كورونا القاتل.. غموض عميق عابر للحدود

 

شبكة النبأ: يواجه العالم حاليا عاصفة تهديدات من الأوبئة. وبات عادة كل سنة انتشار فيروسات مسببة للأمراض مثل إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير وفيروس كورونا. فالأوبئة لا تحترم الحدود وآخر مثال على ذلك اكتشاف أول حالة كورونا-ميرس في الولايات المتحدة. وقد أصبحت الفيروسات أكثر مقاومة للعقاقير كما أن تهديد الهجمات بأسلحة جرثومية وبيولوجية مستمر في التنامي بعد أن جعلت التكنولوجيا الحديثة من الهندسة البيولوجية أمرا متاحا بسهولة وبتكاليف أقل،  واليوم ازدادت المخاوف والقلق العالمي بشأن انتشار فيروس كورونا القاتل، بعد ظهور العديد من الحالات الجديدة في مختلف دول العالم، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية التي سجلت أول إصابة بفيروس كورونا الذي أودى بحياة العشرات في الشرق الأوسط، خاصة السعودية التي سجلت أكبر عدد من الإصابات منذ ظهور المرض عام 2012 حيث سجلت أكثر من 396 حالة إصابة، توفي منهم 109 أشخاص.

ويعتبر كورونا من سلالة فيروس سارس المسبب للالتهاب الرئوي الحاد والذي أدى لوفاة نحو ثمانمائة شخص بالعالم سنة 2003. ويتسبب هذا الفيروس بالتهابات في الرئتين، مصحوبا بحمى وسعال وصعوبات في التنفس ويؤدي إلى توقف عمل الكليتين، ومن أبرز أعراضه: ارتفاع درجة الحرارة، آلام في الجسم، احتقان بالحلق ورشح وسعال، حيث تستمر هذه الأعراض لمدة أيام ثم تختفي، إلا أن فيروس (كورونا) الذي ظهر مؤخرًا هو فيروس جديد لا يُعرف حتى الآن الكثير عن خصائصه وطرق انتقاله، ومدة الحضانة الخاصة بالفيروس غير معروفة؛ ولكن فترة الحضانة للأنماط المعروفة لفيروس (كورونا) تقارب الأسبوع، وهي - في الغالب - لا تختلف عنها.

وتعكف منظمة الصحة العالمية والخبراء الدوليين على معرفة المزيد من المعلومات حوله. وليس هناك حاليا أي لقاح ضده. وبناءً على المعلومات المحدودة المتوافرة حتى الآن، لا توجد براهين تحدد طريقة انتقاله من شخص إلى آخر ولكن يحتمل أنها مشابهة لانتقال العدوى الموجودة في أنواع فيروس (كورونا) الأخرى. وقد رفعت منظمة الصحة العالمي حالة التأهب القصوى ودعت الى توخي الحذر الشديد من العدوى التنفسية الخطيرة التي يسببها فيروس كورونا الجديد المشابه لفيروس السارس.

وأثبتت بعض الدراسات العلمية أن فيروس كورونا ينتشر بين الجمال في المملكة العربية السعودية وبنسبة كبيرة، وتبين أن دم وبول صغار الجمال يحتوي على نسبة عالية من الفيروس، وتشير المعلومات بأن غالبية المصابين بالفيروس في السعودية كان لهم اتصال مباشر بالجمال أو شربوا من حليب الجمال الطازج، وهناك عدد من الحالات انتقل إليها الفيروس مباشرة من المصابين الى المخالطين، مما يشير بأن الفيروس ينتقل من المصاب الى الآخرين بواسطة إفرازات الجهاز التنفسي أو عن طريق ملامسة جسم المريض، وبحسب بعض المراقبين فان نتائج هذه الدراسة قد تكون غير مقنعة للعديد من أصحاب الجمال في الملكة العربية السعودية ولأسباب مختلفة حيث تحتل الإبل مكانة خاصة في المجتمع السعودي.

أول إصابة في أمريكا

 وفي هذا الشأن أكد مسؤولون بالمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ظهور أول حالة إصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) داخل الأراضي الأمريكية. وانتشر الفيروس الذي رصد للمرة الأولى في 2012 في الشرق الأوسط كما ظهرت حالات إصابة متفرقة في دول مختلفة. وقالت الدكتورة آن شوشات مديرة المركز الوطني لأمراض المناعة والجهاز التنفسي في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض إن أول حالة أمريكية للإصابة بالفيروس تمثل "مصدر قلق كبير بسبب ضراوته" مشيرة إلى أنه من الثابت أن الفيروس مميت لحوالي ثلث حالات الإصابة. وقالت إن الحالة تمثل "خطرا محدودا للغاية بالنسبة للجمهور الأوسع" لكن تبين أن فيروس كورونا ينتشر بين العاملين في مجال الرعاية الصحية ولا يوجد علاج معروف للفيروس.

وقالت شوشات إن المصاب بالفيروس يعمل في مجال الخدمات الصحية وكان يعمل في السعودية. وقالت المراكز في وقت لاحق إن المريض سافر بالطائرة في 24 أبريل نيسان من الرياض إلى لندن ومنها إلى شيكاغو استقل حافلة من هناك إلى مدينة لم يكشف عنها في ولاية إنديانا.

وظهرت عليه أعراض الإصابة بالمتلازمة التنفسية ونقل إلى المستشفى. وأجرى مسؤولو الصحة في ولاية إنديانا اختبارات الفيروس له بسبب سجله في السفر وأرسلت عينات إلى المراكز التي أكدت إصابته بالفيروس. وقالت شوشات إن المريض في حالة مستقرة ولا توجه حالات أخرى يشتبه في إصابتها في الوقت الحالي.

ورغم أن معظم حالات الإصابة ظهرت في السعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط أثار اكتشاف إصابات متفرقة في بريطانيا واليونان وفرنسا وإيطاليا وماليزيا ودول أخرى مخاوف من احتمال انتشار المرض على مستوى دولي من خلال ركاب طائرات مصابين. ولم يتأكد العلماء حتى الآن من الطريقة التي ينتقل بها الفيروس إلى البشر لكن تم رصده في الخفافيش والإبل ويقول العديد من الخبراء إن الإبل على الأرجح هي الأصل الحيواني الذي انتقل منه الفيروس إلى البشر. بحسب رويترز.

وسيعاد الفحص على جميع العاملين بالمستشفى وأفراد اسرة المريض في نهاية فترة حضانة الفيروس البالغة 14 يوما للتأكيد بصفة نهائية على خلوهم من المرض. وحتى الآن فحصت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ثلاثة أرباع الاشخاص الذين خالطوا المريض الأمريكي منذ سفره من الرياض الى لندن ثم الي شيكاجو وتضم القائمة نحو 100 شخص من المسافرين على الخطوط الجوية ونحو عشرة من ركاب الحافلة. وعندما وصل المريض الى انديانا ظهرت عليه أعراض شبيهة بنزلات البرد منها ارتفاع درجة الحرارة والسعال وصعوبة التنفس حيث سارع العاملون بالمستشفى الى نقله وعزله في قسم الطوارئ لمنع انتشار العدوى. وقال دون فيسكو رئيس مجلس إدارة المستشفى المحلي في مانستر في انديانا إن التحاليل أثبتت أن جميع العاملين بالمستشفى الذي ظهرت فيه أول حالة إصابة أمريكية بالمرض غير مصابين بالفيروس.

مخاوف مصرية

في السياق ذاته تتحق السلطات المصرية من حالتي وفاة مشتبه بأنهما ناتجتان عن فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا) وهما لامرأتين عمر إحداهما 59 عاما والأخرى 60 عاما توفيتا في مدينة بورسعيد الساحلية ومدينة شبين الكوم في دلتا النيل. وفي حالة التأكد من أي منهما ستكون أول حالة وفاة بالفيروس القاتل في مصر. وقال مدير مديرية الشؤون الصحية بمحافظة بورسعيد حلمي العفني إن المواطنة المتوفاة عادت في الآونة الأخيرة من السعودية بعد أداء العمرة.

وقال الدكتور حمدي عبد الواحد مدير المكتب الإعلامي لوزير الصحة إن نتيجة تحليل العينة التي أخذت من المشتبه بوفاتها في بورسعيد بفيروس كورونا ستظهر بعد 48 ساعة من أخذ العينة. وأضاف أن الوزارة ستعلن النتيجة عقب الوصول إليها. وظهر الفيروس كورونا في الشرق الأوسط عام 2012 وهو ينتمي لنفس أسرة فيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) الذي تسبب في وفاة نحو 800 شخص في شتى أنحاء العالم منذ أول ظهور له في الصين عام 2002. ورصد الفيروس كورونا للمرة الأولى في السعودية قبل عامين وزاد معدل الإصابة لأكثر من المثلين منذ بداية أبريل نيسان.

ويتسبب الفيروس في سعال وحمى والتهاب رئوي. وقالت وكيلة وزارة الصحة في محافظة المنوفية بدلتا النيل هناء سرور إن امرأة توفيت يشتبه بأنها أصيبت بفيروس كورونا. وأضافت أن المتوفاة عمرها 59 عاما وعادت من السعودية بعد أداء العمرة ونقلت إلى مستشفى الحميات بمدينة شبين الكوم عاصمة المحافظة ولديها أعراض انفلونزا وتوفيت بعد 24 ساعة.

وتابعت أن عينة من المتوفاة أرسلت إلى المعامل المركزية لوزارة الصحة بالقاهرة لتحديد إن كان الفيروس كورونا سبب وفاتها. وأعلنت السلطات المصرية في وقت سابق عن أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس كورونا وهي لرجل عاد في الآونة الأخيرة من السعودية ويخضع للعلاج في احد مستشفيات القاهرة.

ولا يوجد مصل مضاد للفيروس ولا يوجد له علاج بالمضادات الفيروسية لكن السلطات الصحية الدولية والسلطات الصحية في السعودية تقول انه لا ينتقل بسهولة بين البشر وقد يختفي تدريجيا ببساطة. ويقول علماء ان المخزون الحيواني المرجح الذي ينقل العدوى الى حالات جديدة هو الإبل التي توجد باعداد كبيرة في السعودية. وكانت وزارة الصحة السعودية أعلنت عن وجود 411 حالة اصابة بالفيروس كورونا توفيت منها حتى الآن 112 حالة. بحسب رويترز.

الى جانب ذلك حذرت مصر فئات من مواطنيها من السفر إلى السعودية بسبب متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) القاتل. وقال بيان أصدرته وزارة الصحة والسكان إن الفئات التي تدعوها لتجنب السفر إلى السعودية للعمرة والحج هذا العام هي "الأطفال أقل من عمر 15 عاما وكبار السن أكثر من 65 عاما والسيدات الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة كأمراض القلب والصدر المزمنة وأمراض الكلى وأمراض ضعف المناعة."

وقال البيان إن هذه الفئات هي الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. ونقل البيان قول وزير الصحة والسكان عادل عدوي "نشر الوعى بين جموع المسافرين بالتنسيق مع شركات السياحة من وإلى السعودية يعد من أكثر الوسائل فاعلية لمنع انتشار الفيروس بالإضافة إلى رفع الوعي الصحي داخل مصر لمكافحة العدوى."

السعودية المتأثر الأكبر

على صعيد متصل نصحت السعودية من يخالطون الإبل بلبس أقنعة وقفازات لمنع انتشار متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) في تحذير هو الأول من نوعه مع زيادة عدد حالات الإصابة بالفيروس في المملكة إلى نحو 500. ويقول خبراء في مجال الصحة إن الإبل هي الحامل المحتمل للمرض.

وعلى الرغم من إخضاع مخالطة الإبل لدراسة مستفيضة بين العلماء خارج السعودية لتحديد علاقته بالإصابة بالمرض فإن الأمر ظل غائبا نسبيا عن التصريحات الرسمية داخل المملكة. ونصحت وزارة الزراعة السعودية في بيان الناس بعدم مخالطة الإبل إلا في حالة الضرورة وغسل الأيدي قبل وبعد ذلك بالإضافة إلى لبس أقنعة.

وقالت الوزارة في البيان الذي نشره موقعها على الانترنت "ومن المستحسن لبس قفازات واقية وبالأخص في حالات الولادة والتعامل مع الحالات المريضة أو النافقة." وحذرت أيضا من "تناول لحوم وحليب الإبل دون معاملتها حراريا بالطهي الجيد للحوم وغلي الحليب قبل تناوله." وحثت الوزارة على سرعة الإبلاغ في حالة ظهور أي أعراض مرضية في الإبل. ونصحت منظمة الصحة العالمية من هم أكثر عرضة بالاصابة بالمرض بتجنب التعامل مع الإبل. وظلت وزارة الصحة السعودية تتفادى ربط فيروس كورونا بالإبل. لكن بيان وزارة الزراعة يوم الأحد هو أول إخطار رسمي لمن يتعاملون مع الإبل.

من جانب اخر أعلنت وزارة الصحة السعودية إعفاء مدير مستشفى الملك فهد في جدة من منصبه، في ظل ارتفاع عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا. ولايزال عدد الإصابات بفيروس كورونا في المملكة العربية السعودية يقلق الناس والسلطات الصحية في المملكة، فقد تخطى عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا القاتل في السعودية الأسبوع الماضي عتبة المئة، بينهم 39 شخصا قضوا منذ بداية نيسان/أبريل.

الأمر الذي دفع الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى إقالة وزير الصحة عبدالله الربيعة من منصبه، وأغلقت وزارة الصحة قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد العام في جدة، غرب المملكة . والجديد اليوم هو إعفاء مدير مستشفى الملك فهد في جدة من منصبه، فقد قالت وزارة الصحة السعودية على موقعها الإلكتروني على الإنترنت إن المملكة العربية السعودية أعفت مدير مستشفى الملك فهد في جدة من منصبه.

وجاء القرار في ظل ارتفاع عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وقالت الوزارة إن هذه الخطوة تأتي في إطار مكافحة انتشار الفيروس الذي يشبه فيروس سارس و"خطوة حاسمة تجريها الوزارة لضمان التحسين الفوري لمستوى الرعاية الطبية" في المستشفى وهو منشأة صحية كبيرة تلقى عدد من المصابين بفيروس كورونا العلاج فيه. وعانت السعودية من قفزة في معدل الإصابة بالفيروس في الأسابيع القليلة الماضية وكان كثير من الحالات الجديدة في جدة أكبر ثاني مدن المملكة. بحسب فرانس برس.

واضطرت السلطات في بعض الأحيان إلى مواجهة شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت تزعم إنه لم تكن هناك شفافية بشأن مدى انتشار المرض ومدى فاعلية الإجراءات الوقائية منه في المستشفيات. وسجلت دول في المنطقة من بينها قطر والكويت والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وتونس وكذلك عدة دول أوروبية حالات إصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية منذ ظهور الفيروس.

الدور على الأردن

من جهتها أعلنت وزارة الصحة الأردنية تسجيل "ثالث" حالة وفاة هذا العام بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهي الخامسة منذ عام 2012، قالت وزارة الصحة الأردنية أنه تم تسجيل "ثالث" حالة وفاة هذا العام بسبب الإصابة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وتعتبر هي الضحية الخامسة الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا القاتل منذ عام 2012. بحسب فرانس برس.

وقالت الوزارة في بيان أن "الوفاة الجديدة بفيروس كورونا حصلت أمس السبت لرجل خمسيني يعمل في أحد المستشفيات الخاصة كانت الفحوصات أثبتت إصابته بفيروس كورونا وأدخل على إثرها إلى مستشفى الأمير حمزة (في عمان) السبت الماضي لغرض العلاج".

وأضاف البيان إنه بهذا "وصل عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا إلى خمس وفيات وإن إجمالي الإصابات المسجلة بفيروس الكورونا في الأردن بلغ تسع إصابات حتى الآن"، وسجل الأردن حالتي وفاة عام 2012 وحالتي وفاة في شباط/فبراير وأيار/مايو الماضيين.

وكورونا من سلالة فيروس سارس المسبب للالتهاب الرئوي الحاد والذي أدى إلى وفاة 800 شخص في العالم العام 2003، ويسبب هذا الفيروس التهابات في الرئتين مصحوبة بحمى وسعال وصعوبات في التنفس ويؤدي أيضا إلى توقف عمل الكليتين، وليس هناك حاليا أي لقاح ضد هذا الفيروس.

والسعودية هي البؤرة الأولى لهذا الفيروس حيث سجلت 483 إصابة أدت 142 منها إلى الوفاة، منذ ربيع 2012، وأعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة أنها ستعقد اجتماعا طارئا الثلاثاء حول فيروس كورونا بينما يثير تزايد حالات الإصابة بالمرض القلق في دول عدة.

ماذا تعلمت البشرية

من جهة أخرى فهل يمكن للدروس المستقاة للحد من فيروس "سارس" أن تؤدي دورا في منع تفشي فيروس "كورونا؟" عادة، ما تعتبر هونغ كونغ مدينة سيئة عندما يرتبط الأمر بالأمراض المعدية، إذ اعتبرت مركزاً لمخاوف عدة من أوبئة عالمية في السنوات الأخيرة. واعتبرت هونغ كونغ موطنا لأكثر من خُمس حالات السارس في العالم، وخمسي عدد حالات الوفاة التي بلغت 774 نتيجة فيروس"سارس"، ما أدى إلى اعتماد إجراءات حازمة ومتطورة جداً لمكافحة المرض في المدينة. وفرض على أي زائر يصل إلى هونغ كونغ، أن يمر عبر شاشات استشعار الحرارة للتحقق من عدم معاناته من ارتفاع درجات الحرارة.

وأدت هذه الإجراءات إلى الحد من انتشار فيروسي انفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور. أما الدروس المستفادة من مرض "سارس،" وأمراض أخرى، فكان لديها الأثر الفعال في مساعدة المختصين في الأمراض الوبائية على مكافحة انتشار الأمراض المعدية في جميع أنحاء العالم . وتم تسجيل أول حالة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أو فيروس كورونا، في أيلول/سبتمبر العام 2012. وأدى الفيروس إلى وفاة مائة شخص منذ ذلك الوقت.

وقال مدير المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض مارك سبيرنغر إن "الفيروس لم يصبح بعد مصدر قلق عالمي مثل السارس،" مضيفاً أن فيروس كورونا يتطور ببطء، وهناك اختلافات هامة بينه وبين السارس." أما نقطة التشابه بين "ميرس" و"سارس"، فتتمثل بأنهما حيواني المنشأ. وقد تم تحديد أن الإبل تنقل فيروس كورونا. ولكن، أدى ارتفاع حالات الإصابة بـ"كورونا"، إلى الشعور بالقلق مؤخراً، ما يمكن أن يشير إلى وجود تغيير في سلوك الفيروس.

وذكر المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض أن 217 حالة سجلت في نيسان/أبريل الماضي، وأن عدد هذه الحالات يضاهي عدد الحالات التي حصلت خلال العامين الماضيين. وقال الدكتور سانجاي غوبتا إن "هذه الفيروسات تبدأ في الكثير من الأوقات في جزء معين من العالم (مثل السارس في آسيا)،" مضيفاً: "لم يتم معرفة كيفية انتقال الفيروس من الإبل إلى البشر. ورغم وجود الفيروس في الإبل، إلا أنه يمكن أن يكون موجودا في حيوانات أخرى أيضا. وأوضح غوبتا أن "الأمر يمكن أن يرتبط بلحم الإبل، أو تناول حليب الإبل غير المبستر، وتلك الأمور شائعة في المملكة العربية السعودية."

وقد أظهرت الأبحاث أن فيروس كورونا يمكن أن ينتقل من مريض إلى آخر. وأكد غوبتا: "من الصعب جدا لذلك أن يحدث ". ورغم أن غالبية الحالات قد اقتصرت على الخليج العربي، إلا أن هناك حالات وفاة سجلت في ماليزيا والفلبين في مصر. وتجدر الإشارة، إلى أن جميع الحالات المبلغ عنها نشأت في الشرق الأوسط.

وبالنظر إلى الترابط بين العالم الحديث، فإن انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر، يعني أن انتشار الفيروس ليس محدوداً جغرافياً. وقال غوبتا إن "الشخص المصاب والذي يسافر عبر القارات يشكل مصدر قلق حقيقي." ويبدو أن الإجراءات التي اتخذت في هونغ كونغ وحول العالم، بعد انتشار مرض "سارس،" قدمت الحل الأفضل للحد من انتشار فيروس كورونا. وتعتبر المعرفة مفتاح الحل، فضلا عن تثقيف الرأي العام، والالتزام بأصول النظافة مثل غسل اليدين والتدابير الوقائية مثل ارتداء الأقنعة، ما قد يؤدي إلى الحد من انتشار فيروس كورونا.

وقال خبير الأمراض المعدية في جامعة هونغ كونغ البروفيسور يوين كووك يونغ لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" إن "فيروس كورونا يمكن أن يتعرض لتغيرات جينية وقد يصبح سهل الانتقال مثل مرض سارس،" مضيقاً: "لذلك يجب أن نستعد لهذا السيناريو قبل أن يحدث." وقدم مركز هونغ كونغ للصحة العامة بعض النصائح الطبية بشأن الوقاية من فيروس كورونا: تغطية الفم عند السعال أو العطس، غسل اليدين بشكل متكرر باستخدام الماء والصابون، طلب المشورة الطبية إذا ظهرت أعراض مثل الحمى، والتهاب الحلق أو سيلان الأنف، أو الإسهال، تجنب الاتصال مع المواشي واللحوم غير المطبوخة والفاكهة والخضار غير المغسولة، أو الحليب غير المبستر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/آيار/2014 - 12/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م