مقاتلو أوربا في سوريا.. إرهاب ينقلب على داعميه

 

شبكة النبأ: لدى الاتحاد الأوربي قلق حقيقي يتعلق بأمنه القومي من هجمات إرهابية محتملة قد يشنها ارهابيون شاركوا الجماعات والمنظمات المتطرفة القتال في سوريا، بعد ان تمكنوا من السفر بطريقة او أخرى من بلدانهم الاوربية نحو جبهات القتال على الأراضي السورية عبر شبكات جهادية عالمية تؤمن عملية التجنيد والنقل والتدريب والأمور اللوجستية الأخرى تحت مسميات خيرية او واجهات دينية.

حيث باتت عودة الإرهابيين الى أوربا مسجل خطر يهدد المصالح الأوربية على مختلف الأصعدة، حيث يرى الكثير من المحللين ان هذا التهديد الأمني المضطرد في أوربا، هو نتيجة للسياسة التخبط  المتبعة في مواجهة وتوجيه الارهاب من السلطة الأوربية، وخاصةً عملية تجنيد ودعم بعض المجاميع الإرهابية بصور غير مباشرة وزجهم في الحرب السورية، لكن تظهر التطورات الأخيرة بالانتصارات التي حققها الجيش السوري على حساب هذه المجاميع الإرهابية انقلب الإرهاب على داعمي الإرهاب، مما شكل تهديدا مباشرا لأمن الاتحاد الاوروبي الذي يستعد للتصدي المقاتلين الاوروبيين الاسلاميين العائدين من سوريا.

وقد شكلت العديد من الدول الاوربية غرف عمليات مشتركة من اجل تبادل المعلومات الأمنية، منها ما أعلنه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عقب قمة مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان البلدين سيجريان عمليات مشتركة لرصد تحركات هؤلاء الجهاديين، عقب قمة في قاعدة برايز نورتون الجوية في مقاطعة اوكسفوردشير جنوب إنكلترا، وقال كاميرون "نحن كذلك قلقون من التهديد الارهابي الذي شكله هذا النزاع المستمر على بلدينا"، واضاف "لقد اتفقنا على العمل معا لمعالجة المخاطر الامنية التي يشكلها المواطنون البريطانيون والفرنسيون الذين يتوجهون الى سوريا للقتال كجهاديين ويسعون بعد ذلك الى العودة الى هنا".

وكشف هولاند عن ان 700 شخص غادروا فرنسا للقتال في سوريا، ويقدر المركز الدولي لدراسة التطرف في جامعة كنغز كوليدج في لندن ان ما بين 200 و366 بريطانيا توجهوا الى سوريا للمشاركة في النزاع، وقال هولاند ان "الحركات المتطرفة والاصولية تخدم النظام والعكس صحيح"، واضاف "هناك شباب يعيشون في بلدينا ويذهبون (الى سوريا) ويتم استغلالهم ويتوجهون الى ساحات القتال"، واضاف "سنقيم تعاونا من اجل تجنب تأثر الشباب بهذه الدعاية الاعلامية، وسنتمكن كذلك من مراقبة تحركاتهم ومحاولة منعهم".

ويبدو ان التهديد بهجمات محتملة والذي صدر من اعلى القيادات في الاتحاد الأوربي، ينذر بخطر وشيك استدعى التدخل والعمل على تفعيل الإجراءات الاحترازية، سيما وان الكثير من اللذين ذهبوا الى "ساحات الجهاد"، على حد زعمهم، استخدموا طرقاً وأسباب مموهة، قد تصعب مهمة الدول الاوربية (وبالأخص بريطانيا وفرنسا التي غادرها أكبر عدد من المقاتلين الى سوريا) في تحديد المتطرفين، وبالتالي من الممكن تحولهم الى خلايا نائمة قد تتحول الى التطرف اذا سنحت لها الفرصة المواتية، كما يشير المحللون.

تهديد حقيقي

فقد قال مسؤولون بالمخابرات الألمانية إن ألمانيا تواجه تهديدا متزايدا من التعرض لهجمات بسبب عودة نحو 12 متشددا ألمانيا بعد مشاركتهم في الصراع في سوريا واكتسابهم معرفة متقدمة باستخدام الأسلحة وصنع القنابل، وقال هانس جورج ماسن رئيس وكالة المخابرات الداخلية الألمانية إن نحو 300 مواطن ألماني غادروا إلى سوريا للانضمام للمسلحين الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد منذ بدء الصراع في 2011 وأن أكثر من 20 منهم لقوا حتفهم هناك، وأضاف "نحن على علم بوجود نحو 12 شخصا كانوا نشطين في الصراع في سوريا، ومن ثم يزداد خطر شن هجوم إرهابي في ألمانيا".

وقالت الوكالة إن نحو عشرة بالمئة ممن سافروا إلى سوريا كانوا قد اعتنقوا الإسلام وإن سبعة في المئة منهم نساء، وتابعت أن ما بين 20 و30 فردا عادوا إلى ألمانيا من الشرق الأوسط ويخضعون للمراقبة، وأضافت أن 12 من هؤلاء يعتبرون مصدر خطورة، وقال مسؤول ثان طلب عدم نشر اسمه "لا أستبعد أن يخططوا لهجمات".

وذكرت وكالة المخابرات الداخلية أن هناك علامات على أن أشخاصا كانوا قد عادوا من سوريا الى مدن أوروبية أخرى بدأوا التخطيط لهجمات لكن جرى إحباط هذه الخطط، ويعتقد أن نحو ألفي شخص غادروا دولا أوروبية إلى سوريا، وانضم معظمهم لجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام وهما جماعتان معارضتان متشددتان قريبان من القاعدة ويعتبرهما الغرب أخطر الجماعات المتشددة في سوريا.

واعتقلت بريطانيا أربعة أشخاص بينهم سجين سابق في جوانتانامو للاشتباه بضلوعهم في أعمال ارهابية تتصل بالصراع في سوريا، واعتقلت الشرطة البريطانية بالفعل 16 شخصا للاشتباه بارتكابهم مثل هذه الجرائم وبعضهم يبلغ من العمر 17 عاما مقابل 24 شخصا اعتقلوا لنفس الأسباب طوال 2013.

فيما اعتبر جهاز الاستخبارات الخارجية النروجي ان "التهديد الارهابي" ضد النروج سيتفاقم في العام الجاري نتيجة للنزاع السوري، الذي شارك او يشارك فيه عشرات الرعايا من الدولة الاسكندينافية، وشارك او يشارك 40 الى 50 شخصا على الاقل على علاقة بالنروج في المعارك ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد وقد يعودون متمرسين في القتال ومتشددين، على ما افاد الجهاز في تقريره السنوي لتقييم التهديدات. بحسب فرانس برس.

وصرح رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية النروجي الجنرال كيال غراندهاغن "نستخلص من ذلك ان التهديد سبق ان تفاقم وانه سيواصل التفاقم عام 2014" مشيرا الى ان هؤلاء "الجهاديين" غالبا ما ينشطون في صفوف الجماعات الاسلامية الاكثر تشددا على غرار الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، فيما يتعلق باوروبا بمجملها، يقدر عدد المشاركين في النزاع في سوريا بحوالى الفي شخص، بحسب الضابط الذي لم يذكر مصدر هذا التقييم.

كذلك اكدت صحيفة فيردنس غانغ النروجية ان حوالى 10 نساء غادرن النروج في الاشهر الـ18 الفائتة لدعم المعارضة السورية، وفي اواخر 2013 شكل تناولت الصحافة بكاملها في النروج مصير مراهقتين نروجيتين غادرتا خلسة الى سوريا للمشاركة في الجهاد، وبعد عدة اسابيع عثر والد الشقيقتين الصوماليتي الاصول البالغتين 16 و19 عاما عليهما سليمتين.

من جانبه قال قاض كبير في مجال مكافحة الارهاب ان عددا متزايدا من الشبان الفرنسيين يغادرون البلاد للانضمام إلى الجماعات الاسلامية المقاتلة في سوريا مع عودة الموجة الاولى من المتطوعين الى البلاد وقيامهم بحملة مكثفة لتجنيد الفرنسيين للجهاد، وتسعى عدة دول في اوروبا الغربية جاهدة لاحتواء اتجاه شهد سفر قرابة الفي شاب الى سوريا لقتال حكومة الرئيس بشار الاسد منذ بدء الانتفاضة قبل ثلاثة اعوام تقريبا.

واصبحت فرنسا التي تضم أكبر عدد من المسلمين في اوروبا مركزا رئيسيا للتجنيد وتسعى السلطات القضائية جهدها لاحتواء موجة جديدة من سفر المتطوعين من الشبان الصغار الذين لا يتجاوز عمر بعضهم 15 عاما، وقال مارك تريفيديك وهو قاضي تحقيق متخصص في مكافحة الارهاب والتشدد الاسلامي "احداث كبرى مثل استخدام الغازات الكيماوية دفعت كثيرا من الناس" للانضمام للجماعات الاسلامية في سوريا.

واضاف "لكن يوجد ايضا عامل واضح للغاية يسرع هذه العملية وهو ان الجيل الاول من المجندين عادوا الى الوطن لجلب أصدقائهم"، وكان الرئيس فرانسوا اولوند حذر من هذا الموضوع في يناير كانون الثاني عندما قال ان نحو 700 شخص غادروا فرنسا الى سوريا، ويتعارض ذلك العدد فيما يبدو مع تقدير سابق لوزير داخليته الذي قال ان عددهم 250.

وقال تريفيديك ان التناقض إنما هو بين عدد المواطنين الفرنسيين الذين يعرف أنهم يقاتلون في سوريا وبين العدد الاكبر من الاشخاص الذين يعبرون فرنسا في طريقهم الى تركيا لعبور الحدود مع سوريا، وتابع "حدث انفجار (في اعداد المجندين) عندما عاد ذلك الجيل الاول الى الوطن، وبمجرد عودتهم يتوقون إلى الرجوع الى هناك" مضيفا ان الموجات الاخيرة شملت مجندات غادرن البلاد للزواج من جهاديين.

ووضعت محكمة فرنسية شابين احدهما لا يتجاوز 15 عاما قيد التحقيق الرسمي الشهر الماضي للاشتباه في تخطيطهما لأعمال ارهابية بعد أن اعتقلا في تركيا في طريقهما الى سوريا وهي خطوة انتقدها محاميهما واعتبرها لا تستند إلى أساس قانوني.

وقال تريفيديك انه يفضل منع المجندين الذين يعتزمون الانضمام للجماعات الاسلامية في سوريا من مغادرة فرنسا، واضاف ان الذين يعودون يستجوبهم محققو مكافحة الارهاب ويوضعون تحت المراقبة اذا كانوا قد انضموا لجماعات متشددة او اكتسبوا خبرة قتالية، ولا يرى تريفيديك أن احتمال وقوع اعمال ارهابية في فرنسا خطر فوري لكنه قال انه سيصبح خطرا وشيكا في الاجل المتوسط مع تزايد شعور المقاتلين بالإحباط بخصوص إمكان اقامة دولة اسلامية في سوريا.

غير ان تريفيديك قال ان القمع القانوني ليس كافيا وحده لوقف النزوح إذ لا بديل حاليا امام الاباء الذين يشكون في تحول ابنائهم الى التشدد سوى إبلاغ الشرطة واجهزة الامن الداخلي، واضاف "الامور تزداد سوءا لذلك علينا ان نعالج الاسباب" مشيرا الى مساعدة هيئات المجتمع المدني في رصد الافراد الذين تحولوا الى التشدد واثنائهم عن ذلك.

وانتقد فكرة تجريد المتطوعين للقتال في سوريا من جنسيتهم مثلما اوصت الحكومة البريطانية لان ذلك سيؤدي الى ايجاد مجموعة اشخاص عديمي الجنسية يكونون اكثر ميلا لمهاجمة الحكومات الغربية، وقال "ما دام نظام بشار قائما وما دامت الجماعات الجهادية تعتقد ان هناك فرصة للإطاحة به وانشاء دولة إسلامية، فستركز قوتها في سوريا، وستصبح الامور اكثر خطورة عندما يخيب املهم في ذلك".

إجراءات احترازية

الى ذلك اعلنت الشرطة البريطانية توقيف معتقل سابق في غوانتانامو وثلاثة اشخاص اخرين في بريطانيا للاشتباه بقيامهم "بجرائم ارهاب على علاقة بسوريا"، واوقف معظم بيغ (45 عاما) لأنه "شارك في معسكر تدريب ارهابي وسهل الارهاب في الخارج"، بحسب الشرطة، وكان بيغ معتقلا في معسكر غوانتانامو الاميركي لحوالي ثلاث سنوات بعد توقيفه في باكستان عام 2002، وافرج عنه عام 2005 من دون توجيه اي اتهام له.

وبيغ ناشط حاليا في منظمة كيج التي تنفذ حملة لدعم ضحايا "الحرب على الارهاب" بحسب ما تعلن، وصرحت متحدثة باسم الشرطة "يمكننا ان نؤكد ان معظم بيغ اوقف"، علما انه ليس معهودا لدى قوى الامن البريطانية ان تعلن اسماء الموقوفين قبل توجيه تهمة لهم، وتابعت "نؤكد اسمه استباقا لاهتمام الاعلام به، انه توقيف وليس اتهاما، وكشف هويته لا يعني انه مذنب"، كما اوقف رجل في السادسة والعشرين وامرأة في الرابعة والاربعين وابنها وعمره 20 عاما بتهمة "تسهيل الارهاب في الخارج".

واكدت الشرطة ان هذه التوقيفات جرت جميعها بالقرب من برمنغهام وسط بريطانيا، وهي "على صلة بسوريا"، وصرح المسؤول في الشرطة شون ادواردز ان جميع الموقوفين على صلة ببعضهم، وان كانوا لا يشكلون "خطرا وشيكا على الامن العام"، وتم الاستماع الى اقوال المتهمين فيما قامت وحدة مكافحة الارهاب في الشرطة المحلية بمداهمة منازلهم، وتفيد اخر الارقام الرسمية ان 400 شخص مقيمين في بريطانيا توجهوا خلال السنتين الماضيتين الى سوريا للقتال وان نصفهم عاد الى بريطانيا.

ومنتصف شباط/فبراير، قال وزير الدولة البريطاني للهجرة والامن جيمس بروكنشير ان هؤلاء يشكلون "مشكلة امنية كبيرة" في البلاد، وفي كانون الثاني/يناير وحده تم توقيف 16 شخصا بتهم ارهابية على صلة بسوريا في بريطانيا، مقابل 24 طيلة عام 2013، وبداية شباط/فبراير، قال جهاديون انه لأول مرة نفذ بريطاني عملية انتحارية في سوريا، وفتشت الشرطة بعدها منزلا في جنوب بريطانيا في اطار التحقيق حول الانتحاري المفترض.

كما اعلنت النيابة العامة في غرونوبل بشرق فرنسا توقيف فتاة فرنسية تبلغ من العمر 14 عاما كانت على وشك السفر الى تركيا بقصد "الالتحاق بالجهاد" في سوريا، وذلك بعدما ابلغ والداها السلطات بأمرها، وقال المدعي العام في غرونوبل جان-ايف كوكيا "لقد ابلغنا بالأمر من قبل والدها الذي ارسلت اليه الفتاة رسالة نصية قصيرة تبلغه فيها بانها تعتزم مغادرة فرنسا للالتحاق بالجهاد".

ولم يسم المدعي العام البلد الذي كانت الفتاة تعتزم "الجهاد" فيه، لكنه اوضح انها اعتقلت في مطار ليون (شرق) حيث كانت على وشك ان تستقل طائرة متجهة الى تركيا، وبحسب المعطيات الاولية للتحقيق فان الفتاة اشترت تذكرة سفر ذهاب لتركيا دون اياب ودفعت ثمنها نقدا من اموال سحبتها من حسابها المصرفي، وكان بحوزتها ايضا جواز سفرها، واوضح المدعي العام ان الفتاة "كان لديها مال في حسابها، لقد ذهبت الى شركة سفريات اولى لكن الشركة رفضت بيعها تذكرة، الشركة الثانية وافقت".

واضاف ان الفتاة موقوفة حاليا في مركز ايواء وهي لا تزال تنكر الوقائع المنسوبة اليها، واوضح ان والدي الفتاة ابلغا السلطات باختفائها بعدما ذهبت الى المدرسة ولم تعد، وفي 31 كانون الثاني/يناير اعتقلت السلطات في تولوز (جنوب فرنسا) مراهقين فرنسيين آخرين سافرا الى تركيا ومنها الى سوريا حيث التحقا بجماعة اسلامية قبل ان يعودا الى بلدهما حيث مثلا امام قاضية متخصصة في قضايا الارهاب وجهت الاتهام الى اصغرهما وهو امر يندر حدوثه في قضايا الاحداث، وبحسب مسؤول في وزارة الداخلية الفرنسية فان سفر شبان فرنسيين الى سوريا "للجهاد" بات ظاهرة "تزداد اتساعا" وتطال حاليا 700 شخص بينهم 40 شخصا على الاقل موجودين حاليا في سوريا.

من جانبها اعلنت وزارة الداخلية الاسبانية الكشف في اسبانيا والمغرب عن خلية لتجنيد الجهاديين وارسالهم للقتال في سوريا مع اعتقال سبعة اشخاص في البلدين بينهم فرنسيان، واوضحت الوزارة في بيان ان "اربعة اشخاص اعتقلوا في اسبانيا، ثلاثة في مليلية وواحد في ملقة بينهم مسؤول الخلية، وثلاثة اعتقلوا في المغرب" مؤكدة ان العملية نفذتها الشرطتان الاسبانية والمغربية معا، وفي مليلية، الجيب الاسباني في الاراضي المغربية، اعتقلت الشرطة اضافة الى زعيم الخلية فرنسيين، بول كاديك وفريد الشيخ "كانا بصدد التوجه الى سوريا للجهاد".

واعلنت الوزارة انها "اكبر خلية لإرسال المقاتلين الجهاديين الى سوريا ومناطق نزاع اخرى"، واعربت الوزارة عن ارتياحها معتبرة انها "ضربة قاسية لشبكات ارسال الجهاديين" مشيرة الى ان هذه الخلية كانت تجند عناصرها عبر الانترنت، واضاف البيان ان العملية ما زالت مستمرة ما قد يؤدي الى اعتقالات أخرى، وفي بيان منفصل اعلنت السلطات المغربية اعتقال ثلاثة اشخاص في مدينة العروي المغربية (عشرين كلم جنوب مليلية).

واوضحت وزارة الداخلية المغربية ان "العقل المدبر" للخلية اقام لفترة في العروي قبل التوجه الى مليلية من حيث تمكن من "ارسال مجموعة متطوعين من مختلف الجنسيات للقتال في مالي وسوريا وليبيا"، واضافت ان الرجل كان "ايضا يجمع تبرعات مالية ضخمة يرسلها الى المنظمات الارهابية" وانه كان على "علاقة وثيقة" مع عناصر "خلية تم تفكيكها في تشرين الثاني/نوفمبر 2012".

المغرب، المهدد مباشرة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي كما ورد في شريط فيديو بث السنة الماضية، يعلن بانتظام تفكيك "خلايا ارهابية" ولا يخفي قلقه من تجنيد الشبان لارسالهم الى جبهات القتال وخاصة الى سوريا قبل العودة الى المملكة، واكدت وزارة الداخلية المغربية ان ذلك "يدل بوضوح على اصرار القاعدة والمجموعات الموالية لها على النيل من استقرار المملكة وحلفائها".

وجرى تفكيك الخلية بعد ثلاثة ايام من الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 اذار/مارس 2004 في اسبانيا حيث حذر وزير الداخلية خورخي فرنانديث دياث في هذه المناسبة من "خطر محدق" بالبلاد المهددة بهجمات جديدة، واكد الوزير ان المركز الوطني لتنسيق مكافحة الارهاب يعتبر مخاطر قيام اسلاميين بتنفيذ هجمات في اسبانيا "كبيرة جدا"، واضاف "من الواضح ان اسبانيا ضمن اهداف الجهاد العالمي الاستراتيجية، لسنا بمفردنا بطبيعة الحال لكننا متأكدين اننا مستهدفون".

وقال دياث ان "اسبانيا مذكورة في عدد من بيانات القاعدة وفروعها المحلية مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وفروعها التي تقاتل نظام" بشار الأسد، واكد انه منذ 2004 اعتقل 472 اسلاميا متطرفا في اسبانيا بينما اعتقل 105 قبل تلك السنة مضيفا ان عدد عناصر قوات مكافحة الارهاب "تضاعف خمس مرات" منذ 2004 ليبلغ 1800 عنصر حاليا، وفي نيسان/ابريل 2012 وتشرين الثاني/نوفمبر 2013، انطلق عشرون جهاديا تتراوح اعمارهم بين 15 و49 سنة من اسبانيا الى سوريا وهم تسعة مغاربة مقيمين في ملقة، جنوب اسبانيا وخيرونا في كاتالونيا (شمال شرق) وسبتة و11 اسبانيا كلهم تقريبا من مواليد سبتة، وفق معهد الدراسات الاستراتيجية الاسباني "الكانو".

بدورها سحبت هولندا خلال الاشهر الاخيرة جوازات سفر عشرة شبان اشتبهت في عزمهم التوجه الى سوريا للقتال الى جانب الاسلاميين المتشددين، وفق ما افاد المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، وقال المتحدث باسم المركز يواخيم فان اوبسال "هذه وسيلة ناجعة لمنعهم من المغادرة" الى سوريا، مؤكدا ان هذه الاجراءات شملت رفض تمديد مهلة جوازات سفر او الغاء صلاحية جوازات سفر صالحة.

واضاف المتحدث "نعتقد انهم في حال ذهبوا الى سوريا، فإنهم سيعودون معبئين جراء خبرتهم في مناطق الحرب لكن ايضا متشددين مع المام اكبر بالأسلحة وهذا الامر قد يكون خطيرا"، ومن هذا المنطلق، يمكن للبلديات التي يتم اخطارها من جانب احد افراد عائلات هؤلاء الراغبين في الانتقال للقتال في سوريا او من الشرطة او اجهزة الاستخبارات، ان ترفض اصدار جواز سفر جديد او تلغي جوازا صالحا، لكن الشبان يحتفظون ببطاقات هوياتهم التي تتيح لهم السفر في اوروبا.

واشار فان اوبستال الى انه "من الصعب السير نحو سوريا، لذلك فهم بحاجة لوسائل نقل ولجواز سفر للقيام بالجهاد"، الا ان الشبان المعنيين بهذه الاجراءات بإمكانهم الطعن بهذا القرار امام القضاء الهولندي و"يتم تقييم وضعهم دوريا" بحسب المتحدث الذي اضاف انه "في حال كنا نعتقد انهم احجموا عن فكرة الذهاب الى سوريا للقتال، فانهم سيستطيعون الحصول على جواز سفر".

وبحسب صحيفة دي تلغراف الواسعة الانتشار، فإن من بين هؤلاء الشبان فتاة في سن الـ18 عاما من منطقة ماستريخت جنوب هولندا، وكشفت هذه الشابة عن عزمها الذهاب الى سوريا برفقة زوجها عبر مواقع تواصل اجتماعي، واكدت الصحيفة ان الفتاة تعتزم الطعن بالقرار امام القضاء، وبحسب القانون الهولندي، من الممكن سحب جواز سفر او رفض منحه اذا ما كان "ثمة اسباب منطقية للاعتقاد بان احدهم يعتزم القيام بأعمال خارج المملكة (الهولندية) تهدد امنها او مصالحها الحيوية".

وعمد المركز الوطني لمكافحة الارهاب الى زيادة مستوى التأهب في هولندا العام الماضي بسبب الخطر الذي يمثله الاسلاميون العائدون من سوريا، وبحسب تعداد للحكومة الهولندية في تشرين الثاني/نوفمبر، فإن حوالى مئة هولندي انتقلوا الى سوريا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 19/آذار/2014 - 16/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م