في الهند.. انطلاق اضخم مارثون انتخابي في العالم

 

شبكة النبأ: في ظل تنافس حاد وإجراءات أمنية مشددة انطلقت في الهند اكبر وأضخم حرب انتخابية في العالم، ويشارك في هذه الانتخابات أكثر من 814 مليون هندي، وتتنافس فيها العديد من الأحزاب الهندية من اجل الحصول على مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 543 مقعدا، ويحتاج أي حزب أو ائتلاف الحصول على 272 مقعدا على الأقل لتشكيل حكومة أغلبية ينافس عليها اليوم حزب المؤتمر الحاكم وحزب بهاراتيا المعارض.

وبحسب بعض المحللين فان الفترة القادمة ربما ستكون أصعب واخطر المراحل في تاريخ البلاد التي تعاني الكثير من التحديات الداخلية والخارجية والمتمثلة بالفقر والمشاكل الاقتصادية المتفاقمة والنزعات الداخلية وغيرها من المشاكل الأخرى، التي كانت من اهمم اطرح في الحملات الانتخابية التي تشهد اتساع في لهجة التسقيط والاتهامات المتبادلة بين الإطراف المتنافسة في سبيل كسب المزيد من الأصوات التي قد تعزز فرص الفوز في هذا السباق.

فيما يعتقد الكثير من المحللين أن حملات الانتخابات لعام 2014، والتي لعبت فيها شخصية المرشح الدور الأهم، جعلت الانتخابات العامة في الهند أقرب إلى نظام الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وسيطر حزب المؤتمر على المشهد السياسي الحديث في الهند خلال معظم تاريخها منذ استقلال البلاد عام 1947. ويتولى حزب المؤتمر السلطة في الهند منذ عام 2004، لكنه لم يشكل حكومة بمفرده منذ عام 1984. ولم يشكل أيضا حزب بهاراتيا المعارض حكومة دون الحصول على دعم من أحزاب إقليمية. وعلى الأرجح سيظل هذا الوضع في انتخابات عام 2014.

ويتنافس حزب بهاراتيا المعارض مدعوما بعدد قليل من الأحزاب الصغيرة تحت مظلة التحالف الوطني الديمقراطي. ويواصل حزب المؤتمر أيضا خوض الانتخابات ضمن "التحالف التقدمي المتحد" الحاكم، رغم أنه خسر بعض الحلفاء الرئيسيين قبيل الانتخابات. ومن المرجح أن يلعب عدد من الأحزاب الإقليمية الصغيرة، التي رفضت الدخول في ائتلاف مع أي من التحالفين السابقين، دورا مهما إذا لم ينجح أي من الائتلافين الرئيسيين في الحصول على أغلبية.

 ولعل ما يميز هذه المعركة الانتخابية أنها تتركز حول كيفية ادارة ثاني أكبر بلد بالعالم من حيث السكان، تجسدها القضايا الاساسية الساخنة كالسياسات الخارجية وقضايا الاجتماعية لاسيما الأقليات في المجتمع وخاصة من الهنود المسلمين باعتبارها اصوات هامة قد ترجح كفة الحزب الرابح، فيما تشكل حقوق الإنسان مفصلا مهما في الانتخابات الهندية كون الهند بلد يجتاحه العنف والجريمة وخاصة جريمة الاغتصاب، في حين يعد الاقتصاد العامل الابرز في أتون المعركة الانتخابية ينطلق من تجديد الاستثمارات والتنمية الاقتصادية الى الدفاع عن الروبية، وعليه تضفي المعطيات آنفة الذكر أن الصراع الانتخابي المتصاعد في أضخم انتخابات في العالم ربما سيغير من وجه الهند في المستقبل القريب.

أضخم انتخابات في العالم

وفيما يخص آخر التطورات فقد بدأ الناخبون الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية في الهند، وهي أضخم انتخابات على مستوى العالم، بمشاركة أكثر من 800 مليون هندي وتستمر ستة أسابيع لاختيار حكومة جديدة. وبدأت الجولة الأولى من التصويت بينما ستجرى الجولة الثانية عشرة والأخيرة في 12 مايو/أيار المقبل. تتنافس الأحزاب الهندية على 543 مقعدا في مجلس النواب الهندي أو "لوك سابها"، ويحتاج أي حزب أو ائتلاف الحصول على 272 مقعدا على الأقل لتشكيل حكومة أغلبية.

ويحق لنحو 814 مليون ناخب، وهو ما يتجاوز عدد الناخبين في الانتخابات السابقة التي أجريت عام 2009 ب100 مليون شخص، الإدلاء بأصواتهم في 930 ألف مركز انتخابي، بزيادة 830 ألفا عن عام 2009. وتستخدم ماكينات التصويت الإلكتروني في عمليات التصويت، وستشرف مفوضية الانتخابات في الهند على سير العملية الانتخابية بالكامل.

وتعمل هذه الماكينات: بكتابة أسماء المرشحين باللغات والخطوط التي يستخدمها الأغلبية في الدائرة الانتخابية، ولمساعدة الناخبين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، فإن كل مرشح يتم تعريفه من خلال رمز مثل "زهرة اللوتس" لحزب بهاراتيا جاناتا أو رمز "اليد" لحزب المؤتمر. أما المرشحون غير المنتسبين لأحزاب فيمكنهم اختيار رمز من قائمة معتمدة.

بعد ذلك يضغط الناخبون على الزر الأزرق بالقرب من مرشحهم المفضل للإدلاء بصوتهم، و للمرة الأولى يوجد زر يشير لعدم اختيار أي من المرشحين السابق ذكرهم، بالإضافة إلى رقم تسلسلي بلغة برايل للأشخاص الذين يعانون ضعفا في البصر. وأخيرا تحتفظ وحدة التحكم بأصوات الناخبين وتعمل ببطارية حتى يمكن ضمان استمرارعملها في حال انقطاع التيار الكهربي. وخلال عملية الفرز، يظهر الرقم التسلسلي لكل مرشح بالإضافة إلى إجمالي عدد الأصوات التي أدلي بها.

وفور قيام مسؤولي التصويت بالضغط على زر الإغلاق أسفل اللسان، تتوقف الماكينة عن تسجيل أي أصوات جديدة. ويستخدم هذا الزر في نهاية التصويت، أو إذا حاول أي شخص الدخول عنوة إلى مركز انتخابي بهدف إدخال أصوات مزيفة. ولمنع أي شخص من التلاعب بالوحدة التي تحتفظ بمعلومات التصويت، فإنها تغلق بشمع قديم بالإضافة إلى شريط للحماية ورقم تسلسلي من قبل مفوضية الانتخابات.

وتصدر مودي معظم استطلاعات الرأي بفارق كبير عن منافسيه، لكن استطلاعات الرأي في الهند لم تشكل معيارا صحيحا في السابق وجاءت معاكسة لنتائج الانتخابات. لكن غاندي و كيجريوال يؤكدان أن منافسهما ليس هو الاختيار المناسب لمنصب رئيس الوزراء بسبب ماضيه المثير للجدل. ويعزا إلى مودي نجاحه في تعزيز الازدهار الاقتصادي في ولاية جوغارات خلال توليه منصبه كرئيس وزراء لهذه الولاية الواقعة غربي الهند. لكن مودي اتهم بعدم بذل الكثير من الجهد لمنع أعمال الشغب ضد المسلمين والتي اندلعت عام 2002 وراح ضحية لها أكثر من ألف شخص، وهو الاتهام الذي نفاه مودي.

وشكل قادة 11 حزبا إقليميا "الجبهة الثالثة" في مواجهة حزب المؤتمر وحزب بهاراتيا جاناتا، لكن محللين يقولون إنه من المرجح أن تتفكك هذه الجبهة إذا أسفرت الانتخابات عن برلمان معلق.

 ويمثل الفساد والبطالة وارتفاع مستويات التضخم وتعثر الاقتصاد وسلامة المرأة والأمن القومي بعضا من القضايا الرئيسية في هذه الانتخابات. واتهم حزب "آم أدامي" و بهاراتيا جاناتا حزب المؤتمر الحاكم بالفشل في السيطرة على الفساد. وشهدت فترة وجود حزب المؤتمر في السلطة قضايا فساد بارزة مزعومة أو مثبتة من بينها بطولة ألعاب الكومنولث عام 2010 وحبس وزير السكك الحديدية السابق لالو براساد ياداف.

وركزت الحملة الانتخابية لحزب "آم أدامي" بشكل خاص على قضية مكافحة الفساد. وهذا ليس مستغربا، إذ أن الحزب ولد من رحم حركة مناهضة للفساد اجتاحات الهند قبل ثلاث سنوات، وكان لها حضور مذهل في انتخابات نيودلهي العام الماضي. وبالنسبة لحزب بهاراتيا فإن إنعاش الاقتصاد ومعالجة البطالة بين الشباب وتطوير البنية التحتية يحتل مركزا متقدما في قائمة الأولويات.

ونفى حزب المؤتمر اتهامات الفساد الموجهة له من قبل بهاراتيا جاناتا، وركز في المقابل على تصوير نفسه كحزب "موالي للفقراء". وللمرة الأولى سيكون من حق الناخبين المتحولين جنسيا التصويت "كجنس ثالث" في انتخابات الهند ووعد الحزب بتنفيذ مجموعة من برامج الرفاهة الاجتماعية من بينها الحق في الرعاية الصحية للجميع ومعاشات لكبار السن والمعاقين. وأبرز الحزب أيضا بعضا من إنجازاته من بينها مشروع قانون يجعل الأمن الغذائي حقا لجميع المواطنين، ويهدف إلى توفير خمسة كيلوغرامات من الحبوب كل شهر لمئات الملايين من الفقراء. بحسب بي بي سي.

وللمرة الأولى سيكون بإمكان الناخبين رفض جميع المرشحين، باستخدام زر خاص بذلك في ماكينات التصويت الإلكترونية. ولجأت جميع الأحزاب السياسية إلى الاستفادة بشكل مكثف من وسائل الإعلام الاجتماعي، وهو أمر جديد نسبيا في السياسة الهندية. ورغم أنه لا يزال هناك وقت طويل كي تصل مواقع التواصل الاجتماعي للمناطق النائية في الهند، فإن هذا بالتأكيد يلقى رواجا بين الشباب الذي يمثل قطاعا مهما من الناخبين في انتخابات هذا العام.

الناخبين المسلمين

في السياق ذاته تودد ناريندرا مودي الزعيم القومي الهندوسي المرشح بقوة لتولي منصب رئيس وزراء الهند للناخبين المسلمين وهاجم منافسيه الذين يتهمونه بالانحياز ضد أكبر أقلية دينية في البلاد. وقال مودي في كلمة امام مئات الالاف من المؤيدين أغلبهم من الهندوس خلال تجمع حاشد في ولاية اوتار براديش الشمالية إن سياساته الاقتصادية تهدف إلى تحسين أوضاع المسلمين في ولاية جوجارات الغربية التي يحكمها لتكون أفضل من أوضاعهم في مناطق الهند الأخرى.

وشارك في التجمع في عاصمة الولاية لوكناو حيث ثلث السكان من المسلمين حشد هائل من الناس كانوا يرتدون الزي البرتقالي المرتبط بالهندوس. ولم يكن المكان الذي يتسع لنحو 400 الف شخص ممتلئا بالكامل. وقال مودي في انتقاد مستتر لحكومة اوتار براديش التي تعول على دعم المسلمين لكن سجلها فقير في مجال التنمية "نؤمن بالتنمية الاقتصادية لكنكم تتلاعبون بالأصوات في السياسة وتتركون المسلمين يرزحون في الفقر." وتلاحق مودي اتهامات بأنه لم يوقف اعمال الشغب الدينية في جوجارات قبل نحو عشر سنوات عندما قتل ما لا يقل عن الف شخص معظمهم من المسلمين انتقاما لمقتل زوار هندوس في هجوم على قطار.

وينفي مودي المزاعم وخلص تحقيق للمحكمة العليا إلى عدم وجود أدلة كافية لملاحقته قضائيا. وتعد تصريحات مودي أوضح محاولة منه للتودد للناخبين المسلمين منذ اختياره العام الماضي كمرشح لحزب بهاراتيا جاناتا للمنافسة على رئاسة الوزراء. وكان الحزب اكتسب شهرته قبل 20 عاما بإثارة التوترات بين الطوائف. وبسبب ذلك التاريخ ما زال معظم المسلمين الهنود يشعرون بالقلق من مودي لكن البعض اقتنع برسالته المتعلقة بالتنمية الاقتصادية للجميع.

وقال أمير الدين وهو رجل دين مسلم سافر 200 كيلومتر في حافلة تابعة لحزب بهاراتيا جاناتا لحضور التجمع الحاشد "نريد ان يتحد الناس اذا حدث ذلك ستكون الهند اكثر رخاء واكثر أمنا للمسلمين." والمسلمون من بين اكثر طوائف المجتمع الهندي حرمانا من التنمية الاقتصادية. ويشكل الهندوس نحو 80 في المئة من سكان البلاد في حين يمثل المسلمون نحو 13 في المئة.

من جانب اخر حض إمام أكبر مسجد في الهند المسلمين الهنود على التصويت لصالح حزب المؤتمر الحاكم الذي يواجه منافسة حزب بهاراتيا جاناتا وهو حزب هندوسي قومي. وأوضح مولانا سيد أحمد بخاري قائلا "اليوم، أعلن دعمي للمؤتمر في انتخابات عام 2014". وناشد بخاري مسلمي الهند التصويت لصالح حزب المؤتمر. وانتقل تركيز الحملات الانتخابية من التنمية إلى البعد الديني إذ اتهم حزب بهاراتيا جاناتا حزب المؤتمر بدفع البلد إلى استقطاب ديني حاد من خلال خطب ود الناخبين المسلمين في الهند بشكل صريح.

واتهم زعيم حزب بهاراتيا جاناتا، ناريدنرا مودي، الذي يتوقع أن يصبح رئيسا للحكومة إذا فاز حزبه في الانتخابات العامة حزب المؤتمر والأحزاب الصغرى المتحالفة معه بتشجيع ذبح الأبقار التي ينظر إليها على أنها مسألة مقدسة ولا تجوز في الديانة الهندوسية التي تدين بها أغلبية الهنود من أتباع الديانة الهندوسية. ويقول بعض المراقين إن هذه التعليقات موجهة إلى مسلمي الهند الذين يسيطر الكثير منهم على تجارة المسالخ في الهند. وحاول مودي التركيز في خطاباته بمناسبة الحملة الانتخابية على الاقتصاد والتنمية في محاولة لتتغيير صورة الحزب في الهند.

الى جانب ذلك حذر راهول غاندي، مرشح حزب المؤتمر الهندي لرئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة، من ان فوز مرشح اليمين الهندوسي ناريندرا مودي قد يقود الى اندلاع فتنة دينية بين الهندوس والمسلمين. وقال غاندي إن فوز حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي اليميني ومرشحه مودي سيؤدي الى اندلاع صراع بين الاقلية المسلمة والاغلبية الهندوسية في البلاد.

وقال غاندي في تجمع انتخابي حضره في مدينة سيرسا التي تبعد بمسافة 250 كيلومترا من العاصمة نيو دلهي "يخلق هؤلاء (حزب بهاراتيا جاناتا) المعارك والمشاكل اينما توجهوا، وسيحرضون الهندوس على المسلمين." واضاف راهول البالغ من العمر 34 عاما وهو سليل واحدة من اعرق الاسر السياسية في الهند "اما نحن، فنمشي مع الجميع، إن كانوا من الهندوس او المسلمين او السيخ او المسيحيين. نحن نعمل مع كل الطوائف والطبقات والاديان والمناطق، هذه هي سياستنا." وقال راهول "لا نتعاطى سياسات الحقد والانقسام".

ويحاول راهول غاندي جاهدا اقناع الناخبين بالتصويت لحزب المؤتمر الذي تشير التوقعات الى انه سيمنى بهزيمة ساحقة في الانتخابات بعد عشر سنوات قضاها في الحكم. من جانبه، حث مودي، الناخبين على منحه تفويضا قويا يمكنه من احياء اقتصاد الهند المتهالك وخلق فرص عمل للهنود العاطلين. ويتهم كثيرون مودي بالتواطؤ مع الذين ارتكبوا الفظائع بحق المسلمين. وقال للآلاف من مؤيديه في بلدة بيجنور في ولاية اوتار براديش "سأخلصكم من كل المشاكل التي ابتليتم بها في السنوات الستين الماضية في غضون ستين شهرا فقط." واتهم مودي زعيمة حزب المؤتمر (ووالدة راهول) سونيا غاندي بالتراجع عن الوعود التي قطعتها على نفسها بتحسين احوال المسلمين الذين يشكلون اكبر اقلية دينية في البلاد التي تتبر رسميا نظاما علمانيا. بحسب رويترز.

وكان احد مستشاري مودي - ويدعى آميت شاه - قد اثار زوبعة من الانتقادات عندما دعا الهندوس الى "الانتقام من المسلمين في صنادق الاقتراع"، مشيرا بذلك الى العنف الذي اندلع بين اتباع الديانتين في اوتار براديش العام الماضي والذي راح ضحيته 50 قتيلا. وقال شاه "إن هذه الانتخابات تتعلق بالاطاحة بحكومة تحمي وتعوض اولئك الذين يقتلون الهندوس." ودفعت هذه التصريحات حزب المؤتمر الى الطلب من اللجنة المشرفة على الانتخابات القاء القبض على شاه ومنعه من المشاركة في الحملات الانتخابية.

أكبر خاسر في العالم

من جانب اخر شارك شيام بابو سوبودي، 78 عاما، في جميع الانتخابات البرلمانية في الهند منذ 1962 وخسر في جميع الجولات، ولكن هذا لم يعقه عن خوض غمار المعركة مرة أخرى. وسوبودي متخصص في الطب البديل في بلدة بيرهامبور الواقعة في ولاية أوديشا شرقي الهند. وسيخوض سوبودي الانتخابات البرلمانية القادمة في الهند عن دائرتين انتخابيتين هما بيرهامبور وآسكا. وعلى الرغم من الخسارة في جميع الدورات الانتخابية السابقة وفوزه باقل من سدس الاصوات في كل مرة، يشعر سوبودو بثقة مثيرة للدهشة بانه سيفوز بالمقعدين. بل أن برنامجه الانتخابي المكون من صفحة واحدة يزعم أن لديه "فرصة كافية" للفوز برئاسة وزراء الهند في الانتخابات القادمة. وهذه هي المرة الثالثة عشر التي يحاول فيها الفوز بمقعد في البرلمان الهندي.

وقال سوبودي "مل الناس من القادة الحاليين الذين يبدلون ولاءاتهم الحزبية للتمكن من الفوز. هم يرون أني المرشح الوحيد الذي اصر على رفض الانضمام الى أي حزب منذ الستينيات". وكانت بداية سوبودي الانتخابية في عام 1957 عندما خاض معركة مع وزير الداخلية السابق برونداران ناياك بشـأن انشاء مدرسة في بيرهامبور. وقال بفخر "نافسته في دائرة هينيجيلي وخسرت بفارق ضئيل".

وما بدأ كمعركة حول انشاء مدرسة تحول إلى هوس بالنسبة لسوبودي، أحد الوجوه المعروفة في بيرهامبوربقبعته المميزة ولحيته غير المشذبة وحقيبته الضخمة وحلته التي يبدو عليها القدم، التي يرتديها حتى في قيظ الصيف. وكان سوبودي يشارك في الانتخابات البرلمانية وانتخابات المجلس المحلي حتى الثمانينيات، ولكنه اثر ذلك ركز جهوده على الانتخابات البرلمانية. وجاءت ذروة تاريخه الانتخابي الطويل عام 1996 عندما "نافس" رئيس الوزراء الهندي بي في ناراسيمها راو على مقعد بيرهامبور. ويعد بيجو باتناك، والد رئيس الحكومة المحلية الحالي واكبر قائد سياسي في الولاية بعد الاستقلال، واحدا من "منافسيه" الهامين.

وقال سوبودي "أنا اشارك في السياسة والانتخابات لأني أريد انهاء الفساد في البلاد". ولكن كيف يمكنه ذلك، حتى إذا فاز في الانتخابات، وهو مرشح مستقل؟ وقال سوبودي بثقة "أنا على ثقة أني سأحظى بدعم الكثيرين في البرلمان". ومما يثير الدهشة بالنسبة لشخص في الثامنة والسبعين ويخوض الانتخابات في دائرتين انتخابيتين، يعد برنامجه الانتخابي لمنع من يزيد عمرهم عن ستين عاما من خوض الانتخابات ولانهاء ممارسة المنافسة على اكثر من مقعد واحد.

وتخلو حملته الانتخابية من مظاهر البذخ التي عادة ما تتسم بها الانتخابات في الهند. وهو عادة ما يتنقل سيرا على الاقدام أو الدراجة أو في عربة يجرها ثور بينما يقابل الناخبين. ولكنه يقر أنه على الرغم من حملته التي تتسم بالطابع الاقتصادي، فإنه قد ينفق فيها نحو 500 الف روبية ( 8300 دولار) هذه المرة ، ولكنه يسخر من قولنا أن اسرته قد تتضايق من "اهداره" المال. وينفق المرشحون الكثير من المال على الدعاية الانتخابية. بحسب بي بي سي.

ويبدو أن أسرته لا تشعر بالضيق من الأمر. وقالت زوجة ابنه راشميتا "ينفق نقوده الخاصة ولا يطلب العون من اي شخص". ويبدو أن دخله يأتي من عمله الذي ما زال مزدهرا كممارس للطب البديل، بينما يضمن إرثه العائلي أن لديه ما يكفي من المال لخوض الانتخابات.والكثيرون من أهل البلدة يظنون أنه مجنون. و البعض يعتقد أنه رجل مهووس يريد الدخول في موسوعة غينيس للارقام القياسية كالرجل الذي شارك في اكبر عدد من الانتخابات. ولكن البعض، مثل صديقة فينكات بيهاري براهاراج، يأخذونه على محمل الجد. ويرى هؤلاء انه يشارك في الانتخابات بجدية . ويقول براهاراج " المشكلة هي أن الناس يصوتون للاحزاب وليس للأفراد". ولا يوجد ما يشير على أن سلوك الناخبين سيختلف في هذه المرة عن غيرها من المرات ولكن ذلك لن يثني سوبودي عن عزمه.

الدفاع عن الروبية

من جانب اخر قال مسؤولون كبار إن الحكومة الهندية تنوي دعوة ملايين الهنود المقيمين في الخارج للمساعدة على وقف الهبوط القياسي للروبية واستبعدوا إصدار سندات سيادية دولية في الوقت الراهن. وقال المسؤولون إنه لم يعد لدى الهند وقت أو خيارات لإنعاش العملة وتمويل العجز القياسي في ميزان المعاملات الجارية لكنها تخشى في الوقت نفسه من إرسال أي إشارة مقلقة إلى الأسواق الدولية.

وقد يبعث إصدار السندات الدولية بمثل تلك الإشارة. لذلك سيركز المسؤولون على اجتذاب أموال من الهنود المقيمين في الخارج من خلال زيادة الفائدة على الودائع في الهند أو إصدار سندات مخصصة لهم وهي إجراءات كانت الهند قد اتخذتها في 1998 و2000 لاستعادة استقرار الروبية. وقال المسؤولون إن الحكومة تدرس أيضا السماح لشركات معينة بجمع أموال من الخارج. بحسب رويترز.

وقال مسؤول "اتفق الجميع على أن الوقت ليس مناسبا لإصدار سندات سيادية في هذه المرحلة" مضيفا أن البنك المركزي يتفق مع هذا الرأي أيضا. وتابع "ليست لدينا خيارات. كل الإجراءات الضرورية سنتخذها في الأسابيع القليلة المقبلة .. ليس أمامنا سوى عدة أسابيع." وقال "قد تطلب الحكومة من البنوك زيادة أسعار الفائدة لاجتذاب 15-20 مليار دولار إضافية." وتقدر وزارة شؤون المغتربين عدد الهنود في الخارج بأكثر من 25 مليون شخص وهو ثاني أكبر عدد للمغتربين في العالم. وتبلغ أرصدة الهنود المغتربين أكثر من 100 مليار دولار في الهند.

الاستثمارات والتأشيرات

على صعيد متصل يتوقع ان يحث نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، وهو اكبر مسؤول اميركي يزور الهند منذ زيارة الرئيس اوباما في 2010، سلطات البلاد على تسهيل استثمارات الشركات الاجنبية. وبعد تركيزها على الشق الدبلوماسي في نيودلهي الذي تناول بشكل خاص افغانستان، تهدف زيارة جو بايدن الى بومباي، عاصمة الهند الاقتصادية، الى النهوض بالعلاقات التجارية الثنائية التي يتوقع ان تبلغ مئة مليار دولار (76 مليار يورو) هذه السنة.

ورغم الاتفاق المبرم في المجال النووي المدني في 2008 خسرت الشركات الاميركية بعض الشيء في المنافسة مع الشركات الفرنسية والروسية في سوق المفاعلات الذرية. وفي مجال اسواق السوبرماكت ما زالت شركة ولمارت تمنع من الوصول بسهولة الى السوق الهندية بينما كانت تأمل في فتح اول بعض محلات سوبرماركت لها بحلول 2014.

وسمحت الحكومة الهندية السنة الماضية لشبكات سوبرماكت اجنبية باقامة شركات مشتركة بنسبة 51% في الهند في اطار سياسة الانعاش الاقتصادي التي ينتهجها رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ. لكن والمارت تعتبر انه يستحيل عليها تلبية الشروط المطلوبة منها 30% من الامدادات من صغار الموردين الهنود. بحسب فرانس برس.

من جانبها تمارس الصناعة الدوائية الاميركية ضغوطا شديدة على السياسة الهندية التي، فرضت في سعيها من اجل تشجيع الادوية النوعية الادنى ثمنا، شروطا شديدة على بيع ادوية جديدة لا يتوفر فيها تقدم جديد بالنسبة لسابقاتها. وارسلت مجموعة ضغط مقرها في واشنطن واسمها "اليانس فور فير ترايد ويذ اينديا" (التحالف من اجل تجارة عادلة مع الهند) مؤخرا رسالة مفتوحة الى بايدن حثته فيها على التركيز على "ممارسات الهند غير العادلة في مجال الملكية الفكرية والتجارة". وتثير قضية الملكية الفكرية حزازات بين البلدين لا سيما في ما يخص سوق الادوية. في الوقت نفسه تحذر الهند من اقتراحات في الكونغرس الاميركي تدعو الى خفض عدد تأشيرات العمل التي تمنح الى موظفي شركات التكنولوجيا الحديثة التي تعمل لحساب شركات صيانة لكبرى الشركات الاميركية في هذا القطاع.

اشتباكات في الشوارع

اندلعت اشتباكات في الشوارع بالهند بعد أن أعلنت بدا الانتخابات البرلمانية ففي دلهي ومدينة إقليمية أخرى اشتبك أنصار حزب جديد مناهض للفساد مع أعضاء في حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه مودي. وأصيب عدد من الأشخاص من الطرفين في الاشتباكات التي استخدمت فيها الحجارة والهراوات واستخدمت الشرطة مدفع المياه لتفريق المتظاهرين. واندلعت أعمال العنف بعدما احتجزت الشرطة زعيم حزب عام آدمي (ويعني رجل الشارع) أثناء حملة انتخابية في ولاية جوجارات.

واحتشدت مجموعات صغيرة من الأنصار أمام مقر حزب بهاراتيا جاناتا للاحتجاج على احتجازه. وقالت شازيا إلمي الناشطة في حزب عام آدمي "جئنا بشكل سلمي. وقفنا بالخارج. أغلقوا البوابات. هتفنا بشعارات" تندد بمودي. ومضت تقول "بدأوا في رشقنا بالحجارة من الداخل." وألقى بهاراتيا جاناتا باللائمة على حزب عام آدمي في الاشتباكات.

وتتزامن الحملة الانتخابية في الهند مع تزايد الغضب بين سكان الحضر الهنود من الفساد وشعور بأن حكومة يسار الوسط التي يقودها حزب المؤتمر أضاعت فرصا للنمو السريع. وأظهرت استطلاعات الرأي الاخيرة ان مودي هو المرشح الأوفر حظا لرئاسة الحكومة الجديدة بفضل أدائه الاقتصادي القوي كرئيس لحكومة ولاية جوجارات على الساحل الغربي للهند. بحسب رويترز.

واكتسب حزب عام آدمي الذي نشأ من حركة جماهيرية ضد فضائح فساد مرتبطة ببيع الموارد الطبيعية طوال العقد الماضي أرضا زاعما أن الفساد قائم في الحزبين الرئيسيين. وقد لا يفوز الحزب بعدد كبير من المقاعد لكنه يحدد البرنامج الانتخابي بإثارته قضايا ارتفاع أسعار المرافق والمحسوبية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 14/نيسان/2014 - 12/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م