أمريكا في أسيا... نقلة إستراتيجية للبقاء على عرش العالم

 

شبكة النبأ: نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا عن سياسة الولايات المتحدة في آسيا، والتي انتقدت فيها مسيرة أوباما هناك واصفتا إياها "بالمشوشة والملتبسة"، خصوصاً مع تداخل العديد من القضايا التي اثرت على مسير الولايات المتحدة نحو اسيا، كالأزمة السورية والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافة الى الازمة الاوربية، على الرغم من اشارتها الى منتقدو الرئيس الأمريكي اللذين يرون انه ينتهج مفهوما مفاده أن آسيا هي "المستقبل"، وهو ما جعل الولايات المتحدة تهمل مشاكل أكثر خطورة في الشرق الأوسط وأوروبا.

واسيا التي تطمح الولايات المتحدة الامريكية الى احتوائها، أكبر القارات مساحتاً وسكاناً، وبخارطة جيوسياسية مهمة على مستوى الكرة الأرضية، "كما تمتلك ثالث أكبر ناتج محلي إجمالي على مستوى القارات، بعد أمريكا الشمالية وأوروبا، ولكنها الأكبر عند قياسيه من جانب تعادل القوى الشرائية، كما في 2007".

وفيها دول مهمة ذات مستقبل واعد كالصين والهند واليابان وماليزيا وتايوان...الخ، والتي ترى فيها الولايات المتحدة منافساً حقيقياً لمستقبلها الاقتصادي والدولار عماد قوتها وسطوتها العالمية، لذا، يرى الكثير من المحللين، ان هذه النقلة ضرورية إذا ما ارادت الولايات المتحدة الحفاظ على مكانتها العالمية.

وترى فينانشال تايمز "أن هذا التحول منطقي لأنه من المتوقع أن تصبح الصين في العقدين المقبلين أقوى اقتصاد في العالم، وستكون بالتالي المنافس الأوحد للولايات المتحدة على المدى الطويل"، وتضيف "أن تعزيز واشنطن لوجودها العسكري في آسيا مهم لإقناع حلفائها هناك بأنه ليس عليهم أن يقبلوا بدور ثانوي مستقبلا في منطقة تسيطر عليها الصين".

لذا يجمع العديد من المحللين على ان اهتمامات اوباما وتوجهاته في السياسة الخارجية ستتجه الى القارة الآسيوية بدلا من منطقة الشرق الاوسط التي يخسر فيها اوباما استثمارات سياسية كبيرة.

جولة اسيوية

في سياق متصل قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن اتفاقية أمنية جديدة بين الولايات المتحدة والفلبين شهادة على التزام أمريكا "الحديدي" بالدفاع عن الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، وجاءت تصريحات أوباما على خلفية التوترات بين الفلبين والصين بسبب مزاعم سيادة على جزر نائية غير مأهولة في بحر الصين الجنوبي، وقال أوباما "التزامنا بالدفاع عن الفلبين حديدي وستحافظ الولايات المتحدة على هذا الالتزام لأن الحلفاء لا يمكنهم الصمود بمفردهم".

وفي صالة ألعاب رياضية غير مكيفة تضم جنودا أمريكيين وفلبينيين وقدامى المحاربين وعائلاتهم قال الرئيس الأمريكي وهو يتصبب عرقا إن جهود الإنقاذ الأمريكية الفلبينية المشتركة بعد اعصار يولاندا في نوفمبر تشرين الثاني كانت نسخة حديثة للشجاعة التي أبداها جنود البلدين خلال الحرب العالمية الثانية، وكان الاتفاق العسكري بين البلدين محور زيارة أوباما الأولى إلى الفلبين أقدم حليف للولايات المتحدة في المنطقة.

ويضع الاتفاق ومدته الأولية عشر سنوات إطارا لزيادة المدة الزمنية لتناوب القوات والسفن والطائرات الأمريكية في الفلبين، وقال أوباما إن الاتفاق والزيارة تظهران الالتزام الأمريكي "بإعادة توازن" الموارد والدبلوماسية نحو المنطقة سريعة النمو.

وكان هذا الالتزام محل شك إذ أن الولايات المتحدة تركز على الصراعات في الشرق الأوسط وأفغانستان، وقال أوباما "تعميق تحالفنا جزء من رؤيتنا الأكبر لمنطقة آسيا والمحيط الهادي"، وشدد الرئيس الأمريكي على تعزيز دعم الفلبين في سعيها للتحكيم الدولي بشأن جزر متنازع عليها في مواجهة متوترة مع بكين، وقال أوباما "يجب التمسك بالقانون الدولي ولا بد من الحفاظ على حرية الملاحة، يتعين حل النزاعات سلميا وليس بالتهديد أو القوة".

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الاتفاق العسكري الجديد الذي وقع مع الفلبين ويسمح بزيادة القوات الأمريكية سيعزز الأمن البحري للدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا لكنه لا يهدف إلى احتواء القوة العسكرية المتنامية للصين. بحسب رويترز.

وأضاف "هدفنا ليس مناهضة الصين هدفنا ليس احتواء الصين هدفنا هو ضمان احترام الاحكام والاعراف الدولية وهذا يشمل منطقة النزاعات البحرية"، وكرر أوباما تأييد واشنطن لسعي الفلبين إلى تحكيم دولي بشأن المزاعم السيادية المتضاربة في بحر الصين الجنوبي.

وأضاف "نؤكد على أن التحكيم منهج صريح وسلمي للسعي إلى حل عادل ودائم"، وكانت الفلبين المحطة الاخيرة في جولة أوباما وشملت أربع دول هي اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والفلبين، وصرح أوباما بأن الدول الاربع التي زارها ومن بينها اليابان التي تتنازع السيادة مع الصين على جزر صغيرة في بحر الصين الشرقي ملتزمة بالتوصل إلى حل سلمي للنزاع، وأعلن الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة لن تعيد بناء قواعدها القديمة في الفلبين أو تبني قواعد جديدة بموجب الاتفاق الأمني الذي وقع مؤخراً مع البلاد، وردد عشرات المتظاهرين المناهضين للولايات المتحدة الشعارات ولوحوا بالأعلام احتجاجا على زيارة أوباما أمام القصر الرئاسي.

وجولة اوباما الاسيوية التي كان ينتظرها حلفاؤه بعد الغائها في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بسبب ازمة الموازنة في الولايات المتحدة، شملت اربع دول لديها خلافات حدودية مع الصين التي تريد تأكيد حقوقها في كل بحر الصين الشرقي والجنوبي تقريبا، والتوتر مع اليابان هو الاشد بخصوص جزيرة سنكاكو، الارخبيل غير المأهول في بحر الصين الشرقي والذي يسيطر عليه اليابانيون لكن تطالب به الصين وتطلق عليه اسم ديايو.

وكررت الولايات المتحدة موقفا عبرت عنه منذ فترة طويلة وهو ان واشنطن ستدعم طوكيو في حال تعرضها لاعتداء بخصوص جزر سنكاكو لكنها لا تبت بمسالة انتماء هذه الجزر، واتهمت افتتاحية نشرتها صحيفة تشاينا ديلي اوباما بانه "يعتبر الصين خصما".

وكتبت الصحيفة ان "واشنطن لم تعد حريصة على اخفاء رغبتها في احتواء نفوذ الصين في المنطقة" مضيفة ان "الولايات المتحدة تطرح نفسها كتهديد امني للصين"، وموقف الولايات المتحدة حساس لا سيما وانها بحاجة للصينيين من اجل احتواء تهديدات كوريا الشمالية التي تحضر تجربة نووية رابعة بحسب محللين.

كما اثارت مجددا استياء الصين عبر توقيع اتفاق دفاعي مع مانيلا يتيح تعزيز وجود القوات الاميركية والمعدات في الفيليبين، اي قرب بحر الصين، وحول الاتفاقية الدفاعية المشتركة التي تعود للعام 1951، حذر اوباما من ان "هذه الاتفاقية تعني ان دولتينا تؤكدان تصميمهما المشترك على الدفاع عن بعضهما البعض من اعتداءات مسلحة خارجية".

وخلافا للضمانات التي قدمت لليابان او لكوريا الجنوبية في حال حصول عدوان (حيث ينتشر 28500 جندي اميركي في الجنوب) لم يشر اوباما تحديدا الى المناطق البحرية في صلب النزاع الصيني-الفيليبيني كدافع لمساعدة مانيلا في حال استولت عليها الصين بالقوة.

وقال "اميركا لديها مسؤوليات في العالم اجمع ونحن مسرورون لتولي هذه المسؤوليات"، وعلى الصعيد التجاري، تواجه واشنطن صعوبات في المفاوضات حول الشراكة عبر الاطلسي، اتفاق تبادل حر واعد سيشمل 12 دولة بينها الولايات المتحدة واليابان.

ورغم المفاوضات المكثفة، لم يتمكن الاميركيون من اقناع اليابان بتغيير رأيها بخصوص حواجز الرسوم التي تعرقل دخول سيارات وخصوصا منتجات زراعية أميركية، واقر الشريكان بعد زيارة اوباما الى طوكيو انه "رغم التقدم لا يزال هناك الكثير يجب القيام به للتوصل الى توقيع الشراكة عبر الاطلسي".

حساسيات ماليزيا

الى ذلك قال رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق إنه والرئيس الأمريكي باراك أوباما اتفقا على رفع مستوى العلاقات بين البلدين لكنه لمح إلى أن بلاده ليست مستعدة بعد لتوقيع اتفاق تجاري تقوده واشنطن بسبب "حساسيات" داخلية.

وتأتي زيارة أوباما لماليزيا بعد زيارة لليابان فشل خلالها في إبرام اتفاق تجاري مهم مع اليابان كان سيضخ الزخم لاتفاق الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي المؤجل والذي يضم 12 دولة، واصطدم طموح عبد الرزاق لإشراك ماليزيا في خطة أمريكا التجارية بالنفوذ المتنامي للجناح المحافظ داخل حزبه الحاكم بعد أداء ضعيف في الانتخابات العام الماضي.

وفي وقت سابق هذا الشهر نسب إلى وزير في الحكومة الماليزية قوله إن البلاد لا يزال أمامها شوط طويل قبل أن تتمكن من توقيع اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي وأن الأولوية يجب أن تكون للاندماج الاقتصادي داخل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وقال عبد الرزاق إن ماليزيا ملتزمة بالتجارة الحرة ونفى أن تكون واشنطن "ضغطت" على بلاده للانضمام للاتفاق التجاري.

وقال عبد الرزاق خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي في بوتراجايا العاصمة الإدارية للبلاد "نحاول أن نتجاوز الحساسيات والتحديات التي أشرت إليها في نقاشي مع الرئيس أوباما"، وأضاف "أبدى (أوباما) تفهما كاملا للحساسيات الداخلية وسنجلس معا لحل ذلك بهدف محاولة التوصل لاتفاق في المستقبل القريب."

وقال أوباما إن المعارضة الداخلية للاتفاقات التجارية ليست أمرا مفاجئا وإن الولايات المتحدة على استعداد لإبداء مرونة ولا سيما في القطاعات الحساسة مثل أسعار الأدوية الحيوية التي يقول منتقدون إنها سترتفع في ظل اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي.

وعطل محتجون كلمة أوباما في وقت لاحق خلال اجتماع مع شبان ماليزيين بإحدى الجامعات ورفعوا لافتات مناهضة لاتفاق الشراكة قبل أن تبعدهم قوات الأمن.

ويكمن التحدي في رحلة أوباما في المنطقة في إقناع الشركاء الآسيويين بأن واشنطن جادة بشأن زيادة نفوذها في آسيا دون الإضرار بالعلاقات مع الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وقال أوباما "نريد العمل مع حلفائنا القدماء وشركائنا المهمين ومع الصين، نريد أن نرى صعودا سلميا للصين".

وأعلن نجيب أنه اتفق مع أوباما على رفع مستوى العلاقات إلى درجة "الشراكة الشاملة" وهي خطوة سبق واتخذتها ماليزيا مع الصين العام الماضي عندما زار الرئيس شي جين بينغ البلاد بشكل رسمي.

واوباما اول رئيس اميركي في منصبه يزور البلاد منذ ليندون جونسون في 1966، وهذه المحطة جزء من جولة اسيوية يسعى اوباما من خلالها الى تعزيز تحالفاته والترويج لمشروعه من اجل اتفاق تجارة بين دول المحيط الهادئ وسط قلق حول تزايد نفوذ الصين.

وواشنطن حريصة على تعزيز علاقاتها مع ماليزيا التي تشهد ازدهارا اقتصاديا بينما تعاني الولايات المتحدة من مشاكل بسبب صورتها في العالم الإسلامي، الا ان ماليزيا شريك تجاري قريب من الصين واعترضت على نقاط اساسية من الاتفاقية التي يقترحها اوباما للتجارة بين دول المحيط الهادئ.

وسيتعين على اوباما الانتباه الى الخط الرفيع الذي يفصل بين التودد لرئيس الوزراء نجيب رزاق وبين ادراك ان فئات كبيرة من المجتمع المتعدد الثقافات سئمت حكم الفساد المنتشر على نطاق واسع مع حكومة الائتلاف الحاكمة منذ 57 عاما.

ويطمح نجيب رزاق الى الحصول على موافقة الخارج فهو يطرح نفسه كمسؤول اصلاحي ومعتدل دينيا، الا ان زعيم المعارضة انور ابراهيم قال في بيان حث فيه اوباما على دعم "الحرية والديموقراطية" في ماليزيا، ان "الواقع هو ان النظام فاسد ومتسلط".

واضاف انور ابراهيم "ستكون فرصة مؤاتية للترقي الى مستوى المثل التي دعا اليها اوباما في حملته والايام الاولى لتوليه الرئاسية"، وتعرضت حكومة نجيب رزاق لانتقادات متزايدة حول مضايقة المنافسين وقمع حرية التعبير خصوصا بعد الانتخابات العام الماضي والتي حصدت فيها المعارضة تاييدا شعبيا كبيرا.

الا ان نجيب ظل في الحكم من خلال ما يقول النقاد انه نظام انتخابات يعطي الافضلية لائتلافه، وادين انور في السابع من اذار/مارس وحكم عليه بالسجن لخمس سنوات بتهمة اللواط التي اثارت جدلا والتي يقول ان دوافعها سياسية وشككت بها الولايات المتحدة، ويواجه عدد من الناشطين والمعارضين والعاملين في المجال الانساني تهما متعددة تشمل التحريض، بينما يشكو مسيحيون من مضايقات.

وفي مقابله نشرتها صحيفة "ذي ستار" الناطقة باسم الحكومة، قال اوباما ان الدول الاكثر نجاحا هي التي "تحافظ على الحقوق الانسانية لكل مواطنيها بغض النظر عن الانتماء السياسي والأثنية والعرق او الديانة"، من غير المقرر ان يقابل اوباما انور الا ان مستشارته للامن القومي سوزان رايس ستقوم بذلك، في المقابل سيتجمع اوباما الى ممثلين عن عدة مجموعات معارضة للحكومة.

ويعتقد المراقبون ان نجيب يريد الاستفادة من تاثير اوباما ازاء الانتقادات الداخلية واختفاء الرحلة ام اتش 370 بينما كانت تقوم برحلة بين كوالالمبور وبكين، وتعرضت حكومته لانتقاد الاسرة الدولية حول حادث الطائرة وطريقة ادارة الازمة التي اعتبرت غير كفؤة وسرية.

اهمية استراتيجية

فيما اكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في سيول مجددا التزام الولايات المتحدة في حماية حلفائها في اسيا المحيط الهادئ ولا سيما في كوريا الجنوبية في مواجهة جارها الشيوعي في الشمال عملا بالاستراتيجية الاميركية في هذه المنطقة.

وقال بايدن في ختام محادثات مع رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هي ثم في كلمة في جامعة يونسي "ليكن واضحا ان الولايات المتحدة عازمة على القيام بما هو ضروري للدفاع عن حلفائها وعن نفسها ضد اي عدوان كوري".

وتاتي تصريحات بايدن غداة نشر صور جديدة التقطتها الاقمار الصناعية وتظهر استئناف النشاط في ابرز موقع نووي كوري شمالي، ودعا بايدن الى الوحدة امام "خطر واضح" يمثله البرنامج النووي الكوري الشمالي الذي تؤكد بيونغ يانغ انه ذات طبيعة مدنية.

وبشان السياسة الاميركية في المنطقة، اكد نائب الرئيس الاميركي ان "قرار الرئيس (باراك) اوباما لاعادة التوازن (بين الاهتمام الدبلوماسي والاستراتيجي للولايات المتحدة) لمصلحة اسيا غير مطروح على البحث".

وقال ان "الولايات المتحدة لا تتحدث ابدا عن اي شيء لا تقوم به لاحقا، من غير المجدي المراهنة ضد اميركا واميركا ستواصل الرهان على كوريا الجنوبية"، وسيول كانت المحطة الاخيرة في جولة قصيرة يقوم بها بايدن في شرق اسيا وقادته الى طوكيو ثم الى بكين بهدف نزع فتيل التوترات المتنامية بين القوى الاقليمية الثلاث، وفي العاصمة الكورية الجنوبية، كرر جو بايدن معارضة واشنطن لمنطقة الدفاع الجوية التي اعلنتها الصين.

واعلنت بكين في 23 تشرين الثاني/نوفمبر اقامة هذه المنطقة التي تشمل قسما كبيرا من بحر الصين الشرقي وتضم جزر سنكاكو، الارخبيل الذي يخضع لادارة اليابان وتطالب بكين بالسيادة عليه تحت اسم دياويو، وقد ارسلت واشنطن وطوكيو وسيول طائرات عسكرية الى المنطقة في رسالة تشير الى رفضها الامتثال للقواعد الجديدة التي تضعها بكين.

وهددت سيول بتوسيع منطقتها الدفاعية الجوية ردا على ذلك في اجراء اثار قلق واشنطن خشية تصعيد الوضع، الا ان جو بايدن الذي تطرق الى "المخاوف الكبيرة" الناجمة من اقامة هذه المنطقة، امتنع عن مطالبة الصين بالتراجع عن قرارها.

واعلن نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في بكين انه بحث مع الرئيس شي جينبينغ "المخاوف الفعلية" التي اثارتها في اسيا الشرقية منطقة الدفاع الجوي التي اقامتها الصين، وقال بايدن خلال ندوة لرجال اعمال ان "اعلان الصين الاخير والمفاجئ عن اقامة منطقة الدفاع الجوي الجديدة اثار بالتأكيد قلقا فعليا في المنطقة"، وتابع "كنت صريحا جدا حين ابديت موقفنا الحازم وتطلعاتنا (حول المسالة) خلال مباحثاتي مع الرئيس شي".

واجرى بايدن محادثات مع شي استمرت لفترة اطول بكثير مما كان متوقعا قاربت اربع ساعات، وقال مسؤول كبير في البيت الابيض ان المسؤولين الاميركيين اكدوا خلال المحادثات انهم ينتظرون من بكين تدابير ملموسة تسمح بخفض التوتر في بحر الصين، وتابع المسؤول طالبا عدم كشف اسمه انه تم التأكيد مجددا على موقف واشنطن التي لم تعترف بمنطقة الدفاع الجوي الجديدة التي اقامتها السلطات الصينية.

واعلنت الصين في 23 تشرين الثاني/نوفمبر اقامة "منطقة دفاع جوي" من طرف واحد فوق منطقة كبيرة من بحر الصين الشرقي تشمل جزر سنكاكو التي تديرها اليابان وتطالب بها بكين تحت تسمية جزر دياويون ومارس بايدن ضمنا ضغوطا على سيول بهدف تهدئة العلاقات اليابانية الكورية الجنوبية التي تبقى تحيط بها خلافات تاريخية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3/آيار/2014 - 2/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م