انتفاضة البحرين... صرخة حقوقية تهز أركان السلطة الحاكمة

 

شبكة النبأ: الكل يتذكر عندما انطلقت شرارة الربيع العربي عام 2011، وكيف حاولت الشعوب المظلومة تحت حكام مستبدين او اسر مالكة لمقاليد الأمور، ان تسمع صوتها الى العالم، رافضة الاستمرار في قبول الدكتاتورية والتسلط.

وقد كان الشعب البحريني، أحد هذه الشعوب الثائرة، التي تفاعلت مع الربيع العربي وتفاعل الربيع معها، حتى باتت تعرف بـ"ثورة اللؤلؤة"، كما انها امتازت بالسلمية المطلقة حتى اطلق عليها ايضاً بـ"ثورة الورود"، وطالب من خلالها المواطنين برفع التمييز عن المسلمين الشيعة "الذين يشكلون 80% من المواطنين البحرينيين"، وعدم الاستئثار بالمناصب وتركيز السلطة بيد العائلة الحاكمة "ال خليفة"، إضافة الى تغيير الملكية من مطلقة الى دستورية.

في بادرة غير مسبوقة، وبدلاً من الاستماع الى هذه المطالب الشعبية، فضت قوات النظام التابعة لحكام ال خليفة، المظاهرات السلمية بالقوة المفرطة والعنف المتعمد، بل وعمدت الى إزالة "دوار اللؤلؤة" من الوجود بعد ان أصبح رمزاً للمطالبة بالحقوق، كما استعانت بقوات درع الجزيرة الأجنبي "قوات سعودية واماراتية" لقتل شعبها، مما عرضها الى ادانات دولية وحقوقية واسعة استهجنت هذا القسوة من قبل النظام الحاكم.

وقد أشار العديد من المحللين، الى ان استمرار نظام ال خليفة في استخدام العنف ضد المتظاهرين والنشطاء المطالبين بالحقوق، يمكن ان يؤدي لاحقاً الى انفجار حقيقي في المواقف، والتي تمثلت بالوسائل التالية:

1. استخدام الغازات المسيلة للدموع ورصاص الشوزن "محرم دولياً"، لتفريق المتظاهرين، والتي تعرض من خلالها العديد من الأشخاص للاختناق او الحرق او الإصابات الخطيرة الت أدت الى وفاة الكثير منهم.

2. المداهمات والاعتقالات العشوائية، وممارسة التعذيب والتهديد بالاعتداء اثناء التحقيق لنزع الاعترافات بالقوة.

3. الاحكام المطولة للمتهمين بتهم لم تثبت اغلبها، إضافة الى عدم توفير محاكمات يمكن ان توصف بالعادلة، كسماع شهادة الشهود او توفير فرصة للمتهم بالدفاع عن نفسه.

4.الاستهزاء بالمقدسات والشعائر الدينية للأغلبية في البحرين من المسلمين الشيعة، من خلال هدم عشرات المساجد وترحيل رجال الدين وحل أكبر مؤسسة دينية للشيعة في البحرين "المجلس العلمائي" ومصادرة أموالها، إضافة الى الاعتداء على المواطنين اثناء ممارستهم لشعائرهم الدينية.

5. إضاعة جهود المصالحة او الحوار الهادف الى توفير الحد الأدنى من المطالب الشرعية للمواطنين.

6. دمج المطالب والمظاهرات السلمية بأعمال إرهابية حدثت في المملكة من قبل جماعات مجهولة المصدر، من اجل خلط الأوراق وايهام الراي العام بان من يفعل ذلك هو جهة واحدة.

ويبدو ان دفع السلطة للمواطنين والمتظاهرين السلميين باتجاه التطرف واضح، من خلال استمرار قوات نظام ال خليفة بالضغط والعقاب الجماعي على المحتجين بقسوة غير مبررة، للاستفادة لاحقاً من أي ردة فعل قد تصب في مصلحة النظام، لسلب روح الثورة في البحرين وتحويلها الى مجرد اعمال تخريبية.

التحول إلى التطرف

في سياق متصل ينظم عشرات الشبان الملثمين المتشحين بالسواد استعراضات بقرى شيعية في البحرين بعضهم يحمل قنابل حارقة بينما يردد آخرون هتافات معادية لأسرة آل خليفة التي تحكم المملكة منذ القرن الثامن عشر، ويقفز بعض الملثمين من خلال حلقة من النار ويزحفون من تحت أسلاك شائكة في مكان بدا كساحة تدريب في الصحراء، وانشغل آخرون بصنع قنبلة بدائية الصنع فيما يبدو. بحسب رويترز.

وبثت على الانترنت مقاطع فيديو تضمنت مثل هذه المشاهد خلال الشهور القليلة الماضية وكان من الممكن اعتبارها صرخة لجذب الانتباه من قبل الطائفة الشيعية الكبيرة في البحرين ومسعى لدعم قضية الاصلاح الديمقراطي.

والمؤكد هو أن هذه الاستعراضات لا تضاهي من حيث الحجم أو التسليح عروض الميليشيات العسكرية الشيعية في دول أخرى بالشرق الأوسط مثل حزب الله في لبنان أو جيش المهدي في العراق، كما أن القنابل لا تؤثر على سير الحياة اليومية في معظم مناطق البحرين حيث تستهدف التفجيرات قوات الأمن في القرى التي يغلب على سكانها الشيعة بعيدا عن العاصمة.

غير أن ثمة مخاوف من أن يكرس جمود يخيم على الجهود السياسية لحل صراع مستمر منذ ثلاث سنوات مشاعر الإحباط بين الشبان الشيعة ومن بينهم متهورون لا تسيطر عليهم جمعية الوفاق الوطني الإسلامية المعارضة. بحسب رويترز.

وقال شاب يبلغ من العمر 21 عاما لم يذكر من اسمه سوى في قرية الجنبية الشيعية "نحن نقاتل من أجل حقوقنا ولا يمكن لأحد أن يوقفنا، سيستكمل الصغار ما بدأه آباؤهم وأشقاؤهم وأعمامهم، الكثير منا فقد فردا في عائلته، أصبح هذا هو السائد، لكننا نقاتل وسنقتل من يقتلنا".

وتعاني البحرين التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي من اضطرابات أهلية محدودة لكنها مستمرة منذ قمع انتفاضة قادها الشيعة في 2011 لتصبح البلاد ساحة قتال على النفوذ في المنطقة بين السعودية وإيران، ويرفع الكثير من الشبان في مقاطع الفيديو علم ائتلاف شباب 14 فبراير وهو ائتلاف على الانترنت ينظم احتجاجات مناهضة للحكومة منذ قمع قوات الأمن لمظاهرات حاشدة خرجت في شهري فبراير شباط ومارس اذار 2011 واستلهمت انتفاضات ما يعرف باسم "الربيع العربي".

وأعلنت سلطات البحرين الائتلاف الذي استوحى اسمه من تاريخ بدء انتفاضة 2011 تنظيما ارهابيا إلى جانب جماعتين أقل شهرة هما سرايا الأشتر وسرايا المقاومة مما كرس مناخ المواجهة، واستمر متظاهرون أغلبهم من الشيعة في تنظيم احتجاجات صغيرة بوتيرة شبه يومية لمطالبة الأسرة السنية الحاكمة بإقامة نظام ملكي دستوري.

لكن بعض الاحتجاجات تحولت إلى العنف مع إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والخرطوش على شبان يحرقون الإطارات ويرشقون قوات الأمن بالحجارة والقضبان المعدنية والقنابل الحارقة، ويتركز العنف في القرى الشيعية بعيدا عن المنامة فلا تتأثر به أعمال الشركات ولا الأجانب. بحسب رويترز.

وهناك مخاوف من وقوع هجوم عنيف يدخل البحرين في دائرة عنف أشد، ويزداد التوتر في ظل عدم وجود حل لمشاكل يعبر عنها الشيعة خاصة بين شبان يقول كثيرون منهم إن بعض أقاربهم إما قتلوا برصاص الشرطة أو أنهم في السجن، ويشتكي الشيعة في البحرين مما يصفونه بالتهميش السياسي والاقتصادي وتنفي الحكومة هذا الاتهام، ويقول جاستن جنجلر وهو خبير في شؤون البحرين بجامعة قطر إن الخوف من تحول الشبان إلى التطرف "نتيجة متوقعة".

وأضاف "عندما يشعر قطاع كبير من السكان بأن ما يسمى بالمؤسسات النيابية تحشد ضدهم وأنه ما من سبيل للإصلاح فليس من المدهش أن يتحول إلى أساليب خارج نطاق السياسة لإحداث التغيير"، وقال دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه "يتم احتواء التوتر، إنه تحت السيطرة إلى حد كبير.

وتقول مصادر دبلوماسية وأمنية في المنامة إن هناك مؤشرات متزايدة على دعم إيراني لجماعات "عنيفة" مناهضة للحكومة في البحرين، وتشير إلى محاولة فاشلة لتهريب متفجرات وأسلحة بعضها صنع في إيران وسوريا إلى داخل البلاد في زورق العام الماضي، وقال الدبلوماسي الغربي "الدليل راسخ، الإيرانيون لهم دور"، وأضاف أن خبرة الجماعات المنفذة للهجمات في صنع المواد المتفجرة تزداد، وتنفي إيران دائما اتهامها بتأجيج التوتر لكنها تناصر قضية المعارضة الشيعية في البحرين. بحسب رويترز.

وتشمل مقاطع فيديو تبث على الانترنت لقطات يرد أنها لبعض التفجيرات التي أسفرت عن قتل أو إصابة رجال الشرطة في الشهور القليلة الماضية، وفي أحد هذه المقاطع يجري شبان ملثمون يحملون القنابل الحارقة ثم يلقوها على عربة مصفحة تابعة للشرطة، وتشتعل النيران في السيارة وتتحرك بعيدا بينما تتعالى تكبيرات الشبان.

وترفق هذه المقاطع أحيانا بأجزاء من خطابات للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أو أغان تدعو إلى "تلبية نداء الائتلاف"، ولم يتسن التحقق من هذه المقاطع بشكل مستقل، وأشار بعض المعلقين إلى أنها قد تكون من صنع موالين للحكومة يريدون حشد التأييد للسلطات، لكن محللين ومصادر أمنية ودبلوماسية يقولون إن الزيادة الأخيرة في وتيرة وقوة التفجيرات التي تستهدف أساسا رجال الشرطة تشير إلى زيادة مستوى خبرة المهاجمين وتدريبهم مقارنة بها قبل عامين.

وينتمي محمد السيد إلى حركة تطلق على نفسها اسم مواطنين من أجل البحرين وتقول إنها حركة الكترونية معتدلة، ويقول السيد إن هناك مخاوف متزايدة من تنامي تأييد المتطرفين من الشيعة والسنة على السواء.

وقال "إن مبعث الخوف الرئيسي الآخر بين مواطني البحرين هو استغلال الأطفال، إنهم يغلقون الطرق ويحرقون الإطارات بل ويحملون القنابل في بعض المناطق، إذا كان هذا هو ما سنواجه في مستقبل شبان البحرين فماذا سيحدث في غضون عشر أو عشرين سنة؟ وإلى أي مدى من الاستقطاب والتطرف سيصلون؟".

وكان اجتماع بين ولي العهد في البحرين وزعماء المعارضة في يناير كانون الثاني قد أنقذ محادثات المصالحة من الانهيار لكن انعدام الثقة المتبادل له جذور عميقة، ولم يتحقق تقدم كبير منذ ذلك الحين وقالت المعارضة إن المحادثات "مجمدة".

وقالت القوى المعارضة في بيان "الأزمة السياسية العميقة لن تحلها الحوارات الشكلية التي هدفها تقطيع الوقت وتواصل انتهاكات حقوق الإنسان"، لكن وزيرة الإعلام البحرينية سميرة رجب قالت في تصريحات نقلتها وكالة أنباء البحرين يوم 27 ابريل نيسان إن المحادثات مستمرة، وقال عضو في الوفاق طلب عدم ذكر اسمه "إنها لعبة سياسية، يريدون الضغط على المعارضة لتتفاوض وتخفض مطالبها، لكننا نخشى أن يزداد الناس عنفا كلما زاد عنف السلطات".

المطالبة بالحقوق

من جانب اخر شارك عشرات الآلاف من المحتجين الشيعة في مسيرة للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية في البحرين قبل يومين من سباق جائزة البحرين الكبرى لسباقات فورمولا 1 والذي سيحول أنظار العالم نحو المملكة التي يقودها السنة، وشارك ما يقدر بنحو 20 ألف رجل وامرأة في الاحتجاج الذي دعت إليه جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وساروا حاملين أعلام البلاد والملصقات في شمال غرب البحرين للمطالبة بإصلاحات والإفراج عن معتقلين.

وتشهد البحرين اضطرابات متفرقة منذ أن قادت الأغلبية الشيعية انتفاضة في أوائل 2011 للمطالبة بإصلاحات ونصيب أكبر في السلطة في الحكومة التي تقودها الأقلية، وكانت الاضطرابات التي وقعت عام 2011 قد تسببت في إلغاء السباق لكنه نظم عامي 2012 و2013 رغم أعمال العنف المستمرة، ومن المقرر أن يجرى سباق العام الحالي في الفترة بين الرابع والسادس من أبريل نيسان. بحسب رويترز.

وكتب على ملصق باللغة العربية والانجليزية "الشعب يطالب بالديمقراطية ويرفض الاستبداد"، ووقفت الشرطة على مسافة من المسيرة التي انطلقت لمسافة 3.5 كيلومتر على طريق سريغ غربي العاصمة المنامة وانتهت بشكل سلمي، وتعتبر الحكومة البحرينية سباق فورمولا 1 انجازا كبيرا للبلاد ويعزز مكانتها الدولية ويجتذب السائحين والاستثمارات الأجنبية.

واستخدم متظاهرون مناهضون للحكومة القنابل الحارقة خلال اشتباكات مع الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع وأعيرة الخرطوش في أعقاب تشييع جثمان مواطن شيعي بقرية العكر الشيعية جنوبي المنامة. بحسب رويترز.

ويعتبر الكثير من البحرينيين الشيعة أن السباق محاولة لصرف الانتباه عن المشاكل السياسية الملحة في البلاد، وقالت مريم جاسم وهي أم لثلاثة ابناء "سيصل إلى البحرين اشخاص من جميع انحاء العالم لحضور فورمولا 1، أريد أن اعرف ما الذي نستفيده نحن البحرينيين من هذا"، وتساءلت قائلة "ما الشيء الأهم بالنسبة للحكومة هل هو تحسين أحوال شعبها أم ترفيه الأجانب".

وأيدها الرأي مدرس يدعى فضيل محمد قائلا "نريد حلولا لمشكلاتنا، نريد وظائف ومنازل وأوضاعا معيشية أفضل"، وتابع "ليس كثيرا أن نطلب من الحكومة معاملتنا بعزة وكرامة"، ويشكو الكثير من الشيعة من التمييز ضدهم خاصة في الوظائف والإسكان وهو اتهام تنفيه الحكومة، ولكن على النقيض من الأوضاع في القرى التي يقطنها الشيعة فلا توجد دلالة تذكر على حدوث اضطرابات في وسط المنامة أو حول حلبة الصخير التي يقام عليها سباق فورمولا 1 والتي تبعد نحو 30 كيلومترا جنوب غربي المنامة.

وتأمل المعارضة في استغلال السباق -الذي سيتابعه الملايين في انحاء العالم- لتسليط الضوء على حملتها المطالبة بالديمقراطية، وتقول الحكومة إن المحتجين يحاولون تقويض صورة البحرين على الصعيد العالمي، وقالت وزارة الداخلية إنها عززت الاجراءات الأمنية لاستضافة هذا الحدث الرياضي.

ونقلت وكالة أنباء البحرين عن العميد الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة مدير عام مديرية شرطة المحافظة الجنوبية قوله إن "وزارة الداخلية تبذل مجهودا كبيرا من أجل إنجاح هذا السباق وظهوره بأعلى مستوى من التنظيم".

طرد رجال الدين

الى ذلك طردت البحرين أحد رجال الدين الشيعة البارزين بعد أن اتهمته بالعمل دون تصريح ممثلا للزعيم الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني، وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها تلقت معلومات من مسؤولين كبار بالحكومة العراقية بأن الشيخ حسين النجاتي يعمل ممثلا للسيستاني وقام بأنشطة مثل جمع أموال باسم المرجعية التي يعمل ممثلا لها.

وتتهم البحرين التي تحكمها أسرة آل خليفة إيران بإذكاء الاضطرابات في المملكة منذ انتفاضة عام 2011 التي قادها الشيعة للمطالبة بإصلاحات وتوسيع مشاركتهم في إدارة شؤون البلاد، وتنفي طهران الاتهام لكنها تدافع عن قضية المعارضة الشيعية بالبحرين، وسيزيد طرد النجاتي على الأرجح من حدة التوتر في مملكة البحرين التي تشهد الكثير من مناطقها الشيعية اشتباكات شبه يومية مع الشرطة. بحسب رويترز.

وقالت وزارة الداخلية في البيان إن النجاتي كان ضمن 31 شخصا جردوا من الجنسية البحرينية في نوفمبر تشرين الثاني 2012 لأسباب تتعلق بالأمن الوطني لكنها لم تفسر كيف ظل في البحرين منذ ذلك الحين.

وجاء في البيان "إن العمل كوكيل رسمي لأي جهة يتطلب خطابا رسميا يحدد المسؤوليات والنشاطات المنوي القيام بها وبطبيعة الحال فإنه يتم دراسة ذلك من قبل الجهات المختصة بالدولة والتي لها الكلمة النهائية في هذا الشأن"، وأضاف البيان "في ضوء هذه المعطيات ولأنه لم يتم اتخاذ كل هذه الإجراءات ارتأينا إبعاد حسين النجاتي."

ونشرت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيعية المعارضة صورا للنجاتي لدى وصوله إلى لبنان على موقع انستجرام وقالت في حسابها على تويتر إنه اجبر على الرحيل بعد تعرضه لمضايقات من الحكومة على مدى أكثر من عام.

وقال متحدث باسم جمعية الوفاق دون الخوض في تفاصيل إن النجاتي يشترك مع السيستاني في نفس فكره وتوجهاته، وأضاف "على المستوى الفكري فانه "النجاتي" واحد من الذين يعتنقون آراء السيستاني الدينية"، ويحظى السيستاني بولاء كثيرين من الشيعة في العراق وفي انحاء العالم. وقال حامد الخفاف المتحدث باسمه انه ليس لديه اي تعليق على المسألة.

وقالت وزارة الداخلية البحرينية إن النجاتي ولد في البحرين لأبوين إيرانيين حصلا على الجنسية البحرينية عام 2002، وأمضى النجاتي اكثر من 20 عاما في إيران قبل العودة إلى البحرين في عام 2001.

النظام يمارس العنف والتمييز

من جانبه قال شهود إن متظاهرين مناهضين للحكومة في البحرين استخدموا قنابل البنزين في الاشتباك مع الشرطة التي ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش في أعقاب تشييع جثمان مواطن شيعي بقرية جنوبي العاصمة المنامة، وتأتي أعمال العنف التي وقعت بقرية العكر قبل سباق جائزة البحرين الكبرى إحدى جولات بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات وهو سباق سنوي يجذب أنظار العالم للمملكة. بحسب فرانس برس.

وكانت الاضطرابات التي وقعت عام 2011 قد تسببت في إلغاء السباق لكنه أقيم عامي 2012 و2013 رغم أعمال العنف المستمرة، ومن المقرر أن يجرى سباق العام الحالي في الفترة بين الرابع والسادس من أبريل نيسان، وقال شهود إن أكثر من مئة شاب بعضهم يلقي قنابل البنزين الحارقة اشتبكوا مع الشرطة بعد جنازة حسين شرف الذي توفي إثر اندلاع حريق في منزله، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش لتفريق المحتجين، وتابع الشهود إن دوي عدة انفجارات سمع في العكر بعد الجنازة لكن لم يتضح على الفور سببها.

وأخمدت المملكة انتفاضة عام 2011 بمساعدة قوات من السعودية، لكن الاحتجاجات المتقطعة استمرت وتتعرض قوات الأمن لهجمات باستخدام القنابل محلية الصنع، وأسفر واحد من ثلاثة تفجيرات وقعت مؤخراً عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة منهم جندي من الإمارات العربية المتحدة.

فيما افاد شهود ان آلاف الشيعة في البحرين تظاهروا في شارع البديع الذي يربط عدة قرى شيعية بالقرب من المنامة، رفضاً لما أسموه بـ "التمييز الطائفي"، وذكر الشهود ان الالاف من الرجال والنساء نزلوا في شارع البديع تلبية لدعوات اطلقتها المعارضة الشيعية، وحملوا اعلام البحرين، ورددوا شعارات "كلا كلا للتمييز"، "هيهات منا الذلة"، "تنحى يا خليفة" في اشارة الى عم الملك رئيس الوزراء الامير خليفة بن سلمان ال خليفة.

وقالت المعارضة البحرينية في بيان في نهاية التظاهرة أن "نظام التمييز الطائفي غير صالح للبحرين"، ورات أن "الحل في ان يكون الشعب مصدر السلطات جميعا"، وأكدت في اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري، أن "التمييز الطائفي ينخر في جسد البحرين بشكل ممنهج على يد السلطة القائمة".

احكام مطولة وتهم جاهزة

بدوره قال محامي 13 بحرينيا إن أحكاما بالسجن مدى الحياة صدرت بحق موكليه لإدانتهم بمحاولة قتل رجلي شرطة بمهاجمة عربتهما والاشتراك في احتجاج غير قانوني، وحكم على رجل آخر بالسجن عشر سنوات لادانته بالمشاركة في نفس الهجوم والاحتجاج، وكان هذا الاشتباك واحدا من الاشتباكات المتكررة التي استمرت منذ ان نزل محتجون غالبيتهم من الشيعة الى شوارع البحرين عام 2011 للمطالبة بمشاركة أكبر في الحكم في المملكة حليفة الغرب.

وصدرت الأحكام قبل أيام من انطلاق سباق سيارات الجائزة الكبرى الذي يقام في البحرين سنويا وألغي في أحد الأعوام ويقام الان وسط اجراءات أمنية مشددة منذ بدء المظاهرات، وقالت وسائل اعلام بحرينية إن المتهمين الذين صدرت عليهم أحكام اتهموا بمهاجمة ضابطين في مارس آذار عام 2012 بينما كان شبان يلقون زجاجات حارقة على الشرطة أثناء مظاهرة في قرية بلاد القديم. بحسب فرانس برس.

وقال المحامي محمد التاجر إنه سيستأنف الحكم وان غالبية المتهمين لم يقروا بارتكابهم الجريمة وان أعمارهم تتراوح بين 16 و34 عاما، ولم يصدر أي تعليق من جانب الحكومة، وقال محام للدفاع انه أصدرت محكمة الجنايات حكما بالسجن عشر سنوات على 26 بحرينيا لأدانتهم بمهاجمة مركز للشرطة في سترة بشمال شرق البحرين.

وقال المحامي فاضل السواد ان موكله المصور الصحفي أحمد حميدان كان من بين المدانين وانه بريء ولم يكن موجودا في مكان الهجوم وانه سيستأنف الحكم، وذكر ان حكما بالسجن ثلاث سنوات صدر على متهمين بحرينيين آخرين لإدانتهما بحيازة عبوات مواد ملتهبة تستخدم في صنع الزجاجات الحارقة.

فيما اصدرت محكمة في البحرين احكاما بالسجن بحق 29 شيعيا حوكموا بتهمة شن هجوم على مركز للشرطة وبرأت ثلاثة اخرين كما قال مصدر قضائي، واعلن المصدر ان المحكمة الجنائية البحرينية اصدرت احكاما بالسجن بحق 29 شيعيا بعد ان ادانتهم بالهجوم على مركز شرطة في قرية سترة ذات الاغلبية الشيعية شرق البلاد.

واوضح المصدر ان "المحكمة عاقبت 26 شيعيا بالسجن 10 سنوات، فيما قضت بمعاقبة 3 آخرين بالسجن لمدة 3 سنوات"، واشار المصدر الى ان من بين المدانين بالسجن 10 سنوات المصور البحريني أحمد حميدان.

ووجهت النيابة العامة البحرينية للمتهمين، تهمة أنهم "في نيسان/ابريل 2012 هاجموا مركز شرطة سترة، وتهمة التعدي على أفراد الأمن بقنابل المولوتوف وقاذفات الأسياخ والمسامير الحديد، ما أسفر عنه حرق أحد أبراج المركز وإصابة أحد أفراده بزجاجات مولوتوف ومسمار مقذوف استقر بجسمه".

وافاد المصدر القضائي ان "المتهمين تحدثوا خلال جلسات محاكمتهم عن تعرضهم للضرب والتعذيب والتهديد، ما دفعهم للاعتراف بالواقعة التي لم يقوموا بها، كما بين آخرون أنهم لم يكونوا في مكان الواقعة وقت حدوثها".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/آيار/2014 - 6/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م