شبكة النبأ: أظهر استبيان للرأي أجراه
المركز مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية في كربلاء ان 79%
من الناخبين في المحافظة أبدوا رغبتهم في المشاركة بالانتخابات
النيابية المقررة في 30 نيسان.
جاء ذلك في ندوة أقامها المركز يوم الأربعاء الموافق 16/4/2014 تحت
عنوان (اتجاهات الرأي العام الكربلائي في الانتخابات البرلمانية
المقبلة)، وذلك في تمام الساعة الرابعة مساءا على قاعة منتدى شباب
الوحدة الرياضي في حي الحسين، وقد أعلنت خلال الندوة نتائج استبيان
الرأي العام للناخبين في محافظة كربلاء المقدسة الذي اجرته وحدة
استطلاع الرأي العام في المركز، وشمل عينة عشوائية من الناخبين
الكربلائيين ضمت ألف شخص، ربعهم من النساء، توزعت في عشرة مناطق مختلفة
من مركز المحافظة والاقضية والنواحي المرتبطة بها.
وقد بدأت الندوة اعمالها برئاسة وإدارة الدكتور خالد عليوي جياد
العرداوي مدير المركز، وبمشاركة كل من الأستاذ حيدر عباس المتخصص في
التحليل والمعالجة الإحصائية، والدكتور عمران الكركوشي، وشرحت ادارة
الندوة للحضور الاجراءات الفنية المتبعة في عمل الاستبيان، والتي حرص
المركز على جعلها منسجمة مع المعايير الدولية المعمول بها في المعالجة
والتحليل الاحصائي.
وقال مدير المركز الدكتور خالد العرداوي ان الإستبيان شمل 1000 شخص
من مختلف الفئات العمرية والثقافية، منهم 250 امرأة، وتوزع على امكنة
مختلفة من كربلاء.
وذكرت نتائج الإستبيان ان 82% من الناخبين زاروا مراكز توزيع
البطاقة الانتخابية بهدف استلامها، وكشف عن أن 55% من الناخبين غير
راضين عن أداء الطبقة السياسية خلال السنوات الأربع الماضية.
وأظهرت نتائج الاستبيان النظرة السلبية للمواطن الكربلائي اتجاه
اداء الحكومة والبرلمان الحالي وبنسبة عالية تجاوزت 65% من اجابات
العينة، وكذلك النظرة السلبية اتجاه الاحزاب السياسية العاملة في
كربلاء، واتجاه الحملات الدعائية للمرشحين والكتل السياسية المشاركة في
الانتخابات القادمة، وإعطاء الاولوية لملف الامن ثم الخدمات ثم
العلاقات الدولية في ضرورة الاهتمام بها ومعالجتها من قبل الحكومة
القادمة التي ستفرزها الانتخابات.
وتوجه الرأي العام الكربلائي نحو المشاركة الواسعة في الانتخابات
القادمة وهذا ما أظهره أكثر من 79% من عينة الاستبيان، والتركيز على
مؤهلات المرشح في الاختيار أكثر من الانتماء العشائري والجغرافي.
واشار العرداوي الى ان النتائج تدل على تنامي الوعي لدى
الكربلائيين، وتشير الى الرغبة في التغيير من خلال صناديق الاقتراع،
لافتاً الى ان هذا يعدّ مؤشراً مهماً في اتجاهات الرأي العام
الكربلائي، موضحاً ان معايير الناخب الكربلائي اليوم تقوم على اسس
تختلف عن الأسس التي اعتمدها في الانتخابات الماضية، فالانتخاب كما
تبدو اليوم لا تعتمد على أساس الانتماء العشائري او المناطقي، بل ان
الناخب صار يضع مؤهلات المرشح في المقدمة كأساس لاختياره الانتخابي.
وذكر العرداوي ان الاستبيان كشف عن أن نسبة 62% من الناخبين اعتبروا
كثرة الخلافات والأزمات السياسية جعلتهم يفقدون الثقة بالسياسيين،
مضيفاً: "النتائج العامة للاستبيان تشير الى ان الناخب في كربلاء لديه
انطباعات سلبية عن الحكومة والبرلمان وعن المرشحين وطريقة الدعاية
الانتخابية. لكن الناخب الكربلائي يبدي في الوقت نفسه حرصاً واضحاً على
المشاركة في الانتخابات، ويبدي رغبةً في البحث عن بدائل".
وبحسب الاستبيان فإن ما نسبته 79% من الناخبين اظهروا الكثير من
الانزعاج إزاء عمل البرلمان، وحملوا الأحزاب السياسية مسؤولية الخلافات
التي تشهدها البلاد،
وقال العرداوي: "نتائج الاستبيان توصلت الى ان نسبة كبيرة من
الناخبين يميلون الى تأييد كتل سياسية، ولايميلون الى تأييد الأحزاب
السياسية، مشيراً الى ان رؤية الناخب الكربلائي سلبية تجاه الاحزاب،
لذلك نرى ان الناخب يهتم بتأييد الكتلة السياسية المكونة من عدة احزاب
دون ان يبدي ذات الاهتمام بحزب معين".
كما أظهرت عينة الاستبيان رغبة واضحة في تجاوز سلبيات حكومة
المشاركة الوطنية الحالية من خلال تفضيل تشكيل الحكومة بعد الانتخابات
القادمة على اساس الاغلبية السياسية، فضلا عما تقدم هناك مؤشرات أخرى
عكسها الاستبيان يمكن الحصول عليها كاملة من خلال الدخول الى الموقع
الالكتروني لمركز الفرات، والتي هي بكل تأكيد تشكل مؤشرات مهمة يمكن أن
يستفيد منها المحللون وصناع القرار والكتل السياسية عندما يضعون
دراساتهم أو عندما يعدون برامجهم الانتخابية.
الجدير بالذكر أنه حضر الندوة عدد كبير من المرشحين للانتخابات
البرلمانية والأكاديميين والمسؤولين في محافظة كربلاء ومؤسسات المجتمع
المدني، اضافة الى عدد كبير من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى
التي بلغت أكثر من تسعة عشر وسيلة إعلامية.
هذا ويعد مركز الفرات من المراكز البحثية غير الحكومية المستقلة
العاملة في العراق، وقد تأسس في كربلاء منذ عام 2005، واجرى خلال هذه
المدة العديد من البحوث والدراسات والتقارير والمقالات واستطلاعات
الرأي العام سواء ما تعلق منها بالشأن الوطني العراقي أو ما تعلق
بالشأنين الاقليمي والدولي، وذلك من خلال كادر أكاديمي متخصص، وللمركز
شبكة علاقات مع مؤسسات مناظرة داخل وخارج العراق.
|