رواندا.. بين الطموح الاقتصادي وكابوس الماضي القريب

 

شبكة النبأ: في عام 1994 عاشت جمهورية رواندا وخلال مئة يوم فقط واقع مؤلماً لمجازر بشعة أسفرت عن مقتل حوالي 800 ألف شخص وتعرض مئات الآلاف إلى اعتداءات وحشية على يد متطرفين من قبائل الهوتو الذين استهدفوا أفراد أقلية التوتسي بالإضافة إلى خصومهم السياسيين الذين لا ينتمون إلى أصولهم العرقية، وذلك تحت أنظار المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة. هذه الصور تؤرخ لهذه الحقبة المظلمة في تاريخ البشرية.

بدأت تلك الجرائم بعد ان قام مجهولون بإطلاق صاروخ على طائرة الرئيس جوفينال هابياريمانا، رئيس رواندا آنذاك، عند اقترابها من العاصمة الرواندية كيغالي. وبعد مقتل الرئيس، شن متطرفون من جماعة الهوتو حملة إبادة ضد الأقلية من جماعة توتسي. وقد استخدم مقاتلو جماعة الهوتو، التي تمثل الأغلبية في رواندا، مختلف الأسلحة وأشكال العنف لتصفية أعدائهم السياسيين. ويذكر أن رئيسة الوزراء كانت من أولى ضحايا هذه المجزرة وفي الوقت، الذي كان يقتل فيه آلاف الروانديين في كيغالي وغيرها من المناطق، قامت القوات الخاصة البلجيكية والفرنسية بإخلاء حوالي 3500 من الأجانب، الذين كانوا يعيشون في رواند. كما تمكن مظليون بلجيكيون من إنقاذ سبعة من الموظفين الألمان.

واستمرت الإبادة الجماعية حوالي ثلاثة أشهر، تمت فيها عمليات قتل وحشية، حيث ألقيت أجزاء من جثث الرضع والأطفال والبالغين وكبار السن في الشوارع. ولا تزال آثار الإبادة الجماعية باقية إلى اليوم، حيث تركت الإبادة الجماعية رواندا مدمرة، وخلفت مئات الآلاف من الناجين الذين يعانون من الصدمات النفسية وندوبا تطبع أجسادهم.

فيما يقول بعض المحللين بعد حملة الابادة قبل عشرين عاما ، كان الاقتصاد الرواندي مدمرا، لكن السلطات الرواندية المتحدرة عن حركة التمرد، والتي وضعت حدا لعملية ابادة تموز/يوليو 1994، استطاعت استعادت بلادا منهكة وتحقيق تقدم مدهش على الصعيد الاقتصاد لكنه لايزال تحت وطأة ذكريات الابادة وعودة العنف للبلاد.

ويلقى بول كاغامي، زعيم الجبهة الوطنية الرواندية والرئيس الحالي، ترحيبا واسعا في البلاد حاليا نظرا للإنجازات الاقتصادية السريعة التي قام بها في دولته الصغيرة. وعمل كاغامي أيضا على تحويل رواندا إلى مركز تكنولوجي، وله نشاط تفاعلي على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي. بيد أن النقاد يرون أنه غير متساهل مع معارضيه، وأن العديد منهم لقوا مصرعهم لأسباب مجهولة.

كما مثل ما يقرب من مليوني شخص أمام قاعات محاكم محلية، لمشاركتهم في أعمال الإبادة الجماعية، بينما مثل قادة تلك الجماعات أمام محاكمات تابعة للأمم المتحدة في جمهورية تنزانيا المجاورة. يرى بعض المراقبين ان الحديث عن الاستقرار الامني التام في رواندا ربما يكون أمرا غير واقعي خصوصا مع وجود عداء متأصل بين إفراد الشعب، هذا بالإضافة الى وجود أطراف أخرى قد تسعى الى تجديد تلك النزعات من جديد في سبيل تحقيق مصالحها الخاصة في المنطقة التي تعاني الكثير من المشاكل الأمنية والاقتصادية.

الأمم المتحدة تشعر بالخزي

 وفي هذا الشأن قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن الأمم المتحدة ما زالت "تشعر بالخزي" حيال فشلها في منع الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994. وألقى كي مون خطابا في العاصمة الرواندية، كيغالي، أثناء أسبوع إحياء الذكرى العشرين للإبادة الجماعية في رواندا، وقد حضره الآلاف. وسادت حالة من الأسى المراسم، حتى أن بعض المشاركين أصيبوا بحالات انهيار. وراح ضحية هذه الإبادة 800 ألف شخص على الأقل، معظمهم من قبائل التوتسي أوالهوتو المعتدلين الذين قتلوا على يد متشددين من قبائل الهوتو.

وانتهت المذابح عندما سيطرت الجبهة الوطنية الرواندية، وهي حركة يقودها متمردو التوتسي، على العاصمة كيغالي وتولت مقاليد الحكم. وأشعل الرئيس الرواندي، بول كاغامي، وكي مون شعلة كجزء من المراسم. وستظل مضاءة على مدى مئة يوم، وهو عدد الأيام الذي استغرقته الإبادة الجماعية.

وبدأ الحداد بمراسم بوضع الأكاليل في النصب التذكاري للإبادة الجماعية. وتبعه إضاءة شعلة في استاد أماهورو في كيغالي، حيث كانت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تحمي الآلاف من خطر الإبادة. وتقول مراسلة بي بي سي، شارلوت آتوود، إن الآلاف تجمعوا في ملعب أماهورو لحضور مراسم التأبين. وتفاعل الكثير منهم مع القصص والخطب والعروض التي استرجعت ذكرى المذبحة. واضطر بعضهم لمغادرة الملعب. كما أذيعت بعض الأغاني الشعبية الخاصة بالحداد.

وصوّرت العروض المقدمة تاريخ رواندا المعاصر بشكل مأساوي، وهو ما يعكس تفسير الحكومة للأحداث. وفي أحد العروض، تظهر سيارة تحمل مجموعة من المستعمرين، ويقومون بتبديل قبعاتهم وارتداء خوذات الأمم المتحدة الزرقاء. ثم يتخلون عن الناس حتى تنقذهم الجبهة الوطنية الرواندية الحاكمة. وقال كي مون في خطابه إن طاقم الأمم المتحدة "أظهر شجاعة ملحوظة" ابان أحداث الإبادة الجماعية. "إلا أنه كان بإمكاننا، وتوجب علينا، فعل المزيد.

وانسحبت القوات من رواندا في الوقت الذي كانت البلاد في أشد الحاجة إليها". وأضاف: "وبعد ذلك بعام، في سربرنيتشا، كانت المناطق التي تؤمنها الأمم المتحدة مليئة بالأخطار. وتخلت القوات عن الأبرياء الذين كان مصيرهم القتل. ومازالت الأجيال تتوارث هذا الخزي". وقال الرئيس كاغامي في خطابه إن رواندا "كانت في أشد حالات الانكسار" بعد الإبادة، إلا أنها استطاعت استعادة وحدتها.

وأضاف إن المذبحة "ما كان يجب أن تحدث". وحضر عدد من القادة الدوليين مراسم تأبين ضحايا الإبادة، من بينهم الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، ورئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي، وتوني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق والمستشار الحالي للحكومة الرواندية.

التهيئة السياسية للمذابح

من جهة اخرى وفي حوار مع المجلة الأسبوعية "جون أفريك" الناطقة بالفرنسية، أدان كاغامي "الدور المباشر لبلجيكا وفرنسا في التهيئة السياسية للمذابح". كما قال إن القوات الفرنسية كان لها "دور هام" في أعمال القتل. ورفضت فرنسا هذه الاتهامات. وقال إدوارد بالادور، رئيس وزراء فرنسا عام 1994، في حوار مع راديو "أوروبا واحد" إن فرنسا "لم تكن شريكا في الإبادة على الإطلاق. على العكس، كانت فرنسا هي الدولة الوحيدة التي بادرت بتنظيم عمليات إغاثة لمنع انتشار المذابح".

وأرسلت فرنسا قواتها إلى رواندا لإقامة "مناطق آمنة" في رواندا، وقالت إنها أنقذت حياة الآلاف. بينما ظلت الحكومة الرواندية تقول بشكل مستمر إن فرنسا لم تتدخل بما يكفي لإيقاف عمليات القتل. والآن، تقول إنها اشتركت مع مسلحي الهوتو في المذابح. من جانب اخر قالت وزيرة الخارجية الرواندية لويز موشيكيوابو في تصريحات إن على فرنسا أن تواجه الحقيقة كشرط لبدء الاتفاق بين البلدين.

وأضافت أن "من الصعب جدا قبول حقيقة أن تكون قريبا من أحد مشارك في الإبادة", في إشارة إلى ضلوع محتمل لفرنسا في تلك المجازر عبر دعم النظام السابق الذي كان يهيمن عليه الهوتو. وتابعت الوزيرة أن من المستحيل استعادة العلاقة الطبيعية بين كيغالي وباريس إذا كان الشرط أن تنسى رواندا تاريخها من أجل الاتفاق مع فرنسا, وقالت إنه لا يمكن التقدم على حساب الحقيقة التايخية للإبادة.

وأثارت اتهامات الرئيس الرواندي غضب فرنسا التي أعلنت مقاطعتها لبعض الانشطة وهو القرار الذي وصفته وزيرة الخارجية الرواندية بغير المبرر. وردت فرنسا على اتهامات كغامي لها بالضلوع في المجازر التي استهدفت التوتسي في رواندا قبل عشرين عاما، بأنها تناقض جهود المصالحة بين البلدين. وفي مقابل قرار المقاطعة الذي اتخذته فرنسا, أعلنت بلجيكا -التي كانت تحتل رواندا- أنها سترسل وفدا إلى كيغالي. وكانت بلجيكا اعتذرت لرواندا لفشل قواتها في منع المجازر بحق المدنيين.

ولاية ثالثة

على صعيد متصل قال الرئيس الرواندي بول كاجامي إن من السابق لأوانه ان يقول إن كان سيسعى لتولى الرئاسة لولاية ثالثة مضيفا ان "مهما كان ما سيحدث فانه سيكون لدينا تفسير." وأدت مقالات نشرت في صحف مؤيدة للحكومة في السنوات الاخيرة الى زيادة التوقعات ببقائه في السلطة بعد ان تنتهي ولايته الحالية في عام 2017 وهي خطوة ستغضب منتقديه وتقتضي تغيير الدستور.

وقال كاجامي للطلبة بعد كلمة ألقاها في جامعة تافتس القريبة من بوسطن "منذ بدأت يردني السؤال بشأن متى او ما اذا كنت سأترك المنصب. كأنني جئت لأرحل. انا موجود للقيام بعمل نيابة عن الشعب الرواندي." واضاف "لا اعرف ما يمكنني قوله لكم غير ذلك في هذا الشأن لكن دعونا ننتظر ونرى ما سيحدث بمرور الوقت. ومهما كان ما سيحدث فانه سيكون لدينا تفسير." وكان يرد على سؤال من طالب عن تصوره لدوره السياسي في رواندا بعد انتهاء فترة ولايته.

وكان كاجامي يتحدث ضمن جولة يقوم بها في الجامعات في أنحاء بوسطن ليتحدث عن تعافي بلاده من آثار الابادة الجماعية. ويعتقد كاجامي ان قوى أوروبية لعبت دورا في تفجير الصراع وان المجتمع الدولي تقاعس عن التدخل لوقفه. وقال كاجامي لمستمعيه "ما تعلمناه هو ان الشعب يجب ان يكون مسؤولا عن مصيره.

اذا انتظرت أطرافا خارجية فانك ستهلك." واتهم "المجتمع الدولي" بزعزعة الاستقرار في جمهورية الكونجو الديمقراطية المجاورة من خلال السماح لاشخاص ارتكبوا الإبادة الجماعية في رواندا بالهرب الى التلال الواقعة في شرق الكونجو وتزويدهم بالاسلحة. ولقى الاف الاشخاص حتفهم في شرق الكونجو الذي يأوي عددا من الجماعات المتمردة منذ نهاية الابادة الجماعية في رواندا. بحسب رويترز.

وجاء كاجامي الى السلطة في عام 2000 بعد ان تزعم الجبهة الوطنية الرواندية للاطاحة بالحكومة في عام 1994. وفاز في انتخابات ديمقراطية عامي 2003 و2010 . ويقيد الدستور حاليا الرئيس بولايتين مدة كل منها سبع سنوات. ونفى كاجامي في السابق تكهنات بأنه قد يسعى للبقاء فترة ولاية اخرى. ويتهم منتقدون كاجامي بأنه استبدادي وينتهك حرية الإعلام والحريات السياسية. وطردت جنوب افريقيا ثلاثة مبعوثين روانديين في وقت سابق واتهمتهم بأن لهم علاقة بهجمات على معارضين لكاجامي في البلاد. وتنفي كيجالي هذه الاتهامات.

العودة الى البلاد

الى جانب ذلك وبعد عشرين سنة على الابادة، يلقى الروانديون الهوتو اللاجئون في جمهورية الكونغو الديموقراطية تشجيعا على العودة الى رواندا حيث ظروف الحياة افضل لكن المسالة لا تزال بعيدة عن التسوية. و لجأ اكثر من مليون من الهوتو من بينهم مرتكبي عملية الابادة الى شرق الكونغو الديموقراطية التي كانت حينها تدعى زائير. وعاد منهم الالاف بعد اتفاق العودة المبرم في تشرين الاول/أكتوبر 1994 في كينشاسا بين زائير ورواندا والمفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة، وفق ما استذكرت لجنة اللاجئين الكونغولية.

ويرى بيار جاكموه الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ان نصف مليون عادوا الى رواندا بين 1996 و1997 خوفا من الوقوع ضحية المجازر التي ارتكبت خلال هجوم تحالف القوى الديموقراطية لتحرير الكونغو-زائير. وتمكنت حركة التمرد المدعومة من كيغالي، وبقيادة لوران ديزيريه كابيلا، من الاطاحة بنظام موبوتو سيسي سيكو في كينشاسا في ايار/مايو 1997 لكنها بالتزامن مع تقدمها كان الجيش الرواندي الذي دخل البلاد يطارد الهوتو. وتشتت حينها العديد من الروانديين الهوتو بين الكونغو الديموقراطية وبلدان الجوار (الكونغو وانغولا) في حين لقي عشرات الالاف منهم مصرعهم وفق الامم المتحدة.

ومنذ 2001 اعادت المفوضية العليا للاجئين اكثر من 131 الف لاجئ الى بلادهم وقالت سيلين شميت الناطقة باسم المفوضية في الكونغو الديمقراطية ان "ظروف العودة حسنة منذ بضع سنوات (...) لم نسجل حوادث خلال عملية الاعادة واعادة الاندماج". واليوم هناك حوالى 185 الف لاجئ رواندي مسجلين في الكونغو الديموقراطية خصوصا في اقاليم شمال وجنوب كيفو (شرق) المجاورة لرواندا، لكن ارقام الحكومة الكونغولية جزئية اذ ان الاحصاء معلق للنقص في التمويل بينما يبدو ان حوالى سبعين الف رواندي ينتظرون التسجيل في كيفو وفق لجنة اللاجئين الكونغولية.

وقالت كارين (25 سنة) (غيرت اسمها لاسباب امنية) وهي ام طفلان زارت رواندا قبل سنتين ان "الحياة هانئة هناك والعمل اقل تعبا من هنا!" واعادتها المفوضية العليا للاجئين من غوما عاصمة شمال كيفو الى بلادها في السابع من اذار/مارس. وكانت مع 37 روانديا آخر معظمهم من النساء والاطفال. واعربت كارولين (59 سنة) التي عادت مع بناتها الثلاث عن "الامل في حياة اسهل".

وتدعو كيغالي ايضا اللاجئين الى العودة ولكن خوفا من "نشأة معارضة مسلحة في الخارج" او من اجل ان "يبدو النظام طبيعيا، كما يرى تيري فيركولون مدير فرع وسط افريقيا في نادي دراسات مجموعة الازمات الدولية. وتشهد رواندا نموا اقتصاديا نموذجيا بينما يعاني شرق الكونغو الديموقراطية الغني بالمعادن من النزاعات منذ اكثر من عشرين سنة. ومن بين عشرات المجموعات المسلحة التي تنشط في شمال وجنوب كيفو، تشعر بعضها بحقد خاص على الروانديين.

ومن هذه المجموعات "رايا موتومبوكي" التي كانت "تطارد كل من يتكلم لغة كينيارواندا (المستعملة في رواندا)" كما تذكرت كريستين (30 سنة) التي اضافت ان "بدون سلام ولا زوج رغبت في العودة الى وطني ويقول لي بعض الاقارب ان هناك سلاما". ويعيش العديد من اللاجئين في الادغال التي تسيطر عليها القوات الديموقراطية لتحرير رواندا التي شارك بعض قادتها في ابادة 1994 لكنهم يقولون انهم يريدون القاء السلاح والتفاوض مع كيغالي التي ترفض. بحسب فرانس برس.

وقالت شميت "غالبا ما يقول اللاجئون الذين يأتون راغبين في العودة طوعا الى رواندا انهم كانوا رهائن بين ايدي القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التي لم تسمح لهم مغادرة القرى او الغابات التي كانوا يعيشون فيها". واعلن الجيش وجنود الامم المتحدة انهم سيهاجمون قريبا تلك القوات الامر الذي قد يسرع في عودة اللاجئين. وفي 2009 شن الجيشان الكونغولي والرواندي عملية اوموجا ويتو (وحدتنا باللغة السواحلية). وقالت كريستين ان "ذلك تسبب لنا في مشاكل لان عناصر القوات الديموقراطية لتحرير رواندا فروا الى الجبال وبقينا بدون دفاع".

اختفاء قسري

على صعيد متصل قالت منظمة هيومن رايتس منذ اشهر يتزايد عدد الاشخاص المفقودين في رواندا حيث سجل وقوع ضحايا لعمليات "اختفاء قسري"، ودعت السلطات للتحقيق في الامر. وقالت المنظمة ان "عددا متزايدا من الاشخاص كانوا ضحايا عمليات اخفاء قسري او اعتبروا مفقودين في رواندا منذ آذار/مارس 2014". وبحسب المنظمة "وقعت الكثير من الحالات في اقليم روبافو في المقاطعة الغربية" عند الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية.

واضافت ان "بعض الاشخاص" المفقودين "تم توقيفهم من جنود في قوة الدفاع عن رواندا (الجيش الوطني) ويمكن ان يكونوا محتجزين لدى الجيش". وتقول المنظمة انها جمعت معلومات عن 14 حالة غياب قسري او فقدان في اقيلم رويافو في شمال غرب البلاد. كما لديها معلومات عن العديد من الحالات الاخرى في اقليم موسانزي شمال البلاد وفي كيغالي العاصمة. بحسب فرانس برس.

وتابعت هيومن رايتس ووتش "اذا كان الاشخاص الذين اختفوا قسرا قد تم توقيفهم فعلى السلطات ان تعترف على الفور باعتقالهم وان تكشف اماكن وجود هؤلاء الاشخاص والسماح لهم بالتواصل مع اسرهم ومحام". وقال دانييل بيكيلي مدير المنظمة لافريقيا في بيان "ان عمليات الاخفاء القسري جريمة بشعة خصوصا بسبب القلق والالام التي تسببها للاسر والاصدقاء". واضاف "تقع على الشرطة والسلطات القضائية الرواندية واجبات صارمة واكيدة في التحقيق بشكل معمق في كل حالة اختفاء قسري". وبحسب المنظمة فان هؤلاء الاشخاص قد يكون "مشتبها بانهم اعضاء او عملوا مع القوات الديمقراطية لتحرير رواندا". والقوات الديمقراطية هي تمرد هوتو رواندي ينشط في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية يوتهم بعض اعضائها بالمشاركة في الابادة التي شهدتها رواندا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 20/آيار/2014 - 19/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م