آفاق الطب الحديث اقتربت من الأغنياء وابتعدت عن الفقراء

 

شبكة النبأ: عندما يسمع او يشاهد المرء ما توصل اليه الطب من تقدم مذهل بمساعدة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، والتي وصلت الى حد استخدام الطابعات ثلاثية الابعاد في إعادة رسم ملامح الوجه وترميمه او تنظيم حياة المرضى من خلال الروبوتات، وحتى من خلال زراعة الأعضاء واستبدال التالف، خصوصاً وإنها باتت تجري بسهولة ويسر، يخال الى السامع او المشاهد ان هذه الأمور ضرب من الخيال او من قصص الخيال العلمي.

لكن الحقيقة غير ذلك، فالعلوم الطبية حققت تلك القفزات، وما زالت تطمح الى المزيد، سيما وان البحوث والدراسات العملية المنشورة، اشارت الى ان العالم سيشهد المزيد من التطور والاكتشافات المذهلة بمساعدة العلوم الأخرى وبالأخص التقنية منها.

وعلى الرغم من التطور المذهل الذي شهده ميدان الطب الا ان هذا التطور اخفق في معالجة الفجوة بين الأغنياء والفقراء حيث لا يستطيع الكثير من الناس الحصول على ضمان صحي رغم تطور الطب حول العالم، فقد طور علماء بريطانيون إحدى لمحات التقنية المستقبلية الخاصة بتصميم العلاج الخاص بكل مريض، حيث استخدموا إحدى تطبيقات الحواسب الاليكترونية لرسم شكل أحد أهم بروتينات فيروس الإيدز لأحد المرضى، ومن ثم التعرف على جزيئات الأدوية التي قد توقف نشاطه، وتم عرض البحث في الاجتماع السنوي للرابطة الأمريكية لتقدم العلوم، كما نُشر في مجلة "النظرية الكيميائية والحوسبة"، ومن المتوقع في المستقبل أن يكون اختيار العلاج بناء على الحالة الخاصة لكل مريض.

وأظهرت الأبحاث أن تأثير العقارات الدوائية يختلف من شخص لآخر، حيث تؤدي الاختلافات الوراثية إلى عدد متباين من النتائج، وقد عرض الفريق البحثي من جامعة لندن كيف عالجوا هذه المشكلة باستخدام تطبيقات الحاسب وتقنيات التسلسل الجيني، واستخدموا إحدى جزيئات بروتين الإيدز من خلية كانت على وشك الانفجار لتصيب الخلية المجاورة لها.

ويختلف شكل البروتين من شخص لآخر، خاصة في بؤر نشاطه حيث يتم تقسيم الجزيئات المكونة للخلايا الجديدة، ويأتي ذلك نتيجة لخصوصية التسلسل الوراثي لدى كل شخص، فبدون معرفة شكل هذا البروتين يصعب التعرف على العقار المناسب للاتحاد مع البروتين ووقف نشاطه.

وقال فريق الباحثين إنهم أظهروا "إمكانية أخذ التسلسل الجيني للمرض واستخدامه لتكوين شكل ثلاثي الأبعاد ودقيق للبروتين الخاص بالمريض، ثم التعرف على أنسب عقار لعلاجه من ضمن عدة عقارات، بمعنى أننا نقوم بترتيب العقارات بحسب فعاليتها بالنسبة لحالة المريض"، وتوجد حاليًا تسعة عقارات معطلة لبروتين الإيدز بتصريح من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

ورغم أن الفكرة قد تبدو بسيطة، إلا أن التعرف على شكل البروتين الخاص بكل مريض والعقار المناسب له يتطلب تطبيقات حوسبية هائلة، وقال بيتر كوفيني، مدير مركز علوم الحاسب بجامعة لندن، إن البحث تطلب "عمل حوالي 50 نموذج للبروتينات، يحتاج كل منها إلى مئة معالج، مما يعني أن الحاسب يحتاج خمسة آلاف معالج، ثم تجري الحسابات لمدة 12 إلى 18 ساعة، ثم تخرج كمية كبيرة من البيانات التي تحتاج تحليلها للوصول إلى تصنيفات الأدوية"، وأضاف "لا يحتاج الطبيب لمعرفة كل هذه التعقيدات، كل ما يهم هو القائمة النهائية لتصنيف العقارات المناسبة للمريض".

ورغم أن قوة الحواسب المطلوبة لهذا البحث غير متوفرة حتى الآن، إلا أن كوفيني يرى أن معدل تطور معالجات الحواسب يظهر إمكانية انتشار هذه التقنية في المستقبل، ومن حيث المبدأ، يمكن إجراء هذه الحسابات خلال يومين إلى ثلاثة، وهو الإطار الزمني المعتاد الذي يقوم خلاله الأطباء بتحديد الأدوية المناسبة للمرضى.

يد وجبائر مبتكرة

الى ذلك فقد دنيس ابو سورنسن يده اليسرى عندما انفجر صاروخ العاب نارية كان يمسك به اثناء الاحتفالات بليلة رأس السنة قبل عشرة اعوام غير انه لم يكن يتوقع ابدا ان يشعر باللمس مرة أخرى، لكن سورنسن استعاد العام الماضي الشعور باللمس بعد تركيب يد ذات اعضاء آلية "تتأثر باللمس" مكنته من التقاط الأشياء والتعرف عليها حتى وهو معصوب العينين.

والأداة التي تم ربطها بأعصاب الذراع الأيسر للمريض البالغ من العمر 36 عاما تطمس الحدود بين الجسد والالة ويأمل العلماء ان تتمكن في يوم ما من إحداث ثورة في حياة العديد من مبتوري الأطراف، وقال سورنسن "لقد كانت تجربة عظيمة، كم هو شعور مذهل أن تشعر بشيء لم تكن قادرا على الشعور به لسنوات عديدة".

وأضاف "انه احساس قريب جدا من نفس الاحساس الذي تشعر به باليد الطبيعية"، ونشر باحثون من إيطاليا وسويسرا والمانيا وبريطانيا والدنمرك تفاصيل نتائج تجربة استخدام سورنسن لليد ذات الأعضاء الآلية لمدة شهر ونتائج اسبوع من الاختبارات اليومية المركزة في دورية الطب الانتقالي.

وقال اليستير ريتشي خبير الهندسة الحيوية في جامعة نوتنجهام والذي لم يشارك في البحث ان الأداة تعتبر خطوة إلى الامام غير ان هناك حاجة إلى اجراء العديد من التجارب السريرية لتأكيد جدوى هذا النظام، وأضاف "انها بيانات اولية مثيرة للغاية غير انها دراسة حالة واحدة ونريد ان نرى المزيد من الحالات". بحسب رويترز.

وعلى الرغم من التقدم الواضح على صعيد الاطراف الصناعية الا ان الأيدي الصناعية الحالية تفشل عندما يتعلق الأمر بتوفير تغذية راجعة تتعلق بالشعور والاحساس، وتمت زراعة اقطاب كهربائية بالغة الرفع في سمك الشعر جراحيا في الزند والاعصاب الوسيطة في ذراع سونسرن قبل تركيب اليد الآلية المزودة بالعديد من اجهزة الاستشعار الصناعية له.

واجهزة الاستشعار هذه تقيس التوتر في الأوتار الصناعية الموجودة في كل اصبع لتقييم القوة المستخدمة في التقاط الأشياء المختلفة وذلك في الوقت الذي تقوم فيه خوارزميات حاسوبية بنقل هذه المعلومات إلى إشارة الكترونية يستطيع العصب أن يفسرها، والنتيجة كانت احساسا عصريا يتضمن تدريجا في المشاعر التي سمحت لسورنسن في الاختبارات بضبط الشكل والتطابق، وفي سلسلة من التجارب تمكن سورنسن من التعرف على الأشكال الاساسية للأشياء والشعور ايضا بالاختلافات في درجة الصلابة بين البرتقال وكرة البيسبول.

فيما أظهرت نتائج دراسة حديثة أن جبائر منخفضة التكلفة تستخدم أثناء الليل يمكنها تخفيف الآلام الناجمة عن التهاب مفاصل اليد وهو داء مزمن يصيب غالبية كبار السن، وقالت الدكتورة فيونا وات طبيبة الامراض الروماتيزمية "إنه تدخل آمن وغير مكلف ويمكن تحمله جيدا"، وأشرفت وات وهي من مركز أبحاث التهاب العظام والمفاصل بجامعة أوكسفورد على الدراسة الجديدة، واختبرت وات وزملاؤها جبائر تصنع خصيصا حسب ظروف كل مريض على حدة ممن يعانون من آلام وتشوهات ناجمة عن التهاب عظام ومفاصل اليد في عيادة في لندن.

وكتب الأطباء في دورية الأمراض الروماتيزمية the journal Rheumatology ان ما يصل إلى 70 في المئة من الذين تجاوزت أعمارهم 55 عاما يعانون من التهاب عظام ومفاصل اليد، ومن الممكن أن تتطور الحالة إلى نوبات من الآلام الحادة مع صعوبة في استخدام اليدين وهو ما يؤثر سلبا على نمط الحياة.

وأظهر بحث سابق أن الجبائر يمكنها ان تخفف من آلام التهاب المفاصل، وتوصلت دراسة إلى أن آلام اليدين تراجعت إلى النصف بالنسبة الى المرضى الذين استخدموا جبائر طويلة وصلدة كل ليلة لمدة عام، وقالت الطبيبة إنه في الدراسة الحالية ابتكر المعالجون جبائر صلدة مصنعة من اللدائن الحرارية بقيمة خمسة او ستة دولارات لمفصل الاصبع الواحد ووضع المرضى الجبائر ليلا اثناء النوم لمدة ثلاثة أشهر، وأظهرت الدراسة أن نحو 74 في المئة ممن شملتهم الدراسة شعروا بتراجع الالم بعد وضع الجبائر لمدة ثلاثة أشهر.

تطبيقات جديدة

من جانبها تعمل شركة متخصصة في أجهزة علاج ضعف السمع على تطوير تطبيقات جديدة للهواتف الذكية لزيادة الصوت على اجهزة مساعدة أو تحويل تلك الاجهزة الى سماعات لإجراء مكالمات هاتفية ومشاهدة تسجيلات مصورة ومواد موسيقية بموقع يوتيوب على الانترنت، ويعاني نحو 36 مليون أمريكي من مشكلات في السمع وفقا لبيانات المعهد الوطني للصمم لكن نحو الخمس فقط ممن قد تفيدهم الأجهزة المساعدة يقومون باستخدامها.

وقال لارس فكسموين رئيس شركة جي.إن ريساوند الدنماركية المصنعة لأجهزة علاج ضعف السمع "يحتاج الناس دائما لوسائل مساعدة جيدة للسمع لكن ما يميز بين الشركات هو امكانية استخدامها مع الهواتف الذكية كما انها تحتاج تطبيقات"، ويحول التطبيق المجاني الجديد واسمه ريساوند سمارت المخصص لأجهزة آي فون وسائل علاج السمع إلى سماعات للرأس ويسمح لمستخدميها بضبط الاعدادات الاساسية في أجهزتهم السمعية عن بعد ويخزن إعدادات محددة لأماكن بعينها.

وقال لوريل كريستنسن مسؤول قطاع السمعيات بالشركة "نفترض انك في مكان تتردد عليه طوال الوقت مثل مقهى. يمكن إجراء تعديلات وسيتذكر جهازك المساعد الاعدادات الخاصة بهذا المكان في كل مرة تذهب اليه"، وتنتج الشركة وسائل مساعدة للسمع تطلق عليها اسم ريساوند لينكس تبلغ كلفة الواحدة منها نحو 6000 دولار يمكن استخدامها مع جهاز آي فون أو بدونه، وتوجد تطبيقات اخرى تربط وسائل المساعدة على السمع بأجهزة هواتف ذكية لكن من خلال جهاز وسيط.

ترميم الوجوه

من جانب اخر خضع البريطاني ستيفن باور لعملية جراحية رائدة لإعادة تشكيل ملامح وجهه المصاب، باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وكان باور، وهو من مدينة كارديف بمقاطعة ويلز، قد تعرض لحادث دارجة نارية في عام 2012، ويعد واحدا من أوائل المرضى المصابين بالحوادث الخطيرة في العالم الذي تجرى له عملية جراحية تستخدم تلك المواد في كافة مراحلها، واضطر الأطباء في مستشفى موريسون بمدينة سوانزي لكسر عظام وجنتي ستيفن قبل إعادة تشكيل وجهه عن طريق زرع أجزاء مصنوعة بواسطة الطابعات ثلاثية الأبعاد، واعتبر ستيفن باور أن العملية الجراحية كانت بمثابة "تغيير لحياته".

وتعتبر بريطانيا واحدة من الدول الرائدة في استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال الجراحة، إذ حققت فرق طبية تقدما مماثلا في كل من لندن ونيوكاسيل، واستخدمت الأجزاء المصنوعة عبر هذه التقنية في تصحيح العيوب الخلقية، واستخدمت في هذه العملية نماذج من تلك الأعضاء والشرائح المصنعة خصيصا لإصلاح آثار الإصابة، بعد حدوثها بأشهر، وعلى الرغم من أن باور، الذي يبلغ من العمر 29 عاما، كان يرتدي خوذة واقية، لكنه أصيب باضرار بليغة أثناء الحادث وبقى على أثره في المستشفى لنحو أربعة أشهر.

ويقول باور: "لقد انكسرت عظام وجنتيَ، وفكي الأعلى وأنفي وجمجمتي جراء الحادث"، ويضيف: "لا أستطيع أن أتذكر الحادث، أتذكر ما قبله بخمس دقائق، ثم استيقظت لأجد نفسي في المستشفى بعد ذلك بأشهر"، وفي محاولة من أجل استعادة تناسق وجهه، استخدم الفريق الطبي مسحا بالأشعة المقطعية لتجميع وطباعة نموذج متناسق ثلاثي الأبعاد لجمجمة باور، ثم قاموا بعد ذلك بطباعة نماذج وشرائح مناسبة له.

ويقول البروفيسور أدريان سوغر، المتخصص في جراحة الوجه والفكين، إن الطباعة ثلاثية الأبعاد قد تغلبت على "التخمين" الذي قد يسبب مشكلات في جراحات التجميل، ويضيف: "اعتقد أنها لا تقبل المقارنة، النتائج مختلفة تماما عن أي شيئ فعلناه من قبل، إنها تسمح لنا بأن نكون أكثر دقة، وكل شخص يبدأ الآن في التفكير بهذه الطريقة: التخمين ليس جيدا بما يكفي"، واستغرقت العملية نحو ثمان ساعات.

واستخدم الجَراحون بعد ذلك أنسجة مصنوعة من مادة التيتانيوم، تمت طباعتها في بلجيكا، لوضع العظام في شكلها الجديد، ويرى باور أن نتيجة العملية جعلته يشعر بتغيير شكل وجهه ليصبح أكثر قربا مما كان عليه قبل الحادث، ويقول: "لقد تغيرت حياتي، أستطعت أن أرى الفرق فورا بمجرد أن أفقت من الجراحة"، وبعد أن كان يرتدي قبعة ونظارة لإخفاء الإصابة قبل العملية، يقول باور أنه أصبح الآن أكثر ثقة في نفسه.

ويضيف: "أتوقع ألا أخجل من نفسي، لن أخفي وجهي بعد ذلك، سأستطيع أن أمارس حياتي اليومية، أرى الناس، أمشي في الشارع، أو حتى أذهب للأماكن العامة"، وكانت هذه التقنية نتيجة عمل مركز تقنيات الجراحات التجميلية "كارتس"، وهو ثمرة تعاون بين الفريق الطبي في مدينة سوانزي وجامعة كارديف، ويقول مهندس التصميمات سيان بيل إن هذا الإنجاز يشجع على مزيد من استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال خدمات الصحة العامة،

ويقول: "من المرجح أن تستخدم هذه التقنية في الحالات الفردية المعقدة، لأنها تعتمد على عمل تصميمات متعرجة ومعقدة للغاية"، ويضيف: "الانتصار القادم سيتمثل في استخدام هذه التقنية بشكل أوسع، عن طريق خفض التكلفة وتطوير أدوات التصميم"، وتُعرض حاليا تفاصيل العملية الجراحية التي أجريت لستيفن باور في متحف لندن للعلوم تحت عنوان "الطباعة ثلاثية الأبعاد: تقنية المستقبل".

فيما يسعى أطباء بريطانيون لإعادة بناء وجه الإنسان، باستخدام خلايا جذعية مستخرجة من الدهون، ونجح فريق طبي بمستشفى "جريت أورموند ستريت" في لندن، في تخليق غضاريف بشرية معمليا، يعتقدون أنه يمكن الاعتماد عليها لإعادة بناء الأذن والأنف، وقالوا إن الآلية العلاجية يمكن أن تحدث ثورة في مجال الرعاية الطبية.

ويريد الأطباء علاج حالات مثل "صغر صيوان الأذن"، التي تتسبب في توقف الأذن عن النمو بشكل سليم، ويمكن أن تنتهي بتشوه الأذن أو فقدانها، وفي الوقت الحالي، يتم استخراج غضاريف من الضلوع، قبل أن ينحتها الجراحون بدقة لتماثل الأذن تماما، ويزرعونها في رؤوس الأطفال، لكن تلك التقنية تتطلب العديد من العمليات الجراحية، وتخلّف ندبات دائمة على الصدر، كما أن غضاريف الضلوع لا تتعافي أبدا.

ووضع الفريق الطبي البريطاني بديلا للتقنية السابقة، يتمثل في أخذ عينة دهون صغيرة، تستخلص منها خلايا جذعية لتنمو بعد ذلك، ويوضع قالب يشبه الأذن داخل سائل الخلايا الجذعية، ليساعدها على أن تأخذ شكل الأذن البشرية نفسها والبنية الهيكلية الخاصة بها عندما تنمو. بحسب سي ان ان.

كما تستخدم في تلك العملية مواد كيماوية لتساعد تلك الخلايا على التحول إلى خلايا غضروفية، وبعد ذلك تزرع تحت الجلد، لتنمو وتمنح الطفل شكل الأذن العادية، وكان باستطاعة العلماء تخليق الغضروف الكامل في القالب المخصص له معمليا، لكن مازالت هناك حاجة للتأكد من سلامة الاختبارات الطبية قبل استخدامها على المرضى.

وقالت الطبيبة باتريزيا فريتي، المشاركة في البحث الجديد، "من المثير حقا الحصول على هذا النوع من الخلايا، التي يمكن إعادتها لنفس المريض، وهو ما يجنبنا مشكلة التثبيط المناعي (رفض الجسم للأعضاء المزروعة)، كما يمكن لتلك الخلايا أن تؤدي الوظيفة نفسها التي نريدها"، وأوضحت فريتي أنه "يمكن الانتهاء من الجراحة في عملية واحدة، وهو ما يقلل التوتر الذي يعانيه الأطفال، كما يوفر بنية جديدة للأذن، تنمو مع نمو الطفل".

وتسمح التقنية الجديدة بتخليق غضاريف لأجزاء أخرى من الجسم مثل الأنف، التي قد تصاب بأذى لدى البالغين جراء الجراحة لإزالة السرطان، ولفت الأطباء أيضا إلى إمكانية تخليق عظام باستخدام المواد الأولية نفسها التي يبدأون بها، وقال الأستاذ الجامعي مارتن بيرتشال، الجراح بجامعة يونيفرستي كوليدج-لندن، إنه "إذا كان لديك شيء ما قابل للتجدد، فيمكن بالفعل تحويله (إلى شيء آخر)".

لكنه أوضح أن التقنيات العلاجية، التي تعتمد على الدهون، تحتاج إلى الكثير من اختبارات السلامة للوصول إلى المرحلة النهائية، ويُذكر أن بيرتشال كان من بين المشاركين في أول عملية جراحية لتخليق شعب هوائية معمليا وزراعتها في أجساد المرضى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23/آذار/2014 - 20/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م