تجارة الفنون.. سباق مالي على حساب الإبداع

 

شبكة النبأ: تشهد أسواق الفن العالمية نموا وازدهارا واسعا خصوصا وان الكثير من الأعمال والرسوم الفنية العالمية المميزة تعتبر ثروة قيمة أصبحت اليوم مطلبا للعديد من المؤسسات والأثرياء الساعين الى اقتناء تلك الأعمال الفنية مهما غلت أثمانها، حيث قفزت إيرادات مبيعات تلك الأعمال خلال عشر سنوات وبحسب بعض التقارير من 75 مليون يورو إلى مليار يورو. هذا بالإضافة الى النجاح الجماهيري الكبير الذي تشهده معارض الفن التشكيلي حتى أصبحت أكبر العواصم العالمية تتسابق لتنظيم مثل هكذا معارض.

ويشرح الباحث آلان كومان صاحب كتاب "نجوم الفن التشكيلي":"الإقبال نحو اقتناء أعمال تشكيلية قد يكون بدافع الهواية والميول الفني، لكن أيضا لأسباب اقتصادية، حيث إن الاستثمار في مجال الفن التشكيلي بات ملاذا مربحاً لكل من يخاف غدر السوق. حتى إن مصارف كبيرة عدة أصبحت تنصح زبائنها اليوم وتدفعهم نحو اقتناء أعمال تشكيلية لأن أرباحها أضمن من العقار ومن الكاكاو أو الذهب وهي خالية من الضرائب.

وتدفق الأموال في سوق الفن التشكيلي يعود بحسب جان فيليب دوماك صحافي ومؤلف كتاب "الفن المعاصر" (دار نشر ميشال لافون) إلى ظهور أجيال جديدة من المجمّعين الأغنياء المنحدرين من الدول الناشئة كالصين وروسيا والهند. عددهم قفز في ظرف عقد من الزمن إلى 70 مليون مجمّع، وهم يتمتعون بقدرة شرائية هائلة ويقتنون الأعمال الفنية بلا حساب لاعتقادهم أن امتلاكها قد يعّزز مركزهم الاجتماعي ويضفي عليه بعداً جذابا.

ويشرح الصحافي الفرنسي: "في هذه الأوساط التي تطغى فيها مشاعر العنجهية والغطرسة إحساس غريب بأنه كلما كانت التحفة الفنية غالية كان ذلك أحسن، لأن هذا يعني أن صاحبها أهل لأن يلحق بناد خاص بقلائل المحظوظين وليس مهماً أن تنال هذه التحفة إعجابهم بقدر ما يُهم أن تكون من إمضاء فنان ذائع الصيت يكون حديث سهراتهم".

وعليه فان شراء او بيع مثل هكذا لوحات بأموال طائلة، ربما سيصبح المال لا يساوي شيئاً حتى تنفقه.. هذه الفلسفة هي التي تقف وراء المزادات واللوحات الباهظة الثمن وربما البذخ أيضاً، ولا شيء يساوي الإنفاق سوى اقتناء لوحات تاريخية قد تضر أكثر مما تنفع اقتصاديا.

مزادات فنية

وفي هذا الشأن فقد ساهمت عمليات شراء آسيوية في انقاذ مزاد للفن الانطباعي والحديث اقامته دار سوذبي للمزادات وبلغت المبيعات 219 مليون دولار لكن الكثير من الاعمال جاءت دون التوقعات. فمن بين 71 لوحة زيتية ولوحة بالالوان المائية وعملا نحتيا لم تبع سوى 21 قطعة أي 30 بالمئة فقط. وترواحت تقديرات سوذبي لاجمالي المبيعات قبل المزاد بين 218 و 318 مليون دولار. ولا تشمل التقديرات العمولات التي تزيد على 12 بالمئة.

وحققت بعض الأعمال مبيعات قوية منها لوحة الفنان الاسباني بابلو بيكاسو(Le Sauvetage-الانقاذ) التي وصل سعرها إلى 31.5 مليون دولار بعد منافسة بين المضاربين في المزاد استمرت أكثر من 13 دقيقة. وجاء الثمن ضعف المقدر له قبل المزاد والذي كان يترواح بين 14 و18 مليون دولار.

غير ان لوحة (La Seance du matin-جلسة الصباح) للرسام الفرنسي هنري ماتيس والتي تصدرت التقديرات قبل المزاد فشلت في الوصول إلى أدنى تقدير لها قبل المزاد وكان 20 مليون دولار. وبيعت اللوحة بمبلغ 19.2 مليون دولار فقط وهو ما وصفه مسؤولون بانه مخيب للامال. وقال سايمون شو الرئيس المناوب لقسم الفن الانطباعي والحديث في سوذبي "كان البيع في المزاد متأرجحا بين أعلى التقديرات وأدناها."

ووافقه زميله ديفيد نورمان الرأي قائلا "كانت الأعمال أما مرغوب فيها بشدة أو لم تجلب عروض شراء." وقالت سوذبي إن المزاد تميز بالاقبال والشراء الكبير من جانب جامعي التحف الاسيويين الذين اقتنصوا ثلاثة من بين أغلى أربعة أعمال بلغت قيمتها اجمالا 50 مليون دولار تقريبا. وجاء مزاد سوذبي بعد مزاد منافستها كريستي الذي حقق نتائج قوية بمبيعات بلغت اجمالا 289 مليون دولار متخطية أقل تقدير لها قبل المزاد.

الى جانب ذلك وبعد أشهر من تحقيقها الرقم القياسي ببيع أغلى لوحة فنية في تاريخ البيع بالمزاد تتجه الأنظار إلى مزادات نيويورك المقبلة لمعرفة إن كان البريق سيخبو أم سيستمر. وتعرض في صالتي المزاد سوثبي وكريستيز أعمال فنية تنتمي للمدرسة الانطباعية والحديثة والمعاصرة وتقدر قيمتها بنحو 1.5 مليار دولار خلالالفترة المقبلة. وتحتدم المنافسة بين الصالتين في سوق يتسم بنهم لا يشبع وزبائن شديدي الثراء. بحسب رويترز.

ولا يتوقع كثيرون بيع أي قطعة فنية بأكثر من 142 مليون دولار وهو ثمن لوحة ثلاثية لفرانسيس بيكون بيعت في نوفمبر تشرين الثاني لكن الصالتين ستعرضان أعمالا أخرى للفنان البريطاني الراحل الشهير. كما ستعرض الصالتان أيضا أعمالا للفنانين أندي وورهول وجيف كونز الذي حققت إحدى لوحاته رقما قياسيا ببيع أغلى لوحة لفنان معاصر إلى جانب أعمال فنية لبابلو بيكاسو وكلود مونيه. ويتوقع أن تصل المبيعات الإجمالية للوحات الفن المعاصر وحدها إلى قرابة مليار دولار.

مبيعات عبر الانترنت

على صعيد متصل قالت شركة هيسكوس للتأمين إن قيمة سوق الفنون الجميلة على الانترنت من المتوقع أن تتجاوز الضعف لتصل إلى 3.76 مليار دولار في السنوات الخمس القادمة حيث تجذب هذه السوق الشباب والمشترين الذين يجرون عمليات شراء لأول مرة بصورة متزايدة. وذكرت هيسكوس أن مواقع الفن على الانترنت لا تهدد صالات العرض أو دور المزادات كما فعلت اتاحة الانترنت مع الأفلام والكتب وصناعات الموسيقى التقليدية.

وقالت في بيان إن رغبة المشترين الشباب في أن تكون أول عملية شراء لهم عبر الانترنت إلى جانب النمو المتزايد لمواقع الانترنت يشير إلى مستقبل القطاع. وقال روبرت ريد رئيس الفنون الجميلة في هيسكوس "يبحث هواة جمع الفنون الجميلة الصغار عن عمل فني يسهل شراؤه ويكون متوفرا بمجموعة أسعار على نطاق واسع. بحسب رويترز.

"وتلبي منصات البيع عبر الانترنت جميع الأذواق والميزانيات لكنها فعالة بشكل خاص بالنسبة للذين هم في بداية جمع الأعمال الفنية - فتح السوق الفنية بطريقة يصعب تكرارها في العالم الواقعي." وذكرت هيسكوس أن نتائج التقرير بنيت على مسح شمل 506 مشترين دوليين للفن على قائمة بريد عملاء آرت تاكتيك وتويتر وفيسبوك.

أول متحف الأفريقي

من جانب اخر وفي مدينة اويده الساحلية الصغيرة في بنين شهيرة بانها كانت احد مراكز ابحار العبيد من افريقيا الى اميركا لكنها باتت اليوم تضم اول متحف للفنون المعاصرة الافريقية وهو مفخرة فناني القارة ويعتبر انتقاما للفن من التاريخ. وتعرض اعمال 14 فنانا افريقيا كبيرا في المتحف المقام في "فيلا اجافون" الرائعة والذي دشن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في وسط هذه المدينة التي لا يزيد عدد سكانها عن ستين الف نسمة على بعد حوالى اربعن كيلومترا من كوتونو. واعمال هؤلاء الفنانين معروضة في اعرق المتاحف الاوروبية والاميركية لكنها نادرا ما تعرض في افريقيا.

هذا الرهان الجريء اتى عن طريق مؤسسة زينسو التي اسستها العام 2005 ماري-سيسيل زينسو بدعم مالي من والدها ليونيل زينسو. فهذا المواطن الفرنسي البنيني خريج اعرق الجامعات الفرنسية وعالم الاقتصاد يرئس صندوق الاستثمارات "بي ايه آ بارتنرز" في باريس بعدما عمل في مكتب لوران فابيوس عندماك ان رئيسا للحكومة ومصرف "روتشيلد" خصوصا.

فخلال مهمة في بنين لحساب "قرى الاطفال اس او اس" ارادت ابنته ماري سيسيل اخذ الاطفال الى المتحف. وتقول ماري سيسيل زينسو وهي قريبة احد اوائل رؤساء بنين اميل ديرلان زينسو "وجدت ان ما من مكان يمكنهم ان يطلعوا فيه على اعمال قارتهم الفنية".

واقامت مؤسسة زينسو اولا شبكة من المكتبات الصغيرة وموقعا للمعارض في كوتونو، على اسا مجاني. وفي غضون ثمان سنوات استقبلت المؤسسة اربعة ملايين زائر غالبيتهم دون سن الخامسة عشرة في كوتونو مع معارض قيمة لفنانين من بنين والخارج من بينهم رسام البوب آرت من اصل هايتي جان ميشال باسكيا في العام 2007 وذلك للمرة الاولى في القارة الافريقية.

وبموازاة ذلك جمعت المؤسسة مجموعة من الاعمال وراحت تبحث عن مكان من اجل اقامة اول متحف مكرس بالكامل للفن الافريقي المعاصر في القارة. و"فيلا اجافون" التي بناها تاجر غني من اصل توغولي العام 1922 جوهرة معمارية افريقية برازيلية رائعة، قادت خطى مؤسس زينسو الى اويده لاقامة المتحف فيها. وتروي ماري سيسيل زينسو "عندما عرفنا ان هذا المنزل الرائع متاح لم نتردد. انه مقام على طراز يعكس تاريخ المنطقة فابناء عبيد عادوا من باهيا في البرازيل يقفون وراء هذه الهندسة من خلال ذكرياتهم الافريقية وتأثرهم بالثقافة البرازيلية".

الدار الكبيرة تقع على جانب طريق ترابية تحدها المتاجر الصغيرة والمنازل القديمة الجميلة على بعد مئات الامتار من كاتدرائية ومعبد الافاعي احد اهم مواقع طقوس الفودو. وخلال ترميم المكان كان الهم الاول للمؤسسة المحافظة على طابع المنزل. فلم تضف تاليا اي مكيفات هواء في المبنى الرئيسي لعدم تشويه الواجهة. والحرارة فيه تاليا بعيدة جدا عن تلك البالغة 22 درجة مئوية مع 50 % من الرطوبة التي تحافظ عليها المؤسسة داخل صالة العرض في كوتونو.

ففي اويده الهواء يتنقل عبر النوافذ والممرات التي تلفحها اشعة الشمس وتطل على قاعات تعرض فيها اعمال فريديريك برولي بوابريه من ساحل العاج او شيري سامبا من الكونغو ومايكل بيثي سيلاسييه في اثيوبيا واخرين. وثمة اعمال معروضة لفنانين من بنين من امثال روموالد هازومه الذي اعماله العالم باسره وسيبريان توكوداغبا واستون وكيفولي دوسو. وحدها صور بالابيض والاسود للفنانين الماليين مالك سيدبه وسيدو كيتا وضعت في مكان مكيف بمنأى عن نور الشمس.

اشميين اتينديهو البالغة ثماني سنوات تزور المتحف للمرة الثانية وبات لها اراؤها الفنية الثابتة. وتقول ببساطة "احب رسم ذاكرة حية (للفنان البريطاني من اصل جنوبي افريقي بروس كلارك) لأنه جميل ويتحدث عن الموت". رفيقتها من العمر نفسه تقول انها تفضل البورتريهات الذاتية الملونة للمصور الكاميروني النيجيري سامويل فوسو. ومن خلال استقبال المدارس ومجانية المتحف، تريد المؤسسة ايجاد جمهور يحب الفن المعاصر. بحسب فرانس برس.

ويقول كلود اكوتوميه مسؤول المتحف ان الاطفال الذين يأتون مع صفوفهم ومن ثم يأتون بمفردهم غالبا ما يأخذون المبادرة لتعريف اهلهم به. وفي غضون ثلاثة اشهر استقطب المتحف نحو 13 الف زائر غالبيتهم من سكان البلاد فضلا عن بعض السياح من التوغو ونيجيريا المجاورتين وحتى من فرنسا وانكلترا والولايات المتحدة. ويعتبر الفنان رموالد هازومه الذي تعرض اعماله في لندن وباريس ونيويورك، انه لفخر كبير له ان تعرض اعماله في متحف في بلاده.

هو يتذكر بتأثر اول معرض له مع مؤسسة زينسو. ويروي "كانت المرة الاولى التي ارى فيها اطفالا من بنين يأتون لرؤية اعمالي لقد بكيت في ذلك اليوم و تأثرت كثيرا".

إيران ودار كريستيز

في السياق ذاته تجري ايران حاليا مفاوضات مع دار كريستيز العريقة لإجراء مزادات على اراضي الجمهورية الاسلامية لمواكبة الازدهار الذي يشهده المشهد الثقافي والفني في هذا البلد، على ما افادت معلومات صحافية. وتعتبر حاليا امارة دبي الخليجية القريبة من ايران مركز جذب للفنانين الايرانيين ومحبي جمع الاعمال والتحف الفنية. وتستضيف الامارة موسمين سنويين للمزادات تنظمهما دار كريستيز التي تتخذ في لندن مقرا لها. وقد حققت اعمال الفنانين الايرانيين ايرادات بمبالغ طائلة في هذه المزادات.

وقال وزير الثقافة الايراني علي جنتي في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) ان طهران تجري حاليا مفاوضات مع دار كريستيز لاستضافة مزادات في جزيرة كيش (او جزيرة قيس) الايرانية في الخليج. واشار جنتي الى ان "المسافة القريبة الى دبي سمحت للفنانين الايرانيين الذين يستطيعون تكبد تكاليف السفر بتقديم اعمالهم هناك"، لافتا الى ان اجراء مزادات في ايران من شأنه جذب جمهور اكبر.

وعلى رغم محدوديته بالمعايير العالمية، يشهد المشهد الفني في طهران تطورا مع اتساع طبقة الاثرياء الجدد الذين ينفقون اموالا طائلة لقاء اقتناء الاعمال الفنية، وفق تأكيدات المراقبين. وفي تموز/يوليو 2013، نظمت ايران اول معرض للفن المعاصر على اراضيها. وبيع في هذا المعرض 80 عملا فنيا بلغت قيمتها الاجمالية حوالى مليوني دولار. بحسب فرانس برس.

وجاء هذا المعرض بعد المشاركة الناجحة لفنانين ايرانيين معروفين في عدد من المعارض الاقليمية. وقد حقق النحات الايراني المعروف برويز تانافولي انجازا في مزاد نظمته دار كريستيز في 2008 اذ بيعت منحوتة له باكثر من 2,8 مليون دولار، في رقم قياسي لفنان من الشرق الاوسط. وابدى احد هواة جمع القطع الفنية طالبا عدم كشف اسمه، ترحيبه بتصريحات وزير الثقافة الايراني معتبرا ان من شانها "توجيه رسالة التشجيع الصحيحة لكثير من الفنانين الواعدين". الا انه شكك في قابلية هذا المشروع للتحقيق، متسائلا "هل بامكان مزاد ايراني الوقوف فعليا في وجه دبي عندما يتعلق الامر بجذب اسماء كبيرة واموال طائلة؟".

فان جوخ واندي وارهول

على صعيد متصل قال مصدر بمكتب الضرائب إن مفتشي ضرائب أسبان كانوا يفحصون خزينة ودائع اكتشفوا لوحة يعتقد أنها للهولندي فنسنت فان جوخ والتي فقدت منذ 40 عاما. وأكد المصدر تقريرا نشرته صحيفة الموندو الأسبانية وقال إن لوحة (شجرة السرو والسماء والريف Cypress, Sky and Country) تعود لعام 1889. وقال المصدر إن آخر مرة عرض فيها هذا العمل كان في متحف تاريخ الفن في العاصمة النمساوية فيينا.

وقال المصدر إن التحقيق جار في كيف انتهى المقام باللوحة في خزينة ودائع وماإذا كانت اختفت نتيجة السرقة. وقال خبراء فنيون لمكتب الضرائب إن اللوحة يحتمل على نحو كبير أن تكون أصلية على الرغم من أن ذلك ينبغي أن توكده وزارة الثقافة الأسبانية. ولم يتم بعد تقدير قيمة اللوحة.

من جانب آخر اكتشف خبراء معلوماتية في احدى جامعات مدينة بيتسبورغ بولاية بنسلفانيا شرق الولايات المتحدة حوالى 12 عملا رقميا للرسام الاميركي اندي وارهول كان قد خزنها الفنان الراحل عبر اجهزة كمبيوتر. والاعمال المذكورة كانت مخزنة على اقراص مرنة تعود الى العام 1985 اي قبل سنتين من وفاة الفنان. وبقيت هذه اللوحات الرقمية مخفية في ارشيف متحف اندي وارهول.

وتضم هذه اللوحات بعضا من الرموز المحببة لدى وارهول ومنها علبة حساء "كامبلز" والالهة فينوس كما صورها الفنان الايطالي بوتيتشيلي في لوحته الشهيرة "ولادة فينوس" او ايضا مارلين مونرو. وبحسب جامعة كارنيغي ميلون في بيتسبورغ مسقط رأس وارهول، فإن الشكل الذي تم من خلاله تخزين هذه الاعمال ليس معروفا. بحسب فرانس برس.

وبالتالي اضطر خبراء المعلوماتية الى بذل جهود كبيرة لاستخراج هذه الاعمال وكشف الصور الـ28 غير المعروضة سابقا. وتحمل 11 صورة مكتشفة على الاقل توقيع وارهول وفيها انعكاس واضح لاسلوب الفنان وفق خبراء متحف اندي وارهول. ولا يزال اندي وارهول يتمتع بتأثير كبير رغم مرور 27 عاما على وفاته. وتحتل لوحاته المرتبة الثانية عالميا لناحية اعلى الايرادات المحققة خلال المزادات العالمية بعد بابلو بيكاسو.

نجل بيكاسو غاضب

من جهة أخرى تسعى السلطات الفرنسية إلى تهدئة نجل الرسام والنحات الأسباني الراحل بابلو بيكاسو بعد أن اتهمها بإهانة والده بسبب تأجيل إعادة افتتاح متحف بيكاسو في باريس. وكان من المقرر اعادة افتتاح القصر الذي يعود للقرن السابع عشر ويضم أعمال بيكاسو في يونيو حزيران بعد تجديدات استغرقت خمس سنوات وتكلفت 52 مليون يورو (72 مليون دولار) لكن وزارة الثقافة قالت إنه لن يفتتح قبل منتصف سبتمبر أيلول أي بعد انتهاء فترة الذروة الصيفية لتوافد السائحين.

وقال كلود بيكاسو (66 عاما) نجل الرسام الذي يعد أحد أبرز فناني القرن العشرين لصحيفة لوفيجارو "أنا غاضب ومهموم للغاية." وقال في المقابلة قبل تأكيد وزارة الثقافة في بيان قرارها بتأجيل اعادة الافتتاح إلى سبتمبر أيلول "تولد لدي انطباع بأن فرنسا لا تكترث بي أو بوالدي." ويضم متحف بيكاسو -الذي افتتح لأول مرة في عام 1985- نحو 300 لوحة من أعمال الفنان الراحل. ويحتوي ايضا على نحو 250 عملا نحتيا وأعمالا أخرى. بحسب رويترز.

وقالت الوزارة "ما هي مصلحة وزارة الثقافة في تأجيل اعادة افتتاح أحد أشهر متاحف البلاد وتشغيله؟" وأضافت "تناشد الوزارة الجميع ترك مصالحهم الشخصية جانبا والمشاركة في الحماس والهدوء اللازمين لإكمال هذا المشروع." ولتبديد شكوك واسعة في الدوائر الفنية بشأن تبريرات حكومية سابقة بأن التأجيل يرجع جزئيا إلى الحاجة لتوظيف حراس جدد أعلن البيان أيضا توفير 40 فرصة عمل جديدة "رغم المناخ السيئ الخاص بالميزانية."

الموناليزا حقوق المرأة

هل فك لغز الموناليزا وبسمتها الغامضة بعد 500 سنة على رسمها بريشة ليوناردو دا فينتشي ؟ فكاتب اميركي يعتبر ان الموناليزا كانت ناشطة مدافعة عن حقوق المرأة تدعو الى المساواة بين الجنسين. هذه هي النظرية الغريبة بعض الشيء التي خرج بها وليام فارفيل مؤرخ الفنون الهاوي في تكساس (جنوب) وهي تأتي بعد سلسلة من الفرضيات العلمية او الغريبة التي تلازم اشهر لوحة في العالم منذ انجازها.

ويؤكد استاذ الرياضيات السابق هذا ان الموناليزا تطالب وان بطريقة مرمزة "بحقوق النساء الكهنوتية. وهو اصدر للتو كتابا بعنوان "ذي ليدي سبيكس انكافرينغ ذي سيكريتس اوف ذي موناليزا" في الولايات المتحدة. وبكلام اخر بحق المرأة ان تصبح كاهنا في الكنيسة الكاثوليكية. هذا المؤرخ الهاوي البالغ 53 عاما الذي امضى 12 عاما في دراسة اعمال ليوناردو دا فينتشي يقول ان "الجوكوندا هي بمثابة اعلان لحقوق النساء".

وعلى امتداد 180 صفحة لا يسهل دائما قراءتها، يوضح فارفيل انه اكتشف كيف ان الرسام "وزع على اللوحة 40 رمزا اخذها من 21 آية من الفصل الرابع عشر من سفر زكريا" في العهد القديم . فالنص يعلن قيام "اورشليم الجديدة" رمز المجتمع المثالي حيث يتم الاعتراف بحقوق المرأة مع وصف للمدينة القديمة الفعلية على ما يشدد. ويقيم المؤلف روابط بين الوصف الجغرافي او الرمزي للنص المقدس وتفاصيل اللوحة من طريق ومياه وجسر ووشاح وتطريزات او وضعية المرأة في اللوحة. فعلى كتف الموناليزا الايمن يرتفع جبل الجلجلة والى يساره جبل الزيتون.

ويوضح ان الثنيات على ذراعها اليسرى هي "نير"في اشارة في الوقت ذاته الى النصوص الدينية واضطهاد النساء. ويضيف ان ليوناردو دا فنتشي "يمكن وصفه اليوم باليساري" كان يعتبر على الارجح ان المجتمع المثالي "لا يمكن ان يتوافر الا اذا كان الكهنوت المسيحي متاحا للرجال والنساء". وماذا عن البسمة؟ هي تعني "انها تعرف سر اورشليم الجديدة" على ما يقول المؤرخ الهاوي.

منذ خمسة قرون والموناليزا تجذب، فثمة حماسة لايجاد نسخ عنها ويعتقد البعض انه يرى في عينيها مؤشرات سرية في حين اعاد اليابانيون تشكيل صوتها فيما رجح طبيب ان يكون معدل الكوليستيرول مرتفعا في دمها. وتقول مؤرخة الفنون لور فانيار "قال البعض انها رجل وربما بورتريه ليوناردو نفسه". بحسب فرانس برس.

وتضيف هذه الخبيرة في فن الرسم الايطالي خلال عصر النهضة في جامعة لييج التي لم تقرأ الكتاب ولا يمكنها تاليا التعليق عليه "برأيي لم يتم اخفاء اي شيء. انها لوحة بورتريه لامرأة بورجوازية وكانت تتنشر العشرات منها في تلك الفترة لكن ربما يصعب قراءتها اكثر من غيرها. ليوناردو فنان يتعمق في رسمه لا يقوم باي شيء بطريقة بريئة". ويؤكد فارفيل انه لم ير اللوحة الاصلية في الحقيقة. ويقول مازحا "هناك زحمة كبيرة. اذا زرت باريس فعلى اللوفر ان ينظم لي زيارة خاصة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/آيار/2014 - 12/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م