فايروس كورونا أو ما يدعى بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS..
بدأ يقترب من وطننا.. وهذا الإقتراب قد أتخيله كاقتراب النار من
الهشيم.. أما لماذا: فلأننا في العراق لانمتلك القابلية الحقيقية لرد
فايروس ما إذا ما شاءت الأقدار أن ينتشر وبائياً.. حيث أن إنتشاره
سيكون سريعاً لتوفر البيئة المناسبة لهذا الإنتشار ومع عدم توفر
العلاج، حتى اللحظة، على الرغم من العمل الدؤوب من قبل المؤسسات الطبية
العالمية إلا إن أغلب العلاجات في الوقت الحاضر قيد التجارب فلازال
المرض ينتشر في بعض البلدان معلناً عن نفسة كأحد المعاضل التي تواجه
الطب الحديث.
وعلى الرغم من أن ثقتنا كبيرة بمؤسساتنا الصحية إلا إن تلك الثقة
ليست كافية إزاء ما تعانية شوارعنا وأسواقنا من مآسي حضارية كبيرة
ومؤلمة فأغلبها أضحى عبارة عن بؤر أساسية لجراثيم وفايروسات وأمراض
كثيرة بسبب إنعدام النظافة والنظام والمراقبة وإنعدام الشعور
بالمسؤولية وعدم وجود الرؤية الحقيقية التي من المفترض أن تكون عليه
أسواقنا.
نظرة بسيطة لسوق الخضار في منطقة باب المعظم الموجود في قلب المدينة
وأخرى الى أسواق الخضار المنتشرة في بغداد وبالأخص مدينة الشعب "المنكوبة"
تعطيك إنطباعاً من أول وهلة أننا واقعون في شراك المرض من أول حالة يتم
إكتشافها في العراق، لا قدر الله، فالأسواق عبارة تجمعات غير حضارية
وعن برك آسنة مرت عليها عشرات السنين لم تمتد لها يد الحضارة أو
النظافة على أقل تقدير.. أسواق يكفي النظر لها لتجيب على السؤال: ماذا
قدمنا لأحد أهم مراكز بيع الخضار في المدن العراقية ليكون جوابك: لا
شيء!
قبل سنين أطلقت التصاميم الكبيرة لمجلس الوزراء واليوم أطلق التعاقد
مع العراقية زها حديد لتنفيذ مبنى مجلس النواب العراق وأطلق مشروع
بسماية السكني.. ولكن حتى اللحظة لم تطلق الخطة الشاملة لتطوير أسواق
الخضار العراقية التي تعاني ما تعانيه من تخبط وجهل.. وفي تلك المناسبة
نقول: ما الضير في طرح موضوع الأسواق العراقية كمشاريع تخرج لطلبة
الجامعات العراقية من طلاب الهندسة المعمارية ويتم تنفيذ المشاريع من
قبل الموازنات لكل محافظ على حدة...!
نحن في بعض الأحيان تبهرنا المستشفيات السعودية من حيث النظافة
والتنظيم والقابليات الطبية الموجودة هناك ومع ذلك تم إكتشاف أول حالة
من هذا المرض في مدينة جدة حينما تمكن الأطباء من عزل الفايروس ومع ذلك
فالسعودية ابتليت بأكبر عدد من المصابين بهذا المرض حيث وصل عددهم
اليوم الى 511 حالة.
وفي تصريح للسيد مدير الصحة العامة محمد جبر، لأحد المواقع
الإخبارية، إن "منظمة الصحة العالمية لا تحدد أي إجراءات على المنافذ
الحدودية لمواجهة المرض، كون الفايروس المسبب له لا يعرف الحدود"،
مشددا على "أهمية توعية المواطنين بالإجراءات البسيطة للوقاية". عليه
فإن التوعية المستمر والرقابة الشديدة للمناطق التي يتوقع ظهور المرض
والتي نعتقد جازمين بأن أسواقنا أهمها على الإطلاق تستوجب إجراء سريع
وفوري في معالجة تلك البؤر القاتلة من المناطق الآسنة والموبوءة بأشد
أنواع الجراثيم فتكاً بأبناء شعبنا.. وقنا الله شر المرض، وحفظ الله
العراق.
zzubaidi@gmail.com
...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة
النبأ المعلوماتية |