شبكة النبأ: لا تزال عملية البحث
مستمرة عن الطائرة الماليزية التي اختفت في ظروف غامضة على نطاق واسع،
تشارك فيه الكثير من الدول والحكومات وبإمكانيات كبيرة من دون الوصول
الى نتائج فعالة تحدد مصير تلك الطائرة وركابها البالغ عددهم "239"
شخصا من جنسيات مختلفة، هذا الغز الطائر والمحير بالاختفاء الغريب أصبح
أحد أندر واغرب كوارث الطيران واكثرها تكلفة في العالم كما يقول بعض
الخبراء، واعتبره هؤلاء الخبراء لغزاً مثيراً خصوصا وان اجواء وظروف
الرحلة كانت جيدة وامنة، وهو ما أدى إلى ظهور فرضيات عديدة مازال
الباحثون يحققون في صحتها خصوصا مع غياب الادلة، الذين توقعوا أن تصل
تكاليف عمليات البحث إلى مبالغ هي الأعلى في تاريخ الطيران، لا سيما
وأنها قد تستمر لوقت طويل.
على الرغم من اتساع نطاق البحث الذي تشارك فيه الكثير من الدول
والحكومات من خلال العشرات من الطائرات والبوارج والسفن والأقمار
الصناعية، لا يزال اختفاء الطائرة الماليزية لغزاً اثار الكثير من
الفرضيات والتكهنات بخصوص سر هذا الاختفاء الغريب والغامض، والذي
اعتبره الكثير من خبراء الطيران امراً محيراً خصوصا وان العالم اليوم
يعيش في عصر التكنولوجيا الحديثة التي عجزت هي الاخرى عن تحديد سبب
اختفاء هذا اللغز الطائر.
وفي هذا الشأن فقد اكد رئيس الوزراء الماليزي ان بلاده "لن ترتاح"
قبل كشف لغز الرحلة ام اتش 370 التي لم يعثر على اي قطعة منها على
الرغم من عمليات البحث الدولية التي قالت استراليا انها "الاصعب في
التاريخ". وقال نجيب رزاق خلال زيارة لمركز عمليات البحث في بيرث على
الساحل الاسترالي الغربي الذي تنطلق منه السفن والطائرات "نريد ان نجد
اجوبة. نريد التخفيف عن العائلات ولن نرتاح قبل ان نجد هذه الاجوبة".
لكن حتى الآن وعلى الرغم من مئات الاشياء العائمة على سطح المحيط
التي كشفتها صور التقطت بالأقمار الاصطناعية، لم تعثر السفن على اي
قطعة تعود الى حطام طائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية
الماليزية. وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت انها "عملية صعبة
جدا، وهب الاصعب في التاريخ". واضاف "كل يوم وانطلاقا من عناصر قليلة
جدا من المعلومات نعيد بناء الاحجية وكل يوم نعرف المزيد عما حصل خلال
هذه الرحلة القاتلة". بحسب فرانس برس.
ورحب رئيس الوزراء بالتعاون الدولي في هذه العمليات التي تشارك
فيها استراليا والصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وبريطانيا
واليابان وماليزيا ونيوزيلندا. واعلنت الشرطة الماليزية ان التحقيق
الجنائي لم يؤدي الى اي نتيجة. واوضحت ان كل الركاب وافراد الطاقم
استبعدوا من التحقيق باستثناء الطيارين الاثنين. وقال قائد الشرطة خالد
ابو بكر "امهلونا بعض الوقت"، موضحا انه "قد لا نعرف ابدا ملابسات
الحادث".
دون نتائج
في السياق ذاته لاتزال عملية البحث عن حطام الطائرة الماليزية على
أشدها ولكن دون نتائج تذكر. فقد أعلن مسؤولون أستراليون عن إنجاز ثلثي
عمليات البحث عن حطام طائرة البوينغ 777 في قاع المحيط المفقودة، من
دون التوصل إلى أي نتيجة. وقامت الرحلة أم أتش 370 المتوجهة من
كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 شخصا، بتبديل وجهتها بشكل كامل
لأسباب مجهولة بعد ساعة على إقلاعها.
ويعتقد أنها تحطمت في جنوب المحيط الهندي على مسافة ألفي كلم من
سواحل غرب أستراليا. وأعلن مسؤولون أستراليون عن إنجاز ثلثي عمليات
البحث في قاع المحيط عن حطام الطائرة الماليزية البوينغ 777 المفقودة،
من دون التوصل إلى أي نتيجة". وتشارك عشر طائرات عسكرية و11 سفينة في
عملية البحث عن الطائرة المفقودة، وبالرغم من عملية البحث المكثفة، لم
يتم العثور على أي حطام للطائرة المفقودة، وتتركز الآمال على الغواصة
الآلية بلوفين-21 التي تعمل على مسح منطقة محددة في قاع المحيط.
وقال "المركز المشترك لتنسيق الوكالات" المكلف تنظيم أعمال البحث عن
الطائرة المفقودة إن "بلوفين - 21 بحثت في حوالي ثلثي المنطقة المحددة
في قاع المحيط حتى اليوم"، مشيرا إلى انه لم يتم العثور على ما يدل على
الطائرة. وقد أنجزت الغواصة ثماني مهمات إلى قاع المحيط، من دون أي
نتيجة تذكر، وذلك بالرغم من تخطيها الحد الأقصى للغوص (4500 متر).
والغواصة "بلوفين 21" على هيئة طوربيد وطولها 4,93 مترا. وهي مزودة
بجهاز رادار تحت الماء (سونار). وهذه الآلية تستخدم لأخذ عينات من قاع
البحار خلال عمليات البحث أو انتشال حطام أو البحث عن الآثار أو لرسم
خرائط المحيطات بالإضافة إلى عمليات رصد الألغام المائية. وتعتبر
السلطات الإشارات التي التقطها مسبار أميركي التقدم الأساسي الذي تم
انجازه في سبيل حل لغز الطائرة المفقودة، فيما يعتقد ان بطاريتي
الصندوقين الأسودين توقفتا عن العمل.
ووفق "المركز المشترك لتنسيق الوكالات" فان عملية البحث في قاع
المحيط تتركز اليوم في دائرة قطرها عشرة كلم حول منطقة الإشارات التي
التقطت في الثامن من نيسان/ابريل. أما عملية البحث فوق المياه فستبلغ
49,491 كلم مربع. وستشارك في العملية عشر طائرات وعشر سفن على بعد
حوالي 1,741 كلم شمال غرب مدينة بيرث الاسترالية. بحسب فرانس برس.
ومن المتوقع أن تسوء الأحوال الجوية في وقت لاحق، وخصوصا في الجزء
الشمالي، مع توجه الإعصار الاستوائي جاك جنوبا، وفق المركز. ويضاف إلى
ذلك عواصف رعدية شمالا ورياح جنوبية غربية في الغرب. وأشارت السلطات
الماليزية إلى أنها قد تراجع خلال الأيام المقبلة مقاربتها لعملية
البحث عن الطائرة، التي من المتوقع أن تكون الأعلى كلفة في تاريخ
الطيران. وتحدثت السلطات الماليزية عن إمكانية الحاجة لاستخدام طرق
بديلة بما فيها استخدام أجهزة تغوص لأعماق اكبر. وتتعرض الحكومة
الماليزية وشركة الطيران لانتقادات واسعة من أهالي ركاب الطائرة
وغالبيتهم من الصينيين بسبب طريقة إدارتهم للازمة.
جسم غامض
من جهة اخرى أكد مكتب سلامة النقل الأسترالي، أن الأنقاض التي وصلت
شاطئ أوغوستا بجنوب غرب البلاد ليست من طائرة الركاب الماليزية، وقال
رئيس الوزراء الاسترالي، طوني أبوت، إن السلطات قد تعيد النظر في طريقة
البحث عن الطائرة المفقودة، ولكنها لن توقف العملية أبدا. وقال بيان
صادر عن مركز تنسيق عمليات البحث في استراليا إنه بعد فحص صور
فوتوغرافية للقطعة المعدنية التي ظهرت على شاطئ أوغوستا، تأكد الفريق
أنها "لا تشكل خيطاً جديداً في البحث عن الطائرة الماليزية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الاسترالي، طوني أبوت، إن بلاده لن توقف
أبدا جهود البحث عن الطائرة مضيفا: "لن نترك أبدا عائلات الركاب من
خلال الاستسلام السريع في حين أن هناك فرصة معقولة للعثور على شيء ما..
قد نعيد التفكير في طريقة البحث، ولكننا لن نهدأ قبل أن نقوم بكل ما
بوسعنا لحل هذا اللغز." من جانبه، قال القائم بأعمال وزير النقل
الماليزي بأن بلاده لم تتلق أي صور من أستراليا، وحتى الآن كل الأجسام
التي تم العثور عليها لم يكن لها علاقة بالطائرة المفقودة.
وقال الوزير هشام الدين حسين "نحن لدينا الـ 20% من المنطقة المراد
استكشافها بواسطة مركبة الزعنفة الزرقاء Bluefin-21"، ولكنه يجري البحث
في خيارات زيادة عمليات البحث في العمق تحت سطح الماء "وفي الأيام
القليلة المقبلة سنتحدث إلى جهات أخرى للبحث عن إمكانية تمديد العمليات
للمرحلة التالية." وقال إنه بحاجة لمناقشة الجدول الزمني مع رئيس منظمة
الطيران الدولية، أغنوس هوستن، مشدداً على "الأمر الأكثر أهمية هو اننا
سنواصل البحث وهذا ما يمكن أن نضمنه لعائلات المسافرين." بحسب CNN.
وقدمت السلطات الماليزية تقريراً أولياً عن الحادث للمنظمة الدولية
للطيران المدني، يتضمن توصيات السلامة التي ينبغي على الطائرات المدنية
اتباعها، بحسب مصدر مطلع على التقرير، ولم يذهب التقرير على الكثير من
التفصيلات ولكنه تضمن الحقائق الأساسية عن تاريخ الرحلة، وتم منح مهلة
إضافية لماليزيا، على الوقت اللازم لتقديم التقرير وهو شهر، ولكن منظمة
الطيران المدني لم تؤكد هذا التمديد.
الأغلى في التاريخ
على صعيد متصل فالبحث عن الطائرة الماليزية يتجه لأن يكون أغلى
عملية بحث في تاريخ الطيران حيث تشارك 26 دولة بطائرات وسفن وغواصات
وأقمار اصطناعية في الجهود الدولية. حير فقدان الطائرة التابعة للخطوط
الجوية الماليزية الخبراء، وحاول المحققون تحديد التسلسل الزمني الدقيق
للأحداث التي وقعت خلال الساعة التي تلت الإقلاع.
والبحث عن الطائرة الماليزية يتجه لأن يكلف مئات الملايين من
الدولارات لتصبح بذلك أغلى عملية بحث في تاريخ الطيران. وبعد اكتمال
شهر من بدء عمليات البحث أشارت تقديرات إلى أن 44 مليون دولار على
الأقل أنفقت حتى الآن على عمليات نشر السفن والطائرات الحربية في
المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي التي قامت بها استراليا والصين
والولايات المتحدة وفيتنام. واستند هذا التقدير إلى بيانات قوات الدفاع
عن التكاليف المتاحة عن كل ساعة وتقديرات محللي الدفاع والتكاليف التي
أعلنت عنها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
واقتربت تكلفة البحث في الشهر الأول بالفعل من مبلغ 32 مليون يورو
(44 مليون دولار) أنفقت في عمليات بحث استمرت عدة أشهر خلال فترة زادت
على عامين أثناء البحث عن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية في
الرحلة ايه.إف447 التي سقطت في المحيط الأطلسي عام 2009. ومثلما قال
الخبراء إن التكلفة الفعلية للبحث عن الطائرة الفرنسية قد تزيد ثلاث أو
أربع مرات عن الرقم الرسمي فإن نفقات عملية البحث الجارية عن الطائرة
الماليزية قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.
ولا تتضمن تكلفة البحث التي قدرت بأربعة وأربعين مليون دولار قيمة
معدات الدفاع التي تستخدمها دول مثل بريطانيا وفرنسا ونيوزيلندا وكوريا
الجنوبية ولا تكاليف أخرى كثيرة منها استخدام الطائرات المدنية وتكاليف
إقامة مئات الأفراد وتكاليف تحليل معلومات المخابرات على مستوى العالم.
من جانب اخر قال وزير المواصلات والدفاع الماليزي هشام الدين حسين
"حين يتعلق الأمر بانتشال (حطام طائرة) على عمق 4,5 كلم، ليس هناك أي
جيش قادر على القيام بذلك" مضيفا "علينا استخدام شركات خاصة والكلفة
ستكون هائلة". وقدر رافيكومار مادارافام، الخبير في النقل الجوي في
مكتب الاستشارات "فروست اند ساليفان"، كلفة عمليات البحث الجارية بنحو
مئة مليون دولار (72 مليون يورو).
وقال الخبير "أنها بالتأكيد أكبر عملية" بحث في تاريخ الطيران مضيفا
أنها "ستكون الأغلى ثمنا على صعيد التكاليف". وأعلن البنتاغون تخصيص
7,3 مليون دولار للشهر الأول فقط من عمليات البحث التي أطلقت في بحر
الصين الجنوبي ومضيق ملقا قبل أن تمتد نحو بحر أندامان. وإلى ماليزيا،
شاركت في العمليات خلال الأسابيع الأولى كل من سنغافورة وفيتنام
والهند.
وبعد ذلك انتقل البحث إلى المحيط الهندي وشاركت فيه سفن وطائرات
عسكرية من أستراليا وبريطانيا ونيوزيلندا والصين وكوريا الجنوبية
واليابان، بدون التوصل إلى نتيجة. وتعلق الآمال الآن على غواصة أمريكية
مجهزة بسونار وضعتها البحرية الأمريكية في تصرف العمليات، وقال ديفيد
غلين، خبير الأمن الجوي في جامعة لوبورو البريطانية، "أن عثروا على
(الطائرة) الآن .. فإن (الكلفة) ستصل إلى مستوى مئة مليون دولار
أمريكي".
وكلما استمرت العملية ارتفعت الكلفة. وبعد العثور على حطام الطائرة،
ستضاف إلى الفاتورة تكاليف أخرى سيتوقف حجمها على عمق القعر ومدى تبعثر
الحطام. وغالبا ما يقارن هذا الوضع بعمليات البحث عن طائرة إير فرانس
447 التي تحطمت في المحيط الأطلسي في حزيران/يونيو 2009، واستمرت
عمليات البحث حينها سنتين، وراوحت كلفتها بين 80 و100 مليون يورو بحسب
مكتب التحقيقات والتحليلات، الهيئة الفرنسية المكلفة التحقيقات في مجال
الطيران المدني. بحسب فرانس برس.
وترفض أستراليا الحديث عن قيمة التكاليف، وقال المركز المشترك
لتنسيق الوكالات المكلف تنظيم العمليات "أنها عمليات البحث الأصعب في
التاريخ وقد تستغرق وقتا". وأضاف أن "الكلفة كبيرة.. ويتحملها شركاؤنا
الدوليون الذين ساهموا بالرجال والتجهيزات المدنية والعسكرية". وفي
الوقت الحاضر يتكفل كل بلد بتكاليفه.
وقال كيم بيرغمان رئيس تحرير صحيفة "ايجيا باسيفيك ديفينس ريبورتر"
"لا بد أن ذلك بدأ يثير مخاوف مسؤولي الميزانيات العسكرية" غير أن
عائلات الركاب لن تتقبل الحد من العمليات. وقال الخبير رافيكومار
مادافارام "أعتقد أنهم سيواصلون (البحث) لشهر أو شهرين بدون الأخذ
بالتكاليف لكن إن لم يعثروا على شيء فسيتحول الأمر إلى مطاردة سراب
وسيبدأ المواطنون بطرح اسئلة". |