الانتحار.. ظاهرة رائجة تنتقل الى المجتمعات الافتراضية

 

شبكة النبأ: تعاني الكثير من دول العالم من مشكلة ارتفاع معدلات الانتحار، التي اصبحت اليوم وبحسب بعض الخبراء ظاهرة خطيرة تزداد حدتها يوماً بعد يوم، مع تزايد معدلات الفقر والبطالة وتردي الاوضاع الامنية التي اسهمت بتزايد الضغوط النفسية والخلافات العائلية وغيرها من الاسباب الاخرى، هذا وقد حذرت الكثير من المنظمات الإنسانية والدولية من ارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب والمراهقين بين سكان العالم، وأكدت على ضرورة العمل للحدّ من ظاهرة الانتحار التي تودي بحياة نحو مليون منتحر في العالم سنوياً، ومن الممكن أن يرتفع العدد إلى مليون ونصف المليون سنة 2020، وبحسب ارقام منظمة الصحة العالمية فان هناك مليون شخص يلقون حتفهم سنوياً جراء الانتحار، أي بمعدل منتحر كل 40 ثانية أو 3000 قتيل كل يوم، وأوضحت المنظمة أن كل محاولة ناجحة للانتحار تسبقها 20 محاولة فاشلة. وأكد تقرير المنظمة أن معدلات الانتحار زادت خلال الـسنوات الخمس والأربعين الماضية بمعدل 60%، فيما يتوقع أن ترتفع تلك المعدلات بحلول 2020 بنسبة 50%، لتصل أعداد المنتحرين إلى مليون ونصف المليون سنوياً.

وفي هذا الشأن فقد كشفت دراسة بحثية أجريت في هونغ كونغ أن عدد المنتحرين زاد بواقع 5000 شخص على مستوى العالم في العام التالي على الأزمة الاقتصادية عام 2008. ووفقاً للدراسة التي أعدها الباحث صن سين تشانغ وزملاؤه في جامعة هونغ كونغ ونشرت في الصحيفة الطبية البريطانية بي إم جيه، فإن الزيادة الأكثر وضوحاً كانت بين الرجال وفي دول ذات معدلات البطالة الأكثر ارتفاعاً.

وجاء في التقرير أن حالات الانتحار بين الرجال في أنحاء الدول الأوروبية 27 زادت بنسبة 2ز4% على المتوقع استناداً إلى البيانات عن الفترة بين عامي 2000 و2007. وفي الدول 18 في الأميركتين، زاد معدل انتحار الذكور بنسبة 4ر6% على خط الأساس المتوقع.

الى جانب ذلك أظهر تقرير نشرته وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، أن عدد حالات انتحار الضباط المنخرطين في الخدمة العسكرية ازدادت بشكل ملحوظ عن العام الماضي. ووجد التقرير أن عدد حالات الانتحار المؤكدة بلغت 239 حالة، بالإضافة إلى 110 حالة قيد التحقيق فيما لو كانت انتحاراً أم لا، مشكلة بذلك أعلى نسبة لحالات الانتحار في صفوف الخدمة العسكرية، منذ بدء البنتاغون في إحصاء الحالات عام 2001.

وبلغ عدد الحالات المسجلة لدى البنتاغون عام 2011، 301 حالة انتحار، مقابل 298 في 2010، ولوحظ ازدياد حالات الانتحار في كل القطاعات العسكرية المختلفة، إذ شهد الجيش 182 حالة انتحار في 2012، مقارنة مع 166 ضابطاً عسكرياً عام 2011، والبحرية من 52 حالة في 2011 إلى 60 حالة العام الماضي، تلاها سلاح الطيران بـ59 حالة انتحار العام الماضي مقارنة بـ51 عام 2011، وهذا بالرغم من الجهود المستمرة للبنتاغون، في محاولة لتقديم الدعم والإستشارة للجنود الأكثر عرضة للإقدام على الانتحار.

وتقوم مجموعة تابعة للقطاع الخاص، بإدارة برنامج باسم "Tragedy Assistance Program for Survivors"، بتقديم الاستشارات لذوي ومعارف الأشخاص الذين أقدموا على الانتحار. إذ تشير مديرة المجموعة المختصة بهذا البرنامج، بوني كارول، أن البرنامج يتلقى من ثمانية إلى عشرة أشخاص من معارف المنتحر أو مقربيه، وأشارت كارول إلى أن كل انتحار يؤثر في حياة عشرة أشخاص على الأقل."

على صعيد متصل أظهرت الإحصاءات البريطانية أن عدد الجنود البريطانيين الذين انتحروا خلال العام الماضي، يزيد عن عدد الجنود الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية في أفغانستان، خلال نفس الفترة. و قال برنامج بانوراما الذي تذيعه قناة بي بي سي إن خمسين جنديا سابقا قد قاموا بقتل أنفسهم بينما بلغ عدد الجنود القتلى خلال العمليات في أفغانستان 44 جنديا. ونقل البرنامج عن أسر الجنود الذين انتحروا إن الجنود لم يتلقوا دعما كافيا من الجيش بعد عودتهم من أفغانستان والعراق.

من جانبها أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن موقفها كان دائما يعتبر أن كل حالة انتحار بين الجنود السابقين تعتبر مأساة في حد ذاتها. وأكد برنامج بانوراما أن الاحصاءات توضح أن عدد الجنود العاملين في الجيش البريطاني والذين يعانون من "اضطرابات ما بعد الصدمة العصبية" قد تضاعف خلال السنوات الثلاث السابقة بين الجنود العائدين من الخدمة في أفغانستان. يذكر أن لبريطانيا نحو 9 آلاف جندي يتمركزون حاليا في الأراضي الأفغانية ومن المقرر أن يتم سحب كل هذه القوات بنهاية عام 2014.

من جانب اخر وقام الباحثون، في الدراسة المنشورة في دورية الرابطة الطبية الكندية، باستطلاع شمل أكثر من 22 ألف طفل، تراوحت أعمارهم بين سن 12 إلى 17 عاما، جرى سؤالهم إذا كانوا يعرفون شخصياً أحد أقدم على الانتحار، أو إذا ما فكروا شخصياً محاولة وضع حد لحياتهم. واكتشف فريق البحث ارتفاع خطر الإقدام على الانتحار حتى في الحالات التي ليس للمراهق صلة شخصية بالمنتحر، وتضاعف خطر التفكير على الانتحار بين الأطفال من تراوحت أعمارهم بين سن 12 إلى 13 عاماً، بواقع خمس مرات عن سواهم. بحسب CNN.

وبحسب تلك الدراسة، فأن 7.5 في المائة من المشمولين بالبحث حاولوا وضع حد لحياتهم بعد إقدام رفيق لهم على الإنتحار، مقابل 1.7 في المائة من البالغين في هذه المجموعة من لم ينتحر أي من زملائهم. وقال إيان كولمان، الاستاذ المساعد بجامعة أوتوا: "خلاصة الأمر بأن نظرية الانتحار معدية ربما حقيقية...التعرض لتجربة انتحار مرتبط بشدة بالأفكار والسلوكيات الانتحارية وهو تأثير قد يستمر طويلا."

كوريا الجنوبية واليابان

من جانب اخر كان جانج تشانج يون ثملا حزينا في احدى الليالي المطيرة بعد ان أرهقته الديون عقب طلاقه...وفي لحظة ضعف اشترى المواطن الكوري الجنوبي الذي يعمل نادلا مبيدا ليضع نهاية لكل متاعبه بعد ان يتحمل بعض التشنجات التي ستحدثها المادة السامة في امعائه. وفي اللحظة الأخيرة غير الرجل رأيه حين أمسكت ابنته الصغيرة ذراعه وترجته ألا يموت.

لكن على عكس جانج لا يتراجع كثيرون في كوريا الجنوبية عن شفا هذه الهاوية حيث شهدت البلاد أعلى معدل للانتحار في العالم النامي طوال تسع سنوات متعاقبة وكانت الطريقة الاكثر شيوعا هي الانتحار بالمبيدات. وبعد مرور عشر سنوات على اقتراب جانج من شفا الموت نسب الى قرار السلطات حظر المبيدات القاتلة الفضل في خفض عدد حالات الانتحار بنسبة 11 في المئة العام الماضي وهو اول انخفاض في ستة اعوام. فقد قيدت حكومة سول انتاج الجراموكسون -وهي مادة مبيدة للاعشاب- عام 2011 وحظرت بيعها وتخزينها العام الماضي.

وجاء في تقرير قدمته حكومة سول للبرلمان ان المبيدات هي الوسيلة التي استخدمها نحو ربع الكوريين الجنوبيين الذين اقدموا على الانتحار بين عامي 2006 و2010.

وفي مجتمع يشهد مستوى عاليا من المنافسة في رابع أكبر اقتصاد في اسيا يقول خبراء ان الاشخاص الذين يعانون من الوحدة ويتعرضون للضغوط لتحقيق علامات جيدة في المدارس او يتعرضون لضغوط مالية لا يقوون عادة على الصمود. ورغم تراجع معدلات الانتحار في كوريا الجنوبية أقدم أكثر من 14 ألفا على انهاء حياتهم العام الماضي. والشريحة الاكثر عرضة للانتحار من المسنين الذين يعيشون في الريف.

على صعيد متصل سجل معدل الانتحار في اليابان أول تراجع له منذ 15 سنة، إلى ما دون الـ30 ألف حالة. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، عن وكالة الشرطة الوطنية، قولها إن عدد الذين أقدموا على الانتحار في اليابان، تراجع خلال العام الماضي، ما أدى إلى انخفاض المعدل إلى ما دون الـ30 ألفاً، للمرة الأولى منذ 15 سنة.

وأوضحت أن 27 ألفاً و858 شخصاً، انتحروا في 2012، في تراجع يقدر بـ9.1٪ أو 2793 حالة، عن عام 2011. ولفتت إلى أن 4976 من المنتحرين في الستينات من العمر، في حين أن عدد الذين انتحروا، وهم في الأربعينات والخمسينات، هو و4616، و4668 على التوالي، وبلغ عدد المنتحرين دون الـ20 من العمر 587 حالة. وأكدت الوكالة أن حالات الانتحار سجلت تراجعاً، في جميع الفئات العمرية. بحسب يونايتد برس.

وتبين أن المشكلات الصحية كان السبب الرئيس وراء الانتحار (13 ألفاً و629 حالة)، تلتها المشكلات المالية (5219 حالة)، ومن ثم المشكلات العائلية (4089 حالة). وسجل عدد المنتحرين ـ بعد محاولات عدة ـ تراجعاً بنحو 710 حالات، فبلغ 5491 حالة، وهذا أول تراجع منذ عام 2007.

انتحار على فيسبوك

في السياق ذاته أعلن ايطالي في الرابعة والعشرين من العمر عن عملية انتحاره على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قبل ان يرمي بنفسه من أحد الجسور في جنوب غرب فيينا، بحسب ما أفادت الشرطة المحلية. وهذا الشاب الذي يتحدر من منطقة ترفيزيو لم يعلل انتحاره الذي أعلن عنه على "فيسبوك". وقد تخطى حاجز سير للشرطة النمسوية على متن سيارته من طراز "بيجو"، قبل ان يقود سيارته بسرعة قصوى على الطريق السريع "إيه -2". ثم توقف فجأة أمام جسر وخرج من سيارته ورمى بنسفه من علو 50 مترا.

من جانب اخر انتحر رجل فرنسي، أمام أكثر من 10 أطفال، بباحة حضانة في باريس. ونقلت قناة فرنسا 3 عن مصدر في الشرطة، أن رجلاً يبلغ من العمر 60 عاماً، دخل إلى حضانة لا روشفوكو في الدائرة السابعة في باريس، وأطلق النار على نفسه من مسدس في الباحة أمام أكثر من 10 أطفال. وقتل الرجل على الفور بعد أن أطلق عدة رصاصات على نفسه. ودخل الرجل إلى المدرسة من دون صعوبة رغم أن لا أحد من الفريق التعليمي يعرف هويته. وتقع الحضانة بالقرب من برج إيفل، وقد شكلت فريقاً من المعالجين النفسيين لمراقبة وضع الأطفال بعد الحادثة.

على صعيد متصل أقدم رجل باكستاني على الانتحار مع أطفاله الثلاثة بسبب فشله في إعادته زوجته إلى بيته. يذكر بأن رجلاً في العقد الثالث من العمر ألقى أطفاله الثلاثة في النهر من أعلى الجسر ومن ثم قفز هو الآخر تاركاً في جيب ثوبه رسالة تشرح أسباب انتحاره مع أطفاله الثلاثة البالغة أعمارهم 6 سنوات، و5 سنوات و4 سنوات.

 وذكر الباكستاني في رسالته بأن زوجته كانت غير راغبة في العيش معه ولهذا فإنها كانت تقوم باختلاق المشاكل وتعود إلى بيت أهلها، وأنه قد أقدم على الانتحار مع أطفاله لعدم قدرته على إعادة زوجته إلى بيته. وذكر أيضاً في الرسالة ثانية تركها على أحد أعمدة جسر نهر "بي.آر.بي" قبل قفزه إلى لجة الماء بأن زوجته لم تترك أمامه أي حل سوى الانتحار، وأنه قد قرر وضع حد لحياته وحياة أطفاله.

من جهة اخرى أقدمت ربة منزل في العقد السادس من عمرها على الانتحار بإلقاء نفسها من شرفة حجرتها في بالطابق السادس من مستشفى بمنطقة العمرانية بالجيزة. وذكرت صحيفة "الأهرام" المصرية أن تحريات الشرطة المصرية أكدت أن السيدة تدعى زينب أبو بكر (60 سنة) لديها أبناء، وتعيش بمفردها وتمر بحالة نفسية سيئة، لعدم قيام أبنائها بزيارتها، ما دفعها إلى الانتحار من خلال إلقاء نفسها من شرفة شقتها بالطابق السادس.

 فيما قالت صحيفة "المصري اليوم" ان "السيدة كانت تقيم في مستشفى "الصدر" بالعمرانية، وألقت بنفسها من الطابق السادس بعد دخولها في حالة اكتئاب، نتيجة عدم زيارة أقاربها لها في المستشفى"، كما أكد مرافقو المجني عليها من نزلاء الغرفة للصحيفة أنها "كانت تعاني من اضطراب نفسي في الأيام الأخيرة، وهو ما دفعها للانتحار".

على صعيد متصل انتحرت فتاة هندية في الرابعة عشرة من عمرها برمي نفسها من الطابق السابع عشر بعدما تم كشفها تغش في امتحان مدرسي وبعد تلقيها توبيخا من والدها، على ما ذكرت صحف اماراتية. وذكرت صحيفة "خليج تايمز" الناطقة بالانكليزية ان عامل نظافة في منطقة ابراج بحيرات جميرا اكتشف جثة الفتاة على الرصيف وابلغ الشرطة. وبحسب الشرطة، فان استاذ الفتاة في المدرسة اكتشف انها تغش في الامتحان ووجه لها تحذيرا بانه سيتم فصلها من الدراسة اذا ما اعادت الكرة في المستقبل. بحسب فرانس برس.

وعند عودتها الى المنزل، تعرضت الفتاة لتوبيخ قاس من والدها، واغلقت على نفسها باب غرفتها في شقة العائلة الواقعة في الطابق السابع عشر من احد الابراج في المنطقة، قبل ان ترمي بنفسها من الشرفة. ونقلت الصحيفة عن ضابط في الشرطة قوله ان الاسرة لم تعرف بالانتحار الا لدى وصول الشرطة، فاصيبت الوالدة بحالة هستيريا. وسجلت الشرطة الحادثة على انها انتحار.

انتحار مشاهير

الى جانب ذلك نقلت باريس ابنة مايكل جاكسون البالغة 15 عاما الى مستشفى قرب لوس انجليس في غرب الولايات المتحدة بعد محاولة انتحار الا ان وضعها جيد على ما افاد مصدر مقرب من العائلة. وحاولت المراهقة ان تقطع شرايين معصمها الايمن بواسطة سكين اللحم وتركت رسالة تحدثت فيها عن الانتحار على ما اوضح موقع "تي ام زي.كوم" المتخصص باخبار المشاهير. واضاف الموقع انها تناولت ايضا كمية كبيرة من مسكنات الالم.

وافاد مصدر مقرب من العائلة طلب عدم الكشف عن هويته ان الشابة التي توفي والدها في العام 2009 "حاولت ان تقطع شرايين يدها. تشعر بالحاجة الى وجود والدها الى جانبها وسبق ان عولجت من الاكتئاب ويبدو ان ما حصل هو نداء استغاثة فعلي".. واضاف المصدر "انها في وضع صحي جيد وليست في وضع خطر".

وقال ناطق باسم الشرطة ان عناصرها تدخلوا في منزل في كالاباس حيث تقيم باريس جاكسون قرب لوس انجليس في اطار "مشكلة طبية" من دون ان يفصح عن هوية الشخص المعني. وفي بيان قالت كاثرين (83 عاما) جدة باريس "ان باريس في وضع جسدي جيد وتتلقى العناية الطبية المناسبة. الرجاء احترام حياتها الخاصة وحياة العائلة". واضافت "ان يكون الشخص حساسا في عمر الخامسة عشرة امر صعب في العموم فكيف اذا خسرتم الشخص الاقرب اليكم؟". بحسب فرانس برس.

من جانب اخر اعلن الاتحاد الروسي للجودو وفاة بطلة اوروبا 4 مرات ايلينا ايفاشتشنكو عن عمر ناهز الثامنة والعشرين دون ذكر الاسباب، فيما رجحت لجنة التحقيق الاساسية المكلفة بالتفتيش الجرمي في روسيا ان تكون الوفاة ناجمة عن انتحار. وقالت اللجنة في بيان "حسب المعطيات الاولية، رمت الشابة بنفسها من الطابق الخامس عشر. وجد جواز سفر ورسالة بالانتحار لدى الضحية". واوضحت اللجنة ان جثة الفتاة وجدت في مدينة تيومن في منطقة سيبيريا الغربية.

واعتبر الاتحاد من جانبه في بيان "ستبقى انتصاراتها محفورة دائما في التاريخ، وستبقى ايلينا ايضا حية في ذاكرة الذين عرفوها". وولدت ايلينا ايفاشتشنكو في كانون الاول/ديسمبر 1984، واحرزت 4 ميداليات ذهبية في بطولة اوروبا (2007 و2009 و2011 و2012)، وفضية (2008) وبرونزيتين (2007 و2011) في بطولة العالم.

فيسبوك وراء انتحارها

في السياق ذاته نشرت المراهقة الإيطالية كارولينا بيشيو صورها، وشاركت أفكارها، ومشاعرها على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، مثل الكثير من بنات جيلها. ولكن، وبعد أن نشر شريط فيديو للفتاة، التي تبلغ من العمر 14 عاما على "فيسبوك"، حيث تظهر ثملة في إحدى الحفلات، تحولت مواقع التواصل الإجتماعي إلى مصدر تعذيب بالنسبة إليها، إذ بادر صديق قديم ورفاقه بإرسال عدة رسائل مسيئة لكارولينا، عبر "فايسبوك".

ولكن ما بدأ على المواقع الافتراضية أثر على حياتها اليومية في المدرسة، وبين أصدقائها في قرية نوفارا، شمال ايطاليا، وأدى في النهاية إلى انتحارها بعدما رمت بنفسها من نافذة غرفتها، وذلك بعد أن تلقت بيوم واحد 2600 رسالة مسيئة. وقالت تاليتا، شقيقة الضحية، إن العائلة وأصدقاء كارولينا أرسلوا تقريرا إلى "فيسبوك"، طلبوا فيه إزالة جميع الرسائل المسيئة، إلا أن الموقع لم يتجاوب معهم. ويحاول المدعي العام في نوفورا، فرانسيسكو سالوزو، تقديم شكوى جنائية ضد "فيسبوك" لفشله في إزالة المحتوى الهجومي، الذي يعتبر السبب وراء انتحار كارولينا. بحسب CNN.

هذا، وجاء في رسالة اخيرة موجهة من كارولينا إلى الأشخاص الذين أساؤوا إليها، ما يلي: "هل تشعرون بالسعادة الآن،"... "هل أشبعتم رغبتكم بالانتقام." وقالت والدة كارولينا إن "معركتي هي في جعل المواقع الاجتماعية أكثر مسؤولية، حتى تتمكن من حماية الضعفاء." وتعليقا على القضية، قال متحدث باسم "فيسبوك": "نحن نشعر بحزن عميق لوفاة كارولينا المأساوي، وقلبنا مع عائلتها وأصدقائها."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 2/آذار/2014 - 29/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م