لبنان ومحاولة الهروب من المنزلق السوري

 

شبكة النبأ: مع تزايد رصيد المكاسب التي يحققها النظام السوري في ساحة المعركة، وبالأخص على الحدود التي تجمع لبنان بسوريا، والتي تساقطت فيه البلدات والمدن والقرى واحدة تلو الأخرى، شهدت لبنان احتفالات واستبشار من قبل المناطق المستهدفة بالمفخخات والانتحارية من قبل الجماعات المتطرفة، والتي حاولت من خلالها اشعال فتيل ازمة طائفية في لبنان الذي يعاني اساساً تخندقاً سياسياً يعكس تأثيرات إقليمية واجندات متصارعة.

ويبدو ان محاولة احتواء العنف وتسربه الى الداخل اللبناني، بات يعتمد بصورة أكبر على القتال الدائر في سوريا، إضافة الى التوافقات السياسية بين الكتل الرئيسية في لبنان، ومدى جديتها في اذابة الخلافات ومعالجة الازمات، سيما وان الوضع في لبنان يتموج تحت ثقل الشحن الطائفي واستهداف الجماعات المتشددة ومشاكل الاقتصاد واللاجئين وغيرها من المشاكل المزمنة.

ويشير المحللون ان خروج الازمة الحالية عن السيطرة يعني فقدان لبنان ودخولها في منعطف خطير، يربك الحسابات ويعيد تداخل الخطوط، وربما تنعكس اثارة لتشمل المنطقة، فيما يرى البعض الأخر ان لبنان بتجاربها السابقة، لا يمكن ان تتحول الى سوريا أخرى، وان الأمور تحت السيطرة، وهي في طريقها لتجاوز الانزلاق في اقتتال طائفي، وان الاحداث التي تجري بين الحين والأخر لا يمكن تعميمها او اعتبارها بداية لحرب أهلية جديدة. 

انقسامات طائفية

فقد قطع شبان طرقا في لبنان "تضامنا" مع بلدة عرسال (شرق) الحدودية مع سوريا، والتي قام سكان بلدة مجاورة بقطع الطريق المؤدية اليها، قائلين انها تشكل "معبرا" للسيارات المفخخة التي تستهدف مناطق نفوذ حزب الله الشيعي حليف دمشق، وكان سكان بلدة اللبوة ذات الغالبية الشيعية في البقاع (شرق)، عمدوا الى قطع الطريق بين بلدتهم وبلدة عرسال ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية، إثر تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في بلدة النبي عثمان المجاورة.

وأعلن الجيش اللبناني في بيان ان وحداته بدأت تعزيز انتشارها في المنطقة، وقالت قيادة الجيش "ستعزز وحدات الجيش انتشارها في مناطق البقاع الشمالي الحدودية وخصوصا منطقتي عرسال واللبوة وفي داخلهما، وستعمل على فتح جميع الطرقات بين هاتين البلدتين لتأمين مرور المواطنين، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة".

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية افادت عن "قطع طرق بالإطارات المشتعلة والعوائق ومستوعبات النفايات، تضامنا مع اهالي عرسال"، وابرز الطرق المقطوعة طريق المدينة الرياضية التي تصل بيروت بالمطار، وشوارع رئيسية في العاصمة، ومدخل صيدا كبرى مدن الجنوب، وبعض الطرق في البقاع (شرق) وعكار (شمال).

كما قطعت طرق في مدينة طرابلس (شمال) التي تشهد توترات بين سنة وعلويين على خلفية النزاع السوري، والطريق من منطقة راشيا (جنوب شرق) الى نقطة المصنع الحدودية مع سوريا، وتعد المناطق التي قطعت فيها الطرق ذات غالبية سنية، وفي وقت متأخر، افادت الوكالة وقوى الامن الداخلي عن اعادة فتح الطرق الرئيسية في بيروت وصيدا، في حين بقيت طرق في البقاع والشمال مقفلة.

وعرضت "غرفة التحكم المروري" التابعة لقوى الامن، صورا على حسابها الرسمي على موقع "تويتر"، تظهر بعض الطرق المقطوعة، واظهرت الصور شبانا يتجمعون حول اطارات مشتعلة وسط الطريق، في ظل تواجد عن بعد للجيش والقوى الأمنية، وادى قطع الطرق الى زحمة سير خانقة، بحسب لقطات عرضتها شاشات التلفزة.

وينقسم لبنان بين موالين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ابرزهم حزب الله الشيعي الذي يقاتل الى جانب القوات النظامية، ومتعاطفين مع المعارضة ابرزهم "تيار المستقبل" بزعامة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، واعرب الحريري في بيان عن "اعلى درجات التضامن مع عرسال واهلها"، معتبرا ان التاريخ "سيسجل بحروف من ذهب" لسكانها "دعمهم للشعب السوري المظلوم ومشاركتهم في استقبال وإغاثة النازحين ورفض الإساءة لدورهم الإنساني والقومي".

واضاف ان "حزب الله هو المسؤول عن استدراج الحريق السوري الى لبنان والمشاركة في حرب قرر فيها ان ينصر نظام بشار الأسد على حساب الشعب السوري وسلامة لبنان"، وشهدت مناطق نفوذ الحزب تفجيرات غالبيتها انتحارية منذ الكشف عن مشاركته في المعارك الى جانب النظام السوري قبل أشهر، وادى آخر هذه التفجيرات في بلدة النبي عثمان، الى مقتل عنصرين من الحزب كانا يطاردان السيارة المفخخة بعد الاشتباه بها.

واثر التفجير، عمد اهالي اللبوة الواقعة بين عرسال والنبي عثمان، الى وضع سواتر ترابية على الطريق بين اللبوة وعرسال، وتعد هذه الطريق المنفذ الرئيسي لعرسال نحو باقي المناطق، ويقول الحزب ان السيارات التي استهدفت مناطق نفوذه، فخخت في مدينة يبرود السورية ودخلت الاراضي اللبنانية عبر عرسال. بحسب فرانس برس.

في غضون ذلك، يستمر التوتر في مدينة طرابلس على خلفية النزاع السوري، بين منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة، وجبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام، وقال مصدر امني ان حصيلة المواجهات المستمرة، وبلغت 12 قتيلا بينهم عسكري من الجيش اللبناني، اضافة الى 80 جريحا بينهم 17 جنديا، واصيب اربعة اشخاص بسبب اعمال القنص، واصيب عسكريان بجروح "باستهداف سيارة عسكرية كانا في داخلها بالقرب من منطقة القبة (في شرق المدينة)، من خلال القاء مجهولين قنبلة لدى مرورها"، بحسب المصدر الأمني، وشهدت طرابلس منذ اندلاع النزاع السوري منتصف آذار/مارس 2011، سلسلة من جولات العنف والتفجيرات التي ادت الى مقتل المئات.

احتواء امتداد العنف

الى ذلك سقطت صواريخ على بلدة ذات أغلبية شيعية قرب حدود لبنان وفجرت قوات الأمن سيارة يشتبه بأنها ملغومة في إطار سعيها الحثيث لاحتواء العنف الطائفي الذي يؤججه هجوم للجيش السوري قبالة الحدود، وكان سقوط الصواريخ على بلدة اللبوة أحدث هجوم على هدف شيعي داخل لبنان، وأدت هزيمة مقاتلي المعارضة السورية في يبرود إلى تدفق اللاجئين والمقاتلين عبر الحدود إلى بلدة عرسال في سهل البقاع اللبناني وبعد ذلك بساعات استهدف تفجير سيارة ملغومة انتحاري معقلا محليا لجماعة حزب الله الشيعية.

وتنجر المنطقة الحدودية باطراد إلى لهيب الصراع الدائر منذ ما يزيد على ثلاث سنوات في سوريا حيث تستهدف القوات السورية وسلاحها الجوي قواعد المعارضة المسلحة على الحدود ويطلق مسلحون يعتقد أنهم من مقاتلي المعارضة السورية صواريخ على البلدات الشيعية لمعاقبة حزب الله على دعمه للرئيس بشار الأسد، لكن هزيمة قوات المعارضة في يبرود قد تؤدي إلى تفاقم التوتر الطائفي في شتى أنحاء لبنان كما قد تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في سهل البقاع في ظل وضع مضطرب بالفعل.

وفي بلدة العين القريبة من الحدود قال طلال محيي الدين (35 عاما) وهو صاحب متجر "الكل خائف بشأن المستقبل، إنهم يخشون ان يثير المسلحون الذي فروا بعد سقوط يبرود متاعب هنا"، وقال في إشارة إلى شوارع البلدة الخاوية والمنازل والمتاجر "لا يغادر أحد منزله، الجميع في حالة استنفار"، والتقى رئيس الوزراء تمام سلام بقائد الجيش العماد جان قهوجي وقال بيان من مكتبه إنه طلب من قيادة الجيش "اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لضبط الاوضاع في المناطق البقاعية الحدودية".

وعندما سقطت الصواريخ على بلدة اللبوة ذات الأغلبية الشيعية وتقع على بعد نحو ثمانية كيلومترات من بلدة عرسال السنية اتخذ مسلحون مواقع في الشوارع ووجهوا بنادقهم شرقا باتجاه الحدود الجبلية مع سوريا، وقفز آخرون إلى سياراتهم وانطلقوا بها في حين دوت أبواق مركبات الطوارئ، وقال الجيش في بيان إن اربعة صواريخ في المجمل سقطت على المنطقة مما أدى إلى إصابة شخص، وفجرت قوات الأمن في وقت سابق سيارة يشتبه بأنها ملغومة ومشطت بلدة الفاكهة بحثا عن الأشخاص الذين وضعوها.

وقتل شخص في البلدة نفسها بعد سقوط عدة صواريخ قادمة من محيط عرسال، وبينما كانت الجرافات تزيل الانقاض والزجاج المتناثر من موقع الانفجار سخر المارة مما وصفوهم "بالارهابيين" وهو المصطلح الذي تستخدمه الحكومة السورية وحزب الله لوصف مقاتلي المعارضة السورية، وقالت ساكنة تدعى منى طايع (48 عاما) وتعمل في الزراعة مثل كثيرين في المنطقة "هؤلاء الارهابيون لا دين لهم، لا يعرفون الله."

وشككت في إمكانية استعادة الجيش اللبناني للأمن على أراضيه قائلة إن المهمة تقع إلى حد كبير على عاتق حزب الله، وأضافت "الجيش اللبناني يساعد ولكن بقدر استطاعته."

كانت يبرود آخر معقل لمقاتلي المعارضة السنة على الجانب السوري من الحدود وأدى سقوطها في أيدي الجيش السوري ومقاتلي حزب الله إلى احتفالات في ضاحية بيروت الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية يشوبها خوف من التعرض لهجمات انتقامية وشيكة، وقام ما يزيد على 100 شاب بعرض على دراجاتهم النارية في شوارع المنطقة ملوحين بأعلام حزب الله ومطلقين أبواق دراجاتهم وذبحت بعض الأغنام أمام مسجد.

لكن بعد ساعات انتشر مقاتلو حزب الله في الشوارع عقب وقوع التفجير الانتحاري في البقاع، وسد جنود الجيش مداخل الضاحية وتراكمت السيارات في صفوف طويلة عند حواجز التفتيش القليلة حيث تعرضت السيارات لتفتيش دقيق، ورغم حالة التوتر استبعد السكان القريبون من الحدود نشوب حرب جديدة في لبنان جراء الصراع السوري ووصفوا الوضع بأنه ليس أكثر من مشكلة أمنية تواجه السلطات.

وقال أكرم شماس (43 عاما) صاحب متجر في اللبوة إنه يتوقع المزيد من التفجيرات بسيارات ملغومة في لبنان بعد سقوط يبرود لكنه استبعد اندلاع حرب شاملة، وأضاف "لو كانت ستحدث حرب أهلية لكانت قد وقعت بعد معركة القصير" في إشارة إلى بلدة اخرى كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب لبنان واستعادتها قوات الأسد بمساعدة حزب الله العام الماضي.

وفي سهل البقاع فجر الجيش سيارة ملغومة على بعد خمسة كيلومترات تقريبا شمالي موقع تفجير الانتحاري، وشوهدت بقايا السيارة المحترقة في بستان من أشجار اللوز على سفح تل على مشارف بلدة الفاكهة الصغيرة، وكانت مركبات الجيش من طراز همفي المزودة برشاشات ثقيلة تتحرك على قمة التل والجنود اللبنانيون بملابس الميدان يجوبون الحقول والبلدة ويتخذون مواقع على جوانب الطرق بحثا عن الرجال الذين كانوا في السيارة.

وفي مدينة طرابلس في الشمال قالت مصادر أمنية إن الجيش اشتبك مع مقاتلين أطلقوا صواريخ على مواقع عسكرية في المدينة الساحلية، وقتل 12 شخصا في اشتباكات استمرت أربعة أيام نتيجة للتوتر في المدينة بين السنة وأبناء الأقلية العلوية، وخلال اللقاء مع العماد قهوجي أعطى رئيس الوزراء اللبناني توجيهاته إلى قيادة الجيش "باعتماد الحزم مع المخلين بالأمن في عاصمة الشمال وعدم التهاون مع أي جهة تعرض للخطر استقرار المدينة وحياة أبنائها وممتلكاتهم وأرزاقهم".

خطة للمساعدة

من جهة اخرى تتأهب فرنسا لوضع خطة بمليارات الدولارات للمساعدة في تحديث القوات المسلحة اللبنانية في إطار مساع دولية لتحقيق الاستقرار للبلد الذي تأثر بعواقب الحرب الأهلية السورية الدائرة على أبوابه، واجتمعت المجموعة الدولية لدعم لبنان في باريس لتدبير المزيد من المساعدات لنحو مليون لاجئ سوري في لبنان وإنشاء صندوق لتخفيف حدة التداعيات الاقتصادية للحرب السورية.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "هدف هذه المجموعة هو تحاشي امتداد خلافاتنا بشأن سوريا إلى لبنان، فهذا الاجتماع سيقدم الدعم للجيش والاقتصاد وأزمة اللاجئين"، وكان لبنان مازال يكافح للتغلب على آثار حربه الأهلية التي استمرت من 1975 إلى عام 1990 عندما تفجر صراع أكبر بكثير في سوريا عام 2011 ليجدد انقسامات مذهبية تتجاوز الحدود المشتركة بين البلدين، ومنذ مارس آذار الماضي تدير حكومة تسيير أعمال لبنان الذي يشهد صراعا على السلطة بين أحزاب مؤيدة لحزب الله الشيعي وكتلة منافسة تتزعمها الطائفة السنية وفاقم هذا الصراع تأييد الجانبين لطرفي الحرب في سوريا.

وفيما بدا أنه انفراجه مؤخراً استطاع رئيس الوزراء تمام سلام حشد ائتلاف من زعماء مختلف التيارات السياسية، لكن عرقل هذا الائتلاف خلافات حول إصدار بيان سياسي لابد من الاتفاق عليه قبل اقتراع بالثقة على الحكومة في البرلمان، لكن اجتماع باريس سيكون بحضور وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن فرنسا والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين.

ودعيت السعودية لحضور الاجتماع، وكانت الرياض تبرعت بمبلغ ثلاثة مليارات دولار في ديسمبر كانون الاول لتطوير القوات المسلحة وطلبت من فرنسا تزويد الجيش اللبناني بأسلحة بجزء كبير من هذا المبلغ، ولم تذكر أي دولة من الدول الكبرى في مجلس الامن ما هي على استعداد لتقديمه رغم أن واشنطن سبق أن قدمت مساعدات للجيش اللبناني.

وسيوجه الرئيس اللبناني ميشال سليمان نداء عاما طلبا للمساعدة في الاجتماع الذي يسبق انتخابات رئاسية تسبق انتهاء فترته في مايو أيار، والجيش اللبناني من المؤسسات القليلة التي لم تعوق الانقسامات الطائفية عملها لكنه مجهز بعتاد لا يسمح له بالتصدي للجماعات المتشددة المحلية وخاصة حزب الله، وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "الجيش عتيق ولديه خطة خماسية للتحديث، تنسيق قائمة الرغبات يرجع للبنانيين".

وقالت المصادر الدبلوماسية إن فرنسا ستورد عتادا للجيش اللبناني يشمل معدات اتصال وطائرات هليكوبتر ودبابات وصواريخ طويلة المدى مضادة للدبابات، وربما تسعى السعودية لدعم الجيش لمواجهة حزب الله أقوى الجماعات المسلحة في لبنان والذي تموله ايران، وحزب الله وايران هما الحليفان الرئيسيان في الخارج للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية الدائرة منذ ثلاث سنوات. بحسب رويترز.

وكافح لبنان بحكومته الضعيفة وبنيته التحتية المهترئة حتى من قبل نشوب الأزمة السورية قبل ثلاث سنوات من أجل دعم اللاجئين الذين رفعوا عدد السكان إلى أربعة ملايين نسمة، ويقدر البنك الدولي أن لبنان سيحتاج إلى 2.6 مليار دولار على ثلاث سنوات لمعالجة مسألة اللاجئين، وكانت الدول الغربية ترفض المساعدة بمنح الحكومة اللبنانية أموالا مباشرة نظرا للاضطرابات الداخلية.

وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي إنه بالإضافة إلى ذلك سيطلق اجتماع باريس صندوقا بالبنك الدولي لدعم مشروعات تنمية في التجمعات العمرانية اللبنانية التي تعاني من تدفق اللاجئين، وستبلغ قيمة الصندوق في البداية 50 مليون دولار من البنك الدولي ومنح من النرويج وفنلندا، وقال فريد بلحاج مدير شؤون العراق وسوريا وايران ولبنان والاردن في البنك الدولي "دول كثيرة تثير ضجة هذه الأيام (بخصوص المساهمات)، وأملنا أن يكون الصندوق عاملا محفزا لمزيد من الأموال مستقبلا".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/آذار/2014 - 19/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م