ظهر الدكتور إياد علاوي كحليف مستمر للمملكة العربية السعودية
الحانقة على غريمه التقليدي رئيس الحكومة الحالية السيد نوري المالكي،
كان ذلك جليا في رده على تصريحات المالكي التي إتهم فيها المملكة بدعم
الإرهاب وتبنيه، وبدا علاوي حريصا على دفع التهمة عن الرياض متهما
المالكي بما كان يكرره في العادة عن السياسة المحبطة والإدارة السيئة
لشؤون الدولة، منوها الى إنه مايزال يبحث عن حلفاء في الأوساط الشيعية
بعد إنفصام عرى التحالف السني فيما كان يطلق عليه القائمة العراقية
التي كانت مكان التجمع المفضل للقوى السياسية الطامحة لإعادة الهيبة
للوجود السني المتداع بعد العام 2003.
لكن هل نجح السيد علاوي وبقية شركائه في تحقيق ولو بعض النجاحات
التي قد تقنع المملكة بأن إستراتيجيتها في العراق ماتزال فاعلة لمواجهة
إيران المتحفزة وحلفائها الشيعة الأقوياء؟
السلوك السعودي والتصريحات المتشنجة من الرياض وحلفائها في بغداد ضد
المالكي ووصف الإعلام السعودي للجيش العراقي بجيش المالكي وحتى إعتباره
موظفا تابعا لإيران، موحية لجهة عدم التأكد من ذلك النجاح. فماتريده
إيران هو الذي يتحقق في النهاية، وليس للمملكة سوى قدرة التعطيل، كما
في التجربة العراقية منذ التغيير وللحظة، وتشير تصريحات علاوي وهجومه
الأخير على المالكي الى بقاء الرهان السعودي على قوة سياسية يمثلها
جنوح علاوي الى الإعلان عن نفسه كمرشح وطني عابر للمذهب ليحكم العراق،
مع بقاء نوع من الرهان على القوى السنية المبعثرة لعلها أن تجني نجاحات
في مواضع من ساحة الحرب المستعرة بين الطرفين على المستوى المحلي، وعلى
مستوى تأثير طهران والرياض.
علاوي يدخل إنتخابات مجلس النواب العراقي في نهاية أبريل المقبل بعد
أن كان نزع الرداء الشيعي، ثم نزعه للعباءة السنية مع وجود إشارات الى
إنها نزعت عنه كرها إثر التحول في المشهد السياسي وميل الأطراف كافة
الى التخندق الطائفي، يدخل وهو في رغبة للعودة جامحة ليقود الحكومة وهو
الأمر الذي يبدو بعيد المنال لأسباب يعرفها هو وغيره من المنافسين،
وحتى الحلفاء من الطائفتين.
لكن المؤكد إن الرياض مايزال لديها بعض الرهان على السيد علاوي،
فالمالكي يشكل غصة لايبدو إنها ستنتهي بسرعة. |