الصوت الأخير.. الدقيقة الاخيرة

ماذا بعد ذلك؟

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: اعتداءات وشجارات بين (العتاكة) على اللوحات الانتخابية الكبيرة، لان كل جماعة تريد ان تجمع لافتات جهة معينة لانها تدعي انها كانت تثقف لها طيلة فترة الدعاية الانتخابية.

خروقات انتخابية، ومنع وصول الناخبين، سأعمل على حل هذا الاشكال، انه تصريح اسامة النجيفي، حتى بعد الصمت الانتخابي، الذي تفرضه المفوضية على المرشحين.. الاتهام معروف اين يتوجه.

خروقات صغيرة، تصريح صالح المطلك. انها الانتخابات الوحيدة التي تحدث فيها مثل هذه الخروق البسيطة، تصريح محمود المشهداني رئيس البرلمان السابق.

سبق ذلك الكثير من الاتهامات المبطنة والصريحة، بالتزوير، والمتهم جهة واحدة لا غير، المالكي وائتلاف دولة القانون.

انها اسطوانة كل دورة انتخابية، وهي استباق للتشكيك بالنتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع.

لا احد سيقبل بسهولة بالارقام التي سيحصل عليها، عدم الثقة هو العنوان العريض لكل المرشحين، مع ان المفوضية العليا للانتخابات تتوزع مناصبها على الكتل والاحزاب الرئيسية، اضافة الى وجود المراقبين المحليين والعرب والدوليين.

وما يحدث من خروقات في منطقة تحت تأثير كتلة معينة، يمكن ان يحدث مثله في منطقة اخرى تحت تأثير كتلة غيرها. الاتهام يجب ان يتوزع على الجميع.

ما هي تصريحات الساسة الذين يتسيدون المشهد السياسي العراقي منذ العام 2003، والذين جميعهم يحملون راية التغيير، الا تغيير انفسهم، فكل واحد يعتقد نفسه انه الاحق بالاتباع، وهو الوحيد الذي لم يخطئ، وهو الاوحد من بين اقرانه القادر على ادارة الدفة، في سفينة يراد لها أن يقودها الجميع. هل رايتم سفينة يقودها اكثر من قبطان واحد؟0 انها سفينة العراق أوهي مزرعة من رؤوس البصل.

القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عادل عبد المهدي يؤكد ان "الانتخابات واجب وحق للمواطن وهو يحقق التغيير على اختيار المرشحين الصالحين ومنع أي سياسة للفشل وتجاوز السلبيات وادخال العراق في حقبة جديدة لمحاربة الارهاب".

مقتدى الصدر في تصريحات صحافية لعدد من وسائل الإعلام على هامش الإدلاء بصوته وسط النجف يقول "جئنا للإدلاء بأصواتنا تضامنا مع جمهورنا ومن اجل تغيير المواقع في البلاد". داعيا إلى "التغيير لتحقيق الرفاهية للعراقيين".

المالكي في مؤتمر صحفي عقده عقب الإدلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية يقول إن (بعض القوائم وبعض المرشحين والذين يريدون الشراكة يراهنون على الخلل الذي قد يحصل في أجهزة الانتخابات والهدف من ذلك هو من أجل فتح باب للتزوير).

وتابع المالكي أن (التغيير يعني أن لا تكون الحكومة المقبلة استنساخ للحكومات السابقة وفق مبدأ المحاصصة الذي اتعب الكثير من جهود بناء الدولة).

من جانب اخر اعتبر المالكي ان فوز قائمته في الانتخابات البرلمانية مؤكد، وقال (توقعاتنا كبيرة جدا، وحظوظنا كبيرة وفوزنا مؤكد).

نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني قال في تصريح للصحفيين ان" المشاركة في الانتخابات تمثل الرد الحقيقي على الارهاب وقد اثبت العراقيون بانهم على قدر المسؤولية بتوجههم الى مراكز الاقتراع وبجميع الاعمار).

اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، السيد عمار الحكيم، ان يوم الاقتراع يوم عظيم تترسخ به الديمقراطية وقرار الشعب، مؤكدا " نحن سنشكل الفريق القوي الذي يأخذ العراق الى بر الامان ".

النجيفي يستبق النتائج ويعلن موقفه من التحالفات القادمة بتأكيده: (لن اتحالف مع المالكي باي شكل من الاشكال).

رئيس منظمة بدر هادي العامري يصرح: ان "العراق سيثبت انه قادر على ادارة الانتخابات بعد خروج المحتل ونبارك له الانتخابات والزحف المقدس لإدخال الياس الى قلوب اعداء العراق".

نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي يؤكد ان " العراق سيتحول قريباً لمحور للاعتدال والرفاهية في المنطقة ".

رئيس التحالف العراقي الشيعي ابراهيم الجعفري دعا العراقيين إلى انّتخاب المرشح القوي غير الجبان والبعيد عن الفساد الحريص على مصالح البلاد العليا.

في اربيل عاصمة اقليم كردستان، توقع رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني تغيير الخارطة السياسية في العراق، فيما عد تشكيل الحكومة العراقية المقبلة بالامر الصعب.

زعيم حركة التغيير الكردية نوشيروان مصطفى عبّر عن أمله بأن تكون نتائج الانتخابات بمستوى مطالب المواطنين، مؤكداً اهمية العملية لتسليم السلطة سلمياً. وقال مصطفى عقب إدلائه إن "لهذه الانتخابات أهمية كبيرة لتسليم ونقل السلطة بشكل مدني". وأعرب عن أمله بأن "تكون نتائج الانتخابات في مستوى طموح ومطالب المواطنين".

اما رئيس ديوان اقليم كردستان فؤاد حسين، فقد أكد أن الانتخابات الحالية مصيرية للجميع، ويمكن أن تؤدي إلى التغيير. وقال أن جميع المكونات ستشترك في الحكومة المقبلة بما فيها الكرد، ونحن متمسكون بمنصب رئيس الجمهورية. وأضاف حسين "اما بخصوص رئيس الوزراء المقبل فإن نتائج الانتخابات هي من تحدد ذلك".

تلك ابرز ردود الافعال والتصريحات التي سمعناها من الساسة العراقيين، وهي تصريحات (لحظوية) تتعلق باللحظة الراهنة، لحظة التصويت، وكنا نسمع في اوقات اخرى نفس التصريحات بمضامين تقترب من هذه التصريحات، وهي ايضا تشترك في لحظويتها التي ترتبط بزمن التصريح ولا تؤسس لما بعده، امنيات واحلام واوهام مؤجلة.

ما الذي يمكن ان يقدمه العقل السياسي العراقي بعد الصوت الاخير والدقيقة الاخيرة؟

في المثال الاول والذي جعلناه بمثابة مقدمة، لا يعترف المتهم بجريمته، انه يكابر ويدافع عن نفسه، وحتى لو كان الاتهام غير صحيح، فلا يمكن ان يترشح من دار حوله لغط كبير بالفساد، في اي انتخابات الا اذا امتلك صفاقة غير متناهية الحدود، وهي صفاقة لا يمتلكها اي سياسي يتعرض لمثل تلك الاتهامات في اي بلد ديمقراطي اخر غير العراق او بلداننا العربية والمسلمة.

اذكر بتسريبات المحادثة الهاتفية بين اردوغان ونجله، حول ملف فساد مالي، ورغم ذلك يترشح اردوغان ويفوز في الانتخابات المحلية التركية.

وغير بعيد منه او بعيد عن ثقافتنا العربية، ترشح بوتفليقة وفوزه في الانتخابات الجزائرية، وتلقيه تهاني الفوز وهو على كرسيه المتحرك والمتهرئ لطول فترة الجلوس عليه، وأقصد كرسي السلطة.

العقل السياسي العراقي، انه ذات العقل الذي يحرك جماعات (العتاكة) وهم يجمعون من الساحات العامة والشوارع اللافتات الانتخابية، ويتشاجرون حول الاحقية فيها، اي انهم يتشاجرون حول المكاسب والمغانم (الخردوية). اليس ذلك ما يفعله العقل السياسي العراقي؟.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 1/آيار/2014 - 29/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م