شبكة النبأ: على الرغم من التقدم
الملحوظ الذي تحقق في السنوات الاخيرة بخصوص انتشار ونزع الأسلحة
النووية في العالم، بعد تنفيذ بعض الالتزامات والمعاهدات الدولية التي
ادت الى انخفاض عدد الدول النووية، والتي سعت الى تخفيض مخزونها الخاص
من هذه الاسلحة المدمرة، لا يزال العالم وفي ظل التوترات والمشاكل
المتفاقمة غير امن من حدوث كارثة نووية تهدد الجميع كما يقول بعض
الخبراء، فالتقديرات الخاصة تشير إلى أنه ما زال يوجد ما يقرب من 500
طن من البلوتونيوم، وما يقرب من 1500 طن من اليورانيوم عالي الخصوبة،
موزعة على مئات المواقع في العالم.
حيث تعتمد معظم البلدان المتقدمة على الطاقة النووية في عدة مجالات
أبرزها الطاقة وصناعة الأسلحة، إذ ان الحاجة العالمية الملحة في مجال
لتنمية الاقتصادية مع توسع السكان الى سبعة مليارات نسمة وغيرها من
الضروريات الحياتية الأخرى، يدفع الطلب على الطاقة النووية الى معدلات
لم يعرفها العالم قط من قبل وخاصة منطقة الشرق الاوسط، حيث تسعى بلدان
هذه منطقة لدخول في عصر الطاقة النووية للأغراض السلمية، غير ان خطورة
هذه النوع من الطاقة يثير الكثير من الشكوك في كيفية استخدمته، وهو ما
اعتبره الكثير امر خطير وحساس جدا وقد تستغل لتنفيذ اعمال ارهابية
مدمرة يمكن ان تسهم بزعزعة الامن والاستقرار العالمي، خصوصا وان هناك
تقارير مؤكدة تفيد بان تنظيم القاعدة يسعى وبشكل دائم الى الحصول على
مثل تلك الاسلحة والمواد عالية التخصيب لأجل استخدمها في هجمات نوعية،
هذا بالإضافة الى وجود تقارير اخرى تفيد بعدم التزام بعض من الدول
بتعهداتها النووية خصوصا وانها تسعى دائماً الى تحديث ترسانتها من
الأسلحة النووية.
سرقة البلوتونيوم
وفي هذا الشأن فقد تم إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحوالي
140 حالة اختفاء أو استخدام غير مصرح به لمواد نووية ومشعة في عام 2013
مما يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها العالم ويقول خبراء إن أي
فقدان أو سرقة لليورانيوم عالي التخصيب أو البلوتونيوم أو أنواع مختلفة
من المصادر المشعة ينطوي على خطورة محتملة إذ يمكن لمتشددين على غرار
تنظيم القاعدة استخدامها لانتاج عبوة ناسفة نووية بدائية أو ما يعرف
باسم "القنبلة القذرة".
وقال نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية دنيس فلوري
إن معظم الحوداث المبلغ عنها تتعلق بكميات صغيرة من المواد المشعة.
لكنه تابع قائلا "حتى إذا لم يكن من الممكن أن تستخدم في إنتاج سلاح
نووي فإنها يمكن أن تستخدم في عبوات ناسفة مشعة والتي تشكل مصدر قلق."
وفي "القنبلة القذرة" تستخدم متفجرات تقليدية لنشر الإشعاع من مصدر مشع
يمكن العثور عليه في المستشفيات أو المصانع أو أماكن أخرى قد لا تكون
خاضعة لإجراءات حماية جيدة.
أمريكا وروسيا
في السياق ذاته دعا زعماء العالم الدول إلى خفض مخزوناتها من الوقود
النووي عالي التخصيب إلى الحد الأدنى للمساعدة في منع مسلحين يتبعون
نهج تنظيم القاعدة من الحصول على قنابل ذرية. جاء ذلك في ختام قمة
استمرت يومين وطغت عليها مباحثات بشأن الأزمة الأوكرانية. وفي ثالث قمة
للأمن النووي منذ عام 2010 قال زعماء 53 دولة بينهم الرئيس الامريكي
باراك اوباما إن تقدما كبيرا تحقق في السنوات الأربع المنصرمة.
لكنهم أوضحوا أيضا أن كثيرا من التحديات باقية وأكدوا الحاجة إلى
زيادة التعاون الدولي للتأكد من أن اليورانيوم عالي التخصيب
والبلوتونيوم وغيرهما من المواد المشعة لا تصل إلى أياد تسيء استخدامها.
ونحت الولايات المتحدة وروسيا خلافاتهما حول القرم جانبا ليقرا البيان
الختامي للقمة الذي استهدف تعزيز الأمن في أنحاء العالم إلى جانب القوى
الكبرى ومن بينها الصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
لكن روسيا والصين و16 دولة أخرى نأت بنفسها عن مبادرة منفصلة طرحتها
الولايات المتحدة وهولندا وكوريا الجنوبية في القمة لإدماج القواعد
الإرشادية الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم
المتحدة في القوانين الوطنية. وقالت مجموعة العمل المعنية بالمواد
الانشطارية وهي مجموعة دولية لخبراء الأمن "غياب روسيا والصين وباكستان
والهند -وجميعهم لديهم أسلحة نووية لديهم كميات كبيرة من المواد
النووية- وغيرهم... سيضعف تأثير المبادرة."
وأشاد الهولنديون الذين يستضيفون القمة بالاجتماع باعتباره "خطوة
كبيرة نحو عالم أكثر أمنا." لكن مجموعة العمل المعنية بالمواد
الانشطارية -وهي جماعة دولية تضم أكثر من 70 خبيرا أمنيا- قالت إن
القمة اتخذت "خطوات مخففة" نحو منع وصول المواد النووية الخطيرة التي
يمكن استخدامها لانتاج أسلحة وطالبت باتخاذ خطوات أكثر جرأة وملموسة
بدرجة أكبر.
وقال أوباما إن قرار أوكرانيا في القمة النووية الأولى في واشنطن في
عام 2010 بالتخلص من كل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب "تذكرة
ماثلة بأنه كلما تمكنا من تأمين هذه المواد كانت بلداننا أكثر أمنا."
وقال في مؤتمر صحفي "لو أن ذلك لم يحدث وكانت تلك المواد النووية
الخطيرة لا تزال هناك الآن لكان للوضع الصعب الذي نتعامل معه اليوم في
أوكرانيا مستو آخر للقلق."
وأعلنت بلجيكا وإيطاليا في هذه القمة أنهما أرسلتا اليورانيوم عالي
التخصيب والبلوتونتيوم إلى الولايات المتحدة لتقليل خطورتهما في صنع
أسلحة أو للتخلص منها. وقالت اليابان إنها سترسل مئات الكيلوجرامات من
هذه المواد إلى الولايات المتحدة. ومضى البيان الختامي إلى مسافة أبعد
من القمة السابقة في سول في عام 2012. وقال "نحث الدول على تقليل
مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب وأن تبقي مخزونها من عنصر
البلوتونيوم عند أقل مستوى ممكن وبما يتماشى مع الشروط الوطنية."
وستعقد قمة نووية رابعة في شيكاغو في عام 2016 . وبدأت هذه القمم في
واشنطن في عام 2010. وقال أوباما أمام الجلسة الختامية للقمة "وضعتم
سقفا مرتفعا للمطلوب تحقيقه في شيكاجو.. أعتقد أن من المهم بالنسبة لنا
ألا نسترخي وإنما علينا تسريع عملنا خلال العامين القادمين." ولتأكيد
رسالة أهمية الاستعداد فاجأ المسؤولون الهولنديون الذين يستضيفون القمة
الزعماء المشاركين بمحاكاة طلب منهم خلالها توضيح كيفية الاستجابة
لهجوم نووي أو حادث نووي متخيل في دولة متخيلة.
ويقول محللون إن الجماعات المتشددة قادرة من الناحية النظرية على
تصنيع قنبلة نووية بدائية لكنها مميتة إذا توفر لديها المال والمعرفة
الفنية والمواد الانشطارية اللازمة. وأضافوا أن الحصول على مواد نووية
من المستوى الملائم لتصنيع أسلحة يشكل أكبر تحد فيما يتعلق بالجماعات
المتشددة ومن ثم لا بد من إبقائها مؤمنة في المواقع المدنية والعسكرية.
وقالت مجموعة العمل المعنية بالمواد الانشطارية إن هناك حوالي ألفي طن
من المواد شديدة الإشعاع منتشرة في مئات المواقع في حوالي 25 دولة.
وتخضع معظم المواد لرقابة عسكرية لكن هناك كمية كبيرة مخزنة في مواقع
مدنية أقل تأمينا. بحسب رويترز.
وجاء في البيان الختامي "نحث الدول على مواصلة تقليل استخدام
اليورانيوم عالي التخصيب من خلال تحويل المفاعلات من مفاعلات تعمل بهذا
النوع إلى أخرى تعمل بيورانيوم منخفض التخصيب" في إشارة إلى المساعي
لدفع الدول إلى استخدام اليورانيوم منخفض التخصيب كوقود في مفاعلات
الأبحاث والأنواع الأخرى من المفاعلات بدلا من اليورانيوم عالي التخصيب
الأكثر قابلية لتحويله لأسلحة نووية.
كارثة نووية
على صعيد متصل حذر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ من "كارثة نووية"
في شبه الجزيرة الكورية في حال اندلاع حرب جديدة في هذه المنطقة، منبها
الولايات المتحدة من انها لن تخرج من نزاع كهذا بدون خسائر. وقال كيم
جونغ اون في رسالة بثها التلفزيون الكوري الشمالي "اذا اندلعت الحرب
مجددا (في شبه الجزيرة الكورية)، فإنها ستؤدي الى كارثة نووية كبرى
والولايات المتحدة لن تخرج منها بلا خسائر". واضاف "نحن امام وضع يمكن
ان يؤدي فيه اي حادث عسكري عرضي الى حرب شاملة".
وقال محللون ومسؤولون عسكريون كوريون جنوبيون ان النظام في الشمال
يمكن ان يقوم بتحركات استفزازية عسكرية من اجل رص الصفوف حول زعيمه.
وكان كيم جونغ اون زار قيادة الوحدة الكبرى المشتركة 526 حيث "طلب من
الوحدة ان تركز كافة جهودها على استعدادها للقتال (..) والا تنسى ابدا
ان حربا يمكن ان تندلع دون سابق انذار".
ورد وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم كوان جيم على هذه التصريحات
قائلا ان الجيش الكوري الجنوبي "سيرد بلا رحمة على اي استفزاز من
العدو". وتطرق الزعيم الكوري الشمالي الى اعدام زوج عمته جانغ سونغ
ثايك الذي كان من ابرز المسؤولين في النظام الكوري الشمالي واكثرهم
نفوذا، واصفا اياه بالـ"حثالة".
وقال "اتخذ حزبنا قرارات حازمة لازالة (...) الحثالة من داخله".
واضاف ان "القرار الصائب والذي جاء في الوقت المناسب لحزبنا ضد العناصر
المضادة للحزب والمضادة للثورة والمسببة للانقسام ساهم في تعزيز وحدة
الحزب والثورة مئة مرة". وهذه المرة الاولى التي ينتقد الزعيم الكوري
الشمالي فيها علنا زوج عمته الذي اعتقل واعدم خلال ايام قليلة بتهمة
الخيانة والفساد. وادى جانغ سونغ ثايك (67 عاما) زوج عمة الزعيم كيم
جونغ اون، دور المرشد في بدايات الزعيم الشاب في زعامة البلاد.
وكانت صحف كورية جنوبية ذكرت ان سفير كوريا الشمالية في السويد
استدعي الى بلاده على الارجح في اطار حملة التطهير التي تستهدف
المقربين من جانغ. وقبل ايام من ذلك ذكرت وكالة الانباء الكورية
الجنوبية (يونهاب) ان السفير الكوري الشمالي في ماليزيا جانغ يونغ شول
الذي ينتمي الى عائلة جانغ استدعي كذلك.
ورأى يانغ مو جين الاستاذ في جامعة الدراسات حل كوريا الشمالية ان
خطاب كيم يركد سعيه الى تقديم نفسه على انه زعيم لا يمكن تحديه وثابت
في مواقفه، بعد سنتين من توليه مهامه. وقال انه "يوجه رسالة الى شعبه
مفادها ان جانغ رحل ولنضع عملية التطهير وراءنا الآن ونتطلع الى
المستقبل بوحدة متينة بين الحزب والجيش والحكومة". وتحكم كوريا
الشمالية اسرة كيم بقبضة من حديد منذ ستين عاما. وهي تردد باستمرار
تصريحات تهديدية. ورأى محللون ان تصريحات كيم قد تكون مؤشرا على انقسام
داخل النخبة الحاكمة.
ذكر مركز اميركي للدراسات ان صورا التقطت بالاقمار الاصطناعية تشير
الى ان كوريا الشمالية ضاعفت جهودها لاعادة تشغيل مجمعها النووي
الرئيسي، مما يعني تنفيذ بيونغ يانغ لوعودها بتعزيز ترسانتها. وقال
المعهد الاميركي الكوري في جامعة جون هوبكينز الاميركية ان صورا التقطت
مؤخرا تدل على وجود اشغال في موقع يونغبيون حيث يتم انتاج قضبان الوقود
اللازمة لمفاعلات البلوتونيوم. بحسب فرانس برس.
وكتب الباحث نيك هانسن على مدونة المركز "38 نورث" ان تحليل الصور
يسمح بتحديد "موقع محتمل لانتاج الوقود" لمفاعل البلوتونيوم الذي تبلغ
قدرته 5 ميغاواط واعيد فتحه هذه السنة. واجرت كوريا الشمالية ثالث
تجربة نووية لها الاقوى على الارجح في شباط/فبراير 2013 بعد تجربتي
2006 و2009. وبعد شهرين على ذلك، قال هذا البلد الشيوعي انه سيعيد فتح
موقع يونغبيون شمال غرب البلاد، الذي اغلق في 2007، من اجل تعزيز
ترسانته النووية.
الذكرة الثالثة للتسونامي
الى جانب ذلك وقف اليابانيون دقيقة صمت احياء لذكرى مأساة زلزال
وتسونامي وحادث نووي في كارثة اوقعت حوالى 20 الف قتيل وخلفت منطقة
منكوبة. ووقوع الزلزال بقوة 9 درجات انقطعت الاصوات وانخفضت الانظار
والتأمت الأيدي في ذكرى هذا النهار الفظيع، الأسوأ الذي عرفته البلاد
منذ الحرب.
وجرت مراسم وطنية رسمية في طوكيو بحضور الامبراطور وزوجته ورئيس
الوزراء، لاحياء ذكرى كل من جرفتهم الموجة العاتية التي انهالت على طول
سواحل مناطق مياجي وايواتي وفوكوشيما، الاسم الذي بات اليوم رمزا
للكوارث النووية. واعرب الامبراطور اكيهيتو عن تعازيه الحارة لمقتل
اكثر من 20 الف شخص او فقدانهم في اليوم نفسه او لاحقا نتيجة تبعات
الكارثة. ثلاث سنوات مرت على الكارثة، غير ان اعادة الاعمار متعثرة
فيما لم يتم العثور حتى الان على جثث 18517 شخصا جرفتهم الموجة
العملاقة.
وصرحت ميهو سوزوكي التي كانت تقيم في مدينة نامي التي تم اخلاؤها "ما
زال والدانا مفقودين. لا اعتقد اننا سنعثر عليهما، لكننا اتينا
للمشاركة في البحث لاننا اردنا المساعدة باي طريقة". ولا يزال هناك
حوالى 270 الف شخص لم يتمكنوا حتى الان من العودة الى منازلهم التي
دمرها التسونامي او لم تعد اهلة للسكن بفعل الاشعاعات. ولا يزال حوالى
مئة الف شخص معظمهم من المسنين يعيشون في مساكن موقتة جاهزة حيث يعانون
من الاكتظاظ.
وبالرغم من وعود الحكومة المتكررة، قد لا يجد العديد من النازحين
سكنا ثابتا قبل عدة سنوات، ولم تشيد السلطات سوى 3,5% من المساكن
النهائية الموعودة في مناطق ايواتي ومياجي. واعلن رئيس الوزراء شينزو
ابي "انني مصمم على تسريع عملية اعادة الاعمار". واضاف "ان تنشيط
اليابان لن يتم بدون النهوض بالمناطق المنكوبة".
اما سكان جوار فوكوشيما سابقا، فبعضهم لن يعودوا ابدا الى منازلهم،
سواء لانه لن يؤذن لهم بذلك، او لانهم يرفضون بكل بساطة خوفا من
الاشعاعات. ولم يسجل وقوع اي قتلى بفعل انفجارات الهيدروجين والاشعاعات
المنبعثة من المجمع النووي في الساعات والايام التي تلت الكارثة، الا
ان حوالى 1650 شخصا توفوا اثناء اجلائهم او بسبب تدهور مفاجئ في وضعهم.
ولا يسع السكان السابقين في فوتابا قرب المحطة النووية، نسيان هؤلاء
الطاعنين في السن الذين ارغموا على الرحيل في حافلة من المستشفى حيث
كانوا موجودين في ظروف مروعة وقد توفي 40 منهم.
وقال موريهيسا كادويا وهو من سكان نامي سابقا "من المستحيل ان نعود
وتلك المحطة في الجوار.. ان التفكيك سيتطلب سنوات وسنوات". ويذهب البعض
الى حد معارضة رفع حظر الاقامة الساري في معظم المناطق التي تم اخلاؤها
لان وضع حد لهذا الاجراء يمكن ان يقود الى وقف تقديم التعويضات المالية
سواء اختاروا العودة او البقاء في مساكنهم الموقتة. اما الموظفين
المحليين فما زالوا يأملون في اعادة الناس الى الاحياء عند الامكان.
وصرح موظف البلدية يوسوكي واتانابي "اتمنى ان يتمكن سكان نامي من
العودة يوما ما للاقامة هنا. من الصعب تحديد موعد امكان ذلك، لكن هذا
هدفنا". بحسب فرانس برس.
وكشف تحقيق اجرته الشبكة التلفزيونية العامة ان اتش كاي ان 95% من
اليابانيين ما زالوا قلقين حيال الوضع في محطة فوكوشيما دايشي المنكوبة.
واعرب هؤلاء عن قلقهم حيال مشكلة المياه المشعة التي تملأ المكان
وتتسرب احيانا ومن احتمال ان تقدم شركة الكهرباء تيبكو على رميها في
البحر.
لكن بالرغم من ان 80% من اليابانيين يؤيدون الحد من دور الطاقة
النووية قدر الامكان، ما زالت حكومة ابي مصممة على معاودة تشغيل
المفاعلات التي تعتبرها سلطة مراقبة المنشآت النووية آمنة، وهي تعد في
الوقت نفسه بزيادة استخدام الطاقات المتجددة المحدود حاليا ببضع نقاط
مئوية من اجمالي استخدام الطاقة.
دول جديدة
من جانب اخر قالت مسؤولة كبيرة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن
أربع دول جديدة قد تشرع في بناء أول مفاعلاتها للطاقة النووية في
السنوات الخمس القادمة رغم التراجع في نمو هذا القطاع منذ كارثة
فوكوشيما التي وقعت في اليابان قبل ثلاث سنوات. وقالت آن ستارز وهي
مسؤولة كبيرة في الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن الإمارات وروسيا
البيضاء أصبحتا في العامين الماضيين اول دولتين منذ حوالي 20 عاما
تبدآن بناء أول مفاعلاتهما النووية.
وقالت "اعتقد أن هناك أربع دول أخرى على الارجح يمكن أن تصبح لديها
أول مفاعلاتها النووية قيد الإنشاء في السنوات الخمس القادمة" في إشارة
إلى بنجلادش والأردن وتركيا وبولندا. وأضافت ستارز التي ترأس مجموعة
البنية التحتية النووية المتكاملة التابعة للوكالة الدولية "هذا يشير
إلى شيء ما لكن من الصعب تحديد ما إذا كان هذا اتجاها بالفعل." بحسب
رويترز.
وقالت إن أكثر من 30 دولة مهتمة باستخدام الطاقة النووية رغم أن
بعضها -مثل فنزويلا- قرر بعد حادث محطة فوكوشيما في اليابان في عام
2011 أنها لن تستخدم هذا النوع من الطاقة. وقالت ستارز "البلدان الجادة
مضت قدما في خططها وبعضها اتخذ بالفعل خطوات ملموسة." وأضافت أن دولا
أخرى "قررت أن الوقت الحالي قد لا يكون مناسبا لأن هذا الحادث وضعها
امام بعض التحديات التي ستواجهها بسبب تعقيد التكنولوجيا." |