|
الكتاب: القبسات،
من فكر المرجع الديني آية الله العظمى السيد
صادق الحسيني الشيرازي دام ظله
الكاتب: إعداد مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام
الناشر: مؤسسة أمّ أبيها سلام الله عليها/كربلاء
المقدّسة
عدد الصفحات: (554) صفحة من القطع الكبير
(17.5×24 ـ وزيري)
عرض: مؤسسة الرسول الاكرم الثقافية
شبكة النبأ: تحتاج الأمم والشعوب إلى
نهل الفكر السليم المعطاء لكي تتجاوز تحدّيات المعاصرة ومستجدات
الحداثة وإشكاليات تداولية الأفكار والمفاهيم والنمو المتضخّم في إنتاج
الأزمات في عالم اليوم.
هذه الحاجة هي أعمق من التوصيف وأبعد من الدلالة عليها، لأنها
تتحفّز إلى التجسيد عبر السعي إلى.. والتفاعل مع.. والاقتباس من.. ذلك
الفكر المتمكّن من الامتداد مع تفاصيل الحياة الدقيقة والقادر على
النهوض بها بشكل متوازن ومتناسق مع الحقّ والحقيقة، مع الدين والعلم،
ومتناغم مع أهداف الأمة المشروعة في سبيل حياة أفضل.
ولكنه أيّ فكر؟!
إنّه فكر المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق
الحسيني الشيرازي دام ظله، إنّه الفكر المضيء الصادر من مصباح القرآن
والنبوّة والإمامة، إنّه الفكر الممتدّ مع الأمّة والفرد والمجتمع في
آمالها وهمومها ومشاكلها وأزماتها وتطلعاتها وأوجاعها، إنّه الفكر الذي
يغذّي الحياة بمناهج السمو والتطوّر والرفعة، إنّه الفكر الذي يسعى إلى
بناء الذات وبناء المجتمع، إنّه الفكر الذي ينمّي ويعالج ويربّي ويرشد
ويعلّم ويثقّف، إنّه الفكر المنفتح على هموم الإنسان وأزمات المجتمع
وآمال الأمّة بلا نخبوية ولا انعزالية ولا فوقية ولا طبقية، إنّه الفكر
السامق في أطروحاته المتعايش لهموم الناس ومشاكلهم وإرهاصات حياتهم
السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية والتربوية.
وإلى ذلك الفكر المبدع المعطاء وردناه آنسين فيه حلولاً لأزماتنا،
ومنهجاً لأعمالنا، وعلاجاً لأوجاعنا، وضمادة لجراحنا، ووسائلاً لتحقيق
أهدافنا، فصدّرنا عنه بهذه القبسات المضيئة والمثمرة التي ما أحوجنا
إلى نورها وعطائها.
هي قبسات تنير دروب الحياة وترشد إلى مسالك الحقّ وترفد الإنسان
والمجتمع برؤى لتطوّره المستقبلي في ميادين الحياة وآفاق الفكر.
هي قبسات من مصدر امتزجت فيه ينابيع الحكمة بينابيع العلم وتجسّدت
عبره تجربة إنسانية سامية قدّمت فيها الحكمة عصارة الحقّ، وقدّم فيها
العلم خلاصة الحقيقة، وقدّمت فيها الإنسانية شذرات تجربتها في معارج
السمو، فكانت وتكون قراءة للباحث وأفقاً للمتأمّل ونهج بناء للفرد
والمجتمع.
هي قبسات من فكر غذّاه الإسلام فأشرق بانتمائه، وسواه القرآن فتسامق
باعتداله، ورسمت آفاقه النبوّة فاتسع في امتداده، وكانت تربته الإمامة
فطابت منابته وثماره، وفوق سطور المرجعية سارت كلماته ومفاهيمه فصدقت
اعتداله، وبالرغم من اتساع بحر الحياة المعاصرة فقد أحاطت بها سواحله،
واليوم نحن في هذا الكتاب نتوقّف في بعض مرافيء ذلك الفكر العملاق الذي
تعمّق في تفاصيل الحياة اليومية للفرد والجماعات والمجتمع وتوسع في
امتداداتها بتفرّعاتها الدقيقة.
هذه القبسات المعطاء ليست خبط عشواء من فكر كلّه إبداع وسمو بل إنها
قبسات تحرينا قدر الإمكان أن تعالج قضايا وهموم الفرد والأسرة والجماعة
والمؤسسة والمجتمع، تحرينا أن تكون مرشداً ومرجعاً للخطاب المتداول في
بناء الذات وفي إدارة حلّ الأزمات وفي الالتزام الأخلاقي وفي بناء خطاب
ووعي سياسي سليم ومسؤول.
وهذه الباقة من القبسات من فكر المرجع الديني آية الله العظمى السيد
صادق الحسيني الشيرازي دام ظله هي بداية ندعو الله عزّ وجلّ أن يوفّقنا
في ديمومتها في أجزاء أخرى لإتمام الفائدة ولاكتمال الرؤية. وإنها
لبداية متواضعة ومحاولة بكر في رحلة الألف ميل فلعلّنا بها نخطو الخطوة
الأولى ولعلّنا بها نستثير تفكير الباحثين لتأمّلها وإثرائها حتى تكتمل
جميع جوانبها لنقدّم ما فيه الفائدة للإنسان والمجتمع والأمّة وهذه هي
الغاية النهائية من ارتيادنا لهذا الفكر المعطاء.
كان ذلك مما جاء في مقدمة كتاب: (القبسات ـ من فكر المرجع الديني
آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله)، وهو عبارة عن
مقالات نشرت في (شبكة النبأ المعلوماتية) على مساحة من الزمن وكانت
تعبيراً عمّا يشغل بال القراء وما يتساءلون حوله أو ما يرغبون بمعرفة
كيفية التعامل أو التفاعل معه...
صدر هذا الكتاب تزامناً مع الذكرى المباركة والعظيمة، ذكرى مولد
الصدّيقة الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها (20جمادى
الثانية 1435للهجرة ـ 20نيسان/أبريل2014م)، وذلك عن مؤسسة الرسول
الأكرم صلى الله عليه وآله الثقافية التي تعنى بنشر أفكار وآراء سماحة
المرجع الشيرازي دام ظله، بمدينة قم المقدّسة، وبالتعاون مع مؤسسة أمّ
أبيها سلام الله عليها الثقافية الخيرية في مدينة كربلاء المقدّسة.
الكتاب هو من جهود وإعداد الزميلة الموقّرة (مؤسسة النبأ للثقافة
والإعلام ـ annabaa.org) في مدينة كربلاء المقدّسة.
يقع الكتاب في (554) صفحة من القطع الكبير (17.5×24 ـ وزيري).
هذا، وتقدّم مؤسسة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الثقافية، بالغ
شكرها وامتنانها وتقديرها للزملاء الأعزّاء في (مؤسسة النبأ للثقافة
والإعلام)، على هذه الجهود والأعمال الثقافية المباركة، وعلى تقديمهم
هذا المجهود الثقافي المبارك لنا لننال خدمة طبعه وإصداره، ضمن ما نقوم
به من خدمات في طريق المرجعية الشيرازية أدام الله ظلها الوارف
الولائية المجاهدة والذابّة والمدافعة عن مدرسة أهل البيت صلوات الله
عليهم أجمعين.
كما نشكر الزميلة الموقّرة (مؤسسة أمّ أبيها سلام الله عليها
الثقافية الخيرية) على تعاونها الجميل والدائم والمتواصل معنا في نشر
فكر المرجعية الشيرازية دام ظلها، وعلى أعمالها المباركة.
متمنّين للمؤسّستين الموقّرتين المزيد من التوفيق والنجاح في خدمة
ثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم، وخدمة أتباعهم ومحبّيهم ومواليهم،
والله وليّ التوفيق. |
