شبكة النبأ: مع تزايد الضغوط والمشاكل
الاجتماعية اليومية على الأفراد فقد أصبحت الإصابة بالاضطرابات
والأمراض النفسية والمشاكل سلوكية أكثر شيوعاً، وهي في زيادة متواصلة
في كل المجتمعات دون استثناء، وتشير الإحصائيات الصادرة من منظمة الصحة
العالمية إلى تزايد هائل في انتشار الاضطرابات النفسية في العالم نتيجة
لعوامل كثيرة ومتداخلة، حيث إن الاضطرابات النفسية تصيب أعدادا كبيرة
من الناس في مختلف مراحل العمر، ومن مختلف المستويات الاقتصادية
والاجتماعية، وتتسبب في تدهور ومعاناة يمتد تأثيرها من المريض إلى
الأسرة و المجتمع.
وهذه التحدي الكبير دفع العديد من العلماء والباحثين الى مواصلة
جهودهم ودراسات الطبية الخاصة التي تهدف الى تحسين واقع الصحة النفسية
من خلال تحديد بعض المسببات الخاصة التي يمكن تجنبها او العمل على وضع
برامج علاجية مختلفة قد تسهم بزوال تأثير تلك الامراض، وفي هذا الشأن
فقد وجدت دراسة علمية ان اسواق المال قد تكون عرضة للتأثر بمستويات
توتر المتعاملين بصورة أكبر مما كان يعتقد من قبل وان المستويات
العالية لهرمون الكورتيزول قد تدفعهم الى تجنب المخاطرة.
وتخلص النتائج التي تقلب رأسا على عقب المزاعم الى أن شهية
المتعاملين للاقدام على المخاطرة تظل ثابتة رغم تقلبات السوق صعودا
وهبوطا إلى ان التوتر قد يجعل المتعاملين أكثر حذرا هو ما يزيد الازمات
المالية سوءا بينما هناك حاجة للمخاطرة لدعم الاسواق المنهارة. وأجريت
الدراسة على المتعاملين في مدينة لندن وشملت تأثير هرمون الكورتيزول
على السلوك. وخلص الباحثون الذين ترأسهم الدكتور جون كوتس وهو متعامل
سابق تحول إلى عالم أعصاب الى ان نزعة الحذر هذه ربما "أسيء تقديرها
بشكل مناسب" كسبب من أسباب عدم استقرار الاسواق. ونشرت نتائج الدراسة
في دورية الاكاديمية الوطنية للعلوم National Academy of Sciences (PNAS.
بحسب رويترز.
وقال كوتس أيضا ان نتائج الدراسة قد عدلت من فهمهم للمخاطر حيث ان
النماذج المالية والاقتصادية ترتكز حتى الآن بصورة كبيرة على الزعم بان
ميول المخاطر الشخصية للمتعاملين تظل ثابتة طوال دائرة السوق. وبنى
فريق كوتس هذه الدراسة على نتائج بحث سابق أجري على متعاملين في مدينة
لندن وجد ان مستويات الكورتيزول ارتفعت بنسبة 68 بالمئة خلال فترة لعدم
استقرار السوق استمرت اسبوعين.
تحورات جينية
على صعيد متصل أظهرت دراسة أن الأشخاص المصابين بالفصام يعانون من
تحورات جينية تتجمع في بروتينات ذات دور محوري في وظائف المخ مما يطرح
نظرة جديدة للمرض ويربط بينه وبين اضطرابات دماغية أخرى مثل التوحد.
وجاء في ورقتين بحثيتين نشرتا في دورية نيتشر Nature وتشكلان معا أكبر
دراسة جينية من نوعها أن بعض العلماء قاموا بتحليل تحورات جينية جديدة
في الأشخاص المصابين بالفصام ووجدوا أنها تخل بعمل مجموعة من
البروتينات تقوم بوظائف ذات صلة بالمخ. وتوجد التحورات الجينية الجديدة
في الأشخاص المصابين ولكنها لا توجد في آبائهم مما يعني أنها ليست
وراثية.
وقال الباحثون إنه فضلا عن تحديد كيفية تأثير التحورات الجينية على
وظيفة المخ تشير نتائج الدراسة أيضا إلى وجود تداخل مع أسباب اضطرابات
دماغية أخرى مثل التوحد والإعاقة الذهنية. وقال ميك أودونوفان من جامعة
كارديف البريطانية الذي شارك في إعداد البحث "حقيقة أننا استطعنا تحديد
درجة من التداخل بين الأسباب الرئيسية للفصام وأسباب التوحد والإعاقة
الذهنية تشير إلى أن... هذه الاضطرابات قد تشترك في بعض الآليات."
وأضاف أن النتائج "تظهر لنا أننا استطعنا للمرة الأولى فهم واحدة من
عمليات المخ الرئيسية التي تصاب بخلل في هذا الاضطراب."
والفصام واحد من أكثر الأمراض النفسية الخطيرة شيوعا إذ يصيب نحو
واحد بالمئة من سكان العالم. ولم تتضح للعلماء أسبابه بالضبط ولكنهم
يعتقدون أنها قد تكون مزيجا من الاستعداد الجيني لهذا الاضطراب وبعض
العوامل البيئية. وقام الباحثون بفحص عينات من الحمض النووي (دي.ان.ايه)
من 623 مريضا بالفصام وآبائهم. بحسب رويترز.
وفي دراسة منفصلة قام فريق آخر بتحليل التركيبات الجينية لأكثر من
2500 مصاب بالفصام ولنفس العدد تقريبا من غير المصابين للمقارنة بينهم.
ووجد الباحثون أن التحورات الجديدة تلعب دورا في الإصابة بالفصام ويبدو
أنها تتجمع في بروتينات تساهم في تنظيم قوة الاتصال بين الخلايا
العصبية وتلعب أدوارا مهمة في نمو المخ والتعلم والذاكرة والمعرفة.
أكثر اكتئاباً
من جانب اخر ذكرت دراسة بريطانية أن الاضطرابات النفسية أكثر شيوعاً
بنسبة 20 إلى 40 في المئة لدى النساء من الرجال جراء التوتر الذي
يتعرضن له بسبب توليهنّ مهاماً عديدة. وقال البروفسور دنيال فريمن، وهو
عالم نفسي من جامعة أكسفورد، في دراسة أن "التحقيق الأول المنهجي
لاستطلاعات صحية نفسية وطنية، أظهرت أن الاضطرابات النفسية أكثر شيوعاً
بنسبة 20 إلى 40 في المئة لدى النساء من الرجال". وأوضح فريمأن أن
التوتر الناجم عن الضغط على النساء لأداء أدوار عديدة هو عامل أساسي
لارتفاع معدلات الاكتئاب، والرهاب لديهنّ.
وأشار إلى أن "النساء يصبن بمعدلات أكثر ارتفاعاً من التوتر جراء
المتطلبات المرافقة لأدوارهنّ الاجتماعية". وقال فريمأن أنه "يُتوقع من
المرأة أن تكون الراعية، ومربية المنزل، والعاملة، كما يطلب منها في
الوقت عينه أن يكون جسمها رشيقاً، ومظهرها مثالياً". وأضاف "علماً أن
العمل المنزلي يتم تقليل أهميته، ونظراً إلى أن النساء غالباً ما
يتقاضين رواتب أقل، ويجدن صعوبة في التقدم في وظائفهنّ، ويتعيّن عليهنّ
القيام بعدة أدوار في أن، ويتم إمطارهنّ بصور عن المرأة "المثالية"،
فمن الطبيعي أن يكون لهذه العوامل أثر نفسي عليهن"، لافتاً إلى أن "هذه
العوامل تشكل عناصر ضغط قد تجعل النساء يشعرن بأنهنّ أخفقن، وبأنهن لا
يملكن مكونات النجاح الضرورية، وبأنه تم التخلي عنهنّ". وأوضح أن "هذا
النوع من المشاعر قد يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب". بحسب
يونايتد برس.
وقال دانيال فريمن، والكاتب الآخر للدراسة، البروفسور جيسون فريمن،
من قسم العلوم النفسية في جامعة أكسفورد، أن النساء يعانين معدلات أكثر
ارتفاعاً من الاكتئاب، والرهاب، والأرق، والضغط ما بعد الصدمة،
واضطرابات الأكل. غير أنهما أشارا إلى أن الرجال يعانون أكثر من مشكلات
تعاطي الكحول والمخدرات، والسيطرة على الغضب. وقال جيسون فريمن أنه "حتى
بالنسبة إلى المشاكل الأكثر شيوعاً لدى النساء، مثل القلق والاكتئاب،
فأنها تؤثّر أيضاً في عدد كبير من الرجال".
التنمر وقصار القامة
الى جانب ذلك قالت دراسة طبية أمريكية أن الاطفال الذين تعرضوا
للقهر ممن هم اقوى منهم او اتصفوا بهذه الصفة عرضة اكثر من غيرهم
للإصابة بالاكتئاب والقلق واضطراب الهلع لسنوات تالية. وقالت الدراسة
إن الباحثين عرفوا من قبل أن "التنمر" قد يكون له تأثير نفسي سواء على
من اتصفوا به او كانوا ضحية له لكن لم يتضح إلى متى يمكن لهذه الآثار
أن تستمر.
ولكن الدراسة الأخيرة التي نشرت في دورية جمعية الطب الأمريكية JAMA
Psychiatry قالت إن الاكتئاب والقلق المرتبطين بالتنمر خلال فترة
المدرسة يستمران على الأقل حتى فترة منتصف العشرينات من العمر. وأوضحت
الدراسة أن أسوأ الحالات هي الأشخاص الذين اتصفوا بالتنمر وكانوا ضحية
له أيضا.
وقال وليام كوبلاند خبير الأمراض النفسية ورئيس الفريق الذي اعد
البحث في المركز الطبي التابع لجامعة دوك في نورث كارولاينا "اضرار
التنمر قصيرة الأجل معروفة بشكل واضح. لكن انتابتني الدهشة لأنه وبعد
مرور عقد من التعرض للتنمر وبعد اجتياز نوع من الانتقال الى البلوغ نرى
استمرار بعض الآثار."
وشارك في بحوث الفريق 1420 شابا من غرب ولاية نورث كارولاينا واجهوا
اسئلة عن تجاربهم مع التنمر في مراحل مختلفة من حياتهم خلال الفترة من
سن التاسعة وحتى السادسة عشرة ثم جرت متابعتهم وتقييم ادائهم السلوكي
حتى سن السادسة والعشرين.
في السياق ذاته قال بحث ان من يتعرضون لمواقف اجتماعية ناجمة عن قصر
قامتهم هم اكثر عرضة للإصابة بجنون العظمة وعقدة النقص وغياب الثقة
بالنفس. وفي دراسة نشرت في دورية الأبحاث النفسية أثبت علماء ان جعل
الانسان يشعر بأنه قصير القامة افتراضيا ينقل له شعورا سيئا عن نفسه
وخوفا من أن الاخرين يريدون إيذاءه.
ويقول علماء إن البحث يظهر كيف ان عدم تقدير الشخص لنفسه يمكن ان
يؤدي الى تفكير يتسم بجنون العظمة وانه يمكن استخدام البحث في تطوير
علاجات نفسية أكثر فعالية لهذه المشكلة الخطيرة. وقال دانييل فريمان من
جامعة أوكسفورد الذي قاد الدراسة "طول القامة مرتبط بنجاح كبير في
العمل والعلاقات. طول القامة يفسر على أنه سلطة نحن نشعر بالطول حين
نشعر أننا أقوى." بحسب رويترز.
وشرح أنه في هذه التجربة حين يحدث تقصير للقامة بشكل افتراضي يشعر
الناس بالدونية وهذا يجعلهم يشعرون بانعدام ثقة شديد في الناس. وقال
فريمان "كل هذا حدث في محاكاة للواقع الافتراضي لكننا نعرف أن الناس
يتصرفون في الواقع الافتراضي كما يتصرفون في الحياة الحقيقية."
صدمات كهربائية
على صعيد متصل كشفت إحدى الدراسات عن أن العلاج بالصدمات الكهربائية،
قد يكون مفيداً للتخلص من ذكريات عاطفية معينة. وأظهرت الأبحاث التي
نشرت في الدورية الأمريكية لعلوم الأعصاب لأول مرة، أنه يمكن التلاعب
بذكريات الإنسان من خلال التدخلات المادية مثل الصدمة الكهربائية.
ويمكن أن تؤدي نتائج الدراسة إلى علاجات جديدة لأمراض عدة من بينها
الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، وحتى الإدمان، وكلها تنطوي على
ذكريات تعتبر تدخلية ومدمرة.
وشمل البحث 42 شخصاً يعانون من حالة الاكتئاب الشديد، وافقوا على
الخضوع للعلاج بالصدمة الكهربائية، والذي عادة ما تستخدم كملاذ أخير
بعدما تفشل جميع التدابير الأخرى. ويعرف العلاج بالصدمات الكهربائية
بآثاره السلبية على الذاكرة بشكل عام. ويريد العلماء معرفة ما إذا كان
العلاج يعطل الذاكرة العاطفية التي شكلت حديثا، ويعالج حالة الاكتئاب.
وأشرف على الدراسة البروفيسور مارجين كروس في معهد "دوندرز" لوظائف
الدماغ والسلوك والمعرفة، حيث طلب من المشاركين مشاهدة شريحتي عرض،
واحدة تخبر قصة صبي صدمته سيارة ومات بينما كان يسير مع والدته،
والأخرى تصور شقيقتان، إحداهما اعتدي عليها وتعرضت للتحرش من قبل أحد
المجرمين.
وبعد أسبوع، عرض على المشاركين نسخة مغطاة جزئيا من الشريحة الأولى،
وطلب منهم أن يتذكروا إحدى القصتين. ثم، تم تقسيم المرضى إلى مجموعات
ثلاث، بينها مجموعتان خضعتا للعلاج بالصدمات الكهربائية مباشرة بعد
مرحلة التذكر والاختبار. أما إحدى هاتين المجوعتين، فتم امتحان أفرادها
بتذكر القصتين مباشرة بعدما استفاقوا من المخدر الذي يستخدم في عملية
العلاج، فيما الأخرى تم اختبار أحد أفرادها بعد مرور 24 ساعة. أما
المجموعة الثالثة فخضعت للاختبار، ولكن ليس للعلاج بالصدمات
الكهربائية.
أما المرضى الذين تم اختبارهم بعد الاستيقاظ من العلاج، فتذكروا
القصة بطريقة متساوية، فيما المجموعة التي لم تتلق العلاج بالصدمات
الكهربائية فتذكرت القصة التي تم اختبارها فيها. أما المجموعة التي
خضعت للإمتحان بعد مرور يوم، فتذكر أفرادها بعض أجزاء من القصة. ويعتقد
العلماء أن توقيت اختبار الذاكرة مهم، إذ أن تأثير الكهرباء يستغرق
وقتا طويلا للتدخل في عملية تخزين الذاكرة. بحسب CNN.
ويخطط كروس للنظر في ما إذا كان المرضى الذين يطلب منهم التفكير
بذكرياتهم المؤلمة قبل العلاج بالصدمات الكهربائية سيخسرون تلك
الذكريات، أو أن أثرها سيكون مخففا بما يحسن من حالة الاكتئاب. ولكن
العلاج يثير تساؤلات أخلاقية عميقة حول تأثير إزالة الذكريات السلبية
أو الصعبة بشكل انتقائي على الكائن البشري.
خير وسيلة
الى جانب ذلك فثمة من ينصح الآباء لضرورة اتباع أساليب توعية متطورة
عند التعامل مع المراهقين. فمع قليل من المعرفة يمكن للآباء تربية
أبنائهم المراهقين بالطريقة الصحيحة. فحسب ما يقول أخصائي علم النفس،
مارك كراوفورد، فإن "الدماغ في سن المراهقة لا يكون مكتملا تماما، خاصة
بالفص الجبهي منه،" وهو الجزء المتعلق باتخاذ القرارات بالدماغ.
ومما لاشك فيه، فأن وضع قيود على سلوكيات المراهقين يكون محفوفا
بالمخاطر، ولكن قد يضطر الآباء لسلوك هذا الطريق أحيانا. فيقول
كراوفورد عن ذاك: "يجب أن تكون لدينا الإرادة لوضع بعض القيود،
فالمراهقين يتخذون قرارات خاطئة أحيانا وبالتالي علينا إرشادهم للطريق
الصحيح." بحسب CNN.
ومن بين الامور التي يفضل عملها، محاولة غرس الشعور بالمسؤولية في
داخلهم، عن طريق تكليفهم بمهام وأعمال جديدة. ورغم أن ذلك قد يكون
مقلقا احيانا، إلا أننا بحاجة في بعض الأوقات إلى تركهم يفشلون. وحسب
أخصائي علم نفس، "لا أحد يستطيع تطوير نفسه دون المرور في بعض التجارب
الصعبة." إلا أن كراوفورد، ينبه إلى أنه "لا نستطيع التنبؤ بتكوين
الشخص الذي نريد، لذا علينا ترك المجال لهم لصقل أنفسهم." ويضيف
الأخصائي بأن الأطفال لا يحتاجون إلى آباء مثاليين، وإنما إلى آباء
يحبونهم ويؤثرون في حياتهم.
خمس نصائح ذهبية
عادة، ما يتحمل الكثير من الأشخاص الآلام والاضطرابات النفسية خلال
مراحل الحياة، من بينها الشعور بالرفض أو الفشل، وذلك بطريقة مشابهة
لكيفية تحمل أوجاع الجسم. ولكن بينما قد يداوي بعض الأشخاص جروحهم
الجسدية، بالمراهم والضمادات، فإن هؤلاء قد لا يكون لديهم الوسائل
ذاتها لمعالجة الاضطرابات النفسية. وهنا خمسة أسئلة عامة يطرحها
الأشخاص، لدى معاناتهم من الآلام النفسية:
1. لماذا الشعور بالرفض يسبب الإحباط؟ يؤثر الشعور بالرفض، على
تنشيط بعض المسارات في الدماغ، التي تنشط بدورها لدى الشعور بأوجاع
الجسم. ويمكن أن يكون الشعور بالرفض موجعا، ويؤثر على أسلوب التفكير،
ونسبة الذكاء، وقوة الذاكرة، والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة.
2. يعتبر علماء النفس من بين الأشخاص الذين يمكن أن نخبرهم عن حقيقة
مشاعرنا، ولكن إذا كان التفكير مليا في أسباب الإصابة بالإحباط، يحسن
من شعور بعض الأشخاص، إذا لماذا يعتبر الانغماس بشعور بالاكتئاب سلبيا
لهؤلاء؟.
ويشير المعالجون النفسيون إلى أن محاولة إظهار ما يشعر به الأشخاص،
بعد تجربة مؤلمة يؤدي غالبا إلى الشعور بالتفهم والمعرفة، ما يمكن أن
يقاوم حالة الإحباط النفسي ويساعد الشخص على التقدم في الحياة. أما إذا
تذكر الشخص الشعور بالحزن، من دون محاولة معالجته، فإن هذا الأمر قد
يساعد أكثر في تكرار الأفكار السلبية ذاتها، والذكريات السيئة، والشعور
بالقلق، بلا اكتساب أي نظرة جديدة لكيفية التعاطي مع الشعور بالحزن.
3. هل من الممكن أن يتفادى الشخص تأثير تجربة فاشلة معينة على نظرته
إلى ذاته؟. عادة، ما يؤدي الشعور بالفشل إلى تدمير الثقة بالذات، إذ
يشوه التصورات الذاتية، ويجعل من الوصول إلى الأهداف أكثر صعوبة. لذا،
من أجل تفادي خسارة الثقة بالذات، يجب أن يتخطى الشخص الشعور بالعجز
الذي عادة ما يمتلكه بعد المرور بتجربة فاشلة.
4. لماذا ينتاب بعض الأشخاص الشعور بالذنب، خصوصا إذا تسببوا بإيذاء
مشاعر الآخرين، حتى بعد أن يعتذروا على فعلتهم؟. ويعتبر الإحساس بالذنب
شعورا ذات فائدة، خصوصا أنه ينبه الشخص أن أفعاله قد تكون مؤذية
للآخرين، ما يعطيه الفرصة لإعادة التفكير في تصرفاته تجاه الآخرين.
ورغم أن الشعور بالذنب هو صمام الأمان الذي يحمي العلاقات بين
الاشخاص، إلا أن هذا الشعور قد يكون لديه تاثيرات سلبية أكثر منها
ايجابية، إذا تضخم وأصبح مزعجا، ما يعرقل القدرة على التركيز،
والاستمتاع بالحياة. بحسب CNN.
5. لماذا بعض الأشخاص الذين يتلقون يوميا تأكيدات إيجابية، يستمرون
بالشعور بالنظرة الدونية إلى ذاتهم؟ وغالبا، فإن المشاعر الايجابية لا
تؤثر بالأشخاص الذين لديهم نظرة دونية إلى الذات، وقد تجعلهم هذه
المشاعر يشعرون بشكل أسوأ، أو يرفضون الاعتراف بها لأنها ليست من ضمن
معتقداتهم. لذا، يجب أن يتأثر هؤلاء الأشخاص بالتأكيدات الإيجابية التي
تعزز الثقة بالذات بدلا من ذلك، ومن بينها مثلا تكرار مقولة "سأكون
شخصا مخلصا ومحبا وداعما"، أو "أنا شخص مسؤول، وأشعر بالحماسة، وأتمتع
بمهنية عالية". |