ما بين الإنسان والحشرات.. مصالح مشتركة تديم الحياة

 

شبكة النبأ: تشكل الحشرات وبحسب بعض المصادر المجموعة الأكثر تنوعا من الكائنات الحية على سطح الأرض فهي تحوي ما يزيد على مليون نوع تم وصفها أي أكثر من نصف جميع الكائنات الحية، حيث يُقدّر عدد الفصائل غير المصنفة بقرابة 30 مليونا، أي أنها تشكل أكثر من 90% من مختلف أشكال الحياة على الأرض.

وتعتبر الحشرات منافسا رئيسيا للإنسان في الكثير من الامور، لذا فقد اصبحت محط اهتمام العلماء الساعين الى معرفة كل شيء عن هذه المخلوقات سواء كان ايجابي او سلبي، وهو الحال مع ذبابة الفاكهة التي استعان بها العلماء في الكثير من التجارب والبحوث والدراسات المهمة كما يقول بعض الخبراء في هذا المجال. هذا بالإضافة الى استخدمها كغذاء مهم ومميز في بعض دول العالم.

وعلى الرغم من أن الحشرات الطفيليّة هي التي تستحوذ على انتباه الإنسان في أغلب الأحيان، إلا أن الكثير من الحشرات يُعد نافعا للبيئة والبشر على حد سواء.

إذ تشمل مملكة الحشرات مئات الألوف من أنواع المختلفة، وتوجد الحشرات في كل البيئات والأصقاع، من قعر المحيط السحيق إلى قمم الجبال العالية، ومن الصحاري المحرقة إلى مجاهل القطب المتجمدة. ومع أنه قد تبدو فروقات كبيرة في أشكال بعض الحشرات إلا أنها تكون حائزة على خصائص متماثلة احيانا مما يصنفها في عداد الحيوانات وليس النباتات.

أطلس تفصيلي

وفي هذا الشأن فقد توصلت أبحاث كشف النقاب عنها إلى تحديد الخلايا العصبية في مخ ذبابة الفاكهة المسؤولة عن سلوك الحشرة حتى وهي في طور اليرقة وهو الأمر الذي يعضد احتمالات أن يصبح بمقدور علماء الاعصاب وضع "أطلس" شبيه بذلك بالنسبة للبشر. ويمثل هذا الكشف تطورا في سياق الربط بين الخلايا العصبية التي تباشر عملها حين يأتي الناس بأفعال محددة وربما حين يشعرون بانفعالات ما أو يبصرون الأشياء أو يسمعون الموسيقى أو عندما تتبادر الأفكار الى أذهانهم.

ووضع أطلس لمخ الإنسان أحد أهداف مبادرة أطلقها الرئيس الأمريكي باراك اوباما منذ عام حجمها 100 مليون دولار ويطلق عليها اسم (برين) فيما ينعش التطور الخاص بذبابة الفاكهة الآمال بان بات بالإمكان التعامل مع سيل منهمر من المعلومات سيتمخض عنها هذا البرنامج. وقال أرافينثان صمويل عالم الفيزياء بجامعة هارفارد الذي يستعين بتقنيات ونماذج حسابية يطبقها على مخ الكائنات الصغيرة والذي لم يشارك في هذا البحث "هذه الدراسة تجيء في اطار طفرات هائلة في مجال بيولوجيا الاعصاب حيث يتعين علينا ان نتعامل مع كم ضخم من المعلومات لذا فان الأمر يبعث على التفاؤل أن نراقب ما سوف يأتون به."

وخلال هذه الدراسة أستهل العلماء -تحت إشراف خبيرة الأحياء مارتا زلاتيتش من مركز بحوث جانيليا فارم التابع لمعهد هاوارد هيوز الطبي في فرجينيا- العمل بتنشيط عدد من الخلايا العصبية في يرقة ذبابة الفاكهة المعروفة باسم الدروسوفلا بالاستعانة بتقنيات تستخدم الضوء لتنشيط بعض هذه الخلايا.

ونشرت نتائج الدراسة في دورية (ساينس). وبعد ذلك قامت العالمة زلاتيتش وفريقها البحثي بجمع تسجيلات بالفيديو تضمنت آلاف الساعات لكيفية سلوك 37780 يرقة من ذبابة الفاكهة في سياق الاستجابة لكل عملية تنشيط على حدة. ورصد الباحثون جميع حركات اليرقات المختلفة.

وبعد ذلك ومن خلال برمجيات أعدت خصيصا لهذه الدراسة لتحليل كميات هائلة من البيانات التي تضمنتها التسجيلات نجح عالم الرياضيات كاري بريب من جامعة جونز هوبكنز من رصد 29 سلوكا مختلفا أتت بها اليرقات من الزحف الى الأمام والى الخلف الى الدوران يمنة ويسارا وما شابه ذلك.

جاءت النتيجة في صورة أطلس للخلايا العصبية التي نتج عن تنشيطها مختلف الحركات التي أتت بها يرقات ذبابة الفاكهة. وعلى سبيل المثال فان خليتين عصبيتين في قاع مخ يرقة ذبابة الفاكهة كانتا هما المسؤولتان عن معظم حركات الدوران لليرقة. بحسب رويترز.

ويكتسب مشروع (برين) قدرا لا بأس به من الجدوى العلمية ليس لمجرد أن هذه اليرقات قادرة على الإتيان بالكثير من أنواع السلوك بل لأن مخها وحبلها العصبي يتألف من عشرة آلاف خلية عصبية فقط مقارنة بمخ الانسان الذي يضم نحو 86 مليار الى 100 مليار خلية عصبية. وقالت زلاتيتش "يمكن تصنيف الخلايا العصبية حسب القرارات وأنواع السلوك الناجمة عنها." وفي نهاية المطاف فان مثل هذا الأطلس الخاص بسلوك الخلايا العصبية يمكن ان يقترن برسم تخطيطي واضح للمخ فيما أوشك علماء بيولوجيا الاعصاب على الانتهاء من وضع أطلس متكامل لمخ الفأر.

قاسم مشترك

ما هو القاسم المشترك الذي تتشابه فيه ذبابة الفاكهة الصغيرة مع أكثر مقاتلات العالم تطورا مثل المقاتلة إف-22 رابتور التابعة للقوات الجوية الأمريكية؟ إنه أكثر مما يمكنك ان تتخيله.. فقد إستعان العلماء بكاميرات فيديو لرصد المناورات الجوية التي تقوم بها هذه الذبابة ليجدوا انها تلجأ لحركات خاطفة مثيرة مراوغة في الهواء تفاديا لأي كائنات مفترسة تتربص بها مثلما تفعل تماما المقاتلات للتخفي عن العدو.

وتسجل الدراسة التي نشرت في دورية (ساينس) مدى رشاقة ذبابة الفاكهة في الجو أثناء قدرتها على تغيير مسارها بسرعة مذهلة خلال زمن يقل عن جزء من مئة جزء من الثانية الواحدة. ويجب ألا يندهش أحد ممن يستخدمون المذبة لإبعاد هذه الحشرة من قدرتها الخارقة على الإتيان بحركات بهلوانية في الجو والهروب بيسر ومهارة من المواقف الخطيرة.

واستخدم الباحثون في جامعة واشنطن ثلاثة كاميرات متطورة تعمل في آن واحد وتسجل كل منها 7500 لقطة في الثانية الواحدة لفك لغز القدرة الفائقة للحشرة الصغيرة على المراوغة والمناورة. وسجل الباحثون حركات الجناح والجسم في الجو لذبابة الفاكهة من نوع (دروسوفيلا هايداي) -وهي في حجم حبة السمسم- داخل غرفة اسطوانية مخصصة لطيرانها بعد أن عرضت على الحشرة صورة تمثل كائنا مفترسا يدنو منها.

وأبدت الحشرة ردود فعل مثيرة خلال محاولتها الهرب من العدو إذ ما لبثت ان دارت بجسمها على الفور مثلها مثل المقاتلة العسكرية وعادت ادراجها وهي تفر من عدوها. وأثناء دوران الحشرة أظهرت قدرتها على الدوران الجانبي بواقع 90 درجة ولجأت أحيانا الى أن تقلب جسمها رأسا على عقب.

وقال مايكل ديكنسون أستاذ الأحياء بجامعة واشنطن الذي أشرف على الدراسة "إنها تقوم بالدوران الى الجانبين مثلما يفعل أي طيار مقاتل مع قلب الجسم ثم سرعان ما تستجمع قواها هربا من الخطر الداهم." وأضاف "حدث هذا في غمضة عين وتستتبعه تغيرات متقنة للغاية في حركة الجناحين. وقد استبدت بنا الدهشة من قدرتها على توظيف حركة أجنحتها الصغيرة لتنفيذ هذه المناورات البالغة الدقة." بحسب رويترز.

وقالت فلوريان مويريس المشاركة في البحث في بيان إن ذبابة الفاكهة ترفرف بجناحيها نحو 200 مرة في الثانية الواحدة وفي كل ضربة من أي جناح يمكنها إعادة توجيه جسمها وهي تناور وتتجنب الخطر فيما تتسارع حركتها. واستلزم الأمر كما كبيرا من الاستضاءة لتشغيل الكاميرات بسرعاتها العالية لكن نظرا لأن الذبابة قد تصاب بالعمى لو استخدم هذا الكم من الضوء استعان الباحثون بالأشعة تحت الحمراء التي لا تراها الذبابة.

وقال ديكنسون "كنت مفتونا دوما بالذباب. يتصور الجميع ان له مجرد جهاز عصبي بسيط لكنني أتخيل العكس تماما. لدى الذباب جهاز عصبي دقيق حقا ويعمل بدرجة تقترب من الكمال على نحو لا يمكن تصديقه. إنه يفعل الكثير بهذا المخ الذي يصل حجمه الى حجم ذرة الملح."

النمل يتجسس

الى جانب ذلك وجدت دراسة جديدة، أن النمل يتجسس على جيرانه ويقارن بيوته ببيوت من حوله، منتظراً الفرصة لتحسين خاصته. وذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية، أن العلماء في جامعة "بريستول" وجدوا أن هذه المخلوقات هي "جارة فضولية"، وكما البشر عليها أن تقرر إن كان ينبغي تحسين مكان عيشها أو البقاء في البيت الحالي. لكن على عكس الإنسان المعرض لفقاعات إسكانية، فإن النمل يستثمر في سوق أملاكه بطرق متسّقة و"منطقية".

ووجد العلماء أن النمل "يراقب بشكل متواصل العقارات المجاورة" للاستفادة منها مستقبلا. وتعتمد جهود هذه الحشرات على نوعية البيت التي يعيش فيه حالياً، فالتي تعيش ببيوت فقيرة تبحث أكثر من غيرها عن بيوت أفضل. بحسب يونايتد برس.

وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة، كارولينا دوران، إنه بإمكان البشر التعلم من سلوك النمل، مضيفة أن "هذه الاستراتيجية في تعديل عملية جمعها (النمل) للمعلومات وفقاً لحاجاتها والقيمة الحقيقية للدرجات الأعلى في سلّم الملكية، قد يساعد النمل على تقييم سوق السكن عندها بطريقة يمكن قياسها قد تجعل الكثيرين منا يخجلون". وشملت الدراسة 15 مستعمرة نمل من مقاطعة دورست في جنوب غرب بريطانيا، وتبيّن أن أولويات هذه الحشرات يمكن مقارنتها مع أولويات كثير من الناس، بينها فضاءات العيش المفتوحة والسقوف العالية.

اكتشافات جديدة

في السياق ذاته قدم العلماء وصفا تفصيليا لأربعة أنواع من الحشرات تعيش في كهوف شديدة الجفاف بالبرازيل وتتغذى على فضلات الخفافيش ولديها ما يصفه الباحثون بأنه "أحدث المستجدات في مجال النشوء والارتقاء." وقال العلماء في دورية (كارانت بيولوجي) إنه على خلاف المألوف فإن لدى الإناث من هذه الحشرات عضوا دقيقا يشبه عضو التذكير فيما تحتفظ الذكور منها بفتحة شبيهة بالمهبل تمارس من خلالها الإناث عملية السفاد او التزاوج التي تستمر من 40 الى 70 ساعة.

وأضافوا ان هذه الخصائص تجعل من هذه الأنواع الأربعة من الحشرات من جنس (نيوتروليا) من الأنواع الفريدة في العالم. وقال كازونوري يوشيزاوا عالم الحشرات من جامعة هوكايدو اليابانية "إن اشتمال عملية النشوء والارتقاء على شيء فريد مثل امتلاك الأنثى لعضو تذكير أمر في غاية التفرد. ذلك ما أصابني بالدهشة ان أشاهد هذه الأعضاء."

وأضاف انه على الرغم من أن تبادل الأدوار الجنسية الطبيعية بين الذكر والأنثى من الحقائق الموثقة في عدة أنواع من الحيوانات إلا ان هذه الحشرات هي النموذج الوحيد الذي ينقلب فيه التركيب الجنسي للذكر الى العكس. ويتميز جنس (نيوتروليا) بصغر حجم الحشرات إذ يتراوح طول الحشرة من 2.7 الى 3.7 ملليمتر وهي تشبه الذباب من ناحية التركيب الخارجي ولا يلاحظ أي شيء غير عادي في مظهرها الخارجي اللهم إلا في التركيب التشريحي المعكوس للأعضاء التناسلية للذكر والأنثى.

وخلال عملية السفاد تستقبل الأنثى الحيوانات المنوية من الذكر ثم ينتفخ جزء من عضو الذكورة لدى الانثى ويلتصق داخليا بمهبل الذكر ويقول يوشيزاوا إن الإناث تجبر الذكور على الالتصاق بها بهذه الطريقة. ومضى يقول "نظرا لشدة التصاق الانثى بالذكر وتزايد مقاومته فربما يلحق الضرر بأعضائه التناسلية لذا من المرجح ان الإناث هي التي تتحكم كليا في عملية السفاد برمتها فيما يكون دور الذكر سلبيا."

وكان باحث برازيلي يعكف على دراسة الأنظمة البيئية قد اكتشف هذه الأنواع من الحشرات في بادئ الأمر ثم ما لبث أن كلف خبيرا في علم الحشرات بدراسة هذه الكائنات التي لم تكن معروفة من قبل فيما يمثل نقطة البداية لاكتشاف جنس (نيوتروليا) ونشر هذه الدراسة. وأورد يوشيزاوا نماذج أخرى استثنائية للاعضاء التناسلية في الحيوانات منها إناث حيوان حصان البحر التي تستخدم عضوا لإدخال البيض في كيس مخصص لعملية الفقس الى جانب أحد أنواع القراد والحلم التي يوجد لدى الإناث منها انبوبة تناسلية طويلة. وأضاف يوشيزاوا "ربما تمثل إناث حشرة (نيوتروليا) 'أشرس' إناث تم اكتشافها حتى الآن في المملكة الحيوانية."

من جانب اخر قال علماء إنهم اكتشفوا بقايا حشرة قديمة في الصين كانت تفعل مثل عدد من انواع الحشرات الموجودة الآن في التخفي من الطيور المفترسة باتخاذ اشكال اوراق وأغصان الاشجار والنباتات المحيطة بها. وقال العلماء إن الحشرة -التي كانت تعيش قبل حوالي 126 مليون سنة وكانت تشبه نباتا قديما- هي أقدم نوع معروف من حشرات الاوراق والاغصان.

وعثر على بقايا الحشرة -التي اطلق عليها العلماء اسم "كريتوفاسموميما ميلانوجراما" في اقليم لياونينغ بشمال شرق الصين في تكوين جيهول الصخري الذي يحتوي على الكثير من الحفريات لمخلوقات قديمة مثل الطيور والديناصورات ذات الريش. وتحقق العلماء من أن الحشرة كانت تشبه غصن نبات كان ينمو في نفس المكان قديما. بحسب رويترز.

ويعتقد العلماء إن الحشرة كانت تغير شكلها لتبدو مثل اوراق الاشجار حتى في لونها الاخضر للتخفي من الحيوانات المفترسة. وقال اوليفر بيثواه عالم الحفريات وأحد اعضاء فريق العلماء "كريتوفاسموميما ميلانوجراما كانت إحدى الانواع الأولى لحشرات الاوراق والاغصان الموجودة الآن." ونشرت نتائج دراسة العلماء في دورية (بلوس وانPLOS ONE).

أطباق الحشرات

على صعيد متصل تشهد الأطباق التي تحوي الديدان وبيض البعوض والجراد التي كانت في أساس النظام الغذائي عند السكان الأصليين في القارة الأميركية وشرح دانييل أوفاديا كبير الطهاة في مطعم "باخيا" الراقي "نشهد إقبالا كثيفا على الأطباق المؤلفة من حشرات، من قبيل بيض النمل الذي يباع الكيلوغرام الواحد منه في مقابل 75 يورو".

ويعد مطعم "تشون" من المطاعم الرائدة في هذا المجال التي تقدم أطباقا تعود للحقبة التي سبقت اكتشاف القارة الأميركية. ويحضر فورتينو روخاس كبير الطهاة في هذا المطعم الذي يقع في حي لا ميرثيد الشعبي منذ حوالى أربعين سنة أطباقا خارجة عن المألوف. وهو كان في ما مضى يقدم أطباقا من لحم الأسد، قبل منع هذا النوع من اللحوم واستبداله بلحم التمساح.

وقد لخص الطاهي فلسفته في فن الطبخ وهو يعد فطيرة من بيض البعوض يشبه طعمها طعم القريدس قائلا ما مفاده ان الحشرات على أنواعها صالحة للطبخ. ويشجع روخاس الزبائن جميعهم على "تذوق هذه الأطباق المؤلفة من مواد غذائية مستخرجة من أرض المكسيك تتمتع بقيمة غذائية كبيرة وهي صحية وخفيفة". ومن أشهر أطباق الطاهي طبق من بيض النمل الذي يعد بمثابة "الكافيار المكسيكي" والذي يقدم مع أوراق الأقحوان وصلصة مانغا.

ويبيع بيدرو هرنانديز الحشرات في متجره الواقع في سوق سان خوان المعروفة في مكسيكو بتنوع المنتجات المعروضة فيها. و فتح مطعما صغيرا يقع بالقرب من متجره يبيع فيه الحشرات والديدان الكبيرة والجراد الذي يقدم مقليا مع الثوم وزيت الزيتون أو مع الحامض وبعض التوابل. وقال بيدرو هرنانديز إن الزبائن يمكنهم أن يتذوقوا في مطعمه الأطباق جميعها التي يشتهونها ثم أن يشتروا المكونات نية مع وصفات تحضيرها.

وأقرت نيكول أوليفارز وهي طالبة تدرس الطب ذاقت للمرة الأولى حساء من الذرة مع ديدان مقلية بأن طبقها "كان جد لذيذ وله طعم اللحم". وذكر شريكها ميغيل دياز بأن "فن الطبخ المكسيكي اتخذ طابعا غربيا وأهمل طوال سنوات مكونات جد لذيذة ومغذية". ووافقته مارغاريتا مارتين الرأي، وهي ربة منزل قصدت سوق سان خوان لشراء نصف كيلوغرام من الديدان الحية.

واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في تقرير صدر عنها منذ فترة وجيزة أن أكل الحشرات يساهم في مكافحة الجوع الذي يطال نحو ملياري شخص في أنحاء العالم أجمع. وأوضحت الفاو أن الحشرات قد تقوم مقام المكملات الغذائية، لاسيما عند الأطفال الذين يعانون سوء تغذية.

وبحسب غابرييلا خيمينيز الباحثة في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، إن 100 غرام من لحم البقر مؤلف من البروتين بنسبة 40 %، في حين أن الكمية عينها من الجراد أو أي حشرة أخرى تحتوي على ضعف هذه النسبة من البروتينات. ودعت الباحثة سكان المكسيك التي تسجل نسبة بدانة هي من الأعلى في العالم إلى أن يزيدوا استهلاكهم لهذا النوع من المواد الغذائية. وختمت قائلة "هي لا تؤدي إلى زيادة الوزن ويمكن صنع الطحين من أي حشرة". بحسب رويترز.

من جهة أخرى وفي قلب العاصمة الفرنسية المشهورة بالمخبوزات والمطاعم الفاخرة أضاف مطعم (المأدبة المكشوفة) الى قائمة اطباقه اصنافا بعيدة كل البعد عن أطباقه التقليدية.. أضاف إليها حشرات مقرمشة مستوردة من تايلاند. ورغم أن هناك أكثر من 1900 نوع من الحشرات تؤكل في العالم وبخاصة في افريقيا وآسيا كان الغربيون يتأففون عادة من تناول حشرات كالجراد والنمل الابيض وغيرها. لكن الطباخ الفرنسي الشاب ايلي دافيرون اثار ضجة بطبق الجراد ببيض السمان وطبق العقارب المائية بأعشاب الهندباء البرية وطبق الخنافس بالبطاطا (البطاطس). وفي لقاء مع صحيفة لوموند قال دافيرون "احاول ان ابدع عملا فنيا بهذه الحشرات."

الى جانب ذلك ضمّت السلطات البلجيكية إلى المطبخ البلجيكي، أنواعا من الحشرات والدود، مجيزة استهلاكها على الموائد. ونشرت إدارة سلامة السلسلة الغذائية، المسؤولة عن سياسة المملكة فيما يتعلق بأمنها الغذائي، لائحة تضم 10 أنواع من الحشرات والديدان من ضمنها الصراصير المنزلية والجراد الإفريقي المهاجر ودودة الحرير والطحين. ويذكر أنه رغم أنّ عدة مطاعم في باريس ولندن وبرلين وأمستردام تعرض وجبات من الحشرات، إلا أن السلطات الأوروبية لم تجز ذلك رسميا بعد.(مطاعم "الحشرات اللذيذة" تنتشر في شمال تايلاند).

بعوض وعناكب

من جانب اخر رصد نوع من البعوض الاستوائي معروف بانه ينقل امراضا قد تؤدي للوفاة مثل حمى الضنك والحمى الصفراء في ولاية كاليفورنيا الامريكية مما اثار مخاوف لدى مسؤولي الصحة العامة ودفعهم الي تكثيف جهودهم للقضاء على تلك الحشرة. ولم يسجل اي مرض مرتبط بالبعوضة المعروفة علميا باسم (الزاعجة المصرية) منذ ظهورها لاول مرة في وادي سنترال فالي في كاليفورنيا في يونيو حزيران كما لم يظهر اثار للمرض في اي من عينات الحشرات التي تم اصطيادها واجراء اختبارات عليها.

وتقول السلطات ان العادات الغذائية والمعيشية لهذا النوع من البعوض تجعله حشرة شرهة وهو ما قد يمثل في حالة التكاثر خطرا صحيا جديدا على الولاية الامريكية الاكثر سكانا ويؤثر على اسلوب الحياة الشائع في كاليفورنيا في ارتياد الامكان المكشوفة. وتتغذى البعوضة السوداء الصغيرة الحجم بشراهة اثناء النهار. وهي مغرمة بالبشر وغالبا ما تلدغ داخل المباني وتحتاج الي القليل من الماء الساكن لوضع البيض.

وقال تيم فيليبس مدير وكالة (فرينسو موسكيتو اند فيكتور كونترول ديستركت) المعنية بالصحة في ولاية كاليفورنيا والتي تعرفت على بعض من طلائع الغزاة الصغار "إذا استوطنت فستغير طريقة الحياة التي اعتدناها في كاليفورنيا." واضاف قائلا "لن نستطيع الخروج الى فناء المنزل دون ان تلدغنا هذه الاشياء." وقال فيليبس ان كيفية وصول الزاعجة المصرية الى كاليفورنيا يبقى أمرا غامضا. ومن بين المصادر المحتملة اوعية النباتات المستوردة أو اوعية صغيرة اخرى بها ماء. بحسب رويترز.

في السياق ذاته أغلقت مدرسة في بريطانيا أبوابها بعد ظهور عناكب "الأرملة الكاذبة" وذلك في أحدث ظهور للنوع الذي يعتبر أشد العناكب سمية في البلاد. وقال كريج بيرنز نائب مدير مدرسة دين اكاديمي في بيان إن المدرسة الواقعة في منطقة فورست اوف دين ستغلق أبوابها حتى يكافح الخبراء العناكب السامة ذات الأرجل الثمانية. ويشبه هذا النوع من العناكب عناكب الأرملة السوداء التي يمكن ان تتسبب في الوفاة.

وقال متحف التاريخ الطبيعي في بريطانيا إن عناكب الأرملة الكاذبة كانت قد استعمرت أجزاء من جنوب بريطانيا لأكثر من قرن لكن يعتقد أنها انتشرت في أنحاء عدة خلال السنوات الخمس والعشرين الأخيرة. وقد تصيب لدغة الأرملة الكاذبة بالتورم أو الحمى. وقال بيرنز إنه لم تقع حتى الان حوادث لدغ لأي شخص في المدرسة. وتحدثت تقارير إخبارية عديدة عن ظهور الأرملة الكاذبة وهجمات لها في بريطانيا خلال الأسابيع الأخيرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22/نيسان/2014 - 20/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م