إصدارات جديدة: التوبة في ضوء التدبّر القرآني

 

 

 

 

 

الكتاب: توبوا الى الله

المؤلف: آية الله السيد مرتضى الحسيني الشيرازي

المقرر: الشيخ هادي الاسماعيلي

الناشر: منشورات مؤسسة أم أبيها

عدد الصفحات: 152

عرض: شبكة النبأ المعلوماتية

 

شبكة النبأ: لا شك أن التوبة هدف يسعى إليه جميع المذنبين، لاسيما أن الانسان خطّاء ونسّاء ايضا، بمعنى ان تكوينه البيولوجي والنفسي، قد يجعله عرضة للوقوع في الزلل، وغالبا ما تؤثر عليه تركيبته النفسية ونوازعه ورغباته، إلا إذ كان محصّنا بصورة تامة تجعل بينه وبين المعاصي حاجزا فاعلا وراسخا من الايمان، وهو أمر سنواجه فيه مصاعب جمّة، لأننا في حقيق الامر من صنف البشر وليس الملائكة، كما أننا لسنا بمعصومين، لهذا فإننا نقع تحت طائلة الوقوع في فخ المعصية، تبعا للنفس، ودرجة اقترابها او ابتعادها عن السوء!.

إننا سوف نقرأ في هذا الكتاب المخصص عن التوبة، لسماحة آية الله السيد مرتضى الحسيني الشيرازي، تلخيصا لمهمة التفسير، لأن مناهج التفسير متعددة ومختلفة، فهناك المنهج العقلي، وهنالك المنهج التقلي، وفي نظرة اكثر استيعابا وتدقيقا، هناك منهج تفسير القرآن بالمأثور، وهناك التفسير العملي، كما هناك التفسير (الارشادي)، بأنواعه، من تفسير باطني او شهودي، وهناك تفاسير تتمحور حول (التنزيل) وأخرى تتمحور حول (التأويل)، إلا أن منهجنا التفسيري – كما يقول مؤلف هذا الكتاب – في هذه السلسلة من الدراسات، وفي التدبر في القرآن الكريم، يعتمد غالبا على منهج التفسير بالتعليل مع مزيج انتقائي من التفسير بالقرآن وبالمأثور وبالعلم والعقل حسب موطن الحاجة.

يحتوي هذا الكتاب القيّم على سبعة فصول تطرقت لمحاور كلها تلتقي عند التوبة وتصب في الروافد التي تؤدي إليها، الفصل الاول يبدأ بتساؤل مهم مفاده: لماذا خص الله تعالى المؤمنين بخطاب التوبة؟. ثم يبدأ السيد المؤلف بتوضيح السبل التي تصل بنا الى الاجابة الدقيقة لهذا التساؤل، عبر محاور متتالية، منها أن المؤمنين أقرب من غيرهم للاستجابة، وكذلك المؤمنون هم الأحب للرب، ثم يقودنا مضمون هذا الكتاب الى طبيعة العلاقة بين الايمان والتوبة وقدرة الايمان على فتح السبل والنوافذ التي يمكن ان تقود الانسان الى رحاب التوبة النصوح، فالتوبة على الرغم من انها هدف بحد ذاتها، إلا أنها تستدعي الثبات والاستقرار عليها، لان الانسان التائب سوف يبقى في مواجهة المغريات التي قد تهشم ايمانه من جديد، لذلك التوبة المعنية هي التي لا رجوع عنها الى المعاصي.

في الفصل الثاني يناقش السيد المؤلف مفردة (عسى)، بكل ما تنطوي عليه هذه المفردة من مدلولات وإحالات تتعلق بالرجاء،  لان المغفرة كما يؤكد السيد مرتضى الحسيني الشيرازي فضل وليست حقا وهي ايضا ليست علّة للمغفرة، كما ان التوبة لا ترفع الاثر الوضعي المترتب على التائب، ونطالع في هذا الفصل عددا من الوقائع تدعم ما يذهب اليه  السيد مؤلف هذا الكتاب حول التوبة وما يتعلق بها من مستلزمات واجراءات.

ويخصص مؤلف الكتاب الفصل الثالث للآثار الوضعية والاخروية للمعاصي والذنوب، ويتطرق بجهد واضح ينطوي على الاقناع وسهولة الاستيعاب والتفاعل، الى الحسد والغيبة  والسُكْر، ثم يناقش هذا الفصل العلاقة المتواترة بين المعصية والتوبة وما يترتب عليها، ليؤكد على أن العقوبة ما هي إلا تجسيد للمعصية، ثم يفتح الباب لأسئلة القارئ الكريم.

ونتابع في الفصل الرابع الذي حمل عنوان -أقسام التوبة والبصائر القرآنية في التوبة النصوح- تفصيلا عن التوبة النصوح وغير النصوح، ثم يدعم المؤلف هذا الباب بما يراه الشيخ الانصاري في هذا الصدد، حيث الطريق الى التوبة النصوح متاح ولكن ضمن ضوابط على التائب ان يتعامل معها بجدية والتزام، خاصة ان الكتاب يعرض نموذجا من عذاب جهنم وعذاب البرزخ، وينطوي هذا الباب على اسئلة للقارئ الكريم ايضا.

من الواضح ان الكتاب ينهل جل أفكاره ومضمونه ورؤاه وفق منهج التدبر القرآني، لذا سوف نطلع في الفصل الخامس على مقاربة بحثية اصولية في مصاديق التوبة، فنقرأ تساؤلات متنوعة عن التوبة، علما أن المراد بها توبة شاملة جامعة مانعة كما يؤكد المؤلف على هذا الجانب، ونقرأ ايضا كلمات مفعمة بالصدق ومشعة بالايمان عن الاهتداء ببركة الزهراء عليها الصلاة والسلام.

ونقرأ في الفصل قبل الاخير السادس، شرحا وافيا عن النص القرآني وتبيانه لكل شيء، ونطلع اولا على مقدمة الفصل ونطاقه والكيفي التي يكون فيها القرآن تبيانا لكل شيء، ونقرأ شرحا حيويا مثيرا للاطلاع عن معادلتيّ الباطن والهندسة، وعن موقع الحروف وهندستها، وعن موقع الكلمات وجغرافيتها وموقع الجمل واضافاتها، وعن علامات التجويد أيضا.

لنصل الى نهاية هذا الكتاب القيّم بالفصل السابع، الذي خصصه المؤلف، لوجه حكمة المدّ في قوله تعالى (وتوبوا الى الله). ويبين لنا هذا الفصل الفرق بين الاستعداد والتوبة، ويقدم لنا نماذج من المدّ ودلالاته في القرآن الكريم، ويعرّج على الحركة المستمرة المتصاعدة الى الله تعالى، لينتهي هذا الفصل ايضا، بمجموعة من اسئلة القارئ الكريم، فنلمس بذلك جهدا بحثيا علميا طيبا وموفقا، تطرق للتوبة في ضوء التدبّر القرآني، ساعيا الى تقريب الانسان من التوبة، وتوضيح المسارات والمسالك التي تؤدي إليها، وتحث الانسان على أهمية اللجوء إليها، على أن يحاول الانسان أن يجعل منها بأقصى ما يتمكن، توبة (نصوح) قبل فوات الأوان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22/نيسان/2014 - 20/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م