سوريا... أزمة قلبت موازين الشرق والغرب

 

شبكة النبأ: فيما اخذ التطرف والإرهاب والمأساة الإنسانية المؤلمة مأخذها من سوريا وشعبها، ما زالت أطراف الصراع الرئيسة ماضية في استخدام القوة، في محاولة لإجبار الطرف الاخر على تقديم التنازلات او الانسحاب من المعركة، لكن هذا الامر، بحسب أغلب المتابعين، لم يؤدي سوى الى مزيد من الدمار والغرق في مستنقع الازمة السورية التي تحولت الى حرب العقد بامتياز.

وقد زاد تدهور الأمور في سوريا بعد محاولات التدخل الواسعة النطاق من قبل أطراف إقليمية ودولية، دعمت اطرافاً معينين ضد اخرين، من اجل تمرير مصالح خاصة بها، وقد زادت الأمور تعقيداً بعد ان وصلت تداعيات الازمة السورية وتطورها الى حرب طائفية، الى مديات بعيدة هزت الشرق والغرب، سيما وان التداخل في المصالح وتعقيداتها ابعد الاحتمالات الدبلوماسية الهادفة الى الحوار والحل السياسي للوضع السوري.

ويبدو ان الحوار الوحيد راهناً هو ما يجري بين البنادق والمدافع والصواريخ التي يطلقها جميع الأطراف ضد بعضهم، فساحات الحسم هي ساحات المعركة، ومن يحصد المكاسب سيكون القادر على التحدث بصوت مسموع في أي مفاوضات لاحقة، إضافة الى قرب موعد الانتخابات الرئاسية التي يدعمها النظام بقوة، فيما يرفضها معارضو النظام.   

فقد استنكرت القوى الدولية الداعمة للمعارضة السورية أي فكرة عن اجراء انتخابات رئاسية تنظمها الحكومة السورية وسط الحرب الأهلية ووصفت ذلك بأنه "مسخ للديمقراطية" يمكن أن يقضي على محادثات السلام، وأصدرت مجموعة أصدقاء سوريا وهو تحالف يتألف أساسا من دول غربية وعربية خليجية بيانا في ضوء التطورات الأخيرة في سوريا حيث لا يظهر في الأفق أي مؤشر على نهاية الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات والذي فجرته احتجاجات مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد.

وحققت الحكومة مكاسب ميدانية كبيرة في الأشهر القليلة الماضية واستعادت زمام المبادرة في الصراع، ويبدو مرجحا بشكل متزايد أن يترشح الأسد لفترة رئاسية ثالثة في يوليو تموز بعد أن شجعه فشل محادثات السلام في جنيف ودعم حليفتيه إيران وروسيا، وقال البيان الذي أصدرته الدول الأساسية في مجموعة أصدقاء سوريا (11 دولة) والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وتركيا "إقدام نظام الأسد على تنظيم انتخابات سيكون مسخا للديمقراطية وسيكشف رفض النظام لأسس محادثات جنيف وسيعمق الانقسام في سوريا".

وإذا ترشح الأسد للانتخابات متحديا المعارضة وقادة الغرب الذين يطالبونه بالتنحي فسوف ينهي ذلك عملية السلام التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف والتي تقوم على خطوات تؤدي إلى تحول ديمقراطي، ووضع البرلمان السوري في مارس آذار قواعد تتعلق بمدة الإقامة في البلاد لكل من يترشح للرئاسة في خطوة ستحرم كثيرا من خصوم الأسد الذين يقيمون في الخارج من خوضها. بحسب رويترز.

وقالت المجموعة "التحركات التي جرت مؤخرا من جانب نظام الأسد لتمهيد الطريق لإجراء انتخابات رئاسية في الأشهر القادمة بما في ذلك سن قانون انتخابي جديد تفتقر إلى المصداقية، بشار الأسد يستخدم هذه الانتخابات لاستمرار دكتاتوريته"، واضافت المجموعة أنه لا شرعية لانتخابات تجرى وسط الصراع وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة فقط وفي ظل تشريد ملايين من السوريين أو اقامتهم في مخيمات للاجئين.

من جانبه قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية أمير عبد اللهيان إن إيران الحليف الإقليمي الرئيسي لسوريا لا تسعى لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة إلى أجل غير مسمى لكنها في الوقت نفسه لا تريد أن تحل محله "قوى متطرفة"، وأضاف في مقابلة أن إيران تأمل في إجراء محادثات خلال شهر أو نحو ذلك مع السعودية المنافس الإقليمي لطهران لمعالجة الخلافات بينهما حول الشرق الأوسط.

وقال ردا على سؤال عن أنشطة إيران في عدد من البلدان العربية إن الاستقرار والسلام والتنمية في "اليمن والبحرين وسوريا وأي بلد آخر في المنطقة سيكون في صالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، ويقوم عبد اللهيان بجولة في عدد من دول الخليج العربية لإجراء محادثات حول قضايا إقليمية، وقال "ردا على السؤال بطريقة أخرى: لدينا علاقة عميقة الجذور مع سوريا، إنها حليف استراتيجي ضد إسرائيل".

وأضاف "لا نسعى لبقاء بشار الأسد رئيسا مدى الحياة، لكننا لا نشترك في فكرة استخدام القوى المتطرفة والإرهاب للإطاحة بالأسد والحكومة السورية"، وأصر على أن مساعدات إيران لسوريا تقتصر على الإمدادات الإنسانية كالغذاء والدواء وقال إن المساعدات العسكرية ما كانت لتنهي الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام وحصدت أرواح ما يقدر بنحو 140 ألف شخص.

وقال "الموقف بخصوص سوريا تغير إقليميا" مضيفا أن من الضروري الآن أن يكون هناك "مسار مواز" لمحادثات السلام المتعثرة التي عقدت في سويسرا في وقت سابق هذا العام، وكان عبد اللهيان يتحدث بعد محادثات مع وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قال إنها تطرقت إلى سوريا والبحرين واليمن ومصر، وكان قد أجرى محادثات في الكويت، وأبدى استعداده للاجتماع مع نظرائه في السعودية لكنه قال إن إيران في انتظار أن تحدد السعودية موعدا، وقال إن "سوء التفاهم" بين السعودية وإيران حول سوريا والعراق والبحرين يمكن حله من خلال المحادثات وأضاف "نأمل في إجراء مناقشات في أقرب وقت ممكن".

تطرف بلا حدود

فيما قال نشطاء إن مقاتلين إسلاميين من جماعة منشقة عن القاعدة فجروا ضريحا شيعيا كبيرا في مدينة الرقة بشرق سوريا، وكان مسجد عمار بن ياسر وأويس القرني في وقت من الأوقات مقصدا للزوار الشيعة من إيران ولبنان والعراق قبل أن يسيطر عليه قبل عام مقاتلون معارضون من السنة يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وأظهرت صورة نشرت على تويتر تحت عنوان الضريح الإيراني الوثني أضرارا شديدة لحقت بالجدران الخارجية وبسقف الموقع وهو مجمع مطلي باللونين الأبيض والفيروزي ويضم قبابا ومآذن توسطها باحة مكسوة بالبلاط، وأظهرت صورة أخرى قطعة خرسانية وقطعا معدنية ملتوية متناثرة في الشارع أمام المسجد الذي بني في ظل حكم الأسد بدعم من إيران الشيعية بينما أظهرت صورة ثالثة جدارا داخليا منهارا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المنشقة على القاعدة نفذت تفجيرين قويين في المسجد، ويعتبر كثير من مقاتلي الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات السنية المتشددة في سوريا الشيعة كفارا وأضرحتهم أوثانا وبالتالي فهي أهداف مشروعة، وأثارت هجمات تلك الجماعات مخاوف في تركيا المجاورة من أن يكون الهدف التالي للإسلاميين هو ضريح سليمان شاه جد مؤسس الامبراطورية العثمانية الذي يقع على نهر الفرات داخل سوريا لكن تحرسه قوات تركية خاصة.

وتعتبر أنقرة الضريح أرضا تركية ذات سيادة بموجب معاهدة وقعتها مع فرنسا عام 1921 عندما كانت سوريا تحت الحكم الفرنسي وهددت في وقت سابق هذا الشهر بالرد على أي هجوم على الضريح، وقال الرئيس عبد الله جول إن تركيا ستدافع عن الموقع بنفس الطريقة التي تدافع بها عن أي أرض تركية، وأضاف "بالطريقة التي يحمى بها الوطن الأم سيحمى هذا المكان بنفس الطريقة".

كما اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو استعداد تركيا للجوء الى كل التدابير الضرورية بما في ذلك العمليات العسكرية، للرد على تهديد امنها الآتي من سوريا، وقال وزير الخارجية التركي ان "الجمهورية التركية دولة قوية لا تتردد في اتخاذ كل التدابير التي تراها ضرورية لحماية امنها الوطني".

واضاف داود اوغلو "لا انصح لاي حركة سورية ولا للنظام في دمشق بأن يمتحن تصميم تركيا"، وقد ادلى داود اوغلو بتصريحاته فيما اسقطت مقاتلة لسلاح الجو التركي طائرة عسكرية سورية اتهمت بانتهاك المجال الجوي التركي.

وغيرت تركيا قواعد الاشتباك بعدما اسقطت القوات الجوية السورية احدى طائراتها، وقال وزير الخارجية التركي ان "قواعد الاشتباك هذه ليست سرا"، واضاف انها "لن تبقى حبرا على ورق، حاولنا تدارك التوتر والنزاع لكن النظام السوري جازف باختبار تدابيرنا الرادعة".

وشدد داود اوغلو على القول ان "تركيا مستعدة لاتخاذ اي تدبير قانوني، بموجب القانون الدولي، اذا ما تعرض امنها للتهديد بما في ذلك المنطقة التي يوجد فيها ضريح سليمان شاه"، واضاف ان القوات المسلحة التركية قادرة على "الرد فورا على اي انتهاك" لحدودنا، وصرح مسؤول تركي ان "الخطر كان قائما منذ بدايات الازمة السورية"، وتابع "نحن مستعدون لاي سيناريو كالمعتاد"، من دون تقديم تفاصيل. بحسب رويترز.

الى ذلك اتهمت سوريا في رسالة بعثت بها إلى الأمم المتحدة جماعات المعارضة المسلحة بالتخطيط لشن هجوم بالغاز السام في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضين قرب دمشق كي يستنى لهم بعد ذلك إلقاء اللوم على قوات الأمن التابعة للحكومة، وقال مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في رسالة بتاريخ 25 مارس اذار نشرتها الأمم المتحدة مؤخراً إن حكومته رصدت اتصالات بين "إرهابيين" توضح أن رجلا يدعى أبو نادر يوزع سرا أقنعة واقية للغاز في منطقة جوبر الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.

وأضاف الجعفري أن السلطات رصدت أيضا اتصالا اخر بين ارهابيين اخرين احدهما يدعى أبو جهاد، وقال إن أبو جهاد أشار في الاتصال إلى ان الغاز السام سيستخدم وطلب ممن يعملون معه توفير أقنعة واقية، وقال الجعفري في الرسالة الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن هذه المعلومات تؤكد أن المجموعات "الارهابية" المسلحة تجهز لاستخدام الغاز السام في حي جوبر ومناطق أخرى كي تتهم الحكومة السورية بارتكاب هذه الفعلة.

وقال دبلوماسي غربي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "لا أعطي ذلك أي مصداقية"، وتوصل تحقيق للأمم المتحدة في ديسمبر كانون الأول إلى أن غاز السارين استخدم على الأرجح في جوبر في أغسطس آب وفي أماكن أخرى منها ضاحية الغوطة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في دمشق حيث قتل مئات.

وكان التحقيق ينظر فيما إذا كان قد تم استخدام الأسلحة الكيماوية وليس من الذي استخدمها، وتبادلت الحكومة السورية والمعارضة المسلحة الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية ونفى كل جانب اتهامات الآخر، ووافق الرئيس السوري بشار الأسد على تدمير أسلحته الكيماوية في أعقاب غضب عالمي ازاء الهجوم الكبير الذي وقع بغاز السارين في الغوطة في أغسطس آب، وأثار الهجوم امكانية قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات عسكرية لسوريا لكن واشنطن تراجعت عن الفكرة بعد أن تعهد الأسد بالتخلص من أسلحته الكيماوية.

وقال الجعفري في رسالة منفصلة إلى بان ومجلس الأمن إن جماعات إرهابية مسلحة تواصل التهديد وتنفيذ هجمات على منشآت الأسلحة الكيماوية والمواد الكيماوية، وقال الدبلوماسي الغربي الكبير "لا أعتقد ان هناك دليلا على أن لأي من هذه الجماعات مصلحة في مهاجمة القوافل، لا نلمس خطرا كبيرا".

سياسية أوباما

من جانب اخر انتقد مشرعون أمريكيون طريقة تعامل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الحرب الأهلية في سوريا وطالبوا برد أمريكي أقوى على الصراع وتحسين سبل اطلاع الكونجرس على خطط البيت الأبيض في هذا الصدد، وأعرب السناتور الديمقراطي روبرت منينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ عن خيبة أمل شديدة بعدما رفضت آن باترسون مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى الإجابة على سؤال عن الاستراتيجية في محفل عام.

وقال منينديز خلال جلسة استماع للجنة "لدي مشكلة مع إجابة عامة على سؤال عام إذ لا يمكن أن أصدق أن ذلك سري"، وأبرزت مناقشات ساخنة خلال استجواب باترسون وتوم كانتريمان وهو مساعد آخر لوزير الخارجية الانقسام العميق بشأن السياسة الخارجية بين الكونجرس سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين وإدارة أوباما.

جاءت جلسة الاستماع بعد يوم من إسقاط الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إصلاحات لصندوق النقد الدولي تسعى إليها إدارة أوباما من مشروع قانون مساعدات لأوكرانيا قائلين إنهم شعروا إن دفع مشروع القانون سريعا هو أكثر أهمية، ووصف السناتور بوب كوركر الجمهوري البارز في اللجنة احدى إجابات باترسون بأنها "هراء مضلل". بحسب رويترز.

وقال "لا أستطيع أن أتخيل أن تقولي ذلك في هذا الإطار، سيعطي ذلك للناس انطباعا بأن لدينا استراتيجية عسكرية مرتبطة بسوريا وذلك، أبعد ما يكون عن الحقيقة"، وقال جون مكين السناتور الجمهوري وهو منتقد دائم لسياسة أوباما الخارجية إن السياسة الأمريكية إزاء سوريا تمثل "فشلا ذريعا".

وقال مكين "تقف أعظم أمة في العالم بلا حراك وهي تشاهد هذه الإبادة الجماعية تحدث"، وصوتت لجنة العلاقات الخارجية في مايو آيار للسماح بإرسال مساعدات عسكرية للمعارضة السورية ووافقت في سبتمبر أيلول على استخدام القوة العسكرية الأمريكية في الصراع، لكن لم ترسل واشنطن مساعدات فتاكة وتخلى البيت الأبيض بعد ضغط أعضاء آخرين في الكونجرس عن خطط لقصف سوريا بعد الاتفاق مع روسيا على تدمير أسلحة الأسد الكيماوية.

واختلف كوركر مع ما قاله كانتريمان المسؤول عن قضايا انتشار الأسلحة بأن خطة الأسلحة الكيماوية كانت بناءة، وقال كوركر "أنا أختلف معك بشدة، مع احترامي أعتقد أنك واهم"، وانتهت الجلسة بعد أن طلبت اللجنة عقد جلسة سرية لسماع شهادة عما يجري بشأن بحث القيام بعمل عسكري والإجراءات التي يجري اتخاذها وإفادة عن تدمير أسلحة الأسد الكيماوية، وقال منينديز "إذا كنتم لا تقدرون على ذلك عرفونا بذلك حتى لا يضيع أحد منا الوقت".

معاناة انسانية

على صعيد متصل قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 150 ألف شخص قتلوا في الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الرابع ثلثهم من المدنيين، وقال المرصد ومقره بريطانيا ويرصد العنف في سوريا عبر شبكة من النشطاء والمصادر الطبية أو الأمنية إن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير وقد يصل إلى 220 ألفا.

وحتى الآن فشلت المساعي لإنهاء الصراع بالجمع بين ممثلين من حكومة الرئيس بشار الأسد والمعارضة، وقال وسيط الأمم المتحدة للسلام في سوريا الأخضر الإبراهيمي إنه من غير المرجح أن تستأنف المحادثات في وقت قريب، وقدرت الأمم المتحدة في آخر احصاء لها صدر في يوليو تموز 2013 أن عدد القتلى بلغ ما لا يقل عن مئة ألف لكن المنظمة الدولية قالت في يناير كانون الثاني انها ستتوقف عن تحديث أرقامها لأن الوضع على الأرض يجعل من المستحيل الحصول على تقديرات دقيقة.

وقال المرصد إنه وثق مقتل 150344 شخصا منذ الثامن عشر من مارس آذار 2011 حين بدأت قوات الأمن التابعة للأسد اطلاق النار على محتجين مطالبين بالإصلاح، وذكر المرصد ان قرابة 38 ألفا من المقاتلين لقوا حتفهم بينهم أعضاء في جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا والدولة الإسلامية في العراق والشام وهي جماعة منشقة عن القاعدة تضم مقاتلين أجانب. بحسب رويترز.

وقتل أكثر من 58 ألفا من المقاتلين الموالين للأسد بينهم أفراد من قوات الأمن والميليشيا المؤيدة للحكومة إلى جانب 364 مقاتلا من حزب الله اللبناني الشيعي و605 أشخاص من جماعات شيعية أجنبية أخرى، وإلى جانب القتلى قال المرصد إن 18 ألف شخص في عداد المفقودين بعد أن احتجزتهم القوات الأمنية بينما احتجز مقاتلو المعارضة نحو ثمانية آلاف شخص أو خطفوهم.

من جانب اخر أظهر مسح أجرته الأمم المتحدة أن معظم المنازل في بعض أحياء دمشق تعرضت لأضرار جسيمة جراء الصراع السوري ويقول السكان إنهم في حاجة إلى مساعدات للبقاء على قيد الحياة، وأدى الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام إلى إلحاق الخراب بالبلاد وتدمير البنية التحتية وحول بعض الأحياء إلى أنقاض، لكن استمرار العنف يعني عدم توافر الكثير من الدراسات المفصلة حول مدى تأثيره.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين إنها تحدثت مع أكثر من 500 شخص في يونيو حزيران الماضي عن الأوضاع المعيشية في أربعة من أحياء دمشق تعمل فيها الوكالة وعن الأوضاع في أحد أحياء مدينة حلب الشمالية.

وفر أكثر من ثلثي سكان هذه الأحياء من منازلهم ويرتفع المعدل إلى 89 في المئة في حي اليرموك الفلسطيني في جنوب دمشق، وقال العديد من الناس إن منازلهم لحقت بها أضرار جسيمة في حين سجلت ثلاث مناطق على أطراف دمشق وهي اليرموك ودوما والسيدة زينب أضرارا تتراوح من 72 إلى 79 في المئة.

وقال المتحدث باسم أونروا كريس جانيس "هذه أول دراسة من نوعها وتقدم أدلة إحصائية قاطعة على التأثير المأساوي واسع النطاق للصراع على الحياة وسبل العيش في جميع أنحاء سوريا"، وحصل جميع الأشخاص الذين استجوبتهم الأونروا على قروض صغيرة لدعم تجارتهم أو عائلاتهم، وقالت الوكالة إن تأثير الصراع المسلح على اولئك الأشخاص "ساحق ومرير".

وبحلول يونيو حزيران 2013 كانت 13 في المئة فقط من تلك التجارة لا تزال تعمل، وأظهر المسح أن أصحاب الكثير من هذه التجارة أغلقوا أبوابها فيما تعرض ما يقرب من 40 في المئة منها للسرقة أو النهب، وقال غالبية من جرى استطلاعهم إنهم عانوا جراء ذلك من انخفاض دخلهم في حين زادت أسعار السلع الأساسية بمعدل المثلين.

وقال التقرير "دفع هذا عائلات كثيرة إلى العيش على حد الكفاف حيث ان نصف جميع الزبائن تقريبا يعيشون على دخل يوم بيوم، ويعيش خمس الزبائن تقريبا بدون اي موارد دخل"، وخلص التقرير إلى أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين استطلعت آراؤهم يعيشون في "مشقة شديدة وحرمان" ويشير 86 في المئة منهم إلى أنهم في حاجة لمساعدات للبقاء على قيد الحياة، وأضاف التقرير "هذه الحاجة ظهرت ملموسة على نحو خاص في السيدة زينب واليرموك وبستان الباشا (في حلب) حيث يقول أكثر من 90 في المئة إنهم في حاجة لمساعدات انسانية كي تتمكن عائلاتهم من البقاء على قيد الحياة.

فيما أفادت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة بأن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان تجاوز المليون، وقال المفوض الأعلى للاجئين انتونيو غوتيريس "إن لبنان يستضيف أكبر كثافة من اللاجئين في التاريخ الحديث" وأن عدد اللاجئين فيه يناهز ربع تعداد سكانه، وأوردت المفوضية في بيان أن عدد اللاجئين الذين فروا من النزاع في بلادهم بات يوازي ربع تعداد الشعب اللبناني واصفة هذا الرقم بأنه "عدد قياسي كارثي تزيد من خطورته موارد تنفد بشكل سريع ومجتمع مضيف على شفير الانهيار".

وقال انتونيو غوتيريس المفوض الأعلى للاجئين إن "اللبنانيين يظهرون سخاء ملفتا لكنهم يكافحون من أجل مواجهة الوضع، إن لبنان يستضيف أكبر كثافة من اللاجئين في التاريخ الحديث ولا يمكننا أن ندعه يتحمل هذا العبء وحيدا"، وجاء في البيان أنه "بعد ثلاث سنوات على اندلاع النزاع في سوريا، أصبح لبنان البلد الذي يؤوي أكبر كثافة من اللاجئين للفرد في العالم" مشيرة إلى "تسارع توافد" اللاجئين.

وذكرت المفوضية إنه "في نيسان/أبريل 2012 كان هناك 18 ألف لاجئ سوري في لبنان وفي نيسان/أبريل 2013 بلغ عددهم 356 ألفا وحاليا في نيسان/أبريل 2014 وصل إلى المليون" مسجلة "يوميا 2500 ألف لاجئ جديد أي أكثر من شخص في الدقيقة" في هذا البلد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 9/نيسان/2014 - 7/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م