستوى الاوروبي يعتبر جيل سالفات "ان لا تدهور واضحا كما كان يعتقد في البداية" مشيرا الى ان "التباين بين الشمال والجنوب" عائد جزئيا الى المناخ.

وللإحاطة بأسباب النفوق، اهتمت الدراسة بوجود عوامل مرضية من عدمها (بكتيريا وجراثيم وقراديات) وتبين لها بشكل منطقي وجود الفارواو هي من القراديات والنوسيما وهي من الفطريات. لكن الدراسة لم تشمل المبيدات الحشرية التي يشتبه في انها تساهم في تراجع الحشرات الملقحة. واستبعدت المبيدات عن الدراسة لاسباب "تقنية" اذ ان الكثير من المختبرات الاوروبية المشاركة في الابحاث لا تملك بالضرورة القدرة على اجراء هذه التحاليل على ما افاد القيمون على الدراسة.

وتعاني اوروبا من عجز يبلغ 13,4 مليون مستعمرة نحل اي سبعة مليارات حشرة، لتلقيح زراعاتها بشكل جيد على ما افاد باحثون في جامعة ردينغ (بريطانيا). وجاء في استنتاجات دراسة نشرتها مجلة "بلوس وان" انه بسبب نمو الزراعات الزيتية المستخدمة خصوصا في الوقود الزراعي، زادت حاجات التلقيح خمس مرات اسرع من عدد مستعمرات النحل بين العامين 2005 و2010. وادى ذلك الى حصول عجز.

وقال معدو الدراسة ان "اوروبا تمتلك ثلثي مستعمرات النحل التي تحتاجها اي ان العجز قدره 13,4 مليون مستعمرة ما يوازي سبعة مليارات نحلة". ففي نصف الدول ال41 التي شملتها الدراسة "لا يوجد ما يكفي من النحل لتلقيح الزراعات بشكل صحيح ولا سيما في فرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا". ويثير وضع بريطانيا القلق خصوصا مع توافر ربع النحل الضروري للتلقيح. وفي فرنسا والمانيا تراوح نسبة المستعمرات الضرورية المتوافرة بين 25 و30 %. وشدد العلماء على انه انطلاقا من ذلك فان الزراعة باتت تعتمد اكثر فاكثر على حشرات برية ملقحة مثل الطنانات وهي انواع ضعيفة وهشة احيانا. بحسب فرانس برس.

وقال توم بريز احد معدي الدراسة ان "الدراسة تظهر ان السياسة الاوروبية في مجال الوقود الزراعي لها انعكاسات غير متوقعة لجعلنا اكثر اعتمادا على الملقحات البرية". وحذر زميله سايمن بوتز "اننا نتجه الى كارثة في حال لم نتحرك الان فينبغي حماية الحشرات البرية الملقحة بشكل افضل". واعتبر بوتز ان "ثمة عدم تنسيق بين السياسات البيئي والزراعية في اوروبا فيتم تشجيع المزارعين على زراعة النبتات الزيتية لكن لا يتم التفكير بما يكفي في طريقة مساعدة الحشرات لضمان التلقيح".

ثلث جماعات النحل

من جانب آخر شهدت الولايات المتحدة في شتاء 2012-2013 نفوق حوالى ثلث جماعات النحل ولم يجد الخبراء تفسيرا لهذا الارتفاع الهائل في معدل الوفيات الذي قد تكون له تداعيات على تلقيح النباتات، على حد قولهم. وقد نشرت دراسة أكدت مخاوف الخبراء وصدرت بعد أيام قليلة من تقرير أعدته وزارة الزراعة الأميركية ووكالة حماية البيئة وأشارتا فيه إلى الانخفاض المتزايد في أعداد النحل في الولايات المتحدة.

وبحسب هذه الدراسة التي أجرتها وزارة الزراعة الأميركية ومنظمات متخصصة، انخفضت أعداد النحل بنسبة 31,1 % الشتاء الماضي، أي أكثر ب42 % من الشتاء الذي سبقه والذي شهد نفوق 21,9 % من جماعات النحل. ومنذ العام 2007، تستجوب السلطات الأميركية والمنظمة الأميركية لمفتشي النحل، مربي النحل مرتين. ويشرح جيفري بيتيس الذي يدير قسم الابحاث الزراعية في وزارة الزراعة الأميركية قائلا "إنه سؤال بسيط نطرحه (على مربي النحل) في كل أنحاء البلاد في تشرين الأول/اكتوبر ثم في نيسان/أبريل لنعرف عدد النحل الذي نجا في الشتاء".

وقد تم هذه السنة استجواب نحو 6200 مرب للنحل يمثلون 22,9 % من اجمالي الانتاج في البلاد التي تضم 2,62 مليون جماعة للنحل. وقد "أشار 70 % منهم الى نفوق عدد أكبر" من النحل هذه المرة، بحسب الدراسة. ويقول جيفري بيتيس "لم نكن نجري دراسات مماثلة من قبل، لكن بناء على خبرتنا وتواصلنا مع مربي النحل، تراوح معدل الوفيات بشكل عام بين 10 و 20%". ومنذ شتاء 2006-2007، ينفق سنويا حوالى 30,5 % من جماعات النحل، علما أن الخبراء لم يتفقوا على سبب محدد لذلك.

ويتابع أن "الوضع مثير للقلق بالنسبة الى مربي النحل من جهة والى الاستجابة لحاجات التلقيح من جهة أخرى. فأسعار تلقيح الزراعات ارتفعت اكثر من الضعف وأسعار النحل ترتفع بشكل ملحوظ، ولكن إن عجزنا عن تأمينه ستتأثر الزراعات وتتراجع، ما سيؤدي الى ارتفاع أسعار الغذاء والتأثير بالتالي على غذائنا والسلسلة الغذائية".

وتعتبر كاليفورنيا الولاية الأكثر تأثرا بهذه الظاهرة لأنها الأكثر حاجة الى النحل. فهذه الولاية الواقعة غربي الولايات المتحدة تحتاج من أجل انتاج اللوز وحده ما بين 1,5 و1,7 ملايين جماعة من النحل، أي 60 % من النحل في البلاد. وتحذر وزارة الزراعة الأميركية من أن فقدان 30 % من النحل في المستقبل سيكون كارثيا على زراعة اللوز. وبالاضافة الى الطفيليات والامراض والعوامل الوراثية، تعزى هذه الظاهرة الى مبيدات الحشرات وسوء التغذية المرتبط بتراجع عدد الحيوانات البرية التدريجي.

لكن للمرة الأولى، "يبدو أن الاجهاد الناجم عن هجرة" انتاج النحل بهدف تلبية الطلب في كل انحاء الولايات المتحدة "كان عاملا مهما"، بحسب بيتيس. ورجح الخبراء أن يكون الشتاء القاسي والجاف الذي شهدته الولايات المتحدة ، خصوصا في المناطق المنتجة للنحل في الشمال، مثل داكوتا الشمالية والجنوبية وولاية نيويورك، قد لعب دورا ايضا في تراجع جماعات النحل. بحسب فرانس برس.

ويعتبر الفرع الأميركي من شبكة "بيستيسايد أكشن نتوورك " المناهضة لمبيدات الحشرات أن الوقت قد حان للتحرك. ف"النحل لا يستطيع الانتظار وأوروبا اتخذت خطوات شجاعة" بحظر ثلاثة مبيدات حشرات قاتلة للنحل "والولايات المتحدة عليها أن تتحرك أيضا لحماية النحل". وقد اعلن جيفري بيتيس أنه يعتزم لقاء نظرائه الاوروبيين في ايطاليا الشهر المقبل لمراجعة هذه المسألة.

النحل في غزة

على صعيد متصل أنشأ زراع فلسطينيون في غزة مناحل قرب حدود القطاع مع إسرائيل مباشرة ليتمكن النحل من جمع الرحيق من الحقول والبساتين في الجانب الإسرائيلي. لكن تلك المناحل عرضة للخطر في كل وقت. ويقول الفسلطينيون في خان يونس إنهم لم يعودوا يزرعون زهورا في أرضهم خوفا من أي توغل إسرائيلي محتمل في غزة.

وقال مربي النحل الفلسطيني عبد الرحمن أبو رجيلة في خان يونس إن نحله يقطع أربعة كليومترات لجمع الرحيق من داخل إسرائيل. ويقول الزراع إن الأرض في المنطقة القريبة من الحدود تتعرض لتجريف ولإطلاق النار لتخويفهم من الاقتراب. لكن أصحاب المناحل ما زالوا يضعون خلايا النحل على أقل مسافة ممكنة من الحدود. وتراجع إنتاج العسل في غزة منذ عام 2000 إلى قرابة 500 طن سنويا من 750 طنا في العام عندما كانت الأرض القريبة من الحدود مليئة ببساتين الموالح والأشجار المثمرة الأخرى. ولا يزيد إنتاج العسل في قطاع غزة في الوقت الحالي على 250 طنا سنويا.

وقال أحمد زعرب نائب رئيس الجمعية التعاونية لمربي النحل في قطاع غزة "كمية خلايا النحل مع العسل بدأت تتقلص. كانت عندنا قبل حوالي 25 ألف خلية وكان إنتاج الخلية الواحدة تقربيا 20 كيلوجرام. واليوم أصبحت عدد الخلايا تتراوح من 13 ألف إلى 15 ألف خلية.. أقصى إنتاج للخلية صار يوصل عندنا عشرة كليوجران للخلية." بحسب رويترز.

وقال المربي الفلسطيني وليد أبو طير مشيرا إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود "على أساس أنه متوفر هناك زهر ومتوفر هناك بيارات (مزارع) وفيه عندهم دائما زراعة على أساس إحنا مش متوفر الزهر هذا فبنقرب من الحدود قدر الإمكان." ويتراوح ثمن الكيلوجرام من العسل بين 60 و75 شيقل (15 و29 دولار) ووصل الإنتاج خلال الموسم الحالي إلى 150 طنا.

ماذا سيحل بالبشرية

الى جانب ذلك فخلايا النحل تموت بنسب مرعبة، فمنذ عام 2007، يموت ما معدله 30 % من الخلايا في كل شتاء بالولايات المتحدة، وهذه الخسارة تعادل ضعف النسبة المقبولة اقتصادياً بالنسبة لمربي النحل في الولايات المتحدة، في شتاء 2012/2013 ، مات 29% من الخلايا في كندا و 20% في أوروبا. أصناف النحل البريّ، بالتحديد النحل الطنان، هي أيضاً في خطر.

وأي شخص مهتم بصحة الكوكب، للوقت الحاضر أو لأجيال المستقبل، عليه أن يتفاعل مع صرخة التحذير هذه . فنحل العسل، والنحل البري، هي أهم حشرات تلقيح الأزهار على الإطلاق لأنواع عديدة من الفواكه والخضروات التي نأكلها، ومن بين 100 من أصناف المحاصيل التي تشكل 90% من غذاء سكان الكوكب، هناك 71 منها يتم تلقيحها بواسطة النحل. وتبلغ قيمة المحاصيل التي يلقحها النحل في الولايات المتحدة وحدها 29 مليار دولار من دخل المزارع. وتناقص النحل يقود إلى نقص محتمل في توفر الخضار والفواكة، وارتفاع محتمل في أسعارها، والنحل الأقل يعني ليس هناك لوز، وقهوة أقل، وكذلك تبن الفصة الذي تتغذى عليه الأبقار الحلوب.

والنحل يزور الأزهار لأنه يريد أن يتغذى، وهو يستخلص جميع البروتين الذي يحتاجه في غذائه من حبوب اللقاح في الأزهار، وجميع الكاربوهيدرات التي تحتاجها من رحيق الأزهار. وحيث تطير من زهرة إلى أخرى، تتجمع حبوب اللقاح على جسمها ذو الزغب، وتأخذها إلى الخلية كغذاء، وتنتهي رحلتها بنقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى من نوعها، حيث تتم عملية التلقيح.

وحيث نريد الحصول على غذاء جيد ونظيف، كذلك هذا ما تريده حشرات التلقيح، فإذا لم يكن لدى النحل الغذاء الكافي، لن يكون لدينا ما يكفي من الغذاء، وموت النحل يطلق صرخة عالية بأنها لا يمكنها البقاء في بيئتنا الزراعية والمدنية.

وقبل خمسين عاماً، كان النحل يعيش حياة صحية في مدننا وأريافنا لأن لديها وفرة من الأزهار تتغذى عليها، وكان هناك استخدام أقل للمبيدات الحشرية التي تفسد طعامها في الأزهار، وأمراض وأوبئة دخيلة أقل. النحل البري نجح في بناء أعشاشه في التربة غير المزروعة وعلى الأغصان، والآن أصبحت تواجه مشكلة العثور على مصادر حبوب اللقاح والرحيق بسبب الاستخدام المكثف لمبيدات الأعشاب، التي تقتل الكثير من النباتات المزهرة بين المحاصيل، وفي قنوات الري وعلى جوانب الطرق وفي المروج.

والأزهار يمكن أن تلوث بالمبيدات الحشرية، التي يمكن أن تقتل النحل مباشرة، أو تؤدي إلى إضعافها والتأثير في صحتها. وبالإضافة إلى ذلك، مع نمو التجارة العالمية وازياد حركة النقل، انتقلت من العالم إلى النحل بشكل غير متعمد، الطفيليات ماصات الدماء، والفيروسات، وممرضات النحل الأخرى، وتلك الممرضات والطفيليات أضعفت نظام المناعة لدى النحل

وجعلتها أكثر حساسية وتعرضاً للتأثر بسوء التغذية بسبب نقص الأزهار، وتحديدا في البلدان التي لديها كثافة زراعية واستخدام مكثف للمبيدات. وبالرغم من علمنا بأن معظم المبيدات الحشرية تقتل النحل عند استخدامها بتركيز عال، هناك صنف من المبيدات يتصدر العناوين، ويدعى neonicotinoids، والمكونات الفعالة في هذا المبيدا يمكن أن تنتقل حبوب اللقاح ورحيق الأزهار التي تم رشها. ومن الضروري الانتباه لاستخدام هذه المبيدات في الزراعة التجارية وفي الحدائق.

وعلى القدر نفسه من الأهمية يجب تركيز الانتباه على جميع أصناف الحشرات المعنية، التي تطوف بالنباتات المزهرة، في أي بقعة من الأرض بما فيها حديقة منزلك. وإقرأ التعليمات وفكر مرتين في أي مبيد ستستخدمه: هل هو ضروي لك، أو لخدمة منظر حديقتك، استخدام مبيد الحشرات أو الأعشاب؟ وهل هناك بدائل أو أوقات يمكن أن تقلل الأذى الذي يلحق بالنحل.

ماذا يمكن أن تفعل؟ الخبر الجيد هو أن أي تصرف فردي، ولو كان صغيراً، يمكن أن يقود إلى شيء أيجابي، وربما إلى تغيير جذري على نطاق واسع. ويجب علينا جميعاً أن نساعد في تحويل مزارعنا ومناطقنا الحضرية من خلال زراعة الأزهار بين المحاصيل وحولها، في الأماكن غير المجدية لزراعة المحاصيل، وعلى جوانب الطرق، وفي مجال خطوط الكهرباء وفي مروج المدن. بحسب CNN.

وعليك بالنباتات المزهرة المستوطنة في المنطقة، أو زراعة البرسيم، والفصة أو أي نباتات مزهرة تشكل غطاء نباتي يمكن أن تخصب التربة، وتمنع عوامل الانجراف والتعرية، ثم اسحب كرسياً وقبعة للوقاية من الشمس، واجلس ثم راقب النحل وهو يقوم بتلقيح حديقتك والمزرعة، مقدماً للك وللعامل غذاءً صحيا وأزهاراً جميلة؟

أخبار أخرى

في السياق ذاته يجري العلماء دراسة حول النحلة الطنانة في محاولة للتعرف على كيفية استطاعة تلك الحشرات الحفاظ على ثباتها في مواجهة ظروف الطقس السيئة. وصور الدكتور سريندار رافي من جامعة هارفارد النحل الطنان وهو يحلق في نفق هوائي. وساعد هذا الدكتور رافي وفريقه على التحكم في تدفق الهواء الذي يضطر النحل الطنان لمواجهته.

ويقول الباحثون إن هذه الدراسة يمكن أن تساعد في تصميم "طائرات صغيرة بلا طيار" يمكنها أن تصمد في مواجهة الطقس السيء. وأوضحوا في بحث نشر في دورية "البيولوجيا التجريبية" أنهم درسوا النحل الطنان لأنه من الحشرات الباحثة عن الطعام في جميع أحوال الطقس. وقال رافي "وفقا لكل التجارب التي قمنا بها، فإن سرعة واتجاه الرياح في الهواء الطلق يمكن أن تكون متغيرة تماما، (ولذا)، فإن الحفاظ على ثبات التحليق يمكن أن يكون أمرا صعبا للغاية".

وأضاف "أفضل طائرات صغيرة بدون طيار متاحة حاليا (مما تصل المسافة بين جناحيها أقل من 25 سنتيمترا) تواجه مصاعب في التحليق بشكل ثابت حينما يكون هناك حتى نسيم خفيف".

وتابع "لكن الحشرات يبدو أنها قادرة على التحليق حتى في ظروف الطقس الشديدة". وساعد استخدام قناة هوائية الباحثين على خلق أجواء طقس مماثلة.

صور الباحثون النحل باستخدام آلات تصوير عالية السرعة بهدف إعادة تشغيل هذه المقاطع المصورة وهي تحلق بحركة بطيئة جدا واكتشاف كيف أن الحشرات تعدل من تحليقها وفقا لتدفق الهواء. وأظهرت الصور أن الحشرات قللت من سرعتها في الرياح غير المستقرة، وهو ما سمح لها على ما يبدو ببذل المزيد من الطاقة لتعدل من مسار تحليقها.

وأوضح الدكتور رافي بأن "النحل يكون على ما يبدو أكثر عرضة للاضطرابات التي تدفعه إلى التحرك جانبا وليس لأعلى أو أسفل". وقال إن "النحل يقوم بدوران كبير لتغيير مساره وتصحيح وضعه بسبب الاضطرابات التي تسببها حركة الرياح". وأضاف بأن التعرف بشكل أفضل على كيفية مواجهة الحشرات للرياح الشديدة سيساعد بشكل كبير في تصميم طائرات صغيرة بدون طيار تحلق في ظروف طقس سيئة. وتابع "أننا نجري الآن المزيد من التجارب، من بينها دفع حشرات أخرى للتحليق في ظروف رياح مشابهة، وتحديد تأثير حبوب اللقاح أو العسل في ثبات التحليق بالنسبة للنحل".

الى جانب ذلك قالت الشرطة يوم انها عثرت على متسلق من ولاية أريزونا الأمريكية معلقا في حبل عند منحدر صخري في جبال جنوبي توكسون بعدما تعرض فيما يبدو إلى لدغ النحل حتى الموت. وقال توني استرادا رئيس شرطة مقاطعة سانتا كروز إن ستيفن والاس جونسون (55 عاما) وهو مرشد لديه خبرة حوالي 30 عاما في الترحال والتسلق كان توجه إلى الجبال جنوبي توكسون. وابلغ زملاء جونسون في العمل عن اختفائه بعد ان تخلف عن الحضور إلى العمل. وقال استرادا إن فريق البحث والإنقاذ بمكتب شرطة مقاطعة سانتا كروز عثر على جثته. بحسب رويترز.

وأضاف قائلا "كان يتسلق الجرف ووصل إلى ارتفاع حوالي 70 قدما وكان لا يزال امامه نحو 80 قدما ومن ثم لم يكن امامه فعلا أي مكان يذهب اليه عندما هاجمه النحل." وقال إن كلب جونسون تعرض لهجوم النحل أيضا وعثر عليه ميتا في مكان قريب. ويجري مكتب الطبيب الشرعي في مقاطعة بيما تشريحا للجثة لتحديد سبب وفاة جونسون.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22/آيار/2014 - 21/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م