العراق أول بلد عربي في الألفية الجديدة يتمكن من إسقاط أكثر انظمة
العالم دكتاتورية وقمعا وإجراما وقتلا ودموية ... اي عهد النظام
السابق، وبسقوط ذلك النظام وضع أحرار المنطقة أمالا كبيرة على العراق
الجديد، وأن يتمكن الشعب العراقي من تشييد عراق المستقبل ليصبح النموذج
الأفضل والقدوة لشعوب دول المنطقة العربية في تطبيق الديمقراطية
وانتقال وتداول السلطة بشكل ديمقراطي سلمي.
ولكن ما حدث ويحدث منذ سقوط النظام الدموي السابق منذ قبل اكثر من
عقد من الزمن ان الدم العراقي مازال ينزف في ارض العراق، وتحول بلاد
الرافدين إلى ساحة صراع بين القوى الداخلية وكذلك الخارجية، وحرب بين
محبي السلام والحرية والديمقراطية في العراق والمنطقة من جهة، مع أعداء
العدالة والحرية والديمقراطية الجديدة في العراق، الخائفون من نجاح
وانتقال التجربة الديمقراطية الى كافة دولهم ودول المنطقة من جهة اخرى،
حيث كان للدول التي تحارب الديمقراطية والحرية والعدالة دور في إغراق
العراق في دومة الدم وإرسال المقاتلين والإرهابيين وتحويل العراق إلى
أخطر ساحة يلعب فيها الإرهاب لمصالح دول تحارب العراق الجديد.
ومن المؤلم جداً ان العراق أبتلي بأعداء:
الاول: هم الإرهابيون الدمويون الذين يستخدمون كافة الوسائل
الإجرامية من ضرب وإختطاف وقتل وذبح ونحر وتفجير للأسواق والبيوت
والمؤسسات الخدمية والاقتصادية ودور العبادة ولم يسلم الصغير والكبير.
الثاني: وهو الدور الذي لا يقل خطورة عن الأول وهو انتشار الفساد في
داخل السلطة مما أدى الى الضعف والاختراقات وسرقة المال العام وعدم
تطور العراق بل قتل طموح وآمال المواطنين.
ولابد ان نشير الى الدور السلبي الذي خلفه الاحتلال الأمريكي
ومازالت تداعياته موجودة.
وشهد العراق في نهاية شهر 4/2014 ثالث عملية انتخابية منذ سقوط
النظام السابق، واول عملية انتخابية بعد انسحاب الاحتلال الامريكي، وهي
تشكل تحدي كبير للحكومة وللشعب العراقي على إنجاح التجربة، وقد عبر
الشارع العراقي عن دعمه للعملية الانتخابية والمشاركة فيها بقوة، رغم
التحديات وقيام الجماعات الإرهابية بالتصويت على العملية الانتخابية
عبر استهداف المراكز الانتخابية والقيام بالعديد من عمليات التفجير
الدموية حيث سقط العديد من القتلى والمصابين وهم شهداء العراق
والانتخابات.
الإرهاب ومن يقف وراءه من دول وجماعات مصر على إستهداف المواطن
العراقي والتدخل بشؤونه وتخريب التجربة الديمقراطيّة، ولكن اذا كان
الجرم للساسة ولمن يعمل في السلطة العراقية، -وبلاشك منهم فاسدون
يستغلون السلطة كما صرح بعض المسؤولين وكما يردد الكثير من الشعب
العراقي الحزين - لماذا يتم استهداف الابرياء من الناس في الطرق
والأسواق والمراكز وغيرها ؟؟.
الإرهابيون مشاركون في الانتخابات من خلال تفجير مراكز الانتخابات
وقتل الناس الأبرياء الذين يريدون ممارسة حقهم في اختيار السلطة التي
تدير بلادهم، كما ان الإرهابيين هم سبب الجرائم الدموية، و لهم دور في
التخريب والتدخل في الشأن العراقي والمجازر الدموية اليومية بشكل دائم
الى درجة انه اصبح سماع خبر التفجير في العراق وقتل الناس شيئا روتينيا
لا يجد اي تنديد وتفاعل وتأثير لدى المشاهد وبالخصوص العربي!.
نعم الإرهابيون ينتخبون الدم والتفجير والقتل والتدمير للعراق
والعراقيين، ولهذا على الشعب العراقي ان ينتخب سلطة قادرة على القضاء
على الإرهاب والجماعات الإرهابية بشكل جذري ومواجهة الدول التي تدعم
الإرهاب في العراق، والقضاء على الفساد وبناء وإعمار عراق المستقبل
الزاهر.
لماذا استمر الإرهاب في العراق لغاية اليوم، ومن يقدم الدعم له، وما
دور المواطن العراقي، ولماذا غابت المشاعر العربية النبيلة الأخوية،
ولماذا لم تعلن الحكومات العربية استنكارها وتضمانها مع الشعب والحكومة
العراقية، والتنديد بالإرهاب؟.
ايها العربي الحر الشريف ان المواطن العراقي الذي يقتل في وطنه هو
انسان جزء منا نحن العرب ويستحق وقفة تضامن ودعم وتأييد من قبل الشعوب
العربية والإسلامية ومن شعوب العالم.
يكفي صمت ويكفي دم في العراق، حان الوقت لوقف نزيف الدم العراقي وفي
كل مكان من وطننا العربي الكبير. |