الهند... تجربة انتخابية كبرى تعزف على اوتار العنف والطائفية

 

شبكة النبأ: في ثاني أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان "أكثر من مليار ومئتان مليون نسمة"، وتجري فيها أوسع تجربة لممارسة الديمقراطية في العالم عن طريق الاقتراع "أكثر من ثمانمائة مليون يحق لهم الانتخاب" لاختيار رئيس الوزراء.

في الهند، كما يشير المحللون، يلعب العامل الديني دوراً مهماً في تحديد توجهات النخاب، خصوصاً وان الخلافات الدينية بين الهندوس والمسلمين ما زالت تذكي مشاعر العداء والخلاف لدى الطرفين والتي تنمو وتتسارع وتيرتها كلما قربت الانتخابات واشتدت المنافسة.

وبعد ان تبادل المرشحين والأحزاب الرئيسية الاتهامات فيما بينهم، مستخدمين العامل الديني والقومي لكسب جمهور يرجح هذا الخيار.

المنافسة الأكبر انحصرت بين حزب المؤتمر الحاكم وحزب بهاراتيا جاناتا، الذي رشح الهندوسي ناريندار مودي لمنصب رئيس الوزراء، وقد اشارت استطلاعات الراي الى تقدمه وحزبه في أكثر من ولاية هندية.

وقد اختلف الحديث عن "مودي" بين داعم له ورافض، سيما وانه متهم بأعمال عنف طائفية بولاية جوجارات في 2002 قتل خلالها أكثر من ألف شخص معظمهم مسلمون، إضافة الى انه من الهندوس القوميين التي يعتقد أنها تشكل "خطرا على السلم الاجتماعي في المجتمع الهندي المتنوع" كما اشارت سونيا غاندي زعيمة حزب المؤتمر الهندي.

وفي السباق الانتخابي الذي يسعى الحزب المعارض بمرشحه "مودي" الحصول على الأغلبية، هناك العديد من العقبات التي عليه تجاوزها اولاً، سيما وان ازمة الثقة بين المسلمين ومودي بدئت بالظهور، الامر الذي يعكس واقع الهند بعد الانتخابات.

الاوفر حظاً

الى ذلك خرج آلاف من أنصار المرشح الهندوسي القومي ناريندرا مودي لاستقباله في الوقت وهو يدشن حملته الانتخابية في مدينة فاراناسي المقدسة في استعراض للقوة للمرشح الذي يحتمل أن يصبح رئيس وزراء الهند، وخاضت الهند خمسة من عشر مراحل في الانتخابات البرلمانية.

وفاراناسي هي إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم وهي مركز للهندوس الذين يفدون إليها ليتطهروا من خطاياهم في النهر المقدس، ومن المتوقع أن يحقق فيها مودي فوزا سهلا، لكن في ظل وجود تجمع كبير للمسلمين وتعدد فئات الهندوس فستكون المدينة والمنطقة المجاورة اختبارا لما إذا كان مودي سيستطيع أن يتجاوز الانقسامات التي عرقلت مسار حزبه في الماضي.

وخاض مودي هذا التحدي في خضم انتقادات وجهت له بان سياساته ستقوم على تفضيل الفئة العليا من الهندوس فأدلى مودي بتصريحات شابتها نبرة تصالحية تجاه الأديان الأخرى وتوجه ليسجل نفسه مرشحا بصحبة قائد زورق في نهر الجانج ينتمي لفئة أدنى في الطائفة الهندوسية، وقال مودي (63 عاما) "أتشرف بخدمة هذا المكان، قلبي يحدثني بأنني لم آت هنا، الجانج الأم دعتني".

وتحت شمس حارقة لوح مودي لانصاره من شاحنة قبتها مفتوحة الذين استقبلوه بالرقص فوق الأسطح والتلويح بالأعلام بينما توجه موكبه إلى مكتب ليسجل نفسه مرشحا عن حزب بهارتيا جاناتا المعارض، وقال براتيك جوبتا وهو تاجر ارتدى قبعة كتب عليها "مودي لرئاسة الوزراء" "الدعم الذي يحصل عليه لم يسبق له مثيل".

وفي المرحلة السادسة من الانتخابات في مناطق أخرى من الهند يدلي ما يزيد بقليل على 180 مليون ناخب مسجل بأصواتهم في الانتخابات التي تضع مودي المؤيد لقطاع الأعمال في مواجهة مع حكومة يسار الوسط التي تحكم منذ نحو عشرة أعوام بالإضافة لطيف من الاحزاب الإقليمية، وتظهر استطلاعات الرأي أن ائتلافا يقوده حزب مودي سيفوز على الأرجح بما يكفي من مقاعد البرلمان البالغ عددها 543 مقعدا لتشكيل الحكومة المقبلة لكنه قد يحتاج لدعم أحزاب إقليمية أخرى.

ويسعى ائتلاف مودي لحصد نصف مقاعد البرلمان بمفرده لكن تلك المساعي قد تتعثر بسبب من يلومون مودي على فتنة طائفية في مسقط رأسه بولاية جوجارات في 2002 قتل خلالها أكثر من ألف شخص معظمهم مسلمون، ولم تجد المحكمة الدستورية أدلة كافية لمحاكمة مودي وينفي السياسي الهندوسي اتهامات بأنه لم يبذل ما يكفي من الجهود لمنع أعمال الشغب، وقال إنه سيحكم لصالح كل الهنود وليس الهندوس فحسب بعد أن أدلى بعض الحلفاء بتصريحات غاضبة.

ويشكل المسلمون واحدا من كل ستة من ناخبي فاراناسي ويقول كثير منهم إنهم سيدعمون أرفيند كيجريوال وهو مرشح مناهض للفساد من دلهي قدم أوراق ترشيحه، وقال فياض أحمد وهو يراقب كيرجيوال الذي كان يتحرك في سيارة جيب سوداء " مودي رجل سيء للغاية، لا نحبه وسيدمر البلاد".

وقد نأى زعيم المعارضة مودي بنفسه عن زملاء له من أقصى اليمين الهندوسي وطالبهم بالتركيز خلال حملتهم الانتخابية على قضايا النمو بدلا من مهاجمة الأقلية المسلمة والليبراليين، وقال مودي على موقع تويتر على الانترنت "التصريحات التافهة التي يطلقها من يزعمون انهم من انصار حزب بهاراتيا جاناتا تبعد الحملة عن قضايا التنمية والحكم الرشيد"، وأضاف "أعارض مثل هذه التصريحات غير المسؤولة وأناشد من يرددها أن يتكرم ويمتنع عن ذلك".

وقال جيريراج سينغ وهو أحد زعماء الحزب في ولاية بيهار إن من يعارضون مودي عليهم ان يتركوا الهند ويذهبوا الى باكستان بعد فوز حزب المعارضة في الانتخابات وتشكيله الحكومة، وتعيش في باكستان غالبية مسلمة بينما غالبية سكان الهند هندوس.

وبعدها بيومين عرضت قنوات تلفزيونية تسجيل فيديو لبرافين توجاديا وهو عضو نشط في منظمة فيشوا هندو باريشاد التي تتفق مع حزب بهاراتيا جاناتا في الرؤية السياسية العريضة وهو يقدم المشورة عن سبل منع المسلمين من شراء ممتلكات في المناطق التي تقطنها غالبية هندوسية، ونفى توجاديا ذلك وقال انه نصح الهندوس بأن يطلبوا عون الشرطة في أي نزاع على الملكية مع المسلمين.

لكن هذه التصريحات أثارت رغم ذلك مخاوف عن وضع الأقليات الدينية تحت حكومة للحزب الهندوسي الذي يقول منافسون إن انحيازه راسخ ضد مسلمي الهند وعددهم 150 مليونا، لم يسلم مودي نفسه من إتهامات بانه شجع أو غض الطرف عن الاضطرابات التي وقعت بين الهندوس والمسلمين في جوجارات عام 2002 وهي ولاية رأس حكومتها طوال 13 عاما، وقتل في أعمال العنف أكثر من ألف شخص غالبيتهم مسلمون.

ونفى مودي مرارا هذه الاتهامات كما لم يتوصل تحقيق للمحكمة العليا الى دليل يمكن محاكمته على أساسه، وقال ابهيشيك مانو سينجفي وهو أحد زعماء حزب المؤتمر الحاكم مشيرا الى تغريدات مودي التي تنتقد تصريحات زملائه "هذه دموع التماسيح، لن تجدي".

الحزب المعارض

من جانبه يتجه حزب بهاراتيا جاناتا المعارض في الهند الى تحقيق مكاسب في ولايتين كبيرتين في الجنوب والشرق في المرحلة السادسة من الانتخابات العامة وهو ما يمكن ان يساعده في تحقيق أغلبية مستقرة في البرلمان، وتوقع مسح أخير لاستطلاعات الرأي ان يحقق حزب بهاراتيا جاناتا وحلفاؤه في ولاية تاميل نادو في الجنوب والبنغال الغربية في الشرق حضورا قويا يمكن ان يساعده في تقليل الاعتماد على المرأتين اللتين تحكمان الولايتين وثبت في السابق أنهما شريكتين متقلبتين في التحالف.

وتستغل المعارضة التي يتزعمها القوميون الهندوس تحت قيادة مرشحهم لتولي منصب رئيس الوزراء ناريندرا مودي موجة غضب عام ضد حزب المؤتمر الحاكم بشأن كثير من فضائح الفساد وتباطؤ الاقتصاد، وبينما ركز مودي على قضايا التنمية فان بعض زملائه في أقصى اليمين الهندوسي سعوا الى التطرق الى قضايا مثيرة للانقسام يقول منافسوهم انها تهدف الى استقطاب الناخبين في معاقل حزب بهاراتيا جاناتا في الشمال والغرب.

كما يتطلع حزبه الى ان يكون له تواجد في الجنوب والشرق لتحقيق أغلبية صريحة وهو شيء لم يتمكن أي حزب في الهند من تحقيقه في نحو عقدين، وقال الرئيس السابق لحزب بهاراتيا جاناتا فنكايا نايدو "في هذه الانتخابات نتوقع اسهاما كبيرا من الجنوب" مضيفا ان الحزب يريد زيادة حصيلته الجنوبية الى 50 مقعدا من 19 مقعدا في الانتخابات السابقة التي جرت في عام 2009. بحسب رويترز.

وأظهرت استطلاعات رأي أجرتها انديا توداي، ان حزبا محليا تتزعمه جيارام جايالاليتها رئيسة الوزراء القوية لولاية تاميل نادو سيفوز بمعظم المقاعد لكنها ليست كافية للهيمنة على الولاية لان الحملة الانتخابية النشطة لمودي للحصول على أغلبية صريحة حققت إنجازات، وفي البنغال الغربية اختار ثلث الناخبين مودي كاختيارهم الاول لتولي منصب رئيس الوزراء متقدما على رئيسة وزراء الولاية ماماتا بانيرجي التي تتزعم جماعة محلية، ويتوقع ان يفوز حزبها بالمقاعد المتأرجحة في الولاية.

وكانت بانيرجي متحالفة مع الائتلاف الحاكم الذي يقوده حزب المؤتمر حتى أواخر 2012 عندما انسحبت احتجاجا على قراره بالسماح بدخول سلاسل متاجر أجنبية السوق الهندية التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار، وينظر الى كل من جايالاليتها وبانيرجي على أنهما ينتميان الى حزبين يمكن ان يلجأ اليهما مودي اذا لم يحصل على أغلبية في عدد الاصوات على مستوى البلاد.

الحزب الحاكم

من جانبها قامت سونيا غاندي رئيسة حزب المؤتمر الهندي الحاكم بمناشدة مباشرة نادرة للأمة ودعت الجماهير إلى عدم التصويت لمعارضة قالت إنها تتحرك "بالكراهية والكذب" في الانتخابات العامة في البلاد، وبثت كلمة غاندي ومدتها ثلاث دقائق في وقت الذروة على قنوات تلفزيونية باللغة الهندية بينما أظهر استطلاع للرأي لأول مرة أن تحالفا بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي قد يفوز بأغلبية مطلقة في الانتخابات.

وقالت أرملة رئيس الوزراء راجيف غاندي الإيطالية المولد في الكلمة "رؤيتهم التي تخيم عليها الكراهية والكذب وأيديولوجيتهم المسببة للشقاق والاستبدادية ستدفعنا إلى، الخراب"، ولفتت غاندي (67 عاما) الأنظار في محاولة لتجنب ما تتوقع استطلاعات أن تكون أسوأ هزيمة في الانتخابات لحزب المؤتمر بعد حملة ضعيفة بقيادة ابنها ووريثها السياسي راهول.

ورفض حزب بهاراتيا جاناتا الخطاب وقال إنه "خطاب وداع ناتج عن اليأس" ويؤكد على ميزة حصدها الحزب من روايات في الآونة الأخيرة لمطلعين في الحكومة السابقة تقول إن سونيا غاندي كانت تقيد حرية رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ.

وقال براكاش جوادكار المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا "تريد أن تمنح السلطة للشعب لكنها لم تمنح السلطة لرئيس الوزراء"، ولم تذكر سونيا غاندي التي كانت ترتدي الملابس التقليدية باللون الأحمر الداكن اسم ناريندرا مودي مرشح حزب بهاراتيا جاناتا لرئاسة الوزراء.

لكن تصريحاتها استهدفت بوضوح القومية الهندوسية التي تعتقد أنها تشكل خطرا على السلم الاجتماعي في المجتمع الهندي المتنوع الذي يضم 1.2 مليار نسمة، وقالت غاندي "هذا هو قلب وروح الهند الذي نحارب لحمايته في هذه الانتخابات من أولئك الذين يسعون إلى تغييره وتفريقنا".

وقال باليان (42 عاما) وهو وسيط عقارات وزعيم قروي "سيشعر المسلمون بالضغط مع تولي مودي السلطة، لن يتجرأ اي منهم على رفع صوته"، وأيد رأيه مجموعة من الأصدقاء كانوا يتحلقون حوله.

وتشيع هذه الآراء في المستوطنات المنتشرة حول حزام مزارع قصب السكر في مظفر نجار في ولاية أوتار براديش في شمال الهند التي شهدت اقتتال ديني مميت العام الماضي، وقتل شرطيان في هجوم متصل بالانتخابات على أيدي متشددين ماويين في ولاية بيهار في شرق الهند، لكن لم ترد تقارير عن أعمال عنف كبيرة أثناء الاقتراع في مظفر نجار حيث يحظى مودي بشعبية جارفة ويخشى المسلمون على مستقبلهم.

وخلف القتال في مظفر نجار والمناطق المحيطة حوالي 65 قتيلا بينهم أربعة في قرية باليان التي تقع على بعد 118 كيلومترا شمال شرقي دلهي، وينحى باليان مثل كثيرين غيره من الناخبين في هذه القرى باللائمة على أحياء المسلمين في بدء العنف وعلى حكومة الولاية لرفضها سجن المتورطين فيه.

ويخاطب حزب بهاراتيا جاناتا مشاعر الهندوس بأنهم الضحية وهو نفس ما يردده باليان، ووجهت السلطات الانتخابية لوما شديدا لمدير حملة مودي الانتخابية آميت شاه بسبب الخطب التي ألقاها في أنحاء مظفر نجار والتي تبرر على ما يبدو أعمال الشغب وتتهم المسلمين باغتصاب الهندوس وقتلهم وإذلالهم.

وتظهر استطلاعات الرأي أن مودي هو الأوفر حظا في تولي رئاسة الوزراء في الهند لكن حزب بهاراتيا جاناتا يحتاج إلى تحقيق فوز كبير في ولاية أوتار براديش التي يساوي عدد سكانها عدد سكان البرازيل والتي تشارك بأكبر عدد من المشرعين في البرلمان.

ومن بين سكان الهند البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة يبلغ عدد المسلمين 150 مليونا ويشكلون أقلية كبيرة في ولاية أوتار براديش، وقال محللون إن الحزب يوجه نداء للناخبين في اللحظة الأخيرة للحصول على تأييدهم في هذه الولاية المهمة من خلال إضافة القضايا الدينية والطبقية إلى دعايته.

وأبقى برنامج الحزب على عدد من القضايا المهمة بالنسبة للقوميين الهندوس الذين يشكلون القاعدة العريضة للحزب ومن بينها التخلص من قوانين تطبق على المسلمين وحدهم ويعتبرها الحزب محاباة لهم، وجميع ضحايا أعمال الشغب التي وقعت العام الماضي هم تقريبا مسلمون من بينهم حوالي 12 ألفا شردوا ويقيمون الآن في خيام على أراض اشتروها بأموال التعويضات.

ويبدو أن حزب بهاراتيا جاناتا ليس هو الحزب الوحيد الذي يسعى للاستفادة من التوتر بين المسلمين والهندوس في الهند الذي يعود الى قرون والذي اندلع بحملة واسعة من إراقة الدماء أودت بحياة مئات الآلاف من القتلى عندما قسمت المستعمرة الهندية في عام 1947 إلى الهند وباكستان.

ويحاول حزب سماجوادي الذي يسيطر على حكومة أوتار براديش استقطاب المسلمين. وسعى حزب المؤتمر الحاكم للحصول على تأييد إمام أكبر مسجد في الهند وحصل عليه، لكن مودي يسيطر على ما يبدو على تأييد كثير من الهندوس.

خرق قواعد الانتخابات

فقد فتحت الشرطة الهندية تحقيقا ضد السياسي القومي الهندوسي ناريندرا مودي المرجح أن يصبح رئيسا للوزراء بعد أن أشار برمز حزبه وألقى كلمة في أعقاب إدلائه بصوته وهو ما يعد خرق قواعد الانتخابات

وسجل نحو 139 مليون ناخب أسمائهم في 89 دائرة للإدلاء بأصواتهم في المرحلة الثامنة من الانتخابات الماراثونية التي يتنافس فيها مودي مع حزب المؤتمر الحاكم الذي تتزعمه سلالة نهرو غادي، ومن المقرر إعلان النتائج في 16 مايو أيار، وأدلى مودي بصوته في مسقط رأسه بولاية جوجارات ورفع رمز زهرة اللوتس وألقى كلمة وجه فيها انتقادات لاذعة لكبار الشخصيات في حزب المؤتمر ساخرا منهم لتجنبهم خوض سباق الانتخابات.

وقال مودي وسط هتافات من حشد كبير عند مركز الاقتراع في مدينة أحمد أباد أكبر مدن ولاية جوجارات "رئيس الوزراء نفسه لا يخوض الانتخابات، وزير المالية لا يخوض الانتخابات، جميع زعمائهم الكبار ابتعدوا"، والتقط صورة لنفسه وهو يلوح برمز زهرة اللوتس والحبر على اصبعه بعد التصويت ونشرها على موقع تويتر.

وتلزم اللوائح الانتخابية السياسيين بعدم تنظيم تجمعات انتخابية أو استخدام وسائل الإعلام "لعرض أي أمور متعلقة بالانتخابات على الجمهور" خلال 48 ساعة من الانتخابات، وقال قائد شرطة جوجارات بي سي ثاكور إنه تم فتح تحقيق أولي ضد مودي بناء على طلب اللجنة الانتخابية، وأضاف ثاكور "بدأ الفرع الجنائي في أحمد أباد تحقيقات".

وتصل أقصى عقوبة لخرق اللوائح الانتخابية إلى السجن لمدة عامين لكن ليس من المرجح توجيه أي اتهام لمودي، وأحدث مودي تحولا كبيرا في الساحة السياسية الهندية بحملة جمعت بين استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية وتنظيم تجمعات حاشدة وصلت إلى خمسة تجمعات يوميا.

وتشير استطلاعات الرأي إلى ان الائتلاف الذي يقوده حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي يأتي في الصدارة بفارق كبير وسط توقعات بأن يسجل الحزب الحاكم الذي قاد الهند للاستقلال عن بريطانيا عام 1947 وهيمن على الساحة السياسية منذ ذلك الحين أسوأ نتيجة في تاريخه، لكن معظم الاستطلاعات تشير إلى أن حزب بهاراتيا جاناتا لن يحصل على العدد المطلوب من المقاعد للحصول على أغلبية في البرلمان وهو 272 مقعدا مما يعني أنه سيتعين عليه التحالف مع أحزاب أخرى.

اعمال عنف انتخابية

فيما قتل تسعة على الأقل من ضباط الشرطة ومسؤولي الانتخابات في الهند في هجومين وقع أحدهما في منطقة تشهد هجمات مسلحة تشنها جماعات ماوية في حين وقع الهجوم الآخر في كشمير التي تسكنها أغلبية مسلمة حيث يقاطع كثيرون الانتخابات، وقال المتحدث باسم الشرطة أنوراج جوبتا إن ثمانية من الشرطة ومسؤولي الانتخابات قتلوا عندما فجر المهاجمون الذين تشتبه الشرطة بأنهم متمردون يساريون حافلة تقل موظفي انتخابات في دومكا في ولاية جارخند في شرق الهند، وخمسة من القتلى من الشرطة، وأصيب خمسة آخرون.

وولاية جارخند جزء من حزام يمتد في شرق الهند المعرض لهجمات على أيدي متمردين يستهدفون السياسيين وجال الأعمال الذين يعتقد أنهم متواطئون لتدمير سبل عيش الجماعات القبلية المحلية، وقتل مسؤول انتخابي وأصيب خمسة أشخاص في الهجوم الثاني المسلح الذي وقع في إقليم كشمير حيث لم يذهب كثير من الناس للتصويت في دائرة انتخابية شهدت أعمال عنف قبل الانتخابات. بحسب رويترز.

وقال قائد شرطة جنوب كشمير فيجاي كومار "أطلق متشددون النار على موظف انتخابات في منطقة شوبيان في جنوب كشمير فقتل مسؤولا انتخابيا وأصاب خمسة آخرين بينهم موظفان انتخابيان وثلاثة من الشرطة"، والاقتراع هو المرحلة السادسة من الانتخابات التي تجرى على عشر مراحل وعلى مدى خمسة أسابيع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/آيار/2014 - 6/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م