العرش السعودي إلى أين؟

علي ال غراش

 

السعودية مثل أي دولة في العالم، والعائلة الحاكمة ال سعود مثل أي عائلة حاكمة وكل فرد فيها يتطلع للعرش في ظل عدم وضوح آلية انتقال الحكم بطريقة قانونية وشفافة، عائلة آل سعود تعيش مرحلة صعبة رغم صدور قرارات جديدة للتطمين في عملية الحكم، ولكن هذه القرارات المفاجئة يشوبها الكثير من الملاحظات..، مما ولد حالة من القلق والترقب لدى الشعب والمراقبين، أزمة الحكم في السعودية ليست جديدة، حيث حدث بعد وفاة مؤسس السعودية الملك عبدالعزيز صراع في داخل الأسرة بين الأبناء الورثة، كما وقع بين الملك سعود وأخيه الأمير فيصل منذ عام 1958م.

خلاف أدى إلى فرار عدد من الأمراء للخارج مثل الأمير طلال والامير مشاري والأمير تركي وغيرهم، وتأسيس حركة الأمراء الأحرار، الخلاف نتج عنه انقلاب أبيض بعزل الملك سعود وتنصيب الأمير فيصل ملكا وذلك في عام 1964م. وفي نهاية الأمر قُتل الملك فيصل على يد أبن أخيه الامير فيصل بن مساعد في عام 1975م.

ومنذ بداية الألفية الجديدة عام 2000م والعالم يتابع ويراقب بقلق مستقبل إنتقال الحكم حيث توفي في هذه السنوات الأخيرة أكثر من ولي عهد، الأمير سلطان توفي في عام 2011م.، والأمير نايف توفي 2012م، وتوفي العديد من المرشحين من أبناء الملك عبدالعزيز المؤسس خلال هذه الفترة، وهناك قلق لعدم تطبيق قرار اختيار ولي العهد من قبل هيئة البيعة (تأسست عام 2007م) بشكل مباشر وشفاف، العاهل السعودي الملك عبدالله يعاني من الشيخوخة نتيجة كبر السن، وولي العهد الامير سلمان نفس الشيء، والنائب الثاني الأمير مقرن لا يملك شعبية وسط الأسرة الحاكمة، وقد صرح بعض الأمراء بذلك مثل الأمير طلال وكذلك أبنه الامير خالد بن طلال وغيرهم.

قرارات الملك الأخيرة تعيين الأمير مقرن وليا لولي العهد، وجعل الأمير متعب ابن الملك عبدالله ولي عهد له، جاء في وقت حساس قبل وصول الرئيس الامريكي للرياض بساعات فقط، وبصياغة لا تخلو من الغرابة وبالخصوص عبارة " في حال خلو المنصبين الملك أو ولي العهد" (أي يكون هو الملك أو ولي العهد)، والأكثر غرابة والتي تحتاج وضع أكثر من خط أحمر تحتها هي :" لا يجوز بأي حال من الأحوال تعديله، أو تبديله، بأي صورة كانت من أي شخص كائناً من كان، أو تسبيب، أو تأويل لما جاء في الوثيقة الموقعة منا ومن أخينا سمو ولي العهد "!!. وهذا قرار إستباقي كمحاولة لقطع الطريق على من يفكر على مخالفة ذلك ولو كان من قبل ولي العهد الأمير سلمان إذا تولى العرش!!.، وهذا يدل على وجود مخاوف وقلق من وجود أشخاص وقوة في العائلة الحاكمة رافضة للقرار وستسعى لتغييره أو تبديله!!.

هل هناك نية لأخلاء المنصبين الملك وولي العهد بالتنازل إلى الأخ الأصغر الامير مقرن ليكون الملك الجديد؟

وهل صحيح ما تم تسريبه بأن هناك قرار ملكي بأن يكون الأمير متعب بن عبدالله، هو ولي العهد للملك القادم مقرن؟.

ولماذا لم يظهر قرار ملكي بذلك لغاية الآن؟.

عملية انتقال الحكم إلى الأحفاد ليست سهلة، في ظل وجود أعمام أبناء الملك عبدالعزيز على قيد الحياة ومنهم الأمير طلال والأمير عبدالرحمن والأمير الأمير أحمد وغيرهم، حيث الأمور غير واضحة لغاية الآن!!.

إن تعيين الأمير مقرن وليا للعهد وهو أصغر أبناء الملك عبدالعزيز، وفكرة تعيين الأمير متعب ولي عهد له، فتح شهية بقية الأمراء أحفاد الملك المؤسس، فكل شخص يرى نفسه الأحق بأن يكون ملك المستقبل، وغير مستبعد أن يحدث صراع بين الجيل الجديد أحفاد المؤسس على كرسي الملك.

هل سيحدث صراع بين أفراد عائلة ال سعود على كرسي العرش أم لا ؟.

وأين رأي الشعب الذي يقدر بنحو 20 مليون نسمة مما يحدث في اختيار من يحكم البلاد وإدارة شؤون العباد، وهل سيكون له صوت ورأي، وهل سيكون هناك إصلاح وتغيير بما يواكب طموح الشعب الذي يعاني من أزمات عديدة: فقر وبطالة وأزمة سكن وغيرها.

وهل ما يحدث يدل على استقرار الوطن؟.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/نيسان/2014 - 29/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م