قطر.. انتهازية تقتات على الفساد

 

شبكة النبأ: سعت قطر منذ البداية الى تحقيق طموحها الرياضي نحو الشهرة العالمية واعتبارها كبطاقة نحو عالمية قطر، ويبدوا ان هذا الطموح قد اصطدم بالعديد من الأمور الواقعية التي اجبرتها على إعادة حساباتها.

حقوق الانسان ونظام الكفالة للعمال الأجانب، كانت من أولى المعوقات التي اندرجت تحت بند الخط الأحمر لمن دعم وساهم في إيصال قطر الى النجومية الرياضية، سيما وان التقارير الرسمية تشير الى تردي كبير في الأوضاع الإنسانية لألاف العاملين في بناء البنى التحتية والملاعب والمدن الرياضية، الى جانب مسالة ارتفاع درجة الحرارة التي اخذت حيزاً كبيراً من النقاش وسط تطمينات متبادلة لتحويل وقت انطلاق المونديال القطري، إضافة الى اعتماد تكنولوجيا حديثة في الملاعب لتبريدها.

في سياق متصل قال رئيس اللجنة القطرية الوطنية لحقوق الانسان علي بن صميخ المري ان نسبة وفيات الهنود التي كشفت عنها السفارة الهندية في قطر تبدو طبيعية مقارنة بتعداد الجالية، مشيرا الى وجود حملة ضد بلاده التي ستستضيف كاس العالم لكرة القدم في 2022، واتى تعليق المري بعد ان اظهرت ارقام كشفت عنها سفارة الهند في قطر ان أكثر من 450 عاملا هنديا توفوا في هذا البلد خلال السنتين الماضيتين.

وكانت قطر التي تستضيف كاس العالم لكرة القدم في 2022، تعرضت لانتقادات شديدة بسبب ظروف عمل واقامة الاجانب العاملين في المشاريع المرتبطة بالمونديال، واشارت تقارير صحافية الى تسجيل نسب وفيات مرتفعة بين العمال.

وقال المري الذي يراس اللجنة الوطنية لحقوق الانسان، وهي لجنة تقدم نفسها على انها مستقلة وانما اسست بمرسوم حكومي، "ليس لدينا ارقام دقيقة، ولكن بالنسبة للمعلومات التي نشرت عن موضوع الوفيات في صفوف الجالية الهندية، فان هذه الجالية هي اكبر جالية في قطر، وعددها اكثر من نصف مليون نسمة، اي ضعف عدد المواطنين القطريين".

واضاف "اذا ما نظرنا الى عدد الوفيات لدى القطريين في السنتين الماضيتين، وهم ليس بينهم عمال ووفياتهم طبيعية، نرى ان ارقام الوفيات لدى الجالية الهندية طبيعية، هذا من حيث المبدأ"، وشدد المري على وجود "حملة على قطر" معتبرا ان هذه الحملة "لا تخفى على احد، وهي من بعض الجهات والمنظمات"، مطالبا الجهات التي تكشف عن اعداد الوفيات بان توضح ظروف هذه الوفيات.

لكنه قال ان اللجنة لا تكف عن المطالبة "بان يكون هناك مزيد من التحسين لظروف العمل للعمالة الوافدة"، واعتبر ان "بالفعل مؤخرا، تم اصدار عدد من المعايير التي ستطبق على المشاريع المرتبطة بالمونديال".

وكانت اللجنة العليا للمشاريع والارث، وهي اللجنة المنظمة لمونديال 2022 في قطر، اعلنت في وقت سابق هذا الشهر انه تم تحديد معايير جديدة لحماية العمال الاجانب الذين يشاركون في الاعمال المرتبطة بالمونديال، بما في ذلك معايير لضمان حصول العمال على رواتبهم بشكل منتظم ولضمان اقامتهم في أفضل الظروف.

وقال المري "نحن كلجنة وطنية نراقب اوضاع حقوق العمال، ونرى ان هناك مبادرات جدية من قبل الحكومة القطرية، لإيجاد حلول لهذه الاشكاليات، ونتطلع الى تنفيذ هذه المبادرات"، وكانت الارقام التي كشفت عنها السفارة الهندية في قطر بطلب من وكالة فرانس برس في إطار القانون الهندي حول الحق بالحصول على المعلومات، اظهرت ان 20 عاملا هنديا كمعدل لقوا حتفهم كل شهر في 2012 و2013. بحسب فرانس برس.

وسجلت 237 حالة وفاة في 2012 و218 حالة حتى الخامس من كانون الاول/ديسمبر 2013، ولم تتضح ظروف هذه الوفيات كما ان السفارة لم تكشف عن مضمون المراسلات بينها وبين الحكومة الهندية حول الوفيات في صفوف العمال الهنود.

فيما أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) انه يعول على تنظيم مونديال 2022 في قطر من اجل تحسين وضع حقوق الانسان في الامارة، لكنه لا ينوي اعادة النظر في منحها شرف هذا التنظيم، وقال عضو اللجنة التنفيذية للفيفا ثيو تسفانتسيغر امام لجنة حقوق الانسان في البرلمان الاوروبي في بروكسل ان تنظيم كأس العالم في قطر يشكل "مخاطرة وفرصة في آن معا، هذا التنظيم قد يسمح بتحسين وضع حقوق الانسان".

واضاف "حقيقة، وضع العمال الاجانب في ورشات العمل المتعلقة بكأس العالم غير مقبول ومخيف، لكنه سحب كأس العالم من قطر هو امر غير منتج"، مؤكدا "من الناحية القضائية، الغاء كأس العالم في قطر، واذا ما سحبنا التنظيم منها فذلك يعني ان الامور ستبقى على حالها وانتهاكات حقوق الانسان ستستمر".

ووعد تسفاتسيغر بان الفيفا "لن يغمض عينيه" عن الاستغلال، لكنه "لا يستطيع وحده القيام بكل شيء"، مشددا على ان "كأس العالم قد يساهم بتحسين الامور على المدى الطويل"، ودعي الى اجتماع البرلمان الاوروبي ايضا المدير العام المساعد لمنظمة العمل الدولية جيلبير هونغبو والامين العام للاتحاد الدولي للنقابات السيدة شاران بارو اللذين حملا على "النظام الاقطاعي" في قطر حيث لا وجود لحقوق الانسان، وقالت بارو "قطر بلد عبودي".

من جانبه، روى لاعب كرة القدم الفرنسي من أصل جزائري زهير بليونس والدموع تنهمر من عينيه "معاناته القاسية لمدة عامين" في قطر حيث احتجز 17 شهرا دون امكانية لمغادرة الامارة بسبب خلاف على الاجر، يذكر ان بليونس قرر بعد مغادرة قطر اواخر تشرين الثاني/نوفمبر مقاضاة رئيس نادي الجيش الذي انضم اليه عام 2007، الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، شقيق امير قطر الحالي تميم بن حمد.

وتعتبر الكفالة التي تمنع المستخدمين الاجانب بمن فيهم الغربيون من فسخ عقودهم دون موافقة الوصي (الكفيل) وغالبا ما يكون رب العمل، العماد الاساسي في الحياة الاقتصادية في قطر صاحبة اعلى ناتج محلي (110 الاف دولار سنويا للشخص الواحد).

واعتبر جيمس لينتش أحد قيادي منظمة العفو الدولية ان ما يوجد في قطر هو "عمل سخرة"، ورد تسفانتسيغر على هذه التصريحات بالقول "النظام الاقطاعي للكفالة موجود في قطر قبل منحها استضافة كأس العالم، ماذا تنتظرون منا ان نفعل، الفيفا لا يمكنه الغاء نظام الكفالة وعلى غيرنا القيام بالضغط من اجل اختفاء هذا النظام".

معايير جديدة

من جهتها أعلنت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر أنه تم تحديد معايير جديدة لحماية حقوق العمال الأجانب في قطاع الإنشاءات، وذلك بعد اتهامات تعرضت لها قطر باستغلالهم.

وقالت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في بيان إنه فيما سيتم البدء بتنفيذ أول ملعب من الملاعب الخمسة المقترحة لاستضافة المونديال، أصدرت "معايير العمال، وتم إدراجها في جميع عقودها بما يتماشى مع قانون العمل القطري وأفضل الممارسات الدولية"، وبحسب البيان، حددت هذه المعايير "مبادئ وأسس واضحة من شأنها أن تحمي حقوق العمال في جميع مراحل عقودهم حتى انتهائها".

وتتضمن هذه المعايير أن يلتزم المقاولون بإنشاء حسابات مصرفية لعمالهم "مما يساعد على تسهيل دفع أجورهم"، فضلا عن "إنشاء نظام تدوين المعاملات الذي يساعد بدوره اللجنة العليا على التحقق من حصول جميع العمال على كامل أجورهم وفي الوقت المحدد"، أما في موضوع الإقامة، فتنص المعايير على أن "يلتزم المقاولون بتوفير المواصفات الشاملة لأماكن إقامة العمال ووضع المبادئ والأسس الواضحة التي تخص عدد الأسرة في الغرفة الواحدة مرورا بتوفير الحد الأدنى من مستوى النظافة".

وأكدت اللجنة "احتفاظها بحق معاقبة المقاولين الذين لا يلتزمون بمعايير أوضاع العمال، أو لجوئها في حالات الضرورة القصوى، إلى إنهاء عقدها مع الشركة التي تتجاوز هذه المعايير"، كما تعهدت بالعمل مع شركات المقاولات من أجل تحسين المعايير، وكانت عدة منظمات حقوقية دولية إضافة إلى البرلمان الأوروبي، وجهدت انتقادات لقطر بسبب ظروف عمل العمال الأجانب وعدم توفير الحماية اللازمة لحمايتهم من الاستغلال.

كأس العالم خلال الصيف

من جهة أخرى صرح جيروم فالكه، أمين عام الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بأن كأس العالم 2022 المقرر تنظيمها في قطر لن تقام في فصل الصيف، لكن على الأرجح "ستقام خلال الفترة ما بين 15 نوفمبر و15 يناير على أقصى تقدير".

وجاء كلام فالكه إلى إذاعة "راديو فرانس أنفو" في الوقت الذي أطلق فيه فيفا مشاورات في تشرين الأول/أكتوبر الماضي حول تاريخ إقامة البطولة في قطر حيث تبلغ الحرارة في الصيف حوالي 50 درجة مئوية، وسيعلن عن التاريخ الرسمي لإقامة مونديال 2022 في كانون الأول/ديسمبر 2014 خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية للفيفا.

وقال فالكه "إذا لعبتم في الفترة من 15 تشرين الثاني/نوفمبر حتى نهاية كانون الأول/ديسمبر، تكون الأجواء المناخية مثالية وهي توازي درجات الحرارة في ربيع ساخن نوعا ما في أوروبا تقارب 25 درجة مئوية وبالتالي فإنها أجواء مثالية لممارسة كرة القدم".

ويقوم فيفا بالتشاور مع كافة الأطراف المعنية بنقل كأس العالم 2022 إلى فصل الشتاء وهي الاتحادات، الأندية، اللاعبون، الإعلام، الشركات الراعية والجهات النقالة للمباريات وتنتهي عملية التشاور في آب/أغسطس المقبل، قبل التوصل إلى اتفاق في كانون الأول/ديسمبر المقبل.

الى ذلك فان ستكون قطر جاهزة لاستضافة مونديال 2022 لكرة القدم في اي فصل يختاره الاتحاد الدولي للعبة بحسب ما اكد ناصر الخاطر المدير التنفيذي للاتصالات والتسويق في اللجنة العليا، معتبرا ان الملاعب ستكون مكيفة حتى لو اقيمت النهائيات في الشتاء.

وقال الخاطر: "نخطط حتى الان لاستضافة المونديال في فصل الصيف، لذلك قدمنا ترشيحنا وهذا ما وعدنا به، لكن اعتقد انه من الطبيعي ان يتوافق مجتمع كرة القدم على تغيير معين، فيما يخصنا، سنكون جاهزين في اي موعد يتم اختياره من قبلهم، سوف نبقى مركزين على هدفنا، وهو الجهوزية بغض النظر عما يحدث".

وعما اذا كانت الملاعب ستكون مكيفة حتى لو اقيم المونديال شتاء، قال الخاطر: "لم تتغير خططنا، الملاعب لن تكون مخصصة فقط للمونديال، لدينا بطولة محلية يمكنها الاستفادة، بما اننا نلعب بين ايلول/سبتمبر وايار/مايو وبالتالي خلال فترات حارة، لذا ستكون الملاعب مكيفة في كل الأحوال، هذا يعني انه بإمكاننا فتح افاق لباقي الدول كي تتوفر هذه التكنولوجيا ليس فقط للملاعب.

هذا يتضمن كل الاماكن العامة والمفتوحة، ومنها مناطق المشجعين والحدائق العامة، يمكن لدول اخرى ان تستضيف احداث مماثلة برغم احوال الطقس ويمكنها العمل معنا لإيجاد حلول"، وكان تبريد الملاعب حيث تتم المحافظة على الحرارة بين 26 و28 درجة، منذ البداية الحجة التكنولوجية لدى القطريين للدفاع عن مشروعهم.

وبقي رئيس "فيفا" السويسري جوزيف بلاتر فترة طويلة على الحياد قبل ان يميل الى تنظيم المونديال في الشتاء، فأثار اقامته في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر بدلا من كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير لتجنب وقوعه في فترة اقامة الالعاب الاولمبية الشتوية.

وعن بدء العمل بالملاعب، قال الخاطر: "نعتقد ان العام 2014 سيكون بدء الترجمة الفعلية للأعمال، قدمنا تصميما لملعب الوكرة في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وبدأت الاعمال.

وسوف نعلن عن اطلاق العمل في خمسة ملاعب جديدة في 2014، خططنا لبناء 12 ملعبا في ملفنا، لكننا نعلم ان العدد سيكون في نهاية المطاف بين 8 و12، تستمر المناقشات مع الاتحاد الدولي في هذا الشأن"، وحول سوء معاملة العمال الاجانب في مواقع البناء والتي اثارت انتقادات كبيرة للدولة الغنية بالغاز، برر الخاطر: "من الجيد ان تتم الاضاءة على هذه المسألة، لكن لا يجب التعميم في هذا المجال. نعم، هناك اشخاص ينتهكون القوانين، ويقومون بأشياء غير قانونية.

وهذا يعني انه يجب اعادة النظر للتأكد من عدم تكرارها، وأكبر المسؤولين في الحكومة يأخذون هذا الامر على محمل الجد، لقد وضعنا قواعد فيما يخص عافية العمال وستكون الزامية على كافة العقود، هذا يشمل كل التفاصيل، حول كيفية ضمان حقوقهم والحماية لهم ودفع اجورهم في الوقت المحدد، سيكون لدينا نظاما في غاية الصلابة للتأكد من تطبيق وتنفيذ هذه الشروط".

ماذا بعد المونديال

في سياق متصل، "ان تكون كلمتك مسموعة في اللجنة الاولمبية الدولية قد يكون اكثر اهمية منها في الامم المتحدة، فقرارات اللجنة الاولمبية الدولية دائما ما يتم تنفيذها"، هذا التصريح الشهير الذي ادلى به الشيخ حمد بن خليفة امير قطر السابق في احدى المقابلات الصحافية يجسد اهمية الرياضة لدى دولة قطر والتي جعلت منها اداة للاعتراف بها عاصمة للرياضة في الشرق الاوسط من خلال استضافة ابرز الاحداث في السنوات الاخيرة منها دورة الالعاب الاسيوية عام 2006، وكأس اسيا لكرة القدم 2011، وبطولة العالم لألعاب القوى داخل قاعة مقفلة عام 2010.

ولن يتوقف هذا الامر عند هذا الحدود، لان قطر تتصدى لاستضافة كأس العالم لكرة اليد مطلع العام المقبل، بالإضافة الى اهم حدث رياضي عالمي على الاطلاق والذي يتمثل بكأس العالم لكرة القدم عام 2022 وذلك للمرة الاولى في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وزرع الامير السابق في نفوس ابنائه وشعبه حب الرياضة وعشقها وممارستها رافعا شعار "الرياضة هي الديانة الوحيدة التي يمارسها الجميع".

فنجله الشيخ تميم امير الذي خلفه في حزيران/يونيو الماضي هو لاعب كرة مضرب سابق (شارك في مباريات رسمية في الزوجي الى جانب ناصر الخليفي رئيس باريس سان جرمان) كما يرأس اللجنة الاولمبية في بلاده ويشغل منصبا في اللجنة الاولمبية الدولية، في حين يعتبر نجله الاخر جاسم بن حمد صاحب فكرة انشاء اكاديمية اسباير اكبر قاعة رياضة مقفلة في العالم والتي تضم في مرافقها ملاعب متعددة الاستعمالات بالإضافة الى مستشفى اسبيتار الذي يقصده معظم نجوم كرة القدم للعلاج.

اما الشيخ محمد فهو فارس وقائد منتخب قطر لسباقات القدرة والتحمل، في حين يهوى الشيخ جوعان السباحة ويملك حاليا افضل الاسطبلات في العالم لتربية الخيول، اما الشيخة موزة زوجة الامير السابق فترأس مؤسسة قطر التي اصبحت قبل ثلاث سنوات اول جهة ترعى قميص نادي برشلونة، مثال اخر ذو دلالة، حصول الخطوط الجوية القطرية على رعاية برشلونة اعتبارا من الموسم الحالي.

وخرجت قطر ايضا ابطالا عالميين امثال سائق الراليات ناصر العطية التي احرز سباق رالي دكار الشهير وبرونزية منافسات الدبل تراب في دورة الالعاب الاولمبية في لندن عام 2012، كما احرز معتز برشم خريج اكاديمية اسباير ميدالية من المعدن ذاته في العاب لندن ايضا. واقترحت قطر على اللجنة المنظمة لدورة فرنسا الدولية للدراجات ان ينطلق السباق من العاصمة الدوحة في السنوات المقبلة وهي فكرة لم يستبعدها مدير السباق الذي يعتبر الاشهر في العالم في هذا الاختصاص.

ولم يقتصر اهتمام العائلة المالكة بالاستثمار في الرياضة محليا، بل تخطاها الى العالمية حيث اشترى الشيخ تميم نادي باريس سان جرمان عام 2011، وسرعان ما نجح الفريق في احراز الدوري المحلي الموسم الماضي وذلك للمرة الاولى بعد صيام دام 19 عاما، وهو مرشح للاحتفاظ بلقبه هذا الموسم والمنافسة بقوة على دوري ابطال اوروبا.

وكان الشيخ عبد الله بن ناصر ال ثاني اشترى نادي ملقة الاسباني عام 2010 مقابل 36 مليون يورو وضخ مبالغ ضخمة للتعاقد مع لاعبين جدد ما سمح للفريق في التأهل الى دوري ابطال اوروبا للمرة الاولى في تاريخه حيث حقق المفاجأة ببلوغ الدور ربع النهائي، ولم يقتصر الاستثمار على كرة القدم فقط بل الى رياضات اخرى مثل كرة اليد والفروسية وغيرها.

والى جانب الاستثمارات، لعبت شبكة الجزيرة الرياضية (اصبحت الان تعرف بشبكة بي اين) دورا كبيرا في توسيع رقعة الامتداد القطري في ميادين الرياضة العالمية من خلال شرائها لحقوق اهم البطولات الاوروبية والعالمية.

وباتت الجزيرة المصدر الرئيسي ان لم يكن الوحيد لنقل الاحداث الرياضية العالمية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بعد ان احتكرت أهم الاحداث من كأس العالم وكأس اوروبا وبطولات الاندية الاوروبية ومعظم الدوريات الاوروبية لكرة القدم بالإضافة الى الالعاب الاولمبية، فضلا عن بطولات عالمية اخرى في كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة وغيرها.

يلخص الخليفي هدف القناة قائلا "انه يعزز الوجه المشرق للجزيرة الرياضية التي بات ينظر اليها ككيان اعلامي عربي ينشد ايصال رسالة سامية للشباب العربي من المحيط الى الخليج، وايضا لكل الرياضيين من شتى بقاع الدنيا، حيث تجمعنا محبة الرياضة وفلسفتها نحو التلاقي والتعايش بين الامم"، واضاف "الرياضة عالمنا، والعالم ملعبنا".

ويؤكد امين عام اللجنة الاولمبية القطرية الشيخ سعود به عبد الرحمن ال ثاني ان الاهتمام بالرياضة هو احد الاهداف الاستراتيجية لهذه الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالنفط والغاز بقوله "الرياضة اولوية لدولة قطر وتدخل ضمن رؤية 2030، وقد بدأنا بها قبل عشر سنوات ولم تأت من فراغ" مضيفا "ان رؤية دولة قطر واللجنة الاولمبية برئاسة الشيخ تميم بن حمد هي +لنكن وطنا رائدا يجمع العالم من خلال الرياضة".

وتابع "المسؤولون في دولة قطر يعتقدون ان الرياضة هي أهم استثمار في الشباب، رياضيا وصحيا وثقافيا، فضلا عن فوائدها الاعلامية والسياحية وعلى صعيد البنية التحتية"، لقد راهنت قطر بقوة على الرياضة في السنوات الاخيرة وكان رهانها في محله.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25/شباط/2014 - 24/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م