إيران في الخليج... تقارب براغماتي يعيد فتح الملفات الشائكة!

 

شبكة النبأ: ربما الإعلانات المتبادلة بين السعودية وإيران حول لقاءات قريبة قد تقود لتفاهمات سياسية تعيد فتح الملفات الشائكة تمهيداً لحلها او تحييدها فاجئ الكثيرين، بينما وجده اخرون امراً ضروري تأخر كثيراً عن موعده.

منطقة الشرق الأوسط التي تحولت الى برميل من البارود المشتعل، عانت مؤخراً الكثير من العنف الذي راح ضحيته مئات الالاف من المدنيين في سوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول، والتي عزاها المتابعين الى استخدام العامل الديني والطائفي في الصراعات السياسية للدول الإقليمية المؤثرة في المنطقة، وبالتالي حذرو من تحول منطقة الشرق الأوسط الى "ثقب اسود" يجذب المقاتلين والمتطرفين لصراع قد يستمر لعقود من الزمن، يعتش على الكراهة الدينية، من دون إيجاد حل قد يطفئ هذه الحرائق التي قد تشتعل في كل مكان.

ويبدو ان تحول السعودية وإيران الى فتح نافذه للحوار السياسي، قد تكون مقدمة لتحجيم هذه الظاهرة التي باتت تطرق أبواب البلدين، إضافة الى مصالحهم الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة. 

وقد اشارت بعض التسريبات لمسؤولين من البلدين، ان حوارات وجولات سرية سبقت الإعلان الرسمي للسعودية، انطلقت منذ تولي الرئيس روحاني الرئاسة في ايران، وقد شملت هذه المباحثات اغلب الملفات العالقة بين البلدين، بما فيها لبنان والعراق والبحرين واليمن وسوريا، إضافة الى الملف النووي الإيراني، كما اشارت مصادر مطلعة الى زيارة أوباما الى السعودية في اذار مارس الماضي، جاءت لحث السعودية للجلوس على طاولة المفاوضات والحديث مع الإيرانيين وحل قضاياهم بصورة مباشرة.

فقد نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية قوله إن طهران لم تتلق دعوة مكتوبة لكي يزور وزير خارجيتها السعودية إلا أن هذه الزيارة على جدول أعمال إيران.

والسعودية من الداعمين الرئيسيين لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون قوات الرئيس السوري بشار الأسد الحليف الوثيق لإيران، ونقلت الوكالة عن عبد اللهيان قوله "لم يتم تسلم دعوة مكتوبة، لكن زيارة بين وزيري خارجية البلدين على جدول أعمال الجمهورية الإسلامية"، وأضاف "نرحب بإجراء محادثات والاجتماع مع الرياض لحل مشاكل المنطقة وإزالة سوء التفاهم والنهوض بالعلاقات الثنائية".

وأبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني نهجا تصالحيا تجاه جيران الجمهورية الإسلامية منذ تولي منصبه العام الماضي لكن ظريف لم يزر السعودية بعد رغم أنه زار دولا خليجية أخرى، وسيكون للتقارب بين البلدين تداعيات عبر الشرق الأوسط ومن المحتمل أن يهدئ الصراعات السياسة والعسكرية في سوريا والعراق ولبنان والبحرين واليمن، وقال عبد اللهيان في أبريل نيسان أنه يأمل في إجراء محادثات خلال شهر تقريبا مع السعودية للحديث عن الخلافات بين البلدين بشأن الشرق الأوسط.

وكانت السعودية قد رحبت في وقت سابق، وبحذر، باتفاق جنيف معتبرة أنه يمكن أن يشكل "خطوة أولية نحو حل شامل" للبرنامج النووي الإيراني إذا "توفر حسن النوايا"، وفي زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسعودية، أكد مسؤول أمريكي على أهمية هذه الزيارة وقال "أعتقد أنه كان من المهم الحصول على فرصة للقدوم لرؤية الملك وجها لوجه وتوضيح مدى إصرار الرئيس على منع إيران من امتلاك سلاح نووي".

وكان الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السابق قد قال في وقت سابق في مؤتمر أمني في العاصمة البحرينية المنامة، إنه ينبغي لدول الخليج أيضا أن تكون مستعدة لأي نتيجة محتملة لمحادثات إيران النووية مع القوى العالمية.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض إن المملكة وجهت دعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارتها موضحا أن الرياض على استعداد "للتفاوض" مع طهران، وأضاف خلال مؤتمر صحافي على هامش منتدى التعاون بين العالم العربي وآسيا الوسطى "نرغب في استقباله فإيران جارة لدينا علاقات معها وسنجري مفاوضات معها".

وتابع الفيصل "سنتحدث معهم وإذا كانت هناك خلافات نأمل أن تتم تسويتها بما يرضي البلدين، كما نأمل أن تكون إيران ضمن الجهود المبذولة لجعل المنطقة آمنة ومزدهرة وألا تكون جزءا من مشكلة انعدام الأمن في المنطقة"، وأشار إلى التعبير عن الرغبة في إعادة الاتصالات بين البلدين عبر عنها الرئيس الإيراني (حسن روحاني) ووزير الخارجية (جواد ظريف)"، وأضاف "لقد أرسلنا دعوة لوزير الخارجية لزيارة السعودية لكن العزم على القيام بالزيارة لم يتحول إلى واقع بعد، لكننا سنستقبله في إي وقت يراه مناسبا" للمجيء.

ويسود التوتر العلاقات بين البلدين منذ قيام الثورة الإسلامية في طهران العام 1979 لكنه تفاقم في الأعوام الماضية بسبب النزاع في سوريا خصوصا، فإضافة إلى أن طهران تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فإنها تعتبر الداعم الرئيسي لحزب الله الشيعي اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري ضد المعارضين المسلحين، وتدعم السعودية علنا بعض أطراف المعارضة السورية. بحسب رويترز.

وتتزامن الدعوة التي وجهتها الرياض إلى طهران مع بدء القوى الغربية وإيران في فيينا مفاوضات حول برنامجها النووي، وفضلا عن الملفين النووي والسوري، لا تنظر السعودية بعين الرضى إلى ما تصفه بأنه "تدخلات" إيران في البحرين والعراق واليمن المحاذية كلها للمملكة من الشرق والشمال والجنوب.

وقال أنوش احتشامي مدير برنامج الصباح للعلاقات الدولية في جامعة دورام في بريطانيا "المسألة مسألة وقت قبل أن يقبل ظريف الدعوة ويذهب إلى الرياض، إنها مسألة تنسيق في بلاده مع الزعيم، ولكن من المحتم أن يذهب ومن المهم أن يذهب"، وأضاف "السعوديون يتحدونه ويقولون، تعال".

ولكن المسؤولين السعوديين ما زالوا متشككين ويتهمون إيران بأنها "قوة احتلال" في سوريا حيث يقولون إن الأسد يقوم بأعمال قتل جماعية ضد السكان المدنيين من خلال الغارات الجوية على مناطق مدنية، وأعرب الأمير سعود عن الأمل في أن تصير طهران جزءا من الجهود الرامية لجعل المنطقة آمنة وتنعم بالرخاء بأقصى قدر ممكن وألا تكون جزءا من المشكلة، وحالة انعدام الثقة بين البلدين لها أصول حيث ما زالت الأسرة الحاكمة في المملكة تخشى أن يبقى رجال الدين الإيرانيون مصممين على تصدير الثورة الإيرانية للشرق الأوسط.

وتعتبر القيادة الإيرانية الرياض لعبة بيد أعدائهم الأمريكيين وما زالت غاضبة من دور السعودية في دعم العراق خلال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثمانية أعوام، وقال عبد العزيز الصقر رئيس تحرير مركز بحوث الخليج وله مقر في جدة وجنيف إن الأمر ليس تقاربا في العلاقات، فجميع القضايا ما زالت قائمة، والتدخل (الإيراني) الذي رأيناه سيطرح كله على الطاولة، لكن من الأفضل مقابلة الطرف الآخر لمعرفة هامش التوصل لتسوية".

وظلت الزيارات الرسمية بين المسؤولين في البلدين نادرة ولكن وجود المقدسات الإسلامية في المملكة أتاح في بعض الأحيان للقادة الإيرانيين أن يقوموا بجهود دبلوماسية بين الحين والآخر أثناء الحج، والتقى الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد الذي اعتبرته الرياض مصدرا لكثير من التوتر بين البلدين الملك السعودي عبد الله أثناء قمة إسلامية في مكة عام 2012.

وأجلس العاهل السعودي أحمدي نجاد إلى يمينه أثناء استقباله زعماء الدول الإسلامية الأخرى في بادرة لتلطيف الأجواء هدفها إظهار أن السعودية تريد تخفيف التوتر مع إيران وتخفيف الانقسامات الطائفية في المنطقة.

تباين التقديرات

الى ذلك تباينت التقديرات حول نتائج الدعوة السعودية إلى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لزيارة المملكة والإعراب عن رغبة الرياض في إعادة التواصل مع طهران، إذ نفت الخارجية الأمريكية علمها بالقضية، رافضة التعليق عليها، في حين توقع محللون أن تكون المباحثات بحال حصولها بداية للاتفاق، أو للمواجهة.

أما جمال خاشقجي، مدير عام قناة "العرب" الاخبارية والكاتب السياسي فقد قال في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر، إن "لدى الإيرانيين خطة لحل الأزمة السورية أهم نقاطها التي يمكن أن توافق عليها المملكة وقف إطلاق النار، وأسوأها اجراء انتخابات بوجود (الرئيس السوري) بشار (الأسد)". بحسب سي ان ان.

ولم يبد خاشقجي الكثير من التفاؤل حيال الاتصالات السعودية الإيرانية، قائلا إنها "قد تبدأ ولكن لن تفضي إلى شيء فلا المملكة تخلت عن سوريا ولا إيران تخلت عن بشار، وسوريا هي بداية الاتفاق او المواجهة"، وقالت بساكي، ردا على سؤال حول الدعوة السعودية لوزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف: "لقد رأيت التقارير حول هذه القضية، ولكن ليس لدي تعليق محدد، كان هناك تقارير مشابهة في الماضي، وعلينا الانتظار لرؤية ما سيحصل".

ونفت بساكي أن تكون واشنطن قد لعبت دورا في تخفيف حدة التوتر بين السعودية وإيران، كما نفت علمها بإمكانية أن يؤثر هذا النوع من اللقاءات على المفاوضات الخاصة بالملف النووي الإيراني، رافضة تقديم المزيد من التفاصيل أو "التكهنات" حول مستقبل هذا الملف.

أما في طهران، فقد تضاربت المواقف تجاه الدعوة السعودية، إذ قال مساعد وزارة الخارجية في الشؤون العربية والافريقية، حسين أمير عبداللهيان، إن وزير "الخارجية لم يتسلم بعد دعوة خطية" من السعودية، ولكنه أشار مع ذلك إلى وجود لقاء يجمع وزيري الخارجية مدرج على جدول أعمال الجمهورية الاسلامية الإيرانية، وأعرب عبداللهيان عن ترحيبه بـ"المباحثات واللقاءات التي تضفي إلى حل مشاكل المنطقة وإزالة سوء الفهم وتطوير العلاقات الثنائية."

وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، بعد اجتمع مجلس الوزراء الإيراني، إن الحكومة "تسعى إلى تطوير العلاقات مع دول الجوار، وبما أن تعزيز العلاقات وأواصر حسن الجوار مع المملكة العربية السعودية سيكون لصالح المنطقة، فإن الحكومة عازمة على تطوير العلاقات مع السعودية لخدمة مصالح البلدين."

التهديدات المشتركة

في سياق متصل حثت الولايات المتحدة السعودية ودول الخليج الأخرى على توحيد الصف لمواجهة التهديدات المشتركة مثل إيران في الوقت الذي تواجه فيه هذه الدول صعوبات لتجاوز الخلافات بشأن دعم قطر لجماعة الاخوان المسلمين في مصر، وقال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل خلال كلمة في افتتاح اجتماع وزراء دفاع مجلس التعاون الخليجي "التحديات الأمنية الأكثر إلحاحا تهدد المنطقة بأكملها وتحتاج لرد جماعي"، وأضاف "هذا هو النهج الذي يجب أن تستخدمه المنطقة للتعامل مع التهديدات التي تمثلها إيران".

ووصل هاجل الى جدة واجتمع مع مسؤولين سعوديين كبار بينهم ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز والأمير سلمان بن سلطان نائب وزير الدفاع، وتخشى معظم دول مجلس التعاون الخليجي الست (وهي السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان) من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط لكن تعاملها مع إيران تراوح بين عداء مبطن وتعاملات دبلوماسية، ولكن المساعي التي تقودها السعودية (أكبر غريم لإيران في المنطقة) لتكوين جبهة موحدة ضد طهران تعثرت بسبب انقسام لم يسبق له مثيل داخل مجلس التعاون الخليجي بسبب دعم قطر للإخوان المسلمين.

ورغم أن الخلاف دفع السعودية والبحرين والإمارات لسحب سفرائهم من قطر في أوائل مارس آذار فان دول الخليج تسعى فيما يبدو لإصلاح العلاقات بتشجيع من واشنطن، وفي أبريل نيسان اتفقت الدول على سبل تنفيذ اتفاق أمني، وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن الرياض وجهت الدعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة الرياض مما يلمح إلى احتمال ذوبان الجليد بين السعودية وإيران وسط خلافات بشأن عدد من القضايا من بينها الصراع في سوريا. بحسب رويترز.

وعلى غرار القوى الغربية يشتبه مسؤولون سعوديون في أن إيران تسعى لتطوير قدرات انتاج قنبلة نووية الأمر الذي تنفيه طهران، ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية لشؤون الدول العربية والأفريقية قوله إن طهران لم تتلق دعوة مكتوبة من السعودية لكن زيارة بين وزيري خارجية البلدين مدرجة على جدول أعمال إيران، ويأتي اجتماع الولايات المتحدة ودول الخليج بينما يجتمع مفاوضون من إيران والقوى الست التي تشمل الولايات المتحدة في فيينا لإجراء محادثات تهدف للتوصل لاتفاق نهائي بحلول يوليو تموز لحل الأزمة بشأن طموحات إيران النووية.

وقال هاجل ان تكثيف التعاون العسكري يمكن أن يساعد دول الخليج ليس للتصدي لإيران فحسب وإنما ايضا لمواجهة المتشددين والتحديات الأخرى، واقترح هاجل عددا من الخطوات البسيطة لتعزيز الدفاع البحري والجوي والرقمي مثل إنشاء مبادرة مشتركة للدفاع الالكتروني بين واشنطن ودول مجلس التعاون الخليجي.

كما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لطمأنه السعودية ودول الخليج الأخرى التي يساورها القلق من تقارب الولايات المتحدة مع ايران، وقال هاجل "رغم أننا نفضل بشدة حلا دبلوماسيا فان الولايات المتحدة لا تزال على موقفها وجاهزة لضمان ألا تحصل إيران على سلاح نووي وأن تلتزم إيران بشروط أي اتفاق محتمل".

وقال وزير الدفاع الأمريكية، تشاك هيغل، إن بلاده ملتزمة بأمن دول الخليج ولن تساوم عليه في صفقة تتعلق بالملف النووي الإيراني، واستعان بكتاب ابن المقفع "كليلة ودمنة" من أجل التأكيد على أهمية "التعاون من أجل البقاء" وحض نظرائه وزراء دفاع دول الخليج على إجراء تنسيق دفاعي مشترك ونشر السلام والاستقرار لمواجهة "التهديد الإيراني."

وقال هيغل، في كلمته خلال اجتماع مع وزراء دفاع دول الخليج، إن التعاون مع دول الخليج وضمان "الوجود القوي للجيش الأمريكي" في المنطقة من بين أولويات الإدارة الأمريكية، مضيفا أن في الخليج قرابة 35 ألف جندي ضمن الأسطول الأمريكي الخامس، إلى جانب مجموعة من أحدث الطائرات المقاتلة وأجهزة الرصد والدفاع الصاروخي.

وشدد هيغل على أن الولايات المتحدة "ملتزمة بشدة بالتعاون الدفاعي مع دول الخليج"، ولكنه لفت أيضا إلى أهمية العمل على تقوية القدرات الدفاعية الخليجية بشكل مشترك من أجل مواجهة التهديدات المشتركة، مضيفا أن ذلك يتجاوز الشق الدفاعي ليصل إلى ما يتعلق بالاستقرار والسلام، وهي الطرق التي قال إنها الأفضل من أجل "مواجهة التهديد الإيراني".

وأكد هيغل على أن بلاده لن تقايض الأمن الإقليمي لدول الخليج بالملف النووي الإيراني، مضيفا أن التزامها بالأمن الخليجي "لن يتزعزع" وستحرص على ألا تحصل إيران على سلاح نووي وأن تحترم الاتفاقيات التي قد توقع معها، وبحسب الوزير الأمريكي، فإن واشنطن (وبصرف النظر عن التفاهم المحتمل مع إيران) ستواصل تحميل طهران مسؤولية تصرفاتها التي تضر باستقرار المنطقة، محذرا في الوقت نفسه من خطر تنظيم "داعش" في العراق ومن تطور الأحداث في سوريا، قائلا إن الأزمة في ذلك البلد يجب أن تحل عبر المسار السياسي.

وختم هيغل بالقول: "الكتاب العربي المعروف، كليلة ودمنة، يشرح لما أهمية تعاون الأصدقاء من أجل البقاء، وهذه هي روحية اجتماعنا اليوم، وعليها أن توجه جهودنا خلال السنوات المقبلة لبناء مستقبل يعمه المزيد من الازدهار والسلام".

وبعد الاجتماع، قال هيغل، في تصريحات نقلها موقع وزارة الدفاع الأمريكية، إن اللقاء شهد مناقشات تتعلق بأهمية دعم المعارضة السورية، وخاصة المعتدلة، وجرى الاتفاق على "تكامل المساعدات بين أمريكا والخليج،" دون أن يوضح طبيعية ذلك التكامل، خاصة وأن واشنطن كانت قد أعربت مرارا عن رفضها تسليح المعارضة السورية، في حين تشير تقرير إلى تلقي المقاتلين السوريين لدعم عسكري خليجي.

وقال ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي يشغل منصب وزير الدفاع أيضا، أمام نظرائه الخليجيين أو من يمثلهم في الاجتماع في قصر المؤتمرات بجدة "نجتمع اليوم في ظروف بالغة الأهمية وتهديدات متنامية لأمن واستقرار المنطقة ما يحتم علينا تنسيق المواقف والسياسات والخطط الدفاعية لدولنا تجاه كل مستجد أو طارئ".

وأضاف أن التحديات الأمنية "سواء كان مصدرها أزمات داخلية أو تطلعات غير مشروعة لبعض دول المنطقة لها تداعيات ليس على دول المجلس فحسب وإنما على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي".

واعتبر الأمير سلمان أن هذا "يجعل مسؤولية أمن الخليج مشتركة بين دول المجلس والمجتمع الدولي، ونخص بالذكر الولايات المتحدة نظرا للترابط الاقتصادي والأمني والتزامها الدائم بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة"، وقال إن "تحديات أمنية عديدة وخطيرة برزت في السنوات الأخيرة في منطقتنا العربية".

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي أبقت حتى 2009 على قوة عسكرية مشتركة باسم "درع الجزيرة" تمركزت في حفر الباطن شمال شرق السعودية، إلا أن هذه القوة انتهت في 2009، لكن دول الخليج احتفظت بقيادة موحدة بإمكانها أن تقرر إرسال قوات بناء على الحاجة لذلك، كما حدث ربيع 2011 عندما توجهت قوات سعودية وإماراتية وكويتية إلى البحرين إبان الانتفاضة التي قادها الشيعة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 18/آيار/2014 - 17/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م