صحة الإنسان.. ثورة طبية من حياة أطول

 

شبكة النبأ: يعد الطب فرع من علم الصحة ويعرف على أنه العلم والفن الذي يهتم بتشخيص وعلاج والوقاية من الأمراض، ويهدف هذا العلم إلى مساعدة الناس على عيش حياة أطول خالية من المعاناة والمرض. ويحاول إيجاد العلاج بشقيه الدوائي والجراحي، كما يتناول الطب الظروف التي تشجع على حدوث الأمراض وطرق تفاديها والوقاية منها، ومن جوانب هذا العلم الاهتمام بالظروف والأوضاع الصحية، ومحاولة التحسين منها. ويقسم الطب إلى عدد من الفروع والاختصاصات.

ويشهد العالم اليوم تطور هائل وقفزات نوعية في مجال علوم الطب المختلفة بسبب الدعم المتواصل وتطور الأجهزة والتقنيات الحديثة التي أسهمت بتغير الكثير من النتائج والفرضيات السابقة، خصوصا في مجال زراعة وترميم الأعضاء والأنسجة التي تعتبر من أهم الانجازات الطبية الحديثة، هذا بالإضافة الى الدراسات والبحوث المتواصلة التي تقوم بها المؤسسات الصحية و العلماء والأطباء، والتي دخلت ميدان المنافسة المحتدمة من اجل تحقيق نتائج مميزة في هذا المجال المهم. الذي لا يزال أيضا يعاني من بعض المشاكل والمعوقات التي قد تنتهي في المستقبل كما يقول بعض الخبراء.

لذا تمثل صحة سكان العالم أجمع من ابرز الاهتمامات لكل دولة أو قارة على حدة، وذلك لأن المشكلات الصحية لسكان المعمورة ذات تأثير سياسي واقتصادي عالمي، إذ تعمل منظمات الصحة العالمية على تحسين وتحقيق العدالة الصحية في العالم.

صمامات بديلة

 وفي هذا الشأن فقد أفادت بيانات تجربة ألمانية مصغرة طرحت نتائجها على إجتماع دولي لأطباء القلب بأن صماما بديلا تم تركيبه في الشريان الأورطي تنتجه شركة ادواردز لايفساينسيز كورب تفوق على مثيله المنافس الذي تصنعه شركة ميدترونيك إنك في أول دراسة مقارنة مباشرة بين الجهازين. ومن غير المرجح أن ينظر الى هذه النتائج باعتبارها حاسمة في ضوء حجم ومحدودية مجال الدراسة. الا ان هذه النتائج قد تمنح مبيعات شركة ادواردز ميزة تسويقية نسبية فيما تتنافس الشركتان على نصيب الأسد في سوق أجهزة الصمام الأورطي البديل الذي يتم تركيبه من خلال القسطرة وينطوي على الحد الأدني من التدخل الجراحي.

ويستعين كل من الجهازين اللذين تنتجهما الشركتان المتنافستان بالقسطرة لتثبيت الصمام الجديد في الشريان الأورطي حتى لا يتجشم المرضى الضعفاء عناء عمليات القلب المفتوح التي تتضمن جراحات عميقة في الصدر. وتستخدم شركة ادواردز سابين اكس.تي بالونا لتمدد وتثبيت الصمام الجديد فور وصوله لموضع الصمام التالف غير أن لدى شركة ميدترونيك كورفالف صماما خاصا يتمدد تلقائيا بالاستعانة بسبيكة تتفاعل مع حرارة الجسم لفتح الصمام وتشغيله.

وعرضت هذه النتائج على المؤتمر العلمي السنوي للكلية الأمريكية لأطباء القلب في واشنطن. وتضمنت الدراسة 241 مريضا في خمسة مستشفيات ألمانية وأعلن الأطباء الذين استخدموا بالون شركة ادواردز ذا القابلية للتمدد عن نسبة نجاح بلغت 95.9 في المئة بالمقارنة بنسبة نجاح 77.5 في المئة لجهاز شركة ميدترونيك.

وتم تحديد معيار نجاح الإجراء بانه يتضمن زرع الصمام في موضعه الصحيح وان يتسم بأعلى قدرة على منع تسرب الدم تماما من حول الصمام. وأفاد المرضى الذين استفادوا من صمام شركة ادواردز بحدوث تحسن في الأعراض -التي كانت تتضمن صعوبة التنفس وآلاما في الصدر والإصابة بالدوار- وذلك بعد 30 يوما من تركيب الصمام بنسبة نجاح بلغت 94.3 في المئة بالمقارنة بجهاز شركة ميدترونيك الذي حقق نسبة قدرها 86.7 في المئة.

وقال الدكتور محمد عبد الوهاب الذي أشرف على تقييم هذه الدراسة في بيان "توافر لدينا نوعان رئيسيان من الصمامات لهذه العملية. وحتى الآن لم تظهر أي بيانات حاسمة تجزم بالفعالية النسبية." ويجمع معظم الأطباء الذين يجرون عمليات تغيير صمامات القلب -لاسيما لمرضى في سن الثمانين وما فوق ذلك- على أن أهم النتائج الإكلينيكية لهذه العمليات هي معدلات الوفاة والإصابة بالسكتة الدماغية. وعند تطبيق هذين المعيارين المهمين لم يلاحظ أي فارق كبير بين جهازي الشركتين بعد 30 يوما من تركيب أي منهما.

ويعتزم الباحثون متابعة حالات المرضى خمس سنوات قادمة لمقارنة الآثار الصحية للمجموعتين على المدى الطويل وهي المعلومات التي يرجح ان تتضمن معلومات أكثر أهمية. ويقول أطباء غير مشاركين في الدراسة إن من المحتمل ألا تستمر الاختلافات بين الطريقتين لفترة طويلة لأن القائمين على تقييم التجارب ليسوا متأكدين تماما بسبب قصر فترة المتابعة التي تصل الى عام أو عامين. بحسب رويترز.

ويعاني أكثر من 100 ألف شخص في الولايات المتحدة من حالة الإنسداد الحاد في الشريان الأورطي ثلثهم تقريبا إما يعاني من ضعف عام شديد أو عدم قابلية لاجراء عملية قلب مفتوح مما يجعلهم مرشحين لتركيب صمامات من خلال القسطرة.

خلايا جذعية

في السياق ذاته أعلن العلماء انهم قطعوا شوطا طويلا في سبيلهم لتحقيق هدف استنساخ خلايا جذعيه تتماثل تماما مع الحمض النووي لمريض ما سعيا لعلاجه من الأمراض بعد ان نجحوا في استنساخ أنواع من الخلايا المتخصصة مأخوذة من خلايا جلد المريض لإثنين من البالغين. وتمثل هذه الخطوة التي وردت بالتفصيل على الموقع الالكتروني لدورية متخصصة في الخلايا الجذعية المرة الأولى التي ينجح الباحثون خلالها في تقنية "الاستنساخ العلاجي" للبالغين والتي تتلخص في نقل نواة خلية من خلية جسمية الى أخرى جنسية لإنتاج خلايا جنينية متماثلة وراثيا مع الشخص المتبرع بغرض الاستعانة بهذه الخلايا في علاج الأمراض.

الا ان نقل النواة يمثل أيضا الخطوة الأولى في تقنية الاستنساخ الانجابي أو إنتاج نسخة وراثية مشابهة للأصل المأخوذ من كائن ما وهو الاسلوب الذي أثار جدلا منذ عام 1997 عند الإعلان عن استنساخ النعجة دوللي. وفي عام 2005 طالبت الأمم المتحدة دول العالم بالكف عن هذه التقنية فيما حظرت الولايات المتحدة استخدام الأموال الإتحادية سواء في تقنيات الاستنساخ الإنجابي او العلاجي. وتولت احدى المؤسسات وحكومة كوريا الجنوبية تمويل هذه الدراسة الجديدة.

وتكتسب هذه الدراسة أهمية كبرى في حال إجازة معامل أخرى لها لان كثيرا من الأمراض التي قد يجري علاجها يوما ما بالخلايا الجذعية -مثل فشل وظائف القلب والإصابة بالعمى- تصيب البالغين في الأساس. وسيتعين استنساخ الخلايا الجذعية المتخصصة للمرضى من خلايا أكبر سنا وليس من خلايا الأطفال او الأجنة. ويبدو ان تحقيق هذا الأمر بات ممكنا على الرغم من صعوبته البالغة اذ انه في 39 محاولة نجح العلماء مرة واحدة فقط في استنساخ خلايا جذعية من كل متبرع.

وتباينت آراء الخبراء في الخارج في الدراسة التي أشرف عليها يونج جي تشونج من معهد بحوث الخلايا الجذعية في مركز (سي.اتش.ايه هيلث سيستمز) في لوس انجليس. ووصف جورج ديلاي عالم بحوث الخلايا الجذعية في معهد هارفارد للخلايا الجذعية الدراسة بانها "تقدم اضافي" لكنه "لن يقلب الامور رأسا على عقب." أما شوخرات ميتاليبوف خبير بيولوجية الانجاب بجامعة اوريجون للصحة والعلوم الذي ابتكر هذه التقنية فكان رأيه ايجابيا أكثر اذ قال "يظهر هذا التطور ان هذه التقنية من المرجح ان تفلح مع أشخاص من جميع الأعمار."

ومنذ عام مضى قاد ميتاليبوف فريقا استخدم تقنية نقل النواة من أجنة صغار لانتاج الخلايا الجذعية وهي المرة الأولى التي تمت في البشر من أي سن. وفي مجال الاستنساخ العلاجي يستخدم العلماء الشحنات الكهربية لدمج خلية بالغة -غالبا ما تكون خلية بشرة- مع بويضة تم نزع الحمض النووي الخاص بها ثم تنقسم البويضة وتتكاثر وخلال خمسة أيام او ستة تتحول الى شكل كروي أجوف يشبه الجنين. بحسب رويترز.

بذلك تتكون ما يعرف باسم الخلايا الجذعية المتعددة القدرات التي يمكنها التحول الى أي نوع من خلايا الجسم البشري. وفي حالة زرع هذه الخلايا الجذعية الجنينية في رحم فانها تصبح صورة مستنسخة من الحمض النووي الخاص بالمتبرع وهي نفس التقنية التي انتجت النعجة دوللي المستنسخة. والهدف النهائي هو انتاج هذه الخلايا الجذعية الجنينية معمليا ودفعها الى ان تكون خلايا متخصصة للإغراض العلاجية ضد اي مرض مصاب به المتبرع بالحمض النووي مثل أمراض القلب والتصلب المتعدد وداء السكري من النوع الاول وغيرها.

مرضى الشلل

على صعيد متصل قال باحثون أمريكيون إن أربعة رجال أصيبوا بشلل كامل في نصفهم السفلي منذ أكثر من عامين وأخطرهم الاطباء ان حالتهم ميئوس منها استعادوا القدرة على تحريك الساقين والقدمين بعد زرع جهاز كهربائي في الحبل الشوكي. وهذا النجاح وان كان لا يرقى الى استعادة الرجال الأربع القدرة على المشي ورغم انه طبق على عدد محدود من المرضى يقدم أملا في أن يساعد هذا الأسلوب العلاجي الجديد كثيرين من بين ستة ملايين أمريكي مصابون بالشلل من بينهم 1.3 لديهم إصابات في الحبل الشوكي. وقال الباحثون انه حتى المرضى الميئوس من حالتهم تماما قد يستفيدون من هذا العلاج. بحسب رويترز.

كما تشكك هذه النتيجة في افتراض أساسي بشأن اصابات الحبل الشوكي يقول ان العلاج يتطلب ان تنمو من جديد الخلية العصبية المتضررة او ان تستبدل بخلايا جذعية. وثبت ان هذا صعب للغاية كما ان استخدام الخلايا الجذعية قضية مثيرة للجدل. وقال الدكتور روديريك بتيجرو مدير المعهد الوطني لأشعة الطب الحيوي والهندسة الحيوية التابع للمعهد الوطني للصحة في مقابلة "الرسالة المهمة هنا هي ان الناس الذين يعانون من اصابة في الحبل الشوكي مثل هؤلاء الرجال يجب الا يعتقدوا انه صدر عليهم حكم بالشلل مدى الحياة." وأضاف "يمكنهم تحقيق مستوى من الحركة الطوعية" وهو ما وصفه "بحجر زاوية" في أبحاث اصابات الحبل الشوكي. وساهم المعهد الوطني في تمويل الدراسة التي نشرت في دورية (برين).

نشاط الغدد

في السياق ذاته نجح علماء بريطانيون لاول مرة في استخدام الطب التعويضي ليستعيدوا وبشكل كامل وظيفة غدة خاملة في حيوان حي في اكتشاف يرون أنه قد يمهد الطريق أمام تقنيات مشابهة يمكن استخدامها وتطبيقها على البشر مستقبلا. وتمكن فريق من جامعة إدنبره من إعادة بناء الغدة الصعترية - وهي عنصر رئيسي في النظام المناعي تقع أسفل العنق فوق القلب - لفئران متقدمة بشكل كبير في السن وذلك عن طريق تنشيط آلية طبيعية تتوقف مع التقدم في العمر.

وقال العلماء ان الغدة الصعترية التي أعيد تنشيطها كانت متماثلة في بنيتها وتفاصيلها الجينية مع الغدة الصعترية لفأر صغير وأنها كانت قادرة أيضا على القيام بوظيفتها مرة اخرى حيث بدأت الفئران المعالجة في إنتاج الخلايا التائية وهي نوع من خلايا الدم البيضاء تلعب دورا رئيسيا في مكافحة العدوى.

وقالت كلير بلاكبيرن العضو بمركز الطب التعويضي التابع لمجلس البحوث الطبية في جامعة إدنبره والتي قادت فريق البحث "عن طريق استهداف بروتين محدد تمكننا من استرجاع ما تقلص من الغدة الصعترية جراء التقدم في العمر بشكل كامل." وأضافت "نتائجنا تشير إلى أن انتهاج نفس الاسلوب مع البشر ربما يحسن وظيفة الغدة الصعترية ومن ثم تعزيز الجهاز المناعي لدى المرضى المتقدمين في العمر او الذين لديهم نظام مناعي مكبوح."

وقالت بلاكبيرن انه بينما تمكنت الفئران المعالجة من إنتاج خلايا تائية الا أن البحث الذي أشرفت عليه لم يؤكد حتى الان ما اذا كانت الانظمة المناعية للفئران المتقدمة في العمر قد تعززت ام لا. ومضت بلاكبيرن تقول انه قبل اختبار التقنية على البشر يتعين على الباحثين إجراء المزيد من التجارب على مزيد من الحيوانات حتى يتسنى لهم التأكد من أن عملية التخليق يمكن التحكم فيها بشكل دقيق. بحسب رويترز.

والغدة الصعترية هي أول عضو يعاني من التدهور مع تقدم البشر في العمر. وتقلص هذه الغدة هو أحد الاسباب الرئيسية لتراجع كفاءة النظام المناعي والقدرة على مكافحة العدوى مثل الانفلونزا مع التقدم في العمر. ويعتبر الطب التعويضي مجالا خصبا للبحث المرتكز بشكل أساسي على الخلايا الجذعية وهي خلايا المنشأ التي تعتبر مصدرا لجميع انواع الخلايا والانسجة في الجسد. وأحد الاهداف الرئيسية لهذا البحث هو شحذ آليات الاصلاح الذاتي للجسد واستخدامها بالطريقة المثلى وبشكل محكوم جيدا لمعالجة الامراض.

الطب الترميمي

الى جانب ذلك نجح أطباء في الولايات المتحدة في زراعة مهبل مصنع معمليا لأربع سيدات. واستُخدمت عينات من الأنسجة والمواد القابلة للتشكيل حيويا لينمو المهبل بالشكل والحجم المناسب لكل امرأة، ويتماشى مع أنواع الأنسجة. وسجلت الحالات كلها درجات طبيعية من "الرغبة والنشوة" والعلاقة الجنسية دون ألم. ويقول الخبراء إن الدراسة، التي نُشرت في مجلة "لانسيت" الطبية، تقدم مثالا جديدا على قوة الطب الترميمي.

وعانت كل واحدة من النساء الأربع من عدم اكتمال نمو المهبل عندما كن لم يزلن أجنة في أرحام أمهاتهن. وتعرف هذه الحالة طبيا باسم "عدم تشكل الرحم". وتشمل العلاجات الحالية التدخل الجراحي لعمل تجويف وتبطينه ببطانات من الجلد أو أجزاء من الأمعاء. واستخدم الأطباء، في مركز "وايك فورست بابتيست" الطبي بولاية نورث كارولينا، تكنولوجيا تصنيع المهبل لأربع نساء كن في سن المراهقة وقت إجراء التجربة.

واستخدمت تقنيات المسح لمنطقة الحوض لتصميم مجسم اسطواني ثلاثي الأبعاد لكل مريضة. وأُخذت عينات من أنسجة المهبل غير مكتمل النمو لتربيتها معمليا لتنبت مجموعة كبيرة من الخلايا. وأُلصقت الخلايا العضلية بالمجسم من الخارج وبُطّن بخلايا بطانة المهبل من الداخل.

وخُلّق المهبل بعناية في مفاعل حيوي حتى أصبح مناسبا لزرعه جراحيا داخل أجسام النساء المريضات. وقالت إحداهن: "أشعر بالفرق. فأثناء العملية، تتخيل كل الاحتمالات والتغيرات التي ستمر بها. أشعر أني محظوظة، فقد أصبحت حياتي طبيعية تماما." وأُخذت عينات من مهبل المريضات غير المكتمل لإنبات مجموعة كبيرة من الخلايا وتبطين الشكل الاسطواني بها قبل زرعه جراحيا. وسجلت كل الحالات وظائف جنسية طبيعية.

ويمكن أن يؤدي عدم تصنع الرحم إلى مضاعفات أخرى في الأعضاء التناسلية. وفي حالتين من الحالات الأربعة، كان المهبل متصلا بالرحم. ولم تحدث أية حالات حمل. لكنه من الناحية النظرية، من المحتمل حدوث حمل. ويقول أنطوني عطا الله، رئيس مركز الطب الترميمي بمستشفى "وايك فوريست" إن الأمر كان يمثل تحديا.

وقال "هذه هي المرة الأولى التي ننشئ فيها عضو كامل لم يكن له وجود من الأساس". وأضاف بأن المهبل الطبيعي "أمر شديد الأهمية" لحياة أولئك النسوة. ورؤية الفارق الذي حدث في حياتهن "كان يستحق العناء". ورغم أن زراعة أول مهبل جرت منذ ثمان سنوات، فهذه أول مرة يكشف عن النتائج.

وخُلّق المهبل الصناعي بعناية في مفاعل بيولوجي حتى أصبح مناسبا لزرعه داخل أجسام المريضات ويستخدم علماء في جامعة بازل السويسرية تقنيات مماثلة لإعادة ترميم أنوف تعويضية لمرضى سرطان الجلد. وقد تغني هذه التقنية عن الحاجة لاستخدام غضاريف الضلوع والأذن لعلاج الضرر الناجم عن استئصال السرطان. بحسب بي بي سي.

ويقول البروفيسور مارتن بيرشال، الذي عمل في مختبرات لتصنيع القصب الهوائية، إن هذه التقنية "لم تنجح في علاج المشاكل الطبية الصعبة، لكنها تعاملت مع بعض الأمور الخاصة بتكنولوجيا هندسة الأنسجة." وأضاف: "يحتاج استخدام هذه التقنية لمزيد من التجارب والمتابعات على المدى البعيد".

الشريان الكلوي

الى جانب ذلك بات من غير المرجح أن يشهد المرضى الذين عولجوا باستئصال عصب في الشريان الكلوي هبوطا في ضغط الدم بالمقارنة بأولئك الذين تلقوا علاجا مموها في تجربة إكلينيكية كبرى. وألقى ذلك بظلاله على علاج تطبقه أكثر من 80 دولة في الحالات المستعصية من إرتفاع الضغط التي لا تستجيب للعقاقير.

وتمثل هذه الدراسة إختبارا حاسما للتدخل الجراحي الذي يتضمن قطع الموصلات العصبية بين القلب والكلى في محاولة لخفض ضغط الدم لأن التجارب السابقة لم تكن تتضمن مجموعة مقارنة لحسم فاعلية الجراحة. وقال فرانز ميسرلي وسريبال بنجالور في دورية (نيو انجلاند) الطبية إن هذه الدراسة "توقف تماما قطار آلية استئصال الشريان الكلوي." وكانت الدورية قد نشرت هذه النتائج وعرضتها على اجتماع الكلية الأمريكية لأطباء القلب في واشنطن. ولم تشتمل التجارب السابقة على تقنية إعطاء بعض المرضى علاجا مموها على سبيل المقارنة يمكنه ان يعطي صورة جلية عن التباين في مستوى ضغط الدم.

وتتمثل جراحة استئصال العصب الكلوي في إدخال قسطرة في الشرايين المغذية للكلى بالدم ثم تجري الاستعانة بالعلاج الاشعاعي لإتلاف بعض الاعصاب التي يعتقد انها تتحكم في ضغط الدم. ونحو عشرة في المئة من المرضى الذين يعانون من إرتفاع ضغط الدم تقاوم اجسامهم العلاجات التقليدية وهم مرشحون بالتالي لجراحة استئصال العصب الكلوي التي لاتزال تجري على المستوى التجريبي في الولايات المتحدة لكنها مسجلة ومسموح بها في مناطق من أوروبا وأمريكا الجنوبية وأستراليا وكندا. بحسب رويترز.

ومن بين 364 مريضا أجريت لهم جراحة إستئصال العصب الكلوي إنخفض ضغط الدم الانقباضي بواقع 14 ضغط ملليمتر زئبق وذلك بعد ستة أشهر من العلاج مقابل انخفاض بلغ 12 ضغط ملليمتر زئبق بين 171 شخصا لم تجر لهم الجراحة لكن تم تصوير الأوعية الدموية الكلوية لديهم.

ويتناول جميع المرضى ثلاثة أدوية على الاقل لعلاج ارتفاع ضغط الدم بأقصى جرعات يحتملونها لكنها أخفقت في خفض الضغط الى المستويات المستهدفة. ويعتزم الباحثون متابعة حالات المرضى خمس سنوات قادمة لرصد أي فوائد متأخرة قد تتحقق خلال مرحلة المتابعة.

خطوات خادعة

من جهة أخرى اتهمت أعلى هيئة بحثية في اليابان الباحثة الرئيسية وراء ورقتين بحثيتين عن الخلايا الجذعية وصفتا بأنهما محور تغيير في مجال الطب الحيوي بسوء السلوك المقرون بالتلفيق إلا ان العالمة ردت على ذلك قائلة إن نتائج التحقيق غير المقبولة. وفصلت الدراستان اللتان نشرتا في دورية (نيتشر) العلمية في يناير كانون الثاني طريقة بسيطة لاعادة برمجة خلايا حيوانية ناضجة لتعود إلى حالة شبه جنينية مما يجعلها قادرة على إنتاج أنواع كثيرة من الأنسجة.

وكان يعول على هذه الخطوة في انعاش الأمل في ايجاد طريقة بسيطة لاستبدال الخلايا التالفة أو استنبات أعضاء جديدة لدى البشر. لكن منذ ذلك الحين وردت تقارير عن عدم اتساق البيانات والصور المستخدمة في البحثين مما دفع (ريكن) وهي مؤسسة بحثية شبه حكومية والتي كلفت الباحثة الرئيسية بهذا البحث من الأساس إلى تشكيل لجنة للنظر في الأمر.

وقالت هذه اللجنة ان احدى الورقتين البحثيتين اعادت استخدام صورا تتعلق برسالة الدكتوراه للباحثة الرئيسية هاروكو اوبوكاتا والتي كانت متعلقة بتجارب مختلفة. وقال شونسوكي ايشي رئيس اللجنة في مؤتمر صحفي "مثل هذه الأفعال تدمر مصداقية البيانات تماما." وأضاف "ليس هناك أدنى شك بانها كانت على علم تام بهذا الخطر. اعتبرنا بناء على ذلك ما حدث سوء سلوك بحثي مقرون بالتلفيق."

وقالت اوبوكاتا في بيان انها ستتقدم قريبا بشكوى إلى (ريكن) تدحض فيها النتائج التي توصلت اليها لجنة التحقيق. وأضافت "شعرت بالصدمة والغضب. اذا ظلت الأمور على ما هي عليه يمكن أن يصل سوء الفهم إلى حد وصف الاكتشاف الخاص بالخلايا (ستاب) في حد ذاته بانه مختلق. سيكون هذا غير مقبول على الاطلاق."

وتشير اوبوكاتا (30 عاما) إلى الخلايا التي اعيدت برمجتها لتصبح في حالة تشبه الحالة الجنينية في البحث الذي قام به فريقها تحت مصطلح "اكتساب قابلية تعدد القدرات عن طريق التحفيز الخارجي" أو اختصارا (ستاب). ويمكن ان تعيد (ريكن) التحقيق في الأمر اذا تلقت شكوى. وقالت الهيئة البحثية إنها لم تقرر بعد العقوبة التي قد تفرض على الباحثة. بحسب رويترز.

واشتهرت اوبوكاتا سريعا في اليابان بعد الإعلان عن ورقتيها البحثيتين واذاعت محطات التلفزيون لقطات لها بالزي التقليدي الياباني بدلا من معطف المعمل وهي تعمل داخل مختبر جدرانه مكسوة باللون الوردي. ولم تؤكد أو تنفي (ريكن) وجود خلايا (ستاب) لكنها قالت انها تعتزم اطلاق عملية للتحقق من وجودها. وسيستغرق الأمر نحو عام للانتهاء منه وسيشرف عليه رئيس (ريكن) ريوجي نويوري الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2001.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 30/نيسان/2014 - 28/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م