إصدارات جديدة: مصباح الزجاجة.. رواية العاطفة النبيلة

 

 

 

 

الكتاب: مصباح الزجاجة

مذكرات شاب مع الشيخ عبد الرضا معاش

الكاتب: علي رضا موسى

الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع

عدد الصفحات: 182

عرض: شبكة النبأ

 

 

 

شبكة النبأ: يقول النقاد المعنيون بفن الرواية، أنها الجنس الادبي الاكثر تأثيراً في الواقع البشري الراهن، فضلا عمّا سبق من مراحل حياتية سابقة، أثرت في توجيه مسارات العالم الانساني عموما، إذ كثيرا ما تركت عوالم الروايات آثارها غير المباشرة على الحياة ومجرياتها وغيّرت مساراتها، لاسيما أننا قد نوافق على تعريفات كثيرة للسرد الروائي، منها أنه عالم بحد ذاته له خصوصياته، وكذلك يقول النقاد المعنيون، أن كاتب الرواية هو صانع للحياة.

رواية (مصباح الزجاجة)، تصنع الحياة الخاصة بها، وتقدم لنا رحلة مع العاطفة النبيلة الصادقة، وامكانية توظيفها لصالح الانسان عندما يقرر تنظيف الذات من ادران السوء، مهما كانت أو تعددت مصادره، وعندما نضع مضمونها الايماني الانساني الواضح، فإننا يمكن أن نتلمس اسلوبا فنيا تلقائيا جميلا سلسا وظّفه الكاتب، لكي ينسجم مع المتن الروائي الفكري، فعندما نبدأ بقراءة هذا النص الروائي نكتشف منذ الوهلة الاولى أن الهدف الاساسي للكاتب أن يصل برسالة إيمانية واضحة للشباب المسلم في ظل العصر الراهن الشائك بمعنى الكلمة.

إن الرواية تتميز بعدد من المزايا الفنية الواضحة، أولها جمالية العنوان (مصباح الزجاجة)، فهو عنوان ينطوي على قوة جذب كبيرة للقارئ، بسبب حداثته وتميزه، وانفتاحه على معانٍ كثيرة جدا، تقود القارئ الى آفاق لا محدودة من الافكار المفعمة بجماليات الفن الروائي، بعدها نتابع السرد باسلوب تلقائي تكمن قيمته في قدرته على طرح المشاعر الانسانية النبيلة بصدق عميق، وكأن القلم يستبطن مجاهيل النفس ليستخرج منها أنقى مشاعرها، وهو يتعامل بهذه الصيغة مع جميع ابطال الرواية.

وينجح الكاتب في تسليط الضوء على شخصية الخطيب المتميز الشيخ عبد الرضا معاش، واسلوبه الانساني في كسب الشباب وقدرته الفذة على التأثير في نفوسهم وتغييرها نحو الاسلام والرسالة العظيمة لأهل البيت عليهم السلام، ويتوزع التأثير من خلال النماذج العظيمة كالامام الحسين وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهما السلام، وكيف يتمكن الشيخ معاش من خلال ايمانيه العميق ومزاياه الانسانية الصادقة وتميزه بالاقناع على التأثير العميق والمباشر في نفوس الشباب المسلم من كلا الجنسين، فيمتزج هنا الفن الروائي مع قدرة رجل على اداء رسالته الايمانية لكسب الشباب وتحصينهم من الزلل.

يقول الكاتب راجي انور هيفا عن هذه الرواية: انها قطعة ادبية ذابت معالمها في بحر من العواطف الصادقة والمشاعر الانسانية المرهفة التي تعبر بصدق واخلاص عن طبيعة كل ابطال القصة بدءا من الشيخ الجليل عبد الرضا معاش وانتهاءا بشخصية الشاب محمد، ذلك الشاب الذي قرر ان يتوب فتاب الله عليه.

وقال الاديب حيدر السلامي عن هذه الرواية ايضا: سيجد القارئ اللبيب ان شخصية الخطيب ورغم محوريتها قد انتزعت اهميتها وتأثيرها من توجيه حركة الاحداث وصولا الى الذروة وتصعيد الفعل الدرامي. وأضاف السلامي: انني اعد مصباح الزجاجة رسالة واضحة ومخلصة من الكاتب الى جميع الشباب المسلم، مفادها التأكيد على اهمية البدء بالتأمل واخذ العبرة وكشف الخلل على ضوء مصباح الضمير.

لقد تمكن الكاتب من تقديم شخصياته بصدق، ورسمها بكلمات تحولت الى صور متحركة مع الصوت المسموع للكلمات، لدرجة اننا رأينا وسمعنا الشيخ معاش وهو يتكلم معنا، ويتحرك بيننا من خلال النسيج الروائي والوصف التلقائي الواضح، لهذا نجحت الرواية في مسعاها لزرع بذور الايمان في نفوس الشباب كافة، هذا على صعيد الهدف الرسالي للرواية، خاصة ما يتعلق بشخصية الشيخ عبد الرضا معاش وقدرته على التعامل بطريقة العارف بتركيبة النفس البشرية وتعقيداتها لاسيما في مرحلة الشباب، لهذا تعد هذه الرواية خطوة ناجحة ومؤثرة في الشباب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/آذار/2014 - 6/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م