تنافس اعلامي حاد لبناء نظام عالمي جديد

 

شبكة النبأ: تلعب وسائل الإعلام بمختلف أشكالها دورا محورا في بناء الدول والمجتمعات، لما لها من قدرة كبير في التأثير على الرأي العام وتشكيل توجهاته واتجاهاته، او تعبئته صوب أهداف او قضايا معينة، فتصبح وسائل الإعلام أدوات مهمة في عمليات التغيير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

ويرى الخبراء في هذا المجال ان الإعلام تنامى على نحو طردي مع التطور التكنولوجي الحديث حتى أصبح يشغل حيزا كبيرا وفعالا لدى الكثير من المتلقين، وهو ما أسهم بارتفاع حدة المنافسة بين المؤسسات الصحفية التي تسعى الى تطوير عملها وسياسيتها الاعلامية وتغير خططها من اجل تعزيز سيطرتها والاستفادة من المتغيرات الحالية، خصوصا وان بعض المؤسسات المنافسة قد أصبحت تعاني الكثير من المشاكل والتحديات المالية والإدارية والتي أسهمت بتعطيل بعض الأنشطة الإعلامية التي تتعلق بالإصدارات الورقية.

وعليه فان الاعلام بات النظام العالمي الجديد في عصرنا الراهن باعتباره اقوى سلاح فكري ومعلوماتي في العالم.

مجموعة واشنطن بوست

وفي هذا الشأن فقد اعلنت مجموعة واشنطن بوست تخليها عن بعض نشاطات النشر ومنها الصحيفة التي تحمل اسمها الى مؤسس مجموعة امازون للتوزيع الالكتروني جيف بيزوس بقيمة 250 مليون دولار. واوضحت المجموعة في بيان ان "الشركة التي اشترت الصحيفة يملكها السيد بيزوس بصفته الشخصية وليس بصفته مالك مجموعة امازون". وبعملية الشراء هذه تكون قد انتهت فترة ثمانين عاما من هيمنة عائلة غراهام على الصحيفة.

وقال رئيس مجلس ادارة مجموعة واشنطن بوست دونالد غراهام في البيان ان "سنوات من الصعوبات المالية في قطاع الصحف حثتنا على البحث عن مالك اخر يكون افضل لصحيفة واشنطن بوست". واضاف ان "خبرة جيف بيزوس في التكنولوجيا والاعمال" جعلت منه مرشحا مميزا.

من جانب اخر أكد ملياردير صيني معروف بمبادراته الخيرية نيته شراء صحيفة "نيويورك تايمز"، متعهدا "بإعادة المصداقية والنفوذ" للمجموعة الصحافية الأميركية العريقة. وكتب شن غوانغبياو "اعتزم شراء نيويورك تايمز وأرجو منكم ألا تأخذوا كلامي على سبيل المزاح". وتعهد الملياردير في حال حقق غايته بأن "يطلق إصلاحات أساسية يقضي الهدف النهائي منها بتعزيز صحة المقالات المنشورة في الصحيفة وموضوعيتها، فضلا عن إعادة المصداقية والنفوذ إليها".

وشدد شن غوانغبياو في مقاله الذي نشر في صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية "من الصعب جدا لنيويورك تايمز تقديم تغطية موضوعية عن الصين". ويعد شن غوانغبياو من أغنى 400 شخص في الصين، وهو معروف بثروته الفاحشة وضروبه الإعلامية. وهو قد كسب أكثر من 560 مليون يورو من شركته المتخصصة في التهديم وإعادة التدوير. و كان قد صرح في نهاية كانون الأول/ديسمبر أنه يجري مناقشات لشراء الصحيفة التي أكدت إدارتها مرارا وتكرار أنها غير معروضة للبيع. بحسب فرانس برس.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نشرت في العام 2012 تحقيقا عن الثروة الطائلة التي جمعتها عائلة رئيس الوزراء في تلك الفترة وين جياباو. وقد أغلق موقعها في الصين منذ ذاك الحين ورفضت السلطات منح تأشيرات دخول لعدة صحافيين يعملون لحسابها. وساهم قطب الاتصالات المكسيكي كارلوس سليم في إنعاش وضع الصحيفة المالي في بداية العام 2009، بعد تكبدها خسائر بقيمة 1,1 مليار دولار.

روبرت موردوخ

الى جانب ذلك أعلنت مجلة "ذي ادج ريفيو" الماليزية ان القطب الاعلامي الثري الاسترالي الاميركي روبرت موردوخ يتفاوض حاليا مع امارة ابو ظبي لشراء مجموعة فاينانشال تايمز ب1,2 مليار دولار (920 مليون يورو). وقالت هذه المجلة السياسية الاقتصادية المعروفة بسعة اطلاعها ان المحادثات تجري منذ اكثر من شهر مع دار النشر بيرسون صاحبة مجموعة فاينانشال تايمز، متوقعة ان يتم التوصل الى الصفقة.

الا ان متحدثا باسم دار بيرسون قال ان "فاينانشال تايمز ليست للبيع وبيرسون لا تجري اي تفاوض لبيعها" مشددا على ان صحيفة فاينانشال تايمز تبقى "جزءا مهما" من استراتيجية بيرسون. ونقلت "ذي ادج ريفيو" الماليزية عن مصادر مقربة من هذه المحادثات من دون ان تسميها ان موردوخ و"ابو ظبي ميديا غروب" الرسمية يتفاوضان لشراء كامل مجموعة فاينانشال تايمز ومن ضمنها الجريدة التي تحمل الاسم نفسه اضافة الى 50% من ملكية مجلة "ذي ايكونوميست" وعدد من الخدمات الاخبارية المالية. وفي حال تم التوصل الى الاتفاق فان مجموعة ابوظبي ستحصل على ملكية 75% من المجموعة البريطانية على ان يحتفظ موردوخ بالباقي. بحسب فرانس برس.

وافادت مجلة "ذي ادج ريفيو" ايضا ان موردوخ اعرب عن رغبته باعادة شراء 25% من ملكية المجموعة في وقت لاحق. وتملك مجموعة "نيوز كورب" التابعة لروبرت موردوخ حاليا الصحف "وول ستريت جورنال" و"ذي صن" و"تايمز" في لندن، ونيويورك بوست، الى جانب شبكة فوكس الاميركية للتلفزة اضافة الى الاستوديوهات السينمائية الهوليوودية "توانتيث سنتشوري فوكس".

على صعيد متصل سخرت صحيفة يملكها القطب الإعلامي روبرت ميردوخ من رئيس الوزراء الأسترالي كافين رود مما حدى برود إلى اتهامها "بالتدخل بالانتخابات". وكانت صحيفة "الديلي تلغراف" قد شبهت رود بقائد نازي في كوميديا تعود الى ستينيات القرن الماضي عنوانها "أبطال هوغان". واتهم رئيس الوزراء ميردوخ بالتدخل في مجرى الانتخابات لحماية مصالحه. ويواجه رود الذي حل محل جوليا جيلارد على رأس حزب العمال تحديا من الائتلاف "الليبرالي الوطني يزعامة توني أبوت.

يذكر أن مؤسسة "نيوز كوربوراشن" التي يملكها ميردوخ هي اللاعب الرئيسي في سوق الأخبار في أستراليا، وقد اتخذت صحيفة "الديلي تلغراف" التابعة للمؤسسة موقفا عدائيا من رود. وصورت الصحيفة رود ونائبه أنتوني ألبانيز، وكريغ تومسون وهو نائب سابق من حزب العمل متهم بالفساد والاحتيا كشخصيات في العرض الألماني عن أسرى الحرب "أبطال هوغان" . وجاء هذا بعد أن شوهد ألبانيز وتومسون يحتسيان البيرة سويا.

وقال رود في مقابلة تلفزيونية إن ميردوخ قد أظهر أنه "يريد أبوت مكاني"، وأشار إلى أن هذا قد يكون راجعا إلى أن "الشبكة الوطنية للانترت" (ان بي ان) والتي اقترح إنشاءها حزب العمال ربما شكلت تهديدا لعمل "فوكستيل" وهي قناة تلفزيونية يملكها ميردوخ بشكل جزئي. ودعا رود أبوت إلى الكشف عن أي محادثات قد يكون أجراها مع ميردوخ حول شبكة (ان بي ان) المقترحة. وفي المقابل نفى أبوت أن يكون تحدث إلى ميردوخ حول الموضوع. وكان ميردوخ قد طرح في تغريدة من حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) علامات استفهام حول تمويل الشبكة التي تطمح الى إيصال الانترنت إلى كل منزل في أستراليا والتي ستكلف حولي 43 مليار دولار أمريكي. بحسب فرانس برس.

ولكن "نيوزر كوربوريشن" قد أصدرت بيانا قالت فيه (إن افتراض أن سياستنا التحريرية مرتبطة بمصالح تجارية متعلقة بعمل فوكستيل تظهر جهلا تاما بمؤسستنا وبفوكستيل). وكانت "نيوز كوربوريشن" قد دافعت في وقت سابق عن "حق صحيفة ديلي تلغراف باختيار اهتماماتها التحريرية بحرية"، وأشارت إلى أن الصحيفة كانت قد دعمت رود في الانتخابات التي جرت عام 2007.

بوسطن غلوب ونيوزويك

من جهة اخرى اعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" انها وافقت على بيع صحيفة "بوسطن غلوب" في مقابل 70 مليون دولار الى جون هنري صاحب ناد لرياضة البيسبول. وبذلك تحصل صحيفة "نيويورك تايمز" الاولى في البلاد، على اقل من 10 % من المبلغ الذي دفعته العام 1993 لشراء "بوسطن غلوب" وهو 1,1 مليار دولار. وقال جون هنري المالك الجديد في بيان نشرته "بوسطن غلوب" ، "بوسطن غلوب الحائزة جوائز صحافية والتي لديها تاريخ غني وتميزعريق هي من اهم وسائل الاعلام في البلاد".

وتشمل عملية البيع ايضا الموقع الالكتروني "بوسطن.كوم" وشركة البريد "غلوب ديريكت" فضلا عن "ورشستر تلغرام اند غازيت" وهي صحيفة محلية في ولاية ماساتشوستس. وتعاني صحيفة "بوسطن غلوب" التي كانت ملكا لعائلة تايلور من 1873 الى 1993 من تراجع في مبيعاتها . وقررت شركة "ذي تايمز كومباني" مالكة "نيويورك تايمز" في السنوات الاخيرة بيع الصحف المحلية التي تملكها لتركيز جهودها على الصحيفة الاميركية الرئيسية. جون هنري (63 عاما) الذي حقق ثورته في صناديق الاستثمار اصبح خصوصا المساهم الاكبر في نادي "ريد سوكس" للبيسبول فضلا عن نادي ليفربول الانكليزي لكرة القدم.

على صعيد متصل تعود مجلة "نيوزويك" الاميركية التي كانت تكتفي بنسخة الكترونية منذ نهاية العام 2012 لتصدر في نسخ ورقية في الولايات المتحدة واوروبا. وتجازف شركة "آي بي تي ميديا" المالكة للمجلة كثيرا بمحاولتها اعادة اصدارها بنسخ ورقية بعدما كادت تتوقف نهائيا بسبب صعوبات مالية كبيرة جدا. ومن اجل كسب الرهان تسعى الشركة التي تعنى بوسائل الاعلام الالكترونية ومقرها في نيويورك الى تحسين نوعيتها و لاسيما نوعية الورق والطباعة مقارنة بمنافساتها مثل مجلة "تايم".

واكد رئيس تحرير المجلة جيم ايمبوكو "اننا نوفر نوعية مجلة شهرية، في كل اسبوع". وهذا الامر سيؤدي الى سعر مبيع اعلى مقارنة مع المجلات الاخرى. فستباع "نيوزويك" في الاكشاك بسعر 7,99 دولارات في الولايات المتحدة. وسيكلف الاشتراك السنوي بالنسخة الورقية ومجانية الوصول الى الموقع الالكتروني 150 دولارا في الولايات المتحدة فيما توفر مجلة "تايم" عروضا مماثلة بثلاثين دولارا فقط. بحسب فرانس برس.

وسيصدر العدد الاول من مجلة "نيوزويك" الجديدة بسبعين الف نسخة على ما اوضح ناطق باسم المجلة الاسبوعية لوكالة. وتوظف "نيوزويك" راهنا 29 صحافيا بدوام كامل. واسست مجلة "نيوزويك" في العام 1933 وكانت تصدر ب3,3 ملايين نسخة في مطلع التسعينات لكنها عرفت تراجعا متواصلا خلال العقدين التاليين. وبعدما انتقلت ملكيتها مرات عدة اشترتها العام الماضي شركة "آي بي تي ميديا".

آي 24 نيوز

الى جانب ذلك تنوي الشبكة الاخبارية الجديدة آي 24 نيوز في اسرائيل بدء برامجها في الاول من تموز/يوليو المقبل، كما اعلن رئيس مجلس ادارتها فرانك ملول. وقال ملول ان "الشبكة ستبدأ في الاول من تموز/يوليو بثلاث لغات، بما في ذلك موقع الانترنت". وستبث شبكة الاخبار المتواصلة آي 24 نيوز ومقرها في حيفا، بثلاث لغات هي الانكليزية والفرنسية على مدار الساعة والعربية (خمس ساعات يوميا) مع سعي لمنافسة الشبكات الدولية مثل فرانس 24 والجزيرة.

واضاف ملول ان "ادارات التحرير الثلاث قد ادمجت في المكاتب نفسها الموجودة في مرفأ حيفا، وهو امر فريد من نوعه في العالم". وتهدف الشبكة التي يعمل فيها 150 موظفا الى "تغطية الاحداث العالمية من قلب الشرق الاوسط". وستطلق في الوقت نفسه موقعا اعلاميا على الانترنت بثلاث لغات لعرض كل برامج الشبكة.

وستنتج شبكة آي 24 نيوز برامجها الخاصة عبر شركة ميدل ايست نيوز الاسرائيلية. ووقعت اتفاقا على المشاركة في الانتاج مع شبكة تشانل 2 الاسرائيلية الخاصة. ويمول الشبكة رجل الاعمال الفرنسي-الاسرائيلي باتريك دراحي، ابرز المساهمين في فرنسا في شركة نيميرو كابل ويرأس في اسرائيل مجموعة هوت وهي شبكات تلفزيونية وهاتف نقال. بحسب فرانس برس.

وعين فرانك ملول (39 عاما) المدير السابق لخدمة السمعي والبصري الخارجية لفرنسا رئيسا للشبكة الجديدة في تشرين الاول/اكتوبر 2012. وتولى مناصب عدة في مجال الاتصالات في عدد من الوزارات. وكان لفترة طويلة مستشارا صحافيا لدومينيك دوفيلبان في الماتينوين بين 2005 و2007.

رخصة للقتل

في السياق ذاته تتعرض صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية لانتقادات عنيفة على عنوان جريمة قتل راح ضحيتها مالك عقارات في حي بروكلين بنيويورك، وصفه غاضبون بأنه "رخصة للقتل" وعزاه البعض لأسباب دينية كون القتيل من الطائفة اليهودية. وكتبت الصحيفة على صورة القتيل، مناحيم ستارك، 39 عاما، "من كان لا يريد موته؟"، مرفوقة بمقالة عنوانها "مالك الأحياء الفقيرة القتيل عثر على جثته فوق القمامة وله أعداء تصل طول لائحتهم إلى ميل".

وقالت الشرطة إنه تم العثور على ستارك ملقيا بإحدى حاويات القمامة وبجسده العديد من الإصابات والحروق. ونشرت بإن المؤجرين كانوا يقيمون في مبان حالتها مزرية، ما دفع دائرة الأراضي هناك إلى فرض غرامات بمئات الآلاف من الدولارات على المالك، الذي وصفته بأن له أنشطة مشبوهة، وهو ما لم تعلق عليه السلطات الأمنية. " ونقلت عن أحد المؤجرين قوله: "أجريت معه العديد من المكالمات الهاتفية وفي كثير منها كنت أود قتله."

واستدعت مقالة "نيويورك تايمز" ردا قويا من أفراد عائلة ستارك والطائفة اليهودية، وقال الحاخام ديفيد نيديرمان، رئيس المنظمة اليهودية المتحدة لويليامزبيرغ ونورث بروكلين: "أنه لأمر مؤلم مثل هذه الجريمة البشعة بدلا من إدانتها، يتم تمجيدها." ونفى نيديرمان علمه بأي لدى الضحية مشاكل مع القانون، مشيرا إلى أن مقالة الصحيفة تمنح الناس "رخصة للقتل." بحسب CNN.

وتحدث شقيق زوجته عن صعوبة إرضاء كافة المؤجرين، وعقب على مقالة الصحيفة: "السؤال هو ما الدافع؟ لبيع المزيد من النسخ، أو ربما لأنه يهودي.. الكثيرون هنا لا يحبون اليهود.. أنه أمر يستدعي التساؤل." وبدوره انتقد دوف هيكيند، ممثل المجلس عن ولاية نيويورك المقالة قائلاً إنها "تبرر القتل.. لم تقل بأن السيد ستارك يستحق القتل، لكن التقرير أظهر بأن له العديد من الأعداء وهو ما قاد إلى هذه الجريمة البشعة.. كل ما نريده هو اعتذار بسيط."

خدمات طويلة

في السياق ذاته ستعتزل باربرا والترز (84 عاما) احدى ابرز اسماء الصحافة التلفزيونية في الولايات المتحدة، تقديم البرامج في 16 ايار/مايو مع برنامج اخير بعد مسيرة استمرت اكثر من خمسين عاما على ما ذكرت محطة "ايه بي سي". وقالت "ايه بي سي" على موقعها الالكتروني "باربرا والترز تقول وداعا للعمل التلفزيوني اليومي" موضحة ان الصحافية الشهيرة ستستمر بانتاج برنامج "ذي فيو" التلفزيوني اليومي وسيكون لها مشاركات من وقت الى اخر.

وباربرا والترز التي اجرت مقابلات مع مئات النجوم والشخصيات، اصبحت العام 1976 اول امرأة تقدم نشرة الاخبار المسائية. وبدأت العمل في التلفزيون في العام 1961 في محطة "ان بي سي" حيث كانت تشارك في تقديم البرنامج الصباحي "توداي" قبل ان تنتقل الى "ايه بي سي" في العام 1976. وقد شاركت بعد ذلك في تقديم برنامج "20/20" واطلقت العام 1997 برنامج "ذي فيو". وقال روبرت ايغر رئيس "والت ديزني كومباني" التي تمتلك "ايه بي سي" "في هذا المجال هنا الاسطورات والايقونات، وهناك باربرا والترز".

وسيحمل مقر "ايه بي سي نيوز" في نيويورك، اسمها. وفي الامسية المكرسة لاعتزالها سيقدم برنامج استعادي لمسيرتها بعد اسبوع كامل من الاحتفالات بين 12 و16 ايار/مايو. وعلى مر السنين اجرت باربرا والترز حوالى 800 مقابلة مع شخصيات مختلفة بينها مسؤولون سياسيون مثل فيدل كاسترو وانور السادات ومناحيم بيغن وبوريس يلتسين وكل الرؤساء الاميركيين وزوجاتهم منذ ريتشارد نيكسون. وقد اجرت مقابلات مع مشاهير من عالم الثقافة والفنون من امثال مايكل جاكسون وتوم كروز وانجلينا جولي.

من جانب اخر أعلن مقدم البرامج الأمريكي، ديفيد ليترمان، تقاعده بحلول عام 2015 في حلقة من برنامجه "ذا ليت شو". ويبلغ ليترمان 66 عاما، وهو من أبرز الأسماء في التليفزيون الأمريكي، إذ أمضى 11 عاما في تقديم برنامجه "ليت نايت" في قناة إن بي سي، ثم أمضى 21 عاما كمقدم برامج في شبكة سي بي إس التليفزيونية. وقال ليترمان إنه أخبر رؤسائه في شبكة سي بي إس إنه سيتقاعد بعد انتهاء تعاقده خلال عام.

ويُعرف ليترمان بمزجه بين محاورة كبار الشخصيات وتقديم التقارير الكوميدية، مثل فقرة "القوائم الساخرة" أو فقرة الفيديو "كاميرا القرد"، والتي تم فيها ربط كاميرا في قرد أثناء تجوله في الاستوديو. وبدأ ليترمان عمله كمذيع لبرامج الإذاعة ومقدم للنشرة الجوية في التليفزيون المحلي. ثم انضم إلى فرقة كوميدية في مسلسل عُرض في شبكة سي بي إس، واشتركت فيه ماري تيلر مور عام 1978. وبعد عامين، حصل على برنامجه الصباحي الخاص في إن بي سي، واستمر لعدة أشهر فقط رغم حصوله على ثلاثة جوائز إيمي.

وبعد ذلك، بدأ برنامجه "ذا ليت نايت"، ورآى الكثيرون أنه خليفة جوني كارسون في برنامجه "ذا تونايت شو"، إلا أنه خسر هذا اللقب بعد تقاعد كارسون عام 1992 وقدوم جاي لينو ليخلفه. وانتقل ليترمان بعد ذلك إلى سي بي إس ليبدأ منافسة طويلة مع لينو، والتي تصدرها لينو لمعظم الوقت. ويأتي تقاعد ليترمان بعد شهرين من تقاعد لينو من تقديم برنامج "ذا تونايت شو".

وحل جيمي فالون محل لينو، وبحسب تقديرات شركة نيلسن للتسويق التليفزيوني، يبلغ متوسط عدد مشاهدي فالون نحو 5.1 مليون مشاهد في الأسبوع، في مقابل 2.9 مليون مشاهد لبرنامج ليترمان. وقال رئيس قنوات سي بي إس، ليزلي مونفيز، إن ليترمان "منح مشاهدي التليفزيون آلاف الساعات من الكوميديا والحوارات الجادة في برنامجه، بالإضافة إلى وجهات النظر الأمينة في الأحداث القومية. كما استطاع أن يجعل المشاهير والساسة والإدارة، وأنا من بينهم، في حالة ترقب مستمر." بحسب بي بي سي

وبدأت التكهنات بشأن من سيخلف ليترمان، وتضمنت أسماء مثل كريغ فيرغسون، وجون ستيوارت، وكونان أوبرين، وتشيلسي هاندلر، وستيفن كولبرت. وقالت نجمة برنامج "جيرلز" في إتش بي أو في تغريدة على تويتر أنها تأمل أن توسع شبكة سي بي إس من دائرة اختياراتها. "أحب ليترمان، لكنني مهتمة بمعرفة التنوع الذي سيحل في برنامج "ذا ليت نايت". أحاول ألا أكون متشائمة.".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 10/نيسان/2014 - 8/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م