العراق ودوامة العنف... هل بات الحسم العسكري قريباً؟

شبكة النبأ: تستمر المواجهة بين القوات الأمنية والتنظيمات الإرهابية في العراق، مستهدفةً المدنيين بصورة أساسية، ومركزة عملها المتطرف على المناطق التي يسكنها الغالبية من المسلمين الشيعة، للعب على الوتر الطائفي، لإرجاع العراق الى "الفتنة المذهبية" التي حدثت بعد استهداف مرقد العسكريين في سامراء، وما تلاها من اقتتال وفوضى استمرت لأعوام، بحسب المحللون.

وقد أعطت محاصرة الفلوجة من قبل القوات الأمنية، لتحجيم دور تنظيم داعش المتطرف الذي نشط هناك بفعل عوامل خارجية وداخلية، ذريعة أخرى للمقاتلين المتشددين وامراء الحرب، لتنفيذ عمليات ذات طابع ديني ومناطقي محدد، في سياق انتقامي لإجبار الحكومة على التراجع عن خطط اقتحام الفلوجة والمناطق المحيطة بها، والتي اقتربت من نهاياتها بحسب تصريحات لسياسيين وقادة امنيين مطلعين على سير العمليات فيها.

ويرى اغلب المحللين، ان مسالة الحسم العسكري في الانبار بات امراً ضرورياً، سيما وان الانتخابات قد أجريت في موعدها المحدد، ولم يعد هناك مبرر سياسي لتأخيرها.

كما ان الظروف الدولية مؤاتية لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد التنظيمات الارهابية المتواجدة فيها، بعد ان دعمت المنظمات الدولية والدول الكبرى وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ما أسمته حرب العراق ضد الإرهاب، والذي جاء متزامناً مع صفقات الأسلحة والتدريب الذي وافقت الولايات المتحدة على المباشرة به لمساندة الجهد الحكومي.  

ويبدو ان التفاهمات الإقليمية والدولية سوف تشجع على ممارسة المزيد من الضغط العسكري تجاه تنظيم القاعدة والحركات التابعة له، خصوصاً وان هناك عمليات ضخمة تجري متزامنة في اليمن وسوريا والعراق، وربما قريباً في ليبيا، كما يرى متابعون.

في الوقت نفسه يرى مراقبون آخرون أن الإرهاب في العراق يجسد حربا بالوكالة تحمل بصمات اقليمية أشعل فتيل الحرب الطائفية من جديد،  وتعمل القاعدة على تغذية العنف في العراق باستغلال الأزمة التي تمر بها السورية لنقل عناصر القاعدة الى العراق، ولتعيد الحياة لممارساتها الإرهابية، لذا يرى الخبراء الأمنيين انه يجب التعامل مع المأزق الامني بعناية شديدة، من خلال الحكمة السياسية، لكنها ستكون صعبة التنفيذ في البيئة السياسية الحالية.

عنف طائفي

فقد قتل عشرة اشخاص على الاقل واصيب أكثر من اربعون بجروح في سلسلة تفجيرات بست سيارات مفخخة استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية في بغداد، حسبما افادت مصادر امنية وطبية، وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل ثمانية اشخاص واصابة ثلاثين اخرين بجروح في هذه الهجمات.

وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة رفض الكشف عن هويته ان "ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب عشرة بجروح في انفجار سيارتين مفخختين عند مديرية شرطة المرور في منطقة البلديات، في شرق بغداد"، واضاف "قتل رجل وامرأة واصيب ثمانية بجروح في انفجار سيارة مفخخة في مدينة الصدر" ذات الغالبية الشيعية في شرق بغداد.

وتابع "قتل ثلاثة من المارة واصيب 11 بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة جميلة" في شمال شرق بغداد، وفي هجوم اخر بانفجار سيارة مفخخة رابعة، قتل شخص واصيب ستة بجروح في منطقة الكرادة، في وسط بغداد، وفقا للمصدر نفسه، واضاف ان شخصا قتل واصيب تسعة بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة اور، في شمال شرق بغداد، واكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة الضحايا. بحسب فرانس برس.

كما قتل 11 زائرا شيعيا وأصيب 21 آخرين قرب بلدة بلد شمال بغداد حين كانوا عائدين من سامراء، واستهدف مسلحون الحافلة التي كان تقل الزوار بعبوة ناسفة قبل أن يهاجموها بالأسلحة، وتشهد هذه المنطقة، التي تنشط فيها القاعدة وداعش، هجمات متواصلة تستهدف الزوار الشيعة،

فيما قتل ثمانية أفراد من عائلة واحدة في منطقة تسكنها غالبية سنية جنوب العاصمة العراقية، بحسب ما أفادت مصادر أمنية، وقال ضابط برتبة مقدم في الشرطة إن "عبوة ناسفة استهدفت حافلة تقل زوارا شيعة قرب بلد (70 كلم شمال بغداد) وتبعها هجوم مسلح على الحافلة قبل أن تتدخل قوة من الجيش وتتبادل إطلاق النار مع المسلحين".

وأوضح المصدر الأمني أن "11 من الزوار الشيعة الذين كانوا في طريق عودتهم من سامراء (110 كلم شمال بغداد) قتلوا في هذا الهجوم بينما أصيب 21 شخصا آخر بجروح"، وأحيا الزوار الذين قدموا من مدينة العمار (305 كلم جنوب بغداد) ذكرى وفاة الإمام علي الهادي، الإمام العاشر لدى الشيعة الإثني عشرية، في سامراء.

وتشهد هذه المنطقة هجمات متواصلة تستهدف الزوار الشيعة، إذ ينشط فيها تنظيم القاعدة والتنظيمات المتشددة الأخرى وعلى رأسها "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، وأدى تفجير ضريح الإمامين العسكريين في سامراء عام 2006 إلى حرب طائفية أهلية في العراق استمرت حتى العام 2008 وقتل فيها الآلاف.

الى ذلك أفادت مصادر أمنية أن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه في مدخل كلية دينية في شمال شرق العاصمة العراقية بغداد، ما أسفر عن مقتل 4 من حراس الكلية وجرح 16 آخرين، واستهدف الهجوم مجمع كلية الأمام الكاظم في حي أور شمال شرق بغداد، وتقول السلطات العراقية إن حراس الكلية تمكنوا من قتل ثلاثة مهاجمين آخرين حاولوا اقتحام مبنى الكلية، وكانت محطة تلفزيون العراقية قالت في خبر عاجل إن "عمليات بغداد تؤكد أن القوات الأمنية نجحت في إحباط هجوم انتحاري بحزامين ناسفين في كلية الإمام الكاظم في حي أور.

ويشهد العراق يوميا العديد من عمليات العنف والاغتيالات التي يروح ضحيتها مئات الاشخاص شهريا، بيد ان مراسلين يقولون إن الهجمات التي تستهدف الجامعات والمدارس نادرة نسبيا، وافادت مصادر أمنية بانفجار سيارتين مفخختين في محافظتي بابل والمثنى جنوب العاصمة العراقية.

إذ قتل مدنيان وإصيب 16 شخصا آخر في انفجار سيارة مفخخة ركنت قرب مطعم في منطقة المسيعدة عند المدخل الشمالي لمحافظة المثنى في جنوب العراق، وأفاد مصدر في شرطة محافظة بابل وسط العراق بمقتل ثلاثة مدنيين وإصابة أربعة آخرين بانفجار سيارة مفخخة مركونة في القرية العصرية في بلدة الاسكندرية شمال المحافظة.

استهداف القوات الامنية

فيما قال مسؤولون عسكريون إن مسلحين في شمال العراق نصبوا كمينا لقافلة تابعة للجيش العراقي وخطفوا 20 جنديا على الأقل ثم قتلوهم بالرصاص في الرأس، ونصب المسلحون الكمين قرب منطقة عين الجحش في محافظة نينوى الشمالية وهي من أكثر المناطق اضطرابا في العراق ويمر بها جزء كبير من خط لأنابيب النفط من الحقول النفطية في كركوك إلى دولة تركيا المجاورة.

وقال مسؤولون أمنيون إن مسلحين كانوا يرتدون الزي العسكري ويقودون عربات تابعة للجيش -استولوا عليها في هجمات سابقة على ما يبدو- نصبوا الكمين للقافلة وخطفوا المجندين وقتلوهم جميعا بعد ذلك بساعات، وقال ضابط في الجيش من نفس لواء الجنود القتلى "لقد تمت مفاجئة الجنود وأدركوا متأخرين جدا بأن عجلات الهمر كان يقودها إرهابيون وليس رفاقهم".

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن القتل لكن متشددين من بينهم مقاتلو جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام ينشطون بقوة في نينوى الواقعة على الحدود مع سوريا، وقال ضابط في الجيش بالموصل "جثث جميع الجنود كانت تحمل آثار اطلاقات نارية في الرأس، لقد تم اعدامهم جميعها وهذا العمل هو من بصمات مجاميع داعش" في إشارة إلى جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، وألقى ضابطان آخران بالمسؤولية أيضا على الجماعة.

الولايات المتحدة في خط المواجهة

من جانبه قال مسؤول إن الولايات المتحدة ستستأنف تدريب جنود من القوات العراقية الخاصة في الأردن وذلك مع سعي واشنطن لزيادة دعمها للحكومة العراقية في حربها على المسلحين الإسلاميين، وأضاف المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية الذي طلب عدم نشر اسمه أن عددا صغيرا من أفراد القوات الخاصة الأمريكية سيشارك في التدريب الذي سيجرى في الأردن مع قوات عراقية لمكافحة الارهاب ويبدأ في أوائل يونيو حزيران.

وقال المسؤول إن هذا البرنامج يشابه دورة تدريبية تمهيدية لمكافحة الإرهاب أجرتها القوات الأمريكية مع قوات أردنية وعراقية في الأردن في وقت سابق من هذا العام وسيشارك فيها 50 جنديا من الولايات المتحدة والعراق والأردن في المجمل، وقال المسؤول "الدولة الإسلامية في العراق والشام عدونا وعدو العراق ونريد الاستمرار في مساندته في هذه المعركة"، وتستلهم هذه الجماعة فكر القاعدة وتنشط في العراق وسوريا.

ويشير التدريب الإضافي على مكافحة الارهاب إلى استمرار مخاوف حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن العنف المتزايد في العراق حيث عاد سفك الدماء الى مستويات لم تحدث منذ ذروة الصراع الطائفي الذي أعقب الغزو الأمريكي في عام 2003، ويسلط التدريب الضوء أيضا على مخاوف من انشطة المتطرفين في مختلف أنحاء المنطقة ويعتقد مسؤولون إن الحرب في سوريا تذكي هذه الأنشطة.

وتقدم إدارة أوباما أيضا للعراق أسلحة متطورة مثل طائرات الهليكوبتر الهجومية من طراز أباتشي لمساعدة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، وتزيد إدارة أوباما أيضا عدد ضباط المخابرات في العراق وتدرس كيفية مواجهة العنف المتزايد لجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وقال مسؤولين أمريكيين في يناير كانون الثاني انهم يدرسون تدريب قوات خاصة عراقية في دولة ثالثة، وكانت استجابة واشنطن لتصاعد العنف والتوترات الطائفية في العراق محدودة نظرا لعدم الرغبة في زيادة تمكين المالكي الذي يقول منتقدوه إنه يستأسد على معارضيه وإحجام الولايات المتحدة عن مشاركة الجنود الأمريكيين مرة أخرى في صراع بالشرق الأوسط، ويأتي التدريب في إطار مساعدات أمنية إضافية تستطيع الولايات المتحدة تقديمها دون القيام بأنشطة عسكرية أكبر داخل العراق وهو ما يتطلب توقيع اتفاقية بشأن وضع القوات. بحسب رويترز.

بينما قالت مصادر في الحكومة الأمريكية إن الولايات المتحدة تزيد عدد ضباط المخابرات في العراق وتعقد اجتماعات عاجلة في واشنطن وبغداد للتوصل الى سبل لمواجهة العنف المتزايد الذي يمارسه مسلحون إسلاميون، وقال مسؤولان في الحكومة الحالية ومسؤول أمريكي سابق مطلع على الأمر إن فريقا رفيع المستوى من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في العراق حاليا لتقييم المساعدة المحتملة للقوات العراقية في معركتها ضد الجهاديين من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي تستلهم نهج القاعدة.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن جماعة (داعش) التي تسعى لتطبيق تفسير متشدد للشريعة الإسلامية في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق تتمتع بسيطرة على أراض تمتد من محافظة الأنبار بغرب العراق الى شمال سوريا كما أن لها وجودا في بعض المناطق قرب بغداد، وقال مصدر حكومي طلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع إن كبار المسؤولين السياسيين الأمريكيين اجتمعوا في واشنطن لبحث الطرق المحتملة لمواجهة تردي الوضع الأمني في العراق، ولا يعلم المصدر بنتيجة الاجتماع، وأحجمت المتحدثة باسم البيت الأبيض بيرناديت ميهان عن التعليق.

وتبرز الاجتماعات ما يمثله اضطراب العراق من تحد في مجال السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما الذي احتفل بانسحاب القوات الأمريكية قبل اكثر من عامين، وعلى الرغم من المخاوف قال مسؤولون إنه لم يتضح بعد ما اذا كان أوباما سيتعهد بتقديم موارد كبيرة في هذا الصراع، وبعد مرور أشهر على إعلان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الحرب على مسلحين سنة في محافظة الأنبار بغرب العراق تحول القتال الى أعمال وحشية تظهر في أحيان كثيرة في مقاطع فيديو وصور يلتقطها مسلحون وجنود عراقيون على حد سواء، ويقول جنود عراقيون إنهم يخوضون معركة بطيئة وخبيثة ضد (داعش) وجماعات سنية أخرى في مدينة الرمادي وحول الفلوجة القريبة.

وقال مسؤول أمريكي سابق ومسؤولان أمريكيان حاليان إن عدد ضباط المخابرات الأمريكية في بغداد بدأ يزيد بالفعل لكن الأعداد لاتزال محدودة، وقال مسؤول سابق مطلع على المسألة إن العدد "اكبر مما سبق لكنه ليس كبيرا"، وبعد إنتهاء حرب العراق التي استمرت نحو تسع سنوات فإن خيارات الولايات المتحدة العسكرية محدودة داخل البلاد، ولايزال نحو 100 من أفراد الجيش الأمريكي موجودين للإشراف على مبيعات الأسلحة والتعاون مع قوات الأمن العراقية.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الحكومة الأمريكية سارعت بإرسال نحو 100 صاروخ هيلفاير وبنادق إم4 وطائرات استطلاع بدون طيار و14 مليون طلقة ذخيرة للجيش العراقي منذ يناير كانون الثاني، وكان الجيش الأمريكي قبل انسحابه يدرب ويسلح وينفذ عمليات مع القوات العراقية الخاصة.

وقال المسؤول الأمريكي السابق إن مسؤولين من القيادة المركزية في البنتاجون يعملون عن كثب مع الجيش العراقي لكنهم نصحوا بعدم القيام بعمليات كبرى بسبب مخاوف من أن القوات العراقية غير جاهزة لهذا النوع من الحملات، وللمسلحين وجود كبير في الفلوجة بينما تسود الرمادي حالة من الجمود حيث الأراضي مقسمة بين القوات الحكومية العراقية و(داعش) وجماعات سنية مسلحة أخرى.

وفي شهادة امام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي وصف بريت مكجيرك اكبر مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية عن شؤون العراق كيف تحركت قوافل مما يصل الى 100 شاحنة مزودة بأسلحة ثقيلة وترفع أعلام تنظيم القاعدة في الرمادي والفلوجة في رأس السنة، وقال مكجيرك إن القوات المحلية في الرمادي نجحت في نهاية المطاف في إجبار المسلحين على الانسحاب لكن الوضع في الفلوجة لايزال "اكثر خطورة بكثير.

كما تنوي الولايات المتحدة بيع اسلحة قيمتها مليار دولار للعراق في صفقة تشمل طائرات هجومية خفيفة وعربات مصفحة ومناطيد مراقبة، وتشمل الصفقة بيع العراق 24 طائرة مقاتلة هجومية خفيفة من طراز AT-6c فكسان، وهي طائرات ذات مراوح من انتاج شركة بيتشكرافت مزودة بمدافع رشاشة من عيار 50، واجهزة ملاحة متطورة وبإمكانها حمل قنابل دقيقة التصويب.

وتبلغ قيمة هذه الطائرات والمعدات والخدمات الملحقة بها نحو 790 مليون دولار، واحاطت وكالة التعاون الامني والدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الامريكية الكونغرس علما بتفاصيل الصفقة مؤخراً، وجاء في بيان اصدرته الوكالة "ان هذه الطائرات والمعدات والملحقات ستعزز قدرة القوات العراقية في اعادة الاستقرار للبلاد ومنع انتشار القلاقل الى البلدان المجاورة".

وتعتبر هذه الصفقة هي الاحدث في سلسلة من صفقات التسليح الامريكية للعراق تسعى بغداد من خلالها الى تعزيز قدرات قواتها المسلحة في مواجهة اعمال العنف المتصاعدة المرتبطة بنشاطات مسلحي تنظيم القاعدة وحلفائه الذين يستغلون الانقسام الطائفي بين الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة من جهة والاقلية السنية من جهة أخرى، وكان العراق قد وافق في السابق على شراء 36 طائرة مقاتلة من طراز ف - 16 من الولايات المتحدة.

وتشمل الصفقة ايضا 200 عربة همفي مطورة تبلغ قيمتها 101 مليون دولار اضافة الى سبعة مناطيد تستخدم في مراقبة المنشآت العسكرية وغيرها من منشآت البنية التحتية الأساسية، وتبلغ قيمة هذه المناطيد والابراج الملحقة بها حوالي 90 مليون دولار.

المالكي ينتقد السعودية

من جانب اخر انتقد رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، في مقابلة حصرية مع بي بي سي عربي السعودية وجامعة الدول العربية لمسؤوليتهما عن "إراقة الدماء في سوريا" خلال السنوات الثلاث الماضية من عمر النزاع، وقال المالكي، إن الرياض وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي يتحملون مسؤولية إثارة المتاعب في سوريا ضد ما أطلق عليه "حكومة شرعية".

وأضاف المالكي أن هناك من قال إن النظام السوري سيسقط خلال شهرين والآن مرت ثلاث سنوات ولم يسقط النظام السوري، وأوضح المالكي أن من يراهنون على الحل العسكري في سوريا لن ينجحوا في مسعاهم، وقال رئيس الوزراء العراقي إن السلاح الذي يقدم إلى المقاتلين في سوريا يذهب إلى "القتلة" في إشارة إلى بعض المجموعات المسلحة التي تقاتل في سوريا مثل "جبهة النصرة والقاعدة وداعش (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام)".

ووصف المالكي الائتلاف السوري المعارض بأنه "ائتلاف فنادق" والجيش الحر بأنه "فقاعة"، ولا وجود لهما على الأرض، وأضاف المالكي أن الذين يقاتلون في سوريا هم المتطرفون الذين تلقوا دعما من الدول المجاورة لسوريا، وقال المالكي إن "الواجب الوطني والديني والإنساني يقتضي منا أن نحارب القاعدة داخل سوريا".

ومضى المالكي للقول إن العنف الذي تشهده محافظة الأنبار في العراق يرجع جزئيا إلى السلاح الذي تمد به بعض الدول المقاتلين في سوريا ثم يجد طريقه إلى العراق، وقال المالكي إن من يراهنون على الحل العسكري في سوريا لن ينجحوا في مسعاهم، وقال المالكي إن "موقف العراق هو (الموقف) الصحيح" وليس مواقف الدول العربية أو الجامعة العربية أو مجلس الأمن، وقال المالكي إن التقارب بين الولايات المتحدة وإيران سيكون في مصلحة العراق لأن من شأنه إنهاء المواجهة في المنطقة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 18/آيار/2014 - 17/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م