رياضيون تجمعهم المنافسة ويفرقهم نهم الأموال

 

شبكة النبأ: ربما تكون المنافسة بين الرياضيين في حصد الفوز والمراتب المتقدمة من اهم مضامين الرسالة الرياضية التي حظيت بمتابعة الملايين حول العالم، إضافة الى تعدد أنواع الرياضات واختلاف شعبيتها بحسب تفافة الشعوب ومدى تعلقهم برياضة دون الأخرى.

وقد برز على طول مضمار الألعاب الرياضية ومختلف البطولات العالمية العديد من الرياضيين اللذين حققوا إنجازات وصف بعضها بالمستحيل، كما وصل بعضهم الاخر الى شهرة واسعة جعلته في مصافي المشاهير من ذوي السيرة الأسطورية.

لم تكن تلك الشهرة التي حظي بها بعض الرياضيين سبب في تطور مستواه البدني والذهني، بل كانت سبب في نتائج عكسية، فالاقتراب من أضواء الشهرة والانغماس في ملذات معينة تأتي مع الشهرة والنجومية كانت وراء فشل العديد من الابطال العالميين ربما انسحابهم من الحياة الرياضية وهم في اوج عطائهم البدني.   

في سياق متصل يقول خبراء اللياقة ان الابطال الرياضيين الذين يتابعون دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في مدينة سوتشي الروسية لاستلهام الفوز من أبطالهم المفضلين عليهم ان يواكبوا ذلك بتدريبات ذهنية لا تقل أهمية عن التدريبات البدنية، ومع الاستعانة بتقنيات التصوير والتأمل ومعرفة الوظائف النفسية من خلال برامج كمبيوتر تقدم معلومات عن أنشطة هذه الانظمة يقول الاطباء النفسيون المتخصصون في مشاكل الرياضيين ومدربو لاعبي الاولمبياد إن الرياضيين يتدربون ذهنيا بنفس القوة التي يتدربون بها بدنيا.

وقالت لورين سيسلمان التي فاز فريقها الكندي لكرة القدم بالميدالية البرونزية في الدورة الصيفية في لندن عام 2012 انه على الرغم من ان القوة البدنية ضرورة يجب توافرها فان التركيبة الذهنية الصحيحة تلعب دورا أكبر في النجاح، وأضافت "نقوم بكثير من التدريبات الذهنية، عليك ان تدفع نفسك وتسجل أهدافا لنفسك كل يوم". بحسب رويترز.

لم يكن الحافز مشكلة بالنسبة لسيسلمان (30 عاما) التي تقدم برامج الاحماء في اقراص فيديو مدمجة وتقول انها كانت تحب ان تلعب كرة القدم مع الاولاد ولا تمانع ان تسافر ساعتين بالسيارة لتنافس أحسن فريق في ولايتها، وترجع سيسلمان الفضل في الاستراتيجيات الذهنية -التي يجري التدرب عليها فيما يعرف باسم "حجرة العقل" الخاصة بالفريق لمواجهة الضغوط الاولمبية الحتمية بعد يوم تدريب سيء- الى حياتها الشخصية بعيدا عن الاهل والاصدقاء.

وتشرح سيسلمان هذه التكنولوجيات قائلة "في أحد البرامج التي اطلق عليه اسم (طلاء العقل) تضع نفسك في حالة استرخاء وتتصور نفسك وانت تؤدي اداء جيدا لمدة 20 دقيقة بينما يراقب الطبيب النفسي موجات مخك"، وتحكي عن تدريب آخر يدعى رياضيات القلب الذي يركز على تقنيات التنفس، وتقول سيسلمان التي تستعد في فانكوفر للمشاركة في مباريات كأس العالم لعام 2015 انها تجري دائما تدريبات تأمل قبل اي مباراة.

وتقول شارون تشيربان وهي طبيبة نفسية للرياضيين بمستشفى بوسطن للاطفال عملت مع لاعبي هوكي وتزلج أولمبيين انه الى جانب الموهبة والتصميم والارادة يجب ان يكون لدى الرياضي قدرة عالية على تحمل التحدي وحالات الإحباط، ويقول جريجوري تشيرتوك وهو مدرب للرياضيين والمهارات الذهنية في الكلية الامريكية للطب الرياضي ان الرياضيين يقبلون على الالعاب الذهنية والتدرب على ادوات منها تقنيات التصور والاسترخاء للسيطرة على التوتر في الملعب، وأضاف "انهم يخصصون 30 دقيقة كل يوم لكتابة الاهداف او التصورات كما يقضون بعض الوقت في تأمل ما يجري حولهم."

قصة مع الماء

بدوره ترك البطل الاسترالي ايان ثورب مجدا ذهبيا في احواض السباحة الدولية قبل ان يسقط بعد اعتزاله في مستنقع الاكتئاب الزائد حول حياته من بطل اسطوري الى راقد في المستشفى، واكتشف ثورب (31 عاما) يتجول في شوارع سيدني تحت تأثير المسكنات، فادخل الى عيادة خاصة بعدما كان يحاول الوصول الى عجلة القيادة في سيارة بالقرب من منزل والديه، بحسب ما اكد مدير اعماله جيمس ارسكين الذي قال انه لم يتناول الكحول بل المسكنات ومضادات الاكتئاب: "يتناول الادوية بوصفة طبية ومسكنات لكتفه، وهو يعالج ايضا من الاكتئاب، لكن المزيج هو الذي جعله مشوشا".

وتابع: "كان يحاول الدخول الى سيارة اعتقد انها تخص احد اصدقائه، لكنها لم تكن كذلك، لم يتناول ابدا الكحول"، اما والده كن، فكان متفائلا حول فرص نجله بالتعافي: "لديه مشكلات صحية ويمر في فترة صعبة، امل ان يستعيد عافيته في خلال ستة اشهر"، وبحسب الصحف، هذه المرة الثانية التي يدخل فيها ثورب المستشفى، بعد كانون الثاني/يناير بسبب الاكتئاب وتعاطي الكحول.

مآثر الرياضي المعروف تحت اسم "طوربيدو" مطلع الالفية الثالثة فتحت الباب امام جيل جديد تزعمه الاميركي مايكل فيلبس الذي اخذ منه الراية في بطولة العالم 2003 في برشلونة، ثورب صاحب اليدين والقدمين الخارقين يملك الرقم القياسي لأكثر الاستراليين نيلا للميداليات الذهبية الاولمبية، فطوق عنه ثلاث مرات في سيدني 2000 امام مواطنيه ومرتين في اثينا 2004، كما اصبح اول سباح ينال ست ذهبيات في نسخة واحدة من بطولة العالم للسباحة عام 2001، في المجموع، افرغ في خزانته 8 ميداليات اولمبية، 11 لقبا عالميا في حوض كبير وحطم 13 رقما قياسيا عالميا.

بعد اعتزاله عام 2006 بعمر الرابعة والعشرين، كان ثورب اسطورة حية، واظب حضور المناسبات الاجتماعية، التقى مصممي وعارضي الازياء ونجوم السينما، ثروته الكبرى دفعته الى توزيع وقته بين المشجعين، وسائل الاعلام والشركات الراعية، بين ليلة وضحاها، توقف كل شيء!، لم ينجح ثورب في طي صفحة الماء واضواء الشهرة، سعى للعودة والمشاركة في العاب لندن الاولمبية 2012 لكن محاولاته باءت بالفشل، لدرجة انه عجز عن التأهل، بزغ نجم ثورب في العاب الهادي 1997 وهو بعمر الرابعة عشرة فقط، فدشن مشواره مع بلاده ليصبح اصغر سباح دولي منذ جون كونرادز عام 1956.

احرز ثلاث ذهبيات في مدينته سيدني خلال العاب 2000، فتوج في 400 م وسباقا تتابع في السباحة الحرة وفضية 200 م حرة وراء العملاق الهولندي بيتر فان دن هوغنباند الذي خطف منه ثنائية 100 و200 م حرة، في بطولة العالم 2001 في فوكوواكا اليابانية، اصبح اول سباح يحرز 6 القاب خلال نسخة واحدة، فتوج في 200 و400 و800 م وسباقات التتابع الثلاثة، وعاش سنة مميزة في 2002 ايضا، مع 5 ذهبيات في العب الهادي وستة في العاب الكومنولث، انجازات غير عادية لسباح يبلغ مقاس حذائه 52، لكنها اثارت تساؤلات حول امكانية تعاطيه منشطات، فدخل بصراع مع الاتحاد الدولي للسباحة مطالبا بترشيد الضوابط.

بعد بطولة العالم 2003 الاقل نجومية، ضرب الطوربيدو بقوة في العاب اثينا حيث خطف اربع ميداليات، في 200 و400 م حرة، فضية التتابع 4 مرات 200 م وبرونزية 100 م حرة، وهو لم يبلغ بعد الثانية والعشرين، لكن بعد الالعاب، بدأ محركه يتعطل وعانى عدة مشاكل صحية، فشل عدة مرات في عودته الى عالم الماء، فسقط في فخ الاكتئاب وتناول الكحول، وهو ما اقر به في سيرته الذاتية "هذا انا" عام 2013، كتب فيها: "حتى عائلتي تجهل اني حاربت في جزء كبير من حياتي مع ما يمكن ان اسميه الاكتئاب المنحرف"، وتابع: "كان ثقبا اسودا رهيبا، اعتقد انه كان من المحتم ان اتحول نحو وسائل اصطناعية للسيطرة على مشاعري فوجدت الكحول".

سيرة جديدة لبولت

الى ذلك وجه مختلف يكشف عنه ربما العداء الجامايكي اوساين بولت في سيرته الجديدة التي صدرت أخيرا، انها غزارة في الاعترافات والبوح، ففي سن الـ27، اصبح "الاعصار" يملك سيرتين، فقد اصدر الاولى قبل 3 اعوام في كتاب حمل عنوان "58ر9 قصتي - ان اصبح اسرع رجل"، والثانية "اوساين بولت اسرع من البرق" يعود فيها الى مراحل الدراسة، الكسل، لقبه العالمي للناشئين في كينغستون، حادث اصطدام سيارته ونجاته بأعجوبة عام 2009، علاقته بوالدته ومستشارية ومدربيه، وخصوصا بمنافسيه المباشرين.

بولت حامل 6 ميداليات ذهبية اولمبية يعترف بانه استاء من تصرفات بعضهم وتعاليهم عليه، الا انه حسم لاحقا الموقف فارضا سطوته نهائيا، البداية كانت مع ريكاردو غيديس زميله على مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية، الذي هزمه يوما، ثم في مستهل مسيرته العالمية حين كان الاميركي تايسون غاي مهيمنا.

ويخصص بولت فصلا كاملا لعلاقته "على حد السيف" مع مواطنه يوهان بلايك زميله في فريق "ريسرز تراك كلوب"، اذ لم يهضم طريقة تعامله معه وتصرفاته وردود افعاله خلال مناسبات عدة، لا سيما التأهيليات الجامايكية لدورة لندن الاولمبية عام 2012، في سياق هذه السيرة، يكشف بولت انه صمم ان يعيد بلايك الى حجمه الطبيعي، خصوصا وان فوز الاخير باللقب العالمي لسباق الـ100م عام 2011 في دايغو، مرده الى إقصاء بولت حامل اللقب عام 2009 في برلين، لارتكابه خطأ عند الانطلاق. وقد ادرك ان "مارد الاعتداد بالنفس والزهو بها يقتل الموهبة ويدمر الكفاءة". بحسب فرانس برس.

يسرد بولت وقائع وتفاصيل، موردا ان بلايك انضم الى فريق المدرب غلين مايلز عام 2009، و"اظهر سريعا عن طموح كبير وسعيه الدائم لفرض ايقاعه"، ويضيف: "ما ان حط رحاله حتى بدأ يهاجمني، عشق التحدي في السباقات على انواعها حتى الاختبارات التي كان ينظمها مايلز خلال حصص التدريب، بدءا من سباقات قصيرة لمسافة 10 امتار، كان يريد دائما ان يتغلب علي ويجهد لذلك".

ويتابع بولت: "كنت اعتقد ان اجتيازه قبلي خط النهاية خلال التدريب يمنحه نوعاً من الثقة بالنفس، هذا لم يزعجني البتة، بل كنت ارد على توتره ناصحا اياه بالهدوء والاسترخاء"، جازما ان الجميع ادرك انه "كان يطمع بلقبي وان يصبح اسرع عداء في العالم، لذا اصر دائما ان يتدرب معي ويلازمني في معسكرات التحضير"، تقدم بلايك بولت مرتين في التأهيليات الجامايكية لأولمبياد لندن، وذلك في سباقي الـ100م والـ200م، ويبدو ان هذه الواقعة كانت "نقطة الماء التي فاض بها الاناء".

فاز بلايك بسباق الـ200م في الاول من تموز (يوليو) 2012، فاعتبر بولت انه "أصيب بمقتل"، ويذكر: "عند خط النهاية تقدمّت منه وامسكته بعنقه واوحيت للحضور انني اهنأه، اردت تحذيره بطريقة غير مباشرة من انه لن ينال مني بعد الآن"، للمصادفة كان بولت يشاهد بعد اسبوع شريطا للسباق، فقد اراد التوقف عند نقاط ضعفه التي مكنت بلايك من التغلب عليه.

وفوجئ بمشهد يظهر ردة فعل بلايك بعد الفوز، "تصرف جعلني افقد صوابي، فحين اجتاز خط النهاية توجه نحو المدرجات ليحتفل واضعا اصبعه على شفتيه تعبيرا عن كلمة اخرسوا، وكأنه يأمر من في الملعب وانا منهم بذلك! في البداية لم اصدق عيني، اساسا لم اهضم خسارتي، وهو اعتمد التفاخر والتباهي والتبجح من خلال ما قام به وهذا امر مرفوض قطعا، نسي انه لم يبلغ المستوى العالمي الا قبل عامين، وكنت دائما مشجعا له.

لقد مس بلايك كرامتي فصممت ان افوز عليه مهما كان الثمن وارد له الصفعة صفعتين، وانا اصفي حساباتي معه في لندن لاثبت انني البطل الحقيقي"، في الدورة الاولمبية، احتفظ بولت بلقبي الـ100م والـ200م، خاض نهائي سباق "نصف المضمار" في 9 آب (اغسطس) 2012، ولما تأكد من فوزه تباطأ ثم تطلع صوب بلايك "كان خلفي، نظرت الى وجهه ووضعت اصبعي على شفتي بما يعني ان يخرس، ساعتئذ اوصلت له رسالة واضحة مفادها لا تقلل ابدا من احترامي، واعتقد ان تعابير وجهه اظهرت انه فهم فحوى الموضوع جيدا، ولن يكرر فعلته السخيفة، كان درسا لن ينساه".

بين لافيلني وبوبكا

على صعيد اخر فان الفرنسي رينو لافيلني مهيمن على فضاءات القفز بالزانة، لا سيما بعد تحطيمه الرقم القياسي داخل قاعة مسجلا 16ر6 م في مدينة دونتسك الاوكرانية (15 شباط/فبراير 2014)، على ارض حامل الرقم السابق "الاسطورة" سيرغي بوبكا، الذي تجاوز حاجز الستة امتار 44 مرة.

واللافت ان الرقم السابق البالغ 15ر6 م سجله بوبكا (رئيس اللجنة الاولمبية الاوكرانية حاليا) في المكان عينه قبل 21 عاما (21 شباط 1993)، وهو دأب على تنظيم "مهرجان نجوم الزانة السنوي" منذ اكثر من عقدين، وكان اول المهنئين للبطل الفرنسي، وبدا مسرورا بمن "سيحمل هذه المسابقة الى ابعاد جديدة"، متوقعا ان يتجاوز لافيلني قريبا ارتفاع 20ر6 م، بفضل ميزاته التقنية وموهبته.

اما حامل الرقم القياسي الجديد، فأبدى ارتياحه "لان بوبكا لحسن حظي اعتزل منذ فترة طويلة، والا كنت اخشى ان يعاود تحطيم رقمي الجديد"، قبل اللقاء الـ25 لنجوم الزانة في دونتسك، التقط لافيلني صورة تذكارية أمام قاعة "دروجبا" محتضنة المنافسات، خلف نصب طوله 15ر6 م يعلوه تمثال لبوبكا حاملا زانة، ويرمز الى الرقم القياسي الذي كان يحمله ابن المدينة، وكان لافيلني يشعر في قرارة نفسه انه بات مؤهلا لتجاوز رقم بوبكا، خصوصا انه فاز في المكان عينه في الاعوام الثلاثة الماضية، واستهل موسمه الشتوي هذه السنة بمؤشرين واعدين خلال كانون الثاني (يناير) الماضي، اذ حطم رقمه الفرنسي محققا في روان ارتفاع 04ر6م ثم عززه بزيادة 4 سنتيمترات في بيدغوشتك (بولندا).

ويؤكد لافيلني انه لم يستفق من المفاجأة سريعا، معترفا بان "بوبكا يبقى الاعظم"، وان "تحطيم الرقم القياسي العالمي لم يكن هاجسي، لكن عندما حققت 08ر6م في كانون الثاني ادركت ان الوقت حان ربما"، لا يمكن القول ان لافيلني استيقظ فوجد نفسه بين العمالاقة، لان مسيرته في القفز بالزانة استثنائية، ونتائجه فاقت التوقعات بفضل اصراره وشجاعته، وعلى رغم قامته المعتدلة (77ر1م) وفق معايير هذه المسابقة، ومنذ رقمي الاميركيين بوب بيمون (90ر8م) ومايك باول (95ر8م) في الوثب الطويل، وتحليق بوبكا على ارتفاع 15ر6م، اعتبر خبراء انها "آخر الحدود ربما التي يمكن بلوغها في العاب القوى الحديثة"، لكن لافيلني فرض معادلة جديدة، وعلى حد تعبير بوبكا نفسه فان ما حققه "اعطى رونقا للمسابقة، فقد حمل ارثها ويمكنه ان يلهم آخرين".

قطف لافيلني نجمة من مساء دونتسك بعدما "طار" اعلى من ارتفاع منزله، الفرنسي (27 عاما) الذي يسري القفز بالزانة في جيناته، وقد دأب على القفز منذ سن الرابعة وبلغ ارتفاع 10ر2م في التاسعة من عمره، تحت انظار جده جان، ولا غرابة في هذا الواقع طالما ان المنزل العائلي في كونياك يتضمن مكانا للقفز في الحديقة، حيث كان يتبارى الوالد جيل والذي سجل 41ر4م في المنافسات، فكان طبيعيا ان يرث رينو هذا العشق وايضا شقيقه فالنتان (22 عاما)، ورقمه الشخصي 70ر5م وقد شارك في بطولة العالم العام الماضي في موسكو، كما ان انياس بومارا صديقة رينو تشارك في مسابقات محلية، والثلاثة يتبارون ايام العطلة اذ ان اللعبة جزء اساسي من يومياتهم. بحسب فرانس برس.

يطمح لافيلني بان يحافظ على لياقته التنافسية حتى عام 2020، باعتبار ان متباري القفز بالزانة يستطيع ان يظل في الساحة بسهولة حتى سن الخامسة والثلاثين، ولا يجد مبالغة في القول انه يسعى لبلوغ ارتفاع 25ر6م قريبا، "ربما قبل دورة ريو دي جانيرو الاولمبية عام 2016"، موضحا: "عليك ان تضع نصب عينيك ارتفاع 35ر6م ليكون ارتقاؤك طبيعيا ومنطقيا الى 25ر6م"، ومن الاهداف التي يصبو اليها لافيلني، التتويج في بطولة العالم السنة المقبلة في بكين، لقب أخفق في تحقيقه مرتين في دايغو 2011 وموسكو 2013، هذا فضلا عن حلمه بتتويج اولمبي ثان بعد انجازه في "لندن 2012"، وتحطيم رقم بوبكا في الهواء الطلق 14ر6م (سسترايير - ايطاليا 1994).

تحد اكد لافيلني الذي يهوى سباق "الموتو جي بي" ومعجب جدا ببطلها الايطالي فالنتينو روسي، انه يعيشه بتفاصيله، لا سيما انه منذ "عصر بوبكا" اختلفت بعض تقنيات القفز بالزانة وتطورت ادواتها، واذا كان "القيصر الاوكراني" عزز رقمه العالمي 14 مرة منذ ان حطمه للمرة الاولى في روما (94ر5م – 31/8/1984)، فان لافيلني تميز بجرأة لا يستهان بها في قفزاته، لقد نجحت قفزات بوبكا وفق معادلة سرعة 36كلم/س واجتياز مسافة 45م في 20 خطوة، في المقابل، حقق لافيلني اخيرا 47م في 20 خطوة.

ويكشف بوبكا انه وجد في البطل الفرنسي خامة استثنائية وامكانات واعدة منذ تجاوز ارتفاع 6 امتار (01ر6م عام 2009)، ويضيف: "بالنسبة لي، لافيلني ليس رياضيا كبيرا فقط، احب شخصيته لانه مثال للآخرين، وبعد ان حقق الرقم القياسي في المكان المثالي، سجل انطلاقة مختلفة وفتح صفحة جديدة في تاريخ اللعبة"، استنادا الى جدول النقاط الممنوحة للارقام القياسية العالمية، يساوي رقم لافيلني 1291 نقطة، ويحتل المرتبة الـ11، علما ان الصدارة هي لرقم الجامايكي اوساين بولت في سباق الـ100م (58ر9ثانية تساوي 1365 نقطة).

لكن انجاز دونتسك يعني في نظر خبراء وفقا لتقنيات القفز بالزانة المعقدة، كأنه سجل زمنا اسرع من بولت، وتفوق على مكايل جوردان في كرة السلة، وسجل اربعة اهداف في نهائي كأس العالم لكرة القدم او 46 نقطة في مباراة للرغبي ضمن كأس العالم، وسجل 247م في القفز على الثلج، وحقق "سبرنت قاتل" وفق طريقة "الهروب" لمسافة 254 كلم في جولة ضمن دورة فرنسا للدراجات، وانجز دورة حول العالم على متن مركب شراعي في 77 يوما!

ويتفق المدربان الاميركي دان بفاف (مدرب براد والكر حامل الرقم القياسي الاميركي – 04ر6م) والروسي الكس بارنوف (مدرب الاسترالي ستيفن هوكر البطل العالمي والاولمبي سابقا – 06ر6م)، على ان لافيلني يتفوق على منافسيه بفضل سرعته واقدامه، "فهو لا يهاب الارتفاعات، وبالتالي فان رقم بوبكا في الهواء الطلق في متناوله ويستطيع ان يبلغ 20ر6م في ظروف مثالية"، بين رقم الفوز في دورة لندن الاولمبية وما سجله لافيلني في دونتسك 19 سنتم، لكنه سيغيب عن بطولة العالم لالعاب القوى داخل قاعة المقررة بين 7 و9 آذار (مارس) في سوبوت (بولندا) بداعي الاصابة، جراء محاولته تجاوز ارتفاع 21ر6م في دونتسك.

وهذا التحليق "الاستعراضي" قد يجدد مشروع تنظيم لقاءات للقفز في الزانة امام معالم عالمية، مثل برج ايفل في باريس (لا سيما انه رمز فرنسا في العالم ولافيلني بات الاعلى حاليا)، والساحة الحمراء في موسكو، وسور الصين، والكوليزه في روما، وكان لافيلني اختبر القفز امام بوابة برادنبورغ في برلين ووجد الفكرة ممتعة ومسلية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 10/آذار/2014 - 7/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م