عولمة القهوة.. المشروب المفضل لهواة العالم الافتراضي

 

شبكة النبأ: فنجان من القهوة في الصباح قد يعيد إليك النشاط ويبث فيك القوة الذهنية وقد يكون علاجاً فعالاً لبعض المشاكل التي تنتج جراء الضغط وإجهاد العمل اليومي، وهذا ما تؤكده الدراسات والأبحاث الخاصة التي يجريها العلماء بخصوص هذا المشروب الذي يعد اليوم احد أكثر المشروبات شعبية انتشاراً في جميع أنحاء العالم، فيما يرى بعض الخبراء بأن القهوة باتت المشروب المفضل لدى الكثير ممن يقضون وقتا كبيرا في العالم الافتراضي على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب بعض التقارير الخاصة فقد ارتفعت مبيعات مشروب القهوة بخمسة أضعاف ما بين عامي 2000 - 2010، أو بمعدل نمو متوسط 50 في المائة سنويا، كما يقدر إنفاق المستهلكين الحالي على المشروب بنحو 20 مليار دولار سنويا داخل الولايات المتحدة فقط.

وقد أظهرت بعض الأبحاث أن للقهوة فوائد صحية كثيرة فهي قد تسهم بتقليل او إبعاد مشاكل القلب، السكر، الباركنسون، بأمراض الكبد، سرطان القولون والبروستات، أيضاً من فوائد القهوة تخفيف أعراض الربو، زيادة التركيز، وعلى الرغم مما تقدم فان هناك دراسات أخرى قد أثبتت ان تناول القهوة والإدمان عليها ربما سيكون له أضرار كثيرة منها الأرق والتوتر نهاراً ورفع ضغط الدم.

والقهوة مشروب يعد من بذور البن المحمصة، وينمو في أكثر من 70 بلدا. ويقال أن البن الأخضر هو ثاني أكثر السلع تداولا في العالم بعد النفط الخام. ونظرا لاحتوائها على الكافيين، يمكن أن يكون للقهوة تأثير منبه للبشر. ويتم إنتاج ثمار البن التي تحتوي على حبوب القهوة عن طريق عدة أنواع من الشجيرات دائمة الخضرة الموجودة بشجر البن. وتقدر الصادرات العالمية من حبوب القهوة بنحو 60 مليار دولارا سنويا.

وبسبب هذا الانتشار فقد أصبحت القهوة مصدر استثمار اقتصادي مهم للعديد من الدول والشركات العالمية التي تخصصت في تطوير وتقديم هذا النوع من المشروبات في المجمعات التجارية والمحال الكبرى والفنادق والمستشفيات وفي وسائل النقل وغيرها، فيما يحذر خبراء في الصحة من أن تناول القهوة بجرعات زائدة قد يؤذي الصحة، ومعرفة كمية الجرعة الزائدة تختلف من شخص إلى آخر، لذا تختلف فوائد ومضار المشروب الأكثر شيوعاً في العالم حسب تناول معدل جرعاتها.

وفيما يخص هذا المشروب العالمي فقد أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن شرب القهوة يوميًا قد يقلل من فرص الإصابة بمرض السكرى من الفئة الثانية، ووجدت بأن هناك علاقة بين الجرعة وتراجع احتمال الإصابة بالمرض. وتؤكد الدراسة، التي أشرف عليها باحثون من جامعة هارفارد للصحة العامة، ونشرت في دورية "ديابتلوجيا"، نتائج أبحاث علمية سابقة خلصت إلى ان احتمالات الإصابة بالمرض تتفاوتت بالقدر الذي يتناوله الفرد من القهوة يوميا.

وركزت الدراسة الأخيرة، التي شملت أكثر من 120 ألف من البالغين، على كيفية تأثير الاستهلاك على فرص الإصابة بالسكري من الفئة الثانية، ووجدت بان تناول أكثر من كوب قهوة يوميا يقلل مخاطر الإصابة بالمرض بنحو 11 في المائة. وشرحت الباحثة، شيلبا بوباثيراجو: "بالنسبة للسكري من النوع الثاني فتناول حتى 6 أكواب من القهوة باليوم له صلة بخفض فرص الإصابة." بحسب CNN.

ولم تكشف الدراسات عن الرابط بين القهوة والوقاية من السكري، إلا أن بعض الاختبارات المعملية على الحيوانات عزته إلى الخصائص الكيماوية بالقهوة كمركب الفينوليك ومادة الليغنان، بجانب المغنيسيوم، المتوفر بكثرة في القهوة، على حد قول بوباثيراجو.

الذاكرة البصرية

الى جانب ذلك فمن شأن القهوة أن تحفز الذاكرة البصرية، بحسب دراسة أميركية جديدة نشرت نتائجها في مجلة "نيتشر" البريطانية. فقد لاحظ فريق من جامعة جونز هوبكينز في بالتيمور أن مادة الكافيين تعزز بعض الذكريات لمدة أقلها يوم واحد، في حين أن الأدلة على تأثير الكافيين الإيجابي على الذاكرة كانت حتى الآن محدودة. وطلب هذا الفريق الذي أشرف عليه البروفسور مايكل ياسا من 73 متطوعا التفرج على صور تمثل اشياء. ثم أعطيت المجموعة الأولى جرعة من 200 ميلغرام من الكافيين، أي ما يوازي فنجانين من القهوة، في حين تناولت المجموعة الثانية مادة وهمية.

وفي اليوم التالي، قدمت سلسلة جديدة من الصور للمجموعتين تتضمن صورا سابقة وأخرى جديدة وأخرى فيها تعديلات طفيفة. وتمكنت المجموعتان من التمييز بالطريقة عينها بين الصور الجديدة وتلك القديمة، غير أن المجموعة الأولى لاحظت بسهولة أكبر التعديلات البسيطة في الصور المماثلة.

وشرح البروفسور مايكل ياسا أن الدماغ يقوم بمهمة أصعب في حالة الصور المعدلة تعرف علميا بعملية "تفريق النموذج". ويبدو أن القهوة عززت هذه العملية، بحسب الأستاذ الذي ذكر بمنافع الكافيين "على طول العمر والصحة الجيدة ومساهمتها في الحد من تدهور القدرات الإدراكية". بحسب فرانس برس.

وكانت دراسة صادرة في 2012 عن المعهد الوطني الأميركي للسرطان (ان سي آي) قد أظهرت أن احتمال الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والجلطات الدماغية والأمراض الرئوية ينخفض عند الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 50 و 71 عاما والذين يتناولون ما يعادل ثلاثة فناجين قهوة في اليوم الواحد.

القهوة الخضراء

على صعيد متصل وجدت دراسة جديدة أجريت على الفئران أن خلاصة حبوب القهوة الخضراء قد لا تساعد على تخفيف الوزن بل قد تكون مضرّة. وذكر موقع بوبيولار ساينس العلمي الأميركي، أن باحثين في جامعة غرب أستراليا وجدوا أن المكوّن الأساسي لخلاصة حبوب القهوة الخضراء (حمض الكلوروجينيك)، فشل في مساعدة الفئران على خسارة الوزن على مدى 12 أسبوعاً. وتبيّن أن هذا الحمض، وهو مركّب مضاد للأكسدة، قد يكون تسبب في أعراض مبكرة للسكري عند الفئران، بما فيها قلة التحسس تجاه الأنسولين، وارتفاع مستويات السكر في الدم بين الوجبات. بحسب يونايتد برس.

وشملت الدراسة مجموعة من 10 فئران، تناولت غذاء غنياً بالدهون مدة 12 أسبوعاً، ومجموعة أخرى من 10 فئران، تناولت الغذاء نفسه مدعّماً بحمض الكلوروجينيك. وبعد 12 أسبوعاً زاد وزن المجموعتين، غير أن المجموعة التي تناولت حمض الكلوروجينيك، زادت لديها بشكل ملحوظ مقاومة الأنسولين، وهي حالة ترتبط بارتفاع السكر في الدم والنوع الثاني من السكري. ولم تبرهن هذه الدراسة على أن خلاصة حبوب القهوة الخضراء سيّئة للبشر، لكنها تشير إلى ضرورة القيام بمزيد من البحث لاكتشاف المسألة.

نمو الجنين

في السياق ذاته أظهرت دراسة أجريت على فئران للمرة الأولى أن تناول الكافيين خلال فترة الحمل قد يؤثر سلبا على نمو دماغ الجنين، وفق ما كشف منسق هذه الأبحاث. ولم تتوصل الدراسات التي أجريت على الإنسان والحيوان على حد سواء إلى نتائج قاطعة، غير أن هذه الأبحاث التي أجراها فريق من المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية (إنسرم) أظهرت أن مادة الكافيين التي تتناولها الأمهات تؤثر على نمو الدماغ، وتزيد خطر التعرض لنوبات صرع وتتسبب بمشاكل في الذاكرة عند الفئران البالغة.

لكن ينبغي ألا تعمم هذه النتائج على المرأة الحامل، من دون "الاخذ بالحسبان اختلاف مراحل النمو بين الأنواع"، بحسب ما لفت كريستوف برنار مدير الأبحاث في معهد "إنسرم" خلال مؤتمر صحافي عقد في باريس. فهذه ليست إلا الأدلة الأولى التي يجب أن تؤدي، على حد قوله، إلى أبحاث أخرى تشمل الرئيسيات والنساء بغية "تقييم آثار الكافيين المستهلك خلال فترتي الحمل والرضاعة في المواليد، على المديين القصير والطويل". وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة "ساينس ترانسلايشنل ميديسن" الأميركية. بحسب فرانس برس.

وكانت دراسة سويدية سابقة قد أظهرت أن أولاد النساء اللواتي شربن فنجانا من القهوة على الأقل في اليوم الواحد خلال فترات حملهن كانوا أقل وزنا عند ولادتهم من أولاد الأمهات اللواتي لم يحتسين القهوة. ونجد مادة الكافيين في القهوة خصوصا، وأيضا في الشاي والمشروبات المنشطة والغازية والشوكولا. وتوصي منظمة الصحة العالمية النساء الحوامل بعدم تناول أكثر من كوبين كبيرين من القهوة في اليوم الواحد.

الضوء الأزرق

على صعيد متصل تحب القهوة وتشرب بضعة فناجين منها يومياً لانها تعزز انتباهك وتركيزك اثناء العمل، لكن الطبيب يحذرك دوما من مخاطرها الجانبية وخصوصا على اعصاب معدتك واليافها. ما العمل اذا؟ الضوء الازرق هو الحل على ما يبدو. اذ تفيد دراسة حديثة نشرتها مجلة بلوس وان ان استخدام الهواتف الذكية والالواح الالكترونية والشاشات الاخرى قبل النوم يمكنه ان يسبب الارق. وفي الواقع فإن الضوء الازرق المنبعث منها يؤدي الى تراجع الميلاتونين المسمى هرمون النوم والذي يتحكم بالساعة البيولوجية.

لكن للضوء الازرق حسناته ايضا. واذا كان يمنع من النوم في الليل، فهذا يعني ان بامكانه ايضاً ابقاءك صاحيا في النهار. هذا ما تؤكده الدراسة التي تفيد ان الضوء يحفز الدماغ شرط استخدامه في الوقت المناسب. وللتأكد من ذلك عمد الباحثون في جامعة ميد سويدن الى المقارنة بين تأثيرات الكافيين (240 ملليغرام) وبين مفاعيل الضوء الازرق (التعرض بمعدل ساعة) على ادمغة 21 شخصاً جميعهم بصحة جيدة.

واخضعوا هؤلاء الى اختبارات تيقظ قبل وبعد تعرضهم للضوء الازرق او تناولهم القهوة، وتبين ان للضوء الازرق تأثيرا اقوى من القهوة على الوظائف الادراكية مثل الذاكرة والحيوية وسرعة رد الفعل. الفارق المهم هو ان الضوء الازرق لا طعم له ولا يمكنه اشعارك بالدفء.

مزارعو فيتنام

من جهة اخرى قد لا يعرف المزراعون في هضاب فيتنام العالية جميعهم الفرق بين "الكابوتشنيو" و"دابل لاتي" الا انهم يتتبعون مباشرة اسعار حبات البن التي يتألف منها هذان النوعان من القهوة بعد اكثر من قرن على ادخال المستعمر الفرنسي لها الى البلاد. فمن الاسعار العالمية التي تردهم ببث مباشر عبر رسائل نصية قصيرة الى انظمة الري المتطورة جدا، ارتقى البن الفيتنامي في غضون 20 عاما الى قمة السوق العالمية عبر استغلال هذه المنطقة الشاسعة من البلاد.

ويقول أما دييم المزارع البالغ 44 عاما "كنت انقل البن الذي انتجه الى السوق على دراجة هوائية. والان اتحقق من اسعار الحبوب عبر هاتفي النقال". فمن خلال ارسال حرفي "سي ايه" الى الرقم 8288 من اي هاتف نقال يمكن للمزارعين الحصول فورا على سعر نوعية البن "روبوستا" في لندن و "ارابيكا" في نيويورك. وهو امر ضروري بالنسبة للمادة الاولية الثانية المتداولة في العالم بعد النفط، والتي يمكن ان تشهد تقلبات سريعة في الاسعار.

ويوضح دييم في مزرعته الواقعة خارج بوون ما ثوت عاصمة البن الفيتنامية "لا نطرح البن في السوق الا اذا تأكدنا من اننا سنحصل على سعر جيد. نتحقق كثيرا من الاسعار". ومزارعو هذا البلد الشيوعي احدثوا ثورة في السوق بانتقالهم بين عامي 1980 و2000 من 0,1 % الى 13 % من الانتاج العالمي وهي قفزة تعتبر مسؤولة عن انهيار الاسعار في التسعينات من القرن الماضي.

وهذا التطور رافقته مشاكل. فالكثير من بلدات الاقليات الاتنية في المنطق خسرت اراضيها اذ انها اضطرت الى التخلي عن الزراعة المكثفة التي كانت تعتمدها لتحل مكانها مزارع صناعية. وقد قمعت تظاهرات في العقد الاول من الالفية. الا ان الهدف المرجو تحقق اذ ان مجموعات عملاقة مثل نستله اصبحت زبائن كبيرة لفيتنام التي باتت ثاني منتج لحبوب البن في العالم.

الا ان فيتنام وارضها البركانية لا تزال تعتبر مزودا كميا اكثر منه نوعيا فنوعية "روبوستا" المرة التي تنتجها لا تقنع كثيرا عشاق الاكسبرسو في العالم وهي تصدر خصوصا على شكل حبوب خام. وعلى رغم ذلك يقول جوناثان كلارك المدير العام لشركة "داكمان" المصدرة ان "فيتنام تشكل ظاهرة رائعة" مشيرا الى "قفزة" الصادرات العام الماضي سمحت لفيتنام بمنافسة البرازيل المنتج الاول عالميا.

في العام 2012 صدرت فيتنام 1,73 مليون طن من البن بقيمة 3,67 مليارات دولار، من نوعية "روبوستا" في العالم التي تستخدم خصوصا في القهوة السريعة التحضير وخلطات اخرى. وفي حين يعاني الطلب في الغرب ركودا، تبحث شركات تحميص البن عن يد عاملة بخسة الثمن وصادرات غير خاضعة للضريبة لتطوير وجودها في آسيا حيث الاستهلاك الى ارتفاع على ما يقول كلارك.

ومع بروز طبقة متوسطة جديدة وثقافة قهوة راسخة جدا تشكل فيتنام مصدر "فرص كبيرة جدا" على ما يؤكد جينلونغ وانغ رئيس مقاهي "ستارباكس" في آسيا-المحيط الهادئ. فالشركة الاميركية العملاقة التي فتحت اول مقهى لها في شباط/فبراير الماضي في هو شي منه (جنوب)، تأمل ان تفتح حوالى مئة متجر مع ان بعضها سيواجه منافسة قاسية من مقاه صغيرة تعتبر عنصرا اساسيا في الحياة الاجتماعية.

لكن يبقى اقناع المستهلكين عبر العالم المعتادين على بن "ارابيكا" مع نسبة 1,5 % من الكافايين، باعتماد "روبوستا" مع نسبة 2,5 %. وهي مهمة وضعها "ملك البن" الفيتنامي داغ لو نغوين فو، نصب عينيه. ويؤكد مؤسسة الشركة العملاقة "ترونغ نغوين"، ان الروبوستا ليس اقل نوعية. جل ما في الامر ان الناس عبر العالم اعتادوا على نوعية ارابيكا". وشركته تمتلك 55 مركز بيع في فيتنام وخمسة في سنغافورة وهي تصدر الى 60 بلدا. بحسب فرانس برس.

وهو يريد الان تحسين نوعية البوب وتطوير الري وخفض استخدام المبيدات الحشرية. ويؤكد انه يريد ان يغزو السوق الاميركية حيث يرى مستقبلا لبن بلاده الذي يحضر بفلاتر فردية مصنوعة من الحديد الابيض والتي يرشح عنها قهوة قوية وسميكة. ويؤكد بثقة "يمكننا ان نتجاوز ستارباكس (..) اريد ان يدرك العالم ان البن الفيتنامي هو الافضل والاكثر نقاوة وله خصوصية كبيرة".

خطط ستاربكس

في السياق ذاته تعتزم شركة ستاربكس التي تستورد حبوب البن من كولومبيا منذ اكثر من 40 عاما افتتاح اول مقهى لها في البلد الواقع في منطقة جبال الانديز العام القادم على ان يقتصر على تقديم قهوة مصنوعة من البن المنتج محليا. وتأمل اكبر سلسلة مقاهي في العالم فتح 50 مقهى على الاقل في مدن في انحاء كولومبيا بدء من العاصمة بوجوتا على مدار السنوات الخمس القادمة.

ويتزامن إعلان الشركة التي مقرها مدينة سياتل الامريكية مع احتجاجات نظمها مزارعو البن المحليون الذين يطالبون الحكومة بتقديم المزيد من الدعم في مواجهة انخفاض الاسعار العالمية والواردات الرخيصة وهو ما يلحق ضررا بأكبر منتج في العالم لحبوب بن ارابيكا. وقال هاوارد شولتز الرئيس التنفيذي لستاربكس "حققنا نجاحا عظيما في أمريكا اللاتينية لكننا تأخرنا كثيرا في الظهور في كولومبيا" مضيفا انه يأمل بافتتاح ست مقاهي على الاقل في العام الأول.

وجعلت حملة عسكرية ضد جماعات متمردة تمولها تجارة المخدرات كولومبيا اكثر اجتذابا للشركات الاجنبية التي كانت تخشى في السابق الاستثمار في البلد عندما كان الصراع بين متمردي فارك والحكومة في ذروته. وإلى جانب خطة افتتاح المقاهي قالت ستاربكس إنها ستشارك مع الوكالة الامريكية للتنمية الدولية في استثمار ثلاثة ملايين دولار في خطة لمساعدة 25 ألف مزارع في المناطق المنتجة للبن المتضررة من الصراع. بحسب رويترز.

الى جانب ذلك أطلقت شركة سكك الحديد السويسرية "سي اف اف" بالتعاون مع مجموعة "ستاربكس" الأميركية في زيورخ أول مشروع نموذجي من "مقهى ستاربكس على متن قطار"، وفق ما جاء في بيان صدر عن شركة "سي اف اف". وسيتسنى لركاب القطارات السويسرية ارتياد مقاهي "ستاربكس" المؤلفة من طابقين.

وأوضحت شركة سكك الحديد السويسرية أن قطاراتها "ستكون اول قطارات في العالم تزود بمقاهي ستاربكس". ويكمن الهدف من هذا المشروع النموذجي الممتد على 9 أشهر في "تنويع العروض التي تقدم في القطارات التابعة لسي اف اف وترويج وسيلة النقل هذه". وقد فتحت "ستاربكس" اول مقهى لها في أوروبا في مدينة زيورخ السويسرية في العام 2001.

فرنسا وامريكا

من جهة أخرى تشهد القهوة اقبالا شديدا هذه الايام في فرنسا لكن ليس تلك التي يحتسيها المرء وهو مقطب الحاجبين لانها خفيفة او لانها كثيرة المرورة، بل قهوة "الباريستا" أو محمصي البن وهم محترفون يعشقون القهوة الاصلية، وبات عددهم يزداد كثيرا في فرنسا. فلا ينبغي الاكتفاء بطلب "اي قهوة" في هذه المقاهي التي تفتح ابوابها في باريس ومدن فرنسا الكبرى بعدما انتشرت في شمال اوروبا. فعلى قائمة هذه المقاهي التي تسودها اجواء "استرخاء" ثمة اكثر من عشرة اقتراحات لفنجان القهوة.

"الباريستا" خبير في القهوة موجود لمساعدة الزبون. ومن اجل تحسين الاطلاع على انواع البن والقهوة يمكن المشاركة في مشغل لتذوق القهوة. و"ثقافة القهوة" هذه تأتي من دول شمال اوروبا فضلا عن استراليا والولايات المتحدة. ويخوض اليوم باتورل الذي يدير "لومي" وهو مقهى اساسي للقهوة في باريس، هذا المجال بعدما عمل في مكان مماثل في سان دييغو في كاليفورنيا. ويروي قائلا "كان الامر رائعا وقلت في قرارة نفسي انه ينبغي فتح مكان مماثل في فرنسا".

وفي فرنسا المعروفة بجبها لملذات الطعام والشراب، يبدو ان المستوى كان متدنيا جدا في هذا المجال. ويقول باتورل "احلم بان اذهب الى مطعم والا اخشى طلب فنجان قهوة". ويقول ايبوليت كورنري من محمصة البن "لابربر آ كافيه" المفضلة لدى العاملين في فن الطبخ "ثمة ثقافة للقهوة في فرنسا لكنها بعيدة عن حسن تمييز المذاقات".

ويعتبر ان مذاق الفرنسيين تعود على "نوع بديل من البن". ولم تساعد في الامر مرورة بن "روبوستا" الاتي من المستعمرات الفرنسية وضغوط الصناعات الغذائية الكبيرة. الا ان الامور تتغير تدريجا. فسلسلة "ستارباكس "الاميركية وخصوصا كبسولة "نيسبريسو" ساهمت كثيرا في الامر. ويقول ايبوليت كورتري ان "الفرنسيين ادركوا ان ثمة فرقا بين قهوة وقهوة اخرى".

وتزود شركتا "لاربر آ كافيه" و"لومي" المطاعم صاحبة النجوم والمقاهي بالبن الجيد وتدرب اشخاصا محترفين على فهم طريقة التعامل مع البن. الا ان الافراد يركبون الموجةايضا. فايبوليت كوتري يبيع "البن الاستثنائي" الذي يحضره ويحمل اسماء نحو عشرة منتجين يتعامل معهم، في متجره الواقع في وسط باريس.

ومقهى "لومي" الواقع في الدائرة الثامنة عشرة يكتظ بالزبائن على الدوام. وعلى قائمته حوالى عشرين نوع قهوة من اسبرسو اليوم وكافيه موكا فضلا عن قهوة مصدرها البرازيل واثيوبيا واندونيسيا، وقهوة "ميلكشيك" وقهوة بالجبن حتى. وتراوح الاسعار بين 2,20 يورو و13 يورو. ويأسف ايبوليت كورتي "لتقليد اوروبا الشمالية والدول الناطقة بالانكليزية. فنحن نستورد بدلا من استحداث قهوتنا الخاصة بنا".

ويقول اليوم باتورل "هذه الموجة من القهوة الشمالية لا تلبي حاجات الفرنسيين. فنحن نحتاج الى قهوة تعتمد على المرورة اكثر من الحموضة". لكنه اعتبر ان شوطا قد قطع على مستوى النوعية. ويتوقع ان تبدأ المطاعم والمقاهي قريبا بتقديم نوعية افضل من القهوة. وقد ادرج طهاة كبار القهوة في وصفاتهم ويتحدث باتورل عن طبق سمكة تونة بالخضار مطهوة بحساء مصنوع من البن.

الى جانب ذلك ذكرت الدراسة السنوية لرابطة القهوة القومية التابعة لاتجاهات شرب القهوة القومية الأمريكية إن عدد البالغين الأمريكيين الذين يتمتعون باحتساء قدح من القهوة تراجع إلى 61 بالمئة هذا العام من 63 بالمئة العام الماضي. وعلى الرغم من هذا التراجع ارتفعت شعبية مشروبات القهوة التي تدخل القهوة الايطالية سريعة التحضير "اسبرسو" كجزء من مكونات تحضيرها مثل الكابتشينو واللاتيه بنسبة 18 بالمئة في الاستطلاع الذي أجري على 3000 بالغ يحتسون هذه القهوة يوميا. وتتجاوز هذه النسبة تلك التي تم تسجيلها العام الماضي والتي كانت عند 13 بالمئة.

كما ارتفعت نسبة الأمريكيين الذين يحتسون قهوة الذواق يوميا بنسبة 34 بالمئة من البالغين الذين شملهم الاستطلاع ارتفاعا من 31 بالمئة في 2013. وفي الوقت نفسه وصلت نسبة احتساء قهوة غير الذواق اليومية 35 بالمئة انخفاضا من 39 بالمئة العام الماضي والتي قالت عنها الدراسة إنها تصدرت التراجع في إجمالي احتساء القهوة اليومية. بحسب رويترز.

وتعرف قهوة الذواق على أنها مشروبات تدخل الاسبرسو في صنعها بالإضافة إلى القهوة العادية المصنوعة من البن والتي يعتبرها من يحتسي هذه القهوة إنه ذواق. كما تغيرت الطريقة التي يصنع بها الأمريكيون قهوتهم حيث قال 29 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع إنهم يصنعون قهوتهم في اليوم السابق مع قدح واحد من شراب التصنيع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/آيار/2014 - 6/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م