شبكة النبأ: تعاني الثقافة لعربية
الكثير من التحديات والمشاكل التي أسهمت وبحسب بعض المتخصصين بتدهور
الثقافة التي أصبحت تخضع للكثير من للتأثيرات والصراعات السياسية
والاجتماعية التي اثر بشكل سلبي على بناء المثقف الذي أصبح شبه مغيب عن
ساحة الإبداع والتواصل بسبب الجهل الإهمال المتعمد من قبل بعض أنظمة
الحكم الحالية لدور الثقافة والمثقف وهو ما اثر على ثقافة المجتمع بشكل
عام.
لكن وعلى الرغم من كل تلك المشاكل لا تزال بعض الحكومات تسعى الى
إبراز ارثها الثقافي من خلال إقامة بعض المهرجانات والمسابقات الثقافية
والأدبية المتنوعة لأجل إظهار الثقافة العربية بالشكل الحقيقي كما يقول
البعض. وفي ما يخص تلك النشاطات فقد أعلنت لجنة ادارة المهرجانات
والبرامج الثقافية والتراثية في امارة ابوظبي انها تخصص جوائز بقيمة
104 مليون درهم (28,3 مليون دولار) للفعاليات والمسابقات التي تنظمها
في 2014، ما يعكس جهود العاصمة الاماراتية لتكريس نفسها عاصمة ثقافية
في المنطقة.
واللجنة التي تأسست عام 2013 بعد اعادة هيكلة الهيئات الثقافية
والسياحية التابعة لأمارة ابوظبي، تنظم خصوصا مهرجان الظفرة للتراث
البدوي ومهرجان ليوا للرطب، فضلا عن البرنامجين التلفزيونيين "شاعر
المليون" و"امير الشعراء" اللذين يتمتعان بشعبية كبيرة. وقال رئيس
اللجنة محمد خلف المزروعي في بيان ان اللجنة "اعدت خطة عمل طموحة لعام
2014 تنطلق من تحقيق أهدافها ورؤيتها في استدامة الهوية الوطنية
والتراث الإماراتي من خلال الحفاظ على الموروث الشعبي وتشجيع المجتمع
المحلي على ممارسته بمختلف أشكاله والترويج له على الصعيد العالمي
وتفعيل النشاطات والممارسات التراثية والثقافية المرتبطة بالعادات
والتقاليد بما يساهم في تعزيز الروابط الإنسانية والمجتمعية".
وكشف المزروعي أن اللجنة ستنظم في 2014 "عشر فعاليات كبرى ما بين
مسابقات وبرامج ثقافية ومهرجانات تراثية، يفوق مجموع جوائزها 104 مليون
درهم إماراتي (28,3 مليون دولار)".
وتستعد اللجنة لاطلاق الموسم السادس من مسابقة "شاعر المليون" ، وهو
كناية عن مسابقة في الشعر النبطي. ويمنح برنامج "شاعر المليون" جوائز
ومكافآت تشجيعية للشعراء المشاركين تزيد عن 22 مليون درهم إماراتي (ستة
ملايين دولار).
وبالتناوب مع برنامج "شاعر المليون" تنظم اللجنة مسابقة وبرنامج
"أمير الشعراء" لشعر العربية الفصحى مرة كل عامين، حيث ينطلق الموسم
السادس مع نهاية العام الجاري 2014. ويفوق مجموع جوائز البرنامج 800
الف دولار. كما تقدم اللجنة ملايين الدولارات من الجوائز من خلال
مهرجان الظفرة الذي يعد اكبر مهرجان في العالم لحياة البداوة وللجمال،
وكذلك في مهرجان ليوا المخصص لثمار النخيل (الرطب) وللممارسات
التقليدية الشعبية، وذلك في واحة ليوا في صحراء الربع الخالي.
ويجتمع سنويا في الظفرة بجنوب غرب ابوظبي، الالاف من مربي الابل
الذي يأتون من سائر الدول الخليج مع الالاف من رؤوس الابل، للمشاركة في
مسابقات المزاينة والسباقات ولاتمام صفقات لشراء هذا الحيوان المحبب
لدى اهل البادية. واضافة الى لجنة المهرجانات، تقدم هيئات اخرى في
ابوظبي جوائز ضخمة مخصصة للثقافة، بما في ذلك جائزة الشيخ زايد للكتاب
التي تقدمها هيئة ابوظبي للسياحة والثقافة، بموازاة معرض ابوظبي الدولي
للكتاب الذي يعد اكبر معرض للكتاب في المنطقة. بحسب فرانس برس.
وتسعى امارة ابوظبي لتكريس نفسها عاصمة ثقافية للمنطقة، وهي تنفذ
مشاريع طموحة مثل متحفي اللوفر وغوغنهايم على جزيرة السعديات. كما تبني
على جزيرة السعديات متحف الشيخ زايد الوطني بالتعاون مع المتحف
البريطاني. وقد وضع تصميم متحف اللوفر المعماري الفرنسي جان نوفيل فيما
صمم متحف غوغنهايم الاميركي فرانك غيري، اما متحف الشيخ زايد فوضع
تصاميمه البريطاني نومرن فوستر. وتنظم ابوظبي ايضا مهرجانا دوليا
للسينما ومهرجانا للموسيقى الكلاسيكية فضلا حفلات لكبار النجوم
العالميين، وتتوالى فيها العروض والمعارض الفنية التي تطرق مختلف انواع
الفنون التقليدية والمعاصرة.
كبار خارج القائمة
من جانب اخر أعلنت القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية
العربية المعروفة بالبوكر العربي، وخلت للعام الثاني على التوالي من
كبار الروائيين العرب الذين ترشحت أعمالهم في القائمة الطويلة المعلنة
سابقا. وأعلنت القائمة القصيرة في مؤتمر صحافي عقد في العاصمة الاردنية
عمان وصدرت في بيان. وتضم القائمة ست روايات هي "لا سكاكين في مطابخ
هذه المدينة" للسوري خالد خليفة، و" فرانكشتاين في بغداد" للعراقي أحمد
سعداوي، و"طائر أزرق نادر يحلق معي" للمغربي يوسف فاضل، و"طشاري"
للعراقية إنعام كجه جي، و"تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية" للمغربي
عبد الرحيم لحبيبي، و"الفيل الأزرق" للمصري أحمد مراد. وخرجت من
القائمة أعمال لروائيين مرموقين مثل المصري ابراهيم عبد المجيد،
والفلسطيني ابراهيم نصر الله، والكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، والجزائري
واسيني الأعرج، والسوداني أمير تاج السر، والعراقي عبد الخالق الركابي.
وبحسب البيان الصادر عن المنظمين، تغطي الروايات الست المختارة في
القائمة القصيرة طيفا لافتا من حيث الموضوع ومن حيث الشكل، فهي تتضمن
نصا مثيرا عن السجن من المغرب٬ وقصة عائلة عراقية تواجه الشتات حول
العالم منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى الوقت الحالي٬ وحكاية
فرانكشتاين الذي يطلع في بغداد ويرهب أهلها ومتابعة قوى الأمن له٬ وقصة
رجل يطوف الشمال الأفريقي والشرق الأوسط باحثا عن المعرفة٬ ورواية تحكي
صراع البقاء لعائلة في حلب٬ إضافة لرواية إثارة سيكولوجية تدور أحداثها
في مستشفى للأمراض النفسية في القاهرة.
واختيرت القائمة القصيرة التي تضم الروايات الست من بين الروايات
الست عشرة التي كانت على القائمة الطويلة المعلنة في وقت سابق، من بين
156 رواية من 18 بلدا. وسيعلن عن اسم الفائز في الجائزة يوم 29 نيسان/ابريل
القادم في احتفال يقام في أبوظبي عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي
للكتاب. وتعد الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختص بمجال
الإبداع الروائي في اللغة العربية، وهي اطلقت في العام 2007. بحسب
فرانس برس.
ويحصل كل من المرشحين الستة في القائمة القصيرة على عشرة الاف دولار
أميركي، كما يحصل الفائز بالجائزة على خمسين الف دولار أمريكي إضافية.
وحضر المؤتمر أعضاء لجنة التحكيم الخماسية التي يرأسها الناقد
والاكاديمي السعودي سعد البازعي، ويشارك فيها كل من الناقد والأكاديمي
العراقي عبد الله ابراهيم، والأكاديمي التركي المتخصص في تدريس العربية
وترجمة أدبها إلى التركية محمد حقي صوتشين، والصحافي والروائي والمسرحي
الليبي احمد الفيتوري، والأكاديمية والناقدة والروائية المغربية زهور
كرام.
رسم المدن العربية
الى جانب ذلك أوصى أكثر من 25 تشكيليا عربيا وأجنبيا في ختام (ملتقي
الأقصر الدولي السادس للتصوير) بإقامة بينالي إفريقي للفنون التشكيلية
وإنشاء أكاديمية دولية لدراسة تراث الفن الفرعوني بمدينة الأقصر وتبني
مشروع لرسم المدن العربية على أن تكون البداية بالعاصمة الأردنية عمان.
والملتقى الذي يقام سنويا يشارك خلاله فنانون في مدينة الأقصر المصرية
الجنوبية وهي أكبر متحف مفتوح في العالم. واختتمت الدورة السادسة بحضور
تشكيليين من دول عربية وأجنبية منها الهند والصين والدومينيكان
والبرتغال وصربيا واليونان والكويت والأردن والإمارات والمغرب
والسعودية والسودان ومصر أما روسيا فكانت ضيف الشرف.
وأوصى الملتقى بإقامة بينالي إفريقي للفنون التشكيلية بالتنسيق مع
المؤسسات الثقافية الإفريقية "دعما لأواصر التعاون مع عمقنا (مصر)
الإفريقي" وإتاحة لتبادل الخبرات الفنية بين فناني القارة السمراء
وتبني إبداعاتهم. وكرم الملتقى في حفل الختام بحضور طارق سعد الدين
محافظ الأقصر كلا من الأميرة الأردنية وجدان الهاشمي وهي حاصلة على
الدكتوراه في تاريخ الفن الإسلامي والمستشرق الروسي ميخائيل بيوتروفسكي
مدير متحف الأرميتاج في بطرسبورج والتشكيلي المصري سامي رافع أستاذ
الفنون الجميلة وصاحب الأعمال الصرحية ومنها النصب التذكاري للجندي
المجهول في حي مدينة نصر بالقاهرة والصور الجدارية لمترو الأنفاق
وقاعدة مسلة رمسيس الثاني الأثرية أمام مطار القاهرة الدولي.
وأقام قطاع صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة المصرية وهو منظم
الملتقى قبل أيام معرض (ملتقى الأقصر الدولي للتصوير) في قصر الفنون
بدار الأوبرا بالقاهرة وضم أكثر من 300 لوحة أنجزها 120 فنانا من 40
دولة عربية وأجنبية في الدورات الخمس الماضية. وقال محمد أبو سعدة رئيس
قطاع صندوق التنمية الثقافية في وقت سابق في بيان إن الملتقى يعيد
"إحياء مشروع مراسم الأقصر لإتاحة الفرصة أمام الفنانين المصريين
والدوليين للإبداع في جو تاريخي يزخر بالتراث والآثار المصرية
القديمة."
وكان التشكيلي المصري محمد ناجي أنشأ عام 1941 مرسم الأقصر الدولي
لتعويض صعوبة إرسال طلبة الفنون الجميلة للخارج بسبب الحرب العالمية
الثانية وظل المرسم يستقبل طلبة الفنون حتى عام 1967. وأوصى الملتقى
أيضا بإعادة مشروع مراسم الأقصر وتزويدها بالإمكانات والأدوات التي
تتيح إقامة "50 فنانا على الأقل" على أن تتولى الإشراف على إدارة
المشروع لجنة تضم في عضويتها خمسة تشكيليين هم السوداني راشد دياب
والأردني هاني حوراني والمصريين إبراهيم غزالة وحسن عبد الفتاح والناقد
محمد بغدادي. بحسب رويترز.
وتقع مدينة الأقصر على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة وكانت
عاصمة لمصر في عصر الدولة الفرعونية الحديثة التي يطلق عليها مؤرخون
وأثريون عصر الإمبراطورية (نحو 1567-1085 قبل الميلاد) وتضم المدينة
كثيرا من أشهر آثار الفراعنة ومنها معابد الأقصر وهابو والكرنك ومتحفا
الأقصر والتحنيط.
في حضرة درويش
في السياق ذاته وفي إطار سعي القائمين على متحف محمود درويش في رام
الله الى اعادة جسور التواصل مع المثقفين العرب عبر برنامج "مبدع في
حضرة درويش" استضاف البرنامج كاتبا من الكويت. وقال سعود السنعوسي
الروائي الكويتي الشاب الحاصل على جائزة "البوكر" عن روايته (ساق
البامو) لعام 2013 انه تفاجأ بهذه الحفاوة التي لقيها في فلسطين. وشارك
السنعوسي في برنامج "مبدع في حضرة درويش" تحدث فيه عن تجربته الادبية
في كتابة الرواية وقراره بالقدوم الى فلسطين رغم العديد من الاصوات
التي دعته للعدول عن الفكرة. وقال "يبقى ان اقول في البدء انني كنت
قلقا (من الحضور الى هنا). وهناك مواقف صعبة.. الكثير من الاصوات طلبت
مني عدم القدوم ولكني سألت من اتوا وقررت القدوم."
ومرت العلاقات الفلسطينية الكويتية بأوقات صعبة في التسعينات من
القرن الماضي بعد الغزو العراقي للكويت وتاييد بعض المسؤولين
الفلسطينيين لذلك الامر الذي ادى الى طرد مئات الاف الفلسطينيين
العاملين في الكويت بعد تحريرها. وبدأت هذه العلاقات تعود الى سابق
عهدها بعد زيارة رسمية قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2004
على رأس وفد رفيع قبل ان يتولى منصبه الحالي وقدم اعتذارا رسميا وعلنيا
عن الموقف الفلسطيني من الغزو العراقي للكويت.
ونجح عباس قبل عام في اعادة العلاقات الدبلوماسية الفلسطينية
الكويتية وعين سفيرا بعد انقطاع استمر 22 عاما. وقال السنعوسي (32 عاما)
الذي بدا عليه التأثر الواضح من استقبال الناس له "لابد ان اتحدث عن
سعادتي منذ وصولي وانا متفاجئ بهذه المحبة. سعيد ان اكون في فلسطين
لأول مرة ولن تكون الاخيرة."
واستعرض السنعوسي جملة من ظروف كتابته لروايته الاخيرة (ساق البامو)
التي كانت زيارته الى الفلبين جزءا اساسيا فيها. وقال "لن ادعي انني
سافرت الى الفلبين من اجل كتابة الرواية ولكن زيارتي الى هناك لامضاء
بعض الوقت وما حدث فيها قادني الى كتابة هذه الرواية." واوضح السنعوسي
انه استفاد كثيرا من تجربته في كتابة روايته (سجين المرايا) وتعلم
الكثير من النقد الذي وجه اليها. وقال "اهم ما تعلمته ان الرواية حدث
فلا يجب الاغراق في الوصف ان لم يكن هناك حدث."
وظهر من النقاش الذي جرى بعد العرض الذي قدمه السنعوسي لروايته ان
هناك العديد من الفلسطينيين من قرأ هذه الرواية حتى ان احد اساتذة
جامعة بيرزيت اختارها لتكون مرجعا لطلابه في الدراسات العليا. واختلطت
امسية السنعوسي التي عادة ما تخصص للادب بالسياسة التي طغى على مشهدها
العلاقات الفلسطينية الكويتية. ووعد السنعوسي ان ينقل كل ما رآه
والحفاوة التي لقيها الى ابناء جيله في الكويت على الا تكون هذه زيارته
الاخيرة.
ووصف القيادي الفلسطيني نبيل عمرو الذي حضر الامسية الكويت بانها "توأم
فلسطين الفعلي." واستمع السنعوسي الى كثير من الاشادة والاعجاب ممن
قدموا مداخلات بعد انتهائه من عرض تجربته الابداعية التي حاوره فيها
ايهاب بسيسو. ويستعد متحف درويش لاستضافة الروائية الكويتية ليلى
العثمان في اطار برنامج "مبدع في حضرة درويش". وسبق لروائيين من
الجزائر والعراق والاردن وتونس المشاركة في هذا البرنامج. بحسب رويتر.
وقال سامح خضر مدير المتحف بعد الامسية "نحن نسعى لإعادة جسور
العلاقة الاخوية بين الشعبين الفلسطيني والكويتي التي هدمتها السياسة."
واضاف "نرى في استضافة روائيين من الكويت الشقيق طابعا خاصا في هذه
الامسيات التي اطلقناها منذ ما يقارب العام." وعمل الفلسطينيون على
انشاء حديقة على تله جنوب غرب رام الله تطل على القدس تخليدا لذكرى
شاعرهم الراحل محمود درويش حملت اسم قريته (البروة) وتضم اضافة الى
قبره متحفا لمقتنياته وقاعة تتسع لمئة شخص. وكتب حسن البطل في عموده
اليومي في جريدة الايام "لا اظن بلدا عربيا اكرم شاعره القومي بمتحف
جميل يحتوي قبره كما فعل الفلسطينيون ازاء شاعرهم القومي وربما لا تشهد
قاعات ثقافية عربية نشاطات متنوعة كما في قاعة الجليل."
4000 مخطوط قديم
على صعيد متصل بدأت مكتبة الأقصى في القدس مشروعا لإعداد نسخ رقمية
لمقتنياتها من المخطوطات العربية القديمة لإتاحة الإطلاع عليها
للباحثين في مختلف أنحاء العالم عن طريق الإنترنت. ويقال إن المكتبة
القائمة بالقرب من المسجد الأقصى في القدس الشرقية تضم 130 ألف كتاب
منها 4000 مخطوط بعضها يرجع إلى قبل نحو 1000 عام. وحصلت المكتبة على
تلك المخطوطات القديمة في أعقاب نداء وجهه المجلس الأعلى للشؤون
الإسلامية إلى العالم الإسلامي في عشرينات القرن الماضي لحفظ المخطوطات
الإسلامية القديمة في القدس.
وبدأ حامد أبو طير مدير مكتبة الأقصى العام الماضي مشروعا لنسخ 2000
مخطوط رقميا بهدف الانتهاء من وضعها على الإنترنت بحلول عام 2015. وقال
أبو طير "نتيجة الظروف التي تعيشها القدس وعدم تمكن وصول طالب العلم من
البلدان العربية والإسلامية إلى هذه المكتبة حتى يستفيد منها فنحن
معنيون بأن نوصل المعلومة إليهم. فطرأت فكرة أنه وضع هذه المكتبة على
الإنترنت حتى يتمكن طالب العلم المسلم في أي بلد كان في بلاد المسلمين
والعرب أن يصل إلى هذه المعلومة بكل يسر وسهولة."
ومقتنيات مكتبة الأقصى من المخطوطات القديمة تتناول مختلف فروع
المعرفة من الطب والرياضيات إلى علوم الدين. وقال أبو طير إن مشروع
الحفظ الرقمي سيشمل في الإجمالي 4000 مخطوط قديم. وأوضح مدير المكتبة
أن المخطوطات ظلت عدة سنوات مكدسة بغير ترتيب خلال النصف الأول من
القرن الماضي. وقال "نحن بدأنا أولاً بإعادة فهرستها تنظيمها وترتيبها
وبإعادة تجميع المخطوطات التي كانت مكدسة بأكياس وكراتين وأمورها فوضى.
قمنا بالاستعانة بخبراء مخطوطات بترتيبها وإعادتها وعمل كتب كاملة منها."
وكانت المكتبة أغلقت أبوابها بين عشرينيات وأربعينيات القرن الماضي
ثم أعيد فتحها للجمهور في السبعينيات. وذكر أكرم الأشقر مصمم المواقع
الإلكترونية أن أهمية مشروع نسخ مقتنيات مكتبة الأقصى رقميا ترجع في
الأساس إلى تسهيل نشر المواد التي تحويها تلك الوثائق القديمة. وقال "هي
أهمية وجود المعلومات بشكل إلكتروني في هذا العصر اللي نحن بنعيش فية.
يساهم بأن.. إمكانية أكبر للوصول للمعلومات لعدد ولشريحة أكبر من الناس.
هي بتكون متاحة لكل سكان العالم المهتمين طبعا لهذه المعلومات.. أنهم
يدخلوا ويطلعوا عليها.
زائد أن فيه إمكانية بدل لمس المعلومات باليد.. بتعرف مخطوطات قديمة
وتاريخية مش بسهولة أن الإنسان يمسكها بيده. فهي في ظروف خاصة.. يتم
مسحها وعمل سكان (مسح ضوئي) لها وتحويلها لشكل ديجيتال وبالتالي بهذه
الطريقة ممكن إعادة استخدامها إلكترونيا عدة مرات بدون ما تتلف الأصلية."
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 ثم
أعلنت ضم القدس الشرقية في وقت لاحق في خطوة لا يعترف بها المجتمع
الدولي.
إحراق مكتبة قديمة
من جانب اخر أدان عدد من المفكرين ورجال الدين والسياسيين
اللبنانيين وتظاهر مئات الأشخاص كذلك في طرابلس إثر إحراق مكتبة قديمة
يملكها الكاهن الأرثوذكسي إبراهيم سروج تضم الكثير من المخطوطات والكتب
القيمة. وعبر مئات الأشخاص في طرابلس عن غضبهم لقيام مجهولين بإحراق
مكتبة السائح التي يملكها الكاهن الأرثوذكسي إبراهيم سروج في وسط
طرابلس وتضم الكثير من المخطوطات والكتب القيمة.
وكان مجهولون أقدموا على إحراق المكتبة ما أدى إلى إحراق نحو ثلثي
الثمانين ألف كتاب ومخطوطة التي تضمها المكتبة، حسب ما أفاد مسؤول
أمني. وأضاف المسؤول الأمني أن الحريق المفتعل حصل غداة العثور على نص
"مهين للإسلام وللنبي محمد داخل مخطوطة كانت المكتبة أرسلتها للطبع ما
أثار غضب شبان قاموا بإحراق المكتبة ويجري البحث عنهم حاليا لإلقاء
القبض عليهم". وأضاف المصدر نفسه "من البديهي القول أن لا علاقة للكاهن
على الإطلاق" بهذا النص. بحسب فرانس برس.
ودان العديد من المسؤولين اللبنانيين هذا العمل وبينهم رئيس حكومة
تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، مفتي الشمال مالك الشعار هو الآخر دان
إحراق المكتبة وقال "لقد هالنا ما حصل بالأمس من عمل شائن أدى إلى حرق
مكتبة السائح في طرابلس والعائدة إلى رجل الفكر والحوار والانفتاح الأب
سروج"، معتبرا أن "رجلا بهذا العطاء للبلد ولقضاياها الأساسية لا يكافأ
بحرق مكتبته" وأن "هذه الفعلة النكراء والشائنة لا يمكن أن تكون صادرة
عن أناس يعرفون الله تعالى". وأكد المفتي من جهة ثانية أن "الأب سروج
لا علاقة له بالنص الذي نسب إليه وما تضمنه من إساءة إلى الإسلام".
وقال الأب سروج في تصريح صحافي أنه "يصفح" عن الذين احرقوا المكتبة.
وتضم المكتبة التي ورثها الأب سروج عن والده العديد من المخطوطات
النادرة ووثائق حول تاريخ طرابلس ونسخا قديمة من القرآن والإنجيل. |