زينةُ الدَّين

أديب عبدالقادر أبو المكارم

 

إني أتيتُكِ يا حورا فَحَييني

 

 

أنا المُوالي لَكُمْ يا بِنتَ يا سينِ

 

وخادِمٌ لَكُمُ إني ولستُ أرى

 

 

بغيرِ ذا شَرفًا عندي فَيُعليني

 

أنا الذي كُلَّما نادى نَعِيُكُمُ

 

 

وا زَينَباهُ تجارى الدَّمعُ مِنْ عيني

 

وكُلَّما تَعبتْ روحي وبَرَّحَها

 

 

همٌّ وصارَ بِدُنيا البؤسِ يرميني

 

أتيتُ مَرقَدَكِ السَّاميْ فإنَّ بهِ

 

 

مِنْ النَّسائمِ ما يُحيي فَيُنجيني

 

فَإنَّ فيهِ جِنانَ الخُلدِ ناشرةً

 

 

أريجَها فهو مِنْ أحلى البساتينِ

 

 

***

 

يا روحُ فاطِمةٍ، يا قلبَ حيدَرَةٍ

 

 

يا بَهجَةَ المصطفى، يا زِينَةَ الدِّينِ

 

يا زَينَبَ الطُهرِ يا أخُتَ الحُسينِ وَمَنْ

 

 

قَدْ واصَلَتْ حَربَهُ ضدَّ الشياطينِ

 

وأنتِ مَنْ نَفَخَتْ بالطَّفِ فانبَعَثَتْ

 

 

روحُ الحياةِ فَكُنتِ الماءَ للطينِ

 

وأنتِ مَنْ رَفَعَتْ بالحَقِّ رايتَها

 

 

وأنتِ مَنْ حَفِظتها في المَضامينِ

 

وأنتِ قائدُها بعدَ الحُسينِ وَمَنْ

 

 

أعْلَنْتِ نَصرًا على جَورِ السلاطينِ
 

يا ثَغرَ حيدرةِ الكرارِ في زَمَنٍ

 

 

عزَّ الخَطيبُ الذي يسمو بِتَبيينِ

 

عَينَاكِ عَطفُ السَّما قد فاضَ مُزْنُهما

 

 

على الحُسينِ وأجسادِ المطاعينِ

 

وذي عباءتُكِ الغراءُ ناشِرَةً

 

 

ظِلًا على جَسَدٍ بالحِقدِ مَطعونِ

 

 

***

 

يا قَامَةَ البَضعَةِ الزهراءِ ما فتئتْ

 

 

تَقومُ للهِ في كُلِّ الأحايينِ

 

وَحينَ أقعَدَها ثِقلُ الجَوى نَهَضتْ

 

 

عنها الملائكُ والدُّنيا مع الكونِ

 

للهِ قلبُكِ هل أيوبُ حلَّ بهِ

 

 

وراحَ يَنسِجُ صَبرَ القلبِ والعينِ؟

 

وفيهِ طه بَنى بالنُّورِ مَسجِدَهُ

 

 

وفيهِ جِبريلُ أوحى سورةَ التينِ

 

سَموتِ قَدرًا على كُلِّ النسا فإذا

 

 

بِهنَّ يا زينبٌ يَفخرنَّ بالنُّونِ

 

يا نَفحَةً مِنْ جِنانِ الخُلدِ قَدْ عَبَقَتْ

 

 

بِكَفِ أحمَدَ مِنْ أزكى الرَّياحينِ

 

سُدنَّ النسا أربَعٌ والحَقُّ لو بَلَغنْ

 

 

خَمسًا لَفُزتِ بِتَشريفٍ وَتَعيينِ

 

يا شِبهَ بِنتِ المعاليْ أمِّ فاطمةٍ

 

 

مَنْ شاركتْ أحمدًا في رِفعَةِ الدِّينِ

 

وأنتِ ناصرةُ السبطِ الحسينِ ومَنْ

 

 

أبقيتِ وَصْلَ عَطاهُ غيرَ ممنونِ

 

 

***

 

ها قدْ أتيتُ وهذي الرُّوحُ ظامئةً

 

 

فَمْنْ نَميرِكِ رَّويها ورويني

 

أتيتُ مِنْ بَلَدٍ ظَلْمَا تَخَالُ بها الـ

 

 

أشباحُ سَكْرى ولا تَنفَكُ تُؤذيني

 

عاثَتْ فَسَادًا بِأرضِ الحُبِّ فانقَلَبتْ

 

 

أرضًا تنوءُ بِحقدٍ غيرِ مأمونِ

 

قدْ مَزَّقتنا وعُدنا ـ كالأولى ـ شِيعًا

 

 

يَسومُها الجورُ أذنابُ الفراعينِ

 

وألبَستنا ثِيَابَ الذُّلِ ناقِمَةً

 

 

وجَرَّدتنا ثيابَ العزِّ والصَونِ

 

ماذا أقولُ؟ ومَا في الأرضِ مِنْ وَجَعٍ

 

 

يُدمي السَّما وعَنِ الإفصَاحِ يُغنيني

 

مُدِّي إليَّ يدَ التَحْنَانِ يا أملي

 

 

أرتاحُ مِنْ عَبَثِ الدُّنيا وتكفيني

 

وَرَتِّلي يا أبنةَ الزَّهراءِ أورِدَةً

 

 

تُعيدُ دِفءَ الهوى والسِّلْمَ للكونِ

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6/آذار/2014 - 3/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م