شبكة النبأ: يبدو ان الازمة
الأوكرانية مع روسيا لن تقف عند حدود ضم شبه جزيرة القرم الى الأخيرة،
هذا ما ذهبت اليه تكهنات العديد من المحللين، سيما وان الأوضاع في تطور
مستمر، بعد ان أجرى الانفصاليون في مقاطعة "دونسيك" استفتاء للانضمام
الى روسيا الاتحادية، حصد ما يقارب نسبة 90% لصالح الاستقلال عن
أوكرانيا لصالح روسيا التي طالبت بتأجيل الاستفتاء حسب الموقف الرسمي
الذي جاء على لسان بوتين، لكن من دون ان يمنع مباركتها لنتائج
الاستفتاء الذي اعتبرته معبراً عن إرادة المواطنين، مما يعطي إشارة
واضحة لمقاطعات أخرى في الشرق للقيام بخطوات مشابه.
الاتحاد الأوربي وحلفه العسكري وأوكرانيا لم تتأخر في الرد، فقد هدد
الجميع روسيا مطالباً إياها بالكف عن ممارساتها التي زعزعت الامن وشجعت
حركات التمرد والانفصال في كييف، كما أكد حلف شمال الأطلسي ان الحلف لن
يتردد في الرد ضد أي عدوان روسي تجاه أوكرانيا، وهو تصور اوربي
للسيناريو الأسوء في حال حصوله، فيما ادانت الولايات المتحدة الامريكية
زيارة بوتين الأخيرة الى شبه جزيرة القرم وعدتها استفزازية.
روسيا بدورها لم تتوانى في الرد التهديد، متخذتاً الموقف الاقتصادي
الضعيف الذي تعاني منه حكومة كييف، وتراكم الديون لشركات الغاز الروسية،
بعد ان هددت بقطع امدادات الغاز في حال لم يتم ايفاء الديون المتراكمة،
كما ان العديد من القطعات العسكرية الجاهزة للتدخل منتشرة على طول
الحدود الشرقية مع أوكرانيا، فيما نفى وزير خارجية روسيا أي تدخل من
قبل الحكومة الاتحادية في دعم الانفصاليين، لكنها حذرت الحكومة من
استخدام العنف مع المتظاهرين او المطالبين بحقوقهم.
في سياق متصل أعلن أحد قادة الانفصاليين في مقاطعة "دونيتسك"
الأوكرانية، طلب الإقليم الواقع في جنوب شرق الجمهورية السوفيتية
السابقة، الانضمام إلى روسيا، وذلك بعد يوم من الاستفتاء الذي أجري على
استقلال الإقليم، في وقت سابق، وقال دينيس بوشيلين، الذي نصبه
انفصاليون موالون لروسيا، زعيماً لما يُعرف بـ"جمهورية دونيتسك
الشعبية"، إنه بعد "إعلان جمهورية دونيتسك، دولة ذات سيادة"، بناءً على
نتائج استفتاء 11 مايو/ أيار الجاري، فإنه سيتم التوجه بطلب إلى موسكو،
لقبول انضمامها إلى روسيا.
وبعد قليل من إعلان رئيس "لجنة الانتخابات المركزية في جمهورية
دونيتسك الشعبية"، رومان لياغين، أن 89.7 في المائة من الناخبين صوتوا
لصالح الاستقلال عن أوكرانيا، قال بوشيلين، في مؤتمر صحفي، أن "المجلس
الأعلى" هو الذي سيتولى سلطة الدولة.
في الوقت نفسه، قالت "لجنة الانتخابات المركزية" في مقاطعة
"لوغانسك"، في شرق أوكرانيا، إن 96.2 في المائة من المشاركين في
الاستفتاء، صوتوا لصالح استقلال "جمهورية لوغانسك الشعبية"، وفق ما
أورد تلفزيون "روسيا اليوم"، وفي روسيا، أعلنت الدائرة الصحفية
بـ"الكرملين"، أن "موسكو تحترم الإرادة التي عبر عنها سكان مقاطعتي
دونيتسك ولوغانسك، وتأمل أن تطبيق نتائج الاستفتاء سيجري بشكل متحضر،
دون العودة الى أعمال العنف، بل عبر الحوار بين ممثلي كييف ودونيتسك
ولوغانسك". بحسب سي ان ان.
وأضاف بيان صدر عن مكتب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي رفض
الانفصاليون الموالون لبلاده دعوته إلى تأجيل الاستفتاء، أن "موسكو
ترحب بأية جهود للوساطة، من أجل بدء الحوار، بما فيها الجهود التي تبذل
في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا."
فيما اعتبرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومة
الأوكرانية في كييف أن الاستفتاءات التي نظمها موالون لروسيا في مناطق
بشرق أوكرانيا غير شرعية، وقال موالون لروسيا إن الاستفتاءات أظهرت
تأييدا عارما للاستقلال عن أوكرانيا، لكن الولايات المتحدة وصفت
التصويت بأنه محاولة لخلق مزيد من الانقسام والفوضى في أوكرانيا.
وعبر أحد قادة المتمردين الموالين لروسيا في أوكرانيا عن مساندته
لفكرة الوحدة مع روسيا في أعقاب الإعلان عن نتائج الاستفتاء المثير
للجدل في شرق البلاد، وقال رومان لياجين، رئيس لجنة المتمردين
للانتخابات في دونيتسك إن الانضمام لروسيا "قد يكون خطوة مناسبة"،
وكانت روسيا قد دعت إلى إجراء حوار و"تطبيق" نتائج الاستفتاء، لكن
السلطات في أوكرانيا، والاتحاد الأوروبي أعلنا عدم قانونيته.
وسيفرض الاتحاد الأوروبي مزيدا من العقوبات على روسيا بسبب تصرفها
في أوكرانيا، ودعت روسيا إلى الحوار بين المتشددين وكييف بمشاركة منظمة
الأمن والتعاون في أوروبا، وقال مراسل بي بي سي في بروكسل، كريس موريس،
إن الاتحاد الأوروبي سيعلن رسميا، على ما يحتمل، إضافة شركتين في شبه
جزيرة القرم، و13 شخصية إلى قائمة العقوبات.
وتنص العقوبات على حظر السفر، وتجميد الحسابات، ويبحث وزراء خارجية
دول الاتحاد الأوروبي أيضا ما يمكن أن يكون بداية لتوسيع نطاق العقوبات
على الاقتصاد الروسي.
وندد الكرملين بما وصفه "محاولات عرقلة الاقتراع، باستخدام القوة،
بما فيها أسلحة ثقيلة، ضد المدنيين"، وعبرت السلطات الروسية عن تطلعها
إلى تطبيق نتائج الاستفتاء بطريقة حضارية، ودون إعادة لاستخدام العنف،
داعية إلى إجراء حوار بين كييف، ودونيتسك، ولوهانسك.
وأشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بعد ذلك إلى أنه لا توجد
خطط لعقد مباحثات دولية جديدة بشأن الأزمة الأوكرانية، متهما الغرب
بفرض "حصار معلومات" بشأن الأحداث في أوكرانيا، وباختلاق "أكاذيب مخجلة"،
ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الألماني، فرانك-فولتر شتاينماير
إلى كييف لدعم فكرة "الحوار" بين الأطراف المختلفة.
وكان الرئيس الأوكراني المؤقت، أولكسندر تورتشينوف، قد قال أمام
البرلمان إن "المهزلة التي يسميها الإرهابيون الانفصاليون استفتاء،
ليست سوى دعاية للتغطية على القتل والخطف، والعنف، وجرائم خطيرة أخرى"،
ووصف الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الاقتراع بأنه غير قانوني،
ورفضت عدة بلدات في المنطقتين الواقعتين في شرق أوكرانيا إجراء
الاستفتاء، الذي تم بالرغم من دعوة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى
إرجائه لتوفير ظروف مناسبة للحوار بين الأطراف.
نذر الحرب
من جهته قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أندرس فوغ
راسموسن، إن الحلف الذي يشعر بالخطر جراء التمدد الروسي شرق أوروبا
وتدخل موسكو في أوكرانيا، على استعداد للتحرك ردا على خطوات قد يقوم
بها الجيش الروسي، مضيفا أن الحلف لم يرصد ما يؤكد صحة أقوال الرئيس
الروسي عن انسحاب قواته من منطقة الحدود.
وأضاف راسموسن، أن الاستفتاء الذي أقامه الانفصاليون في منطقة
دونيتسك شرق أوكرانيا "لا يعتد به" مضيفا "هذه الاستفتاءات غير قانونية
وهي تنظم بطرق فوضوية وباستخدام أسئلة غامضة" وذلك تعليقا على
الاستفتاء الذي أعلن الانفصاليون في الشرق أنه حاز على تأييد 90 في
المائة من السكان.
وتابع راسموسن بالقول: "الأمر الوحيد الذي يمكن أن ننظر إليه نظره
قانونية هو الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو/أيار الجاري، وأنا
أحض كل الأطراف على أن تحرص على إقامة تلك الانتخابات بشكل منظم".
وحول ما إذا كانت إجراءات حلف الأطلسي المتعلقة بروسيا، والتي تتضمن
نشر المزيد من الجنود في شرق أوروبا والقيام بمناورات وطلعات جوية
كافية للجم الدور الروسي قال راسموسن "نحن ننظر في خطوات إضافية، وهذه
الخطوات قد تشمل تحديثات على خطط الدفاع الموجودة حاليا ووضع خطط جديدة
وزيادة التدريبات والتفكير بعمليات مناسبة لنشر الجنود".
وتابع بالقول "لكن مازال من المبكر تحديد طريقة وموعد القيام بذلك،
غير أننا لن نتردد بأخذ المزيد من الخطوات إذا احتاج الأمر ذلك" مضيفا
أن لدى الروس "نفوذا واضحا على الانفصاليين" في الشرق، ما يتطلب دعوة
موسكو إلى تشجيعهم على التخلي عن أسلحتهم والسير بالانتخابات الرئاسية.
بحسب سي ان ان.
وعما يتردد عن إمكانية تحرك القوات الروسية باتجاه ميناء أوديسا
الأوكراني وتحويل أوكرانيا إلى دولة دون منفذ بحري قال راسموسن: "لديهم
القدرة على القيام بذلك، فقد حشدوا قرابة 40 ألف جندي عند الحدود مع
أوكرانيا، ولديهم 25 ألف جندي في القرم، وقد رأينا أن القوات الروسية
قادرة على التحرك خلال ساعات بحال توفر القرار السياسي، ولكننا لا نعرف
ما إذا جرى اتخاذ هذا القرار أم لا"، ونفى راسموسن أن يكون حلف الأطلسي
قد لاحظ على الأرض ما يؤكد صحة إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين،
عن سحب قواته من منطقة الحدود مع أوكرانيا.
فيما أبلغ أولكسندر تيرتشينوف القائم بعمل رئيس أوكرانيا مواطني
المناطق الشرقية التي تشهد انتفاضة موالية لروسيا بأنهم سيواجهون كارثة
اذا صوتوا "بنعم" في استفتاء مزمع على الانفصال، وقد يحدد التصويت -الذي
يجري دون وجود رقابة واضحة على صحة أوراق الاقتراع أو قوائم الناخبين-
ما إذا كانت حكومة كييف المدعومة من الغرب والمناطق الشرقية الموالية
لروسيا ستتوصلان إلى تسوية أو ما إذا كانت أوكرانيا ستنزلق إلى حرب
أهلية.
ويقول الانفصاليون انهم يدافعون عن أنفسهم ضد حكومة أوكرانية
يعتبرونها "فاشية" ومناهضة لروسيا، وتتهم أوكرانيا بدعم من الولايات
المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بزعزعة استقرارها وهو اتهام تنفيه
موسكو.
بوتين يحتفل بالنصر
على صعيد اخر توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى شبه جزيرة
القرم للاحتفال بذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية
الثانية وإعلان نجاح ضم القرم من أوكرانيا التي تقول روسيا إنها باتت
تحت حكم فاشيين، وانتقدت الولايات المتحدة زيارة بوتين للقرم ووصفتها
بأنها مستفزة وكررت رفضها ضم موسكو لشبه الجزيرة المطلة على البحر
الأسود.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي للصحفيين في المؤتمر
الصحفي اليومي "هذه الزيارة مستفزة ولم يكن لها داع، القرم تخص
أوكرانيا ولا نعترف بالطبع بالخطوات غير المشروعة التي اتخذتها روسيا
في هذا الصدد"، وأدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن
زيارة بوتين للقرم التي لم تعترف القوى الغربية بضمها للأراضي الروسية
في مارس آذار كما جدد شكوكه في تأكيد بوتين أنه سحب جنوده من الحدود
الأوكرانية، ووصفت الحكومة في كييف زيارة بوتين وهي الأولى منذ ضم
القرم قبل شهرين بأنها "استفزاز" متعمد لتصعيد الأزمة.
وخلال مشاهدته لعرض عسكري في سيفاستوبول قال بوتين "أنا متأكد أن
عام 2014 سيسجل في سجلات بلادنا بأسرها بأنه العام الذي قررت فيه الأمم
التي تعيش هنا بحزم أن تنضم إلى روسيا مؤكدة على الإخلاص للحقيقة
التاريخية وذكرى أجدادنا".
وفي وقت سابق شهد بوتين أكبر عرض عسكري بمناسبة يوم النصر يقام في
موسكو منذ أعوام، وذكرت الدبابات والطائرات والصواريخ العابرة للقارات
العالم والناخبين الروس بتصميم بوتين على إحياء قوة موسكو الدولية بعد
23 عاما من انهيار الاتحاد السوفيتي، وقال بوتين في خطاب لأفراد الجيش
والمحاربين القدامى الذين تجمعوا في الميدان الأحمر "الإرادة الحديدية
للشعب السوفيتي وشجاعتهم وقدرتهم على التحمل هي التي أنقذت أوروبا من
العبودية".
وقال بوتين إن حقوق الروس بما في ذلك حقهم في تقرير المصير يجب أن
تعامل باحترام، وأضاف في احتفال في القرم "نعامل كل البلاد وكل الشعوب
باحترام، نحترم حقوقهم ومصالحهم المشروعة بما في ذلك استعادة العدالة
التاريخية وفي الوقت نفسه حق تقرير المصير"، لكن الأمين العام لحلف
الأطلسي قال "زيارته للقرم غير لائقة".
وكان راسموسن يتحدث خلال زيارة لاستونيا وهي جمهورية سوفيتية سابقة
وإحدى دول شرق أوروبا التي انضمت للحلف الذي تقوده الولايات المتحدة في
أعقاب انهيار الشيوعية للاحتماء من نفوذ موسكو، ويرى كثيرون في المنطقة
أن روسيا استعبدتهم بعد الانتصار في الحرب العالمية الثانية. بحسب
رويترز.
ورحبت الأغلبية الروسية من سكان القرم وعددهم مليونا شخص على نطاق
واسع بضم روسيا لشبه الجزيرة الذي جاء في أعقاب انتفاضة أوكرانيا،
ويعتبر كثير من الروس أن شبه الجزيرة التي أهداها زعماء سوفيت
لأوكرانيا خلال الخمسينات من القرن الماضي حق لهم، ورغم أن تحرك بوتين
لإعادة رسم حدود أوروبا أثار قلقا كبيرا في أنحاء القارة فان قادة
الولايات المتحدة وأوروبا لا يريدون عزل موسكو خوفا من تضرر اقتصاداتهم.
كما لا يتمتع خيار المواجهة المسلحة مع روسيا نيابة عن أوكرانيا
بتأييد كبير في الغرب، وأوكرانيا ليست عضوا في حلف الأطلسي كما أن
قادتها خلفوا تركة من الفساد والفقر والمؤسسات الحكومية الضعيفة.
أوروبا منقسمة
الى ذلك قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إن دول
الاتحاد الأوروبي تسعى جاهدة للاتفاق على نهج موحد لمواجهة الأزمة في
أوكرانيا على الرغم من الإدانة الكبيرة لتصرفات روسيا، وقال باروزو
الذي من المقرر أن يترك منصبه بعد ان أمضى عشر سنوات في رئاسة المفوضية
إن أزمة أوكرانيا تمثل أكبر تهديد لأمن أوروبا منذ سقوط حائط برلين وان
مخاطر زعزعة الاستقرار هي أكبر من حروب البلقان في تسعينيات القرن
الماضي.
وأضاف باروزو أن الدول الأوروبية قررت دعم أوكرانيا واظهار أن
تصرفات روسيا لا بد أن تكون لها عواقب لكنه قال إن التوصل إلى استجابة
موحدة "لا يزال جاريا" نظرا لوجهات النظر المختلفة للدول الأعضاء في
الاتحاد الأوروبي، وتتحرك دول الاتحاد الأوروبي ببطء نحو الاتفاق على
نهج أكثر صرامة بشأن تطبيق عقوبات على الشركات الروسية لكن تصريحات
باروزو تؤكد مدى صعوبة التوصل إلى أي اتفاق. بحسب رويترز.
وقد وقفت الخلافات داخل الكتلة التي ضم 28 عضوا وكثير منهم يعتمد
على إمدادات الغاز الروسي في طريق الاتفاق على تشديد العقوبات المحدودة
التي فرضت على أفرادمن النخبة الروسية، ودعت ألمانيا وهي أكبر اقتصاد
في أوروبا إلى اعطاء بعض الوقت للدبلوماسية في حين ضغط آخرون بما في
ذلك بريطانيا وفرنسا من أجل إتخاذ إجراءات أكثر صرامة، وقال باروزو إنه
اجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من 20 مرة خلال الفترة
التي قضاها في منصبه وتحدث معه كثيرا خلال الأزمة، وأضاف أن طموح بوتين
لتعزيز العلاقات مع بعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق لإقامة اتحاد
أوراسي جديد وراء الأزمة. |